رواية مسافات مشاعر (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم روزان مصطفى
رواية مسافات مشاعر الفصل الثلاثون 30
وقال: يا مها أنا كُل اللي طالبُه منك يومين بس! إحنا ولادنا لسه صغيرين يستحقوا مننا فُرصة نحاول فيها نصلح أخطائنا!
مها بـِ تصحيح غا|ضِب: أخطائك إنت! أنا غلطت معاك فـ إيه عشان نفسك تبقى بالدناوة دي وتنفِذ اللي في دماغك وتتجوز عليا! بالعكس أنا كُنت بسمع كلامك وأسيبك تروح وتيجي وأقعُد أنا بالولاد وأراعيهُم وأراعيك! مقصرتش معاك في حاجة حتى في حقوقك الشرعية اللي إنت مكونتش بـِ تطلُبها من الأساس! فـ عيب أوي بعد كُل التضحيات بتاعتي دي تجمعني معاك وتقول أخطائنا.
رحيم عاقِدًا حاجبيه بـِ تركيز قال: أنا واثِق مِن حُبك ليا..
مها نظرت أمامها وقالت: متثِقش أوي، الحُب مع الوقت بيزول وبيحِل محلُه الألم، بتبقى عايش بـِ أسوأ نُسخة ليك بعد ما برائتك مع اللي حواليك خليتهُم يستغلوك وتطلع إنت الوحِش في الأخِر.
تنفس رحيم بـِ عُمق وهو يقول: طب يلا ننزِل، الراجِل بتاع أمن الجراچ بيشاورلنا!
مها بـِ ضيق: مش نازلة من هنا غير على الأقل لو إبني التاني جِه، طالما أنا مُجبرة أقعُد معاك يبقى ولادي يكونوا في حُضني.
إعتدل رحيم في جلستُه وقال: يا مها مش حوار مُجبرة عشان أنا الراجل وبتحكِم فيكي والكلام المُتخلِف دا، كُل الحكاية أنا بحاوِل أنقِذ علاقِتنا بعد ما دمرتها بنفسي زي ما إنتِ حاولتي كتير وفاض بيكي! إديني فُرصتي زي ما إديتك فُرصتِك!
تنهدت مها بـِ عدم إحتمال لـِ كُل ما يحدُث ثُم بكى صغيرها بين ذراعيها لـ تنتفِض وتقول: لازم أرضعُه.
شعر رحيم بـِ الغيرة وهو ينظُر للسيارات من حولهِم والمارة المتچولون وقال: هِنا!!
مها بـِ ضيق: أكيد لا، يلا ننزل وكلم سليم من فضلك قوله على رقم أوضتنا يجبلنا الولد، أو أطلع أنا الأوضة وإنت إستناه في الريسيبشن.
رحيم بـِ تصحيح: جِناح مش أوضة..
مها بـِ نفاذ صبر: يا سيدي جناح ولا ورك أي حاجة المُهم الولد.
فتح رحيم أقفال السيارة ونزلوا مِنها مُتجهين لـِ بوابة الفُندق، إتجهوا إلى الأستقبال ووقف رحيم قليلًا يتحدث مع فتاة الإستقبال حتى ألتقط مِنها مُفتاح الجناح وقال لـِ مها: يلا بينا ولو سليم جِه هيبلغونا على فون الجناح.
صعدوا سويًا ومها تُحاول مِن تهدِئة صغيرها حتى يتوقف عن البُكاء.
* داخِل منزل الحاج عبد الكريم
والِدة رحيم وهي جالِسة على الأريكة: أما أقوم أشوف الطبيخ إستوى ولا لا، فينك يا مها يا مريحاني ربنا يريح قلبِك مش زي بنت أختي اللي مش فالحة غير في الزواقة وبس.
نزلت نجمة إلى الشقة وهي تلتقِط أنفاسها وتقول: عندِك مُطهِر أرضيات يا ماما؟
والدة رحيم: أه يا حبيبتي عندي إستني أجيبلك.
جففت نجمة وجهها بـِ أصابِعها مِن أثار العرق وقالت: معلش عشان بروق شقتي فوق ومش لاقية حد أبعتُه وسليم راح مشوار.
خرجت فرح مِن غُرفتها وهي تستنِد على باب الغُرفة وتقول بـِ إستفزاز: جوزك مش سهل برضو، رحيم كلمُه وقالُه حاجة والتاني ماصدق وطلع يجري عليه، أكيد بيخططوا لحاجة، وأقوله إديني رحيم جوزي أكلمُه رفض، سوسة بعيد عنِك
نجمة بـِ غضب الحمل: إنتِ إزاي تتكلمي عن جوزي بالإسلوب دا يا بتاعة إنتِ! أُقسِم بالله لولا إني في بيت حمايا وحماتي كُنت عرفتِك مقامِك.. ومفيش سوسة غيرك إنتِ يا أم ودان أرانِب وقاعدة تتجسسي على اللي رايح واللي جاي.
جائت فرح لـِ ترُد لكِن قاطعها دخول يارا من باب الشقة وهي تقول ببرود: ما عندها حق، إنتوا عاملين جماعات ضدنا ولا كإننا في حر|ب، مش سالكين كِدا
نجمة بِغيظ مِن كِلتاهُما: حوش خِلة السِنان اللي بتتكلِم عن السلكان، ما بلاش إنتِ يا يارا دا نديم بيشتكي.
خرجت والِدة رحيم وهي تحمِل المُنظِف وتقول: خلاص مِنك ليها! هتتخانقوا وأنا موجودة ولا إيه؟ سيبي بنتِك مع فرح يا يارا وقومي ساعديني في المطبخ، يعز عليا أطلُب منِك بس مها مش موجودة
وصعت يارا الطفلة بين يدا فرح وقالت: وهي مها عندها أربع دراعات وإحنا إتنين؟ لعِلمك يا طنط أكلها بيكون زايد ملح وبيتعب الكِلى
تأففت نجمة وهي تقول: عن إذنك يا ماما هخلص فوق ونزلالك.
والِدة رحيم: ربنا يعينك يا بنتي.
* داخِل الجناح
كانت مها تُرضِع صغيرها عِندما إستمعت لـِ صوت طرق على باب الجناح، وضعت الحِجاب فوق رأسها وأطرافُه الطويلة غطت بها أجزاء جسدها وقالت: إدخُل.
دخل رحيم وهو يحمِل طِفلهُ الأخر فـ تورد وجه مها وهي تقول بحنان: حبيب ماما، هاتُه يا رحيم مِن فضلك.
إقترب رحيم ووضعهُ بـِ جانِبها على الفِراش فـ داعبتهُ بـِ يدِها الأخرى وهي تقول: هرضع أخوك بس وأخُد حُضن وبوسة.
رحيم وهو يستنِد على ذِراعه وينظُر لها وقال: طب وأنا؟
مها بـِ جدية: رحيم مِن فضلك!
إقترب رحيم لها وهو يقول: من فضلي إيه؟
مها إرتجفت مِن قُربه الزائِد وقالت: متقربليش لو سمحت..
إقترب رحيم مُجددًا وقال أمام وجهها: كِدا؟
عادت للخلف وهي تقول: تؤ!
رحيم بـِ هدوء: إحنا إتفقنا تديني فُرصة في اليومين دول إني..
قاطعتهُ مها قائِلة: أنا متفقتِش مع حد على حاجة أنا جاية هنا أنا وولادي غصب عني وقبِلت أنزِل من العربية عشان إبني جعان.
رحيم وهو ينظُر لعينيها: وأنا كمان جعان ونفسي أشبع منك ومن تقضية الوقت معاكي.
مها بـِ ضيق: والله حضرتك ضيعت سنتين من عُمرنا بتتجنبني عشان الست هانم بتاعتك، وأنا كُنت قدامك فضلت تحاول تحاول لغاية ما إتجوزتها ودلوقتي جايلي وطالِب مني السماح فاكرني بـِ زُرار عشان أغفِر؟؟ لا.. زي ما أخدت قرارك ونفذتُه من حقي أنفِذ قراري.
إعتدل رحيم وبدأت تتغلف نبرتُه الجدية وقال: ومين هيسمحلِك تنفذيه؟
مها من بين أسنانها: كُلهُم واقفين معايا وأولهُم المدام بتاعتك!
رحيم بـِ ضيق: مها متعصبنيش!!
عقدت حاجبيها فـ تدارك غضبُه وقال بهدوء وحُب: بتعصب لما بتقولي حاجة تحسسني إني عملت اللي عملتُه عن قصد، كُل اللي عاوزك تعرفيه إني.. ندمان، كان خلاص بنقرب لبعض وبعدها.. عكيت الدُنيا.
وضعت مها طِفلها على السرير وهو غافي وعدلت ملابِسها وهي تقول بـِ دموع عالِقة داخِل مقلتيها: ندمك دا متأخر ومش هيفيد.
كانت تنوي السير بعيدًا عنهُ لكِنهُ جذبها تِجاهُه وإحتضننها بـِ كُل ما يمتلِك مِن قوة، كانت تقاوم عن طريق ضربهُ عِدة مرات على ذِراعه ومحاولة إبعادهُ عنها دون إحداث صُخب وضجيج حتى لا يستيقظ الطفلين النائمين، لكِنها فشلت، بل وجدت أنهُ يُزيح الحِجاب عن رأسها ويُغلغِل أصابِعهُ داخِل خُصلات شعرها، شعرت بالوهن والألم في آن واحد، وضع وجهها بين كلتا يديه وهو ينظُر لعينيها ويقول: وحشتيني!
خرجت من أعماق قلبُه حتى من قوة صِدقها جعلت مها ترتجِف، إقترب بـِ وجهه مِن وجهها ثُم..
*داخِل شقة سليم
فتح باب الشقة بـِ المُفتاح ودخل ثُم أغلقهُ خلفُه، إستنشق رائِحة المُعطِر والمُنظِفات وقال بـِ سلام: دا إيه الروقان والجمال دا، بتكفري عن ذنبِك إنك مستأذنتيش بـِ التنظيف؟ بُصي لو طبختي كمان هسامحِك
خرجت نجمة مِن دورة المياه وهي تلِف منشفة حول جسدها وخُصلات شعرها المُبتلة تناثرت على وجهها
إبتسم سليم عِندما رآها وقال بـِ مُزاح: لا برضو مش هضعف، نزلتي من غير إذني ليه!
إقترب مِنها وقال وهو ينظُر لعينيها: أعاقبِك ولا..
لم يُكمِل جُملتهُ عِندما وجدها تميل للأمام فاقِدة الوعي بين ذراعيه، قدميها لم تعودا قادرتان على حملِها!
•تابع الفصل التالي "رواية مسافات مشاعر" اضغط على اسم الرواية