رواية انت سندي كاملة بقلم ايمان سلامة عبر مدونة دليل الروايات
رواية انت سندي الفصل الثالث 3
٣- اللقاء
ظلا خالد وشمس يتبادلان النظر لبعضهما وعلي وجه كلا منهما ابتسامة هادئة بريئة وهو يتأمل الأخر في صمت وكأنهما يستعيدا ذكريات الطفولة وهما غير مصدقان لتلك الصدفة الغريبة لم يراها خالد منذ ان كان عمره ٩ سنوات وكانت ٥ سنوات
خالد: ياااااه يا شمس كل ده وانا اقول انا حاسس اني اعرفك او شفتك قبل كدة .. انتي عارفة احنا دورنا عليكم قد ايه .. عارفة عمك صالح دور عليكي انتي قد ايه ده مش هيصدق نفسه لما اقوله اني لقيتك رفع خالد هاتفه وطلب رقم والده مسرعا ووضعه علي اذنه ولكن شمس رفعت يدها برفق امامه تترجاه الا يفعل وهي تهز رأسها بالرفض والدموع بعينيها
⁃ ليه بس مش عايزة عمك يعرف اني لقيتك ده انا لغاية دلوقتي موصي ناس في كل حتة كل ما انزل اسكندرية يدورا عليكي
⁃ قالت بحزن بعد كل السنين دي يوم ما يلاقيني يلاقيني راجعاله بكل الهم ده علي كتافي هو اكيد عنده اللي يكفيه وزيادة ومش ناقصني
⁃ انتي بتقولي ايه ده بقاله سنين بيحلم يلاقيكي
⁃ انا كمان كان نفسي طول عمري الاقي اهل ليا لكن للأسف مكنش في ايدي حاجة اعملها
⁃ خلاص ادي احنا فيها ولقينا بعض قومي ياللا اوديكي لعمك
⁃ لا يا استاذ خالد ارجوك انا مش مستعدة دلوقتي للمقابلة دي وكمان يعني .. اشارت لهيئتها بخجل
⁃ نظر لها خالد بتساؤل ثم عقب انتي مش رايحة لحد غريب انتي كمان مين قالك اصلا اني ممكن اسيبك بعد اللي حكيتيه انتي لحمنا ودمنا وواجب علينا نحميكي ونقف جمبك في الظروف دي
⁃ سكتت وبدا الحزن علي محياها وهي تتمتم اذا كان صاحب اللحم والدم باعه ثم نكست رأسها في ألم
سكت خالد حتي لا يضغط عليها لم يحاول السؤال عن عمه الذي ادرك انه سبب ماهي فيه كان دائما يشعر ان والده يبحث عنها يتمني ان يجدها وكان دائما يقول لع انا نفسي الاقي بنت عمك واخدها تحت جناحي لم يكن يفهم جملته فهو يعلم ان عمه حي يرزق ولا يتدكر الماضي فقد كان صغير ولكنه كان يلاحظ دائما مسحة اليأس والألم اللتي كانت تبدو علي وجهه ولم يكن يريد ان يثقل عليه بأسئلته
هكذا هو خالد دائما رحيم ومتفهم شهم وخلوق لا يترك من يحتاج له مثل والده تماما ورث عنه اخلاق الفرسان وقد زادته مهنته احتكاكا بالناس اصحاب المشاكل فما كان منه دائما الا التفاني في مساعدة غيره وتخفيف الامه
⁃ قطعت شمس افكاره قائلة استاذ خالدانا همشي بقي . وقفت لتستعد للرحيل
⁃ تفاجأ خالد ووقف هو الأخر مجيبا بلهجه حاسمة: تمشي تمشي تروحي فين .. انتي عندك مكان تروحيه؟
⁃ صمتت شمس بخجل ثم اكملت بصوت خافت هشوف حد من البنات زمايلي
⁃ طب ده كلام يعني تروحي لزمايلك واحنا موجودين مفيش الكلام ده انتي هتيجي معايا والموضوع ده مفيهوش نقاش من فضلك
احنا هنطلع ع القاهرة دلوقتي بيت عمك مفتوحلك خليكي حتي معانا لحد مانعرف هنعمل ايه
⁃ قالت اخيرا باستسلام طيب أمري لله
⁃ ابتسم خالد بود وهو يقول بتفاؤل متقلقيش كل أمر الله خير
⁃ تمتمت بخشوع ونعم بالله
ذهب خالد ليحاسب فتي المقهي ثم عاد وهو ينظر يخاطبها بحماس ياللا بينا يابنت عمي يادوب نلحق القطر انا متبعديش عني لحسن تتوهي في الزحمة واوعي تزوغي كدة ولا كدة ها ..
قالها خالد بضحك فابتسمت رغم عنها لضحته الجميلة
⁃ متقلقش مبقاش ليا مكان اروحه غير اهلي
⁃ تحرك خالد ببطأ لتتبعه وهي تتأمل هذا الخالد الذي ظهر لها من حيث لا تدري وكأنه ملاك ارسله الله لها
وصلا خالد وشمس لمحطة القطار دفع خالد لهما مقعدين متواجهين وصعدا للقطار بعد ان شتري لها عصائر وجبة خفيفة للطريق
سمعته يقول بمرح
-طبعا انتي النهاردة مأكلتيش حاجة خالص انا كمان جعت اوي الحقيقة احنا نركب وناكل حاجة ونديها نوم بقي لحد مانوصل
⁃ ابتسمت وهي تهز رأسها بالموافقة
ركبا القطار وقد تناولا وجبة خفيفة لفت نظره انها تأكل القليل جدا علي استحياء اعتقد انها تخجل منه فسكت دون ان ينظر لها حتي لا تخجل اكثر
ارتدي خالد مظارته الشمسية لتحجب ضوء النهار عن عينه مرددا بمرح : بصي يا ستي انا هنام شوية لحسن انا مطبق ع القضية بتاعة الصبح دي من امبارح .. انتي مش غريبة بقي القطر قطرك خدي راحتك ع الاخر ولو احتجتي اي حاجة او حد جه جمبك قولي بس خالد هتلاقيني صحيت .. حاولي ترتاحي شوية برضه لسة الطريق طوسل وانتي من بدري في الشمس
تعمد ان يطلب منها مناداته بدون القاب حيث لاحظ انها تخاطبه بلقب استاذ وهو يريد ان يزيل الحواجز بينهما لتهدأ نفسها وتطمأن
⁃ اماءت شمس برأسها دون ان تتكلم اسندت ذقنها الرقيق علي يدها التي وضعتها علي النافذة تتابع الطريق
اسند خالد رأسه علي المقعد وهدأ تماما وقد بدا لها بالفعل انه راح في نوم عميق
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية انت سندي ) اسم الرواية