رواية الاميرة ذات الذيول التسعة كاملة بقلم اسماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية الاميرة ذات الذيول التسعة الفصل الثالث 3
– ايها الغبي ألم تعلم بأن تلك الشجره سامه…!
نظر أنس خلفه حتى يعلم من يحدثه، ليرى فتاه بيضاء بأعين رمادية، وشعر أسود به الكثير من الخصلات الرماديه جعلت الخصلات السوداء لم تظهر بشكل واضح، و ترتدي ملابس غريبه بعض الشيء فهى تشبه ملابس الاميرات و السلطانات تشبه ملابسها إلى حد كبير من ملابس السلطانه هيام، فهى كانت ترتدي فستان زهري طويل فاتح اللون واكمامه طويله لكن به فاتحه حتى الكوع، وعلى رأسها تاج صغير سماوي على شكل فراشة وبه فصوص زرقاء، ونعال يشبه (الهيلز) ولكنه يلامس الأرض ليس بكعب، وعلى رقبتها طوق سماوي يتكون من لؤلؤه صغيره بعض الشيء.
نظرت الفتاه إليه لتتحدث بغضب قائله:
– ايها الغبي ألم تسمعني، لماذا لم تجب عليٌ…؟
نظر لها أنس ولم يستطيع أن يجيب عليه من تلك الصدمه التي أمامه، ما هذا الشيء الغريب الذي يراه، اهى بالفعل امرأه ام شيطانه، ولكن هل يوجد شيطان بذلك الجمال، أخرج تلك الأفكار من رأسه ليحدث نفسه قائلاً:
– ايه اللي أنا بفكر فيه ده.
نظرت الفتاه إليه من أعلى إلى أسفل لتهتف بشك ونظرات مريبه بعض الشيء قائله:
– هل انت بشري؟!
نظر لها أنس باستغراب قائلاً:
– بشري.. هو انتي مش من البشر ولا اي.
نظرت له الفتاه من أعلى إلى أسفل، بتلك الملابس المريبه، لتهتف وهى تقوم بإمائة رأسها إيجابيا بابتسامه وتقفز من شدة الفرحه قائله:
– انت بشري بالفعل.. استطيع استنشاق رائحتك.
ثم نظرت إليه لتهتف وهي عاقده حاجبيها باستغراب قائلة:
– لكن كيف جئت إلى عالمنا، ولماذا رائحتك مألوفة لي…!
نظر لها أنس وعلى وجه الكثير من علامات الاستفهام
وكان على وشك أن يجيب عليها حتى سمع صوت فتاه أخرى تهتف قائله:
– ألين.. أين أنتِ..؟
نظرت ألين إلى أنس الواقف أمامها ثم أخذته من يده لتركض به خلف أحد الأشجار حتى لا تجدها تلك الفتاه، ليهتف أنس لها قائلاً:
– أنتِ يا حاجه، راحه بيا على فين.
هتفت ألين بغضب قائله:
– اصمت ايها الغبي، إذا علم أحد بأنك هنا سينتهي بك الأمر مثلما حدث مع من قبلك.
هتف أنس بصوت عالي قليلاً قائلاً:
– هو اي اللي حصل يعني مع اللي قبلي وبعدين انتي مين ولابسه كده ليه.
نظرت له ألين من أعلى إلى أسفل لتهتف بفخر قائله:
– أصبحوا وجبه خفيفة لنا.
اومئ أنس رأسه إيجابيا ثم استوعب ما تحدثت به الآن ليهتف قائلاً بصوت عالي وهو يبتعد عنها:
– نعم يا اختي، هو اي ده اللي وجبه خفيفه…!
هتفت ألين بغضب وحذر وهي تجذبه نحوها قائله:
– اصمت، وإلا ستصبح وجبه جيده للملك.
هتف أنس بخوف قائلا:
– وجبة، هو انتو بتوع لحوم البشر.
رمقته ألين من أعلى إلى أسفل، بينما سمعت تلك الفتاه التى تدعى لارا صوت أنس لتركض نحوه مسرعه، حيث تمتلك الثعالب حواس حادة تمكنها من الرؤية بشكل جيد في الإضاءة الخافتة، كما تمكنها من سماع أخفت الترددات الصوتية وتعقب الروائح بسهولة بالغة، و تستطيع الثعالب الركض بسرعة تزيد عن 48 كم/ساعة بسبب طول أقدامها، علمت ألين بوصول لارا لتهتف موجه حديثها الي أنس قائله:
– استقبل الان ايها الغبي.
جاءت لارا إليهم لتقف ألين متوتره بينما يقف أنس دون خوف، لتنظر لارا إلى أنس من أعلى إلى أسفل، التي ترتدي ملابس ما تقارب التي ترتديه ألين باختلاف التاج كان على شكل زهرة الاوركيد مع فستان أرجواني وذلك الشعر البني الفاتح لتهتف قائلة:
– ألين… من هذا…؟!
نظرت لها ألين بخوف فهي لا تريد أن يقتل بشري اخر، لتقترب لارا من أنس لتستنشق رائحته بينما ابتعد أنس بخوف وسط توتر ألين التي تنظر إلى اختها، سرعان ما ابتعدت لارا عن أنس وهي تنظر إليه بنظرات افتراس حتى تحولت إلى هيئتها الحقيقه التي هي ثعلب بني اللون بأعين بنيه وتحاول التهام أنس، بينما تحاول ألين أن تُهدأ من روع اختها، لتتحول هي الأخرى إلى ثعلب أسود يتخلله اللون الأبيض و الرمادي كمثل شعرها تماما، تمتلك الثعالب جمجمة مسطحة، و آذاناً مثلّثة، وذيلا طويلاً و كثيفاً…
دار شجار شديد بين الاختين لتقوم لارا (الثعلب البني) بركل اختها بقوه حتى لصقت بالشجرة لتقع اختها ألين (الثعلب الرمادي) أرضا من قوة الركله، على الرغم من أن ألين هي الابنه الكبرى للملك الا انها الأضعف بين إخوتها، كانت لارا تذهب نحو أنس بخطوات ثابته و تنهج بينما هو يقف متسمراً من تلك الأحداث الأخيرة، حتى أطلقت لارا عوائها الاخير قبل أن تنقض عليه، ولكن جاء ثعلب اخر احمر اللون لينقض على لارا، لتقع لارا أرضا كحال اختها، ثم تحول الجميع مرة أخرى على الهيئه البشريه، لتقوم لارا بالنظر إلى ذلك الثعلب الذي دفعها بعيدا، لتنصدم مما رأت هي واختها، حتى ركعوا الاثنان هاتفين في آن واحد:
– تحيتي يا جلالة الملك.
كان ذلك الملك يملك قوه سمعيه شديده فسمع ذلك الشجار بين الاختين، حتى ذهب مسرعا إليهم ومعه بعض من الخدم الذي هم ثعالب أيضا، ليهتف الملك وهو يضع يده الاثنان خلفه ويقف بثبات قائلاً بشده:
– احتفظوا به داخل السجن.
أجاب الجميع بتحية وهم يأخذوا أنس قائلين:
– حسنا.
ذهب الجميع ولم يبقى سوا الملك وأولاده، ليهتف الملك بهدوء مريب وهو يذهب قبل أن يتحول الى الثعلب الأحمر مرة أخري قائلاً:
– اتبعوني…
تحول الاختين أيضا، ثم ذهبوا خلفه في خوف شديد لما سيحدث….
***
ذهب الملك إلى قصره الذي كان يعمه الهدوء المُريب، ليجلس على كرسي العرش الخاص بيه في غرفة الاجتماعات التي يقابل بها الوزراء والنواب عنه في المناطق الأخري، وهو في هيئته البشريه، فهو يمتلك الشعر الأحمر الطويل، فجميع الرجال يمتلكون الشعر الطويل نظرا لتحولهم إلى هيئتهم الحقيقه، و البشره البيضاء ولكن بها تجاعيد التي تدل على كبر سنه، ويرتدي ثوب طويل ذهبي اللون به بعض النقوش الرماديه، ويزين رأسه بذلك التاج الذهبي الضخم الخاص بالملك، بينما يركعوا الاختين وهما ينظرون أرضا، منتظرين ما يهتف به الملك، لينظر الملك إلى لارا ليهتف قائلاً في هدوء:
– لماذا حدث ذلك الشجار..؟
أجابت لارا بثقه وثبات ثم نظرت إليه قائله:
– جلالة الملك، لقد كانت تريد أن تحمي ذلك البشري، وقوانين المنطقه الشرقيه تنص على عدم تعاطف مع اي بشر، فكيف يا جلالة الملك نخلف بتلك القواعد وانت ملك العوالم الأربعة.
نظر الملك إليها ثم إلى ألين ليهتف قائلاً:
– تحدثي…
هتفت ألين بخوف وهي تنظر أرضا قائله:
– جلالة الملك، أنا لم احمي ذلك البشري، ولكنها كانت تريد أن تلتهمه دون الرجوع اليك فيما تفعله، كنت فقط احاول أن اجعلها هادئه حتى لا ترتكب اي خطأ.
تحدثت لارا بغضب:
– انتي تكذبين.
هتفت ألين هي الأخرى بغضب:
– لا لم افعل.
أجابت لارا قائله:
– إذن لماذا كنتِ تختبئي خلف الشجره ومعك ذلك البشري الوضيع.
نظرت ألين إليها ولم تتحدث ثم نظر الاثنان إلى الملك، تحدث وهو يحك ذقنه قائلاً:
– يا حراس…
جاء إليه بعض من حارس القصر ليهتف الملك بحده قائلا:
– خذوا الاميره ألين لتعاقب بالجلد عشرون مره.
جاءت الابنة الصغرى للملك التي جاءت من خلف الحراس عندما علمت بذلك الشجار بين الاختين، لتركع إلى الملك وهي تهتف قائله بقلق شديد:
– جلالة الملك، أرجوك أن تعفوا عن الأخت الكبرى.
تحدثت ألين باندفاع لتحمي اختها التي تدعى لورا قائله قبل أن يغضب الملك، فمن يعارض قرار الملك ستكون عقوبته وخيمه:
– لورا، لا اريد شفقه منك.
ثم نظرت إلى الملك لتهتف بحزن قائله:
– جلالتك، انا جاهزه لتحمل العقاب.
نظرت لها لورا ببكاء لتهتف قائلة:
– لن تتحملي، ستموتين وينكسر عظامك.
نظرت لها ألين بابتسامه متصنعه قائلة:
– سأتحمل.
أشار الملك إلى الحراس لأخذ ألين إلى غرفة العقاب التي داخل السجن، يسيروا الحراس ومعهم ألين في ذلك الممر الطويل ثم صعدوا إلى ذلك السلم الخشبي، ليفتح لهم حارس السجن البوابه وهو ينظر إلى ألين بحزن، فهذه ليست المره الاولى التي جاءت بها لتأخذ العقاب القاسي، ثم دلفت إلى غرفة العقاب التي كانت على اليمين، لتجلس على باطنها على تلك الطاوله الخشبيه، ثم بدأ الحارس في جلدها بتلك العصا الغليظة، حتى قام بضرب اول مره لتمسك تلك الطاوله بقوه، ثم قام بالضرب مره تلو الأخرى وهي تكتم صراخها حتى سقطت تلك الدمعه من شدة الالم قبل أن تفقد وعيها.
بينما على الجانب الآخر من السجن، كان أنس يجلس على تلك الطاوله شارد الذهن فيما حدث، وما تلك الثعالب الذي رآها منذ قليل، ولم يفق من شروده سوا على صوت ضربات العصا التى كانت تأتي على ظهر ألين، حتى ابتلع لعابه بخوف شديد، خاصة أنه في الغرفه المجاوره لألين.
***
في غرفة الاجتماعات الخاصه بالملك، أمر بالجميع الذهاب ليتركوه بمفرده، بينما كان شارد الذهن حتى جاء إليه الحارس الذي أخذ ألين قائلاً:
– ايها الملك، فقدت سمو الأميرة الوعي، ماذا نفعل بها.
تحدث الملك بحزن وهو يخرج من تلك القاعه ويذهب إلى غرفته قائلاً:
– اجعل أحد يساعدها في الذهاب إلى غرفتها.
اومئ الحارس رأسه إيجابيا وهو يركع قبل أن يذهب الملك، ليذهب هو الآخر حتى يخبر الخدم الخاص ب ألين بإعادتها إلى غرفتها.
حل الليل واكتمل الذي يحمل معه نسمات الهواء الدافئه وكانت تلك المنطقة الشرقيه جميعها مضاءة التي عرفت بأبراجها المشتعله بها الف او اكثر من الشعله الزيتيه التي تنير المدينه الشرقيه بأكملها وتعطى مظهر جذاب لتلك الأشجار الكثيفه، فتعد المنطقه الشرقيه هي الأكثر دفئا من العوالم الثلاثه الأخري، وأكثرهم جمالاً وجاذبية، داخل غرفة الملك التي بها الكثير من الاثاث الفخم والديكور المميز يجلس على فراشه متسطح وبجانبه الطعام، الذي لم يذق منه اي شيء منذ الصباح الباكر، لتدلف إليه الابنة الصغرى لورا وهو تقوم بتحية الملك قائله:
– تحيتي يا جلالة الملك.
اعتدل الملك في جلسته، ليقوم بالاشاره لها أن تأتي وتجلس بجانبه لتفعل هي ذلك حتى هتفت قائله حينما وجدت الطعام كما هو:
– أبي، لماذا لم تأكل.
أجاب الملك قائلاً:
– ليس لدي شهيه.
ابتسمت لورا التي تتميز بالشعر البرتقالي الفاتح والعيون العسليه الفاتحه بدرجه كبيره وترتدي مثل إخوتها لارا وألين، وتزين رأسها بتاج صغير فضي اللون يمتلك بعض فصوص الكريستال، لتهتف قائلة:
– إنها ليست المره الأولي التي تعاقب بها ألين، لماذا لم تأكل حينما تعاقبها، في كل مره ارى ذلك.
نظر لها الملك دون أن يتحدث، ثم قام متجه نحو الخزانه الخاصه به حتى أخرج علبة دواء صغيره ليعطيها إلى لورا قائلاً:
– ضعي هذا على ظهر اختك.
أخذته منه لورا لتهتف بغضب قائلة:
– لماذا دائما بعد معاقبتها تفعل ذلك ولا تريد مسامحتها.
نظر لها الملك بقوه حتى هتفت لورا وهي تكتم غضبها قبل أن تخرج قائله:
– اعتذر يا جلالة الملك، سأذهب الان، ألين في حاجه ماسه الى هذا الدواء.
***
ذهبت لورا إلى غرفة اختها فكانت تسير على ممر طويل بعد خروجها من غرفة الملك، ثم اتجهت شمالاً لتخرج إلى الفناء الخلفي وسط تلك الشعلات المضائه التي جعلت الهواء رطبا والسماء الصافيه وتلك الأشجار التي تتساقط منها بعض أوراقها، لتصل أمام الغرفه لتطرق بابها قائله:
– ألين..
جاء من خلفها طائر صغير فضي اللون ليتحول إلى شاب يمتلك الشعر الفضي الطويل والعيون الزرقاء، والبشره البيضاء، وثوب طويل فضي اللون بأكمام طويله، ويخرج من رأسه الريش الفضي، يتحدث إلى لورا قائلاً:
– مرحبا سمو الاميره، سيدتي ألين قالت إنها لا تريد رؤية أحد.
تحدثت لورا قائله:
– بارق من فضلك اريد ان اعطي لها هذا الدواء.
تحدث بارق قائلاً:
– اعتذر ايتها الاميره، لكن انا لست سوا حيوانها الروحي، ليس بوسعي فعل شيء.
كانت ألين تستمع إلى حديثهم لتتحدث من الداخل قائله:
– بارق.. اجعلها تدخل.
فسح بارق لها الطريق لتفتح الباب ثم اغلق بارق خلفها، لتنظر لورا إلى اختها، لتجدها تجلس على فراشها مستلقية على باطنها وذلك الفستان الخاص بها ممزق من شدة الضرب و ملطخ بالدماء، لتسقط بعض الدموع من اختها لتهتف قائلة:
– هل انتي بخير .
اومئت ألين رأسها إيجابيا لتجلس لورا على طرف الفراش ثم قامت بخلع ملابس اختها لتبدأ بوضع ذلك الدهان الذي أعطاها لها الملك، بينما هتفت ألين بألم قائلاً:
– اه، على رسلك، أوجعتيني.
هتفت لورا بتوتر قائله:
– حسنا حسنا، اعتذر.
ساد الصمت قليلاً، لتوقف لورا ما تفعله حتى هتفت قائله:
– ألين… هل تضايقتي من لارا.
هتفت ألين بابتسامه قائلة:
– لا، لا تقلقي فهي ستظل اختى الصغري وسأظل احبها.
ابتسمت لها لورا لتكمل ما بدأت.
على الجانب الآخر كان يجلس أنس أرضا بتلك الهيئه الغير مرتبه وتلك الملابس المتسخه و الممزقه ويضع يده اليمنى على رأسه لم يأكل اي شيء منذ الصباح ليشعر ببعض الإرهاق، حتى جاء إليه بارق ومعه بعض الطعام ليذهب خلسه دون أن يراه الحراس ووضعهم إلى أنس حتى هتف بغضب قائلاً:
– إذا لم تكن سيدتي طلبت مني ذلك فكنت قتلتك الآن.
تركه بارق بعد أن وضع الطعام، ليحدث أنس نفسه قائلاً بعدما غادر:
– أهبل ده ولا ايه.
ثم نظر إلى الطعام الذي أمامه ليتحدث قائلاً:
– فراخ ورز و بسله… هو من امتى الذئاب والثعالب بياكلوا رز وبسله.
***
– سيدتي الم تذهبي لزيارة ألين.
هتفت بها اسيل وهي الخادمه المخلصه للاميره لارا، لتهتف لارا قائله:
– لا، فهى من تحدتني وارادت حماية ذلك البشري في المقام الأول.
اومئت اسيل رأسها إيجابيا لتهتف قائلة:
– غدا سيصل ولي العهد للمنطقه الغربيه لمقابلة الملك، وانتي تعلمي بأن المنطقه الغربيه لا تقل أهميتها عن المنطقة الشمالية.
تحدثت لارا بفخر قائله:
– أعلم ذلك، ولكن أنا لا أريد سوا ان اكون ولية عهد العوالم الاربعه…
يتبع……
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الاميرة ذات الذيول التسعة ) اسم الرواية