Ads by Google X

رواية انت سندي الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم ايمان سلامة

الصفحة الرئيسية

    رواية انت سندي كاملة بقلم ايمان سلامة عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية انت سندي الفصل الثالث و العشرون 23

التفت اسرة صالح علي مائدة الافطار 
صالح: شمس يابنتي ورقك خلاص انا جبتهولك وهنرفعلك القضية علطول وكمان اجراءات نقلك هنخلصها ان شاء الله قبل ما تبدأ الدراسة
ردت شمس علي عمها بتفاؤل: ان شاء الله يا عمي يارب خير
صالح: خير يابنتي ان شاء الله
شمس : عمي هو يونس عرف اني هنا .. يعني مش ممكن ي…
صالح: شمس يابنتي انا عايزك متنعيش هم اي حاجة ابدا ارتاحي كدة واتبسطي بالقعدة هنا في المزرعة وحطي في بطنك بطيخة صيفي كل حاجة ان شاء الله هتبقي تمام
قالت شمس بقلق: انا عارفة يا عمي وربنا يخليكم ليا والله بس خايفة مأمون يأذي يونس بسببي
صالح: ودي تفوتني برضه يا شمس متخافيش يابنتي يونس في امان وان شاء الله هتتقابلوا قريب 
شمس بتردد: نتقابل .. هو قالك انه عايز يقابلني ؟
صالح بثقة : وحتي ان مقالش يابنتي .. ده ابوكي والضفر ميطلعش من اللحم
رددت شمس بخفوت ودمعت عيناها : أبويا !؟
صالح وقد تفهم حالتها: يونس اتغير يا شمس .. غيبتك عنه فوقته.. وقريب ان شاء الله هتتأكدي من كلامي ده وهتشوفي ازاي هيبقي ابوكي بصحيح
قالت شمس والأمل يداعب نفسها: ياريت يا عمي.. انا طول عمري بدعي ان ربنا يهديه  .. لكن عمري ما حلمت حتي انه يبقالي اب بجد من كتر ماكنت حاسة انه ده مستحيل 
صالح: مفيش مستحيل علي ربنا يابنتي اهو ربنا استجاب لدعاكي وان شاء الله ربنا يتمم فرحكم قريب لما نفوق من اللي احنا فيه  ونتجمع من تاني .. ثم نقل عينيه بينها وبين خالد وقال بهمس وهو ينظر بطبقه بعد مانلم الشمل .
—————————————————
قامت الاسرة من علي الافطار ثم تفرقوا كل منهم في طريقه خرج هشام مع عبد العظيم حيث اخبره بوجود عطل في بعض محركات معدات الحرث والجرارات فذهب معه ليشرف علي الصيانات
وذهبت صابرين حيث تعشق ..لحيوانات وطيور المزرعة وذهبت معها شمس واستغل صالح ذلك ليصحب خالد الي حجرته حتي يخبره بالتطورات ويقرروا حول ما سيتم في الخطوة التالية
خالد : طيب وبعدين يا بابا .. حضرتك بتقول انه اكيد هيراقبنا لما نرجع وبالشكل ده  هيفضل ورانا و مش هيسيبنا 
صالح: طبعا ولازم نرجع القاهرة في معادنا عشان نديله الفرصه انه يراقبنا 
خالد : كمان !؟
صالح: هو اكيد دلوقتي اكتشف ان يونس مش موجود وزمانه قالب عليه الدنيا واكيد دلوقتي شكه فيا زاد اني انا اللي ورا كل ده فهيعمل ايه عشان يتأكد ؟؟ هيفضل ورانا لانه مقداموش سكة تانية توصله لشمس او علي الاقل ليونس
خالد: طيب وحضرتك واثق يا بابا ان المنتجع اللي حضرتك وديت عمي فيه ده امان؟ 
صالح بثقة : إلا امان .. ده احسن واغلي مكان في مصر لعلاج الادمان وكمان الدكتور صاحبه راجل محترم جدا وعارفني من زمان ولو حصل اي قلق هيكلمني علطول
خالد : ربنا ميجبش قلق يارب.. طيب واحنا هنفضل نهرب م الراجل ده علطول
صالح بنبرة خبير: لا طبعا وهو انا اللي هقولك يابني هي بس القضية تخلص والمحكمة تحكم ان شمس متربطهاش بيه اي علاقة وساعتها انت تعمل حاجات المحامين بقي بتاعتكم دي محضر عدم تعرض ولا حاجة وساعتها هو مش هيكون ليه عندنا حاجة ولو حاول يقرب منها نوديه في ستين داهية ونلبسه مصيبة ولا ايه يامتر
خالد : طبعا لانه بكدة يكون بيحاول خطف أنثي .
سأله صالح وكأنه يختبر معلوماته القانونية: انما دلوقتي بقي اييييه ؟
خالد بأسف: دلوقتي للأسف بعقد الجواز اللي معاه قدام القانون رسمي هي مراته منغير طعن  شمس للعقد  شمس هتفضل قدام القانون مراته ولو يأس انه يلاقيها و طلبها للطاعة هتضطر تروحله وتنفذ والا هتبقي كأنها هربانة من تنفيذ حكم  
صالح بقلق: ان شاء الله منوصلش للكلام ده القضية تترفع في اسرع وقت واحنا لازم نعيش حياتنا بصورة طبيعية منغير مايبان ان لينا اي علاقة بيها 
خالد : وخصوصا انه لما يروحله اعلان المحكمة هيهيج اكتر وهيبقي عايز يعمل اي حاجة
ربت صالح علي كتف خالد بقوة : اديك فاهم اهو كل حاجة وعشان كدة  فاضل بقي  اغلس حاجة 
خالد : ايه هي يا بابا 
صالح : احنا لازم بكرة نكون كلنا في القاهرة .. ثم نظر داخل عينيه  وهو يقول وهنستودع شمس عند الله وهنسيبها  هنا  ومش لازم حد فينا يفكر ييجي  علي هنا يا خالد .. كأننا منعرفهاش لازم عشان تفضل في امان نكسب وقت علي قد مانقدر .. فاهمني يابني 
خالد بتوتر : فاهم يابابا
صالح: بنت عمك امانة في رقبتك انت يا خالد قبل ماتجيبهالي  وتبقي امانه عندي انا شايف انهابتثق فيك .. فخليك قد الثقة دي واجمد كدة ولما تمشي من هنا لا يبقي ليك علاقة بيها ولا تحاول تيجي تشوفها والا كل اللي عملناه هيروح .. خصوصا لما القضية تترفع ده واحد تاجر مخدرات يعني مش عبيط اول واحد هيشك فيه ويفكر فيه هيكون انت .. فهمت يابني
نظر خالد لوالده بحرج شديد : حاضر يا بابا متقلقش .. حضرتك ليه مش واثق فيا كدة ؟
وضع صالح يده علي قلب خالد مربتا ثم قال بحنان : بكرة لما تبقي اب هتحفظ ولادك وتشوف اللي جوة قلوبهم زي الكتاب المفتوح
شعر خالد بالحرج فيبدو ان والده يكشف ما يعتمل داخله بوضوح..
باغته صالح بالسؤال الا قولي يامتر هو لما المحكمة ان شاء الله تحكم ان الجوازة فشنك هيبقى فيه ٣ شهور عدة برضه؟
حدق خالد فيه لحظات ثم نطق قائلا : لا مفيش خصوصا انه محصلش جواز .. لا قدر الله يعني .. لكن حضرتك بتسأل ليه؟
ابتسم صالح وهز رأسه : ابدا يابني .. ربنا يعدي الايام علي خير 
قام صالح وغادر الحجرة وترك خالد جالس بمكانه وكأنه يتصاعد منه الدخان
خرج خالد للحديقة ليدخل بعض  الهواء إلي صدره بعد حديثه مع والده فوجد شمس  في الحديقة واقفة تتأمل الزهور .. تقفز محاولة امساك الفراشات تلعب مثل الأطفال تقفز لأعلي  تارة وتارة اخري تجري رافعة يدها في اتجاه السماء وكأنها تحاول امساك سحابة ما 
وقف خالد يتأملها ولكنها استدارت  فجأة فرأته سكنت في حرج ونظرت له بتمعن ثم ذهبت إليه وهي تتفرس  ملامح وجهه قائلة بفزع : خالد.. مالك انت عامل كدة ليه
خالد بدهشة : مالي ؟ عامل ايه؟
شمس بقلق: مش عارفة.. وشك غريب كدة كأنك مخضوض من حاجة .. هو فيه حاجة حصلت 
خالد مطمأنها : لا مفيش 
شمس : طب انت وشك احمر كدة ليه انت سخن وضعت ظهر يدها علي جبهته فانتفض خالد  حين لمست يدها وجهه سحبت يدها سريعا وشعرت بالاحراج قائلة.. انت دافي شوية .. انت تعبان.. حاسس بحاجة
خالد وهو يتأملها بحب : لأ انا كويس
شمس : متأكد 
هز رأسه دون ان ينطق ثم استطرد يسألها : انتي مش كنتي مع عمتو 
شمس : ايوة .. رحنا شفنا البط مكنتش اعرف ان عندكم بحيرة صغننه للبط دي جميلة اوي .. وبعدين عمتو خدتني ع الحظيرة
ضحك خالد مندهشا : حظيرة؟ 
شمس : اه امال انتوا هنا بتسموها ايه؟
خالد : لا خلاص مش مهم مشيها حظيرة طب ورجعتي ليه 
وضعت شمس يدها علي انفها بطريقة تلقائية قائلة بصوت مضحك: بصراحة مقدرتش 
ضحك خالد عاليا وقال بدهشة : غريب ان عمتي ممكن تقضي هناك ساعات وكأنها مش شامة الريحة وبتيجي تروح عليهم كأنهم ولادها
شمس : عادي ..لو هي حاسة انهم ولادها زي مابتقول يبقي  مش هتتضايق من الريحة زي م الام بتغير لابنها كدة ومش بتبقي متضايقة من ريحته رغم انه بيكون مبهدل الدنيا وريحته عابرة للقارات 
ضحك خالد ونظر لها بحب وقال لها بغزل  : شكلك هتبقي ام شاطرة اوي
نظرت له شمس وسكتت ثم اقتربت منه وهي تنظر لعينيه محاولة الهروب وأخذ الحديث لاتجاه اخر فقالت: خالد انت عيان؟
ابتعد خالد خطوة للخلف وهو ينظر لها بقلق قائلا : عيان ازاي يعني ؟ متوترنيش يا شمس بقي انا كويس والله
شمس : انا هروح اعملك  كوباية ليمون 
ذهبت شمس من امامه بسرعة فنظر لها مستغربا ثم ابتسم بعد ان فهم حيلتها وظل ينظر باتجاه ذهابها ولم يلاحظ الداخل وراءه صائحا : طبعا رايق انت هنا ومقضيها  وسايبني انا اتسحل واحضر جلسات بدالك هناك
انتفض خالد علي صوت يحيي واستدار له فجأة قائلا بدهشة : يخرب عقلك انت هنا من امتي ودخلت ازاي ده فيه وحوش  ع الباب برة
قال يحيي مداعبا وهو يدعي الثقة بالنفس  :وحوش مين يابني اول ماشافوني ركنوا علي جمب طبعا .. خافوا مني 
خالد : يحيي انا مبهزرش انت بجد دخلت ازاي انا منبه عليهم ميعدوش اي حد 
يحيي بصدق وبطريقة مضحكة: يابني انا لولا عبد العظيم الله يكرمه لحقني  وقالهم اني صاحبك كان زمانهم علقوني ع الباب برة وكأني جاي افجر نفسي عندكم
انفجر خالد ضاحكا: طب طمني عملت ايه في القضية؟ 
يحيي بثقة : عيب عليك يابني ماتصغرناش .. خلاص كله تمام ..
خالد : تسلملي يا صديقي منغيرك مش  عارف كنت هعمل ايه
يحيي مداعبا : ماهو لولا عبد  العظيم كان زمانك منغيري دلوقتي يا خالد بس الحمد لله ربنا ستر 
ضحك خالد متسائلا : طب ايه فطرت ولا لسة 
يحيي : ده سؤال برضه يا خالد ابقي جاي عند صاحبي واخويا وافطر قبل ما اجي برضه ده حتي عيب في حقكم يعني ي  .. ايه ده ؟ .. الله .. مين القمر المشع اللي جاي هناك ده ؟ 
نظر خالد حيث كان ينظر صاحبه فلكزه في كتفه بعنف قائلا بغيظ : دي شمس .. اتلم ها
يحيي محاولا ان يغيظه : هي شمس فعلا .. ليك حق يا واد يا خالد .. دي بتنور 
نظر له خالد شذرا فوضع يده كانه يغلق سوستة فمه
اقتربت شمس تحمل صينية صغيرة عليها كوب من عصير الليمون نظرت لخالد باستفهام ثم نظرت ارضا واقتربت متمتمة: سلام عليكم .. الليمون يا خالد 
رد خالد ويحيي السلام ثم تسائل يحيي مشاكسا ايه ده يا خالد كوباية  ليمون واحدة ليه مش المفروض في الظروف دي بييبقوا اتنين ؟ لكزه خالد في كتفه فرد متألما انا قصدي واحدة ليك وواحدة ليا يا اخي ده انا جاي من سفر 
شمس بحرج: طب اتفضل حضرتك وانا اعمل لخالد واحدة تانية 
يحيي مبتسما  :تعيشي .. لا مش لازم خالد كفاية عليه سكر كدة 
امسك خالد بذراع يحيي يوشك علي اقتلاعه قائلا بغيظ اشرب يا يحيي اشرب 
سعل يحيي وهو يشرب مداعبا يحيي : مانابشرب اهو يا خالد هيجيلي  زغطة يا اخي 
نظرت له شمس وضحكت ثم نظرت لخالد مشيره ليحيي بعينيها وكأنها تسأله عنه من يكون .. فهم يحيي علي الفور فبادر قائلا بمرح
استاذة شمس مش كدة
اجابت شمس : ايوة مين حضرتك
بحيي : انا يحيي يا فندم صديق خالد وحضرت النهاردة الجلسة بداله بناءا علي اوامر حضرتك سعل خالد بشدة حرجا محاولا ان يُصمت يحيي ولكنه استمر قائلا : حضرتك تؤمريني بحاجة تانية 
حدقت به شمس ثم اشارت له بسبابتها موجهه حديثها لخالد : هو الاستاذ صاحبك اللي حكتلي عنه؟ 
هز خالد رأسه دون كلام ابتسمت شمس ونظرت له بحرج شديد قائلة بخفوت : انا اسفة لحضرتك علي العموم انا هسيبك تقعد مع صاحبك شوية بعد اذنكم احمر وجه شمس وذهبت سريعا ليلكم خالد ذراع يحيي بقوة صائحا به : حد يعمل كدة يابني انت ايه ؟
ظل يحيي محدق باتجاه ذهاب شمس وعلي وجهه ابتسامة
خالد : يحيي انا بكلمك انت بتبص علي ايه انت جاي تاكل بط ولا جاي عشان اقتلك
يحيي بهدوء : واد يا خالد .. ده مش انت بس اللي وقعت
خالد بتساؤل : يعني ايه ؟
يحيي بثقة: يعني هي كمان واقعة قالها يحيي وهو يحرك حاجبيه مداعبا خالد 
خالد بدهشة : وانت عرفت ازاي بقي يا خبير
يحيي بثقة : بغض النظر عن انك بتتريق .. بس انا فعلا خبير والحاجات دي بتبان ثم اني شميت من ناحيتها نفس ريحة الشياط اللي شمتها من ناحيتك قبل كدة
خالد بدهشة : شياط!!؟
يحيي : ايوة يابني انا عارف انا بقولك ايه .. المهم احكيلي عملتوا ايه 
اخذ خالد صديقه وجلسا في تكعيبة موجودة باحد اطراف المزرعة وحكي له كل ما حدث خلال الايام الماضية
يحيي مندهشا : ايه ده يا واد يا خالد .. ابوك ده ولا محسن ممتاز ؟ .. ده طلع خِطر خِطر 
ضحك خالد : امال يابني انت فاكر ايه بس بصراحة انا نفسي اتفاجأت 
يحيي : لأ وطلع هارشك انت كمان
خالد : اه يا واد يا يحيي انا كنت قاعد معاه حاسس اني مبلول 
يحيي : بس خالد .. ابوك عمل حسابه في الخطة دي لكل حاجة تقريبا الا حاجة واحدة ؟
خالد بقلق: ايه هي ؟
يحيي : اللي حاصل مابينكم انت وشمس .. هو صحيح حذرك وواثق اكيد فيك بس انا بصراحة قلقان منكم .
خالد : ليه بتقول كدة ؟
يحيي : علشان عارفك يا صاحبي .. عارف طبعك وعارف اللي زيك لما يحب بيعمل ايه .. وخايف تتصرف اي تصرف منغير ماتفكر فيه او تعمل مصيبة وتخلينا بدال  مالحق معانا نبقي محقوقين 
خالد : وايه اللي يخليني اعمل كدة
يحيي : انت عارف الراجل ده لو وصل لشمس هيعمل ايه  .. انا اسف يعني .. بس هو مقتنع انها مراته ورغم انه اكيد عارف ان الجوازة مش صح لكن اللي زي ده الفرق عنده بين الصح والغلط مش كبير ساعتها لو انت خالد المحامي اللي فاهم القانون هيتصرف صح لكن خالد اللي بيحب هيعمل ايه.. 
اشاح خالد بوجهه غاضبا وقال: ده علي جثتي لو وصلها ولو وصلها انا فعلا ممكن اعمل اي حاجة عشان ارجعها حتي لو هموت 
يحيي بعصبية : شفت بقي اهو ده اللي بتكلم فيه وشمس كمان انا معرفهاش لكن واحدة طول عمرها محرومة من شوية عطف طبيعي انها لما تلاقي حد يحبها زيك كدة يا عم النحنوح يبقي انا مضمنهاش هي كمان 
خالد بتأفف: طيب وانت رأيك ايه يا عم الخبير
يحيي بجدية: خالد انت وشمس لازم تقطعوا علاقتكم ببعض تماما لحد الحوار مايخلص يعني مأمون عارف ان شمس كارهاه وهربت عشان مش عايزة تتجوز لكن مفيش داعي ابدا انه يحس انها بتحب واحد غيره كدة يبقي احنا حطناه فعلا علي وضع التفجير 
خالد بحزن: انا كدة كدة راجع القاهرة بكرة وهي هتفضل هنا وكمان مش انا اللي هرفع القضية زي ما حكيتلك اللي بابا قاله
يحيي : طبعا عين العقل .. وانا رأيي بلاش حد من طرفك كمان .. يعني بلاش انا برضه هم اكيد لما يراقبوك هيبقوا جايبين تاريخ حياتك كله واي عيل صغير هيعرف يجيب ان احنا اصحاب
خالد : للأسف معاك حق .. انا كمان مش عايز اورطك أو اعرضك للخطر معايا 
يحيي : ياجدع عيب ثم استطرد ببؤس زائف : انا اصلا بقيت في خطر من ساعة ما دخلت البيت ده يا خالد وهروح ضحية حتة بطة وحتي لسة مكلتهاش تعالي ياللا وصلني للباب 
ضحك خالد : متقلقش هتاكل وهتمشي بس الاول تعالي نفكر مين اللي ممكن نوكله في  القضية وكمان هنتواصل معاه ازاي ؟
يحيي : ايه رأيك في الاستاذ فريد راجل كبير في المهنة ومحامي شاطر وكبير في السن عشان منثيرش حفيزة مأمون 
ولو علي هنتواصل معاه ازاي .. دي سهلة نجيب خط اي كلام وتكلمه بنت من عندي في المكتب علي انها شمس ايه رأيك .. ولما كل حاجة تتم نجيب حد من الشهر العقاري هنا يعمل لشمس التوكيل وخلاص 
خالد : خلاص تمام .. ربنا يسهل وكل حاجة تخلص علي خير 
———————————————— 
حل الليل علي المزرعة واجتمعت العائلة ببهو المنزل يتحدثون ويأتنسون بشمس التي غابت عنهم سنوات طوال .. راحت صابرين تحكي لشمس عن ذكرياتها مع اماني وكيف كانوا يتزاورون طوال الوقت وراحت شمس  تتذكر مع خالد وهشام ذكريات الطفولة وكيف كانوا يلعبوا ويمرحوا معا قبل ان يتغير كل شيء صمتوا قليلا فقطع صالح الصمت قائلا بحذر : مبسوطة هنا ياشمس ولا تحبي تروحي مكان  تاني 
شمس بسعادة : يااه ياعمي انا لو فضلت  هنا طول عمري مش هحب اروح مكان تاني ابدا 
صالح براحة : طيب يابنتي الحمد لله احنا كدة نقدر نسيبك هنا واحنا مطمنين 
شمس بخوف : ايه .. تسيبوني ..
ليه يا عمي خير؟ 
صالح: ابدا يابنتي انا عندي شغل وكمان خالد وهشام لازم يرجعوا شغلهم ولا ايه؟
شمس :ايوة يا عمي بس انا يعني هفضل مع عمتو هنا لوحدنا؟
رد صالح بحزم : صابرين كمان راجعة معانا عشان هي بتتابع علاجها مع الدكتور بتاعها في القاهرة
شمس وهي علي وشك البكاء: اه يعني انا هفضل هنا لوحدي خالص ؟
صابرين  بحنان : لا يا قلب عمتك انا هفضل معاكي 
صاح صالح بحزم : صابرين .. انتي هترجعي معانا زي ما قولت .. شمس هتفضل هنا معاها فاطمة وعبد العظيم وفيه حراسة ع البيت ٢٤ ساعة يعني مفيش حاجة نخاف منها  
نظرت صابرين لصالح باستعطاف ولكنه نظر لها بثبات فسكتت
لم ينظر  خالد لشمس وكأنه يود الهروب من مواجهة عينيها الدامعة  بل وجه رأسه بعيدا ولكنه شعر انها تنظر له بتمعن ليسمعها تقول : عمي هو فيه حاجة انا المفروض اعرفها ؟
صالح بحنان : كل اللي لازم تعرفيه انك لازم تفضلي هنا عشان تبقي في امان واننا مش سايبينك عشان بنتخلي عنك معاذ الله لكن انا بعمل كدة عشان احميكي واحمي ولادي .. فهماني يا شمس 
هزت شمس رأسها وتساقطت دموعها : فهمت يا عمي .. انا كان نفسي بس تفضلوا معايا واتونس بيكم اكتر شوية بس ان شاء الله الأيام جاية  وهنقعد مع بعض كتير مش كدة ؟
صالح بيقين : كدة يابنتي ان شاء الله
لم يتحمل خالد كلامها استأذن من والده  وتفهم والده فسمح له وخرج من الحجرة ذاهبا للحديقة
تبعته بعينيها ولم تنطق بحرف
اكمل صالح: كلها يومين  بالكتير اوي وموظف من الشهر العقاري هييجي يعملك التوكيل  وهنرفع القضية علطول وانتي مش مطلوب منك اي شيء الا انك تفضلي هنا ومفيش مخلوق يعرف عنك انتي فين اتفقنا يابنتي ؟
هزت رأسها وهي شاخصة ببصرها باتجاه الباب المؤدي للحديقة لاحظ صالح بصرها المعلق علي باب الحديقة فقال بحنان روحي يابنتي اقفي في الهوا شوية شكلك مخنوقة . 
التفتت له شمس ونظرت له بعيون خالية الا من الدموع ثم خرجت للحديقة وذهبت حيث كان خالد يقف كان مولي ظهره للباب كي لا يأتي احد ويري عينيه المليئة بالدموع 
نادته شمس بحزن : خالد 
فرك خالد عينية سريعا ثم استدار لها ولم ينطق بحرف
شمس محاولة التخفيف عنه : انا عارفة انك انت بالذات مش عايز تمشي وتسيبني بس هتعمل كدة عشان مصلحتي صح؟
هز رأسه والدموع تتجدد في عينيه فاشاح بوجهه بعيدا كي لاتراها
لاحظت شمس ولكنها تجاهلت  كي لا تجرح كبرياءه قائلة: انا من بعد أمي وخديجة ماراحوا محستش ان حد مسئول عني غيرك انت .. انا عارفة انك حاسس اني مسئولة منك وعايزاك تعرف اني مش زعلانة منك وانك مقصرتش بالعكس .. عمي عنده حق وانت كان لازم تسمع كلامه وتمشي قالتها واختنق صوتها ولكنها حاولت التماسك كل ده هيخلص قريب يا خالد مش كدة ؟وهعرف اعيش وسطكم واحنا مش خايفين صح؟
هز رأسه دون النظر اليها صارت الدموع علي وشك السقوط فاستدار في محاولة لاخفاءها وفرك عينيه سريعا ثم قال بصوت مختنق: انا واثق ان ده هيحصل قريب ان شاء الله بس اوعديني تخلي بالك من نفسك وانك متتضايقيش وحاولي تتبسطي هنا علي قد ماتقدري .. اعتبريها اجازة من الدنيا والناس ممكن ؟
شمس  وهي موشكة علي البكاء: ممكن .. ثم استطردت باكية: بس انا مكنتش عايزة اخد اجازة منك يا خالد .. انا اتولدت علي ايديك من تاني يوم ما لقتني وكأني كنت عيلة تايهة وملهاش اهل لكن لقاها حد وبقي هو ليها الاهل والبيت 
خالد بصوت متحشرج محاولا كتم دموعه: وهفضل كدة .. اهلك وبيتك وعمري ما هتخلي عنك يا شمس .. احنا ربنا جمعنا يوم المحكمة لما بعتني ليكي ولقيتك في طريقي .. وانا من لحظة ماشوفتك وانا مبقتش عارف ارتاح غير وانتي قدام عيني .. صدقيني انا ماشي غصب عني يا شمس انا لو عليا مش عايزك تغيبي عن عيني لحظة بس انا مضطر 
اغمضت عينيها بألم وهزت رأسها بتفهم ثم قالت له وانا واثقة فيك ..ثقة عمري ما وثقتها في حد قبلك يا خالد عايزاك تكون عارف كدة تمام؟
نظر لها خالد بتمعن مترددا ثم قال اخيرا: شمس انا مش المفروض اقول ده دلوقتي بس .. انا بحبك
حدقت به بعينيها الجميلتين المبلله بالدموع وابتسمت قائلة : الحمد لله انك قولت دلوقتي 
ابتسم خالد قائلا: انا هعمل المستحيل عشان كل حاجة تخلص بسرعة ونتجمع تاني اتفقنا 
هزت رأسها مبتسمه : اتفقنا

google-playkhamsatmostaqltradent