Ads by Google X

رواية انت سندي الفصل الرابع 4 - بقلم ايمان سلامة

الصفحة الرئيسية

  رواية انت سندي كاملة بقلم ايمان سلامة عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية انت سندي الفصل الرابع 4

٤- الذكريات

راحت شمس تتأمل الطريق وان كانت لا تلمح اي شيء من الطريق الذي راح يمر امامها وكانت ذكرياتها تمر امامها معه

راحت تتذكر يونس والدها الذي اتي بها لهذا العالم ولم يحنو عليها يوما كما فعل هذا الشاب الجالس امامها الذي لم تجتمع معه الا منذ ساعات قليلة

راحت شمس تتذكر والدتها كيف كانت تغدقها حبا وحنانا وكيف حرمت منها وهي في السادسة من عمرها وكيف كان ذلك امام عينيها البريئتين

 ⁃ تذكرت حياتها مع يونس الذي كان دائما عبء عليها وليس سند  فقد غرق والدها في الادمان اكثر واكثر بعد موت والدتها حيث شعر بكونه سبب موتها وبدلا من ان يفيق ويحتوي ابنته ويصلح ما افسده هرب لادمان السموم كي ينفصل عن جحيم واقعه الذي صنعه بنفسه

 ⁃ تذكرت جارتها العجوز الطيبة خديجة والتي لولاها لماتت جوعا وبردا وحدها بعد موت امها حيث  تركها يونس  وذهب دون النظر لحال الصغيرة ودون يدري احد اين ذهب 

احتوتها خديجة واخذتها   كانت تقدملها اللقيمات القليلة نظرا لفقرها المتقع كما ارسلتها  للمدرسة فقد كانت تربطها بأماني والدة شمس علاقة جيرة وود وتعلم كم تمنت أماني ان تكمل الصغيرة تعليمها كانت تحتضن الصغيرة كل ليلة وتحكي لها الحواديت كما كانت تفعل امها لا تعلم كيف كانت ستتجاوز صدمة وفاة امها  وهي طفلة في عمر الزهور بدون خديجة  ظهرت بسمة صغيرة علي محياها دون ان تشغر عندما تذكرت خديجة واحت تدعو لها بالرحمة لكنها سريعا ماعادت تعبس بوجهها عندما تدكرت عودة يونس في ليلة مظلمة شديدة المطر فقد قرع باب العجوز بعنف فزعت المرأة من نومها وذهبت لتجد الطارق يونس ودون كلمة شكر واحدة للسيدة التي راعت ابنته في غيابه قال  ببرود بالغ بصوت محشرج وكأنه يخرج من احد الموتي: البت فين 

رجته خديجة ان ينتظر للصباح ولكنه رفض

دثرتها خديجة بالاغطية وحملتها له  وهي تبسمل حرصا علي الصغيرة مدت يدها ليونس ليحمل ابنته ولكنها ردتها لحضنها وقالت له بقوة وثبات

 ⁃ لو مش هتعرف تراعيها سيبهالي 

 ⁃ بلهجة ساخرة : انتي قادرة تراعي نفسك ده انتي رجلك والقبر 

 ⁃ ايتلعت خديجة جملته وردت عليه بصبر خلاص خد ينتك بس راعي ربنا فيها 

 ⁃ حمل يونس الصغيرة بعدم اكتراث وهي توشك علي السقوط من يديه فقد دمرت المخدرات كل عصب لديه

 ⁃ يونس.. نادته خديجة سيب البت تروح المدرسة 

استكمل يونس طريقه للشقة المواجهة دون الالتفات ولكنها اكملت دي  وصية أماني 

توقف يونس وكأنه تذكر زوجته وكيف قتلت بدلا منه وظهرت مسحة من الحزن علي وجهه ولكنه اكمل طريقه لشقته دخل  و صك الباب خلفه

توالت الأيام بعد تلك الليلة لم تري شمس حنان في منزل يونس الا في الاوقات التي كان يغادر فيها لتهرع لشقة خديجة المواجهة لهم كانت تسرح لها شعرها الذهبي وتطعمها وتحممها وتساعدها في دروسها خديجة العجوز التي هجرها زوجها لأنها لا تنجب ..بقلبها حنان الدنيا وكأن الله خبأه لشمس الصغيرة التي فقدت امها وخبأ شمس لها لتشعر بامومتها في اخر ايامها

ثم ماتت خديجة الدرع الأخير لشمس كانت تنتظر نتيجة شهادتها الابتدائية وتتمني لو تخبرها بنجاحها اولا فلولاها ماكانت شمس ذهبت للمدرسة ولا كانت علي قيد الحياة اصلا

شعرت شمس انها فقدت امها مرة اخري فقد كانت هي من تهون عليها ما يفعله يونس معها من ضرب وتعذيب كما انه كان يهددها طوال الوقت ان يخرجها من المدرسة وما كان من الصغيرة سوي البكاء والصبر كما كانت تفعل امها.

عاد يونس ليجد ابنته نائمة امام باب شقة خديجة وهي تبكي بحرقة ركلها بقدمه ففزعت 

 ⁃ ايه اللي منيمك هنا كدة قومي يابت ياللا ع البيت واعمليلي لقمة اكلها

 ⁃ قالت في بكاء مرير ماما خديجة ماتت 

 ⁃ صاح بوجهها مو اما يلهفك امك منين وبعدين ماهي كان لازم تموت دي ولية حيزبون بقالها في الدنيا ١٠٠ سنه.. قومي ياللا يا بت خليني اتعشي وانام

 ⁃ قامت شمس من بين دموعها وهي تتلمس باب خديجة وذهبت لشقة يونس وهي تترنح من الألم والحزن 

 ⁃ دخل يونس وراءها وما ان صك الباب حتي قال بلهجة صارمة: اسمعي يابت انتي اللي كانت بتوكلك خلاص ماتت واللقمة هنا يادوب علي قدي من هنا ورايح مفيش مدرسة تنزلي تخدمي في البيوت ياختي ..عشان تجيبي لقمتك انا مش هعلفك كمان وانتي خلاص بقيتي شحطة

 ⁃ بكت شمس بشدة لا الله يخليك هخدم في البيوت هعمل كل اللي انت عايزه بس سيبني اروح المدرسة انا وعدت ماما اني اكمل تعليمي

 ⁃ نظر لها يونس بخواء ثم ذهب لحجرته بعدم اتزان كانت اماني هي نقطه ضعفه كلما تذكر كيف ماتت بسببه

وبالفعل بدأت مرحلة اخري في حياة شمس كانت تساعد سيدات الجيران في المنزل بمقابل زهيد او تصنع الحلوي وتبيعها امام المدرسة كانت تكافح بكل جهد وصبر رغم سنها الصغير كانت تضع امها وخديجة امامها دائما وكلام امها عن المستقبل وان تعليمها سيكون سلاحها كانت تحلم باليوم الذي تتخرج به من الجامعه وتعمل وتحمي نفسها ومستقبلها من يونس وبيته الموبوء

كانت تتذكر خيالات عن عمها وزوجته فقد كانوا يتزاورون دائما حين كانت صغيرة كانت تتمني ان تعثر عليه وتحتمي به من يونس ولكن كيف ستبحث عنه وهي لا تعلم عنه اي شيء غير اسمه وانه يحيا في القاهرة الكبري ولم تكن لتجرؤ  بالطبع علي سؤال يونس عنه

توقف شلال ذكرياتها لتنظر لخالد بتعجب وهي تتمتم يا الله كنت أتمني دائما ان اتمكن من البحث عنكم ليضعك الله امامي في احلك ايام حياتي واشدها ظلمة نظرت للسماء من النافذة وهي تردد كم انت رحيم يا رب …..كم انت رحيم يارب 

عادت شمس لذكراتها وشريط حياتها الذي يسير امامها مع طريق السفر وكأنه يخبرها ان الطريق سينتقل بها لمرحلة مختلفة في حياتها ياتري كيف ستكون المحطة القادمة 

مرت الايام بشمس حتي وصلت للمرحلة الثانوية كانت صبورة ومجتهدة كانت تعاني من يونس اشد المعاناه فقد اصبح يأتي بشلة الأُنس للبيت حيث ان المكان مقابل الكيف وكانت تختبيء في غرفتها بعد ان تقوم بتجهيز جلسة الشؤم ليونس واصدقاءه قبل حضورهم كانت تكد وتعمل وتحضر اثناء عودتها للبيت الاطعمة والتسالي المطلوبة لجلسات يونس كانت تفعل كل ذلك ليتركها تكمل تعليمها ولا يعترض طريقها 

كان من ضمن شلة يونس رجل كريه يدعي مأمون كانوا يداعبونه دائما بأنه مُمَوِن وليس مأمون فقد كان هو من يحضر المزاج وكان كلما رأها  يحرقها بنظراته القذرة التي كانت تشعرها انها عارية كانت تهرب دائما من عينيه ولم يخلو الأمر من كلمات مسمومة تسمعها من خلف باب حجرتها المتهالك  مثل :

 ⁃ تسلم ايدين القمر اللي حضر القعدة 

 ⁃ ياخسارتك في الكتب والكراريس يا منجاية 

 ⁃ ياما نفسي اريحك واستتك يا جميييل بس انت ترضي

بدا علي وجه شمس الاشمئزاز الشديد عندما تذكرت مأمون وراحت تهز رأسها بقوة وكأنها تريد ان تنفضها لتسقط هذا المأمون من ذكرياتها ولم تلاحظ خالد الذي قطب جبينه وهو يتابع كل خلجة من خلجات وجهها

عادت شمس تتذكر كيف اصبحت تجمع اولاد الجيران لتذاكر لهم دروسهم حتي ذاع صيتها وصارت تعطي الدروس للاطفال بدلا من الخدمة في البيوت فهي علي مشارف الجامعة  كبرت ولم يعد يليق ان تذهب لبيوت الناس لتنحني للكنس والمسح 

كانت شمس عاقلة وواعية علمتها الحياة وكبرتها ليفوق عقلها عمرها بسنين 

طالما تفوقت شمس في اللغات واحبتها تمنت ان تدخل قسم الترجمة وقد كان ..حصلت علي مجموع مكنها من اختيار ما تريد فاختارت حلمها الذي  نما داخلها يوما بعد يوم وسقته من دموعها وجلدها و صبرها 

كانت شمس تحاول كبح زمام امورها مع يونس فقد بقي القليل لتصل لمبتغاها ولم يعد هناك الكثير فعليها الصبر ويجب عليها مسايرته في كل مايريد حتي لا يعترض طريق حلمها استمر هذا الوضع حتي تبقي عامها الاخير بالجامعة خطوة واحدة تفصلها عن حلمها واستقلالها وحريتها ستخرج من هذا البيت دون عودة وستحلق بحرية كالعصفور بعيدا عن هذا البيت الذي شهد مقتل امها ستسافر للقاهرة وتلتحق باحد دور ترجمة الكتب او المجلات او حتي الافلام ولم لا طموحها لاسقف له ستبحث عن عمل وسكن وستجتمع  بحياتها الضائعة ولن تعود ليونس ابدا

كان يوم صيفي حار وكانت شمس منهمكة بالمنزل تنظف وتفرز كتبها فهاقد شارفت الاجازة الصيفية  علي الانتهاء ويجب ان تستعد لليسانس جيدا لم تكن تعلم ان حياتها ستنقلب  بهذا اليوم رأسا علي عقب 

فتح يونس الباب فجأة وهو يقول بترحاب 

 ⁃ تعالي يا مأمون اتفضل 

ذهلت شمس وراحت تعدل من ثيابها وتهرول لحجرتها حتي استوقفها صوت يونس

 ⁃ تعالي يا شمس مفيش حد غريب تعالي سلمي علي جوزك

 ⁃ اخترقت اذنها الكلمة الأخيرة لتتوقف عن السير في صدمة وذهول حاولت ان تتأكد من ما سمعت ولكنها ابدا لا تريد ان تسمع الجملة مرة اخري علها تنساها او تكون مجرد خيال

قطع مأمون عليها صمتها: ايه يا عروسة مكسوفة ولا ايه مش قالك جوزك تعالي بقي خلينا نملي عنينا م القمر

استدارت شمس ويبدو علي وجهها التساؤل وهي مازالت في ذهولها 

 ⁃ انتوا بتقولوا ايه جوز ايه وجوز مين هو مين ده اللي جوزي 

اجاب يونس وهو يهرب بوجهه بالنظر لمأمون وهو يربت علي صدره 

 ⁃ مأمون يبقي جوزك خلاص .. خَلصنا كل حاجة وجاي عشان ياخدك معاه البيت 

شمس بجنون : انت بتقول ايه خلصت كل حاجة ازاي ايه الكلام  الفارغ ده وازاي تجوزني بدون علمي الجواز ده باطل 

 ⁃ زفر مأمون في حنق : نعم يا استاذة  باطل ده ايه ده شرع ربنا  ثم استطرد مستهزءا : هو ده اللي بيعلمهولكم في المدارس ؟

رد يونس ببرود: - انا ابوكي وولي أمرك ومن حقي اعمل فيكي ما بدالي 

 ⁃ ابويا دلوقتي افتكرت انك ابويا ولما تقرر تعمل ابويا تدبحني .. تجوزني منغير ما اعرف ولمين للراجل اللي بتقعد تشرب معاه وده طبعا عشان بيجبلك مزاجك

 ⁃ وماله الراجل ميعيبوش غير جيبه والراجل شاري ويقدر يصرف علي بيته انتي ايه مزعلك بقي

⁃ بدأت شمس بالانهيار وهي تصيح في وجهه انت عايز تحكم عليا بالاعدام ومش عايزني ازعل مش كفاية اللي عملته في امي وفيا انت عمرك ماكنت اب انا مشفتش منك غير العذاب ولسة جاي تكمل عليا دلوقتي بعد ما استحملت كل ده جاي تدمرلي اللي باقي من حياتي 

انت ايه يا اخي ياريتني مت مع ماما يوم ما ماتت ياريتك كنت مت بدالها يومها وهي عاشت ع الاقل كانت هتبقي ضهر وسند ليا بدال ماتبيعني قصاد المزاج انت مش ممكن تكون اب ولا حتي انسان 

سقطت شمس علي ركبتيها علي الارض في نوبة بكاء عارمة وهي تري احلامها تنهار امام عينيها

سكت يونس وهو منكس الرأس لم تحدثه شمس بهذا الشكل طوال حياتها معه ورغم قسوته عليها ورغم كل ما فعله بها لم تحدثه يوما بتلك القسوة لم تدعو عليه يوما حاولت دائما ان تكون الابنه البارة رغم انه لايستحق ولكنها كانت تفعل لوجه الله فقد علمتها خديجة الصلاة وكانت تحفظها القرأن وحافظت شمس علي ذلك بعدها تذكر يونس كيف كانت تصبر علي ايذاءه وتراضيه وانها لم تحزنه يوما رغم كل ما فعل بها وخجل من نفسه 

قطع الصمت صوت مأمون : الله الله طب وليه النكد ده يا عروسة في ليلة مفترجة زي دي قومي وروقي كدة وياللا علي عشنا يا جميل 

رفعت شمس بصرها اليه باشمئزاز وشرعت في الكلام ولكن يونس قاطعها موجها حديثه لمأمون فهو يعلم انها لو اخرجت ما في جوفها من غضب ستغضب مأمون وهو يعلم غضبه جيدا فقد زوجها له خوفا من غضبه هذا 

- بقولك ايه يا مأمون سيبها الليلة دي وتعالي خدها بكرة بلاش يا سيدي انا هجبهالك لحد عندك بكرة اديك شايف حالتها ثم اقترب منه بهمس ماهو يعني  الحاجات دي مبتجيش كدة .. ندخل عليها ونقولها جوزناكي وروحي معاه كان واجب حتي نعرفها قبلها

 ⁃ رد مأمون بلؤم وهي يعني كانت هتوافق برضاها

 ⁃ خلاص واهي بقت مراتك هتروح منك فين يعني ؟ اتوكل علي الله وبكرة من النجمة هتلاقيني عندك بيها 

 ⁃ ماشي كلامك بكرة من صباحية ربنا هتلاقيني جاي اخد حرمنا المصون ميصحش برضه العروسة تروح هي للعريس ..وضحك ضحكة كريهة وهو يداعب شنبه الكثيف 

نظرت لهم شمس باذدراء شديد وهي علي وضعها جالسة في الارض تسند بكلتا يديها علي الأرض محطمة لا تقوي حتي علي الوقوف او الاعتراض علي ما يقال 

خرج  مأمون وذهب يونس لشمس الجالسة علي الأرض جلس امامها علي الارض وما ان شرع في الكلام حتي رفعت يدها توقفه وعينيها تذرف الدموع 

فتحدث يونس رغم ذلك بهدوء لأول مرة

 ⁃ انتي متعرفيش مأمون ده يقدر يعمل ايه شلبي اللي موت امك زمان ميجيش فيه حاجة .. ده كان ممكن يموتك 

 ⁃ نظرت له من وراء دموعها وانت يفرق معاك موتي ؟وهو انا كدة مموتش ؟

 ⁃ همس بيأس : معاكي حق تقولي اللي انتي عايزاه بس انا مكنش في ايدي غير اني اجوزك ليه

 ⁃ عشان تضمن كيفك العمر كله

 ⁃ بالعكس بقاله سنين عايزك وبقالي سنين بعشمه عشان كدة كان بيديني انما عارف ان يوم ما هياخد اللي عايزه مش هيديني تاني بالعكس ده هيذلني 

 ⁃ رفعت يديها والقتها علي صدره وهي تبكي وتصيح به امال عملت كدة ليه؟

 ⁃ عشان حسيت ان صبره نفذ واللي زي ده لما بيزهق بيبقي خطر انا ضيعت امك زمان ومكنش ينفع اضيعك انتي كمان دلوقتي ..قالها ونكس رأسه بحزن ثم اكمل 

 ⁃ انا عارف اني سبب كل البلاوي عارف بس نصيبي ونصيبك انك بنتي ونصيبك تتجوزي  المأمون جايز تلاقي في بيته الراحة اللي عمرك ما دوقتيها عندي 

 ⁃ وانت بتريح ضميرك بالكلام ده دلوقتي 

 ⁃ المأمون مش هيسيبك لو مطاوعتيهوش هيبهدلنا  وهيجيبك ان شالله بالمحكمة ويطلبك في الطاعة انتي خلاص بقيتي مراته وده من حقه

 ⁃ ردت بذهول  مختلط بالغضب هي حصلت لكدة؟هياخدني كمان غصب والقانون يبقي في صفه؟

 ⁃ تهرب من عينيها وهو يقول : اعملي حسابك انك هتروحي علي بيت جوزك الصبح 

كانت علي وشك ان تهدل في وجهه ان ذلك لن يحدث الا وهي جثة هامدة ولكن لا تعلم لم صمتت فقد ادركت بحدسها انه لاداعي للمقاومة او الجدال فليس هناك حل سوي الهروب 

لقد كانت تنوي  فعل ذلك بعد انتهاء العام الدراسي ولكن القدر ابي دون ذلك ستغير خطتها وتهرب مبكرا ولكنها ستظل بالاسكندرية حتي تنهي عامها الجامعي وتختفي من عالم يونس والمأمون دون رجعة انتظرت حتي يغفل يونس لتحضر اشياءها فهي لا تريد ان يشعر بم تنوي عليه ولكنه  عنادا بها ظل جالس علي هذا المقعد اللعين الذي طالما جلس عليه علي راس المائدة ليكون مراقب لكافة انحاء المنزل ظلت تنتظر ان ينام دون جدوي ظل جالس يتجرع من زجاجة الخمر وهو ينظر لها بين الحين والأخر كأنه يقرأ افكارها 

لم تنم شمس ليلتها  وان تظاهرت بالنوم صلت الفجر وظلت تتابع والدها حتي غفا برأسه علي يديه فوق المنضدة تسللت شمس برعب دون ان تأخذ اي شيء فقد يصحو في اي لحظة كانت ستخبره انها ستلقي القمامة او تتفقد صوت سمعته ع السلم لكن ان اخذت اشيائها  سيعرف انها تهرب علي الفور وتُحبط محاولاتها الاخيرة للنجاة

خرجت شمس للشارع وهي لا تصدق استنشقت نسمات الفجر الباردة وراحت تتلمس طريقها حتي وصلت للمحكمة ولكنها سرعان ما اكتشفت بكور الوقت وانها ايضا لم تأخذ اي اوراق حتي هاتفها الصغير تركته

لقد تركت كل ما يربطها بعالم يونس 

جلست شمس علي سلم المحكمة لا تعلم كم مر عليها من الوقت راحت تنظر لساعتها وقد بدأ القلق يدب في اوصالها وراحت تردد بداخلها 

 ⁃ زمان يونس حس اني هربت زمان المأمون راح ياخدني ومش هيسكت زمانهم ابتدوا يدورا عليا ولكن ما طمأنها هو بعد المسافة بين منطقة المحكمة ومنطقة منزله

ظلت شمس تناجي ربها وتدعي ان لا يجدوها عكفت تدعي الله ان يرسل لها العون والسند وان ييسر لها الطريق وان تجد اهلها  فهي ليس لها احد ولم يحن عليها احد بعد خديجة راحت تدعو وتدعو ولم تعلم ان الرحيم بعباده سيسوق لها العون والسند  والاهل في شخص واحد هاهو جالس امامها ينام في هدوء راحت تتأمله وترقرقت دمعة من عينيها ولكن سرعان ما مسحتها لم تنتبه لملامحه من قبل فهو وسيم وجذاب  راحت تنظر لأنفه وشفتيه وذقنه الحليق وشعره الناعم المصفف بعنايه .. خجلت شمس من نفسها واشاحت بوجهها لتتابع الطريق ولم تري الابتسامة الصغيرة التي ارتسمت علي شفاه فهو لم يذق النوم طوال الطريق بل كان يراقبها تماما كان يشاهد انقباضات وجهها واختلاجاته وكيف كانت تبكي احيانا وتبتسم مرة او مرتين كان واثق انها تسترجع حياتها ولذلك اكمل في دوره حتي يترك لها تلك الفرصه لتختلي بنفسها دون حرج منه احس خالد انه كان معها في رحلة حياتها من خلال صفحة وجهها

google-playkhamsatmostaqltradent