Ads by Google X

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم سولييه نصار

الصفحة الرئيسية

 رواية الشيطان وقع اسيرها (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الحادي والثلاثون 31

الفصل الواحد والثلاثون(لكل فعل رد فعل )
ألم تختاري الخداع ...انتظري لتري العقاب !!..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
نهضت ليان مسرعة وهي تنظر إلى زوجة شقيقها بصدمة ...شعرت بأن الأرض تميد بها وأنها سوف تقع في أي لحظة ...نهض موسى أيضا وأمسك ذراع ليان يدعمها  لكي لا تسقط ....
كانت جواهر تنظر إليهما كأنهما متهمين أمسكت بهما.. تصاعد الغضب داخلها  واقتربت منهما  ولكن الغضب كله كان موجه لموسى ....نظرت إليه بغضب ...بقر ف بينما النيران تندلع من عينيها  السوداء وقالت:
-انا مش قادرة اصدق الإنحطا ط اللي وصلتله...بتغري اخت اللي مفروض بيكون صاحبك ...اللي فتحلك بيته وأمنك على أخته بدل ما تحميها بتسـ تغلها !!!
هز موسى رأسه ينفي عنه هذا الإتها م البـ شع  و لكن جواهر أكملت بحدة :
-أنت انسان كدا ب ...بتخدع اللي حواليك ...كذبت على عدي اللي دخلك بيته وأمنك.على أخته ...ازاي تعمل كده ازاي !!!
كانت تتكلم والدموع تنفجر من عينيها ولكنها استمرت بالكلام والصراخ بوجهه وقالت:
-أزاي تطلع بالرخص ده ازاي ...
-بيري لو سمحتي كفاية ...ازاي تكلميه بالطريقة دي ؟!
توسعت عيني جواهر وقالت وهي تمسح دموعها  :.
-يا ليان ده بيستغلك ...ده مجرد عامل عندكم ازاي تحبيه ...هو يعني عشان صاحب اخوكي تحبي واحد أقل منك ...ده اكيد مش بيحبك ..اكيد بيستغلك !!!
-بيري لو سمحتي انتِ متعرفيش حاجة ...متهينيش موسى لو سمحتي ..ازاي تحكمي عليه بالشكل ده ؟!معقول يكون تفكيرك كده ؟!
بهتت جواهر قليلا وهي تدرك الأشياء البشعة التي قالتها للتو...هي لا تعرف ما بها حقاً ولماذا هذا الانفعال ...ولكنها رأت في موسى نفسها ...هو يخدع عدي كما هي تخدعه أيضاً!!!
اعتصر قلبها أ لماً ورمشت عدة مرات عندما شعرت بالدموع توخز عينيها . .هي في الواقع لم تكن تهين موسى.  بل كانت تهين نفسها ...تخبر نفسها كم هي حقيرة لا تستحق اي شئ جيد ...وان عدي لا يستحق هذا ابدا منها ...
-اخوكي ميستاهلش يتخدع.منك يا ليان ...ميتساهلش كده ابداً!!!
قالتها وهي تختنق وتنظر إلى ليان التي تصاعدت الدموع لعينيها وقالت بصوت مختنق:
-عارفة والله عارفة وانا مقصدش اخدعه يا بيري ...على فكرة احنا ناويين نقوله...
-تقولوله ؟!ناويين تقولوله امتى ...يالا انطقي ...ناوية تخدعي اخوكي لحد امتى يا ليان ؟!...اتكلمي يالا ...
اقترب موسى أكثر منها وقال بهدوء:
-ممكن تهدي أنا مستحيل استغل لا ليان ولا عدي 
ابتسمت جواهر بسخرية وقالت:
-بس أنت عملتها يا اخويا ...استغليتهم والاسوأ من كده استغليت عدي اللي طول عمره اعتبرك صاحبه !!!
شعر موسى أنه يختنق بالفعل ...أنها تضرب على وتر حساس...تأنيب الضمير أنه خذل صديقه ...أنه خانه ...هو لم يقصد أن يفعل هذا ولكنه لا يمكنه أن يبتعد عن ليان ...أنها الحياة!!!هو يعيش فقط من أجلها...يعيش لانه يحبها ...لا يمكن لأي أحد أن يبعدها عنه....لذلك قال ؛
-بكرة ...بكرة هكلم عدي في الموضوع واوضحله اني عايز اتجوز أخته ... صدقيني يا هانم أنا عمري ما استغل ليان ...ليان اغلى من حياتي ...هي كل حاجة بالنسبالي ...
نظرت إليه جواهر بدون رضا لتمسك ليان كفها وتقول بتوسل:
-بيري عشان خاطر بلاش تقولي لاخويا على اللي شوفتيه لحد ما موسى يفاتحه في الموضوع ممكن ؟!بليز ..
تنهدت جواهر وهي تهز رأسها ...ها هي تحمل ضميرها المزيد من تأنيب الضمير ...
..
ذهبت جواهر من أمامهما لتتنهد ليان براحة ...
امسك موسى كف ليان وقال:
-انا اسف اووي على الموقف اللي حطيتك فيه ؟!
ابتسمت وقالت:
-حبيبي خلاص حصل خير مفيش مشكلة و .
ولكنه قاطعها قائلا':
-بكرة فعلا هتقدم لأخوكي واتجوزك ووقتها محدش هيكون ليه كلمة علينا ...وقتها أنتِ هتبقي ملكي وبس ...
لمعت عينيها بقوة وهي تسمع الوعد الصادق في نبرتها ثم ارتمت عليه وعانقته بقوة قائلة:
-بحبك يا موسى ..بحبك
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-بتقول ايه يا دكتور؟!
قالتها رانيا والدموع تنفـ جر من عينيها ...شعرت أن الأرض تميد بها وبالفعل تمايلت قليلا ولكن السيدة ماجدة دعمتها بذراعها ....بدأت الدموع تنفجر من عيني رانيا وهي تنظر إلى الطبيب بعجز الذي كرر ما قاله موضحاً بالتفصيل حالة والدتها الحرجة ونصحها أن تجري الجراحة على وجه السرعة ...
ثم ذهب ...
جلست رانيا بإنهيار على الكرسي وارتفع نشيجها الحار بينما تجلس بجوارها السيدة ماجدة  ...كانت تفرك كفيها بإرتباك وكلام الطبيب يدوى في عقلها ..ماذا تفعل ...ماذا تفعل ؟!!كيف, ستجري جراحة  كبيرة كهذة...هي لا تملك المال الكافي وبالطبع لن تنتظر إجراءات التأمين الصحي التي لا تنتهي ... ووالدتها قد لا تتحمل ...قد تخسرها ...
وضعت كفها على فاها وهي تنفجر بالبكاء ...شعرت وكأن قلبها سوف يخرج من صدرها  ....
ضمتها السيدة ماجدة إليها. قالت:
-أبوس ايديك.خلاص اهدي يا رانيا ...اهدي يا حبيبتي .
كل حاجة وليها حل ...هنفكر مع بعض ونلاقي حل بس العياط مش هو الحل دلوقتي ...يا بنتي كفاية قطعتي قلبي !!
نظرت رانيا بعيني حمراء إلى السيدة ماجدة وقالت:
-هو فين الحل يا خالتي ماجدة ..خلاص كل الابواب اتقفلت في وشي وانا مش عارفة اعمل ايه ...قوليلي يا خالتي اعمل ايه ؟!أنا اجيب فلوس من فين  عشان اعملها العملية يا خالتي ...أنا عايزة اعملها العملية في مكان.نضيف مكان اكون قادرة اطمن عليها فيه ودكاترة كويسين...دي عملية صعبة يا خالتي ...عملية صعبة وانا مش هقدر اجيب حقها ...
شدت ماجدة على كفها وقالت :
-يا بت ربك كريم ...
-ونعم بالله يا خالتي ..بس انا خايفة ..خايفة أمي تضيع مني ..أنا مليش غيرها يا خالتي أنا ممكن أموت فيها  .....
ربتت ماجدة على ظهرها وقالت:
- طيب  بطلي تفولي على الولية يا بت ...
تنهدت وهي تضمها وتربت على شعرها :
-اهدي يا بنتي عشان صحتك من كذا ......صلي على النبي ..
-عليه افضل والسلام......يارب ملناش غيرك يا رب ساعدنا ..
قالتها رانيا وهي تضم السيدة ماجدة بقوة وهي تبكي ...كانت منكسرة ..جميع الأبواب موصدة بوجهها ولا تعرف ماذا تفعل .. 
ابتعدت عن السيدة ماجدة وقالت:
-هنعمل ايه دلوقتي يا خالتي ...انصحيني...
صمتت السيدة ماجدة بإحباط ...فهي من الأساس لا تعرف ماذا تفعل وكيف تساعدها ...هى الأخرى كانت عاجزة. ..لو فقط تمتلك المال كانت ستساعدها دون تردد لكن هي للاسف لا تمتلك اي شئ لتساعدها به ...وكم كان هذا مؤسف  ...ولكن لا تعرف لماذا أتى ببالها يحيى ...ذلك الطبيب التي كانت تعمل لديه رانيا والذي ساعدها لإيجاد عمل ...حتى أنه يتصل بها احيانا ليطمئن على رانيا ..ذلك الشاب قد يكون لديه الحل  ..فهو يمكن أن يساعد رانيا وبالفعل كادت أن تتكلم وتعرض تلك الفكرة الا ان صوت خشن أوقفها عما أرادت أن تقترحه للتو...
-بنت اخوي الغالي ..مش كنتي تقوليلي طب وكنا نعمل الواجب ... مهما حصل بيننا احنا دم واحد..
كان هذا صوت عمها الذي اقترب منها هو وابن عمتها محسن ...نهضت رانيا ونظرت إليه بهجوم وقالت:
-عايز ايه ؟!
-أخص عليكي يا بنت اخوي انا كنت جاي اعمل الواجب ...ادفع فلوس عملية امك اللي بقالك ساعة بتولولي مش عارفة تعملي فيها ايه ...
نظرت إليه بحيرة ليكمل :
-بس طبعاً كل حاجة وليها تمن يا حلوة...
ربعت ذراعيها وقالت:
-ايه اتجوز محسن في المقابل !!
ضحك عمها وقال:
-لا خلاص محسن اتجوز واحدة تاني وخلف منها ...عايزك تتجوزي الحاج توفيق اللي ساكن في حارتكم..جه وطلبك مني  ...
اتسعت عينيها وقالت:
-عايز تجوزني واحد عنده خمسة وخمسين سنة يا راجل يا عر ة!!!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-يوسف !!!
قالتها نسرين وشفتيها ترتجف بقوة ليقول يوسف وقد لمعت عينيه العسلية واحتشدت بها الدموع :
-ايوة يوسف ...يوسف اللي خلتيه يحبك وسبتيه ...رمتيني ورا ضهرك ولا كأني حبيتك ....مهتمتيش بقلبي اللي كسرتيه وروحتي تحبي وتتجوزي وانا اولع صح ؟!!
انسابت الدموع من عينيها وهي تشعر بالإختناق ورغم أنه هو المخطئ بقوة إلا أنه استطاع إثقال قلبها بالذنب ...شعرت بذنب رهيب نحوه وخاصة بعد تلك المشاعر التي تكونت داخلها نحو فؤاد والتي باتت مكشوفة له ...
-يوسف ..
قالتها بإختناق ...إلا أنه حاوط رقبتها وضغط عليها بقوة بينما دموعه تنساب على وجنته وقال:
-حرام عليكي أنا عملت ايه ..ده انا حبيتك اكتر من حياتي ...كنت مستعد أضحي بحياتي عشانك ..ليه تعملي فيا كده...ليه يا نسرين!!!...
ابعد كفه بسرعة وهو يطالعها بتحطم وهي تسعل ثم بدأ  يرتفع نشيجها و تبكي بعنف ...أطرقت برأسها وهي تقول بإعتذار حار :
-اسفة ...أنا اسفة يا يوسف..
-أعمل بأسفك ايه انا ؟!اسفك هيرجع قلبي اللي اتكسر على ايديك ...كنت فاكرك غيرها يا نسرين لكن طلعتي زيها ...لما شوفتي فرصة احسن مني روحتي ليها ...عملتي نفس اللي عملته رقية بالضبط ...
هزت رأسها بقوة ...أنها المرة الأولى التي يتكلم معها عن حبه الأول بهذا الوضوح ...لقد عرفت دوما أنه عشق قبلها ولكنه رفض اطلاعها بأي تفاصيل ولكن الآن بدأت الرؤية تتضح لها ...هل حطمت قلبه تلك المرأة ...هل ادعت أنها تحبه ثم غادرت حياته وذهبت لآخر ...هل فعلت هذا به ؟!وهل حقا هي تشببها...هل تسببت بنفس الاذي ليوسف ...
كان الشعور بالذنب يقتلها ..استطاع يوسف رؤية هذا وشعر بالإنتصار ...هو لم يحب أن يتبع الطرق الملتوية  ولكن يبدو أن تلك الطريقة الوحيدة لإرجاعها !!
بكت نسرين وقالت:
-صدقني يا يوسف أنا مش زيها.  .مكانتش قصدي آذيك ..سامحني ..سامحني ...
-عمري ما هسامحك ..عمري ما هنسى انك عملتي زيها ...هي عملت كده برضه ...هي سابتني عشان واحد عنده فلوس ...رمتني ورا ضهرها...وأنتِ سبتيني عشان واحد اصغر مني واوسم مني ...أنا شوفتك معاه يا نسرين ...شوفته وهو بيبوس إيديكي ...شوفت الحب اللي في عينيكي ليه...الحب اللي كان ليا يا نسرين !!!...
انفجرت بالبكاء  وامسكت كفه وقالت :
-ربنا هيكرمك بالأحسن مني ...صدقني ...
ولكنه قاطعها وهو يشدها إليه بحرارة :
-بس أنا مش عايز غيرك يا حبيبتي ...مش عايز غيرك ...خلينا نهرب يا نسرين ...متتجوزيش فؤاد ..خلينا نروح بعيد ...وانا هحميكي من كريم ..مش هسمح لحد يأذيكي ...و...
ولكن نسرين دفعته وقالت:
-لا لا انت مجنون ...مجنون أنا مستحيل أعمل كده في بابا ..مستحيل اعمل كده في فؤا...آه 
صرخت بعنف عندما شد شعرها وقال بغيظ:
-ايه حبتيه...حبيب القلب اللي وراكي زي الكلب في كل حتة ...قدر يغويكي وينسيكي يوسف ...
-آه يوسف انت بتوجعني ...
قالتها ببكاء ليبتسم بشر ويقول:
-احسن عشان تحسي بالوجع اللي جوايا يا نسرين ...تحسي قد ايه أنتِ جرحتيني ...
ثم ضغط على رقبتها وقال:
-لو مش هتكوني ليا مش هتكوني لغيري ...
ثم ثبتها وهو يقرب فمه منه إلا أنها رفعت قدمها وانزلتها على قدمه ليتأوه ويحررها...استغلت هي تلك الفرصة وركضت بقوة لترى أمامها فؤاد ينظر إليها بحيرة ...لم تتوقف بل انطلقت نحوه وعانقته بقوة قائلة ؛
-فؤاد ..متسبنيش ..اوعى تسيبني ...
وعلى الرغم أنه لم يفهم شئ ...هو حتى لم يرى يوسف ..ولكنه حاوطها بذراعيه وقال:
-عمري ما اسيبك ..أنا هفضل معاكي دايما يا حبيبتي ...
ومن بعيد كان ينظر اليهما يوسف وهو يشعر بالقهر الشديد ...وكم أراد قتـ ل فؤاد في تلك اللحظة !!!استدار وذهب مسرعا الى سيارته ...هو لن يستسلم أبداً ..
....
انفصل فؤاد عن نسرين وأخذ يرتب شعرها المبعثر ويمسح دموعها ويقول:
-ايه اللي حصل ومخلي شكلك كده ...وليه كنتِ بتجري بالطريقة دي ؟!
صمتت نسرين ولم ترد ويبدو أن فؤاد قد فهم فقال من بين أسنانه :
-يوسف صح ...يوسف اتعرضلك تاني ...
ثم حاول تجاوزها ليبحث عنه إلا أنها أمسكت كفه وقالت:
-عشان خاطري يا فؤاد سيبه ...سيبه خلاص خلينا ننبسط النهاردة ..مش عايزة أي مشاكل ممكن ...
تنهد فؤاد وهز رأسه ...ثم قبل رأسها ...هو لن يترك الموضوع ..ولكنه لن يتشاجر معه ونسرين هنا ...لن يسمح.لنفسيتها أن تتضرر أكثر من هذا ....
-ربت على شعرها وقال:
-عندك حق يا حبيبتي ...يالا بينا ...
ثم جذبها من كفها وأدخلها سيارته وانطلق بها .....
....
بعد قليل 
وصلا لحفل الزفاف والذي كان في قاعة فارهة...
اتسعت عيني نسرين وقالت:
-دوول جايبين فرقة نوبية هو العريس من اسوان ...
ابتسم فؤاد ونظر إليها قائلا :
-ايوة العروسة والعريس من أسوان بس ناويين يعيشوا في القاهرة...تعرفي يا نسرين ..هنا وسليم قصة حبهم ملهمة جدا...مثالية اووي الاتنين اولا عم اتربوا سوا وحبوا بعض من صغرهم...من زمان وعيلتهم بتقول هنا لسليم وسليم لهنا ..واتخطبوا بس للأسف حصلت مشكلة بين الاخوات ابو سليم وأبو هنا حصلت بينهم مشكلة كبيرة جداً وقاطعوا بعض ورغم محاولات سليم وهنا عشان يصلحوا الوضع فشلوا واتفشكلت الخطوبة وسليم سافر معايا ولما رجع وأبوه شاف أن ابنه مش راضي يكمل حياته مع واحدة غيرها وحتى هنا رفضت كل العرسان رضخوا واتصالحوا وجوزوهم ...
ابتسمت نسرين وقالت:
-ملهمة فعلا ...اللي بيحب فعلا بيحارب ..
هز فؤاد رأسه وقال :
-انا اتعلمت اني احارب عشان اللي بحبه  من سليم ...علمني مستسلمش ..وانا عشانك مستعد أعمل اي حاجة ...
-أنت عايز تخلينا نسخة تانية من سليم وهنا ...قصة حبهم مأثرة عليك...
شد كفها وبدأ يرقص معها ويقول  بصوت مرتفع نسبيا :
-يمكن أنا فعلا واقع في حب  قصة حبهم ...
تنهدت نسرين وقالت ؛
-بس أنا مش مثالية ليك يا فؤاد انت تستاهل ...
وضع كفه على شفتيها وقال:
-مين قالك اني بدور على المثالية ؟!ومين قالك أن فيه حد مثالي في العالم ده ...أنا ذات نفسي مش مثالي يا نسرين !!،ولا هنا مثالية ولا سليم ...اكيد في عيوب فيهم وكل واحد متقبل التاني بعيوبه ...أنا متقبلك بكل عيوبك يا نسرين وبعرض حبي للمرة الألف ...لو مكنتش شايف حب في عينيكي كنت هبعد فوراً بس انا شايف مشاعر في عينيكي ومستعد استناكي لحد ما تتعاملي مع مشاعرك دي وتعترفي ...أنا عارف اللي مريتي بيه مش سهل بس انا عايز أحميكي ..
-تحميني من أيه ؟!
-من اي حاجة تأذ يكي يا نسرين ...من اي حد يفكر يزعلك ...مش عايز جوازنا يكون مؤقت ..أنا عايزك معايا لآخر العمر. ..عايزك تكوني أخر ايد امسكها قبل ما أموت...
ظلت تنظر إليه بدهشة وقالت:
-ليه بتحبني الحب ده كله ؟!
-مش عارف ..صدقيني مش عارف ..مش كل حاجة لازم تكون ليها إجابة يا نسرين ..
تنهدت وهي تضع كفها على كفته وتضم نفسها إليه وتقول :
-خلينا كده يا فؤاد ...بلاش نفكر كتير ...
تنهد وهو يقبل رأسها وقال :
-حاضر 
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-ازاي كنت غبي بالشكل ده ...ازاي مدورتش على الموضوع من الاول ...ازاي شكيت فيها متأخر ...؟!واحد خبيث زي شريف اكيد مش هيسلملي بنته بالسهولة دي !!
شد عدي خصلات شعره ثم أخذ يضحك مجدداً...لا يصدق ...حقاً لا يصدق ...هل هو احمق ليخدعه الجميع من حوله ؟!!هل يروه انسان ليس لديه قيمة ...من يريد شئ يخدعه ببساطة وهو الغبي يصدق الجميع ...يثق بالجميع!!!
نهض وهو يمسح دموع ...اطلت القسوة من عينيه ..لا لا ..هو لن يسامح تلك المرة ...لن يعفو ويتركها تذهب بسهولة ...سينتقم منها بقسوة ...سيحطمها كما حطمته...لقد جرحته ..جرحته حتى أكثر من كارمن ..لانه احبها أكثر من كارمن. .وثق بها أكثر من كارمن ..وهو غبي عندما يعشق ...يسلم كل حياته بكل سهولة !!
أخرج هاتفه واتصل بذلك المحقق الذي عينه منذ اسبوع ليتحرى عن شريف وابنته عبير ...والغريب أنه لم يجد أي معلومات عن عبير وجل ما أتى به هو ملف جواهر ...
-ها يا سيف لقيت حاجة عن عبير دي ...
سمع تنهيدة طويلة من الجانب الآخر وقال:
-مش كتير يا عدي بيه الموضوع غريب ...البنت ملهاش اي صورة ليها وهي كبيرة وده لأنها سافرت فرنسا من صغرها واستقرت هناك ...حاولت اعرف حتى الجامعة بتاعتها  ملقيتش ...وحتى ملهاش اكونت على الفيس ولا حاجة ولا اعرف هي فين لحد دلوقتي ... كأنها سراب ..كأنها مش موجودة لولا أني وصلت للملف بتاعها لما كانت في الابتدائي كنت هشك فعلا انها وهم...
نفخ عدي بضيق وقال:
-طيب شكرا اووي يا سيف ..لو لقيت حاجة اتصل بيا .سلام ...
ثم أغلق الهاتف بسرعة وخرج من غرفة المكتب متجهاً للأعلى ...
...
وقف امام الغرفة وهي يشعر بالغضب يتصاعد داخله ...ود لو يدخل ثم يجذبها من شعرها ثم يضر بها بقوة ...لقد خد عته...تلك الكا ذبة تلاعبت به وهو وقع في فخها لانه احبها ...كم أراد ضرب نفسه بالنا ر لانه سمح لنفسه أن يُخدع للمرة الثانية !!
اتخذ قراره وفتح باب الغرفة ثم ولج لداخل الغرفة وجدها في التراس تقف وجسدها يرتعش قليلا ...اقترب منها ليجدها تشرب سيجارتها..
-بتشربي سجاير تاني ...
قالها عدي وهو يقف بجوار جواهر على التراس ...انتفضت جواهر بقوة وهي تراه ثم اطفأت السيجار بسرعة وقالت بإرتباك:
-صدقني يا عدي أنا خففتها.خالص وهبطلها قريب ...
ابتسم لها وهو يتلمس وجنتها وقال:
-شكلك متضايقة النهاردة فيه حاجة حصلت؟!
ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه...الا يكفي كذبها المستمر عليه ...هل ستخفي عنه أيضاً ما رأته بين موسى وليان ...ولكن ليان ترجتها الا تتكلم وموسى وعدها أنه سيفاتح موسى غدا في موضوع زواجه من ليان ...وللمرة الأولى تشعر بالشفقة نحو عدي ...الرجل تقريبا يُخدع من الجميع ...الجميع حرفيا ...وخزت الدموع عينيها وانسابت على وجنتيها ليديرها.عدي إليه وهو يري دموعها ويقول :
-فيه ايه يا بيري بتعيطي ليه؟!...
هزت رأسها وقالت بإختناق :
-مفيش يا عدي مخنوقة شوية ...
ربت على وجنتيها وقال:
-لا انا مش هصدقك كلامك ده ..فين حاجة مضايقاكي يا بيري وانا يهمني أعرفها ...ها قوليلي فيه ايه ...مين زعلك ...أنا بتضايق لما اشوفك متضايقة. ..
ضغطت كفيه على وجهها وقالت:
-انا اسفة يا عدي ..اسفة ...
ارتجف قلبه داخل صدره وقال:
-اسفة على ايه ...ايه اللي حصل لده كله ؟!
أغمضت عينيها ودموعها تنساب بقوة وقالت ؛
-اسفة على معاملتي ليك اخر مرة انت متستاهلش كده ...بس انا فعلا اعصابي تعبانة ...
ابتسم لها بحلاوة ثم جذب كفها وأجلسها على الفراش وقال:
-انا اللي اسف اني بضغط عليكي ...مفروض لما احب حد محاولش ابتزه بالشكل ده او اضغط عليه ...مفروض اتفهمه...وانا متفهمك جدا يا بيري وعارف أن ظروف جوازنا صعبة هحاول مضغطش عليكي تاني ...بس أنتِ متبكيش مبتستحملش اشوف دموعك ...
ابتسمت له وهي تمسح دموعها وقالت:
-أنت مفيش منك يا عدي ..
ثم صمتت وتجهمت وتأنيب الضمير يقتلها ...بينما عدي كان يراقب تعاقب المشاعر على وجهها...كانت تشعر بالذنب وكان هذا يريحه قليلا ...سوف يتلاعب بها قبل أن يكشفها نهائيا ثم يطردها من حياته!!

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي 
-يا مري هيطلقك؟!هيطلقك ازاي يا بت !!!!
لطمت والدة ورد على وجهها بينما وجه ورد كان بارد لا توجد به أي مشاعر ...ولا انفعالات ...كان متجمد بالفعل.   ...هزت كتفيها بلامبالاة وقالت:
-هو لما جه قالي خليكي جمب امك وقال مش عايزك فخلاص اعمله ايه يعني ...عن إذنك دلوقتي أنا رايحة انام ...
ثم كادت أن تتجاوز والدتها لتلوذ بغرفتها ...هي لا تريد التفكير في أي شئ ...ولكن والدتها أمسكت كفها وقالت بغضب :
-أنتِ عبيطة يا بت ؟!قوليلي ايه اللي حصلك ؟!يا بت ده ياسين ...ياسين !! جوزك وأبو اللي في بطنك وبيقولك أنه هيطلقك ...ايه البرود اللي فيكي ده؟!
نفضت ورد كف والدتها وزفرت بحنق قائلة :
-يوووه وأنا اعمله ايه يعني ها قوليلي ؟!!اروح ابوس رجله عشان يرجعني ...لا يا أمي ده مش هيحصل ...عمري ما هترجاه ..هو عايز يطلق يطلق...كده كده انا مبقتش طايقاه  ...مش عايزاه ...انتوا ليه بتضغطوا عليا !!!أنتِ كده دايما يا ماما عايزة تمشيني على مزاجك ولو معملتش اللي أنتِ عايزاه ابقى فيا كل العبر الزفت!!!
نظرت والدتها إليها بصدمة وقالت:
-ايه اللي بتقوليه.ده يا ورد ...ايه الكلام اللي بتقوليه ده ؟!!،
-بقول الحقيقة يا ماما ...الحقيقة!!!
صرخت بوجهها بإنهيار تام ثم أكملت :
-انا اتجوزت واحد مبحبهوش بسببك أنتِ ...لانك كل شوية تفكريني بفشلي مع علي !!!حتى لما علي خطبني مكنتيش سايباني في حالي ...كنتِ علطول بتسمي بدني بالكلام لحد ما سابني ...وزي ما تكوني لقتيها.حجة عشان تذليني مرة تانية ...
كانت تنظر الى ابنتها بصدمة ...لا تصدق ما تقوله ...تشعر وكأن ورد قد تبدلت تماماً...تلك ليست ابنتها ...تلك ليست نظرات ابنتها ... اقتربت من ورد وامسكت ذراعيها وأخذت تهزها بقوة وقالت:
-فوقي يا ورد فوقي ...ايه اللي أنتِ بتقوليه ده ؟!!!ازاي بتتكلمي عني بالشكل ده ...أنا في اي حاجة كنت بعملها كنت عايزة مصلحتك ...مصلحتك وبس ...وبعد ده كله تقوليلي كده ...اخص عليكي ...حقيقي اخص عليكي ... وبعدين ماله ياسين ...ياسين حبك ومتمسك بيكي ..زعلانة على علي ..علي اللي فسخ الخطوبة من غير تردد ورجع لمراته وهو دلوقتي سعيد ومبسوط وأنتِ بغباءك عايزة تدمري حياتك يا غبية !!!
ابتعدت ورد وقالت بجمود:
-لاني مش عايزة الحياة دي مش عايزاه ...اتخنقت ...معرفش أنا ازاي في يوم افتكرت نفسي بحب ياسين ...أنا مش طايقاه...ولا طايقة ريحته ولا صوته ...حتى ابنه اللي في بطني مش طايقاه ...انا بموت يا ماما ...حاسة اني هتخنق ...حاسة اني هموت فعليا ...أنتِ ليه مش حاسة بيا ...
-انا ...انا ...
أغمضت ورد عينيها وهي تشعر بالتعب ثم فجأة سقطت فاقدة الوعي وآخر ما سمعته هي صرخة والدتها الملتاعة!!

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-طلاق!!!طلاق ايه يا بني استهدى بالله !!!
قالتها والدة ياسين بصدمة ...لقد أتى لها بالأمس  وطلب منها أن تستقبل ياسمين لديها لبضعة أيام ...كانت تشعر أن هناك شئ ما حدث معه ولكنها لم ترغب بالضغط عليه لذلك التزمت الصمت ولكن في اليوم الثاني وبعد تناول الإفطار تأملت أن تكون نفسيته قد تحسنت  قليلا وحاولت الحديث معه ليخبرها بالخبر الذي صدمها أنه سيطلق ورد!!!كيف يقول هذا ...وكيف يرغب في تطليق زوجته التي تحمل طفله...هي حقا لا تفهم ابنها  ...شعرت بأ لم في رأسها  ...فضغطت على جبينها بقوة وهي تحاول استيعاب كلام ابنها الاحمق ...
نظرت إليه لتجد عينيه فارغة تماماً ...لا يوجد بها أي مشاعر ...
-يعني ايه هتطلق مراتك وهي حامل يا ياسين انت اتجننت!!!
صرخه أمه في وجهه جعلته يعبس بشده ويقول بنبرة حادة :
-هي اللي عايزة كده انا اعملها ايه يعني!!
-عشان حضرتك اكيد عملت للبنت حاجة خلتها تنفر منك ...اكيد بتسمعها كلام يرفع ضغطها زي ما انت رافع ضغطي دايما ...
اتهمته والدته ليضحك بدهشة ويقول:
-أنا بجد مش مصدق انك واقفة ضدي عشانها ...عايز اعرف هو انا فعلا ابنك ولا أنتِ اتبنتيني !!!
-انا مع الحق يا ابني ...اكيد عملت حاجة للبنت وخلتها مش طايقاك...للاسف انا أمك وعارفاك كويس !!!
أغمض ياسين عينيه بانفعال...والدته كانت تغضبه بالفعل ...شعر بنيران الغضب تندلع داخله بسبب تلك الاتهامات التي توجهها والدته نحوه ...كيف يجعلها تصدق أنه لم يفعل أي شئ لورد ...وأنه حائر مثلها ...ولكن نفور ورد منه مؤخراً جعله حزين للغاية ...يشعر بقلبه يتفتت من الأ لم ...لا أحد يشعر به ...ولا احد يريد أن يتفهم معاناته ...فقط الجميع يلومه هو ...هو فقط . .
-انطق يا واد ...عملت لورد ايه ؟!!
-معلمتش حاجة يا امي والله ما عملت !!
رد ياسين وهو يركز نظراته على والدته ورأت الآن الالم بعيني ابنها ... ياسين كان يعاني ... ابنها الذي ظنه الجميع مجرد رجل من الجليد لا يحمل أي مشاعر ...فقط هي تعرف ما بداخله...هي تحفظه عن ظهر قلب ...تعرف أنه بارع للغاية في إخفاء مشاعره...ولكنه لم يخفيها الآن ...رأت عينيه التي تشبعت بالدموع ...احست بالانكسار الذي يحاوط روحه. ..لقد شعرت والدته به ...
-انطق يا بني متتعبش قلبي ...قولي يا ياسين ايه اللي حصل ؟!
أطرق برأسه ونشيج خافت ينسل من بين شفتيه....
شهقت والدته مصدومة ثم بسرعة اقتربت منه وقالت:
-مالك يا واد ايه اللي حصل ؟!هو الموضوع خطير للدرجادي ...
لحظات وكان ياسين يندفع بين ذراعي والدته ويقول بإختناق بينما دموعه الحارة تنسكب على وجهه:
-أنا بحبها يا امي ...بحبها أووي...
-ودي حاجة تخليك تبكي يا موكوس...روح قولها كده وهي هتفرح ...
هز رأسه وقال :
-هي مبتحبنيش يا أمي ...
أبعدته والدته عن أحضانها ونظرت إليه بإستنكار وقالت :
-مين دي اللي مبتحبكش يا اخويا ؟!دي ورد بتموت في التراب اللي أنت بتمشي عليه !!انت مجنون يا ياسين يا ابني !!!
تنهد ياسين وقرر أن يحكي كل شئ لوالدته ...
......
بعد قليل ...
كانت والدته متسعة العينين مصدومة ...لا تصدق ما تسمعه ..وكيف تحولت حالة ورد بتلك الطريقة ...ما الذي حدث؟!
نظرت إلى ابنها الذي يدعك عينيه بتعب وقالت بشك:
-ليكون يا واد خو نتها عشان كده هي مش طايقاك ؟!!..
زفر ياسين بحنق وقال:
-يا أمي أنتِ عارفة اني مليش في المشي البطال ..طول عمري يمين إذا كنت مخونتش الحرباية اللي كنت متجوزها هخو ن ورد؟!
هز رأسه وأكمل:
-يمكن هي عرفت أن مشاعرها ناحيتي مكانتش حقيقية ...هي مقدرتش تحبني ...
-طيب ما في تفسير تاني ..ليه متفكرش فيه ؟!
نظر إليها بحيرة وقال:
-تفسير ايه بقا ؟!
-انا يكون معمولها عمل مثلا ؟!
ضحك ياسين وقال:
-ليكي نفس تهزري يا أمي ؟!
امسكت والدته كفه وقالت:
-والله العظيم ما بهزر يا ياسين ...أنا بتكلم بجد ...تحول مراتك الغريب ده بين يوم وليلة ملهوش الا تفسير واحد بس أن هي معملولها سحر ...
هز ياسين رأسه بيأس وقال:
-خلاص يا أمي بطلي كلامك ده !!
-كلام ايه يا موكوس ...دي حقيقة ...يا حبيبي  السحر مذكور في القرآن ...لو فكرت شوية هتلاقي كلامي صح ...انت مش مؤمن بكده ولا ايه ؟!
-لا طبعا يا أمي انا مسلم الحمدلله وعارف ..بس الفكرة أن مين هيأ ذي ورد ويعملها سحر ..
-جوري ...
قالتها والدته دون تفكير ثم أكملت:
-الست دي عايزة ترجعك وانت عارف ان جوري مجنونة ممكن تعمل اي حاجة . 
هز ياسين رأسه وقال :
-لا يا ست الكل هي صحيح مجنونة بس موصلتش للمرحلة المأسوف عليها دي ..
-وأنت ايه اللي عرفك يا فالح ؟!
ابتسم هو وقال:
-عشان أنا مهندس وذكي وبفهم وبقولك جوري صحيح فيها عبر الدنيا بس مستحيل تلجأ للسحر 
..............
في منزل الدجال ...
-أنت مش قولت أنها هتتعب وهتمو ت ؟!
قالتها جوري وهي تجلس بجوار الدجال ...نظر إليها بخبث وقال:
-سبحانه...في البداية كنتِ بتقوليلي بلاش امو تها و....
تنهدت جوري ونظرت إليه قائلة:
-بعد تفكير  عرفت أن ده الصح اصلا ...عشان ارجع لجوزي لازم هي تمو ت ....
ضحك الدجال ووضع كفه على ساقها وقال:
-قريب ...قريب اووي يا جميل ..بس التمن هيكون كبير شوية ...
نهضت جوري وهمت بخلع بلوزتها وهي تقول:
-وانا مستعدة ادفع
إلا أنه قال:
-لا أنا مش عايزك النهاردة ..ومقصدتش كده يا مزة ...قصدي الفلوس يا قمر. ..الفلوس هتزيد حبتين...
أعادت جوري ارتداء ملابسها وقالت بجمود:
-بس كده حاضر ..اعمل اللي أنا عايزة وهراضيك ...
ثم سحبت حقيبتها وغادرت 
......
-أمي أنا رايح الشغل خلي بالك من ياسمين ...
قالها ياسين وهو يخرج من غرفته يكمل ارتداء ساعته الجلدية ولكن فجأة هاتفه رن ...اتجه له وامسكه ثم عبس بحيرة وهو يجد المتصل هو حماته !!
وضع دهشته جانباً ثم رد عليها وما هي إلا لحظات حتى قال:
-بتقولي ايه !!
...............
بعد قليل ...
في المشفى ...
كان ياسين يقف مع والدته وحماته بينما ياسمين تجلس على كرسي برواق المشفى وهي تشعر بالتوتر ...
جميعهم كانوا بإنتظار ورد التى ولجت لغرفة الطوارئ...
-قوليلي بس ايه اللي حصل يا حماتي ووصلها للحالة دي ؟!
سألها ياسين بتعب لتجيب هي :
-والله يا بني ما أعرف اتجادلنا شوية وفجأة وقعت ولقيتها بتنزف....أنا خايفة اووي يا ياسين ...
ربت ياسين على كتفها وقال:
-خلاص اهدي بإذن الله هتكون بخير ..
..
خرج فجأة الطبيب من الغرفة ليقترب منه ياسين وقلبه يهدر داخل صدره ...ابتسم الطبيب بلطف وقال :
-الحمدلله قدرنا نسيطر على النزيف والبيبي والام بخير بس فيه حاجات لازم نراعيها أنها ترتاح على قد ما تقدر ..وتبعدوها عن أي مصدر للتوتر والقلق ...
هز ياسين رأسه بقوة وقال:
-اقدر اشوفها يا دكتور ..
-اكيد اتفضل 
......
كانت ورد متسطحة على الفراش شاخصة عينيها للأعلى ...
ولج ياسين الى الغرفة واقترب منها بينما قلبه يخفق  داخل صدره ...لقد اشتاق اليها بقوة ...كم هي قا سية حبيبته !!
اقترب اكثر ثم هبط بشفتيه لكي يقبل رأسها إلا أنها أبعدت وجهها عنه وقالت:
-ابعد عني ...مش طايقة اشوف شكلك ...
تراجع بصدمة لتكمل هي :
-ليه جبتني المستشفى...أنا كنت أتمنى أن العيل ينزل وميربطنيش بيك اي حاجة !!!
....
كانتا كلا من والدة ياسين وورد واقفان أمام الغرفة وانتفضا سويا وهما يستمعان لصراخ ياسين ...ولجا بسرعة إلى الغرفة ليجدا ياسين يصرخ بورد :
-أنتِ معندكيش احساس ولا دم ...أنا مش قادر اصدق انك بالجحود ده ...أنت...
-ياسين حصل ايه ؟ 
قالتها والدته بصدمة ليزعق ياسين :
-الهانم كانت تتمنى أن ابني ينزل ...الهانم دي اتجننت على الآخر ..بس هي تولد ابني هاخده منها وهي تغور زي ما عايزة تغور و...
امسكت والدته ذراعه وهي تقول :
-ياسين ابني خلاص  كفاية عشان خاطري...تعالى معايا ...
ثم جذبته معها  للخارج بينما هو ينهت بقوة ...لا يصدق أن ورد تتصرف بتلك الطريقة ..
بعد أن خرج ياسين مع والدته اقتربت والدة ورد منها وقالت:
-انا مش مصدقة اللي بتعمليه يا ورد...صدقيني هتندمي ...
ولكن ورد لم تعطيها اي رد فعل بل ظلت شاخصة عينيها للأعلى !!!
......
-خلينا نمشي يا امي ولا وديني هدخل اقتـ لها!!
قالها ياسين بغضب بعد أن أخرجته والدته ...تنهدت والدته وهي ترى النير ان تشتعل بعينيه وقالت :
-ممكن تهدى ...
اختنق صوت ياسين وتجمعت الدموع بعينيه :
-اهدى...اهدى ازاي يا امي ...الهانم عايزة تنزل ابننا ...مش عايزة أي حاجة تربطنا مع بعض ...بتكر هني لدرجة أن عندها استعداد تقتل ابنها ...اهدى ازاي ...
ضمته والدته بقوة وقالت:
-اسمع مني دي مش ورد ...مراتك مسحو رة يا ياسين ... اسمع مني المرة دي وحاول تبدأ من الخيط ده ...
ابتعد وكاد أن يعترض إلا أن والدته أمسكت كفه وقالت::
-أنت مش هتخسر حاجة يا ياسين ..ليه متجريش ؟!يا سيدي نروح لشيخ موثوق ويقولنا ويقرا عليها شوية قرآن لعل وعسى ربنا يهديكم على بعض وورد ترجع وتنور بيتها...اسمع كلامي المرة دي يا بني ...
وعلى الرغم أن ياسين لم يكن مقتنع ابداً بما تقوله إلا أنه وافق على مضض كي لا يحزنها .. 
-طيب يا ماما طيب ..
قالها مستسلماً ...
تنهدت ولاء براحة وقالت:
-الحمدلله أخيراً سمعت الكلام ..
ثم جذبته إليها وعانقته بحب 
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-الوقت بيمر وحضرتك بتلعبي ولحد دلوقتي مش قادرة تجيبي الشيكات ...هو فيه ايه يا حبيبتي؟!ايه الفشل ده يا جوجو...جيبي الشيكات والا هقطع العلاج على امك !!!
كان هذا صوت شريف القاسي عبر الهاتف...
دعكت. جواهر عينيها بتعب ...هذا الرجل حقـ.ير ...أنه أحـ قر رجل رأته في حياتها كلها ...لا تصدق كم هو وضيع ....حكت جبينها بتعب وقالت:
-بلاش شغل الابتزاز ده يا شريف انت عارف أنه مبياكلش معايا خالص !!أنا ممكن اجي واخد امي من المستشفي اللي بتقول عليها دي ولا يهمني ...
ضغط شريف على كفيه وقال:
-جواهر انجزي أنا مش ناقص حر قة اعصاب ...أنا عايز أعرف أنتِ ليه لحد دلوقتي مجيبتيش الشيكات ؟!!
-يمكن عشان ملقيتهاش !!!هيكون عشان ايه مثلا ؟؛
قالتها ببرود بينما هو كاد أن يشتعل ...لا يصدق أنها بكل هذا البرود معه....
-يعني حضرتك فشـ لتي في المهمة بتاعتك وكمان بتهزري  ؟!
-والله مهمتي كانت اتجوز عدي مش اسر قه يا شريف بيه وبعدين اعمل ايه ..هو خافي الشيكات بعيد عني...اعرف مكانها ازاي وبعدين لو فضلت ادور كتير ممكن. ممكن عدي يشـ ك فيا  !! 
ضر ب شريف المكتب أمامه وقال بغضب مكتوم:.
-ما هو لو حضرتك قدرتي تكسبي ثقته كان زمان معاكي الشيكات بس أنتِ غبـ ية معرفتيش تجريه لصفك...كان مفروض اختار واحدة اذكى من كده ...
ردت جواهر بنفس البرود وقالت:
-والله هتكون فكرة حلوة واهو تعتقني من المسرحية اللي شكلها هتتكشف قريب دي وترحمني من عتهك....
تصاعدت النيران لعينيه وقال:
-بنت احترمي نفسك ايه الإسلوب اللي بتكلميني بيه ده ...نسيتي أنا مين ولا ايه ؟
-للاسف منستش ....
قالتها ببرود قم أغلقت الهاتف  بوجهه...
نظر شريف إلى الهاتف بصدمة وقال:
-مش قادر اصدقك ..هي فعلا اتجرأت وقفلت التليفون في وشي ...بنت فعلا متربتش!!!...ماشي يا جواهر ..بس اخد الشيكات منك وبعدين أنا هعلمك الادب فعلا !!!
............
طرقة خفيفة على الباب جعلتها تنتفض قليلا ...
-ادخل .
قالتها بصوت باهت لتفتح الخادمة الباب وتقول بأدب :
-عبير هانم ..عدي بيه عايزك في المكتب . .
عبست وهي تتسائل داخلها بتوتر ماذا يريد منها ؟!هل اكتشف الحقيقة؟!
لا لا هي تتمنى الا يكون هذا قد حدث والا هي انتهت تماما وقتها 
.......
أمام مكتبه كانت تجهز نفسها لتلج للمكتب بينما قلبها يهدر داخل صدرها ....
طرقت برفق على الباب وعندما سمعت الاذن بصوته الاجش  ولجت للداخل لتجده واقف وكأنه يستقبلها ...
-تعالي يا بيري ...
قالها بلطف لتقترب منه فيقول وهو يمد.كفه:
-خدي ..
-ايه ده ؟!
قالتها وهي تنظر للأوراق التي بيده...كان قلبها يخفق بقوة ويبدو انها عرفت ما الذي يحمله ...ابتسم عدي وهو يسحب كفها ويعطيها الشيكات ويقول :
-دي باقي الشيكات اللي كنت ماسكها على والدك ...أنا خلاص مش عايز اضيع حياتي في الإنتقا م يا عبير ...أنا مش عايز غيرك أنتِ ....
نظرت إليه بصدمة بينما احتشدت الدموع بعينيها ليقول مبتسما:
-فكرت كتير وعرفت أنك اغلى من أي انتقا م مش مهم أنتِ  مين ..المهم أن قلبي حبك ومش عارف اشيلك منه ..مهما حاولت افهم.نفسي ان الحب ده ممكن يكـ سرني...ايوة أنا عارف أنك ممكن تكـ.سريني بس أنا مش هكون جبان ...هخاطر وأنا هو بمد إيدي ليكي ..
مد كفه وأكمل:
-خلينا نبدأ من جديد انسى اللي عمله والدك وتنسي اللي عملته..ننسى.الانتقا م والكر ه ونبدأ مع بعض وتفضلي ملكي طول العمر ...ها قولتي ايه يا بيري ..دي آخر مرة همد إيدي او هفهم أنك عايزة الطلاق وبرضه هديكي الشيكات وحريتك مش هجبرك على حاجة ...ها  تختاري ايه؟! ...
تبتلعتف ريقها ليقول بلطف :
-طيب تحبي  تأخدي وقت عشان تفكري فيه؟!
هزت رأسها بإمتنان ..ثم ذهبت من أمامه مسرعة....
.....
فتحت بابا غرفتها واول ما فعلته هو الاتصال بشريف وقالت ؛
-شريف الشيكات بتاعتك معايا ...معايا و ...
-احر قيها بسرعة ...احر قيها بسرعة يا جواهر...يالا ..
رمت الهاتف على الطاولة وأخرجت القداحة وهي ترفع الشيكات وتضع تحتهما اللهب  !!!
........
كان يقف أمام مكتب صديقه والتوتر يتصاعد داخله ...ولكن كان لابد أن يفعلها....هو يجب أن يخبر عدي بكل الحقيقة ....
طرق بخفوت على الباب ثم ولج للداخل ...
كان عدي جالس على المكتب ووجهه متجهم...يظهر عليه البؤس وموسى لم يفهم لماذا وهذا جعله متردد قليلا أن يتكلم في صديقه في أمر زواجه من ليان ولكنه نفض كل تلك الأفكار من رأسه وقرر أن يتحلى بالشجاعة وقال:
-عدي ممكن اكلمك في موضوع مهم ؟!
نظر إليه عدي بحيرة وقال:
-اكيد اتفضل يا موسى ...
ابتلع موسى ريقه وقال:
-عدي أنا بحب ليان وعايز اتجوزها!!!
.♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-أسطى امير في واحد عايزة برا الورشة ...
قالها ذلك الصبي الذي يعمل مع أمير..
ترك أمير السيارة التي كان يعمل بها وخرج من ورشته ليرى من يريده...توقف برهة وهو يراه ...
-باشمهندس ياسين !!!
قالها بدهشة ...ابتسم ياسين بإيجاز وقال:
-أسطى امير أنا محتاجك ضروري ممكن تساعدني!

  •تابع الفصل التالي "رواية الشيطان وقع اسيرها" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent