رواية انطفاء قمر كاملة بقلم ملك الليثي عبر مدونة دليل الروايات
رواية انطفاء قمر الفصل التاسع 9
دق الباب فقالت سارة بصوتٍ عالي: أدخل يا أسر أنتَ لحقت تروح وتيجي.
قال ممدوح بهدوء وهو يدلف إلى الغرفة: بس أنا مش أسر.
حمحمت ميران بإحراج ثم قالت وهي تنظر إلى سارة التي تبدلت ملامح وجهها عندما رأته: طيب بعد إذنكم أنا بقى، هستناكي في أوضتك.
إنتظر ممدوح رحيل ميران من الغرفة ثم هم على الحديث سريعًا قبل أن تقاطعه سارة.
فقال ممدوح بتلعثم: سارة يا بنتي أنتِ فاهمه الموضوع كله غلط، كل ده محصلش يا بنتي صدقيني، أنتِ كنتي صغيرة ومش فاهمه حاجه.
أردفت سارة بسخرية: صغيرة اه، وماما الله يرحمها كانت صغيرة برضه يا استاذ ممدوح؟!
نظر لها ممدوح بتوتر شديد وهو لا يعلم ما يقوله لها، كاد يهم أن يتحدث حتى قاطعه دخول أسر المفاجيء.
قال أسر بمرح وصوتٍ عالي: أنا جيت، إيه ده أنكل ممدوح هنا منور يا أنكل والله.
فقال ممدوح له بابتسامه: ده نورك يا حبيبي.
كان أسر يبحث بعينيه في أنحاء الغرفة على صغيرته ثم قال باستفهام: هي ميران فين؟
فاجابته سارة بصوتٍ متحشرج تحاول ألا تبكي: راحت أوضتي، تعالى نروحلها أكيد مستنيانا.
كاد يتحدث ممدوح، لكن أخذت سارة يد أسر وجذبته خلفها وذهبت من الغرفة بأكملها، فنظر ممدوح إلى أثرها بحزن شديد.
عند سيليا وسفيان.
قالت سيليا وهي تجلس بجانب سفيان تمسك يده وتنظر إلى السماء بشرود: تفتكر ياسين هيرضى يطلقني بسهوله؟
فاجابها سفيان بهدوء وهو يتطلع إلى وجهها الذي يعشقه وشعرها الذي كان يتطاير على وجهها من شدة الهواء: خليه ميرضاش كده ويشوف أنا هعمل فيه إيه.
فقالت سيليا بتفكير: بس غريبة مش كلمني بقاله فترة، مافيش غير الحرس بتوعه بس اللي بيمشوا ورايا.
اجابها سفيان بحدة: وأنتِ عايزاه يكلمك ليه ما يتحرق.
فابتسمت سيليا على غيرته تلك ثم قالت وهي تمسد وجنتيه بحنان: بتغير عليا يا سيفو؟
قال سفيان باشمئزاز: يا جماعه انتوا بتجيبوا الدلع الغريب ده منين، واحد يقولي سوفي والتانية تقولي سيفو.
فقالت سيليا بزعل مصطنع وهي تبعد يدها عن وجنتيه وتضعها حول خصرها: بقى كده طب ابعد عني بقى ومش مدلعاك تاني.
امسكها سفيان سريعًا ثم قالت بهيام وهو ينظر إلى عينيها التي تسحره: تؤ تؤ إنتِ تعملي اللي أنتِ عايزاه، وبعدين ده حلو جدا وعاجبني، ثم أكمل بتحذير: بس إياكي تقوليه قدام العيال اللي جوه دول أنتِ فاهمه؟
ابتسمت سيليا على حديثه ثم قالت بمرح: تمام يا فندم أي أوامر تانية؟
اقترب منها سفيان ثم قال بهيام: قلب الفندم وعقل الفندم وروح الفندم وحياة الفندم و……..
كاد يكمل حديثه حتى قاطعه أسر وهو ينظر من شرفة سارة وهو يهتف بصوتٍ عالي: أبو السوس تعالى بسرعه إحنا جوعنا وعايزينك تعملنا أكل.
نظر إليه سفيان بغضب شديد ثم أردف بصرامه: ولا ما تنزل من دماغي بقى، ما تتنيل تاكل أي حاجه، امال العجلتين اللي عندك دول إيه لازمتهم ما يعملولك أي أكل.
دلفت سارة وميران الشرفة وقالت ميران بابتسامة غباء: ماهي العجلتين مش بيعرفوا يطبخوا يا سوفي مانت عارف.
أردف سفيان بغضب: بطلوا الدلع المقرف بتاعكم ده اسمي سفيان وبس فاهمين؟
قال أسر بسذاجة: حاضر يا ابو السوس يلا بقى علشان اخوك هيموت من الجوع.
تطلع سفيان بغضب إلى سيليا التي كانت تقف تقهقه بشدة عليهم.
ثم قال بغضب: مش عامل حاجه يا أسر روح اعمل اكلك بنفسك.
أمسكت سيليا يده سريعًا ثم قالت بصوت متحشرج من كثرة الضحك: لا علشان خاطري وحشني أكلك أوي، وبعدين أنا كمان جعانه ومش أكلت كويس.
تطلع إليها بتردد ثم أومأ رأسه بالموافقة.
فجاء عز سريعًا وهو يقول: بشاميل ولا بيتزا بقى؟
أردف سفيان بسخرية: يلا كملت، العصابة كلها حضرت اهي.
في المطبخ.
قال سفيان بنفاذ صبر: ياترى البشوات يحبوا ياكلوا ايه؟
جلس عز بتكبر على المائدة الصغيرة التي تتوسط تلك الغرفة وقال: أي حاجه يا عثمان.
نظر له سفيان بصدمه ثم قال بصرامه: عثمان! شايفني الخدام اللي جايبهولك بابي ولا إيه؟
كاد عز أن يتحدث حتى قال أسر سريعًا بصوتٍ عالي: سفيان، عثمان، بتنجان كلها اخرها ا-ن إنجز والله هموت من الجوع.
قال سفيان بنفاذ صبر: عايزين تاكلوا إيه؟
اجابته مليكة بتلذذ: بيتزا.
ابتسم سفيان لها و أومأ رأسه وذهب سريعًا؛ لكي يبدأ في تحضريها.
فقالت سارة بمرح: سوفي أحسن واحد بيعمل أكل في الدنيا.
نظر لها سفيان بحدة ثم أكمل ما يفعله.
قالت ميران بهدوء: تحب نساعدك يا سوفي؟
فأجابها عز بابتسامه استفزاز: نساعد مين هو مهمته عمل الأكل من أوله لأخره وإحنا مهمتنا ناكل الأكل ده بقى، ثم قال وهو يغمز له: صح ولا إيه يا عثمان؟
ترك سفيان ما بيده وذهب إليه سريعًا وأمسكه من ملابسه ثم قال بغضب: أنتَ مش ناوي تتلم وتحترم نفسك بقى صح؟ مش تخليني أحلف أن مش هاكلك من الاكل ده فاتلم بقى هه.
قال عز بتذمر: خلاص يا باشا إعقل كده ده أنا عصافير بطني بتصوص والله.
نظر له سفيان باشمئزاز وترك ملابسه ثم ذهب ليكمل ما يفعله وقال: مش فاهم أنتَ ظابط إزاي، من أنهي ناحيه بجد!
فقالت سارة بصخب: قولي يا عز من ساعت ما جيت وأنتَ ولا بتروح تشتغل ولا بتروح مهمه كده وتضرب بالرصاص فيها بقى ونروح إحنا جري عليك في المستشفى ونقول لااااا عز لااااا.
تطلع لها عز بصدمه ثم قال لأسر: أختك شكلها بتتفرج على أفلام كتير.
فاجابة أسر يذهب لسارة يحتضنها: أختي تعمل اللي هي عايزاه.
بعد مرور بعض الوقت.
كانوا يجلسون على مائدة الطعام يضحكون بشدة؛ فكانوا يقصون على بعضهم بعض المواقف التي كانت تحدث لهم.
فقالت سارة لعز وهي تقهقه: عندك أنا مثلًا كنت ناوية أبقى ظابط زيك كده يعني كنت هبقى زميلة خلي بالك.
فتطلع عز إليها سريعًا ثم قال بفضول: طيب وليه مش بقيتي كده.
نظر الجميع إليها ثم انفجروا من الضحك وهم يتذكروا تلك الأيام.
غمز لها أسر ثم قال من بين ضحكاته: تحبي نقول ولا تقولي أنتِ.
قالت سارة بتذمر: هقول أنا يا خفيف، بص يا ابو الظبابيط أنا خلصت ثانوي من هنا وروحت علشان أعمل القدرات من هنا، يا دوبك دخلت من الباب لقيت السكيورتي بيقولي المدرسة مش هنا الشارع اللي جنبنا فقولتله لا أنا داخله اقدم في القدرات راح قالي أنتِ متأكده يا بنتي قولتله اه والله يا أنكل فراح مدخلني بقى واول ما دخلت لقيت كله بيبصلي وبيتوشوشوا، فأنا قولت أكيد من جمداني بقى، لقيت طابور طويل أوي كل ده علشان يقيسوا الطول فالناس كلها بينزلوا البتاع اللي بتقف فوق الدماغ ديه مش عارفه اسمها ايه، يعني بينزلوا حاجات بسيطة خالص والله، أنا لقيت البتاع ديه كانت فوق عارف أنتَ حد ساكن في دور عالي وبينزل بسرعه وبيجري أنا لقيت البتاع ديه كده، فلقيت الدكتور بيوشوشني وبيقولي هو أنتِ معاكي واسطه، قولتله اه والله، قالي بس أنتِ بطولك ده محتاجه رئيس الجمهورية هو اللي يبقى وسطتك، يمكن حتى ده كمان مش هيقدر يعملك حاجه، خلصنا ده دخلنا على الوزن بقى قولت بسس أنا بسبب وزني هتقبل في ثانية أنا وزني مثالي أصلًا، يا دوبك طلعت على الميزان من هنا الراجل قالي انزلي يا بنتي مش قولتلك محتاجه رئيس الجمهورية يبقى وسطتك، طبعًا أنا مش همني كلام حد وقولت بوسطتي هتقبل وثانكس جود ربنا مش كاتبلي الخير فيها.
فقال عز بسخرية: يعني بالعقل كده بطولك ده مكنتيش عارفه انك مش هتتقبلي؟ يابت ده أنتِ حتى وزنك ده أنا صوباعي أتخن منك.
فقال سفيان وهو يقهقه: والله يابني كلنا قعدنا وفهمناها كده وقعدنا نقولها يابنتي أنتِ بتخافي من خيالك هتقدمي شرطة إزاي، وهي كل اللي عليها أبدًا والله لأقدم، يابنتي ده أنتِ أوزعه هيطرودوكي من على البوابة وهي تقول لا أبدًا ده أنا مافيش أطول مني، يابنتي ده أنتِ شبه خلة السنان بجسمك ده وهي تقول لا أبدًا ده أنا مافيش اتخن مني.
سألها عز بفضول: طيب ودخلتي كلية إيه بقى على كده؟
أجابته سارة بابتسامة: مافيش هو أنا كان نفسي يا شرطة، يا كلية طب وربنا مش كرمني ولا بده ولا بده فسيبتها على ربنا بقى وقولت بس أنا مكاني مش هنا أنا هقدم في قدرات فنون تطبيقية وأن شاءالله مجموعي هيجبها يعني، ثانكس جود برضه جبت مجموع درجة حرارة فمش دخلني أي كلية نفسي فيها.
قال عز بمزاح: اتأثرت وهعيط يا واد يا أسر يا أخويا.
فأكد أسر على حديثه وهو يقول: معاك حق يا عز يا أخويا
نظرت لهم سارة باشمئزاز ثم تابعت حديثها بفخر وكبرياء: وحاليًا بقيت في رابعه بيزنس أنا والبت ميران.
أطلق عز صفيرًا من فمه ثم قال: طب ده جامد والله.
أجابته سارة بثقة: عارفه عارفه.
فقالت سيليا بمرح: يخربيت تواضعك يابنتي.
فاجابتها سارة وهي تضع قدم فوق الأخرى: مش بحب اتكلم عن نفسي كتير يا سيلا يا بنتي.
قال أسر وهو يسند ضهره براحه على الكرسي: بس تسلم إيدك يا واد يا سوفي الأكل جامد بجد، الواحد هيطلعله كرش بسببك.
أجابه سفيان بابتسامة: بألف هنا يا شباب.
إنتهى اليوم بسعادة وصعد كل منهم إلى غرفته وهم يبتسموا بسعادة.
في الصباح.
كانوا يجلسون جميعًا في غرفة الاستقبال يتحدثون بمرح.
قالت الجدة بهدوء: أسر إحنا لازم نأجل الفرح.
تطلع إليها الجميع بصدمه واستغراب فقال أسر بتلعثم: ليه يا تيته.
أجابته الجدة بنبرة صارمة: ومن إمتى حد فيكم بيسألني ويعترض عن أي قرار بقوله؟!
قال أسر بحدة: ماشي وده فرحي وأنتِ عارفه كويس أنا مستني اليوم ده بقالي قد إيه وبعدين الفرح خلاص يعتبر بكره والناس اللي اتعزمت ديه إيه والتجهيزات ديه كلها، كل ده هيحصل فيه إيه؟
وقفت الجدة وقالت بصرامه: صوتك ميعلاش عليا يا أسر أنتَ فاهم، وبعدين الفرح هيتأجل أسبوع أو إتنين بس في ظروف ولازم يتأجل.
سألها أسر بغضب: أيوه ظروف إيه بقى اللي لازم الفرح يتأجل علشانها؟ إحنا مش من العيلة يعني ولا إيه ماهو لازم كلنا نعرف في إيه.
قال سفيان محاولًا تهدئة الوضع: طيب يا تيتة بعد إذنك إحنا كلنا محتاجين نعرف إيه السبب، كمان كام ساعه يعتبر المفروض الحنة والناس اللي جايه على رأي أسر هيحصل فيهم إيه.
فقالت سيليا هي الأخرى بتساؤل: الدنيا كانت ماشية تمام يا تيتة فليه التأجيل لا وياريت قبل الفرح بكتير ده يعتبر قبل الفرح بكام ساعه.
قالت الجدة بهدوء: كل حاجه هتتعرف في الوقت المناسب يا أسر شوية وهتعرف مش تستعجل.
نظر أسر إلى ميران التي كانت تصمت والدموع تتجمع في عينيها وتطلع إليه هي الأخرى وسارة تربت على كتفيها وقال وهو يصعد الدرج سريعًا: براحتك أعملي اللي أنتِ عايزاه طالما مش شايفه ومش هتشوفي غير نفسك بس هي اللي صح ولا أكن معاكي بني ادمين في البيت ده المفروض تاخدي رأيهم وخصوصًا لو الأمر يخصهم.
لِـ ملك الليثي.
رأيكم يا قمرات ❤️
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية انطفاء قمر ) اسم الرواية