Ads by Google X

رواية انت سندي الفصل الثامن 8 - بقلم ايمان سلامة

الصفحة الرئيسية

  رواية انت سندي كاملة بقلم ايمان سلامة عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية انت سندي الفصل الثامن 8

٨- صندوق اسراري

انتهت العائلة من  طعامها  قام صالح وهو يخاطب شمس قائلا شمس يا بنتي انا هروح اوضتي اصلي و ارتاح شوية ..واسيبك ترتاحي من الطريق والسفر ولينا قعدة  طويييلة مع بعض انا وانتي 

اجابت وهي مبتسمة له بحنان : حاضر يا عمي 

ذهبت شمس لتغسل يدها فاستوقفها خالد 

 ⁃ شمس محتاجين نتكلم

شمس بقلق وهي تتلفت حولها : طبعا كنت لسة هدور عليك 

 ⁃ طيب تعالي نخرج الجنينة 

 ⁃ تمام ياللا

خرجا خالد وشمس وعيون هشام تتباعهما

خالد : انا اسف اني اضطريت اكذب علي بابا والفت قصة صاحبتك دي 

شمس : انا اللي اسفة انك اضطريت تكذب بسببي ثم اكملت بأسف انا كمان مبحبش اكذب والله بس انا اضطريت لاني خفت عليه

ازاي هقوله اني راجعالكم بمصيبة 

ازاي هقوله ان اخوه اللي مني عينه يشوفه مش اب وباع بنته

ازاي هقول لعمتي ان ماما ماتت ازاي.. 

 انهت جملتها وبكت بكاء مرير نظر لها خالد بحزن شديد ود لو احتضنها وربت علي رأسها الصغير محاولا تهدئتها تمني لو اصلح لها كل ما يعكر صفوها تمني ان يراها تضحك مرة اخري مثلما ضحكت كالطفلة ونست همومها وهما بالسيارة نجية

خالد : شمس اولا البقاء لله انا مكنتش اعرف ان والدتك اتوفت  

شمس : انا امي متوفتش يا خالد .. انا امي اتقتلت قصاد عيني وانا عمري ٦ سنين  بسبب ابويا

فتح خالد عينيه بجزع و نظر  لها باشفاق شديد 

استكملت شمس : فيه حاجات كتير انت متعرفهاش عني يا خالد وانا اسفة لاني كان لازم اقولهالك قبل ماتجيبني هنا.. جايز مكنتش ساعتها هتجيبني

خالد باستنكار: انتي بتقولي ايه لا طبعا مهما حصل كنت هجيبك ده بيتك واحنا اهلك ولو مكناش نقف في ضهرك في ظروفك الصعبة مين اللي ممكن يقف في ضهرك

ضحكت نصف ضحكة ساخرة : انا عمر ما كان ليا ضهر او سند  وانتم كمان مش مضطرين تقفوا جمبي 

خالد : احنا اهلك يا شمس

شمس : يعني ايه

خالد بتساؤل:  مش فاهم السؤال

شمس ببكاء  : يعني ايه اهل ؟ بيعملوا ايه الاهل ؟ بيحس بايه اللي عنده اهل ؟ احكيلي يا خالد قولي انا بجد معرفش 

خالد بحزن شديد واشفاق عليها: انتي شايلة في قلبك كتير اوي يا شمس 

شمس : كفاية اني اقولك اني مشوفتش حنية في حياتي ولا حد رعاني من بعد امي اللي راحت وانا عيلة صغيرة غير من ٢ بس ماما خديجة جارتنا الطيبة اللي كانت بترعاني  وتاخد بالها مني لحد ما ماتت وانت

خالد بدهشة: أنا

شمس : ايوة انت.. انت ربنا بعتك ليا في اكتر وقت كنت فيه في حياتي يائسة وضعيفة اللحظة اللي قابلتك فيها كانت كل حاجة قدامي سودا لحد ما انت جيت قدامي زي شعاع النور مين عارف لو مكنتش قابلتك النهاردة كان زماني فين وبعمل ايه 

انا حياتي كلها عذاب يا خالد لكن عمري ما يئست من رحمة ربنا كنت بقع واقوم واكمل .. واضعف تاني واقوم واشجع نفسي واقوي..  بجري بكل قوتي عشان اوصل لحلمي واحققه واخلص م اللي انا فيه لحد امبارح

حسيت ان الدنيا اسودت في وشي وكل الابواب اتفقلت قصادي وان كل حاجة اتدمرت خلاص طول الليلة امبارح وانا بفكر ايه اللي ممكن اعمله وانا لوحدي .. ماليش حد  و ضعيفة  مكنتش اتخيل اني تاني يوم هكون هنا انا عشت علي امل اني اتخرج واجي القاهرة ادور عليكم ومتخيلتش ان ربنا يبعتك ليا بعد اسود ليلة في حياتي 

كان خالد يستمع لها بشفقة بالغة كان ينظر في عينيها الغارقة في الدموع دون ان ينطق بحرف لتخرج كل ما في جوفها من الم وغضب ادخرته لسنوات صمتت شمس وانفاسها تتلاحق وتبكي بصوت مكتوم

خالد : يعني انتي برضه كنتي عايزة تدوري علينا

شمس : طبعا .. انا لو كنت اطول كنت جيت من زمان بس مكنتش اقدر  عشان كنت لسة صغيرة بس فضلت احلم باليوم ده اني اهرب واجي علي هنا وادور عليكم 

خالد : طيب وعمي يونس ؟

شمس : ماله؟

خالد: قصدي يعني ليه تهربي وتيجي لوحدك ..هو رافض انه يشوفنا؟

شمس: ترددت قليلا ثم استرسلت في الحديث وقد بدا عليها انها انتوت ان تفضي له مافي صندوق اسرارها 

عمك مدمن يا خالد..

خالد بصدمة : ايه ؟ مدمن ازاي يعني ،؟

شمس بحزن : يعني بيشرب كل حاجة ممكن تتخيلها مخدرات وخمرة هو اصلا مش في وعيه ٢٤ ساعة في اليوم انا عمري ما اتكلمت معاه كل علاقته بيا اني بخدمه وبشتغل وبصرف ع البيت من وانا لسة عيلة 

خالد بذهول واشفاق : تشتغلي ..؟ وكنتي بتشتغلي ايه وانتي طفلة؟

شمس ببؤس وخجل : كنت بساعد في البيوت واغسل سلالم وفي الدراسة كنت بعمل حلويات وابيعها في المدرسة نظر لها باشفاق ولكن لم تخلو نظرته من الاعجاب بصلابتها .. اكملت : كل ده مهمنيش كل اللي كان يهمني انه يسيبني اكمل في المدرسة

خالد باعجاب : للدرجة دي كنتي حريصة انك تكملي تعليمك

شمس : الحاجة الوحيدة اللي فاكراها من ماما غير موتها اللي مبيغبش من قدامي اخر حاجة قالتهالي اني اخد بالي من مدرستي واني لما اكبر واخد شهادتي هبقي قوية ومعتمدة علي نفسي ولما ماتت ماما خديجة جارتنا قالتلي ان ماما كانت قريبة منها وبتتكلم معاها انها كانت دايما تقولها انها كان نفسها تكمل تعليمها وان اكتر حاجة بتتمناها اني اكمل تعليمي

علي فكرة ماما خديجة اللي قالتلي ان اهلي في القاهرة ماما قالتلها.. انا كنت فاكرة بس خيالات لناس كانوا بييجوا عندنا في بيت جميل وكبير واحنا كنا بنروحلهم وكانوا بيحبوني اوي لكن مكنتش فاكرة اكتر من كدة

ماما خديجة الله يرحمها اللي قالتلي اني لازم ادور علي اهلي وان ماما قالتلها ان اخوات يونس في القاهرة وان لو جرالها هي او يونس حاجة هم هياخدوا بالهم مني

لكن للاسف هي مكنتش تعرف عنكم اكتر من كدة

نظر خالد لها بتأثر 

خالد : شمس انا مش عايز ازعجك ولا اضايقك بس واضح من كلام بابا ان فيه حاجة حصلت زمان بينه وبين عمي احنا منعرفهاش  الغريب كمان ان عمي يشغل بنته ويبهدلها كدة وهو المفروض غني او ع الاقل من عيلة غنية  طيب  لو احواله المادية اتبدلت ليه ملجأش لأخوه؟

شمس : مش عارفة يا خالد .. بس انا معتقدش ان والدك ممكن يكون عمل اي حاجة تضر يونس .. هو اللي ضر نفسه وضرنا كلنا 

لم يرد خالد ان يسألها عن وفاه والدتها يبدو ان جرحها لازال ينزف رغم مرور السنين 

خالد استطرد بتفهم : دلوقتي قدرت استوعب عمي ممكن يكون جوزك بدون علمك ليه؟

هزت شمس رأسها باستسلام : المدمن مالوش غالي ولا عِرض  يخاف عليه ممكن يعمل اي حاجة في مقابل الزفت اللي بيشربه.. اللي قتل ماما كان تاجر صغير ادي ليونس بضاعة يبيعها وشربها خاف من اللي اكبر منه وجه بيتنا عشان ياخد بضاعته او يخلص من يونس زي ما عُرف الشغلانه بيقول لكن للاسف .. وفرت دمعه من عيونها الجميلة  : ماما ماتت بداله

نكس خالد رأسه في الارض لقد علم القصة كلها بدون ان يسأل .. تفهم خالد طبيعة الجو الذي نشأت فيه شمس ونظر لها فهي تبدو كالجوهرة التي نمت وتلألأت وسط الأوحال 

خالد :طيب والراجل اللي جوزهولك ده ؟

شمس : بيسهروا سوا وبيشرب علي حسابه كل ليلة 

خالد: افهم من كدة ان الراجل ده هو كمان بيشرب ؟

شمس : بيشرب وبيتاجر كمان واللي يدوَر  وراه مش بعيد يلاقيه قتال قتلة

خالد : ياخبر اسود .. طب انتي ايه معلوماتك عن الراجل ده ؟

شمس : معرفش عنه حاجة غير ان اسمه مأمون 

خالد : تمام بس شمس الموضوع ده محتاج شغل ومعلومات وضروري نعرف نجيب ورقك من البيت

شمس : صدقني كل ده مش شاغلني دلوقتي انا لو مت دلوقتي هموت راضية كفايه الساعتين اللي قضتهم في بيتكم وحضن باباك ليا وحضن عمتي 

صاح بها خالد : ايه تموتي دي  يا شمس حرام عليكي بلاش الكلام ده الله يخليكي 

نظرت له شمس واحست بخوف حقيقي بكلماته

استطردت بخجل : انا قصدي ان اللي يهمني دلوقتي اني شفتكم ومش عايزة منك غير انك تشوفلي مكان بعيد عن هنا انا مش عايزة اجبلكم مشاكل انتوا في غنا عنها

خالد : شمس انا محامي يعني المشاكل شغلتي وانا مش هسيبك ولا هتخلي عنك وموضوعك ده خلاص بقي قضيتي ..  وأصلا موضوع ان بابا يسيبك تمشي م البيت هنا ده انسيه ..

اسمعي انا عارف انك تعبتي كتير وكان نفسك ترتاحي لكن اللي فهمته من كلامك انك كنتي دايما قوية انا عايزك الفترة اللي جاية اقوي من اي وقت فات في حياتك اتفقنا.. واهم حاجة تثقي فيا وتوعديني انك متستسلميش مهما حصل اتفقنا؟

شمس : اوعدك بس احنا لازم نفكر ازاي هقول لعمي الحقيقة انا مش هقدر افضل هنا وافضل مخبية عليه مش هقدر

خالد : لا طبعا لازم يعرف كل حاجة وهيفكر معانا كمان 

عمك في مقام ابوكي ومن حقه يعرف المشكلة اللي انتي فيها.

شمس باستسلام :طيب يا خالد اللي تشوفه

google-playkhamsatmostaqltradent