Ads by Google X

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم سولييه نصار

الصفحة الرئيسية

 رواية الشيطان وقع اسيرها (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الثالث والعشرون 23

الفصل الثالث والعشرون(زيارة غير متوقعة)
لن أكذب وأقول أني وقعت في غرامك من النظرة الأولي ولكني صادق بقوة عندما أُخبرك أني أحببتك كما لم أحب أحداً من قبل ♡
سولييه_نصار 
جالس على فراشه كل ما حوله مبعثر مصدوم بقوة مما حدث منذ قليل ...لقد كانت بين يديه ...مستسلمة سعيدة ولا يعرف ماذا حدث بعد ذلك ؟فجأة انتفضت بقوة كالممسو سة وأخذت تصرخ به وحطـ مت العالم من حوله ثم حبـ ست نفسها في الحمام ..هو حقاً لا يفهم ما بها...ما الخطأ انها زوجته ؟!لما هي خائفة ؟؟هل حقاً والدها تسبب بهذا الد مار بها ...هل عانت عبير مع والدها لهذا الحد الذي جعلها تكر ه لمسة أي رجل آخر !!
وضع كفه على رأسه وهو يشعر انه يدور في حلقة مغلقة ...لا يعرف ماذا يحدث معه...لا يعرف حتي ماذا يفعل ...
-آه ..
قالها بألم وهو يتسطح على فراشه الذي يحمل رائحتها  ...هل يسقط يا ترى في حبها ...هل يغامر بقلبه مرة آخرى!!!...الخوف كان يسيطر عليه ...لطالما ظن نفسه قوي  ولكن داخله جزء عاطفي غبـ.ي ..وعندما يعشق يعشق بكل ما يمتلك ...يعشق بجنون ولا يفكر ...يظن الجميع انه شيـ طان ولكن داخل هذا الشيـ طان شخص يتعطش الى الحب الحقيقي ...لن ينسى يوما ان تم تحطـ يم  قلبه بيد من أحب...ولن يثق بسهولة في عبير بتلك السهولة ..لا يجب أن يفعل هذا ولا يجب أن يخضع لسحرها ولا ينبض قلبه لها ...تلك أشياء يقولها لنفسه دوما ويقسم على هذا ولكنه في اليوم التالي يفعل النقيض تماماً...يجد نفسه يثق بها قلبه يخفق لأجلها ويصبح أسير لعينيها ...والمشكلة الكبيرة انه سعيد بهذا ...سعيداً لكونه أسير!!!
..........
تجلس على الأرضية الفاخرة لحمام الغرفة ...تضع كفها على شفتيها وتلهث بعنـ ف بينما الدموع تترقرق بعينيها ...تشعر بقلبها يعتـ صر من الأ لم...لا تصدق ماذا فعلت ؟!لقد كادت أن تخطئ ...كادت !!!رددت الكلمة في عقلها بذهول ...لا لا هي وقعت بالفعل...اخطأت واذنبت...لعبت بالنا ر وظنت انها آمنة ...ظنت انها ستحر ق الجميع وسوف تبقى هي وتشاهد...كنت انها الاذكى ولكن للأسف اخطأت ...اذ.نبت ووقعت في فـ خ الخطـ.يئة ...كادت أن تستلم له ...تمنحه مالا يحق له وتصبح.هي موصومة بذ نب الز نا طوال حياتها ...
شهقت ودموعها تنفـ جر من عينيها بينما تكتم فمها بعنـ ف والذكريات المخز ية تندفع لعلقها ...ودت لو تستطيع محوها ...ودت لو قتـ لت نفسها قبل أن تفعل هذا ...
......
كانت تغمض عينيها بقوة بينما هو يقبل جميع أنحاء وجهها ...كانت تشعر انها تطفو وشئ جميل يتحرك في معدتها بينما قلبها يرتعش ...نست كل شئ الا وجودها بين ذراعيه ورغم ان صوت ضعيف داخلها أخبرها ان هذا خطأ وانها سوف تندم الا انها لم تهتم ...لم تتراجع ...كانت سعيدة ..سعيدة للغاية الشيطا ن تمكن منها بالفعل وزين لها تلك اللحظات التي سوف تندم عليها لباقي حياتها ...
فتحت عينيها ورفعت كفها لوجنته وهي تقول:
-عدي ...
كانت عينيها مغطاه بطبقة رقيقة من الدموع بينما تتمتم بإسمه مرارا وتكرارا...
تنهد وهو يقبل رأسها ويقول:
-مفروض مثقش فيكي ...مفروض أبعدك عني ...أنتِ بنت الراجل اللي كـ سرني ...بس مش قادر ...مش قادر يا عبير ابعد عنك ...معرفش أنتِ عملتي ايه فيا. 
...أنا عايزك يا عبير ...عايزك ....
طارت عينيها مفتوحة ..رباه ...رباه ...هي ليست عبير ...هي ليست زوجته ...تلك كذ بة ...كذ بة لعيـ.نة ...دفعته وهي تصر خ :
-أبعد عني!!
ثم نهضت وهي تدور حول نفسها وتمسك.شعرها بقوة ...تشده حتي شعرت أنها ستقتلعه من جذوره ...
-لا لا ...
صرخت بعنـ ف بينما ظل ينظر إليها بصدمة وهي تصرخ وتحطم أثاث الغرفة ثم تركض للحمام...
-مجنو نة دي ولا ايه ؟!
قالها عدي بصدمة....
...
عادت من شرودها وهي تنفـ جر بالبكاء وتقول:
-أعمل أيه أنا دلوقتي!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان يضع رأسه بين كفيه عندما شعر بباب الحمام يُفتح وتخرج هي منه ...نهض بسرعة واقترب منها وهو يمسك ذراعها ويضغط عليه بينما يتأمل وجهها بذهول ...كانت محـ طمة بالفعل محطـ مة ..وجهها شاحب والدموع لا تتوقف عن الإنسياب ...جسدها بأكمله يرتعش ...
هز رأسه بذهول وهو لا يفهم لما كل هذا الإنهيا.ر....ماذا حدث لهذا كله... شعر أن رد فعلها مُبالغ به ....صحيح ان زواجهما لك يكن طبيعي ولكنها زوجته وما حدث منذ قليل طبيعي للغاية بين اي زوج وزوجته...فلما هذا الإنهيا ر...لم يرى في عينيها الذ نب ؟!...حقاً كان لا يفهم...تلك الاسئلة كانت تدور بعقله ...اسئلة لا إجابة لها ...
-سيبني...سيبني يا عدي!!
قالتها بنبرة مختـ نقة وهي تحاول سحب يديها من قبضته القوية ولكنه كان يمسكها بقوة لم يسمح لها أن تبتعد عنه ...ليس قبل ان تُجيب على كل اسئلته 
-لا لا مش هسيبك يا عبير ...أنا حابب افهم...من حقي أفهم واعرف ايه مشكلتك بالضبط ...ليه بتبعدي عني بالشكل ده انا جوزك !!!!
ارتعشت بين يديها وقالت بنبرة مختنقة:
-أديني وقت ...لو سمحت ...
ولكنه شد على ذراعها أكثر والنيران تتصاعد بعينيه .....يلاحق عينيها التي تتهربان من عينيها ويقول :
-بس أنا اديتلك وقت ...اديتلك وقت بما فيه الكفاية يا عبير !! وكفاية كده أنا عايز حقوقي ...
اتسعت عينيها برعب أذهله فقال:
-ايه مشكلتك ... قوليلي ايه مشكلتك ليه الخوف ده كله مني أنا ...أنا مش هأذ يكي  يا عبير ... انتِ ليه خايفة مني !!...
كانت تريد أي كذ بة تسعفها ...تنقذها من التهد يد الذي تشعر به...والتهد يد لم يكن منه تلك المرة بل كان منها ...من مشاعرها التي بدأت تتجه.نحوه ...قلبها الذي بدأ يتأثر به  ...هي تخاف نخاف بشدة ان تنقلب اللعبة عليها وبدلاً  من جعله يغرم بها ...تغرم هي به ويتد مر كل شئ ...شعرت بالهـ لع للفكرة...رباه هى لا تريد أن تحبه ...إن فعلت شوف تنكـ سر بكل تأكيد ..ستتحـ طم عندما يعرف الحقيقة ويطر دها ...تذكرت  بر عب تلك البا ئسة كارمن لقد ظلت تتوسله طويلا كي يتكلم معها الا انه لم يرحمها ...نظراته كانت باردة وهو ينظر إليها....ابتلعت ريقها وهي تجهز الرد كي تقوله وأخيرا تماما بصوت ضعيف :
-مش قادرة انسى اني اتجوزتك غصب ...عارفة ان الموضوع سخـ يف يا عدي بس ده لسه.مأثر فيا ....بحس اني لو استسلمت ليك هقر ف من نفسي ...عدي انت مش فاهمني ...
ابتعد عنها وحك رأسه بإحباط ...داخله كان محبط ...غاضب وحزين فأكملت هي قائلة:
-انا شبه متأكدة ان جوازك مني مش بسبب الشيكات ...أنا حاسة ان بابا عملك حاجة واذ اك وانت بتنـ تقم منه فيا صح.؟!
ارتعش فكه وحاول الحفاظ على جمود ملامحه وهو يواجهها .....
-قولي يا عدي شعوري ده صح ولا غلط ..
-شريف قالك حاجة ؟!
قالها بنبرة قاتمة كملامحه الآن ...لتضغط.على كفيها بتوتر وتقول بنبرة ثابتة عكس الخر اب الذي بداخلها :
-لا بابا مقالش بس كر هك من ناحيته غريب ...أنك  تتجوزني عشان خاطر شيكات دي حاجة مش داخلة عقلي يا عدي...أنا آسفة بس مش قادرة اقتنع خصوصا أنك تقدر تتجوز أي واحدة تشاور عليها وتحبس بابا في نفس الوقت ...فليه ...بابا عمل ايه لده كله ...وأنت بتنتـ قم منه فيا أنا ؟! معقول يا عدي أنا الضحية وسطكم ...
هز رأسه وهو يقترب منها ..يعانق وجهها وينظر في عينيها ويقول بصدق:
-يمكن في الأول ويمكن لحد دلوقتي مش قادر اثق فيكي بس أنتِ حركتي حاجة جوايا يا عبير ...حاجة رغم خوفي منها الا انها مخلياني مبسوط ...وجودي معاكي بيفرحني يا عبير وأنا قررت أديكي ثقتي كلها ...فأنتِ اديني ثقتك ومتخافيش مني ...
ابتعد بسرعة وهو يقول :
-أنا مش هضغط عليكي أكتر من كده ..أنا هستناكي تديني الأمان ..تصبحي على خير ...
ثم اتجه لفراشه واستعد.للنوم ..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
المنزل فارغ ...فارغ بشكل يُقبض القلب ...يشعر بالإختناق فعليا ...منذ ان تركته وهو يعاني الوحدة يشتاق إليها ...ويمنع نفسه قسراً من الاتصال بها ...ليكن  صريحاً مع نفسه هو يريد ان ينساها ...يفعل هذا لكي ينساها ولكنه يوميا يطمئن على احوالها عن طريق تحية التي تزعجه بتعليقاتها ...جلس على الأريكة بتعب ...هو يهلك نفسه يوميا في العمل كي لا يشعر بهذا الفراغ بداخله ولكنه رغم هذا يشعر به ...رغم هذا الفراغ يقـ.تله ...لقد رحلت هي ورحلت السعادة معها ...الونس وكل تلك المشاعر الرائعة التي كان يشعر بها وهي معه ...دعك عينيه بتعب وهو يمسك هاتفه مقرراً الاتصال بتحية  لكي يطمئن عليها ...اخرج رقمها ثم اتصل عليه وانتظر بصبر لكي ترد وقلبه يخفق داخل صدره ...
.......
كانت متسطحة على فراشها وغارقة بالنوم عندما اخترق رنين الهاتف رأسها بقوة ...فتحت عينيها بصعوبة شديدة وهي تنظر الى الهاتف الذي يضئ ...سحبت الهاتف لترد عليه بصوتها الناعس :
-ألو 
-أزيك يا تحية.
قالها أمير مبتسما بحرج عبر الهاتف وهو يسمع صوتها الناعس...
-أمير أنت عارف الساعة كام دلوقتي....مفروض متتصلش في الوقت ده اصلا الا لو كنت لا قدر الله هتمو ت ...فياريت يكون اتصالك ده مش من فراغ بدل ما أجيلك وأنط في كرشك !!!
ابتلع أمير ريقه وقال بتوتر :
-اتصلت اطمن على عبير هي كويسة؟!
-متصل بيا الساعة اتنين بعد نص الليل عشان تتطمن على عبير !!!
صرخت بها وهي تنهض من فراشها ...
شعر أمير بالتوتر اكثر وقال:
-أسف...أنا بس ...
-أمير حبيبي ده أنا أختك مش بتطمن عليا بالشكل ده...انت متصل بيا النهاردة تلات مرات تتطمن عليها !!...
-أنا آسف ..
قالها بهدوء ثم أكمل :
-أنا بس حبيت اطمن عليها منك أنا اسف يا تحية  اني ضايقتك حقك على رأسي مش هعمل كده تاني ...حقك عليا .
نهضت تحية جالسة وقالت :
-بس يا واد يا عبيـ ط أنت ...مين قالك اني زعلانة ...أنا بهزر معاك ...بس واضح ان البنت دي أثرت فيك جامد ...ده أنت مش قادر تصبر على  بعدها يا عم فيه أيه ؟!!...عموما يا قلب أختك هي زي الفل ومرتاحة عندي متقلقش وشايلاها فوق راسي والله المهم أنت ترتاح ...
-انا مرتاح ...
قالها بتوتر لتضحك.هي برقة وتقول :
-يالا يا كد اب...مرتاح ايه يا ولا على أختك الكلام ده ...عموما احنا فيها ايه رأيك تتجوزها وتفضل معاها طول حياتك بدل المكالمات المشتاقة دي وتقلق منامي.بالليل؟!
أغمض عينيه بتعب وقال:
-اسكتي يا تحية ربنا يسترك...أنا بس اتصلت اطمن عليها وهقفل كملي نومك.أنتِ وحقك عليا قلقت منامك ...
-والله أنت مش هترتاح.الا لما تضيع البنت من إيديك يا أسطا أمير بس براحتك خالص والله البنت عروسة متتعوضش ...البنت قمر يا واد يا فقري أنت اتجوزها عايزين نحسن السلالة شوية بدل ما أنا شغالة أجيب في القرود....
ضحك أمير ...ضحك حقاً بقوة ...لقد استطاعت تعديل مزاجه بحسها الفكاهي الرائع ...
-ربنا يخليهموملك دوول حبايبي ...
-ماشي يا سيدي عموما احنا بخير متقلقش  وعبير بخير اووي هوصلها سلامك...
-لا لا يا تحية ...
قالها بتوتر لتعبس وتقول :
-فيه ايه تاني ؟!
ابتلع ريقه وقال:
-بلاش تقولي ان أنا سألت عليها ...معلش خلين سر بيننا ....مش حابة تفهمني غلط ....
ضحكت تحية وقالت:
-لا متقلقش يا أخويا كلنا فاهمينك صح ...سلام يا حبيبي نام كويس ...
ثم أغلق الهاتف وهو يتنهد مبتسماً بحزن ...هل سيأتي يومياً ويجتمعا سويا؟!هل سيستطيع ان يحبها يوماً..لم يجد أي اجابات لأسئلته لذلك تنهد ونام 
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي ...
استيقظت من نومها لتجد.رسالة مفادها ان عدي سوف يسافر يومين بسبب العمل ...قررت ان تستغل تلك الفرصة وتذهب لشريف ...
.....
في فيلا شريف ...
-مش كل شوية تنطيلي يا جواهر ... أنا مش عايز عدي يشك فيكي وتبو ظ الخطة بتاعتنا ما تعقلي شوية !!
قالها شريف وهو يتجه الى مقعده ويجلس عليه...
اتجهت جواهر إليه وجثت على ركبتها وهي تمسك يده   .كادت أن تقبلها ولكنه ابعد كله بصدمة وقال:
-مالك ؟!!
انفـ جرت الدموع من عينيها وارتفع نشيجها وهي تقول:
-أبوس إيديك يا شريف بيه اعفيني من الموضوع ده ...ابوس إيديك ..أنا بغلط...أنا بد مر حياتي معاه ...لو استمريت في التمثيلية دي هخـ سر كتير أوووي...ابوس إيديك يا بيه ...سامحني على اللي عملته وساعدني أمشي ...ساعدني اهر ب من بيته...ساعدني اختفي ... عايزة أرجع جواهر...
-أنتِ مجنو نة يا بنت أنتِ ؟!
قالها بغلظة وهو يدفعها حتي سقطت أرضا ثم نهض ووجهه أحمر من الغضب وقال:
-أساعدك وأتحبـ س أنا؟!...طيب ما اللي أنتِ وانا فيه ده بسببك أنتِ ...أنتِ يا جواهر لو حطيتي مناخيرك في وشك من غير ما تحشريها في حياتي أنا وبنتي كان ممكن تكوني دلوقتي حرة وعايشة مع والدتك وسعيدة ومستقرة ...لكن أنتِ عملتي نفسك سوبر مان وحبيتي تنقذي بيري فمتلوميش الا نفسك ...متلومنيش أنا ...ده كان اختيارك وأنتِ تتحملي نتيجته مش أنا ...فليه بتصحيكي دلوقتي ...اتحملي نتيجة عمايلك يا جواهر...مش حبيتي تلعبي معايا اهو اتحملي بقا وانا سلمتك للي عمره ما هيرحمك ...فأنتِ كده كده مش قدامك اختيارات  كتير...اما تجيبي الشيكات وأنا أساعدك ...او تفـ شلي في مهمتك وعدي يكشفك ساعتها مش هيرحمك ..وانا أنصحك بالحل الأول ...يالا يا حلوة شدي حيلك.بقا !!..ولو حاولتي تلعبي بديلك هعرف ازاي اد مر حياتك انتِ والست الوالدة...
هزت رأسها بصدمة وقالت:
-أنت مستحيل تكون انسان طبيعي ...أنت غير متزن نفسيا ...بجد غير متزن!!!أنت بتعا قبني عشان ساعدت بنتك ...بنتك يا مر يض !!!
صرخت بجملتها الأخيرة وهي تشد شعرها بجنو.ن ...هل ظنت عدي هو الشيطا ن ؟!حسناً هي مخطئة تمام ...فشريف هو الشيطا ن في قصتها ...هو الشر ير ...هو من د مر حياتها وحياة عدي وحياة عبير وسوف يد مر حياته قريباً ...
ظلت ملامح شريف جامدة وهو ينظر إليها.....يسيطر على نفسه كي لا يصـ فعها على وجهها ...هو أبداً لن يسمح لتلك الفتاة ان تعامله بتلك الطريقة....هو قادر على وضعها عند حدها ولكن للأسف ما زال بحاجة إليها حتي يحصل على الشيكات من بين يدي عدي ثم يفعل بها ما يريد ...
-مش ناوية تغيري الكلمتين اللي بقيتي حفظاهم يا جواهر ...عرفنا اني مخـ تل ...خلاص غيري شوية بدأت أحس بالملل ...
اتسعت عينيها وهي تشعر بالغضب ...بل نير ان كانت تشتعل داخلها ...تحر قها...هذا الرجل يمتلك برود أعصاب يُحسد عليه ...رجل بلا ضمير حرفيا...للحظات ...فقط للحظات تمنت ان تكون مثله ..ربما حالها لم يكن بهذا السوء...تمنت ان تكون انانية بلا ضمير مثله فيبدو ان أمثاله ممن يمتلكون تلك الصفات.هم من ينجون في تلك الحياة.   وأمثالها من يعا نوا !!...
-حسبي الله ونعم الوكيل فيك !!
قالتها بقهـ ر ثم صرخت وهي تدفعه بقوة :
-يا أخي ربنا ينتقم منك يا شيطا ن يا مر يض ...أنا عملت ايه ؟!!عملت ايه ؟!!أنا رحمت.بنتك من شيطا ن زيك ...ربنا ينتـ قم منك ...ربنا ينتـ قم منك...
كانت تصرخ وتضر به على صدره ليصرخ هو  ويصفـ.عها بقوة:
-بس أخرسي !!!
شحب وجهها وهي تمسك وجنتها وتنظر إليه وهي تبكي ...
-يالا روحي من هنا وخلصي مهمتك ...أنتِ كده كده اتورطتي خلاص !! ...
......
خرجت من بوابة الفيلا وهي تبكي ...لم تلاحظ.تلك السيارة التي تقف ولا ذلك الرجل الذي يبتسم بخـ.بث !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-اعمليلنا الكيك الصغير اللي عملتيه قبل كده ...طعمه تحفة ...
قالها الصغير عمر وهو يتمسك بساق عبير التي اشرقت ابتسامتها على وجهها وقالت وهي تنزل لمستواه وتربت على شعره الناعم وتقول :
-مسمهوش كيك صغير يا عمر ..اسمه كاب.كيك ...وحاضر هعملهولكم النهاردة قول  لماما تجهز المضرب والقوالب بتاعته ...
-هييه ...طنط هتعملنا كيك صغير ...هيييه ...
قالها الصغير بصخب وهو يخرج من المطبخ لتضحك هي بقوة ....
-قرودي حبوكي بسرعة ...
قالتها تحية وهي تلج الى المطبخ بينما تلف شعرها الأسود الطويل في هيئة كعكة  وتبتسم ...ابتسمت لها عبير وقالت؛
-هما كيوت أووي ...
-هما مالهم؟!
سألت تحية وهي تعبس بوجهها لتقول عبير:
-كيوت يعني لطاف زي مسكرين اللي بتقوليها دايما...
أطلقت تحية ضحكة بصوت مرتفع وقالت:
-مسكرين ...دوول مسكرين ..قصدك مملحين ...شيا.طين .
ضحكت عبير وقالت:
-ربنا يخليهوملك ويهديهم معلش بيعيشوا سنهم ..مامي الله يرحمها كانت بتقول اني كنت شقية برضه...
تجهم وجه عبير وهي تتذكر والدتها وقد ترقرقت الدموع بعينيها ...أمسكت تحية كفها وقالت بلطف وهي تدعمها:
-الله يرحمها يارب ...ادعيلها يا حبيبتي ...
هزت رأسها وهي تمسح الدموع التي تساقطت من عينيها وقالت:
-الله يرحمها حبيبتي وحشتني أووي ...لو  كانت موجودة يمكن مكانش ده حصلي
-وايه اللي حصلك يا أختي ؟!
قالتها تحية وهي تضر ب كتفها بمزاح لكي تخفف عنها وأكملت :
-ده أنتِ واقع في غرامك زينة شباب العيلة أمير ...ده الواد هيمو ت عليكي ...
احمر وجهها بقوة وأطرقت برأسها وهي تحاول إخفاء ابتسامتها ثم قالت بتلعثم:
-متهيألك مفيش حاجة من دي أمير بيعتبرني زي أخ....
قاطعتها قائلة بسخرية:
-طب.بس بس ...قال بيعتبرك أخته قال ...يا ستي أنا اهو بنت خالته وأخته في الرضاعة مبيسألش عليا زيك ...ده صحاني من النوم عشان البيه حابب يتطمن عليكي ...الواد واقع واقع يعني بس تلاقيه مكسوف ما يقولك فأنا اهو فضـ حته وقولتلك ...
-بس هو مش عايز يأخد خطوة ناحيتي ...
قالتها أخيراً عبير بإحباط ...ما الفائدة من إخفاء مشاعرها وقد فضـ حتها ملامح وجهها الذي أشرقت  ودقات قلبها ....لتتكلم مع أحد على الأقل كي ترتاح ...
أكملت وهي تنظر أرضا وتمط شفتيها بحزن :
-ساعات بحس انه بيحبني بس ساعات لا ...أنا محتارة ...طيب لو بيحبني مش مفروض يعترف ...يأخد خطوة ..ليه خايف هو أنا بعض ...
هزت تحية رأسها وقالت:
-يا عبيطة الحوار مش كده ...بس هو شايف ان مفيش توافق ...أنتِ بنت راجل غني وهو مجرد ميكانيكي...
-ده تفكير متخلف اووي ...
-لا بالعكس ده تفكير واقعي...هو بيفكر صح ...لازم تتجوزي اللي من توبك ...هو أنا صحيح بحاول افهمه ان ده عادي وممكن يجتهد ويتجوزك ويعيشك في مستوى احسن بس هو عنيد ...فاكر ان أبوكي مش هيرضى بيه ...وهو عنده حق يا عبير ...أبوكي هيرضى يجوزك لميكانيكي؟!...
احمر وجه عبير بغضب وقالت:
-وهو ماله أصلا بعد اللي عمله ملوش حق يتحكم في حياتي يا تحية ...ده كان عايز يبيعني ...
ابتلعت ريقها وهي تتذكر  صديقتها التي عانت بدلا منها وقالت:
-وخلى صاحبتي تعاني ...هو ملهوش حق يتحكم في حياتي بعد النهاردة ومش هسمحله يتحكم فيها ...يعني مفيش داعي أمير يحط.النقطة دي في باله ..علاقتي مع شريف صديق هي بس ان اسمه ورا اسمي في البطاقة لكن أنا عمري ما هسامحه ولا أرجع واعيش معاه ...
ربتت تحية على كتفها عندما وحدها منفعلة وقالت:
-طيب أهدي متعصبيش نفسك ...اهدي خالص ...
ثم عانقتها بقوة ...وظلت لحظات تربت على كتفها الا انها انتفضت وصوت توأميها يصرخان :
-عايزين الكيك الصغير يا طنط عبير ...
ضحكت عبير وهي تمسح دموعها وقالت:
-حاضر هعمله ..

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء ..
خرجت من الحمام وهي تمسح دموعها وجسدها بالكامل يرتعش ...تشعر بالدوار ومئات الأفكار تعصف بها ...رباه ماذا تفعل الآن ...ماذا تفعل ...
فكرت والدموع تحتشد مجدداً بعينيها ...حاولت الا تبكي حتي لا تثير قلق ياسين وياسمين ...خاصة ان الفتاة لديها اختبار الغد ...مسحت دموعها بقوة وهي تخرج لصالة المنزل وقالت:
-ياسمين حبيبتي نص ساعة وتنامي ماشي .
ارتعشت نبرتها بالآخر وشعرت انها سوف تبكي لذلك انسحبت وولجت الى الغرفة وظنت ان لم سلاحظ بؤسها أحد ولكنها كانت حقاً مخطئة ...فياسين قد لاحظ ما تعانيه...لاحظ انها ليست على ما يرام ونهض ليرى ما بها...
...
ولج هو الى الغرفة بهدوء وشعر بالهـ لع وهو يراها تبكي بتلك الطريقة ....صُدم وعقد حاجبيه ثم أقترب وجلس بحوارها وهو يمسك كفها ويقول بنبرة قلقة:
-مالك يا ورد...فيه أيه ؟!!قوليلي ايه اللي حصل ...مالك ؟!
نظرت إليه ...عينيها حمراء بفعل البكاء ...الحزن يسكن بهما...كانت خائفة ...حزينة ...لا تشعر بالآمان وقد هاله ما شعرت به .... امسك وجهها وقال:
-حبيبتي قولي ايه اللي حصل أنتِ بتقلقيني كده ؟!...
نظرت إليه ثم أنفجـ رت بالبكاء مرة آخرى ...بل أسوأ من سابقتها ...
ضمها إليه بقوة ...تركها تفرغ حزنها كما تريد ...لم يفعل شئ سوى التربيت عليها لكي يهدئها ...
ظلا هكذا لعدة للحظات ..هي تبكي وهو يربت عليها احيانا ويقبل رأسها أحياناً آخرى...
أخيراً انتهى كل شئ وسكنت هي ...ابتعد ياسين براحة وهو ينظر إليها وقال:
-يالا دلوقتي يا هانم قوليلي ايه اللي مزعلك ومخليكي بالشكل ده وانا مدلعك ومهنيكي وبقولك شعر .
ابتعدت منه ونظرت إليه كانت نظراتها مزيج من الخجل والشعور بالذ نب. ..
-متزعلش مني يا ياسين ...أنا اسفة ..أنا اسفة !!
قالتها ورد وهي تبكي مجدداً ..نظر إليه وعبس ثم قال بتوجس :
-حبيبتي أنتِ كده بتقلقيني قوليلي مالك ...ايه اللي مزعلك بس ...قولي يا ورد ...
عضت شفتيها وهي تمنع نفسها من البكاء مجدداً...أخيراً سيطرت على نفسها ومسحت دموعها وهي تقول بإنهيار :
-أنا حامل...حامل يا ياسين...
رفع حاحبيه بدهشة  ...لتضع ورد كفيها على وجهها وتبكي مجدداً....
-وليه بتبكي ..يعني عادة الست بتفرح لما بتحمل...وأنا فرحان...أنتِ مش فرحانة ليه ؟!...
ابعدت كفيها عن وجهها وقالت بدهشة:
-أنت فرحان ؟!
-ايوة فرحان ولولا حالتك الغريبة دي كنت قمت رقصت من الفرح... قوليلي ليه زعلانة بالشكل ده ...دي حاجة تفرحك يا ورد متزعلكيش ....
أمسك وجهها ونظر الى عينيها بعمق ...عينيه رائعة تسحرانه بقوة ...
-قوليلي ليه زعلانة بالشكل ده ؟!أنتِ مش عايزة تخلفي مني ؟!
هزت رأسها بقوة ليبتسم بلطف ويقول:
-أومال ايه المشكلة ممكن تقوليلي ...بدأت اخاف عليكي ...
-ياسمين..
-مالها ياسمين ؟!
قالها بهدوء شديد لتكمل هي :
-أنا جاية هنا اهتم بياسمين ومفروض اهتمامي كله يكون ليها هي ودلوقتي أنا ...
ولكنه قاطعها وهو يقبل رأسها قائلاً:
-أنتِ مراتي يا ورد مش مربية لبنتي ... وطبيعي تخلفي مني ودي حاجة تفرحني وتفرحك مفروض ...اما عن ياسمين يا ستي فمتخافيش عليها أنا واثق ان دايما مكانتها هتبقى محفوظة في قلبك ....
مسح دموعها وقال:
-قولتلك بتضايق لما بتبكي متبكيش تاني لو سمحتي ...
قبل رأسها وقال:
-مبروك يا غالية ربنا يخليكي لينا ويقومك بالسلامة ..
ضمته وقالت باكية:
-أنا بحبك يا ياسين ..
-وانا بحبك كمان ولو حافظ شعر دلوقتي كنت قولتهولك فمعلش مشي حالك اليومين دوول بكلمة بحبك عقبالك ما احفظلك قصيدة ...
ضحكت وهي تشدد من احتضانه...كم تعشقه..تعشقه بجنو ن 
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

-آه !!
صرخ يوسف وهو يحـ طم كل ما يقابله...الغضب داخله لا حدود له ...كان محـ طماً....للمرة الثانية يخـسر ...لقد خـ سرها ...خـ سر حياته مجدداً...وهو من اضا عها تلك المرة ...هو من د مر كل شئ بينهما ...هو من سلمها لفؤاد بيده ..هو ...هو .....جلس على الأرض وهو يشد شعره بقوة ...عينيه تتشبع بالدموع ....تنفسه يزداد حدة .......يشعر انه سوف يُصاب بنوبة قلبية.....منذ أكثر من ثلاثة أيام وهو يعاني من هذة الصدمة ... الغضب....والحزن ...لا لا....نسرين له ولن تكون لغيره ...هذا مستحيل....أخذت الدموع تطرف من عينيه وهو يتمتم بجنون :
-لا....لا ..لا مش هخـ سر نسرين ...كفاية رقية...كفاية رقية مش هواجه الألم ده تاني ...ليه يارب بيحصل معايا كده...ليه ؟!أنا همو ت لو خسـ رتها همو.ت ....
اخذ يلهث بعنـ ف عينيه اصبحت حمراء بفعل البكاء ...هو يعاني ...بل يمو ت ...المشهد يتكرر ...الأ. لم يتكرر ...ما عاشه يعيشه مجدداً...
وضع كفه على وجهه ثم اجهش ببكاء مرير...كان يبكي مثل الأطفال ...كان حقاً مثيراً للشفقة والذكريات السيئة تندفع الى عقله بعنف ..
.........
-يوسف خلينا نمشي يا صاحبي...هي متستاهلش تعمل كده ولا تقلل من نفسك خلينا نمشي!!
قالها كريم وهو يمسك ذراع يوسف ...يحاول أن يبعده  ولكن يوسف كان متجمداً ...أتى ليرى  حبيبته وهي تُزف لغيره ...الألم كان ينهش قلبه ...يشعر بروحه تحتر ق ...أمتص انفاسه بصدمة وهو يراها تخرج من قاعة الزفاف الفاخرة ...تتمسك بذراع زوجها وعلى ثغرها ابتسامة حقيقية  ....حر يق اندلع داخله ودموعه تتدفق من عينيه ...لا لا كيف تكون سعيدة مع غيره ...كيف !! لقد اخبرته دوما انها تحبها ...اخبرته انها لن تكون لغيره فكيف خلفت وعدها له....بخطوات واسعة حاول الذهاب إليها وكان كريم امسكه بقوة كي لا يُحدث فضـ يحة كبيرة لها  وله...
-خلاص يا صاحبي سيبك منها ؟!!
قالها كريم وهو يمسكه بقوة ..بينما يحاول هو الذهاب إليها ..
-لا لا سيبني يا كريم ...سيبني ...
صرخ يوسف وهو يحاول الذهاب إليها...لن يخسرها بتلك السهولة ....قلبه يتمز.ق والدموع تنفجر من عينيه بينما كريم يمسكه بشق الأنفس  ويقول من بين لهاثه ...:
-منير متبقاش بارد كده ..تعالى امسكه معايا !!!
هو منير رأسه بقوة واقترب من يوسف وأمسك ذراعه الآخر وقال:
-خلاص ...خلاص يا يوسف كفاية ...كفاية ...
-هموت ...والله هموت لو بعدت عني...
صرخ بها وهو يبكي ليهز منير رأسه وهو ينظر الى صديقه بشفقة ...بينما كريم شده وضمه إليه قائلاً:
-متستاهلش ...متستاهلش والله يا صاحبي ...خلاص سيبها اللي باعك.بيعه ومتبصش وراك ...
سقط يوسف على الأرض ليجلس كريم بجواره ويشده ثم يضمه بقوة ويقول :
-اهدى يا صاحبي والله متستاهل حتى تفكر فيها ...
ولكن يوسف أجهش بالبكاء وهو يشعر بحر يق داخله ...لقد تركته ...تركته للأبد ..كيف سيعيش الآن !!!!
-أنا كنت بحبها ...أنا كنت بحبها ولسه بحبها يا كريم هنساها ازاي بس ...قولي انساها ازاي يا كريم اديني فكرة وقولي انسى ازاي حب حياتي ...هي ايه تعمل فيا كده ...أنا كنت هجبلها العالم كله تحت رجليها .....فيه تعمل كده....ايه اخوتي ده أنا محبتش غيرها !!!
-هي محبتكش يا صاحبي وقول الحمدبله ان ربنا كشفهالك على حقيقتها عشان تبعد عنها ...دي بنت مادية بتاعة فلوس سيبك منها ...
ولكن يوسف لم يرد بل ظل يبكي بين ذراعي  كريم ...
.....
خرج من شروده ومسح.دموعه التي انسابت علي وجهه ثم أخرج هاتفه وهو يتصل بها ...سوف يموت إن لم يسمع صوتها....هو لن يتقبل الخسارة بتلك السهولة ...لن يتقبلها أبداً...

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

كانت تحجز نفسها في غرفتها كالمعتاد ...اختبارتها اقتربت وهي يجب أن تدرس ولكن ما حدث مؤخراً جعلها تنفر حتى من الدراسة ...ما زالت متألمة مما حدث ...لقد خذ لها من أحبتهم ....والدها الذي تمنت دوما ان يحبها ...أن يهتم بها ...ان يعانقها حتى كر.هها الآن ويتمنى مو تها...ويوسف ...يوسف من كان أمانها يومياً من اعطته ثقتها وقلبها ...من أحبته واعطته كل مشاعرها ....اعطته مكانة والدها وقررت جعله محور حياتها خانها...تسبب بالأ ذى لها ...وأخيراً فؤاد ...فؤاد ذلك الشاب الطيب الذي حاول مساعدتها ويبدو انه أحبها حقا هو من ابتُليَ بها ..
تصاعدت الدموع لعينيها والأ لم يعصف بها ...كم تتمنى أن تمو ت ...حقاً ....هي مصدر ازعاج للجميع...هي في هذا العالم لكي تؤلم وتتألم ...لا ترغب في ان تعيش بعد الآن ...ليتها تمو ت ...ليتها تذهب لوالدتها ...
دعكت عيونها لتنساب دموعها وهي تشهق وتتذكر أن حتى  والدها لم يسمح لها أن تظل تتذكر والدتها بصورة جيدة ...لقد شو ه صورتها في نظرها ...لم ينسى ما فعلته ولم يسمح لها أن تنسى ...كانت تشك دوما ان كر هه لها نابع من فعلة والدتها وهذا بالفعل كان صحيح ...ولكنه تأكد انه والدها فماذا يريد بعد ...لماذا تدفع هي الثمن لماذا ...
شقهت وهي تدفن وجهها في الوسادة وتقول:
-يارب خدني يا رب ...أنا عايزة أرتاح...محدش بيحبني ...محدش عايزني ...أنا عبأ على الكل ...يارب أنا نفسي ارتاح صوتها أختنق ثم  أخذت تبكي لفترة طويلة ....فجأة أنتفضت وهاتقها يرن...رفعت وجهها ووجدته ....زمت  شفتيهاو  كادت أن لا  ترد ...هي لا تريد التحدث معه الآن ولكنها أخير تنهدت وثم فتحته بسرعة وردت على الهاتف بسوتها الهادئ:
-أيوة يا يوسف ...عايز ايه تاني؟!!
أطلق أنفاسه براحة وهي ترد عليه ...صوته العذب ينساب الى روحه فيفعل به الأفاعيل ...
-نسرين حبيبتي ..
فعلها بصوت مختنق ليأتيه صوتها بارداً كالجليد:
-متقولش الكلمة دي تاني إياك ...إياك يا يوسف ...أنسى في يوم أني كنت كده ...وانا هحاول انسى اني كنت مغفلة وحبيتك !!!
أغمض عينيه وصوته يرتعش وقال مجدداً ؛
-حبيبتي!!
-قولتلك متقولش الكلمة دي تاني!!!أنت مبتفهمش !!!
انقشع البرود من صوتها وظهر الغضب به ...الغليان!!!...
ازدرد ريقه لتكمل هي :
-أنا عمري ما هنسى خيا نتك يا يوسف عمري !!!...عمري ما هنسى أنك كـ سرتني ...أنت كنت أماني يا يوسف ...ازاي قدرت تعمل كده !!!ازاي !!!ازاي مهتمتش بيا...ازاي مفكرتش بيا ...فكرت في نفسك وبس !!
انفجـ رت الدموع من عينيها وقالت بصوت مختنق :
-أنا عمري ...عمري ما هسامحك 
ثم أغلقت الهاتف بوجهه وهي تمسح دموعها ...كادت أن تحظر الرقم ولكنها قررت إرسال رسالة أخيرة ...رسالة تحمل كل ما في داخلها ....ستخبره كل شئ ثم تنسحب بهدوء من حياتها ...أمسكت هاتفها  وفتحت تطبيق الواتس آب ثم بدأت  بإرسال  رسالة طويلة له ...سوف تكون تلك آخر رسالة منها ..انتهت أخيراً من كتابتها وضغطت زر الإرسال وهي تشهق وتمسح دموعها بقوة  ثم نظرت بقلب متو جع الى رسائلهم الطويلة ...كانت تشعر بالحنين إليه ...ولكنها حزمت أمرها وحذفت الرسائل نهائيا بعد ان تأكدت انه رأى آخر رسالة ثم حظرته من التطبيق ...وحظرت رقمه  من الاتصال بها !!لقد انتهى الأمر ...انتهى فعليا ....
.....
من الناحية الآخرى ..كان يوسف يمسك الهاتف وهو يقرأ الرسالة بينما من داخله محطم .؛
-يوسف أنا حبيتك ...فعلا حبيتك وخليتك أماني ...لقيتك انت الوحيد اللي بتحبني ...أنت الوحيد اللي ادتني الحنان اللي كنت محتاجاه في حياتي وحاولت دايما أني اديك زي ما ادتني ..بس أنت في النهاية كـ سرتني ...وعرفت يا يوسف أنك زيه ..أنك زي بابا ...بابا بيفضي غلبه فيا  عشان اللي عملته ماما رغم انه بيعامل طنط نهى كويس وأنت .. أنت بتعا قبني عشان رقية سابتك ...يعني أنا حاجة تفضوا فيها غضبكم أنت وبابا ..بس أنا مش هسمح لنفسي اني أكون كده ...أنا هبعد عنكم...هتجوز فؤاد وأبعد عنكم...أنا خرجتك من حياتي يا يوسف وقريب لما اتجوز فؤاد هخرج بابا من حياتي كمان ...مش عايزة أي اشخاص سا مة في حياتي !أنا هعمل بلوك ليك متحاولش تتواصل معايا تاني لو سمحت ..سلام .. 
أغمض عينيه وهو يصرخ بقوة ويفكر انه ها قد طارت عصفورته للأبد!!

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

-نفسي الزمن يوقف هنا ..نفسي يا موسى ..
قالتها ليان وهي تغمض عينيها بينما تستند برأسها على صدر موسى ...كانا  ببقعة هادئة بالقصر ..تحت إحدى الأشجار ..كان هو يستند برأسه على الشجرة بينما يريحها على صدره ...شعرها يلامس أنفه وفمه ...بدا كل شئ رائعاً أخيراً ...أخيراً شعر بالسعادة بعد سنوات من الحزن ولوم الذات ...قبل رأسها وقال :
-وأنا كمان نفسي الزمن يقف بيا هنا ...خايف الوقت يمر يا ليان ...مش عايزة يمر ... عايز افضل معاكي كده ...ابص في وشك وبس ...ميبقاش ورايا حاجة غير أني اتأملك وانا بقول جوايا معقول دي ملكي أنا ...
-وأنت يا موسى ملكي ؟!
سألته ليان وهي تستدير إليه ...تنظر إليه بعينيها المتسعة تنتظر الإجابة بلهفة بينما قلبها يدوي بعنف داخل صدرها 
تنهد موسى ومد كفه وأمسك ذقنها وهو يتأملها ...يغوص بعينيها..كم هي مبهجة للنظر ...كم هي جميلة بشكل لا يُصدق ...يكفيه ان يرى ابتسامتها تسطع على وجهها ليسعد هو الآخر ..كيف تملكته تلك الصغيرة ...كيف سلـ بت عقله بتلك القوة ...
زمت ليان شفتيها وهي تجده شارد فقالت بغضب طفولي:
-موسى أنت مش عايز تجاوب ليه...انت بتهر ب من إجابة سؤالي صح ؟!
ابتسم وهو يلتقط كفها ويرفعه الى شفتيه ويقبله ثم يضعه على قلبه. الهادر ويقول:
-ده ملكك ...يبقى أنا كلي ملكك متشكيش في ده يا ليان ....
ارتعشت الابتسامة على شفتيها وضمته قائلة:
-أنا بحبك ...بحبك ...
-وانا كمان بحبك اووي ....
ابتعدت عنه واسندت رأسها مجدداً على صدره وقالت:
-هتبقى الخطوة التانية ايه يا موسى ..أنا مش حابة أقابلك بالطريقة دي كل شوية ...لو حد شافنا من القصر هتبقى مصيبة عشان عدي هيعرف...صحيح عدي مسافر.بس يمكن حد يقوله لما يجي.او ممكن يقفشنا بنفسه  ...أنا بقول...
قاطعها موسى قائلا:
-هطلبك من عدي قريب ...
ابتسمت وقالت برقة :
-وهو أكيد هيوافق ...عدي بيعزك جدا وبيثق فيك أووي يا موسى ...أكيد عدي هيوافق عليك ...
ابتسم موسى بسخرية فليان لا تحاول اقناعه بهذا بل تحاول اقناع نفسها ...هو يعرف ان عدي أبداً لن يوافق عليه ...كيف يوافق وهو يعرف الحقيقة كاملة عنه ...هل سيسلمه شقيقته بالطبع لا ...عدي لن يفعلها...فهو يعرف كم عدي يحب ليان ويتمنى لها زوجاً رائعاً كيحيى الخطاب مثلا الذي غضب  عندما عرف بأن ليان فسخت الخطبة ولكنه هدأ على الفور عندما اخبرته ان هذا هو ما تريده فهي لن تكون سعيدة مع يحيى ...ربما يهتم عدي رشيد بسعادة شقيقته ولكن اهتمامه الأكثر بسلامتها وهذا ما لن يضمنه موسى وهي معه ...ما زال غير قادراً على الثقة بنفسه ...ما زال الماضي يلاحقه ...يكبله ....
أغمض عينيه وهو يضمها بقوة إليه ويقول:
-بإذن الله هيوافق وساعتها هأخدك بعيد عن هنا ....هخـ طفك يا ليان وهنعيش أنا وأنتِ وبس بعيد عن أي حاجة ...مش هيبقى لينا غير بعض ...أنا  مش عايز غيرك يا ليان ...مش محتاج غيرك في حياتي ...
ابتسمت بإتساع وقالت :
-للدرجادي.بتحبني ...
-ايوة بحبك ...ومن زمان ..حاولت اني اهرب...أنكر مشاعري بس أنتِ قدرتي تكـ سري الحواجز اللي كنت حاططها بيننا ...قدرتي تخليني أعترف بمشاعري كلها....
ابتسمت بفخر وقالت :
-حابة نتصور دلوقتي صورة للذكرى ...نسيت الفون بتاعي فوق ممكن تديني الفون بتاعك ؟!
هز رأسه وناولها الهاتف دون تردد ..
-ايه باسورد الفون...
قالتها بإستفهام ليرد هو :
-تلاتة تلاتة الفين وتلاتة ....
اتسعت عينيها بدهشة وقالت:
-ده عيد ميلادي؟!
هز راسه مبتسماً ليقول :
-حبيت اسجله بحاجة عمري ما هنساها ...تاريخ اتولد فيه حياتي ...
فتحت الهاتف ودموع التأثر بدأت تتصاعد بعينيها ...ومفاجأة آخرى كانت تنتظرها ...صورة خلفية هاتفها كانت صورتها هي بعيد ميلادها وهي تضحك ...نظرت إليه ليبتسم  ويقول:
-يالا نأخد صورة مع بعض ...
هزت رأسها ثم رفعت الهاتف وضغطت على زر التصوير...
ثم فتحت الاستديو بلهفة لكي ترى الصور ..والمفاجأة الثالث كانت بإنتظارها عندما وجدت صور كثير لها بهاتفه...أخذت تقلب في الصور بلهفة بينما دموعها تنساب من عينيها ولكنها فجأة توقفت وهي ترى صورة لموسى بجواره فتاة جميلة مألوفة  ترتدي ثوب الزفاف؛
-مين دي ؟!
قالتها بينما تشعر بقلبها يهبط لساقها ...تجمد وجه موسى وقال :
-حاجة تبع الماضي بتاعي مش عايز اتكلم عنه لو سمحتي يا ليان ..
ثم أخذ منها الهاتف وأغلقه وقد تد مرت سحر اللحظة ..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي 
في احد المقاهي 
-دكتور يحيى...لو سمحت أمشي من هنا انت كده هتجيبلي الكلام 
قالتها رانيا بتوتر وهي تنظر حولها...لقد وجدت هذا العمل بصعوبة بالغة والان هو سوف يد مر كل شئ ...
-متقلقيش يا آنسة رانيا أنا استاذنت من مديرك اللي طلع بالصدمة معرفة قديمة...اقعدي هنتكلم شوية ...
هزت رأسها بقوة وقالت:
-لا لو سمحت أمشي من هنا ...
تنهد وكاد ان يتكلم الا ان صوت والدته اخترق سمعه بقوة :
-خدامة ...طلعت بتحب خدامة ...اخرتك يا دكتور يا محترم خدامة !!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-كانت تجلس على طاولة الإفطار تتناول طعامها بهدوء عندما أتتها الخادمة بخبر جمدها كلياً...
......
جلس على الأريكة براحة وابتسم بخـ بث وهو يراها تقترب منه :
-جواهر بنتي ...
-ششش اسكت 
قالتها جواهر وهي تقترب من عامر رشوان والدها وتضع كفها على فمه ....
ابعد كفها وقال بتسلية :
-سكوتي ده هيكلفك كتير يا جوجو ...بس أكيد لو اتكلمت هد مرك فاختاري !!!

  •تابع الفصل التالي "رواية الشيطان وقع اسيرها" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent