Ads by Google X

رواية انت سندي الفصل التاسع عشر 19 - بقلم ايمان سلامة

الصفحة الرئيسية

   رواية انت سندي كاملة بقلم ايمان سلامة عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية انت سندي الفصل التاسع عشر 19

 استيقظ يونس علي صوت الباب فقفز من مكانه مسرعا لعلها تكون ابنته او خبر عنها هرع باتجاه الباب وفتحه ليجد امامه اخوه الاكبر " صالح الزهيري"
صالح؟؟ قالها يونس بذهول وهو محدق  باخيه
صالح بشموخ وهو يحاول ان يخفي انفعاله ورغبته الكبيره ان يحتضن اخيه وان ينخرط معه في البكاء معاً
صالح: ايوة يا يونس صالح.. صالح زكريا الزهيري .. اخوك ياتري لسة فاكره
يونس بعيون تائهة : انت عرفت بيتي منين ؟
صالح : طب مش هتقولي اتفضل ولا هتسألني واجاوبك هنا ع السلم
يونس : لا ازاي ؟ قالها بتهكم .. اتفضل يا صالح بيه بس معلش البيت مش قد المقام
صالح بعد ان دخل وجلس علي مقعد متهالك قريب من الباب متوكأاً علي عصاه بكلتا يديه كعادته  : وايه اللي خلي يونس ابن الاكابر يسيب بيته واهله وناسه وييجي يعيش في بيت مش قد المقام
يونس بغضب : وهو انا بقي حيلتي حاجة .. ماكل حاجة راحت والبركة فيك 
حدق صالح باخيه يلومه: انا يا يونس؟  البركة فيا انا؟؟
يونس : ايوة لو كنت قولتلي ع اللي فيها وفوقتني من بدري مكنتش ضيعت كل فلوسي لكن انت يظهر استحْليت اني اخلص اللي ورايا واللي قدامي عشان ارجع بعد كدة اشتغل موظف عندك 
صاح صالح باستنكار : موظف عندي ؟ في شركة ابوك؟ دي ثروة ابوك وماله
صاح يونس ثائرا : لكن كتبها باسمك
نكس صالح رأسه بندم ليكمل يونس :
١٧ سنه وانا بسأل نفسي ابوك عمل كدة ليه طب صابرين ويمكن قال البنت متورثش لحسن المال يضيع ويروح للغريب رغم انه كان عارف حسين الله يرحمه ومربيه علي ايده لكن انا .. ابنه اللي من صلبه واشتغلت طول عمري  معاه  وكنت في طوعه عمل فيا كدة ليه.. للدرجة دي كان شايف اني فاشل وميعُتمدش  عليا .. شافك انت بس اللي تقدر تشيل بعديه 
صالح بهدوء  وهو يمنع نفسه ان يصارحه بكل شيء لقد حافظ صالح علي المال ودفع الثمن فراقه عن اخيه كل تلك السنين لن يخاطر اليوم فيضيع ميراث اخيه علي المخدرات فحاول ان يبرء ساحة والده معللاً: وليه متقولش انه عمل كدة عشان اخد بالي منكم واراعيكو ولانت شايف اني كنت ممكن اكل حقكم
يونس : انا عمري في حياتي ما وثقت في حد قدك .. احط رقبتي قدامك واديك السكينة واقولك خد يا اخويا وانا عارف انك مش هتأذيني ..
أغمض صالح عينيه بألم وهو يبتلع كلمات اخيه: وانا طول عمري بعتبرك ابني مش اخويا يا يونس .. انت متعرفش انا دورت عليك قد ايه
صاح يونس بغضب : انا لو كنت ابنك كنت تعرفني الحقيقة من اول يوم.. كنت تقولي اقفل الشركة يا يونس واعقل عشان فلوسك لو خلصت ملكش فلوس عندي  تاني عشان ابوك مسابلكش مِلك زي الحريم.
صاح صالح : ومين قالك اني كنت هقولك كدة عمري ما كنت هبطل اديك ..كل الموضوع ان كان فيه ازمة وقتها وانت متحملتش لكن انت عمرك ماكنت هتجيلي تطلب واردك يا يونس 
صاح يونس : انت عايز تديني حسنة.. عطف واحسان منك .. انا يونس الزهيري اشحت من اخويا عشان اعيش
انا كان اهون عندي اموت ولا اشوف اليوم ده
صالح بعتاب : وعشان كدة جيت علي هنا وغرقت في السم والقرف .. عشان تموت
يونس باستسلام: انا كنت عايز اموت بعيد عنك ولا انك تفرح فيا.. كان نفسي اختفي خالص بس محصلش .. سنين وانا بشرب واسكر واشد عشان انسي او اموت بس لا مت ولا عمري نسيت 
عاتبه صالح بهدوء : ياغبي .. انا افرح فيك؟؟
يونس : امال انت بتدور عليا ليه يا صالح 
صالح بحزن شديد : عشان احنا اخوات .. انا اخوك مش عدوك يا يونس .. انا سنين هتجنن عشان الاقيك انا كان كل همي اني الاقيك واخدك في حضني واعوضك عن كل يوم قضيته وانت بعيد عن عز ابوك وعن اخواتك
يونس : واديك جيت وشفتني يا اخويا .. مبسوط هتقدر تاخدني في وسط ولادك وانا واحد مدمن وشمال
صالح: احنا بني ادمين يا يونس ومفيش بني ادم مبيغلطش ومبيضعفش المهم تكون انت عايز تفوق م اللي انت فيه
يونس وقد بدأ صوته يضعف وقد اوشك ع البكاء: افوق .. افوق ليه..؟ ولمين ..؟ خلاص اللي ليا وكنت ممكن افوق عشانها راحت .. اللي كانت بتتمني اني افوق خلاص مبقتش موجودة .. انا مش عايز افوق انا عايز اموت يا صالح .. عايز اموت .. انا مش عارف الموت سايبني وناسيني ليه .. كان يونس يبكي فما كان من صالح الا انه احتضن اخوه بقوة لم يحاول يونس ابعاده بل علي العكس انخرط بالبكاء داخل حضن اخيه ثم ابتعد برفق
مكملا .. شمس ضاعت يا يونس .. شمس ضاعت انا اللي ضيعتها  جوزتها لواحد ميسواش ..بلطجي وشمام وبيبع مخدرات عشان خفت منه خفت عليها قومت جوزتهاله شفت الخيبه .. ضيعتها زي ما ضيعت امها ..عرفت ابوك مكتبليش ورث ليه عشان عارف اني خايب ..ابوك كان عارف اني خايب يا صالح 
امسك صالح كتفي اخوه بقوه وهزه بعنف صائحا به : كفاية يا يونس كفاية .. اهدي ..شمس في امان
حدق يونس باخوه متسائلاً: شمس بنتي ؟؟
اجابه صالح بهدوء : ايوة يا يونس بنتك شمس في امان متخافش عليها 
قام يونس بعد ان جلس علي ركبيته في الارض منهارا امام مقعد اخوه منفعلا: طب وديني ليها يا صالح.. وديني ليها انا عايز اشوفها واستسمحها علي كل اللي عملته فيها
⁃ لا يا يونس قالها صالح حاسمة.. ليصيح يونس غاضبا: 
 ⁃ يعني ايه .. دي بنتي ايه عايز تاخد مني بنتي هي كمان زي ماخدت كل حاجة
صاح صالح : يا اخي افهم انا مخدتش منك حاجة .. انا هحكيلك علي كل حاجة يا يونس ..بس مش للراجل اللي قاعد قدامي ده ..انا عايز اقعد اتكلم مع يونس اخويا ..تعرف ترجعلي اخويا يا يونس ؟
نظر له يونس بلا اي انفعال ثم قال  : وديني لشمس .
صالح: مش ممكن يا يونس غير لما نتكلم الاول ثم ان بنتك في خطر ولا انت عايز الراجل اللي جوزتهاله ده يعرف مكانها
يونس بخوف : مأمون.. لا لا مش عايزه يلاقيها خلاص ولا عايزه يتجوزها ثم اكمل باكيا : انا غلطان انا .. انا هخليه يطلقها
صاح صالح: لا طبعا اوعي تعمل كدة.. يونس انت لازم تساعد بنتك زي ما ورطها وده مش هيحصل غير لما مأمون ده يفضل فاكر انها هربانه وانت متعرفلهاش طريق والا هيوصل لشمس عن طريقك
هز يونس رأسه صائحا .. لا لا انا مش عايزه يوصلها ده ممكن يموتها عشان هربت .. طب قولي يا اخويا اعمل ايه .. اعمل ايه عشان الحق البت
صالح: هتعمل زي ما هقولك بالظبط واهم حاجة يا يونس ان بعد ما حوار شمس يخلص هنقعد انا وانت ونتحاسب  علي كل حاجة بس تكون رجعت يونس اخويا اللي اعرفه .. قولت ايه 
هز يونس رأسه باستسلام ثم سأل بهدوء ما بعد الثورة
ايه المطلوب مني ؟
انك تختفي .. قالها صالخ بثقة مش لازم مأمون يلاقيك ولا يعرف يوصلك 
سأله يونس بخوف: هروح فين 
صالح: مكان جايز تتعب فيه شوية لكن هتخرج منه يونس الزهيري اللي انا واختك مستنيينه من سنين واللي شمس بتتمني تشوفه وتعرفه من يوم ما وعيت ع الدنيا وترجع لنفسك ولبنتك ولينا .. قولت ايه
يونس : اللي تشوفه يا صالح اعمل اللي تشوفه 
صالح بجدية : بس قبل ما تمشي من هنا فيه حاجة محتاجها منك انا عايز بطاقة شمس وشهادة ميلادها واي اوراق رسمية ليها هنا في البيت .. كمان عايزك تكتبلي اسم وعنوان المأذون اللي روحتله انت ومأمون عشان يكتب الكتاب
هز يونس رأسه موافقا باستسلام ثم قام ليحضر الاوراق التي طلبها يونس واحضر ورقة صغيرة ليكتب عليها اسم وعنوان المأذون
امسك صالح هاتفه واتصل بشخص ما وما ان وضعه علي اذنه حتي قال: ياللا يا جمال دلوقتي 
خرج يونس من حجرة شمس حيث كان يحضر الاوراق ليجد صالح يقف وجواره شابين قويا البنية ويبدو عليهما الشر و العدوانية
حدق يونس بهما ثم نظر لأخيه متسائلا : مين دول يا صالح 
مد صالح يديه ليأخذ الاوراق من يد اخوه ثم قال متقلقش هيودوك مشوار صغير انهي صالح جملته ثم مالبث ان امسكا الرجلين يونس ووضع احدهما منديل علي انفه ليميل غائبا عن الوعي ليوشك ع السقوط فحمله جمال وطلبة ونظرا لصالح الذي قال لهما : زي ما اتفقنا ماتنزلوش بيه  غير بعد ما امشي هديكوا تليفون 
اومأ جمال لصالح باحترام : امرك يا حاج 
نزل صالح وغادر بسيارته التي كان ينتظره فيها  سائقه الخاص وبعد قليل نزلا وراءه جمال وطلبه يحملان يونس ليضعاه بالسيارة ليذهبا به سريعا حيث امرهما صالح باصطحابه 
اتصل صالح بولده قائلا : ايوة يا خالد زي ما توقعنا  كان فيه حد مراقب بيت عمك واول ما اتحركنا طلع ورانا خطتنا ماشية كدة تمام متقلقش 
 ⁃ …
 ⁃ لا اوعي تيجي انا مأمن البيت كويس  وزي ماقولت البيت لازم يكون فاضي وفخري ظبط الدنيا هناك وانا هطلع ع المصنع مش هروح البيت متقلقش محدش يقدر يمس شعرة مني هناك دول الولاد ياكلوه
 ⁃ ……..
 ⁃ خير يا خالد ان شاء الله خلي بالك انت من نفسك ومن اللي معاك وسيب الباقي عليا 
 ⁃ ————————————————-
اغلق خالد الهاتف مع والده وهو واقف والقلق ينهش في صدره خرج لشرفة حجرته يستنشق القليل من الهواء  يحاول ان  يتنفس و يطمأن نفسه ولكن لا يمكنه الا الخوف علي عائلته وعلي شمس وعلي عمه يونس الذي اصبح يعلم انه قد نال نصيبه من العذاب ايضا يريد ان تنقشع تلك الغمة ليعيشوا بهدوء وسلام .. قطع عبد العظيم افكاره وهو ينادي عليه من الحديقة يا استاذ خالد الجماعة وصلوا اشار له خالد ونزل علي الفور لمقابله الحرس اللذين ارسلهم فخري باوامر من والده ٦ من الرجال اصحاب بنية قوية .. منظرهم فقط يبث الرعب في القلوب رحب بهم خالد وقد اعطي لهم التعليمات ليوزعوا انفسهم علي انحاء المنزل وان لا يتوانوا في حراسة المنزل طوال الوقت كما اخذهم عبد العظيم ليريهم المداخل والمخارج وتأمين كافة حدود المنزل 
انتهي خالد من امر الحرس فامسك هاتفه ليحادث صديقه يحيي ليخبره عن جلسة الغد
يحيي : خلوود .. رحت فين يابني مجتش المحكمة ليه النهاردة مش كان فيه شغل 
خالد: شغل ايه بس يا يحيي ده انا صاحي من الفجر علي حوارات ومتوول في مليون قصة
يحيي : حكاية بنت عمك برضه
خالد : هي بقت بنت عمي بس .. دي بنت عمي وعمي وابويا لاااا  ده الموضوع كبر اوي يا يحيي وفيه احداث جديدة  كتير.
يحيي : طب ايه ماتيجي شوية ونقعد في الصومعة ونحكي
خالد : للاسف انا مش في القاهرة 
يحيي مندهشا : امال انت فين 
خالد : طلعنا ع المزرعة بتاعة الفيوم
يحيي : ايه الندالة دي رايح تاكل بط وفطير منغيري 
خالد: يابني بط وفطير ايه .. بقولك احداث جديدة وحاجات حصلت تقولي فطير احنا مستخبيين هناك يابني 
يحيي : ليه عليكم تار ولا ايه؟
خالد : يوووه .. يحيي لما اجيلك ابقي افهمك 
يحيي : لا وتيجي ليه.. مدام في الفيوم متتعبش نفسك يا حبيبي اجيلك انا .. بكرة من النجمة هتلاقيني عندك
خالد : لااااء انا بكرة من النجمه عايزك بس في المحكمة عندي بكرة قضية الكومي ودي جلسة حكم ولازم حد يحضرها
يحيي : حد زي مين يعني يا خالد ؟
خالد : حد زيك يا حبيبي
يحيي باستنكار : نعم يا خويا وانت متجيش تحضر قضيتك ليه؟
خالد : شمس مش راضية
يحيي : نعم يا عنيا .. شمس ايه ؟ 
ضحك خالد مكملا : ياجدع افهم هي خايفة تقعد منغيري وكمان قلقانة عليا عشان الحوار اللي كنت حكتلك عليه قبل كدة 
يحيي : ممم وطبعا ملقتش غير صاحبك الغلبان الهفتان اللي بدال ماتخده تغذيه من خير مزرعتكم تشقيه وتنزله يحضر جلسات
خالد محاولا اغاظته  : لا ماهو انا مكنتش عايز اشقيك بس شمس الحقيقة هي اللي قالتلي انك انت اللي تنزل تحضر الجلسة
يحيي : نعم يا خويا ؟؟
كتم خالد ضحكته 
يحيي : وشمس هانم ملهاش اوامر تانية ؟؟ 
خالد : لا اعتقد كدة خلاص لو ليها هبقي ابلغك
يحيي نادبا : هو ايه اللي بيحصل للرجالة ؟؟
خالد : ايه اللي بيحصل ؟
يحيي : مش عارف مانا عايز اطمن .. انا هجيلك بكرة المزرعة اكل فطير وبط واشوف اللي بيحصل بنفسي 
خالد ضاحكا : يخرب بيت برشطتك .. ماشي يا سيدي احضر الجلسة وخلص وتعالي علي هنا واحلي فطير وبط يتعمل لجنابك 
يحيي : اهو انت كدة حبيبي يا دودو 
خالد : اي خدمة يا يويو

google-playkhamsatmostaqltradent