رواية وانقطعت الخيوط كاملة بقلم ميمي عوالي عبر مدونة دليل الروايات
رواية وانقطعت الخيوط الفصل الخامس و العشرون 25
كان مدكور يجلس بغرفة مأمور السجن الاحتياطى الذى تم ايداع سليمان به الى ان تنتهى التحقيقات ، ليدق احد الجنود الباب و يدخل ساحبا سليمان المكبل يديه معا بنفس القيد قائلا : المتهم سليمان الانصارى يا فندم
المأمور : فك له الكلبشات و انصرف يا عسكرى
و بعد ان انصرف الجندى ، نهض المأمور قائلا بكياسة : انا هسيبكم مع بعض شوية و هرجعلكم تانى
مدكور بامتنان : اتفضل يا افندم
كان سليمان طيلة الوقت ينظر الى مدكور بغل و ما ان انصرف المأمور حتى قال بحقد : بقى انت يا صرصار تبلغ عنى انا ، فاكر نفسك مين عشان تعمل راسك براسى و تتفق عليا مع شلة الحثالة اللى انت زيهم
مدكور بتؤدة : مش انا اللى صرصار يا سليمان ، الصراصير دى اللى بتستخبى فى الشقوق ، لكن انا عمرى ما استخبيت عشان عمرى ما عملت حاجة فى الضلمة و لا عمرى عملت حاجة اخاف منها زيك ، و شلة الحثالة اللى بتتريق عليها دى .. اظن ان انت اللى حفيت عشان توصل ودهم و تشتغل معاهم مش العكس
سليمان بحنق : جاى ليه يا مدكور .. جاى عشان تشمت فيا مش كده ، بس مش عاوزك تفرح اوى كده ، انا مش هفضل هنا كتير
مدكور : اشمت فيك ، طب هشمت فيك ليه ، اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين
سليمان بحقد : اومال جاى لحد عندى ليه
مدكور : لان عندى سؤال مهم عاوز اعرف اجابته منك با سليمان
سليمان بقلة صبر : و سؤال ايه ده بقى ان شاء الله ، و مين قال لك اصلا ان لو عندى اجابة لسؤالك ده انى هجاوبك عليه
مدكور : طب مش لما تعرف السؤال الاول
سليمان بصلف : قول اللى عندك و خلصنى
مدكور : ليه
سليمان بدهشة : هو ايه اللى ليه
مدكور : ليه عملت كده ، انت ماكنتش ناقص فلوس ابدا عشان توصل بيك انك تتاجر فى السل/اح ، و حتى لو كنت محتاج فلوس ، ايه .. ضميرك عمره ما انبك فى اى خطوة كنت بتخطيها ، كان بيجيلك نفس تأكل ازاى وانت عارف ان كل فلوسك حرام ، اكلك و لبسك و شربك و حياتك كلها حرام فى حرام ، ماكنتش بتندم على كل نقطة دم كانت بتنزل بسببك ، و كل روح كانت بتموت بسبب تجارتك ، ماكنتش بتغير على بنتك و هى من حضن ده لحضن ده و انت واقف تتفرج
سليمان بغضب : مالكش دعوة ببنتى ، انت مش طلقتها و خلصنا خلاص ، مالك بيها تانى
مدكور بسخرية : اللى يسمعك و انت بتتكلم يقول انك راجل حمش و بتغير على اهل بيتك ، رغم انك بالنسبة لها مش اكتر من قواد
سليمان بحنق : اخرس و امشى من هنا انا مش عاوز اشوف وشك
مدكور : صدقنى و لا انا كمان عاوز اشوفك ، بس الحقيقة لما زرت بنتك صعبت عليا انك كنت ابوها
لتبهت ملامح سليمان و يقول : انت روحت لها
مدكور : و لقيتها مش عارفة هى ضيعت عمرها ده كله عشان خاطر مين و ليه
نفسى اعرف كنت بتفكر فى ايه و انت بتخططط انك تستولى على المجموعة بتاعتى ، ايه ، كنت شايفنى ضعيف اوى كده و مش هقدر ادافع عن حاجتى للدرجة دى ، كنت متصور انى ممكن اسكت على حاجة زى دى لو قدرت تعملها
و غير كده ، ازاى خيالك المريض ده صور لك انى ممكن اشاركك فى تجارتك المشبوهة دى
بس تعرف .. لما قعدت افكر فى الكلام ده مالقيتش غير اجابة واحدة
سليمان بسخرية : و ايه بقى الاجابة دى يا فصيح زمانك
مدكور : انك بتغير منى يا سليمان ، بتغير من نضافتى و سمعتى بين الناس اللى انت ماقدرتش تعمل زيها ، و كان الحل بالنسبة لك ، انك بدل ما تحاول انك تنضف زيى ، قلت تلوثنى زيك بالظبط
سليمان بحقد : و لما انت عارف كل الكلام ده ، ليه كنت قابل انك تشتغل معايا السنين اللى فاتت دى كلها
مدكور : ما انكرش انى كنت بحاول اكسر سمك ، لكن اكتشفت ان كلام مراد من البداية كان صح ، و انى كان المفروض ابعد عنك من زماان ، لكن لما لقيتك عاوز تصيدنى ، قلت و ماله خلينا نلعب و نتسلى .. و ادينى انا اللى اصطادتك فى الاخر
سليمان بحدة : ماتفرحش اوى كده ، صدقنى قعادى هنا مش هيطول ، و كل اللى اشتركوا فى دخولى هنا هيدفعوا التمن غالى و غالى اوى كمان
مدكور : تبقى بتحلم ، المرة دى كل حاجة على مقاسك بالظبط و مش هتعرف تشيلها لحد تانى زى ما سبق و عملتها ، رغم ان حتى دى هتتحاسب عليها من اول و جديد ، و احب اقول لك ان بنتك اعترفت بكل حاجة
سليمان بحدة : غبية
مدكور : بالعكس ، هى فهمت ان خلاص ماممنوش فايدة ، و ياريت انت كمان تاخدها من قصيرها و تعترف .. لان خلاص الانكار مابقاش ينفع و لا هيشفع ، و كل شركاتك اتحجز عليها و هتتباع بالمزاد العلنى ، بس طبعا تم الاتفاق الضمنى بين كل الشركات ، ان انا و جاسر اللى هناخدهم ، شفت بقى.. كان نفسك تضم المجموعتين على بعض وعشان بس تعرف غلاوتك عندى ، ادينى حققت لك اللى كنت بتتمناه و ضمتهم بس تحت اسم العزيزى و علم الدين ، و اسم الانصارى ده خلاص كأنه لم يكن
ليهجم سليمان بشراسة على مدكور و هو يصرخ بهياج : ده انا اقت/لك قبل ما ده يحصل ، ليدخل الجندى المنوط بالحراسة مهرولا و يقيد سليمان ساحبا اياه بعيدا عن مدكور ليعيده الى محبسه مرة اخرى
أما مدكور فوقف ينظر الى سليمان بندية و قال بصوت عال حتى يسمعه سليمان اثناء ابتعاده بصحبة الحارس : المرة دى القاضية يا سليمان .. كش ملك .. الملك مات يا سليمان
……………….
بعد مرور خمسة اشهر بالقاهرة ، كانت رهف تجلس بالاتيلية الخاص بها بالزمالك و هى تشرف على تنفيذ احدى تصميماتها ، و توجه القائمين على التنفيذ الى التعديلات المطلوبة ، وبعد ان تأكدت من تنفيذ توجيهاتها ، توجهت الى مكتبها لتجد مراد جالسا بالداخل و هو يمسك بيده احد دفاتر الرسم الخاصة بها فتقول ببهجة : اهلا يا مراد .. ايه المفاجأة الحلوة دى ، انت هنا من امتى
لينهض مراد مستقبلا اياها بضمة هادئة و قبلة على رأسها و قال : من حوالى نص ساعة ، جيت لقيتك فى الورشة فمارضيتش اعطلك و جيت استناكى هنا
رهف : و يا ترى ايه سبب تشريفك ليا بالزيارة العظيمة دى
مراد : اعمل ايه .. وحشتينى ، و ما بقيتش عارف اتلم عليكى
رهف باعتذار : حقك عليا ، انا عارفة انى انشغلت عنك الفترة دى ، بس انت عارف الديفلية خلاص فاضل عليه ايام ، و بعدها ….
مراد بامتعاض : و بعدها هتسافرى على تركيا عشان الديفيلية اللى هناك
رهف بابتسامة لعوب و هى تعبث بازرار ملابسه : ما انت هتبقى معايا هناك ، مش انت وعدتنى انك مش هتسيبنى اسافر وابعد عنك ابدا
مراد بمرح : خدى بالك انتى بتخمى
رهف ضاحكة : يا عم ماتسيبنى اخم مرة ، مانت على طول بتخمنى و انا ما بتكلمش
مراد بحب ممزوجا بالاهتمام : انتى بتجهدى نفسك جامد الفترة دى و انا قلقان عليكى ، انتى خلاص على وش ولادة .. يعنى لازم ترتاحي
رهف : اكتر حاجة بسطانى انى هلحق اخلص كل ده ان شاء الله قبل الولادة ، عشان اولد بمزاج
مراد ضاحكا : و هى الولادة كمان فيها بمزاج و من غير مزاج
رهف : ااه طبعا اومال ايه ، لو انا مالحقتش اخلص كل التزاماتى قبل الولادة ، مش هعرف اركز فى اللى عاوزة اعمله و انا بولد
مراد : و هتعملى ايه بقى و انتى بتولدى مش فاهم
رهف بحب : اول حاجة هعملها انى هدعيلك
مراد و هو يركز بعينيها بابتسامة دافئة : و يا ترى بقى هتدعيلى بايه
رهف : ان ربنا يخليك تفضل تحبنى على طول و مايحرمنيش من حبك ابدا
مراد ضاحكا : انتى كده بتدعيلى و اللا بتدعى لنفسك
رهف بامتعاض : بدعيلنا احنا الاتنين
مراد : ازاى بقى
رهف بتوضيح : ماهو طبعا لما انت تفضل تحبنى انا كمان هفضل احبك
مراد : امممم … تبادل مصالح يعنى
رهف بمرح : يعنى
مراد : طب و هتعملى ايه كمان غير انك تدعيلى
رهف : هدعى لبابا و هدى و امينة و دادة زينب ، و هدعى كمان لولادنا ان ربنا يجعلهم صالحين و فالحين
مراد : بس انتى نسيتى حد مهم اوى فى دعواتك دى كلها
رهف بفضول : مين
مراد : انتى يا حبيبتى
رهف بحب : انا هبقى سعيدة و مبسوطة و بخير طول ما انتم كلكم حواليا و دايما بخير
و كان عرض الازياء الخاص برهف محط انظار العديد من صفوة المجتمع ، كما تحدثت عنه الكثير من المواقع الاليكترونية ، خاصة بعد النجاح الساحق الذى حققه ايضا العرض الذى اقيم بتركيا ايضا ، و الذى تصدرت صور رهف بسببه العديد من الصحف و المواقع الالكترونية بسببه
وبعد عودة رهف و مراد الى ارض الوطن مرة اخرى ، كان مدكور باستقبالهما بفيلا رهف و التى هرولت لاحضان ابيها باشتياق قائلة : بابا .. وحشتنى اوى
مدكور بتحذير : على مهلك بس بالراحة ، انتى ناسية انك شايلة جواكى فرد تانى من عيلة العزيزى و اللا ايه
لتقبله قائلة : فرد من عيلة العزيزى و احلى حاجة فيه انك هتبقى جده
مدكور ضاحكا : من يوم ما ما فردتى جناحاتك و قطعتى خيوطك و انتى بقيتى بكاشة كبيرة اوى يا بنت مدكور
رهف بحب : ماقلت لك قبل كده ان مهما الخيوط انفرطوا هفضل دايما لماهم بايديا ، انا عمرى ما اقدر استغنى عنك و لا عن توجيهاتك و خيوطك ابدا
ليضمها مدكور و يجلسها تحت جناحه قائلا بمرح ممزوج بالسعادة و الاهتمام فى آن واحد : طب تعالى احكيلى .. عملتى ايه فى الديفيلية بتاعك فى تركيا ، انا تابعت الاخبار على الميديا و عرفت انك هوستيهم هناك
رهف بسعادة : بجد يا بابا
مدكور : الا بجد ، انتى ما تابعتيش و اللا ايه
رهف : الحقيقة ماكانش فى اى وقت انى اتابع اى حاجة ، بس مراد كان بيتابع و بيحكيلى
مدكور : لاااا ، الكلام غير الفرجة ، انتى بعد ما تفوقى كده تقعدى تتفرجى بنفسك و تشوفى الكلام اللى اتقال على النجاح اللى حققتيه يا دكتورة
مراد بامتعاض : بقى كده برضة يا عمى ، بقى انا بعد ما صدقت انها فضيت لى عاوز تشغلهالى من تانى
مدكور ضاحكا : لا هو انت ناوى تقعدلها و ما تنزلش شغلك و اللا ايه
مراد برجاء و هو يرفع سبابته بجوار الابهام : يومين بس يا عمى ، ادينى اجازة يومين بس
مدكور باستنكار بامتعاض : مانت راجع من اجازة خمس ايام يا سى مراد و سايبنى محتاس لوحدى ، و مرمطت معايا انور طول الايام دى
مراد بامتعاض مماثل : و هى دى كانت اجازة ، انا كنت بقوم بمهام مدير اعمال الفاشونيستا رهف العزيزى
رهف : انا شامة ريحة تريقة فى كلامك يا سى مراد
مراد : و انا اقدر برضة ، بس نفسى اخد اجازة يومين نقضيهم مع بعض بعيد عن شغلى و شغلك
مدكور : خلاص يا سيدى ، خدلك يومين كمان زى بعضه على الاقل تقدر تبقى فى استقبال هدى
مراد ببهجة : هى هدى جاية
رهف ببعض القلق : ايوة ، قالتلى انها هتيجى عشان تحضر الولادة بتاعتى
مدكور و هو يضمها الى صدره بحنان : ان شاء الله هتقومى بالف سلامة .. ياللا يا حبيبتى اطلعى غيرى هدومك و اغسلى وشك كده عشان تفوقى شوية و انزلى ياللا عشان نتغدا ، على ما اصطاد مراد على السريع كده فى كام حاجة على ماتنزلى
لتقبل أباها و تتركه بصحبة مراد و تتجه الى الاعلى ، ليجلس مراد امام عمه قائلا بتساؤل : فى جديد و اللا ايه
مدكور بأسى : سليمان و تالا خدوا حكم بالاعدام
مراد بعملية شديدة : طب ما هو ده المتوقع يا عمى ، حضرتك ليه زعلان كده
مدكور : ما انكرش ان تالا صعبانة عليا ، و صعبان عليا شبابها و الطريقة اللى هتموت بيها ، وقت جلسة الحكم كانت فى دنيا تانية خالص ، طول الوقت باصة فى الارض و راسمة على وشها ابتسامة .. مافهمتش ان كانت مرارة و اللا سخرية
مراد : هو حضرتك حضرت جلسة الحكم
مدكور : غصب عنى ، ماقدرتش ما احضرش ، و ماتنساش انى شاهد اساسى فى القضية
مراد : تالا باعت نفسها للشيطان بارخص سعر و كان لازم تاخد جزائها يا عمى
مدكور : كان نفسى تفوق قبل فوات الاوان يا مراد ، بس للاسف كان الطبع غلاب
مراد : مافيش فى ايدنا اى حاجة نعملها غير اننا ندعيلها ان ربنا يسامحها و يعينها على حالها ، بس يا ترى سليمان كان عامل زيها كده
مدكور بسخرية : سليمان هيفضل طول عمره سليمان حتى و هو على طبلية عشماوى ، طول الوقت و هو فى القفص بقى عامل زى التور الهايج و عمال يتو/عد و يه/دد اكنه قاعد على مكتبه فى المجموعة
مراد : سيبك انت بقى من كل الكلام ده و قوللى
مدكور : اقولك ايه
مراد بمرح : ماتيجى ندور لك على عروسة حلوة كده تونسك
مدكور ضاحكا : تبنا الى الله
………………..
بعد مرور عشرة ايام باحدى المشافى .. كان الجميع يلتف حول رهف بغرفتها المخصصة لها بعد ان عادت الى الوعى و تعافت من اثار المخدر ، فكانت تجلس بين احضان زوجها و هى تحتضن طفلها الصغير للغاية و هى تنظر الي كل تفاصيله بعدم تصديق ، لتقول امينة بمرح : انتى يا بنتى هتفضلى ماسكة فى الولد و انتى عمالة تبحلقى فيه كده كتير ، ماتجيبى بقى اشيله شوية
رهف و هى تحتضن صغيرها بحب بالغ : اصله صغنن اوى يا امينة .. شايفة كفوفه جميلة و صغننة ازاى ، نفسى يفتح عينه عاوزة اشوفها ، عاوزاه يصحى كده عشان الاعبه
زينب ضاحكة : عاواه يصحى !! ، مستعجلة على ايه .. معلش بكرة تقولى يارب ينام شوية
لتصعد تميمة على الفراش بجوار مراد الذى كان يجلس و هو محتضن رهف و طفلهما معا و هو يراقبهما بسعادة بالغة و قالت برجاء : خالو .. هات النونو اشيله شوية
هدى : لسه التونو صغير اوى يا تيمو ، اصبرى حبيبتى لما يكبر شوية
تميمة باعتراض : لما يكبر هيبقى تقيل و مش هقدر اشيله ، لكن انا هقدر اشيله دلوقتى
امينة ضاحكة : و عهد الله البت دى عندها وجهة نظر ، معلش يا تيمو اصبرى شوية اما رهف تفرج عنه و كلنا هنشيله و مش هنديه لها تانى
لينهض مدكور و يتقدم من رهف و يقف امامها قائلا : مبارك ما جالكم يا اولاد ، ربنا يجعلهلكم ذرية صالحة
زينب بتمنى : و يجعله سند و عون يارب
ليمد مدكور يديه الى رهف ، لتضع مولودها بين يدى ابيها الذى قربه من وجهه و قبله بحنان بالغ و اخذ يتمتم بعدد من التكبيرات و الدعوات بأذنيه ثم مد يديه ليعيده مرة اخرى الى رهف ، ليجد ان امينة قد التقطته من يديه و هى تقول : من ايد لايد يكبر و يزيد ، ثم اشارت الى هدى و تميمة و قالت : تعالوا بسرعة يا عيال ملو عينيكم قبل ما رهف تاخده تانى ، ثم اشارت الى انور بمرح قائلة : تعالى اتعلم قبل ما اولد عشان تاخد خبرة
رهف : هتتعلموا فى ابنى يا امينة .. هو فار تجارب
امينة ضاحكة : طب ما انتى كمان هتتعلمى فيه ، و هيبقى لك فار تجارب ، ايه بقى اللى يخلينى اروح ادور على فار تانى ، هو فار واحد كفاية
زينب : ماقلتوش يا اولاد .. هتسموه ايه
مراد : عمى اللى يسميه
رهف : ايوة يا بابا ، حضرتك اختار له اسم
مدكور بابتسامة : يبقى محمود .. و ربنا يجعله محمود الخصال و السجايا
…………………….
مع مرور الشهور و الاعوام كان مراد يتعلم على يدى رهف كيفية الافصاح عن مكنونات نفسه ، و يتعلم ممن حوله كيفية مراعاة مشاعر الاخرين ، و كيفية الاهتمام بمكنونات الانفس .. تعلم كيف يحب و كيف له ان يبادل الحب بالحب
تعلم ان يضع مشاعر الاخرين فى حسبانه دائما دون تهميشهم مهما كانت الاسباب و الظروف
اما رهف فقد تعلمت كيف تستحوذ على كل خيوط حياتها بيدها و تديرها كيف تشاء وقتما تشاء و لكتها بفطرتها ايضا علمت متى تتركها بيد من يهتمون بأمرها و التى علمت قدرها بقلوبهم
و لقد تعلمت ايضا اهم درس بحياتها .. تعلمت فن الحوار و علمت متى و اين و كيف تديره حتى تبعد عن حياتها شبح الخرس الزوجى
تعلمت المواجهة دونما خوف او تردد
اما مدكور .. هذا الثعلب العجوز ، فقد استطاع بمساعدة مراد ان ينقل مجموعته الى المركز الاول فى مجالها دون منازع بمال لا يشوبه اى شبهة حرام قد تضج مضجعه ، و رفض رفضا باتا عرض مراد بان تعود الثروة كاملة باسمه مرة اخرى بحجة انها فى النهاية ستؤول إليهما وقتما يسترد الله وديعته
و مازال يحتفظ بكل خيوط اللعبة بين يديه ، و لكنه كعادته التى تعلمها قبل فوات الاوان .. ترك عقدتها بيد الاطراف الاخرى حتى لا تنقطع و تفرط اللعبة من بين يديه
🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀
توتة توتة خلصت الحدوتة
وانقطعت الخيوط .. عنوان روايتنا اللى الكل حاول يفهم انهى خيوط اللى اقصدها بالعنوان ده
خيوط التحكم من الاهل اللى لو من غير وعى و لا ادراك ممكن تضيع جيل كامل بمعتقد انهم مكروهين او مهمشين
ولادنا مش محتاجين خيوط نربطهم بيها .. ولادنا محتاجين حب من غير اسراف و تعليم الحلال من الحرام و نسيبهم يعتمدوا على نفسهم تحت عنينا و اشرافنا .. توجيه مش تحكم
خيوط الود اللى بين الازواج اللى ممكن تنقطع خيط ورا خيط من غير ماحد ياخد باله نتيجة اهمال طرف للتانى ، او عدم مراعاة مشاعر طرف للاخر
الخيوط اللى لو ما اتلحقتش و اتقطعت كلها .. ممكن البيت كله ينهار فى غمضة عين ، و ما ينفعش يرجع تانى ، لانه حتى لو رجع هيبقى مشوه الملامح و الجدران
خيوط الانقاذ ، او النصيحة المتوارية اللى ممكن نقدمها لبعض بطريق غير مباشر ، و اللى لما الطرف التانى بيرفضها مرة و را التانية ، صاحب الخيط ده هو اللى بيقطعه بنفسه
لما الغرور و العنجعية و الحقد بيتمكنوا من البنى آدم ، بيقطع كل السبل لانقاذه من غير ما ياخد باله من ده
و اخيرا و ليس باخر .. خيوط الحوار ، و دى اهم الخيوط اللى ممكن تبنى اى علاقة او تهدها
كل انسان بيبقى جواه حاجات كتير محتاج يعبر عنها باسلوبه و فكره و نظرته ، لو اللى قدامه ماساعدهوش على انه يعمل ده هيفضل طول عمره مكسور من جواه
لازم نتكلم مع بعض ، و نتبادل وجهات النظر ، على الاقل كل واحد فينا يعرف اللى قدامه دماغه فيها ايه بصراحة و بوضوح
لان دايما سوء الظن بيبجى من عدم الصراحة و عدم الحوار
لو كان مدكور صارح رهف من البداية بحبه و خوفه عليها كانت الدنيا بقت غير
لو كانت رهف من البداية لقت فرصتها انها تعبر عن اللى جواها اول باول لابوها و لمراد اكيد كانت الدنيا برضة هتبقى غير
مراد كان زيه زى كتير من الرجالة اللى للاسف الشديد بيبقوا شايفين ان زوجاتهم المفروض يبقوا ممنونين لمجرد انهم اتجوزوهم ، مابيبقوش حاسين انهم بيقتلوا روح زوجاتهم باهمالهم و ارائهم فيهم
اتكلموا .. اتناقشوا .. عبروا عن اللى جواكم .. فرغوا شحنات الصمت اللى جواكم.. صدقونى هتبقوا احسن و الدنيا كمان هتبقى احلى
اما بقى تالا و مدكور فدول للاسف موجودين بيننا و مفروضين علينا زى السرطان الخبيث اللى بينتشر بالاهمال و السكوت ، لكن دورنا اننا مانسمحلهمش يكبروا بزيادة ، و لو جاتلنا فرصة نغير الواقع للاحسن .. يبقى ليه لا
و زى ما فى خيوط ممكن تنقطع و خيوط لازم تنقطع ، فى كمان خيوط لازم نحافظ عليها و نقويها ، لما ربنا يرزقنا بصاحب جدع ، يحبنا فى الله باخلاص من غير اى مصالح ، احنا كمان لازم نحبه و نقوى الخيوط اللى بيننا و بينه لحد ماتبقى زى الوتد اللى ماتقدرش عليه ريح
امينة و هدى و انور رموز لشخصيات كتير جميلة موجودة فى حياتنا ، فى مننا قدر يشوفها و يلاقيها ، و فى مننا اللى مالوش نصيب فيها و بيدعى ربنا انه يرزقه بيها
اوعاك تجرح عزيز وغالي وبعدين تقول له معلش ، اصل معلش بعد الجرح متنفعش..
اوعاك تقسي القلوب وبعدين تطلب حنية ، ما هي الحنية بعد القسي متطلبش..
اوعاك تشيل منك النفوس وبعدين تطلب صفا ، اصل النفوس عمرها ما هتصفي فياريت علي نفسك ما تضحكش..
اوعاك توجع روح وبعدين تطبطب عليها ، لان وجع الروح ألمه ميتوصفش..
اوعاك تغدر و تخون اللي وثق فيك ، وبعدين تطلب الأمان اصل اللي يغدر و يخون ميتأمنش..
سامحوني علي قسوة كلامي ومتزعلوش ، انا قصدي انصحكم اصل النصيحة بعد الغلط مبتفدش !!
سعدت بصحبتكم و بتمنى اكون قدرت انى اسعدكم
وانقطعت الخيوط .. بقلمى .. ميمى عوالى
بحبكم فى الله
تمت…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وانقطعت الخيوط ) اسم الرواية