رواية كبرياء عاشقة كاملة بقلم جني احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية كبرياء عاشقة الفصل الحادي عشر 11
كان الجميع يجلس في غرفة الأستقبال يحتسون القهوة بعد تناولهم للعشاء…..
كانت كارما جالسة
تستمع الي فؤاد الذي يحدثها بحماس وهي تحاول تجاهل نظرات ادهم الحارقة المنصبة عليها فقد مرت عدة ايام منذ اليوم الذي غادر فيه غرفتها بغضب.. ومنذ ذلك اليوم لم يتدخل في اي شئ يتعلق بها حتي انه لم يتحدث اليها الا مرات قليلة تعد علي اصابع اليد حتي يسألها عن حال قدمها وتناولها لادويتها وكان ذلك بكلمات مقتضبة قصيرة للغاية مما اشعرها ذلك بالحزن والضيق فهو كما لو كان ينتظر ما حدث بتلك الليلةحتي يبتعد عنها نهائياً ..
فهي لم ترغب ان تصل علاقتهم الي هذا الحد من الفتور والتجاهل حاولت كارما ان ترسم علي وجهها ابتسامة بسيطة وهي تهم الرد علي فؤاد الذي كان يتحدث معها بمرح كعادته فعلاقتهم قد تقربت منذ الحادث الذي تعرضت له ..
لكن تعلي صوت هاتفها في ارجاء الغرفة قاطعاً حديثها لتقضب كارما حاجبيها عند رؤيتها لاسم المتصل لتنهض مستأذنة من الحاضرين حتي تجيب علي الهاتف بالخارج
كان ادهم يتابع كارما بعينين كالصقر والفضول يتأكله حتي يعلم هاوية المتصل الذي جعلها تنهض سريعا لكي تجيب عليه بالخارج
وعندما هم باللحاق بها نهر ذاته بشدة مذاكراً نفسه بالوعد الذي قطعه بتلك الليلة عندما غادر غرفتها بالا يقوم بازعاجها او مضايقتها مرة اخري حتي يستطيع ايجاد حلاً لما يمروا به ويتخلص من ذاك الفؤاد فتقربهم من بعضهم هذه الايام يشعل النيران به لكنه يحاول السيطرة علي نفسه حتي لا يسوء الامر اكثر مما هو عليه …
تراجع ادهم في كرسيه الي الخلف محاولاً السيطرة علي فضوله هذا لكنه لم يستطع لينهض واقفاً امام النافذة يراقب بشغف كارما الواقفة بالحديقة تستمع الي المتحدث علي الجهه الاخري باهتمام متإملاً اياها فهي تبدو بريئة وجميلة للغاية بفستانها الازرق الرقيق الذي ترتديه فقد كان يجسد قوامها الخلاب الذي يخطف انفاسه وشعرها الحريري كانت تجمعه فوق رأسها بعشوائية مما جعل بعض الخصلات تتسقط باهمال فوق عنقها الابيض الغض لتغري يده حتي يقوم بفك شعرها و دفن وجهه بعنقها.
ليزفر ادهم بحدة محاولاً السيطرة علي افكاره هذه ليعود الي كرسيه مرة اخري وهو لايزال يفكر في هاوية المتصل الذي اتصل بها
لكنه افاق من افكاره هذه عندما دخلت كارما الي الغرفة مره اخري بوجه متجهم قائلة باقتضاب
= انا مضطرة اسافر دلوقتي للمركز الحاج محمد كلمني وقال في مشكلة في ألات ضخ الميا بتاعت الارض
اعتدلت صفية في جلستها قائلة بقلق
=تسافري فين دلوقتي يا كارما مش شايفه الجو برا عامل ازاي اصبري لبكره يا حبيبتي وابقي سافري براحتك
اقتربت كارما منها قائلة بهدوء في محاولة منها لكي تطمئنها
=متخفيش يا مرات عمي هي كل ساعه ونص بالعربية وهكون هناك بعدين مفيش غير شويه رياح بس والاخبار اكدت مفيش مطر الا علي الفجر
زفرت صفية بنفاذ صبر قائلة
=برضو مش هبقي مطمنة عليكي تروحي لوحدك خصوصا والدنيا ليل كدة
كان ادهم يتابع ما يحدث وهو يرغب في الاعتراض ومنعها من السفر لوحدها بهذا الوقت حتي لو اضطر الي استعمال القوه معها فهي لا يجب عليها السفر بهذا الوقت بمفردها خاصة وانه قد سمع انه اسوف تكون ليلة ممطرة للغاية لكنه رسم علي وجهه اللامبالاه محاولا عدم اظهار قلقه هذا لها..
لكنه اشتعل بالغضب عندما سمع فؤاد يتحدث بصخب كعادته
=خلاص يا حاجة صفية متقلقيش انا هسافر معها مش هسيبها لوحدها
التفتت اليه صفية تنظر اليه بسعادة قائلة بامتنان
=بجد يا فؤاد يبقي كتر خيرك يا حبيبي والله.
ليتنفض ادهم واقفاً موجهاً كلامه الي فؤاد وعينيه مشتعلة بالغضب
=خليك مرتاح انت يا فؤاد …انا اللي هروح مع كارما كده كده كنت نازل المركز اخلص شوية حاجات
التفتت اليه كارما تنظر اليه بارتباك وهي تفكر انها لن تستطيع ان تبقي معه بمفردهم كل هذة المدة فهي لم تعد تستطيع التحكم في مشاعرها عندما تكون معه بمفردهم
لتقول بصوت يملئه الذعر في محاولة منها لتجعله يغير رايه عن الذهاب معها
=مالوش لزوم يا ادهم تتعب نفسك…انا…انا هروح لوحدي او هاخد فؤاد
اجابها ادهم وقد شعر بطعنة حاده بصدره عند رفضها له مفسراً الذعر الذي في صوتها هذا علي انه خوف منه
=تعب ايه ؟! انتي ناسيه ان الارض دي ارضي ولازم ابقي عارف ايه اللي بيحصل فيها ليكمل بحدة
=ولا انتي ليكي رأي تاني …؟!
هزت كارما رأسها بصمت فهي لن تستطيع ان تدخل معه في جدال مرة اخري فكل ما يهمها الان هو السفر سريعاً حتي تحل مشكلة الالات هذة التي قد تتسبب لهم بخسائر فاضحة
افاقت من شرودها هذا علي صوت ادهم
=يلا اطلعي غيري هدومك وهاتي حاجه تقيله معاكي الجو برا برد .
هزت كارما رأسها بالموافقه وذهبت لتنفيذ كلامه
بينما كان فؤاد يتابع ما يحدث وهو يفكر بان ادهم لا يرغب بتواجده مع كارما بمفردهم ليرتسم علي وجهه ابتسامه خبيثة لكنه سرعان ما محها متصنعاً الجدية و التفكير عندما لمح والدته ثريا تنظر اليه بسخط فقد كانت تشتعل بالغيرة والغل ينهش بصدرها فهي لاترغب بتواجد ادهم وكارما بمفردهم لكنها لاتستطيع فعل اي شئ حيال ذلك ….
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺
جلست كارما تتابع الطريق بعيون شاردة فهي منذ ركوبها السيارة و ادهم يقود بصمت لم ينطق بحرف واحد حيث كان يصب كل اهتمامه علي القيادة فالرياح كانت بالخارج شديدة للغاية حاولت كارما كسر هذا الصمت لتقول اول ما خطر علي رأسها
=هو احنا قدامنا قد ايه ؟!
اجابها ادهم دون ان يلتفت لها وهو لايزال يصب كل اهتمامه علي القيادة
=كارما احنا مبقالناش ربع ساعه سايبين البيت
ليكمل وهو يزفر بنفاذ صبر
=لو حاسه ان الوقت تقيل اوي علي قلبك ومش طايقة تبقي معايا للدرجه دي ممكن تنامي .
اخذت كارما ترفرف بجفنيها وهي تحاول استيعاب كلماته تلك فمن الواضح انه قد اساء فهمها لكنها لم تحاول تصحيح شئ له فهي قد ملت من سوء ظنه بها الدائم
ظل ادهم يقود السيارة وهو يشتعل بالغضب مفكراٌ بانها غير قادرة علي تحمل التواجد معه لاكثر من ساعه فهم لم يتركوا المنزل الا منذ وقت قليل للغاية وها هي تسأل عن الوقت المتبقي وكأن تواجدها معه يلدغها
بدأت الامطار تهطل بغزارة مما جعل الرؤية صعبه علي ادهم لذا قرر ان يوقف السيارة بجانب الطريق حتي تتوقف الامطار
التفتت اليه كارما تسأله بصوت منخفض
=وقفنا ليه ؟!
اجابها ادهم بنفاذ صبر وهو يفك حزام الامان من حوله
=مش شايفه المطر مش هعرف اسوق بالمنظر ده
اجابته كارما بتوتر وهي تنظر من خلال نافذة السيارة الي الخارج فقد كان الظلام شديد ويسود الارجاء والامطار تهطل بغزارة علي الارض محدثة صوت مخيف مما اشعرها بالرعب
=يعني ايه هنفضل قعدين كده كتير؟!
اجابها ادهم ببرود وهو يعتدل في جلسته
=مضطرين هنعمل ايه انا زي زيك مش طايق اللي احنا فيه ونفسي اخلص من المشوار ده باقصي سرعة
نظرت اليه كارما بصدمة عند سمعها كلاماته الجارحه تلك لتبتلع غصة في حلقها وتلتفت تنظر من النافذة بشرود مقررة عدم الرد عليه حتي لا يتفاقم الامر بينهم اكثر من ذلك
ظل الصمت يخيم علي السيارة فكلاً منهم كان يجلس يفكر بشرود وهو ينظر الي الامطار التي تهطل بغزاره حتي قطع هذا الصمت صوت رنين هاتف كارما لينظر ادهم بطرف عينيه علي الهاتف الذي تمسكه بين يديه ليزفر بغضب عند رؤيته لاسم فؤاد ليستمع الي كارما وهي تجيب
=الو …ايوة يا فؤاد
لتتوقف قليلاً حتي تستمع الي فؤاد الذي علي الطرف الاخر لتجيبه وهي تضحك بصوت منخفض علي احد مزحاته
=خلاص …خلاص والله
لا احنا وقفنا علي جنب بسبب الامطار… اوك حاضر هبقي اطمنكوا
باذن الله
لتغلق معه وهي لازالت تبتسم لتنتفض حين سألها ادهم بصوت حاد وهو يركز عينيه بغل علي الابتسامة التي تملئ وجهها
=ايه بتحبيه للدرجه دي ؟!
التفتت كارما تنظر اليه بارتباك قائلة بتوتر وهي تعتقد انه قد اكتشف امرها وانه يتحدث عن نفسه
=بب….بحب…. مين ؟!
اجابها ادهم وعينيه تشتعل بالغضب. وهو يشير برأسه تجاه الهاتف الذي بيدها
=ايه مش عارفة بتحبي مين؟!
عقدت كارما حاجبيها بعدم فهم لكنها فهمت علي الفور ما يلمح اليه
لتقول بصوت ضعيف
=قصدك …فؤاد
لم يجبيبها ادهم واخذ ينظر اليها بغضب
لتجيبه كارما قائلة بحدة
=انا مبحبش حد و عيب اللي انت بتقوله ده يا ادهم بيه
نظر اليها ادهم بحنق قائلا بقسوة وهو يلوي حزام الامان الذي بين يديه بقوة
= وايه العيب في اللي بقوله…ِ
ليكمل بسخرية وهو يجز علي اسنانه بغضب
=مش خطيبك برضو ولازم تحبيه
تجمدت كارما مكانها حينما سمعت كلماته تلك لتلفت اليه تنقر علي صدره باصبعها بغضب قائلة بحدة
=انت الظاهر اتجننت ايه اللي انت بتقوله ده ؟!خطيب مين بالظبط؟!
ابعد ادهم اصبعها الذي ينخر في صدره بغضب قائلا بشراسة
=ايوة خطيبك …. هتعملي مش عارفة يعني
صرخت كارما به وعينيها تحترق بدموع الصدمة
=خطيب مين ..انت بتتكلم جد …ولا بتحاول تستفزني كالعادة
صرخ ادهم بغضب وهو يعتقد انها تمثل عدم معرفتها لكي تزيد من ناره
=والله عندك عمي اسماعيل كلميه وهو يقولك انا بتكلم جد ولا بستفزك
ظلت كارما تنظر اليه عدة دقائق وهي في حاله من الذهول تشعر بالذعر يتملكها بمجرد التفكير ان كلامه قد يكون حقيقي لتمسك هاتفها بيد مرتجفة تطلب رقم ابيها ليصل اليها صوته الجهوري لتقول بصوت مرتجف
=هو ..هو فؤاد فعلاً عايز يتجوزني وانت وافقت ؟!
وصل اليها صوت ابيها يجيب بغضب
=بقي بتتصلي بيا في وقت زي ده علشان تساليني الهبل ده………
ليكمل بنفاذ صبر
=ايوه يا شملولة وانا وافقت وخطوبتكوا هتكون بعد ما ارجع في حاجه تاني ؟
هتفت كارما بغضب
=يعني ايه وافقت وانا …انا محدش خد رأي ليه …؟!
زفر اسماعيل بغضب قائلا
=ليه هي مش ثريا سألتك وانتي وافقتي عامله دوشه ليه بقي يا بنت الرفضي انتي..
صرخت كارما بغضب
=انا محدش قالي …انا موافقتش علي حاجة
وصل اليها صوت اسماعيل
=يعني قصدك ان ثريا كدابة…..حتي لو هي مخدتش رايك مش فارقة كتير انا كده كده كنت هوافق .
هتفت كارما بصوت مرتجف
=يعني ايه …يعني هتجوزني غصب عني …بقولك مش عايزاه…..مش هتجوزه
وصل اليها صراخ اسماعيل الغاضب وهو يسب ويلعن بها حتي كاد يصم اذنها لترتجف كارما بشدة
=ايووه هتتجوزيه غصب عنك وعن اهلك كمان واعملي حسابك خطوبتك هتم علي فؤاد اول ما ارجع يعني بعد يومين بالكتير .
انهت حديثها مع والدها تنظر الى الامام بعيون فارغة و وجه شديد الشحوب لايتحرك منها سوى ارتعاشة شفتيها بينما جلس ادهم يشعر بالتملل والقلق وهو يرى حالة الجمود التى اصابتها لا ينكر شعور بكالراحة الذي تخلله اثناء حديثها مع والدها وعلمه برفضها لتلك الزيجة لكن سرعان ما اختفت هذه الراحة وهو يراها بتلك الحالة امامه ليهمس بصوت خافت قلق بأسمها كانت الاجابة عليه صادمة حين انفجرت شهقات بكاء كارمة المتألمة وهى ترتجف بشدة فلم يشعر بنفسه الا وهو يتحرك من مكانه مقترباً منها جاذباً اياها الي صدره للحظة الاولي ظن انها سترفض مبتعدة عنه لكنه تفاجئ عندما قامت بلف يديها حول عنقه تشد نفسها اليه بقوة وكأنها ترغب بدفن نفسها بداخله ليسمعها تهمس من بين شهقات بكائها
=مقدرش يا ادهم اتجوزه مقدرش
شدد ادهم ذراعيه حولها وهو يشعر بشهقات بكائها هذه تألم قلبه ليهمس لها وهو يربت علي شعرها بحنان قائلاً بصوت متحشرج
=اهدي علشان خاطري واللي عايزاه انا هعملهولك
ظلت كارما تبكي بشدة فهي لا يمكنها ان تتخيل انها سوف تتزوج بشخص اخر غير ادهم …حتي عندما رفضها وسافر كانت قد عاهدت نفسها بانها لن تتزوج ابدا وقد ساعدها مظهرها القديم في ذلك.. لكن الان يريدون تزويجها بشخص اخر حتي وان كانت ترتاح لفؤاد فهي كانت تعتبره كصديق ليس اكتر… فهي لايمكنها ان تتخيل ان تكون ملك لشخص اخر غيره ادفنت كارما وجهها في صدره تستنشق رائحته بقوه وهي تبكي بشهقات عالية لتزيد من احتضانها اليه غير راغبة بتركه ابداً وكأنه طوق نجاتها الوحيد
ظل ادهم يضمها اليه وهو يربت علي شعرها بحنان حتي تهدئ وعندما شعر بها قد هدأت بين يديه وشهقات بكائها قدانخفضت ابعدها ا عنه بحنان ليحيط وجهها بيديه يزيل دموعها من فوق خديها باصبعه بلطف وهو يتأمل ملامح وجهها بشغف فقد احمر انفها وخديها بسبب ببكائها مما زادها جمالاً مما جعله يرغب في تخبئتها بداخل قلبه…
زفر ادهم بلطف محاولاً ان يفيق نفسه من افكاره هذه ليهمس لها
=انتي فعلا مش عايزة تتجوزي فؤاد ؟
امتلئت عينين كارما بالدموع مجددا عند سمعها ذلك لتهز رأسها بالنفي
زفر ادهم قائلاً بهدوء
=يعني عندك استعداد تعملي ايه حاجه علشان تخلصي منه ؟!
اجابته كارما بصوت ضعيف منخفض
=ايوه طبعاً…
ابتسم لها ادهم بلطف قائلاً بتصميم
=يبقي خلاص سيبي كل حاجة عليا وانا هتصرف…..
ليكمل وهو يمرر اصابعه علي خديها برقة وهو ينظر اليها بعشق
=مش عايز اشوفك بتعيطي تاني فاهمة
كانت كارما تنظر اليه بامتنان فهو الان املها الوحيد الذي يستطيع انقاذها من هذه المصيبه لتسأله بصوت منخفض يأملئه الامل
=هتعمل ايه يا ادهم بالظبط ؟!
اجابها ادهم قائلاً
= سبيها لله يا كارما وكله هيتحل
ليكمل وهو يتنحنح مبعداً يديه عن وجهها قائلاً بلطف
=يلا نامي ..هرجعلك الكرسي لورا علشان ترتاحي المطر شكله مش هيقف دلوقتي
هزت كارما رأسها بالموافقة لتستلقي علي كرسي السيارة الذي قام ادهم بتعديله لها حتي يصبح مريحاً لها فهي تشعر بانها مرهقة للغاية
كان ادهم يجلس شارداً ينظر خارج النافدة الي الامطار التي تهطل بغزارة بالخارج وهو يفكر في كل ما حدث ليتفاجئ بكارما تلمس يده بلطف ليشعر برجفة قوية تسري في انحاء جسده عند لمسها له ليرفع عينيه اليها سريعاً.. ليجدها تنظر اليه بحنان قائلة برجاء
=ادهم ممكن علشان خاطر تنام جنبي
ابتسم لها ادهم برقة قائلاً وهو يقوم بضبط المقعد الي الخلف حتي يستطيع الاستلقاء بجانبها
=قطتي بتخاف من المطر ولا ايه ؟
هزت كارما رأسها بالنفي قائلة بخجل
=بالعكس بحب المطر جدا بس بخاف من الضلمة والرعد
استلقي ادهم بجانبها ليمسك يدها بحنان قائلاً
=متخفيش من اي حاجة طول ما انا معاكي
ابتسمت له كارما برقه وهي تنظر اليه بعشق لتغمض عينيها بارهاق لتغرق سريعاً في نوم عميق
ظل ادهم مستلقياً بجوارها وعينيه متسلطة علي يديهم المتشابكة بسعادة ليصعد بعينيه الي وجهها الملائكي متأملاً ملامحه بشغف فهو باستطاعته الاستلقاء هكذا طوال اليوم لكي يتأملها فقط فقد كانت تبدو بريئة للغاية اثناء نومها….لكنها انتفضت بذعر اثناء نومها عند سمعها صوت دوي الرعد بالسماء ليقترب منها ادهم سريعاً يضمها الي صدره بحنان هامساً لها متمتاً لها ببعض الكلمات المهدئة لتستغرق في النوم مرة اخري لكن هذه المرة علي صدره ليضمها ادهم اليه بشدة وهو يشعر بضربات قلبه تزداد حتي ظن ان قلبه سوف يغادر صدره من شدتها
ليقبل ادهم جبهتها برقة دفناً رأسه في شعرها ليستغرق في نوم عميق كان محروماً منه منذ عدة ايام….
🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀
ِانتفضت ثريا بذعر من فوق الفراش عندما فتح باب غرفتها علي مصراعيه بقوة لتجد كارما واقفها امام باب الغرفة وعينيها تشتعل بالغضب لتهتف بها ثريا بغضب
=انتي ازاي تدخلي اوضتي كده انتي اتجننتي ؟!!
تقدمت كارما الي داخل الغرفة بخطوات غاضبة وهي تصرخ بشراسة في ثريا
=ايوه اتجننت انتي عايزة مني ايهطة يا ست انتي هااا عايزة مني ايه …ابنك مين ده اللي عايزاني اتجوزه
وقفت ثريا تنظر بارتباك الي كارما لتقول بتوتر
=انتي…انتي عرفتي !!
صرخت كارما بشراسة
=ايوه عرفت…و بقولهالك اهو جواز من ابنك مش هتجوز اوعي تكوني فاكراني هسكت زي ما سكت زمان علي كل عمايلك السودا معايا زي لما كنت
تمسكى شعرى وتقطعى فيه مش بالمقص لا بالسكينة..كنت تفضلي تقطعي بغل فيه بالسكينة علشان تضمنى انه ما يطولش تانى لحد ماشعري كان قرب يعجز لولا جدي اللي وقفلك …
ولا فاكره اني لسه كارما العيله الصغيرة اللي كان لما جدها يشتريلها لبس جديد ولا لعبه كنت تستغلي سفره وتخديهم منها وتديها هدوم بنتك المقطعه اللي الشحاتين ميرضوش حتي يلبسوها ولا لما قعدتي تزني ع بابا انه يخرجني من التعليم لولا جدي وقفلكوا
ولا لما كنت بتلمي صحابك وتوقفيني قدامهم زي الارجوز تفضلوا تضحكوا وتتريقوا عليا بس المرة دي بقي مش هسكت يا ثريا ومش هتجوز ابنك ولو علي جثتي
كانت ثريا تستمع الي كارما وهي تمرر يدها بشعرها ببرود وعلي وجهها يرتسم اللامبالاة قائلة بسخرية
=وياتري بقي مش هتجوزي ابني ازاي اوعي تكوني ناوية تروحي تعيطي لأبوكي…..انا وانتي عارفين كويس رد فعله هيكون ايه هيعمل معاكي ايه
اخفضت كارما رأسها بحزن وهي تدرك صحة كلامها لكنها رفعت رأسها مرة اخري بثقة عند تذكرها وعد ادهم لها
=ادهم مش هيسكت وهيساعدني
=ادهم يساعدك ؟!! ..اوعي تكوني فاكره ان ححبك لأدهم مش مفضوح…
كل الي حوليكي عارفين انك بتحبيه و هتموتي عليه وعارفين برضو انه مش بيطيقك و انه رفض يتجوز منك حتي لو كان ده هيكلفه خسارته لميراثه يعني من الاخر كده تحمدي ربنا انه فؤاد ابني رضا بيكي وعبرك
لتكمل ثريا بخبث وهي تنظر الي كارما التي شحب وجهها بشدةوهي تشير علي اصبع يدها
=اهااا و لو ابوكي خاتم في صباعي فاحب اعرفك ان ادهم بقي خاتم في صباع نرمين و من زمان وقريب اوي هتسمعي اخبار تفرحك
شعرت كارما بكلماتها كنصل سكين ينغرز في قلبها لتشعر بالم حاد ينهش به لتضع يدها علي صدرها محاولة تخفيف ذلك الألم قائلة بصوت ضعيف مرتجف
=قصدك ايه ؟!
اجابتها ثريا بمكر
=قصدي اللي فهمتيه كويس
لتكمل بحدة وهي تربت علي خد كارما بحقد
=علشان كده احب اقولك لو حاطه امل ان ادهم هيساعدك انسيه… لتكمل بسخرية لاذعة
=يلا يا حبيبتي روحي ارتاحي ورانا تجهيزات كتير لخطوبتك
نفضت كارما يدها من فوق خدها بقوه
وقفت كارما بعد كلماتها تلك تشعر بالبرودة تسرى فى جسدها ودقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً كجثة هامدة لكنها سرعان ما نفضت عنها تلك الحالة حين تذكرت وعد ادهم لها واثقة كل الثقة انه لن يدعها لمصيرها هذا لتتراجع مغادرة الغرفة وهي تشعر بان عالم….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية كبرياء عاشقة ) اسم الرواية