رواية القيصر (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم نهى عادل
رواية القيصر الفصل الثاني والثلاثون 32
الفصل الثاني و الثلاثون
الحياة عندما تكشف أقنعة الناس تكشفها بقسوة .
لدرجة أنك تحتاج وقتًا طويلًا لتستوعب بشاعة الوجه الحقيقى . الذى تقاسمتٓ معه ذكرياتك بشتى أنواعها .
فالحياة مفاجأت قد تأتيك من البعيد .
و قد تأتى من أقرب الناس إليك .
فى النهاية ...
ليس هناك أناس يتغيرون بل هناك أقنعة تسقط
❈-❈-❈
عند منة و نادر
بعد رجوعهم الى الفندق تعجبت منه عندما وجدت نادر يجذب الحقيبة بعنف بل و القاء ثيابها بغضب شديد
اردفت قائلة بذهول: أنت بتعمل ايه يا نادر
نظر لها نادر بتهكم و أردف قائلا بصوت حاد: زي ما أنت شايفه بحضر الشنط علشان راجعين القاهرة
اردفت قائله بتعجب: وليه راجعين القاهرة مش المفروض ان احنا واخدين أجازه لمدة أسبوع، وبعدين حصل ايه لكل ده
نظر إليها بغضب و أردف قائلا بنبرة حاسمة: حضرتك عايزة تعرفي حصل ايه اقول لك حصل إنك متهورة إنسانه معدومة المسؤولية عقل طفله فى جسم اثني والمصيبة ان بعد كل ده بتقول لي حصل ايه لكل ده اقول كمان ولا كفاية
لتأنى مرة تشعرمنة بأنها صغيرة لهذا الحد أغمضت عيناها وتذكرت حديث مارية لها عندما كانت تقص ادق تفاصيل حياتها الى اسلام و اليوم نادر وصفها بالمتهورة معدومة المسؤولية
آفاقت على كلمة نادر قائلا: اتفضلي يلا
اجابته بنيرة ضعيفة منكسرة: حاضر
تألم قلبه لأجلها و لكنه اقسم بانه سيوضع حد لتهورها هذا
بعد الكثير من الوقت
نظرت منة بذهول عندما وجدت نادر صف سيارته أمام منزل والدتها اردفت قائلة بهدوء: احنا ايه اللي جابنا هنا يا نادر
رغم شعوره بنار في قلبه و تلك الوخيزات الا انه اردف قائلا ببرود: هتقعدي هنا عند والدتك لحد ما أعيد حساباتي من أول وجديد
لمعت الدموع بعيناها و أردفت قائلة بكل هدوء: تمام
قال هذا و ترجلت من السيارة تهرول الى داخل البناية تصعد الدرج
زفر نادر بغضب و شد خصلات شعره بعنف و ترجل هو الاخر من السيارة و اخذ الحقيبة و صعد الى الاعلى و جدها تتطرق على الباب ليجد منال تفتح قائلة: ايه المفاجأة الحلوة دي
و قبل ان تكمل حديثها وجدت منة تهرول الى غرفتها و دموعها تنهمر بغزارة على وجنتيها
تعجبت منال ونظرت الى نادر الذى اكتسى على ملامحه الحزن الشديد قائلة: فى ايه يا ابنى مالكم حصل ايه
تنهد نادر قائلا بتهرب: لما منة تهدى تبقى تحكي لك لانى مستعجل و عندي اجتماع ضروري عند اذنك
قال هذا و اتجه الى الباب و خرج مسرعا
❈-❈-❈
فى جريدة الحرية
جلست إيمان فى المقعد المقابل لمكتب صافية نظرت إليها قائله: صافي انا هبدا امتى الشغل؟!
ابتسمت لها صافيه قائلة: مستعجله على ايه، بكرة تقول لى يا رتنا
و عمتنا بأذن الله ها تبدي الشغل اول ما مستر ماجد يجي من السفر
اردفت إيمان قائلة بمكر: مستر ماجد اخو دكتور فارس صح
لمعت عيون صافيه حين ذكرت إيمان أسم فارس لتكمل حديثها قائلة: هي ايه العبارة يا صافى
ارتبكت صافية قائلة بتهرب: ولا عبارة ولا شكارة لان اللى فى دماغك ابعد ما يكون حب يا إيمان
_وليه بقا الصراحة انا لاحظت نظرات الدكتور فارس لك كلها دف و أمان واحتواء اللي اهم من الحب زي ما أنت كمان اول ما اسمه يتقال ادمك عيونك كده بتلمع لوحدها و عايزة اقول لك ان اي واحدة ست لما تنضج مش بدور على الحب قد ما بدور على رجل يشعرها بالأمان و الاطمئنان يحافظ عليها و يحتويها ويفهم عقليتها وظروفها واحتياجاتها منه وهو تحديدا الأمان والاطمئنان وخلى بالك دول العنصر المشترك في كل بنت او ست ولما تطمن مع الشخص ده تبدا تسلم له مفاتيح قلبها وتسمح له بالاقتراب منها و مع مرور الوقت تلاقيهم اندمجوا مع بعض حتى يصبحوا كل منهم تؤام لروح الاخر علشان كده الحب و الامان و الاهتمام فى غاية الأهمية لدي الأنثى
تعجبت صافية من حديث إيمان و أردفت قائلة: ايه يا بت الكلام الجامد ده طلعتي فليسوفه يا ايمى و انا ماكنتش أعرف و وطالما عندك كل المشاعر و الاحساسي ده ليه رفضتي كل الرجال اللي اتقدمت لك في المشغل
تنهدت إيمان قائلة بثقة: لان للأسف ولا واحد فيهم شفت فى عيونه نظره الأمان و الاحتواء اللى بقول لك عليها دى
_يسلام و انتى بقا شوفتها فى دكتور فارس
نطقت بها صافية وهى تتحرك لتجلس أمام إيمان
أجابتها إيمان قائلة بتأكيد: طبعا انا كل ما بكون معاكي فى المركز بشوف نظره الدف و الاحتواء فى عيون دكتور فارس و على فكرة النظرة دي لك أنت و بس
شردت صافية فى حديث إيمان وتتذكر نظرات دكتور فارس لها و لكنها اغمضت عيناها هناك فرق بينهم فرق بين الشرق و الغرب
بينما كل كلمة تفوهت بها إيمان سمعها ماجد الذى جاء ليطلب من صافية ملف وكاد ان يدلف الا انه عندما سمع اسم اخيه وقف يستمع ماذا يقولون ابتسم و رجع الى مكتبه مرة أخري. و كلمات تلك الفتاة تردد فى عقلة
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
عند مارية
كانت تتسطح على التخت شاردة الذهن تلمس بطنها بحنان شديد سمعت طرق على الباب لتجد كو ثر تدلف وتحمل صينيه به أشهى المأكولات ابتسمت قائلة: يلا يا حبيتي علشان تتغدي و تاخدي علاجك
نظرت لها مارية بحزن و أردفت قائلة بوهن: ماليش نفس يا ماما انا هاخد العلاج و أنام شوية
وضعت كوثر الصينية على الطاولة التي أمام مارية و جلست بجانبها قائلة بحب أموي حقيقي: طيب و ذنب اللي فى بطنك ايه و بعدين انا عايزة حفيدي يتغذى و يطلع حلو و قوى زي ابوه
لمعت الدموع بعين مارية قائلة بألم: أبوه هو فين أبوه يا ماما كوثر ارسلان ما صدق
رتبت كوثر على ضهرها بحنان قائلة: كله هيعدي على خير يا بنتي، بس انا عايزة اعرف أزاي الورق ده بخط ايدك و أنتى بتقول لى انك مش أنت اللي كتبتها
أجابتها مارية قائلة: انا هقول لك على اللي حصل و اللي أرسلان حتى ما رضاش يسمعني فيه فأكرة اخر مره كنت عندك و جالي اتصال من أميرة
أومأت كوثر برأسها قائلة: اه فأكرة حصل ايه
أجابتها مارية قائلة: أميرة طلبت منى حاجات من الشقة عندنا و فعلا روحت وحتى انا دخلت أوضتي و جبت منهم أورق و كتب لي وكان من ضم الأوراق دي المقال اللي مكتوب عن ارسلان زي مقدمة عن حياته و ان إنسان غامض و هكذا بس طبعا انا مكملتش المقال لأنى حبيبته و اتجوزه انا لما رجعت الفيلا و دخلت الكتب و الاوراق على المكتب لمحت المقال ده و اقعدت اضحك و كنت هقطعه بس معرفش حصل ايه ونسيت خالص اقطعه
نظرت لها كوثر بذهول قائلة: أنت عايزة تقول لى ان الورق ده كان معاكي فى الفيلا و في جناحك و ان حد اخده و زور الباقي
أومأت لها مارية برأسها قائلة: ايوا حاولت افهم أرسلان بس للأسف مارضاش يسمعني و للاسف انا اتصلت بمستر ماجد قال ان الظرف كان موجود على مكتبى و الساعي عطاه له و افتكر انى انا اللي بعته لان مستر ماجد ميعرفش ان أرسلان يكون جوزي للأسف و طبعا نشر و لان ده كان أكبر سبق صحفي للجريدة.
أردفت كوثر قائلة بغضب: كده يبقى في خائن في الفيلا بس ياتري يكون مين
اتسعت عيناها و اكانه شريط يمر بذكرتها قائلة: هاشم اكيد السبب نفس الحوار الزمن بعيد نفسه
جحظت عين مارية قائلة: مش معقول فى اب ممكن يعمل كده فى ابنه ده أكيد مريض نفسي
تنهدت كوثر قائلة: للاسف هاشم ممكن يعمل أكتر من كده
و فعلا أنا بصدفه عرفت ان هاشم بيروح لدكتور نفسي بس ليه ومين معرفش المهم يلا تعالى كلى وخدي علاجك و أكيد ربنا هيحلها من عنده
❈-❈-❈
فى مكتب هاشم
كان يضجع بظهره على مقعد مكتبه شارد الذهن يفكر فى تلك الصفقه التى سيحصل عليها بعد وقت قصير و سيصبح غول السوق
قطع حبل افكاره اقتحام فؤاد الغرفة بدخوله بهيئة غاضبه التي لا تبشر بالخير قائلا : هاشم أنت أزاي تبيع الأرض من غير ما ترجع لي أنت ناسي ان لي النصف فيها
نظر له هاشم بمكر قائلا: دخلت صفقه جديد و كنت محتاج سيولة و اول ما الصفقة تتم هرجع لك حقها و اكثر كمان
نظر له فؤاد و اردف قائلا بصوت حاد و غاضب: و ياتري صفقه ايه ده اللي 10مليون جنيه يا هاشم أوعي تكون سلاح
ضرب هاشم سطح المكتب قائلا: حاجه ما تخصكش يا فؤاد
نظر له فؤاد و أردف قائلا بتهكم:
اوعى تفتكر إني خائف منك لا أنسي أنا ممكن في اى وقت أقلب الطرابيزة
عليك بس انا عامل حساب لعضم التربة وابنك و بقول إنك ممكن تتوب رغم اني اشك و أوعي تكدب الكدبة و تصدق نفسك. للاسف. أنت مش شايف اي حاجة في الدنيا غير نفسك وبس ومش مهم اى تأنى مصلحتك و بس
نظر له هاشم بغضب و أنتصب واقفا و أقترب منه يقف أمامه قائلا: للأسف كلامك غلط أنت ماقدرتش تعمل لى حاجه و اللى ببعمل مابقولش يا فو ش ودلوقتي طريقك أخضر لأنى مش فاضي لوجع الدماغ ده
نظر له فؤاد بقله حيلة و سار متجه الى الباب ليخرج يهرول الى الأسفل.
بعد خروج فؤاد نظر الى تلك الاوراق مرة اخري و ظل يضحك بشده
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع
عند مارية
وقفت أمام شرفه الغرفة تنظر الى القمر المنير و دموعها تنهمر بغزارة على وجنتيها هى إلى الآن لم تصدق ما حدث معها ملست على بطنها بحنان تتذكر تلك النطفة التى نمت بداخلها تذكرت بعد حديث تلك الغجرية بان أرسلان سيكون المظالم و الجلاد بنفس الوقت تنهدت واخرجت هاتفها وكتبت على موقع التواصيل الاجتماعي.
أيها القمر المنير:
"كان لي حبيبٌ يملأ نفسي نورًا، وقلبي لذةً وسرورًا، وطالما كنت أناجيه ويناجيني بين سمعك وبصرك، وقد فرق الدهر بيني وبينه، فهل لك أنْ تحدثني عنه وتكشف لي عن مكان وجوده؟ فربما كان ينظر إليك نظري، ويناجيك مناجاتي، ويرجوك رجائي. و كأني أرى صورته في مرآتك، وكأني أراه يبكي من أجلي كما أبكي من أجله، فأزداد شوقًا إليه وحزنًا عليه."
كانت تكتب و دموعها تنهمر بغزارة شاردة تتذكر ذكرياتهم معا آفاقت عندما وجد ت من يرتب على ضهرها بحنان قائلة:
_لحد أمتى يا حبيتي هتفضلي كده طيب لو مش علشانك علشان اللي في بطنك
نظرت لها مارية و ارتمت داخل أحضانها تبكى بغزارة قائلة: غصب عنى و الله يا ماما كوثر، صدقينى غصب عنى
تنهدت كوثر قائله: أنا حسي بك يا بنتي يمكن أنا اكثر واحدة احس بوجعك ده لانى أنا و أختي الله يرحمها كنا زيك كده بس أنا مش هقف اتفرج كتير لحد ما أشوف أبنى بيدمر نفسه وبيدمر بيته بيده بسببه أبوه االى خربها على الكل
خرجت مارية من أحضانها قائلة بألم: حتى لو أرسلان عرف الحقيقة أنا لا يمكن ارجع له لان اللي انكسر جوايا صعب يتصلح لان اللي انكسر بينا هو الثقة يا ماما الثقة
بين اى زوجين أهم من الحب و ارسلان م ما وثقش فيا ولا فى كلامي حتى معطاش لنفسه فرصه انه يدور على الحقيقة
نظرت لها كوثر بحزن و ألم على ما وصل إليها أبنها وتلك الخلوقة مارية ابتسمت لها قائلة: مش هقول لك إن أرسلان مش غلطان بس هقول لك أنه له عذره يا بنتي من كلامك على جيهان لازم يفكر فى كدة الخيانة وحشه أوي يا بنتي و بالذات من أقرب الناس لكي
أردفت مارية قائلة: صوابعك مش زي بعضها يا ماما كوثر أرسلان كان مظلوم و جلاد فى نفس الوقت
شعرت بألم شديد أسفل بطنها لتصرخ بألم. وهى تمسك اسفل بطنها
بينما أنتفض جسد كوثر من الرعب وهى تنظر الى مارية التي تنزف بشده
❈-❈-❈
في فيلا القيصر
كان ينتفض بيدوا أنه فى كابوس مزعج تدور عينيه فى المكان يحاول أن يعرف مصدر هذا الصوت ليسمع صوتها تنادي بأسمه اتجه إلى مصدر الصوت و أنصعق حين وجدها تمسك أسفل بطنها غارقة فى دمائها رنين هاتفه المستمر هو من أخرجه من هذا الكابوس فتح عينيه بضعف جسده يتصبب عرقا غزير اعتدل بوهن و جذب هاتفه من جواره وضغط على زر الرد قائلا بصوت متعب: ايوا يا عصام فى حاجة حصلت علشان تتصل فى الوقت ده
أجابه عصام سريعة قائلا بقلق: اسف للإزعاج يا باشا بس حصلت حاجه وقولت لازم ابلغها لك بخصوص ماريه هانم
عدل من جلسته قائلا بلهفه: حصل ايه انطق يا عصام
_من حوالى ربع ساعة عربية الاسعاف جيت عند المشغل أنا قربت قولت اشوف في ايه لقيتهم منزلين فيها مارية هانم
هكذا نطق عصام بخوف شديد
أنتفض من على التخت وانتصب واقفا رغم شعورة بألم شديد فى ساقيه من اثر تلك الساق الصناعية التي لم يقوم بخلعها قبل النوم تنهد واتجه الى غرفة الثياب ارتدي ثيابه على عجل و اكمل حديثه مع عصام قائلا: ابعت لى حالا اسم المستشفى
أجابه عصام قائلا باحترام: حصل يا باشا
بعد ان أنهى أرسلان ارتداء ملابسه جذب مفتاح سيارته بعنف وخرج مسرعا ينزل الدرج
عودة الى المشفى.
بعد دلوف مارية الى غرفة الكشف اخبرتهم الطبيبة النسائية أنها كانت معرضه للإجهاض لولا مجيئها في الوقت المناسب ، كانت تشعر بألم شديد شاحبه الوجه نظرت كوثر الى الطيبة قائلة بخوف: و العمل ايه دلوقتي يا دكتوره
أردفت الطبيبة قائلة: الحمدلله هى بقت كويسة، بس محتاجة الراحة و تبعد عن اى ضغط نفسي لان ضغطها عالي أوي و طبعا محتاجة تقعد هنا فترة في المستشفى تحت الملاحظة انا كتبت لها على محاليل واكياس دم عن اذنكم أنا وها بعت ممرضه تعلق لها المحاليل
بينما أردفت منال بحزن: عيني عليك يا بنتي كل ده كان مستخبى لك فين منه لله اللي كان السبب و فرق بينك و بين جوزك
حزنت كوثر التي تعلم بان هذا الفخ لم يكن الا من هاشم عليها اخذ هذه الخطوة الآن نظرت الى منال قائلة: ست منال أنا هروح أجيب هدوم لمارية من الشقة و انتى اقعدى معاها لحد ما تيجى أميرة
نطقت منال قائلة: طيب خليكِ أنت و انا اروح اجيب لها
أجابت كوثر قائلة بتهرب: لا ما أنا كمان عايزة أغير هدوامي
أومأت لها منال برأسها
وبالفعل دلفت ممرضه و قامت بتركيب لمارية المحاليل و الدم التى ساعدتها على النوم وخرجت نظرت إليها منال قائله: عينى عليكي يا حبيتي
بعد قليل صدح رنين هاتف منال لتنظر الى الشاشه وجدتها منه قامت بالرد لتسمع صوت منه قائله: فينك يا ماما اتاخرت ليه كده
قصت لها منال ما حدث مع مارية لتقوم منه بانهاء المكالمة لتذهب إليها مسرعة.
بعد قليل دلفت ممرضه الى الداخل وطلبت من منال الخروج معها لمقابلة الطبيبة المسؤولية عن حالة مارية
وبعد خروجها
خطى أرسلان الى الداخل و بات ينظر الى تلك النائمة بقلب مرتعب أنتفض قلبه عندما راي وجهها الشاحب يبدو عليها الإرهاق والتألم اقترب منها وقف يتطلع إليها بقلب ممزق لأجلها و شعور بالذنب يجتاح كيانه و ضميره هل هى بالفعل مظلومة هل وهو جلادها أغمض عيناه و اخذ نفسا طولا و رفع كف يديها و قبلها بحنان شديد أردف قائلا بندم: غصب عنى كل الأدلة كانت ضدك يا مارية، الخيانة شئ صعب و أنا قولت لك قبل كده إنى تعافت بك أنتِ فى مقاولة بتقول أن فاقد الشئ لا يعطيه بعكس أنا منحت غيري كل ما تمنيت أن أحظي به وعطيتهم الحب بلا مقابل و أنا القلب كان مليء بالندوب أنا منحت الدفء بلا حدود وأنا ارتعش من البرد، زرعت الطمأنينة في نفوسهم و أنا في قمة إحساسي بالخوف ،
كنت أرصِف لهم دروب المحبة و الود وأنا التائه أبحث عن الطريق ..
في كل مرة كنت ابذل شيئاً جميلا من نفسي لأحد، كأني بقول لها ستعود لك كل الأشياء الجميلة التي منحتها للآخرين .. كنت و كأني اعتذر لها عن بشاعة هذا العالم .. كنت و كأني اقدم لها اعتذارًا عن كل السوء الذي صادفته ..
فاقد الشيء يفرغ قلبه بالكامل علي طاولة الحياه،
و يمنح فوق طاقته لأنه أدري الناس بمرارة فقد هذا الشعـور و ده اللي حصل معايا لما قابلتك يا مارية رجعتي لى الحياة بعد ما فقدت الشعور بان روحي لسه موجوده و للأسف تم خادعي لتأنى مرة بعد معالجتي كل الندوب اللي كانت في قلبي و قولت إنك عوض ربنا لي على اللي عملته مع غيري .
كان يتحدث معها و دموعها تنهمر فوق و جنتيه
أما مارية عندما شعرت بوجوده و تغلغل رائحته التي تحفظها الى انفها فاستشعرت وجوده بجانبها بدأت تحرك أهدابها تحاول ان تفتح عيناها نظر إليها أرسلان و قبل وجنتيها وخرج مسرعا حتى لا تراه بينما دلفت كوثر الى الداخل عندما لمحت أرسلان وقفت بعيدة و سمعت كل كلمة نطق بها فهى عادت مرة اخري لكى تأخذ هاتف مارية التي كانت بحوزتها
وجدت مارية تفتح عينيها بضعف تتدور عيناها فى المكان قائلة: هو فين، راح فين كان لسه موجود
__هو مين يا حبيتي
قالتها منال التي دخلت تزفر بغضب من تلك الممرضة.
أردفت مارية بوهن: أرسلان كان هنا أنا حسيت به
تعجبت منال قائلا: و أرسلان هيجي هنا أزاي يا بنتي بس استهدي بالله و حاولى تنامى شوية
بينما أردفت مارية بثقة: أنامتاكدة إن أرسلان كان و كان بتكلم معايا كمان
اقتربت منها كوثر قائله: أهدي يا بنتى اهدي و نامي شوية علشان خاطري
كانت تريد اخبارها بانه كان متواجد و لكنها لم تريد زياده ألمها وتخبرها انه كان متواجد و لم يتحدث معها.
•تابع الفصل التالي "رواية القيصر" اضغط على اسم الرواية