رواية انت سندي كاملة بقلم ايمان سلامة عبر مدونة دليل الروايات
رواية انت سندي الفصل الرابع و العشرون 24
لم تغمض عيني شمس او خالد تلك الليلة .. ظلا يفكران ويستعيدان حيدثهما .. تارة يبتسمان حين يتذكرا حديث الليلة الماضية وتارة تدمع عيونهما حين يتذكرا انه قد حان الفراق حتي بزغ الفجر قاما للصلاة كما تعودا وظل كل منهما يناجي ربه داعيا ان يجمعهما بحلاله
فرغت شمس من جلستها بعد الصلاة وظلت تدعو وتسبح ثم قامت رافعة سجادتها فسمعت صوت خفيف علي الباب راحت تفتح فوجدت خالد يقف بعيدا عن باب الحجرة مشيرا لها ان تتبعه فتبعته شمس لشرفة واسعة متصلة بالبهو
شمس بقلق : خير يا خالد مالك
مد يده لها بعلبة هاتف صغيرة هامسا:
خدي ده تليفون وفيه خط عشان نبقي نتكلم
شمس : ايوة لكن
خالد : ملكنش .. شمس انا ماشي اصلا علي عيني وبالعافية خليني ع الاقل يبقي فيه وسيلة اتصال بيني وبينك كفاية اننا مش هنشوف بعض
هزت شمس رأسها دون ان تجادل اكثر فقد احست بقلقه وارادت ان تريحه
خالد : شمس ياريت محدش يعرف اني اديتك التليفون ده وخليه دايما معاكي عشان يبقي في اتصال مابينا انا سجلتلك رقمي وطبعا فيه ارقام بابا وعمتي هشام وبيت المنصورية عشان لو حصل اي ظروف برضه تبقي معاكي كل الارقام بس ياريت متتصليش بحد منه غير لو بجد مضطرة .. اتفقنا
ابتسمت له بحب : اتفقنا يا متر
نظر لها خالد بتمعن هامسا : خلي بالك من نفسك يا شمس .. وعايزك هنا تتبسطي وتضحكي وتلعبي وبس ماشي ؟
ابتسمت شمس ودمعت عينيها : حاضر يا خالد اوعدك..
غادر خالد مع صالح وصابرين وهشام وتركوا شمس بالمزرعة وقفت تودعهم دامعة من شرفة الحديقة وفاطمة بجوارها تربت علي كتفها
————————————————-
لم يتوقف مأمون ورجاله لحظة عن البحث عن شمس ويونس ولكن دون جدوي ولم يعد لديهم اي خيط سوا صالح واسرته فلم يتواني مأمون عن مراقبة منزل صالح ومصنعه انتظارا لعودتهم وقد عاد صالح في الموعد المنتظر فاسرع رجال يونس باخباره
سعد : الجماعة وصلوا يا كبير
مأمون : كلهم ؟
سعد : ايوة .. الراجل الكبير والوليه اخته وولاده الاتنين وطبعا لا معاهم شمس ولا يونس مش كدة ؟
سعد : لا يا كبير معهمش حد
مأمون : عينكم متغبش عنهم لحظة واي حد يخرج منهم او يدخل وراه
سعد : امرك يا كبير
—————————————————-
مرت عدة ايام والوضع علي ماهو عليه .. رجال المأمون يراقبون كل حركة لصالح وعائلته .. يونس يتابع علاجه ..شمس تقضي وقتها في المزرعه وقد اصبحت هي وفاطمة صديقتان حيث جمعتهما الوحدة خالد وشمس يتحادثان ويتراسلان باستمرار .. ظل كل شيء مستقر حتي رفع المحامي القضية ووصل الاعلان لمأمون.. جن جنونه وثار كالأسد الجائع يريد ان يفترس كل ما يراه ارسل في طلب سعد وجاء له الأخير مهرولا :
سعد : اوامرك يا كبير
صاح مأمون ثائرا : شمس رفعت قضية يا سعد..رفعت قضية ان عقد الجواز باطل .. بترفع عليا انا قضية بنت الشمام
سعد مهدئا : اهدي بس يا كبير وخلينا نفكر .. ا
صاح مأمون : احنا لسة هنفكر .. كلملي المحامي اخلص
سعد : حالا يا كبير
تحدث سعد للمحامي وحضر علي الفور فمأمون من اهم موكلينه ودائما ما يغدق عليه بالاموال حتي يُبّديه دائما علي اي موكل اخر ويذهب له فور وقوعه في اي مأزق متعلق بعمله
المحامي : خير يا مأمون ايه اللي حصل
مأمون : مراتي رفعت عليا قضية
⁃ قضية اي بالظبط؟
⁃ قضية انها مش مراتي
⁃ يعني ايه مش فاهم
⁃ يعني ان العقد مضروب
⁃ ممم طب وهو العقد مضروب
⁃ لا طبعا بس هي مجتش معانا يومها
⁃ ازاي يعني هو فيه حاجة اسمها كدة .. خليك صريح معايا عشان اعرف اساعدك
⁃ بصراحة يا متر انا كنت عايزها ..بس هي مكنتش هترضي قومت خدت ابوها وروحنا لمأذون المنطقة وطبعا لأنه عارفني وعارف انا اقدر اعمل ايه خاف وعمل العقد انما العقد ماضي عليه وكيلها اللي هو ابوها و٢ شهود
⁃ بس هي كدة متبقاش مراتك اصلا
⁃ يعني ايه
⁃ يعني العقد شريعة المتعاقدين .. حتي عقد الجواز .. ازاي بقي يكون عقد وطرف من المتعاقدين دول محضرش التعاقد اصلا
⁃ بص انا مش فاهمك بس هي مش ابوها مضي مكانها ؟ وهو ولي أمرها؟
⁃ لا طبعا الكلام ده مينفعش ابوها وليها وكل حاجة لكن برضه العقد مينفعش من غير امضتها شخصيا
⁃ طب والحل ؟
⁃ للأسف مفيش حل غير ودي .. يعني لو انت متمسك بيها يبقي تحاول تقنعها بالجواز منك وانها تتنازل عن القضية وكدة كدة انتوا قدام القانون متجوزين لو هي مطعنتش في العقد.. ولو مش فارقة معاك يبقي برضه تحاول تقنعها تتنازل برضه وتتفقوا انكوا تعملوا عقد طلاق ولا من شاف ولا من دري وبكده هي تقدر بعد ٣ شهور العدة تكمل حياتها عادي
⁃ تكمل حياتها عادي ازاي يعني .. ومين قال اني هسيبها اصلا انت لازم تشوفلي صرفة .. ارفع قضية واطلبهالي في بيت الطاعة
⁃ للاسف يا مأمون مبقاش ينفع ..
فيه قضية مرفوعة ببطلان العقد في القضايا اللي من النوع ده المحكمة مش هتبعتلك بنت ع البيت وهي احتمال متكونش مراتك اصلا وانت مزور عقد جواز هي هتطعن في حكم الطاعةوتقول انها رافعة حكم بطلان الزواج والحكم هيتأجل لحد ما يتحكم في بطلان عقد الجواز
صاح مأمون غاضبا : انا مش فاهم حاجة من اللي انت بتحكيه ده .. يعني الحل ايه دلوقتي
⁃ الحل دلوقتي زي ما قولتلك انك تقعد معاها وتحاول تقنعهامش من مصلحتك انها تاخد حكم بيطلان العقد ده معناه انك زورت في اوراق رسمية حتي لو ابوها اللي مضي وبصم مكانها انت كنت شريك معاه
⁃ اقعد معاها؟ هو انا لاقيها اصلا ؟
⁃ انا كدة قولتلك اللي فيها الجلسة بعد اسبوعين حاول تكون اتصرفت
خرج المحامي تاركا مأمون غاضبا تكاد ثورته ان تفتك بكل من يحيطونه
صاح مأمون بسعد : اكيد ابن عمها المحامي هو اللي رفع القضية دي
سعد: لا يا كبير المحامي اسمه فريد سراج مكتوب ع الاعلان اهو
مأمون : ياللا بينا ع المحامي دلوقتي
ذهب مأمون وسعد علي الفور لمقابلة فريد
مأمون : مساء الخير يا متر
فريد : مساء النور السكرتير قالي ان حضرتك المدعي عليه في قضية ا/ شمس يونس مش كدة
نظر له مأمون شذرا : قصدك جوزها
نظر له فريد باشمئزاز ثم قال : خير حضرتك يلزم خدمة
مأمون : الا يلزم .. دا انا حياتي كلها دلوقتي بين ايديك.. وضع مأمون حزمة من الاوراق المالية امام الرجل علي المكتب قائلا دول كدة فتح كلام عشان نعرف ناخد وندي
نظر فريد للمال بلا اهتمام ثم قال لمأمون محذرا : انت الظاهر متعرفش انت في مكتب مين والظاهر انك فاكرني محامي شمال من اللي انت بتتعامل معاهم اللي بيقبلوا قضايا موكلين زيك .. شيل يا راجل انت الفلوس دي احسنلك وإلا هتبقي زودت علي تهمتك كمان تهمة رشوة
اعاد مأمون المال لجيبه وهو ينظر للمحامي بحذر قائلا: خلاص يا باشا قدر محصلش ..ممكن بقي نتكلم كلمتين
فريد بثقة : انا واثق ان مفيش حاجة نتكلم فيها .
مأمون: ازاي بس يا متر انا عايز اقابل الاستاذة اللي وكلتك في القضية .. عشان عايز اتفاهم معاها ونوصل لحل ودي
فريد : طب ماتقابلها هو انا حوشتك
مأمون: ما اهو انت يامتر اللي هتوصلني ليها
فريد مستغربا : ليه هو انت فاكرني شغال عندك .. دي حاجة متخصنيش
مأمون : م الأخر كدة يا متر هي مختفية دلوقتي قربت علي شهر وانا مش عارف حاجة عنها ومظهرش عنها اي خبر غير اعلان المحكمة اللي جاي عليه اسمك.. قولي بقي لو انت مكاني تعمل ايه
فريد : لو مكانك مش هتجوز بنت بعقد مزور واسمح لنفسي انا اخدها بالغصب وبالعافية ولو كنت اتجوزتها جوازكم كان هيبقي حرام شرعا.. بس انت هيفرق معاك الحرام في ايه
صاح مأمون غاضبا : بقولك ايه يا متر انا عاملك احترام عشان انت راجل كبير والمفروض انك محترم لكن تقل مني انا مش هعمل حساب لحاجة انطق علي مكان شمس او اديني حتي رقم التليفون والا قسما عظما
صاح فريد غاضبا مقاطعا مأمون : الشويتين دول تعملهم مع حد مش محامي .. احنا كل يوم بنشوف من اشكالك كتير وتاني هقولك انت متعرفش انا ابقي مين .. انا عمري ما هطلع اسرار موكليني ولا اديك عنوان ولا تليفون ولو فكرت تعمل اي حاجة اكبر منك انا ارفع السماعة دي بس وهتلاقي مديرية الأمن كلها هنا .. خد البتاع اللي معاك ده وامشي وابقي اسأل مين هو فريد سراج
زاغ بصر مأمون عند ذكر مديرية الأمن فخرج مسرعا مع سعد وهو يستشيط غضبا
مأمون: وبعدين يعني؟ قفّلت من كل حتة ؟.. مش هعرف اوصل لبنت الشمام دي ؟.. انا مأمون اللي بتتهزله له الشنبات حتة بت زي دي تلففني كعب داير كل المدة دي
سعد منبها مأمون: بقولك يا كبير .. المحامي ده شكله كبير وتقيل وواصل ..الاستاذة وصلتله ازاي ..؟ وجابت فلوس منين عشان توكله ؟
نظر له مامون كأنه وجد الكنز صاح في سعد : صح يا واد يا سعد صح اكيد عمها او حد من طرفه
سعد : هيكون مين غير ابن عمها المحامي يا كبير ؟
مأمون : اي حد م العيلة بس مدام فيهم واحد محامي يبقي اكيد هو ومرضاش يرفعها بنفسه عشان معرفش انها عندهم
سعد: ايوة يا كبير بس هي فعلا مش عندهم احنا مغفلناش عنهم لحظة والاستاذة مظهرتش معاهم ولا حد منهم قابلها
مأمون: اكيد مخبيينها في مكان يخصهم .. بس محدش بيروحلها عشان منلاقيهاش
سعد: طيب واحنا هندور عليها ازاي يا كبير؟ احنا منعرفش كل املاك الناس دول
مأمون : وندور ليه يا غشيم كلملي الواد داغر النشال يلقطلنا تليفون المحامي وخليه يركبه اكيد هو بيكلم المحامي بتاعها وهو اللي بيتفاهم معاه واكيد وهو بيتكلم مع اهله ممكن يقولوا اي حاجة و اكيد هنسمع حاجة عن مكان شمس اكيد انا عايز الموضوع ده بكرة يكون خالص
سعد : اوامرك يا كبير
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية انت سندي ) اسم الرواية