Ads by Google X

رواية انت سندي الفصل الثاني 2 - بقلم ايمان سلامة

الصفحة الرئيسية

  رواية انت سندي كاملة بقلم ايمان سلامة عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية انت سندي الفصل الثاني 2

      ٢ - صدفة

المكان : محكمة الأسكندرية 

الزمان : وقتنا الحالي 

وضع خالد  انامله سريعا ليعدل  ربطة عنقه في عجالة ليطمئن من انضباطها ثم نظر في ساعته وقد بدا عليه التوتر فقد تأخر علي موعد الجلسة ويخشي ان يصل بعديدء  المحكمة في قضية موكله دون وصوله نصحه يحيي  صديقه وألح عليه ان يبيت ليلته في الاسكندرية كي لا يتأخر علي الجلسة ولكنه اصر علي العودة للقاهرة حيث بيته الذي لا يطمأن الا بالعودة اليه فقد تعود الازمة لوالده وهو يخاف ان يحدث ذلك وهو غير موجود بجواره خالد لا يتحمل اي شيء علي والده وكيف لا وهو رجل عظيم  واب حنون افني عمره في تربيه ابناءه ورغم وفاة زوجته وهو في مازال في ريعان شبابه ورجولته الا انه فضل البقاء دون زواج احتراما لذكري زوجته وحرصا علي اولاده الصغار صالح ليس زوج واب عظيم فحسب هو انسان عظيم مع كل الناس لم يتأخر يوم عن شخص يحتاج عونه ومساعدته فخالد  مازال يذكر كيف ثار عمال وموظفين المصنع عندما قرر والده التقاعد جزئيا نظرا لظروفه الصحية فهو لم يعد قادر علي هذا المجهود ولم يكن الامر سهل عليه كذلك فبينه وبين هؤلاء العمال والموظفين مئات الذكريات والحكايات التي تجمعه بهم فهو بمثابة اب لهم جميعا و عاملهم طوال سنوات كأفراد اسرته وليس كمروئسيه ولذلك لم يستطع التقاعد تماما ولكنه قرر وبناء علي تعليمات الطبيب ان يقلص ساعات عمله وان لايذهب للمصنع كل يوم

توقفت الافكار فجأة عن التداعي في عقل خالد حين لاحظ انه اوشك علي الوصول للمحكمة طلب من سائق سيارة الأجرة التوقف عندما شاهد عن بعد الزحام المروري امام المحكمة نتيجة توقف سيارات الترحيلات  لاصحاب القضايا من المحتجزين وسيارات الامن  المتواجدة دائما تحسبا لحدوث اي شغب وغيرها من السيارات التي تتواجد امام المحكمة  يوميا لدواعي جلسات القضايا المختلفة من المحكومين وذويهم  وغيرها  من سيارات الاجرة والبائعين توجه خالد للمحكمة بخطوات واسعة وهو يغلق ازرار بذلته مخترقا الزحام فقد اوشكت قضيته علي البدايه حيث هاتفه يحيي في الطريق  وابلغه ان امامه ربع ساعة علي الاكثر وليس امامه سوي دقائق قليلة 

صعد خالد درجات سلم المحكمة وهو يكاد يقفز الدرجات من سرعته وفي طريقه سقطت عينيه علي فتاه تجلس بمفردها في ركن  علي تلك السلالم الرخامية  كانت تضع يدها علي رأسها وتنظر كل حين الي السماء ويبدو عليها انها تناجي ربها والدموع تسقط من عينيها في صمت 

لم يشعر خالد بنفسه الا وقد ثبت نظره علي الفتاه لا يعلم لما توقف للحظات عن الصعود وهو يشاهدها ولا يملك ان يتحرك وكأن الزمن توقف لحظات ولكنها كانت  كافية ليسأل خالد داخله وكأنه يتحدث مع الفتاه:

ياتري حكايتك ايه؟

ياتري مين ليكي هنا بتبكي عشانه ؟ ابوكي ولا اخوكي ولا يمكن جوزك ؟

بهت خالد عندما وجد نفسه قد توقف عن الصعود خجل من نفسه واستكمل طريقه وهو ينفض الافكار عن رأسه محدثا نفسه : نركز في قضيتنا بقي لحسن زمان الحاجب هينادي عليها دلوقتي اقترب خالد من الدرجة الجالسة عليها الفتاة وبصره مازال ثابت عليها حانت منها التفاتة فالتقت عيناها الممتلئة بالدموع بعينيه شعر خالد بنغزة قوية في قلبه وقد ازداد نبضه قوة انقبض صدره لعيونها الدامعه لا يعلم السبب ليست اول مرة يري فيها فتاه تبكي خصوصا امام المحكمة فهذا المكان دائما مليء بدموع الحزن وصرخات الالم والندم ولكن لماذا احس بهذا الشعور تجاه هذه الفتاه بالتحديد 

لا يعلم كيف اقتلع نفسه من امام المحكمة وكيف اصبح بالداخل ليجد موكله يهرول باتجاهه وكأن الحياة عادت له بعد الموت

ابراهيم: ايه يا استاذ اتأخرت كدة ليه انا افتكرتك مش جاي 

خالد محاولا التركيز علي قضيته: لا طبعا يا استاذ ابراهيم مجيش ازاي انا وعدت حضرتك بالبراءة واني مش هتخلي عنك وان شاء الله ربنا يوفقنا واكون عند حسن ظن حضرتك

ايراهيم بقلق: طب ياللا يا استاذ لحسن القضية اللي شغالة دي اللي قبلنا علطول

دلفا خالد وابراهيم لقاعة المحكمة وما لبثا ان سمعا رقم القضية و اسم ابراهيم وخصمه بدأ خالد في وضع ملفه واوراقه التي اعدها بدقة هو محامي مجتهد وكفء رغم حداثته بالمهنه لطالما حلم ان يصبح محامي ليدافع عن حقوق الابرياء والمستضعفين كان يقرأ دائما في القانون حتي قبل ان يدرسه كان متابع لجلسات القضايا والمحاكمات وكان يحللها و يستخرج مابها من ثغرات .

كان يحزنه دائما ان المهنه بها فاسدون ككل مهنة لا يهمهم الا جمع المال ولكنه كان يردد دائما ان المحامي الفاسد مثله كمثل الطبيب الفاشل كلاهما قد يقتل بريء او يتسبب في انهيار حياته بدأ خالد في مرافعته عارضا علي القاضي كل مايخص القضية كانت القضية حادث علي طريق اسكندرية الصحراوي فابراهيم يعمل بين القاهرة والاسكندرية وقد كان الشاب المشترك معه في الحادث تحت تأثير المخدرات وقد اثبت خالد ذلك رغم صعوبته فالشاب ابن رجل اعمال ذا سطوة وعلاقات ولذلك كانت القضية في طريقها لاخذ منحي اخر وكان ابراهيم سيتحمل الحادث بأكمله رغم ان الشاب الاخر هو المتسبب في الحادث 

ابراهيم كان  يحمل بسيارته  اجهزة  حواسيب خاصة بالشركة دمرها الحادث وكان علي وشك ان يفقد عمله ومستقبله ولكن خالد انقذه حين قبل القضية وحصل علي كاميرات الطريق والتي تثبت ان الشاب هو سبب الحادث وما يثبت وقوع الشاب تحت تأثير المخدر وكذلك ما يثبت التزام ابراهيم في القيادة حيث انه ليس لديه مخالفات سابقة ظل خالد يقدم الاوراق للقاضي ويتحدث معه عن كل تفصيلة في القضية بمنتهي الدقة والتركيز وبالرغم من ذلك لم تغيب عن عقله لحظة تلك الفتاة القابعة بالخارج علي سلم المحكمة تري ماهمها ؟ تمني خالد بداخله لو يجدها حين يخرج لولا استعجاله لدخول القضية لكان تحدث معها قبل دخوله ولكن ارادة الله حالت دون ذلك وهو مؤمن بان امر الله خير 

تم الحكم في القضية ببراءة ابراهيم وتغريم الشاب مصاريف القضية وتعويض ابراهيم عن تلفيات الحادث من الاجهزة والسيارة

اطمئن خالد للحكم وخرج دون ان يستمع لباقي الحكم خرج  كالمشدوه وكأن هناك قوة تجذبه خرج مسرعا يبحث عنها بعينيه حتي وقعت عينيه عليها جالسة كما تركها لم تتحرك قيد انملة ولم تتوقف كذلك عن البكاء 

حمد ربه لأنه وجدها مازالت جالسة ولكن انقبض قلبه لبكاءها كل ذلك الوقت واقترب منها عازما علي مساعدتها لا يعلم لماذا ؟ هل لأنه محامي وهي في المحكمة وبالتأكيد مشكلتها لها علاقة بصميم تخصصه؟ ام هل لأنه لا يتأخر ابدا في مساعدة اي محتاج؟ 

أم.. لأنه لا يعلم ما هذا الذي يشعر به في قلبه منذ أن وقعت عينيه عليها وتلاقت عيونهم 

خالد ليس من هؤلاء الشباب الذين ينظرون للبنات ويتلمسوا الأعذار للتحدث معهم فهو طوال عمره متزن وعاقل وملتزم للحدود دائما  في علاقاته بالجنس الأخر سواء من الزملاء او الموكلين ولكن هذه المرة مختلفة لماذا ؟ لا يعلم …

تقدم خالد نحوها انحني في أدب جم وبصوت هادئ رحيم سألها: أقدر أساعدك في حاجة ؟

نظرت الفتاة له بيأس من وراء دموعها : نعم؟؟

كرر خالد جملته : اقدر أساعدك بحاجة؟

ردت الفتاة بصوت خفيض : لأ شكرا 

خالد وقد شعر ان اللقاء علي وشك الانتهاء فهو لم يتعود ان يفرض نفسه او يزعج اي فتاه: متأكدة؟؟

هزت الفتاة رأسها  إيماءا والدموع تتساقط من عينيها دون النظر اليه . 

خالد باستسلام: طيب تمام ربنا ان شاء الله يحلهالك من عنده ..بعد اذنك 

هم خالد يالنزول ولكنه توقف فجأة عندما سمعها تسأاله علي استحياء هو حضرتك محامي ؟

ابتسم بهدوء والتفت اليها وهو يجيب بهدوء ايوة يا فندم وتحت أمر حضرتك في أي حاجة

صمتت قليلا وهي تنظر للفراغ ثم انتصبت واقفة ونزلت الدرجات التي كانت تفصل بينهما ووقفت امامه لم تنتبه لنظراته التي تفحصتحها بكل ماتحمل الكلمة من معني فقد تفحص وجهها وملابسها ولغة جسدها لقد تعود علي ذلك في مهنته فالفراسة جزء من مهنة المحامي الذي يقابل ويعامل مئات الناس ولكن لا يعلم لم كان يتفرس فيها بفضول فقد كان يرغب لو يتجاوز الدقائق والساعات ويعرف كل شيء عنها 

 ⁃ هل يمكن ان استشيرك في قضيتي قالتها برجاء تعلقت عيناه بيعينيها وقد انتابته الشفقة تجاهها فهي صاحبة القضية إذن وليس احد ذويها كما كان يعتقد في البداية

طبعا اكيد تحت أمرك قالها خالد بكل ثقة 

ردت بهدوء

 ⁃  طيب 

 ⁃ وما ان شرعت في الكلام حتي تذكر جلستها الطويلة علي السلم في الشمس وانها بالتأكيد تشعر بالعطش خصوصا انه لم يري معها اي شيء ولا حتي حقيبة يد 

خالد : طيب معلش استأذنك نقعد هنا قريب نشرب حاجة ونتكلم  نظرت له بشك طمأنها مستكملا حواره المنطقة ورا المحكمة كلها قهاوي لو كنتي لاحظتي الموكلين بيقعدوا مع المحامين هنا عادي متقلقيش نظر لها وهو يبث فيها الثقة لتطمأن له

 ⁃ سألته : يعني ينفع بنت تقعد ع القهوة عادي 

 ⁃ رد خالد بود :ايوة متقلقيش هنا البنات هتلاقيها اكتر كمان من الشباب تمام؟

 ⁃ ردت مستسلمة : تمام

⁃ سبقها خالد بعدة خطوات كي لا يخجلها أو يضعها بموضع احراج في النهاية لا يصح ان تسير بجانبه وصل خالد المقهي قبلها بلحظات فهو كان يمشي ببطأ رغم انه تعود علي السير بسرعة ولكنه راعي انها تلحقه  انتظرها حتي وصلت اختار خالد منضدة في صدر القهوة حتي تطمأن بالناس حولها ولا تشعر بالحرج وصلت ونظرت حولها فوجدت بالفعل المقهي مليء بالسيدات والفتيات وليس قاصر علي الرجال كما هو متعارف عليه فالكثير من المحاميات وحتي الموكلات في القضايا يلجأن للمقهي في مقابلاتهن بخصوص القضايا حيث انها مكان قريب من المحكمة

 ⁃ خالد تشربي ايه؟

نظرت لساعتها وقد ادركت ان الساعة اقتربت من الثانية انها جالسة امام المحكمة من الساعة الثامنة صباحا لعلها تجد حل لما هي فيه ادركت كم من الوقت مر عليها وهي تجلس والشمس تلفح رأسها وقد بدأت تشعر بالصداع يزحف اليها كم تتوق لكوب من الماء البارد المنعش ولكنها خجلت منه واجابت برأس منكس : 

 ⁃ شكرا انا مش عايزة اعطل حضرتك اكتر من كدة هم سؤالين وهمشي علي طول 

 ⁃ اجابها بصدق مفيش عطلة ولا حاجة انا خلصت كل شغلي ومعنديش  اي حاجة دلوقتي وحضرتك مش معطلاني اطلاقا ثم استرسل مكملا حديثه انا تحت امرك في اي حاجة ..

 ⁃ صمت برهة وهو يتوقع طبيعة المشكلة التي قد تكون لدي فتاه كتلك 

 ⁃ حضرتك عندك مشكلة نزاع ميراث ولا حاجة؟

 ⁃ نكست رأسها وقالت بيأس : ياريت 

 ⁃ نظر لها خالد بدهشة وتعاطف امال ايه؟؟

صمتت عندما لاحظت فتي الشاي قادم ليتلقي الطلبات 

اخبره خالد ان يحضر لها عصير ليمون وزجاجة من الماء نظرت للأرض بخجل وهمست له شكرا ثم اكملت فجأة 

بحزن والخجل يعتريها : انا ….. أنا والدي جوزني بدون علمي 

-بُهت خالد من جملتها نظر لها بصدمة ولكنها كانت تنظر في الارض لم يشعرها بصدمته حتي لا يحرجها وتسترسل في الحديث حاول ان يبتلع غصة في حلقه عندما علم بطبيعة الأمر ودون ان يدرك احس بخيبة أمل وسألها ليفهم الأمر ازاي يعني هو حضرتك عندك كام سنه؟

 ⁃ ٢٢ سنه 

 ⁃ طيب يعني مش قاصر .. معلش ممكن افهم ايه ظروف وملابسات الموضوع يعني هو ليه مثلا عمل كدة ومعرفكيش انتي مكنتيش موافقة علي العريس؟

لا يعلم لماذا سألها هذا السؤال هل من اجل القضية ام من اجل ان يعرف عنها اكثر وقد اثارت فضوله هذه النقطة بالتحديد 

 ⁃ قالت بحزن شديد لا طبعا انا مكنتش عايزة اتجوز اصلا لا ده ولا غيره انا عايزة اخلص جامعتي 

 ⁃ هو انتي لسة بتدرسي 

 ⁃ ايوة في سنه رابعة كلية اداب قسم ترجمة 

اصابه الذهول فهي اذا متعلمة ومثقفة لماذا قام والدها بذلك  وهل لايزال هناك اباء يفكرون بتلك الطريقة العقيم؟

 ⁃ ووالدك مش عايزك تخلصي تعليمك ؟

 ⁃ قالت بنبرة سخرية : ميفرقش معاه اتعلم متعلمش اعيش اموت المهم عنده ي….. صمتت وهي تسيطر علي انفعالها وكأنها تريد ان تصرخ ولكن سكتت وقد احترم صمتها فهو بالرغم من كل شيء ابوها الذي انجبها ورباها وهي بالتأكيد لا تريد ان تفضحه علي رؤوس الاشهاد 

 ⁃ طيب انتي عايزة ترفعي قضية علي والدك  دلوقتي ؟

 ⁃ قالت بخجل وهي تنظر لعينيه  وكأنها ترجوه  ان لا يتخلي عنها أنا معنديش فلوس ارفع قضية 

 ⁃ أجاب بكل ثقة ماعليكي  من الفلوس دي اخر حاجة نتكلم ونفكر فيها المحاماة زيها زي الطب مهنة انسانية وانا وغيري كتير بناخد قضايا بدون مقابل طول الوقت لو معملناش كدة نبقى منستحقش  لقب محامين 

 ⁃ طيب والمصاريف؟

 ⁃ اجاب بتفهم متشغليش بالك دي بتكون حاجات بسيطة قوليلي انتي محتاجة تعرفي ايه؟

 ⁃ قالت بنبرة واثقة لأول مرة منذ رأها : هو مش الجواز بدون موافقة العروس خصوصا لو مش قاصر يعد باطل ؟

 ⁃ اجابها باعجاب بثقافتها : أيوة طبعا 

 ⁃ سكتت قليلا لتفكر في السؤال التالي ونظرت للأرض بخجل وقالت علي استحياء: هو صحيح لو هربت من  الراجل ده يقدر يطلبني في بيت الطاعة؟

 ⁃ نظر لها وقد اغتاظ من الفكرة انتي ليه بتسألي السؤال ده ؟

 ⁃ عشان والدي قالي انه هيعمل كدة.

 ⁃ ممم طيب سيبك من الكلام ده دلوقتي وخلينا نبدأ خطوة خطوة احنا محتاجين الاول انك تعمليلي توكيل رسمي عام في القضايا عشان ارفعلك قضية بطلان الزواج الاول احنا لو ابتدينا في خطواتنا بسرعة هنسبقه وساعتها حتي لو رفع طاعة مش هيعرف يعملك حاجة

 ⁃ نظرت له بصمت  ولكنه تفهم انها لا تملك المال كما انها فتاة بمفردها ويبدو من كلامها وعدم وجود حقيبة معها او


 ⁃  اي شيء انها لن تتمكن من عمل توكيل او غيره ادرك خالد انها في مأزق حقيقي وقد رق قلبه لحالها 

نظر خالد لها بحنان وهز رأسه بتفهم ثم قال لها : 

 ⁃ طيب هاتي بطاقتك وانا هتصرف 

 ⁃ اجابت بهدوء انا معييش  بطاقة 

 ⁃ ليه راحت فين 

 ⁃ رفعت يديها باستسلام وقالت في لا مبالاة وكأن الأمر لا يعنيها وكأن الاوراق والنقود والدنيا كلها لا تعنيها

 ⁃ انا معييش حاجة خالص .. ثم نكست رأسها وقالت بانكسار مشيت منغير ما اخد  اي حاجة مأخدتش حتي كتبي قالت جملتها الأخيرة وهي علي وشك البكاء

رق خالد لحالها تمني لو أستطاع ان يأخذها في حضنه ويربت علي رأسها ويقول لها هوني علي نفسك وشعر كم هي حريصة علي دراستها

 ⁃ طيب ممكن تديني بياناتك وانا هتصرف ؟

 ⁃ قالت باستسلام : حاضر 

 ⁃ محتاج اسمك وتاريخ ميلادك وعنوانك الموجود في البطاقة لو متذكرة رقم بطاقتك طبعا ياريت 

 ⁃ بصراحة مش حافظاه

 ⁃ قال بهدوء ليخفف عنها طيب مفيش مشكلة اخرج خالد من حقيبته قلم وورقة بيضاء وشرع في الكتابة ثم توقف فجأة ليباغتها بالسؤال

 ⁃ صحيح انتي سألتيني عند المحكمة ان كنت محامي عرفتي ازاي ؟

اشارت  باصبعها علي ملابسه ببساطة ولكنه لم يفهم ثم نظر لنفسه فجأة ليجد انه كان لا يزال مرتدي روب المحاماه الذي كان يرتديه خلال مرافعته بقضية ابراهيم شعر خالد بالاحراج الشديد انه خرج من المحكمة مسرعا بحثا عنها وانها سار من المحكمة للمقهي وهو مرتديه دون ان يشعر ضحك خالد بخجل قائلا صح هكون ايه صحيح بالروب ده ظابط  فابتسمت رغما عنها ولكنه ظل ناظرا لها فقد ابتسمت لاول مرة منذ أن رأها سحرته ابتسامتها الرقيقة شعر انه يعرفها منذ زمن بعيد لا يعلم خالد لماذا يشعر هذا الشعور منذ ان وقعت عينيه عليها لأول مرة وكأن هناك رابط بينهما وكأنها  ليست المرة الأولي  التي يراها بها وهذه الابتسامة اكدت له ذلك

هز خالد رأسه كأنه أراد ان يستفيق من خواطره وشرع في الكتابه وهو يقول بجديه طب ياللا اديني بقي بياناتك 

 ⁃ اسمي شمس .. شمس يونس الزُهيري 

توقف خالد عن الكتابة وهو يحدق بها في ذهول 

 ⁃ ايه ؟؟ قولتي اسمك ايه ؟

 ⁃ صمتت في عدم فهم وسألته هو فيه حاجة ولا ايه ؟

 ⁃ كرر خالد سؤاله وهو ينظر لشفاها  برجاء ان لا يكون ما سمعه منها في المرة الاولي خاطيء .. قولتي اسمك ايه قوليه تاني كدة 

 ⁃ كررت شمس الاسم ثلاثي وكرر خالد نفس رد فعله ولكنه اقترب منها فجأة وقال بحنان بالغ انتي شمس ؟؟؟

 ⁃ اندهشت شمس من طريقته وقالت  بحدة فيه حاجة يا استاذ ؟؟ هو حضرتك تعرفني ؟

 ⁃ ابتسم خالد ابتسامة واسعة وهو يقول بسعادة انا خالد يا شمس خالد صالح الزهيري ..

google-playkhamsatmostaqltradent