رواية سينا اصبحت قدري كاملة بقلم مي محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية سينا اصبحت قدري الجزء (3)الفصل التاسع عشر 19
لتصرخ “نور” قائلة بغضب :
” هاتوهاااالى حتى لو كانت تحت الارض فاهميييين”
لتغلق الخط بغضب تحت نظرات الاستغراب من “عمر” عمن تبحث “نور” وما الذى حدث ..
كاد أن يسألها ليسكته وصول عائلته بأكملها وتسبقهم والدته التى لا تزال تبكى على والدهما ..
تركض “حور” إليهما تسألهما بلهفة :
“ابوكم فييين ، الدكتور قالكم ايه هوااا كويس صح ، رعد كويس صح ردوا عليااااا”
ليعانقها “عمر” قائلا :
“شششش بس انتى بتعيطى ليه بس ، انتى اكتر واحدة عارفة أنه رعد عز الدين قوى مش رصاصة قد كده توقعه ”
لتدخل “نور” أيضا واضعة يدها على كتف والدتها قائلة بهدوء :
” متقلقيش هيبقا كويس ”
لتنظر إليها والدتها واضعة يدها على خد “نور” بحنان ام ، تنظر لوجهها وتفاصيله ..لتقول بحزن غلبه الشوق :
” وحشتينا اوى يا نور العين ، كانت أجسادنا هنا بس ارواحنا ودعواتنا كلها كانت عندك”
لتدمع عينى “نور” تأثرا بكلام والدتها وعينيها التى تحكى كم العذاب الذى عانته طوال تلك السنوات ..
تعانقها “نور” قائلة بثقة :
” انتى وحشتينى اكتر يا ماما ، معدش ف بعد ولا فراق تانى وده وعد من نور عز الدين ”
لتبادلها “حور” العناق ، تغمض عينيها لتنزل تلك اللآلئ من عينيها سعيدة بكلماتها تلك وتلك الكلمة “ماما” التى لم تسمعها من ابنتها ابدأ الآن أصبحت تسمعها لا ينقصها الان إلا أن يقوم زوجها سالما غانما ..
ينظر إليهما “عمر” قائلا بامتعاض :
” ايه ده يا ماما هوا من لقى أحبابه نسى أصحابه والا ايه !!”
لتبتسم “حور” تأخذه هوا الآخر بأحضانه ليأخذها “عمر” بأحضانه هوا واخته ، ليصيح “عمرو” أيضا قائلا بتزمر :
” وانا ابن البطة السودا يعنى والا ايه ” لتشير إليه “حور” بالاقتراب ، ليركض لهم لتكتمل العائلة فقط يحتاجون “رعد” بينهم وهكذا لم شمل عائلتهم رغم انف اعدائهم …
ليقطع لحظتهم تلك خروج الممرضة تركض بلهفة لتوقفها “نور” تسألها ببعض القلق :
” ايه حصل !؟”
لتردف الممرضة وهيا متسرعة لإنهاء الحديث لكى تذهب :
” المريض فقد د’م كتير واحنا محتاجين د’م وللاسف فصيلة د.مه خلصانة من المستشفى ، ادعوله ..
تكاد تذهب لتوقفها “نور” قائلة بصرامة :
” تمام خدى منى انا ”
ليوافقها “مالك” قائلا :
” ايوة فصيلة د’م نور (-O) ، واظن الفصيلة دى بتقدر تتبرع لأى حد مهما كانت فصيلة د’مه ”
لتومأ له الممرضة بنعم قائلة :
” ايوة بس لازم تيجى معايا فورا اعمل الفحوصات اللازمة عشان نبدأ بنقل الد’م ”
لتذهب معها “نور” على الفور ، لتقف فجأة تقول ف نفسها بحيرة :
” نفس البرفيوم ، مين ده ال بيحوم حواليا فى كل مكان اروحه ، هلاقيك مسيرك هتقع ف أيدى يا شبح”
لتقطع تفكيرها كلاام الممرضة قائلة :
” لو سمحت بسرعة يا فندم حياة المريض بخطر ”
لتومأ لها “نور” لتذهب معها لغرفة الفحوصات ليتأكدوا أنها جاهزة للتبرع ..
يجلسون جميعا خارج غرفة العمليات قلقين على “رعد” ..
تقف “رحمة” تنظر ل “عمرو” بحزن لحاله فها هوا قلق ومهموم يقف بعيدا عن الجميع وهيا لا تستطيع حتى أن تآنسه فى همه وتشاركه فى حزنه الذى كانت السبب الأكبر به ، لتلتفت تنظر ل”عمر” هوا أيضا حزين على والده اذا لماذا يؤلمها قلبها عندما ترى حزن”عمرو” لكن عندما ترى حزن “عمر” تشعر بالحزن لكن لا يؤلمها قلبها هكذا ، انها حقا الان تشعر بالضياع ولكنه ليس الوقت المناسب للتفكير بكل هذه الأشياء …
تشجع نفسها على التقدم أكثر لمشاطرة احزان صديق طفولتها ، لتأخذ نفس عميق ثم تطلقه بقوة ..لتذهب إليه ..
*****************************
تنام “نور” على الفراش مجاور لفراش والدها تتم عملية نقل الد’ماء فورا لم يعد هناك وقت قد يتوقف قلب “رعد” إذا تأخروا خمس دقائق أخرى ..
تبدأ عملية نقل الد’م على الفور ، تنظر “نور” لوالدها النائم على الفراش المجاور لها لتقول بلوم :
” اسفة يا بابا لو كنت وصلت بدرى عن كده كان زمانك بصحتك ” ثم أكملت بتوعد :
” بس متقلقش صدقنى هخليه يتمنى المو’ت وميطولهوش ”
لتغمض عينيها قليلا عندما شعرت ببعض الدوار بفعل نق هذه الكمية من الد’ماء فجأة ..
****************************
تفيق “فيروز” بفعل الممرضة التى تبدو أنها تحاول افاقتها قائلة بعملية :
” مدام فيروز المريض ال جوا فاق وطالب يشوفك ، احنا نقلناه غرفة 155 تقدرى تطلعيله انتى والبنات ”
لتشق السعادة قبل الابتسامة على وجه “فيروز” ، لتنظر إلى الفتيات لتجدهم يغطون فى نوم عميق لتتركهم ف الغرفة وتذهب لتكحل عينيها برؤية الحبيب ..
تفتح باب الغرفة لتزفر قلقة ، هل تحلم أنه فاق لا لا واثقة أنها لا تحلم ، لتدخل الغرفة بعين دامعة ..أنه أمامها وينظر لها أيضا ، اتحلم ام ماذا !!؟ لتمد “فيروز” يدها تقرص يدها الأخرى لتتألم لتتأكد أنها لا تحلم و”سيف” فاق اخيرا ..
لتركض إليه باكية تعانقه وهوا مازال مستلقى على فراشه بتعب ، تتمسك به بشدة وتبكى ..ليبادلها “سيف” العناق يستنشق رائحتها باشتياق الذى أصبح يدمنها بحق قائلا بتعب وبعض المزاح :
” اااه ..اااه فيروز ”
لتقوم “فيروز” على الفور سائلة إياه بلهفة قائلة :
” مالك يا حبيبى ايه بيوجعك ، انا اسفة اسفة والله ”
ليضحك “سيف” بتعب ، ليداعب أنفها بيده قائلا بحب :
” بنكشك بس يا جميل ههه”
لتمتعض قسمات وجه “فيروز” بغيظ ، لتضر’به بوكس خفيف على يده قائلة بغيظ شديد :
” رخمممم ”
ليتألم “سيف” بمزاح قائلا :
” ااااااااه ”
لتردف “فيروز” قائلة بقلق ولهفة :
” اسفة والله اسفة معلش ”
لينظر اليها ثم يبتسم كأنه يكتم ضحكاته ، لتبتسم “فيروز” هيا الأخرى ليبدآ فى الضحك معا ..
ليمسك “سيف” يدها قائلا بمحبة :
” ما احلى تلك الضحكة ..
تجيني ضحكتك مثل البشاير في عيون الضيق
وأنام وفي عيوني ضحكتك والقلب في راحه
بخوض من الحروب وبنتصر، وأظمأ، وأبلّ الريق
من اللي يخسر بحرب الحياة و وحبك سلاحه ؟
لتردف “فيروز” بسعادة قائلة :
” ياعينى ياعينى هههههههه ”
ليردف “سيف” وهوا ما زال ممسكا بيدها قائلا :
” الضحكة الحلوة دى ال عايز اشوفها عطول ”
لتربت “فيروز” على يده قائلة بابتسامة :
” الضحكة دى موجودة طول منتا موجود وجمبى يا حبيبى ”
ليردف “سيف” قائلا :
” عمرى ما اقدر اسيبك واروح ف مكان يا فيروزة قلبى ”
لتخجل كعادتها كلما ناداها هكذا ، ليبتسم ينظر إليها بعشق فذلك الخجل منها محبب لقلبه ، ليغير مجرى الحديث كى لا يخجلها أكثر فليخجلها عندما يعودوا للمنزل ..
يردف “سيف” قائلا لتغيير مجرى الحديث :
” حبيبتى اتصلى على حور اتطمنى عليهم ، لانه رجعة ملاك المفاجأة دى مش لينا وبس ”
لتفهم “فيروز” ما يرمى إليه ، لتومأ له وتذهب لتحدث “حور” على الفور ..
*************************
يقف “عمرو” يفكر فى تلك الأشياء التى تحدث ، يحاول استيعاب أن شقيقته عادت لكنها تشبه “عمر” ف كل تصرفاته لا تشبهه هوا ، ليبدأ يتساءل هل تحب “عمر” أكثر منه أيضا !!؟
ليقطع سيل تفكيره ذلك الصوت الذى يحفظ صاحبته عن ظهر قلب قائلة :
” عمرو ..”
ليلتفت إليها بوجه جامد منتظر أن تكمل حديثها ، لتردف قائلة بحزن :
” انت زعلان منى !!؟ انا اسفة بجد اننى جرحتك ، احنا صحاب من واحنا اطفال انت عارفنى كويس واننى مستحيل اجرحك ، عمرو ممكن متخليش ال حصل ده ينهى صداقتنا رجاءا ، انا عاوزة اشاركك همك زى منتا بتعمل معايا عطول ، هااا ساكت ليه !!؟ ”
لينظر اليها للحظات عينيه يحكيان كم الالم الذى يشعر به الآن ، اتريده أن يظل صديقها !! حقا !؟
ليتركها ويذهب بعيدا يجلس بجوار والدته وأخيه ، هذا افضل لهما أن يتجاهلا بعضهما تلك الفترة والا سيجرحها بكلماته وهوا لا يريد ذلك ..
***************************
ينظر “مالك” لذلك الشاب الذى يقف يراقبهم منذ مدة لم يتحرك من مكانه يظل يدور ويدور ..
ليضيق عينيه مستغربا من هذا فهذه أول مرة يراه ، ليقف ذاهبا اليه ليفهم من هذا لربما كان مخطئا بحقه ..
ليردف “مالك” قائلا باستغراب :
” انت مين وبتعمل ايه هنا !؟”
ليردف الشاب قائلا بعملية :
” انا اسمى سامى وجيت عشان فى اوردر جيت اسلمه للانسة نور عز الدين ”
لينظر مالك لتلك الشارة على تيشيرته ليثبت صدق ما يقوله أنه عامل بشركة توصيل ..
ليسأله “مالك” قائلا :
” مين ال باعت الاوردر ده !؟ ”
ليردف “سامى” قائلا :
” مش عارف يا باشا هوا واحد إدانة فلوس وقالى اوصلها للانسة نور وقالى رقم غرفة العمليات ال هلاقيها قدامها ”
ليضيق “مالك” عينيه بشك ، من هذا الذى يلاحق “نور” ..ليأخذ منه الاوردر قائلا له :
” خلاص هات الاوردر وروح انت ”
ليمسكه “مالك” من تلابيبه قائلا بتوعد :
” هات الاوردر فورا والا صدقنى مش هتروح لبيتك طول منتا عايش فااهم ”
ليبتلع الآخر ريقه بخوف فالذى أمامه يبدو أنه لا يمزح ابدا ، ليعطيه الاوردر ويأخذ طريقه يسابق الريح هاربا من ذلك الوحش كما لقبه ..
لينظر “مالك” للاوردر ، يكاد يذهب ولكن استوقفه شيئا ما بداخله يريد أن يعلم من هذا الذى يلاحق “نور” ليفتح الصندوق لينصدم مما رآه ليكور يده بعنف قائلا بغضب :
” يا حقير ”
*************************
تفتكروا مالك لقى ايه ف الاوردر يخليه متعصب كده !!؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية سينا اصبحت قدري ) اسم الرواية