Ads by Google X

رواية زواج بالاكراه الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم ملك مصطفي

الصفحة الرئيسية

   رواية زواج بالاكراه كاملة بقلم ملك مصطفي عبر مدونة دليل الروايات 


رواية زواج بالاكراه الفصل السابع و العشرون 27

 
في غرفة ريتال..
كانت تجلس آسيا فوق الاريكة و وجهها شاحب للغاية و تنظر بشرود لنقطة ما بالفراغ و على جانبها بدور التي تبكي بصمت و تمسك كفها كنوع من انواع المواساة ، و كانت سيليا تجلس على جانبها الآخر وهي تقضم اظافرها بتوتر و قلق و حزن ، هل من الممكن أن يفعل بها آسر ذلك؟؟ تصبب جبينها عرقاً فوقفت بسرعة و غادرت الغرفة فجلست مكانها ريتال التي ربتت على فخذها بهدوء..
ريتال بحنان :
– ادخلي يا آسيا نامي وارتاحي ، احنا قاعدين هنا متقلقيش
آسيا بصوت متحشرج:
– انا عايزة اجيب حاجتي اللي في الاوضة ، ممكن حد يروح يشوفلي هما هناك ولا فين؟
بدور وهى تمسح دموعها:
– لما روحت جيبتلك الدوا بتاعك من شوية مكنش فيه حد في الاوضة
آسيا بهدوء وهي تقف و تسير لباب الغرفة:
– تمام
ريتال بسرعة وهي تلحقها:
– استني يا آسيا انتِ رايحة فين؟
آسيا بإصرار وهي تفتح الباب و تغادر :
– رايحة اخد حاجتي!!
ريتال بقليل من الإرهاق بسبب سيرها بسرعة خلف آسيا:
– يا بنتي اصبري طيب خديها الصبح!
آسيا بغضب وهي تقف فجأة :
– لا مش هستنى ، انا الصبح مش هبقى موجودة ، انا راجعة مطرح ما كنت!!
– انتِ مسافرة تاني يا آسيا؟؟
استدار اثنتيهم لصاحبة الصوت ليروا جدتهم تقف بصعوبة وهى تنظر لهم بدموع تتغرغر بأعينها ، زفرت آسيا بإرهاق ثم مسحت اعينها و اقتربت من جدتها لتسندها فلحقتها ريتال و ساعدتها..
فاطمة بنبرة محشرجة :
– آسيا ردي عليا ، انتِ مسافرة بجد؟؟
آسيا بوجوم:
– اه مسافرة..
فاطمة بحزن و دموعها تنهمر:
– طب و هترجعي امتى ؟
آسيا بإقتضاب:
– مش هرجع!!!
فاطمة بتوسل وهي تستدير لها بكامل جسدها و تمسك معصميها:
– طب ليه يا بنتي ، احنا جبنالك صاحبتك اهو ، و لقيتي شغل بشهادتك و بقيتي وسط اهلك ، و الأهم من ده كله يامن اتغير عشانك! ده بقى بيروح الشركة و بطل يعرف بنات و بطل يسهر آآ
آسيا بصراخ و دموعها تنهمر بقهرة:
– يامن متغيرش!! انتِ سامعة متغيرش!! انا استحملت منه كتير ، بسببه انا اتغلط في سُمعتي! بس انا سكت و كملت عرفت ماضيه القذر و سكت و كملت ، خدت واحد مش عارف يشيل مسئولية نفسه عشان يشيل مسئوليتي بس سكت و كملت ، بعد ما استحمل كل ده يوجعني بالمنظر ده! شاف مني ايه وحش؟ انا معملتلهمش حاجة!! دول كانوا أقرب اتنين ليا في حياتي؟ انا ازاي هثق في الناس بعد كدة ، انا بكرهه و بكرهكم و بكره نفسي ، سيبيني!!!
صرخت في وجهها وهي تجذب معصميها بعنف و تركض لغرفتها فنظرت فاطمة لريتال التي كانت تبكي بقوة..
فاطمة و شفتيها ترتعش :
– هو آآ هو يعني ايه اللي هى بتقوله ده! ها؟ ريتال يعني ايه اللي آسيا بتقوله ده ، هو يامن زعلها؟
لم تستطع ان تجيب اكتفت بالركض خلف قريبتها وهى تتمنى ان يمر كل ذلك بلمح البصر فلم تلحظ اقترابه منها لتصطدم به بدون وعى ، مسحت دموعها و نظرت للشخص الذي أمامها لتتفاجئ بزوجها السابق يقف أمامها و علامات النعاس ظاهرة على وجهه المشدود ، يبدوا انه استمع لما حدث..
يونس بنبرة محشرجة أثر نعاسه:
– انتِ كويسة؟
ريتال بجمود مصتنع و الدموع نتجمع بأعينها مرة أخرى :
– كويسة ، عديني بعد اذنك عشان الحق آسيا
يونس بسرعة:
– بس آآ
لم تعطيه الفرصة و مرت من جانبه بخفة الفراشة ليعض شفتيه بغيظ و ضيق فهو يريد التحدث إليها ، يريد أن تعود له بين احضانه ، تنهد بعمق و هو يستنشق اثر عبيرها و يكتمه داخله لفترة ثم يزفره بهدوء..
…………………………………………………………………..
في غرفة يامن..
فتحت الباب بقوة و دلفت بسرعة لتقف متسمرة وهى ترى يامن يجلس على الاريكة و بجانبه اقربائه الشباب و أمامهم صديقتها التي تجلس على المقعد بتوتر..
يامن بلهفة وهو يقف:
– آسيا!!
تجاهلته و كادت ان تدلف لغرفة نومهم ولكنه اعاق تقدمها وهو يقف أمامها ، كاد ان يمد كفه كي يلمسها لكنها صرخت في وجهه..
آسيا بحدة وهى ترفع سبابتها في وجهه:
– إياك تلمسني ، انت سامع!
يامن بترجي:
– والله يا آسيا انتِ فاهمة غلط!!
كانت تنظر داخل اعينه بشدة ، و ما ان أنهى كلامه حتى صفعته بقسوة ليستدير وجهه و علامات الصدمة تظهر على وجوههم جميعاً ، علت أنفاسها وهي تستمع لصوت صديقتها وهى تتحدث و تخبرها ان تقف و تستمع لهم ، استدارت لها آسيا و رمقتها بشمئزاز ثم جذبتها من خصلاتها لتسير بها خارج الغرفة بين صرخاتها المتألمة..
ريتال بحماس:
– ايوة جدعة
بدور بأبتسامة وهي تقف على الدرج بعد أن لحقتهم:
– ايوة يا آسيا اديها كمان
دفعت الفتاة آسيا بقوة لتقف بأستقامة و تبدأ بشتمها فصفعتها آسيا عدة صفعات متتالية ثم جذبتها من ملابسها لتلقيها امام بوابة القصر..
آسيا بقوة وهى تدفعها للخارج لتسقط الأخرى ارضاً:
– I trusted you, traitor, I brought you into my house and fed you from my food, how could you do that to me? Are you happy when you stabbed me in the back?
“لقد وثقت بك يا خائنة ، لقد ادخلتك بيتي و اطعمتك من طعامي ، كيف استطعت فعل ذلك بي؟ ، هل انت سعيدة وانت طعنتني من ظهري”
صديقتها بحقد وهي تقف بصعوبة:
– Yes happy, with what right do you enjoy that luxurious life, why you are the only one who should care for you and your sadness, when you always get the things I want, yes you deserve what you did you are a selfish person who only thinks about himself
“نعم سعيدة ، بأي حق تستمتعين بتلك الحياة الفاخرة ، لماذا تكونين الشخص الوحيد الذي يجب أن يعتنَى بكِ وبحزنك ، عندما تحصلين دائما على الأشياء التي أريدها ، نعم أنتِ تستحق ما فعلته أنت شخص أناني لا يفكر إلا في نفسه”
آسيا بصراخ :
– Am I selfish? I was sending you all my money, I gave you everything I had, how can you describe me as selfish?
” هل انا الأنانية؟ لقد كنت ارسل لك جميع اموالي ، لقد اعطيتك كل ما أملك ، كيف لك ان تصفيني بالانانية”
لم ترد الأخرى فقط عم الصمت عدا من صوت انفاسهم العالية ، رمقتها آسيا بنظرة استحقار ثم طلبت من الحراس بإلقائها في الخارج و عندما استدارت لتدلف ارتطمت بصدر يامن فنظرت له بإشتعال ، كادت ان تلين وهى ترى تجمع الدموع بأعينه لكنها القت نظرة على شفتيه لترى آثار احمر شفاه صديقتها فترفع اعينها بسرعة له و تصفعه مرة أخرى..
آسيا بغل وهي تضع سبابتها على صدره:
– انا هطلع الم هدومي ، تاخد بعضك و تروح تطلقني عند أي مأذون ، عايزة ورقتي تبقى معايا قبل ما اسافر ، انت سامع؟
يامن بصدمة :
– تسافري؟؟
رمقته بسخرية ثم دلفت بسرعة فلحقها الفتيات و بقى هو ينظر في اثرها و دموعه تنهمر بصمت..
…………………………………………………………………..
في الصباح..
في القصر..
دلف عبد التواب و ابتسامته تزين ثغره و بيده حفيدته مليكة التي كانت تضع ذراعها في ذراعه و تضحك على مزاحه و خلفهم صقر الذي يسير بمقعد فيروز و بجانبه والدة زوجته..
عبد التواب بمرح:
– تستريحي خالص ها و الواد صقر هو اللي يعمل كل حاجة ، يمسح و يكنس و ينضف و يطبخ
صقر بخشونة مصتنعة:
– نعم!!
مليكة بإصرار مرح:
– ايوة زي ما سمعت ، و يلا شيلني طلعني الاوضة
صقر بغيظ وهو يلكزها بخفة:
– متستهبليش و عدي يومك
عبد التواب بصرامة:
– شيلها يا ولد ، اومال عاملي فيها شاب رياضي و بتروح الچيم
ضحك الجميع فحلمها صقر بسرعة لتتكاثر ضحكاتهم حتى ان فيروز شاركتهم المرح و لحقت بهم هي و والدة مليكة ، ذهب عبد التواب الي مكتبه و ابتسامته تزين ثغره ولكنها اختفت عندما دلف و وجد يامن نائم على الاريكة الجلدية و يبدوا عليه الإرهاق الشديد فزفر بغضب وهو يضرب كفيه سوياً ثم ضرب بعكازه الأرض عدة مرات كي يجعله يقلق أثناء نومه ولكن لا حياة لمن تنادي..
عبد التواب بضيق :
– بيعمل ايه يامن هنا ، هو عمل مصيبة ولا ايه؟
خرج بسرعة ليصعد الي غرفته هو و آسيا و يطرق الباب ففتحت له بدور وهي ناعسة للغاية فعقد حاجبيه بتعجب و عاد خطوة للخلف لينظر حوله و يتأكد انه امام غرفة يامن و آسيا..
بدور بنعاس:
– في ايه يا جدو على الصبح؟
عبد التواب بذهول:
– هو انتم بدلتم الاوض ولا ايه؟
بدور وهى تتثائب:
– لا دي اوضة آسيا انا بس كنت بايتة معاها
عبد التواب بترقب وهو يقترب منها:
– بايتة معاها ليه بقى؟
بدور بتوتر :
– آآ عادي يعني ، وحشتني قولت ابات معاها!
عبد التواب بزمجرة وهو يضربها في قدمها بعكازه :
– هو انا عيل صغير قدامك يا قليلة الادب ، وسعي كدة عديني
دفعها برفق لتفسح له الطريق فدلف إلى الداخل ليتفاجئ بسيليا تنام على الاريكة فعقد حاجبيه بعدم فهم ليتقدم لغرفة النوم و يطرق الباب ففتحت له ريتال..
عبد التواب بغضب:
– لا كدة كتير ، انتوا بتعملوا ايه هنا؟؟ ليه كل واحدة سايبة اوضتها و قاعدة هنا ، هو في ايه؟
آسيا بهدوء من الخلف:
– عشان انا مسافرة يا جدو ، بيودعوني!!
هبط عليه الخبر كالصاعقة فسقط منه عكازه مع ارتجاف يده ، افسحت له ريتال الطريق وهي تعض شفتيها بتوتر بعد أن انحنت و جلبت له عكازه ، رآها تخرج ملابسها من الخزانة و تضعها بالحقيبة الموضوعة فوق الفراش فأبتلع غصته وهو يتذكر يوم مغادرة أولاده الثلاث..
عبد التواب بصدمة وهو يقترب منها:
-مسافرة فين؟؟ و ليه؟
آسيا بهدوء وهى تقترب منه :
– خلاص الشهر هيخلص بعد يومين
عبد التواب بعدم فهم :
– شهر ايه؟
آسيا بنفس الهدوء:
– الشهر اللي انت قولت عليه!! انت ناسي يا جدو ولا ايه؟
عبد التواب وهو يبتلع غصته:
– بس انتِ و يامن كنتوا آآ
آسيا مقاطعة بحزم:
– مكناش!!!!! ولا هنكون ، احنا بس استحملنا بعض شهر
عبد التواب بجدية وهو يحاول إنقاذ ما يمكن انقاذه:
– بس يامن حبك! يامن اتغير عشانك ، ده حتى بقى ينزل الشركة ، بقى يصحى بدري و بطل يسهر في اي حتة ، ازاي مش ملاحظة ده؟؟
كان الثلاث فتيات يقفن على أعتاب باب الغرفة و يتابعون ما يحدث بحزن و دموع ، فنظرت لهم آسيا وهى تشعر بالعلقم في حلقها ، هى اعتادتهم كثيراً ، اعتادت على عناقهم و مواساتهم لها ، كانت دائماً وحيدة منبوذة ، بالرغم من وجود صديقة لها لكن اقتراب شخص من عائلتك لك شئ آخر ، له لذة مختلفة ، هي الآن تشعر بالأمان يُسلب منها ، اجتمعت دموعها بأعينها عندما التقت بأعينهم الباكية فنظرت لجدها بسرعة ولم تستطع تحمل نظرة الرهبة في اعينه ، كان ينظر لها بخوف شديد فهو يرى فيها أولاده الذي تركوه ، بكت بشدة وهي تركض اليه و ترتمي بأحضانه فضمها بسرعة وهو يستنشق عبيرها ، لماذا ستتركيني يا صغيرتي؟ فأنتِ الذكرى الوحيدة لفقيدي الغالي..
عبد التواب بحنان وهو يربت على ظهرها:
– اهدي يا حبيبتي ، اهدي و احكيلي حصل ايه
آسيا ببكاء شديد وهي تتشبث بعبائته:
– انا ليه بيحصل معايا كدة ، انا حبيته اوي بجد يا جدو ، مش قادرة ابعد عنه ولا اسيبه ، بس هو جرحني اوي
عبد التواب بهدوء وهو يبعدها عن أحضانه و يمسح دموعها :
– الجواز يا بنتي عمره ما كان سهل ، الجواز مسئولية ، لازم تعرفي انك هتواجهي صعوبات و مشاكل ، الفكرة في ده “أشار على قلبها” ده عايز ايه؟ القلب لو حب هيشوف مر الحبيب سكر ، صدقيني يامن لو مكنش بيحبك مكنش زمانه اتغير عشانك ، انت قدرتي تغيري فيه اللي احنا مش عارفين نغيره بقالنا سنين ، وانا مش عايز اعرف حصل ايه ، كل اللي طالبه منك فرصة ، فرصة واحدة بس
آسيا بضيق:
– انا حجزت طيارتي خلاص ، وهو راح يطلقني و جاي
عبدالتواب بضحك :
– يامن نايم تحت في مكتبي..
آسيا بصدمة و غضب :
– نايم؟؟؟؟
ضحك الفتيات بقوة فشاركهم عبد التواب الضحك على تعبيرات وجه آسيا الغاضبة..
بدور بترجي وهي تقترب منهم:
– خليكي هنا ، وسطنا ، وسط اهلك ، متسبيناش و تمشي ، انا لأول مرة احس بدوشة العيلة ، لأول مرة لما اتعب ولا أحزن افكر اجري على حد ، عشان خاطري خليكي
سيليا بتدخل وهي تقترب هى الأخرى :
– انا كمان عيشت لوحدي زيك ، و عارفة احساس انك معندكيش حد تروحيله ، اه بابايا و مامتي موجودين بس الأخوات هتفرق ، انا بجد اعتبرتك اختي و اعتبرتهم كلهم اخواتي ، مش عايزة ده يروح مني
ريتال بحنق وهي تقترب :
– مفيش سفر يا بت ، اقعدي هنا و نربي يامن بس بذكاء
عبد التواب بتأييد:
– وانا موافق ، و صدقيني هو يوم و هيكون متربي
آسيا بقلة حيلة وهي تنظر لتذكرة سفرها:
– أمري إلى الله ، ماشي انا موافقة
صرخ الفتيات بحماس ليهجموا عليها و يعانقوها فسقطوا أرضاً وسط ضحكاتهم و مرحهم ، كان عبد التواب يراقبهم بسعادة و قد هدأ قلبه و ما ان أعطاهم ظهره حتى اختفت سعادته و حل محلها الغضب فخرج من الغرفة و هبط الدرج سريعاً وهو يسير بخطى واسعة لغرفة مكتبه..
…………………………………………………………………..
في غرفة صقر..
وضعها فوق الفراش برفق ثم وضع عليها الغطاء فشكرته بأبتسامة ثم نظرت لفيروز التي كانت تتابع ما يحدث بصمت..
مليكة بهدوء و ابتسامة :
– يلا يا صقر خد فيروز و اتكلموا برة
فيروز بخجل وهي تفرك كفيها:
– لا عادي آآ احنا ممكن نتكلم هنا ، احنا عيلة واحدة و مفيش حاجة نخبيها على بعض
صقر بأبتسامة وهو يجلس على طرف الفراش و يمسك بكف ابنته:
– على فكرة انا بحبك ، و بحبك جدا كمان ، انتِ بنتي حتة مني ازاي مش هحبك!! ، انا كنت طفل زيي زيك ، حياتي كويسة و أهلي جمبي لحد ما القصة اتعكست من ساعة ما خلاني سافروا و سابوا جدي ، كان عندي سنتين وقتها ، البيت اتغير اوي من ساعة ما هما سافروا ، كلهم اتغيروا ، خصوصا عبد التواب ، بقى قاسي اوي ، كان فاكر ان حنيته و طيبته هما اللي خلوا عياله يسافروا و يسيبوه ، كان بيفكر غلط و انا اللي شيلت نتيجة التفكير الغلط ده ، لما بدأت ابقى شاب و بفكر في أحلامي و مستقبلي لقيت جدي جايبلي واحدة و عايزني اتجوزها ، كانت أكبر مني و مكانتش بتحبني ، هي كمان اتغصبت على الجوازة دي ، حسيت انهم قصولي جناحاتي ، كان قدامي احلام كتير اوي عايز احققها، كان فيه حاجات كتير نفسي اعملها ، كنت لسة طفل ازاي اتجوز؟؟ قسيت عليهم كلهم حتى مامتك الله يرحمها كنت قاسي معاها وهي كانت كويسة معايا ، بس انا مكنتش بعاملها وحش ، انا بس قلبي مكنش متونس معاها ، وهى كمان على فكرة مكانتش بتحبني و قالتهالي ، هى كانت بتحب قريبها اللي مات ، عشان كدة العيشة بينا كانت مستحيلة ، اتسحلت في شغلي وهى فضلت هنا وسط اهلي ، كنا بنعامل بعض بإحترام و بس ده لو شوفنا بعض غير كدة لا ، هي فاجئتني لما حملت في فادي ، مكنتش اعرف ، كنت حاسس اني فاشل مش عايز حد يبقى مسئول مني ، بابايا مات بسببي و اتحرمت منك و فضلتي عايشة في مدرسة داخلية معرفش عنك حاجة..
فيروز بقهرة:
– انت مش متخيل قهرتي وانا بشوف ابهات صحابي حواليهم وانا لوحدي..
صقر مكمل بدموع تجمعت بأعينه:
– انا كنت معاكي و جمبك ، بس من غير ما تشوفيني ، مفيش عرض ليكي فوته ، مفيش تكريم ليكي فوته ، انا حضرت كل حاجة ليكي بس من بعيد ، حطيت بينا حواجز عشانك مش عشاني ، كل اللي عايزك تعرفيه انك حتة مني ، عمري ما اكرهك ولا اقدر اصلا ، انتِ بنتي و هتفضلي بنتي..
لم تعرف بماذا تجيب فقط نظرت بأعين والدها الدامعة ثم حولت نظرها لمليكة التي كانت تبكي كالطفلة وهي تراقبهم ، ضحكت بخفة فجذبها والدها لأحضانه بقوة حتى انه رفعها من على مقعدها فأبتسمت وهى تدفن نفسها بين احضانه ، ابتسمت مليكة بسعادة و ما جعل قلبها يتراقص هو تسلل يد الصغيرة الي يدها لتمسكها بقوة و كأنها تستمد منها الأمان فأقتربت منهم مليكة و جلست على ركبتيها لتحاوط اثنتيهم بحب كبير..
…………………………………………………………………..
في منتصف اليوم..
في غرفة أيان..
كان يتحمم بسرعة كي يلحق ذلك المؤتمر الذي سيقدم فيه نفسه دولياً و عندما استمع لصوت فتح باب الغرفة أغلق الصنبور سريعاً و وضع حول خصره منشفة كي يخرج و يلحقها فهو منذ امس لم يستطع ان يراها بسبب تلك الأحداث السيئة ، كان متلهف بشدة فعندما خرج لم يجدها عقد حاجبيه بضيق ولكنه استمع لصوت برطمتها من غرفة النوم ، ابتسم بإتساع و سار بخطوات واسعة حتى رآها تقف أمام الفراش و ترتبه وهي تلعنه و تلعن اهماله و بعثرته للأشياء فأبتسم بخفة و وقف خلفها مباشرة ثم حاوط خصرها لتصرخ بخضة وهي تستدير بسرعة ولكنه وضع كفه فوق شفتيها كي لا تجلب لهم الفضيحة..
أيان بأبتسامة وهو يتأمل اعينها العسلية التي تنظر له بصدمة:
– بقى انا معفن و مهمل؟؟ ماشي يا بنت خالتي
بدور بتوتر وهي ترفع حجابها الذي سقط:
– آآ انا مقولتش كدة..
أيان بضحك وهو يقربها اليه عن عمد:
– لا قولتي انا سمعتك ، و بعدين مش كفاية قعاد عند آسيا ، اقعدي مع جوزك شوية
بدور بسخرية وهى تضع كفيها على معصميه اللذان يلتفان حول خصرها:
– جوزي اه ، لا معطلكش ، وسع عشان اطلع لآسيا مينفعش اسيبها لوحدها كل ده
أيان بخبث وهو يميل عليها :
– طب و جوزك حبيب قلبك عادي تسيبيه كل ده؟
بدور بتوتر كبير وهى تميل للخلف كي تبعد نفسها عنه:
– في ايه يا أيان انت سخن ولا ايه؟ مالك بقيت قليل الادب كدة!
أيان بسخرية:
– قليل الادب! ، عشان عايز اقعد مع مراتي ابقى قليل الادب؟
بدور بحنق لتداري خجلها من ذلك القرب:
– و من امتى كنت معتبرني مراتك
أيان بمرح:
– ياه من زمان ، فاكرة يا بدور لما قصيتي شعرك اول مرة وانتِ صغيرة و جيتي عطتهولي و قولتيلي خبيه
بدور غضب وهي تضربه في صدره:
– وانت روحت رميته عشان آسر كان بيخاف من الشعر
أيان بذهول:
– انا رميته؟؟؟
بدور بحزن:
– ايوة آسر جه حكالي
أيان بضيق طفولي:
– آسر الفتان ، ده انا عملت نفسي برميه من الشباك عشان هو عنده حساسية انتِ عارفة
بدور بإنتباه وقد بدأت تطفوا على وجهها ابتسامة :
– يعني انت مرمتهوش وقتها
أيان بأبتسامة جذابة وهو يغمزها:
– تؤ
ثم ابتعد عنها فشهقت بخجل وهي تراه يسير عاري عدا تلك المنشفة القصيرة الموضوعة حول خصره ، اخفضت نظرها بسرعة وهي تستمع لقهقهاته ثم وقفت تنتظره حتى يعود و في خلال ثواني كان يقف أمامها وهو يحمل حقيبة بلاستيكية يوجد داخلها ضفيرتين ، جحظت بأعينها بصدمة وهي تأخذ منه الحقيبة و تفتحها بسرعة لتتأكد مما تنظر اليه ، هل هذا شعرها حقاً!! تأكدت وهي تخرجه و تمسكه بيدها فرفعت نظرها له و دموعها تنهمر..
بدور بأبتسامة و دموعها تهبط بصمت:
– ده شعري بجد!!
بدور بخبث وهي تسبل اعينها:
– ممم طب وانت محتفظ بيه ليه كل ده
صمت أيان لثواني ، علت نبضات قلبه وهو يرى رموشها الطويلة تسبل و اعينها العسلية تلاعبه بخبث انثوي جذاب و ابتسامتها الجانبية التي لا تعلم تأثيرها على قلبه المسكين ، عض شفتيه وهو يشعر بأناملها الرقيقة تتحسس لحيته ببراءة جعلته يجزم ان تلك الفتاة غبية لا تعلم مدى تأثيرها..
بدور ببحة انثوية وهى تنظر بأعينه:
– ها؟؟
أيان بإنفجار و يضع كفه خلف رقبتها و يجذبها اليه بعنف:
– عشان بحبك
شهقت بصدمة ولكنه ابتلع شهقتها في قبلة قوية شغوفة يبث فيها جميع مشاعره المكبوتة التي لا تعلم عنها شيئاً..
 

google-playkhamsatmostaqltradent