Ads by Google X

رواية القلب ملك لمن يستحقه الفصل الثاني 2 - بقلم سارة علي

الصفحة الرئيسية

  رواية القلب ملك لمن يستحقه كاملة بقلم سارة علي عبر مدونة دليل الروايات 


رواية القلب ملك لمن يستحقه الفصل الثاني 2

 

في المشفى ..

كانت زينب تجلس على أحد الكراسي وذلك الشاب يقف بجانبها مستندا بظهره على الحائط عاقدا ذراعيه أمام صدره ينتظر خروج الطبيب من عندها و طمأنته عليها ..

حسنا عليه أن يعترف أنها المرة الأولى التي يهتم بها بمساعدة أحد فهو عادة يترفع عن الإقتراب من الأخرين أو مساعدتهم لكن وجودها أمامه بذلك الشكل المنهك خائرة القوى أجبره على مساعدتها ..

تذكر ذلك العريس وخوفه الواضح عليها بل وحبه أيضا ..

لم يفهم سبب تصرفه هذا ولم يهتم كثيرا بفهمه فهو شخص غير فضولي لا يهمه الأخرين ..

زفر نفسا عميقا قبل أن يجد زينب تخبره قائلة :

” بإمكانك الذهاب إذا أردت .. أنا موجوده هنا بجانبها ..”

رد الشاب بسرعة :

” لا يمكن .. أنا لن أترككما هناك لوحديكما ..”

ابتسمت زينب له وقالت بنبرة ممتنة :

” أشكرك كثيرا يا بني .. لقد أتعبناك اليوم ..”

ما إن إنتهت من كلامها حتى حتى تقدمت جدة مريم وابن عمها منهما ..

سألتهما الجدة بلهفة وهي تستند على كفي زينب التي نهضت فورا لإستقبالها :

” كيف أصبحت ..؟! وماذا حدث معها..؟!”

ردت زينب محاولة تهدئتها :

” لا تقلقي .. يبدو انها تعرضت لنوبة ربو من جديد ..”

” يا إلهي .. كيف نسينا أن نأخذ البخاخ خاصتها معنا ..؟!”

قال الشاب والذي يدعي سهيل بضيق :

” أخبرتك أنها كالقطة بسبعة أرواح ..”

” اخرس يا سهيل .. كيف تتحدث عن إبنة عمك بهذه الطريقة ..؟!”

قالتها زينب بنبرة حادة محذرة لتتفاجئ بالجدة تتقدم نحوه وتهدر به :

” إياك أن تتحدث عنها بهذه الطريقة .. ألا يكفي ما حدث معها بسبب ابن عمك .. ؟! يا لكم من عائلة جاحدة ناكرة المعروف .. ارحل من هنا فورا قبل أن أقتلك بيدي هاتين ..”

رحل سهيل على الفور بينما حاولت زينب تهدئتها فأجلستها على الكرسي وقالت لها بلطف :

” إهدئي خالتي .. إنه شاب سخيف لا يؤخذ على كلامه ..”

لم ترد الجدة بينما تنحنح الشاب قائلا وقد شعر أن وجوده لم يعد له معنى :

” أنا يجب أن أرحل الأن .. أتمنى للأنسة الشفاء العاجل ..”

منحته زينب ابتسامة لطيفة وهي تهتف به :

” أشكرك كثيرا يا سيد .. ولكننا لم نتعرف على حضرتك ..”

تنهد الشاب وهو يجيبها معرفا عن نفسه :

” يوسف الأعظمي .. ”

” حضرتك ابن السيد كمال الأعظمي والسيدة ألفت ..؟!”

أومأ يوسف برأسه بعدم إكتراث قبل أن يسألها :

” هل تحتاجين شيئا أخر مني سيدتي ..؟!”

هزت زينب رأسها نفيا قبل أن تهتف به :

” سلم على والدتك السيدة ألفت .. أخبرها أن زينب العاني تبعث سلامها إليه ..”

هز يوسف رأسه بتفهم ثم تحرك خارج المكان لتلتفت الجدة نحو زينب وتسألها :

” من يكون هذا الشاب ومن أين تعرفينه ..؟!”

ردت زينب بسرعة وبديهية :

” وهل يوجد أحد لا يعرفه يا خالتي .. إنه يوسف الأعظمي ابن الملياردير كمال الأعظمي .. إنه ينتمى لأكبر وأهم عوائل هذا البلد..”

هزت الجدة رأسها بعدم إهتمام بينما خرج الطبيب في نفس اللحظة لتتقدماا السيدتان نحوه وتسألانه عن حال مريم فيجيبهما :

” لا تقلقا ..إنها بخير .. سوف تبقى الليلة في المشفى تحت الملاحظة وبإمكانها أن تخرج غدا …”

تنهدت الجدة براحة قبل أن تشير الى زينب قائلة :

” بإمكانك أن تذهبي يا زينب .. سأبقى أنا بجانبها حتى الصباح ..”

قالت زينب معترضة بشدة :

” لا يمكنني تركك ِلوحدكِ يا خالتي .. سأبقى معكما .. أو إذا أردتِ إذهبي انتِ وسأبقى أنا معها ..”

قاطعتها الجدة بصوت حازم قوي :

” أنا لن أترك حفيدتي هنا لوحدها ، سأبقى بجانبها حتى تخرج من هنا بسلام ..”

وبالفعل بقيت الجدة مع مريم إضافة الى زينب التي أصرت على عدم تركها لوحدها ..

………………………………………………………….

كان هشام يقف في شرفة شقته يدخن سيجارته بشرود تام حينما اقتربت منه لمى وهي ترتدي قميصها أبيضا اشترته خصيصا لهذه الليلة ..

شعر بوجودها فإلتفت نحوها يتأملها عن قرب بصمت غريب ..

سألته لمى بحيرة ولم تفهم سبب نظراته تلك وصمته الغريب :

” ماذا حدث يا هشام ..؟! لماذا تنظر إلي هكذا ..؟!”

رد هشام ببرود وهو يتجه ناحية السرير :

” لا يوجد شيء ..أريد النوم قليلا ..”

تلعثمت في حديثها وهي تهتف به بعدم تصديق :

” النوم ..؟! الأن ..؟!”

أومأ هشام برأسه وهو يتمدد على السرير ويغمض عينيه بينما أفكاره بأكملها تتمحور حول مريم ..

شعر بلمى تجلس بحانبه على السرير وتهتف به بنبرة حزينة :

” لقد ظننت أنك تشتاق إلي مثلما أشتاقك أنا ..”

فتح هشام عينيه ونظر إليها بهدوء وقال :

” أنا متعب يا لمى . دعيني أرتاح الليلة من فضلك ..”

قالت لمى محاولة تغيير الموضوع وقد أحرجتها كلماته الجافة :

” أخبرني .. ما رأيك بحفل الزفاف .. ؟! لقد كان رائعا ..”

أومأ هشام برأسه دون رد لتكمل لمى بصوت حاقد :

” ولكن مجي مريم أزعجني للغاية .. لقد قتلت فرحتي ..”

هب هشام من مكانه مندفعا وقال بغضب تملك منه :

” ألم تدعوها والدتك الى الحفل ..؟! ألم تفعلا كل هذا كي تغيظانها ..؟!”

قالت لمى مدافعة عن نفسها :

” كلا ، لم أكن أفكر هكذا أبدا .. والدتي هي من أصرت على دعوتها و ..”

قاطعها هشام بخشونة وضيق :

” لا يوجد فرق .. كلتاكما أردتا جرحها .. لم تتوقعا منها أن تحضر الحفل فأردتما فقط إيذاء مشاعرها لا أكثر لكنها فاجئت الجميع وجاءت ..”

” هل سوف نقضي الليلة نتحدث عن مريم ..؟!”

قالتها لمى بضجر ليرمقها هشام بنظرات مستاءة قبل أن يدير ظهره إليها ويقرر النوم ..

……………………………………………………….

في صباح اليوم التالي ..

وقف هشام أمام باب غرفة مريم في المشفى ينظر إليها بخجل وتردد .. لقد استيقظ منذ الصباح الباكر وجاء مسرعا لزيارتها بعدما أخبرته عمتها عن بقائها في المشفى معها حتى اليوم التالي ..

ترك لمى نائمة وجاء إليها وكله لهفة لرؤيتها والإطمئنان عليها ..

دلف الى الداخل أخيرا بعدما طرق على الباب ليجد مريم لوحدها ممددة على السرير وعيناها معلقة بالسقف بينما خرجتا كلا من جدتها وعمتها زينب وذهبتا الى الكافيتريا لتتناولان طعام الإفطار ..

التفتت مريم نحو الشخص القادم لتنصدم به أمامها ..

رمشت بعينيها عدة مرات محاولة إستيعاب وجوده عندها قبل أن تحتد ملامحها وهي تسأله بنبرة حادة :

” مالذي تفعله هنا ..؟!”

” مريم أنا ..”

حاول هشام أن يبرر لها لكنها قاطعته قائلة:

” لماذا جئت يا هشام ..؟! مالذي تريده مني ..؟! هل جئت لتطمئن علي ..؟! أم جئتَ لتشمت بي ..؟!”

قالت جملتها الأخيرة بمرارة لم تخفَ عليه وهو يتقدم نحوها وينحني صوبها هاتفا بلهفة شديدة :

” لا تقولي هذا يا مريم .. لا تقولي هذا يا حبيبتي .. أنا أخر من يشمت بك ..”

صرخت به وقد لمعت الدموع الحبيسة داخل عينيها :

” لا تناديني بحبيبتي .. لا تنطقها أبدا..”

” مريم .. انا حقا اسف .. لا أعرف كيف فعلت هذا ..؟! كيف تخليت عنك ..؟! مريم أنا أحبك و ..”

قاطعته بصوت باكي وهي تلعنه في داخلها :

” لا تنطق كلمة احبكِ تلك على لسانك فأنتَ لا تعرف معنى الحب يا هشام ..”

ثم أكملت وهي تتحاشى النظر إليه :

“اذهب من فضلك فأنا لا أطيق رؤيتك ..”

قال بإباء وعينيه تلمعان بدموع حبيسة :

” يكفي يا هشام .. اتركني واذهب من فضلك .. لقد اكتفيت منك حقا .. اذا كان لدي معزة عندك فإتركني وإذهب ..”

شعر بالشفقة لأجلها فقال محاولا تهدئتها :

” مريم أعطني فرصة واحدة …”

” لا توجد أي فرصة يا هشام .. كل شيءٍ بيننا انتهى .. انت اخترت لمى .. وأنا سأعيش لوحدي وأبدأ من جديد كما اعتدت ان أفعل دوما ..”

أخفض هشام عينيه بخجل وألم في أن واحد لتهتف به مريم برجاء خالص :

” اذهب أرجوك فأنا لا أريد أن أراك بعد الأن ..”

خرج هشام من الغرفة مسرعا بينما سالت دموعها على وجنتيها بغزارة وهي تفكر بأنها يجب أن تنساه .. رغم حبها الجارف له سوف تنساه ..

google-playkhamsatmostaqltradent