رواية الاميرة ذات الذيول التسعة كاملة بقلم اسماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية الاميرة ذات الذيول التسعة الفصل الاول 1
داخل مستشفى الشرطة بمدينة نصر، خاصة الساعه السابعه ونصف صباحاً، تقف عائله تتكون من أب وأم و أبنه ينتظروا بالخارج خروج ابنتهم من غرفة العمليات، فتلك الأبنه تعمل عملية جراحية خاصة بالسرطان.
يقف الوالدين وهما في توتر شديد، حتى مرت عدة ساعات في قلق وخوف من فقدان تلك الأبنة الوحيدة لهم، ليخرج ذلك الطبيب، الذي يتسم بالشعر الأسود الكثيف، والبشره القمحاوية، و العيون السوداء، وهو يزيل الكمامه من على وجهه، و يبتسم لتلك العائله قائلاً بأمل:
– مبروك العمليه نجحت.
فرح الأب و الأم كثيرا، ليشكروا ذلك الطبيب بينما تحدث مرة أخرى قائلاً:
– بس هنحطها تحت المراقبه لمدة 48 ساعه؛ علشان لقدر الله لو حصل اي مضاعفات.
اومئ الوالدين رأسهم في فرح وهم يحضتنوا بعضهم البعض، بينما ذهب الطبيب الي مكتبه، على الرغم من صغر سنه، إلا أنه ماهر في تلك العمليات كثيرا، يلقبه أصدقائه بطبيب المعجزات، نظرا لما حققه من عمليات ناجحه تشبهها كثيرا، بينما دلف إليه صديقه المقرب، الطبيب حازم وهو يهتف له بفرح شديد و مزاح بعض الشيء قائلا:
– الله ينور عليك يا أنس، يما نفسي ابقى زيك بالظبط، مافيش عملية تقف قدامي مهما كانت صعوبتها.
تحدث أنس بمزاح هو الآخر ولكنه يخمس في وجه صديقه قائلا بمرح:
– قل اعوذ برب الفلق، ايه يا ابني هموت من الحسد.
تحدث حازم قائلاً:
– حسد اي يا عم، بقا في دكتور عنده 25سنه بالشطاره دي كلها ده انا اكبر منك بسنتين و محققتش الإنجازات دي، قولي بجد بتعمل ايه بتخلي عملياتك كلها ناجحه كده.
صمت أنس قليلاً ثم هتف بمزاح قائلاً:
– ذاكر انت كويس، وانت هتعرف تشتغل صح، وبعدين ده انا في تدريب وكل واحد ربنا مخليه عنده ميزه، هانت كلها سنه و اتخرج.
ضحك الاثنان معاً، ولكن أثناء ذلك الحديث جاء مكالمه هاتفيه من جد أنس ليجيب أنس عليه قائلاً:
– سلام عليكم يا جدي.
تحدث الجد بصوت منخفض و متقطع من شدة التعب و الإرهاق قائلاً:
– أ..نس..تعالى البيت بسرعه.
قفز أنس من القلق ليهتف بتوتر وخوف قائلاً:
– حالا هكون عند حضرتك.
تحدث حازم قائلاً:
– في اي؟
ذهب أنس دون أن يجيب عليه، فهو الآن يبتعد عن جده كثيرا، يريد أن يذهب إليه مسرعا.
ذهب أنس الي منزله مسرعاً، فهو يعيش مع جده بمفرده بعد وفاة والديه منذ أن كان عمره شهور فقط، وكان ذلك الجد تولى مسؤوليته خاصةً بعد وفاة ابنته الوحيده و زوجها، لذلك يعتبر أنس أن جده هو عائلته بأكملها، لم يجرؤ على التفكير في فقدانه.
فتح أنس الباب ودلف الى غرفة جده وهو يهتف باسمه قائلاً:
– جدي.. جدي.
فتح أنس باب غرفة جده، ليجده مستلقي على فراشه ولم يستطيع التحدث أو التحرك، ليركض إليه أنس وهو يهتف بقلق قائلا:
– جدي.. مالك.
امسك أنس يده ليقيس نبضه مع عقارب الساعه التي في يده، ليقاطع الجد عمله وهو يتحدث بصوت متقطع قائلاً:
– أخيراً… جيت.
تحدث أنس بقلق قائلا:
– متتكلمش دلوقتي.
هتف الجد وهو مازال يمسك بيده قائلاً:
– اسمعني يا أنس، في كلام مهم لازم تعرفه.
تحدث أنس بقلق شديد قائلا:
– علشان خاطري بلاش تتكلم دلوقتي.
هتف الجد هو يبتسم قائلا:
– خلاص يا حبيبي، اللي جاي من العمر مش قد اللي راح.
صمت أنس ليكمل الجد حديثه قائلاً:
– افتح درج المكتب اللي هناك ده، هتلاقي صندوق صغير هاته.
ذهب أنس ليجد ذلك الصندوق الصغير فضي اللون ليعطيه الي جده، ولكن تحدث الجد قائلاً:
– افتحه.
نظر له أنس، ثم نظر إلى الصندوق ليقوم بفتحه، ليجد به طوق على شكل لؤلؤه حمراء اللون بها رسمة ثعلب احمر اللون.
نظر أنس إلى ذلك الطوق، ثم إلى جده ليتحدث باستغراب قائلاً:
– اي ده..؟!
هتف الجد قائلا وهو يسعل بشده:
– إلبسها و اوعى تقلعها… أنا ماكنتش عايز اقولك، بس الظروف اجبرتي اني لازم اقولك، خصوصاً إني خلاص مش ضامن اعيش بعد دلوقتي ولا لا.
تحدث أنس مسرعا قائلاً:
– بعد الشر عليك.
تحدث الجد قائلاً:
– اوعى حد يعرف حاجه عن السلسله دي، حتى اعز اصحابك.. مين عالم انهارده صاحبك بكره يبقى عدوك، البشر ملهمش أمان يا ابني.
هتف أنس قائلاً:
– ايوه مش فاهم اعمل بيها ايه..؟!
تحدث الجد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة قائلاً:
– يوم 28 اغسطس الجاي، هيحصل خسوف للشمس، وده بيحصل مره واحده في السنه في نفس اليوم، تكون هناك قبل غروب الشمس، وهناك هتعرف كل حاجه.
هتف أنس بعدم فهم واستغراب قائلاً:
– اروح فين، واعرف اي..؟!
هتف الجد جملته الاخيره قبل أن تفارق روحه ذلك الجسد المهلك قائلاً:
– الوادي الملون…!
نظر له أنس بعد أن فارق الحياه، ليتحدث أنس بصوت مرتعش ويد مرتعشة قائلاً:
– جدي.. جدي.
نظر إليه عدة مرات ثم هتف مره واحده وهو يصرخ قائلاً:
– جدي….
***
بعد أن قام أنس بدفن الجد، يقف الان في عزاء جده، بجانبه صديقه حازم مواسياً له، بينما يذهب الأشخاص واحد تلو الآخر، لم يتبقى معه سوى حازم، ليهتف حازم بحزن وهو يضع يده على كتف صديقه قائلاً:
– شيد حيلك يا حبيبي.
نظر له أنس ولم يتحدث، أو يفعل شيء، بينما يهتف حازم مرة أخرى قائلاً:
– تحب اوصلك.
نظر له أنس ليهتف قائلاً وهو يذهب:
– لا شكرا، أنا هروح لوحدي.
تركه أنس ليذهب إلى منزله، وهو يشعر بحزن شديد، ليدلف إلى غرفة جده، ثم نظر إليها عدة مرات، يميناً تاره، وشمالاً تاره أخرى، ظل يسير في تلك الغرفه حتى استلقى على فراش جده، وهو يحتضن وسادته حتى ذهب في نوبة بكاء شديد.
***
في صباح يوم جديد، أستيقظ أنس على صوت هاتفه، ليجد نفسه نائم بتلك الملابس السواء، فقام بقفل ذلك المنبه المزعج، ليعتدل على الفراش، ثم أخرج ذلك الطوق الذي أعطاه له جده امس من جييه.
ظل ينظر إليه مدققاً به، ولكن أثناء ذلك التحديق، وجد ذلك الثعلب الأحمر الصغير الذي يوجد في تلك اللؤلؤة، تحول إلى اللون الرمادي، ظل ينظر إليه مستغربا لما يحدث، حتى تذكر حديث جده امس عن ذلك الوادي ويوم خسوف الشمس، ليقوم بفحص هاتفه مسرعا لمعرفة متى سيأتي الموعد المحدد لذهابه إلى الوادي، ليجد بأنه بعد اسبوع فقط من اليوم.
قاطع ذلك التفكير صوت رنين هاتفه من صديقه حازم، ليجيب عليه قائلاً:
– الوو.
أجاب حازم قائلاً وهو يذهب إلى مكتبه:
– بقيت احسن.
تحدث أنس قائلاً:
– الحمدلله.
هتف حازم وهو يحاول أن يخفف عن صديقه قائلا:
– طب اي رايك تيجي العياده في المستشفي و بالمره تفك شويه.
تحدث أنس قائلاً:
– معلش يا حازم سيبني انهارده لوحدي.
– تمام يا حبيبي.
اغلق أنس معه، ليقوم بوضع يده على وجه، حتى قام بالذهاب إلى المرحاض لكي يتوضأ.
***
انتهى أنس من صلاته، ثم أخذ اللاب توب وتوجه نحو فراشه، فذهب إلى جوجل لمعرفة ما هذا الوادي الملون، واين هو.
بعد قليل من البحث وجد بأنه يوجد في شبه جزيرة سيناء، لينبهر من ألوان ذلك الوادي، فهو عبارة عن متاهة من الصخور الرملية المصبغة بالألوان الأصفر والأرجواني والأحمر والذهبي، لم يعلم إلى الآن ماذا يفعل عندما يذهب في ذلك اليوم، ولكن ما باليد حيله سيذهب إلى هناك، ليري ماذا يحدث له أثناء خسوف الشمس، لم يتبقى سوا اسبوع واحد فقط، يريد أن يمر ذلك الاسبوع على احر من الجمر، حتى يأتي ذلك اليوم المنتظر.
اثناء ذلك البحث والتفكير وجد صديقه يخاطبه على الهاتف، ليجيب عليه قائلاً:
– في اي يا حازم.
هتف حازم بتوتر قائلا:
– عارف إن ده مش وقته، بس في اقل من نص ساعه الاقيك في المستشفى عندي، في حاله مستعجله محتاجه عمليه جراحيه فورا، ودكتور نبيل عايزك معاه.
هتف أنس مسرعاً وهو يلملم اشيائه في عجل قائلاً
– تمام نص ساعه وأبقى عندك.
بعدما اغلق أنس معه، أخذ سيارته وبالفعل ما هي الا نصف ساعه فقط حتى وصل إلي مكتب صديقه حازم، فمن حسن حظه أن تلك المستشفى قريبه من منزله إلى حد ما، نظر إليه حازم قائلاً:
– روح البس وتعالى على اوضه رقم 3 في العلميات.
اومئ أنس رأسه إيجابياً، بينما ذهب حازم، ليغلق أنس الباب عليه جيداً، ثم قام بأخذ الابره ليسحب القليل من دمائه، ثم وضعه في جيب البالطو الخاص به، ليغير ملابسه حتى ذهب إلى غرفة العمليات بالفعل.
***
(داخل غرفة العمليات)
يقف أنس بجانبه حازم وبعض الممرضين وطبيب متخصص فهو ذلك الطبيب نبيل المسن ، ليقوم الطبيب المتخصص بفتح مخ ذلك المريض، ثم أعطى باقي مهمته إلى أنس، ليستأصل الورم الخبيث، ولكن انتهز أنس تلك الفرصه عدم ملاحظة حازم أو الطبيب ما يفعله، حتى أخرج تلك الإبرة التي معه، ليضعها في ذراع ذلك الفتى، ثم أخرج ذلك الورم الخبيث، حتى اشار الجهاز باعتدال ضربات القلب، ليبتسم له الطبيب، ثم أكمل حازم ما بدأه الطبيب وانس أيضا.
انتهى حازم سريعا من تخيط راس الصبي، ليخرجوا الثلاثه سويا، ليهتف والد المريض قائلا بقلق:
– طمني يا دكتور، ابني كويس.
هتف الطبيب قائلا:
– الف مبروك العمليه نجحت.
فرح الأب كثيرا وايضا أنس الذي تنهد من شدة التوتر، فهذه المره الأولى التي يفعل بها هكذا وسط وجود أحد الأطباء، دائماً كان يأخذ الممرضين الواثق بهم، حتى يلا يفصحوا عن سره.
افاق من شروده على صوت الطبيب قائلا:
– أنس تعالى معايا المكتب.
تحدث حازم بمزاح قائلاً:
– الله يسهلك يا عم.
نظر له أنس ضاحكاً ليتركه ويذهب مع طبيبه إلى مكتبه، حتى هتف الطبيب بحزم قائلاً:
– انت فاكرني ماخدتش بالى باللي عملته ولا اي.
ما هذا، صدمه حلت عليه، سره الان على وشك أن يفضح، نظر له أنس ثم هتف في توتر شديد قائلا:
– عملت اي يا دكتور ممكن توضح.
هتف الطبيب بغضب قائلا:
– أنس، مش عايز استهبال، اي الحقنه اللي انت اديتها للواد دي.
علم أنس بأنه لا مفر من ذلك، حتى اتخذ قراره ليهتف قائلاً:
– هقولك يا دكتور بس وحياة ولادك، اعتبرني زي ابنك وكانك متعرفش حاجه.
صمت الطبيب قليلا ليهتف أنس مره اخرى قائلاً بتوتر:
– دي حقنه من دمي.
هتف الطبيب مستغربا ليتحدث قائلاً:
– دمك…؟!
تحدث أنس في توتر شديد قائلا:
– أيوه..
– وانت اديته دمك ليه.
هتف أنس وهو مازال على ذلك التوتر قائلاً:
– لأن دمي شافي….!
يتبع……
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الاميرة ذات الذيول التسعة ) اسم الرواية