Ads by Google X

رواية القلب ملك لمن يستحقه الفصل الاول 1 - بقلم سارة علي

الصفحة الرئيسية

  رواية القلب ملك لمن يستحقه كاملة بقلم سارة علي عبر مدونة دليل الروايات 


رواية القلب ملك لمن يستحقه الفصل الاول 1

القلب ملك لمن يستحقه )

تزوج .. الرجل الوحيد الذي أحبته بصدق تزوج من ابنة عمها و أكثر فتاة تكرهها في الكون .. شعرت بأنفاسها تسحب منها .. روحها تتمزق من شدة الألم الذي ينخر قلبها بلا رحمة ..

لمَ عليها أن تكون تعيسة الحظ إلى هذه الدرجة ..؟! لمَ كُتب عليها أن تبقى وحيدة منبوذة من الجميع ..؟!

كانت تجلس على سريرها تحتضن جسدها داخل ذراعيها وتبكي بصمت ..

تبكي على كل شيء مرت به بداية من فقدانها لوالديها في سن العاشرة انتهاءا بزواج الرجل الوحيد الذي أحبها وتقبلها بل وآمن بها يوما ..

سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول جدتها التي هتفت بها بنبرة حزينة :

” يكفي بكاء يا مريم .. هيا إنهضي وإغسلي وجهك جيدا وتجهزي لحفل الليلة ..”

هتفت مريم بنبرة باكية :

” لا أريد الذهاب ..”

اقتربت منها جدتها ومسدت على شعرها بحنو بالغ قبل أن تقول بنبرة حنون :

” لا بأس يا صغيرتي .. لقد حدث ما حدث .. وعليكِ أن تتقبلي الأمر كما هو .. هو ليس نصيبك .. إدعِ ربك أن يعوضك الله خيرا منه ..”

تطلعت إليها مريم بملامح متهكمة وقالت بنبرة يائسة :

” أفضل منه ..؟! لا يوجد أفضل منه يا جدتي .. لا يوجد أحد سيقبل بي أصلا .. ألا تعلمين وضعي ..؟!”

” لماذا تقولين هذا ..؟! وهل ما حدث ذنبك يا صغيرتي ..؟! كل شيء بإرادة الله .. مثلما إبتلاكِ بهذا سوف يعوضك خيرا عنه ..”

هزت مريم رأسها بعدم إقتناع كي تنهي هذا الحديث لتهتف الجدة بها بجدية :

” والأن جهزي نفسك هيا .. فيجب أن تحضري الحفل وأنتِ بأفضل حلة ..”

تطلعت إلى جدتها بملامح مضطربة وقالت :

” لا أستطيع .. كيف سأذهب الى هناك وأنظر في وجوههم وأتحمل همساتهم عني ..؟!”

” مريم .. أنتِ قوية وسوف تثبتين للجميع أنكِ أقوى من أن تبقي في المنزل تندبين حظك .. هو تزوج وانتهى أمره وأنتِ انتبهي على نفسك وفكري في مستقبلك..”

كانت الجدة تتحدث بصرامة جعلت مريم عاجزة عن الرد فإضطرت أن تومأ برأسها وتنهض من مكانها بسرعة كي تجهز نفسها لأجل ذلك الحفل التعيس ..

………………………………………………………….

وقفت مريم أمام باب قاعة الحفل تنظر إليه بتوتر وإرتباك شديدين ..

شعرت بيد جدتها تربت على كتفها وهي تأمرها بنبرتها القوية :

” هيا يا مريم .. يجب أن ندخل ..”

دلفت مريم بخطواتها المرتبكة تجر فستانها الطويل خلفها الى داخل القاعة بينما عيون جميع الموجودين اتجهت نحوها .. كيف لا وهي خطيبة العريس السابقة وابنة عمه وفوق هذا كله ابنة عم العروس ايضا ..؟!

حاولت مريم أن تتجاهل نظراتهم وهمساتهم المصوبة نحوها وهي تتجه بخطوات مرتبكة نحو الطاولة لتجد عمتها زينب في إستقبالها ..

” مريم صغيرتي من الجيد أنكِ أتيتِ ..”

قالتها زينب بصوتها الحنون الناعم وهي تحتضن مريم مؤازرة إياها .. هي الوحيدة من أحبت مريم وعاملتها برفق بعد وفاة والديها فالجميع أدار ظهره إليها وتحاشاها كأنها وباء لا بد أن يتخلصوا منه ..

شاهدت مريم زوجة عمها والدة العروس وابنتها الصغرى ترمقانها بنظرات مستاءة بينما زوجة عمها الأخرى والدة العريس ترمقها بنظرات خجلة فهي رغم كل شيء لم تفرح بما حدث بل تضايقت لأجلها كثيرا ..

جلست مريم بجانب جدتها وعمتها بينما استمر المدعوين في الدخول .. إجتمع افراد العائلة على نفس الطاولة وكانت تبدو عليهم السعادة والشماتة واضحة للغاية فالجميع كان رافضا زواج هشام بها .. فهو إبن العائلة المميز والأكثر مالا ووسامة ويستحق واحدة تليق به وليست فتاة في مثل وضعها..

أفاقت مريم من أفكارها على دخول العروسين الى قاعة الحفل وسط تصفيق الجميع .. شعرت بالإختناق يسيطر عليها وهي تراه يسير بجانبها وعلى شفتيه إبتسامة سعيدة .. كان من المفترض أن تكون هي بدلا عنها .. لكن القدر كالعادة وقف ضد رغبتها هذه كما إعتاد أن يفعل ..

لا تعرف كيف مرت ساعة كاملة منذ بدء الحفل وهي ما زالت جالسة في مكانها تتابع الحفل بملامح شاردة ..

ازداد شعور الإختناق عليها فتوقفت في مكانها واتجهت خارج الحفل وسط خطواتها المتعثرة غافلة عن تلك العيون التي أخذت تراقبها بإهتمام واضح ..

وقفت في الحديقة الخارجية للقاعة تأخذ أنفاسها عدة مرات .. جذب انتباهها صوت عالي غاضب يصرخ بأحدهم :

” لقد أخبرتكَ مسبقا ألا تتصرف دون إذن مني .. كيف تفعل شيئا كهذا ..؟! حسابك سيكون عسيرا ..”

ثم أغلق الهاتف في وجهه وهم بالتحرك عائدا الى قاعة الحفل لكنه فوجئ بإحداهن تقف على مسافة بعيدة منه ملتصقة بالحائط وتضع يدها على صدرها محاولة أن تأخذ أنفاسها ..

اقترب منها رغما عنه ورغم تردده وسألها:

” هل أنتِ بخير يا أنسة ..؟!”

نظرت إليه مريم بملامح مستنجدة ليكمل بسرعة وقد فهم عدم قدرتها على الحديث :

” هل تحبين أن أخذك الى أقرب مشفى ..؟!”

أومأت برأسها وهي تشعر بأنها منهكة القوى ولم يعد بمقدورها أن تتحمل أكثر من هذا فمسكها من ذراعها وهو يقول :

” سأخذك حالا ..”

وقبل أن يتحرك بها كان أحدهم يقترب منه بملامح حادة وعينين ناريتين ويهتف بها بنبرة عصبية :

” من أنتَ ولماذا تلمسها هكذا ..؟!”

حدق به بنظرات باردة قبل أن يرد بهدوء مقتضب :

” إنها مريضة للغاية وبحاجة الى مساعدة ..”

رد هشام عليه بنبرة باردة :

” حسنا سأتصرف أنا .. ”

ثم أشار إلى مريم قائلا :

” تعالي معي .. ”

قال الشاب بملامح جادة وعينيه تراقبانها بإهتمام :

” خذها الى المشفى .. إنها لا تستطيع التنفس ..”

وقبل أن يكمل حديثه كانت مريم تتشبث بقميص هشام وبدأ ت تفقد وعيها تدريجيا ..

حملها هشام بين أحضانه وأخذ يصرخ بإسمها :

” مريم حبيبتي استيقظي ..”

لم يستوعب الشاب ما يسمعه فهو يناديها بحبيبته رغما عن كونه العريس لكنه تجاهل هذا وهو يهتف بهشام :

” بإمكاني أن أخذكما الى المشفى ..”

في نفس اللحظة تقدمت والدة هشام وعمته زينب منهما لتنصدما مما تشاهدانه فهشام يحمل مريم بين ذراعيه ويحاول إيقاظها ..

قالت والدته السيدة رجاء بنبرة جادة :

” هشام .. لمى تسأل عنك وأنت هنا ..”

بينما هتفت زينب بسرعة ونبرة قلقة بينما تتفحص مريم جيدا :

” ماذا حدث يا هشام ..؟! كيف فقدت وعيها ..؟!”

رد هشام بنبرة حزينة :

” لا أعلم ، يجب أن نأخذها الى المشفى في الحال ..”

” اتركها انت يا هشام .. زوجتك تنتظرك في القاعة..”

قالتها رجاء بنبرة صارمة فذهاب هشام مع مريم الى المشفى سوف يتسبب بفضيحة كبيرة بينما زوجته تنتظره في الداخل ..

” مستحيل .. أنا سأخذها بنفسي الى هناك ..”

لم يتحمل الشاب الأخر ما يحدث فهم يتسامرون بينما الفتاة مغمى عليها فهتف بنبرة عصبية بعض الشيء :

” الفتاة فاقدة تماما للوعي وأنتم تتحدثون بكل أريحية بدلا من نقلها الى المشفى ..”

قالت زينب مساندة إياه :

” معك حق يا بني .. يجب أن نأخذها في الحال ..”

رمقه هشام بنظرات حادة بينما قالت زينب بسرعة الى الشاب :

” إحملها من فضلك وأنا سأتي معك ..”

” لن يحملها أحد سواي ..”

قالها هشام وهو يتشبث بها كالغريق لترد عليه زينب بنبرة صارمة :

” اتركها يا هشام وعد الى زوجتك .. فأنت بهذه الطريقة تتسبب بالإحراج لك ولمريم ..”

نظر هشام الى وجه مريم بألم شديد دون أن يستطيع الرد بينما أخذها الشاب منه وحملها برفق قبل أن ينطلق بها الى المشفى وزينب معه ..

google-playkhamsatmostaqltradent