Ads by Google X

رواية الاميرة ذات الذيول التسعة الفصل السابع 7 - بقلم اسماء محمد

الصفحة الرئيسية

  رواية  الاميرة ذات الذيول التسعة كاملة بقلم اسماء محمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية  الاميرة ذات الذيول التسعة الفصل السابع 7

جاء الصباح بنسمات الهواء الدافئه والمريحة؛ في الفناء الخلفي تجلس ألين في غرفتها ومعها بارق لتهتف ألين بملل قائله:

– إلى متى سأظل هكذا، أشعر بالملل كثيرا.

تحدث بارق وهو يأكل ذلك البسكوت الخاص به قائلاً:

– إلى أن يأتي الملك إليك، أو تذهبي إليه انتي.

اثناء ذلك الحديث جاء إليهم أنس الذي دلف بعد أن طرق الباب ليهتف أنس وهو ياخذ البسكوت الخاص ببارق وسط دهشه بارق قائلاً:

– أشعر بالملل هنا كثيرا، أليس لديكم شيء للترفيه.

هتف بارق بغضب قائلاً:

– من جعلك تأخذ البسكوت الخاص بي.

تذوقه أنس ليهتف بابتسامه محاولا استفزاز بارق قائلاً:

– طعمه لذيذ، هل لديك واحد أخر..؟!

كان بارق على وشك الحديث حتى استوقفته ألين قائله:

– يكفي بارق، ساشتري لك واحد أخر.

ثم وجهت حديثها إلى أنس وهي تعطيه دواء خاص بتلك الجروح التي على وجه قائله:

– خذ هذا أنه فعال ويزيل تلك الجروح عند استخدامه.

أخذه أنس ليقاطع حديثهم دخول حارس الملك الشخصي ليهتف قائلاً:

– سمو الاميره ألين، جلالة الملك يريدك انتي وهذا البشري في القاعه.

اومئت ألين رأسها إيجابيا، بينما ذهب الحارس الشخصي لتنظر ألين إليهم قائلة:

– ماذا يريد الملك منا..؟!

– لا اعلم سنذهب ونرى..

هتف بها أنس قبل أن يذهب ومعه ألين إلى القاعه.

***

يجلس الملك مُتكئ على كرسي العرش ويجلس حوله الاميره لورا والاميره لارا والامير مارد ينتظروا مجئ ألين وانس إليهم.

دلف كلا من ألين وانس الى الغرفه وهم يؤدون التحيه للملك، حتى سمح لهم بالجلوس ليعتدل الملك في جلسته وهو يتحدث قائلاً:

– كيف حالك يا ألين… هل تشعرين بتحسن..؟!

اومئت ألين رأسها إيجابيا قائله:

– نعم يا ابي، أنا بخير.

اومئ الملك رأسه إيجابيا ليهتف مرة أخرى قائلا:

– بالتأكيد الجميع قلق، ويتساءل لماذا جمعتكم اليوم..؟!

صمت قليلا حتى تحدث مرة أخري قائلاً:

– قريبا سأعلن من يكون ولي العهد في المستقبل.

دق قلب لارا من الفرحه، ولكن تلاشت تلك الابتسامة حينما تحدث الملك مرة أخري قائلاً:

– ولكن قبل هذا، عليكم الذهاب للبحث عن الأدوات السحريه الأربعة، ومن يجمع أكثر هو سيكون ولي العهد.

تحدثت لورا قائله:

– ابي، ما هي تلك الأدوات التي تريدنا أن نبحث عنها..؟!

– مراه الوهم ذي التسعه طبقات، لؤلؤة الافعى البيضاء، سيف التنين الأزرق، الخشخاش الثلجي، تلك الأدوات هي ثروات رائعه وستجلب الحظ للمنطقه الشرقية، بالاضافه الى الأدوات التي معنا.

هتفت ألين باستغراب قائله:

– ابي، ما هذه الأدوات الغريبه، ولماذا علينا جمعها..؟!

هتف الملك قائلاً:

– من يريد أن يحكم العوالم الاربعه عليه العثور على تلك الأدوات السحريه.

تحدثت لارا بابتسامه قائلة:

– حسنا يا ابي، لكن نحن الثلاثه من ستختار بينهم أن يكون ولي العهد، ما فائدة هذا البشري، وامير المنطقه الغربيه، واين سنجد تلك الأدوات السحريه..؟!

تنهد الملك قائلاً:

– ستبحثوا عنهم معا في المناطق الأربعة، وايضا لدي سببي الخاص في جعل البشري أنس في تلك المهمه، لكن الأمير مارد هو ولي عهد المنطقة الغربية و…

صمت لثوان حتى هتف قائلا:

– سيكون صهري قريبا.

نظر الجميع الى بعضهم البعض ليتحدث الملك مرة أخرى قائلاً:

– لديكم ثلاثة أشهر من الآن، وعليكي يا ألين أن تعلمي البشري أنس جميع فنون القتال والتعاويذ، قبل نهاية الثلاثة أشهر.

اومئت ألين رأسها إيجابيا قائله:

– حسنا يا ابي، لا تقلق.

هتف الملك وهو يلوح يده قائلاً:

– لقد انتهيت من يريد أن يخرج فيذهب.

قام الجميع وهما يحيون الملك، حتى خرجوا من تلك القاعه.

– سنحظى برحله سعيده معا.

هتف بها مارد وهو يهوي بمروحته، لتنظر له لارا ثم إلى ألين بابتسامه، قبل أن تذهب لغرفتها قائله:

– نعم، ستكون ممتعه للغايه.

تحدث الامير مستغربا قائلا:

– ماذا بها الاميره لارا..؟!

تحدثت ألين بابتسامه قائلة:

– لا عليك، أنها هكذا، دائما تفسد اللحظات السعيده.

تحدث مارد قائلا:

– هل تريدين مساعده لتدريب هذا البشري.

نظرت ألين إلى أنس الذي يقف ينظر إلى مارد مقرفا لتهتف قائلة:

– لا، أنا استطيع فعلها بمفردي، لكن يجيب عليك تدريب لورا كثيرا، فهي ضعيفه أيضا.

تحدث مارد وهو ينظر إلى لورا بابتسامه قائلة:

– لا تقلقي سأفعل ذلك، ساجعلها مثل النمور.

ضحكت ألين قبل أن تذهب هي وانس قائله:

– تدريب ممتع يا أمير.

ذهبت ألين وانس، بينما وقفت لورا تهتف بغضب قائله:

– من قال لك انني اريد ان اتدرب معك، على الرغم من أنك ولي العهد، لكن لا تنسى القاعده وهي عدم ملامسة النساء هنا.

تحدث الامير مارد وهو يتقرب نحوها بينما هي تبتعد قائلاً:

– انتي قلتي الان أنني ولي العهد للمنطقه الغربيه، هذا يعني أن لدي جميع الصلاحيات الممنوعه.

هتفت لورا بغضب قبل أن تذهب قائله:

– وضيع..

ابتسم مارد وهو يهوي قائلاً:

– أنها تغضب كثيرا، سيكون من الصعب عليّ ترويضها.

***

(داخل غرفة الملك بشار)

– جلالة الملك، اعذرني على تدخلي، ولكن ألستُ قلق على الاميرات…؟؟

هتف بها الحارس الشخصي للملك، ليتحدث الملك وهو يجلس على الفراش قائلاً:

– لا لهذا السبب جعلت الامير مارد معهم، غير ذلك لقد بحثت كثيراً عن الأساطير والقصص قديما، لتزاوج متحولين بأحد البشر، وعلمت أنه إذا كان حقا شيء خطير علينا لم يظهر إلا عندما يتعرض لشيء صادم، وخاصة مع التدريب الذي سيتعلمه من ألين، إذا كان لديه قوه مختومه لانه بشري ستظهر وهما يجمعوا الأدوات السحريه.

هتف الحارس قائلاً:

– لكن يا جلالة الملك، كيف تأكدت أنه هجين، وابن الأمير فايز.

أخرج الملك طوق اللؤلؤة الخاصه بأنس، ليهتف قائلاً:

– أخبرني اخي ذات مره بأن هذا الطوق سيعطيه لابنه مستقبلا، ورايته مع تلك البشريه من قبل، لكن لا اعلم كيف ومتي تزوجها، بالتأكيد سأعلم قريباً.

(داخل غرفة الاميره لارا)

تجلس لارا أرضا على الاركيه، تحتسي كوبا من الشاي، وتقف أمامها اسيل قائله:

– سيدتي، ماذا ستفعلي حتى يأتي الموعد المحدد..؟

تحدثت لارا وهي ترتشف القليل من الشاي قائله:

– سأذهب في عزله خلال الثلاثه اشهر، حتى أتمكن من التدرب بجد.

تحدثت اسيل بحذر شديد قائلة:

– وماذا عن الاميره ألين…؟!

ابتسمت لارا لتهتف قائلة:

– أخبرتك بأن تلك الرحله ستكون ممتعه.

ثم ارتشفت من الكوب حتى ابتسمت لها اسيل أيضاً.

***

لا أحد يستطيع أن يحدد نقطة البدء، أهي من عند الليل أم من عند النهار؟ ولكن ليَكُن الليلُ بدايةً حين نريدُ الحديث عن النهايات السعيدة، يأتي الليل الحزين، يوزّع تذاكِر الدّمع على الذين فقدوا أحبّتهم في لحظةِ كرب، أو أضناهم العيش بظروفٍ لاذعة، فيسمحُ لهم بالدخول إلى عالمه الطويل، يبثّون له شجونهم، يتألمون ويسردون له كل ما حدث ذات فقدٍ، فيتألّم معهم، ويدثّر حُزنهم بسواده، ويلبِسُهم عباءةَ المناجاةِ، ويقدّم لهم نصيحة رجاء السماء، ويرجو الشمس ألا تطيل الغياب، كان شارد الذهن، جالس على هذا الجسر الخاص بالفناء الخلفي، وخلفه الكثير من الاشجار، يتطلع إلى السماء المليئه بالنجوم، تأتي ذكرياته مع جده حتى تنهد في حزن شديد ليحدث نفسه دون أن يصدر اي صوت قائلاً:

– وحشتني اوي يا جدي، أنا لحد دلوقتي معرفش اي سبب وجودي هنا، واي علاقة بابا وماما بالمكان الغريب، ليه حياتي بقت صعبه كده، أرجوك يا جدي لو سامعني ساعدني، ساعدني علشان اقدر ارجع عالمي وشغلي وكليتي تاني، عايز ارجع اعيش حياتي زي ما كانت.

تنهد أنس ثم أخرج من جيب البالطو ذلك اليشم الابيض، لينظر إليه حتى فحصه بدقه، فهو يأخذ شكل دائري، ابيض اللون، به بعض الزخارف المحفورة باللون الاسود، ثم عاود النظر إلى السماء مرة أخري، حتى قاطع افكاره مجيء ألين إليه لتهتف قائلة:

– ماذا بك ايها الغبي، لماذا تجلس هنا بمفردك…؟!

تنهد أنس حتى هتف بضجر قائلاً:

– لاشيء شعرت بالملل، غير ذلك أنا أحب أن اري القمر والنجوم، ونسمات الهواء الدافئه.

ابتسمت له ألين لتهتف قائله قبل أن تجلس بجانبه:

-القمر والنجوم لا شيء مقارنه بك انت اجمل منهم.

نظر لها أنس ليهتف بابتسامه قائلاً:

– هل تغازلي اي احد هكذا دائماً…؟!

– بالطبع لا، ولكن انت مختلف عنهم كثيرا، أخبرني عن العالم البشري لديكم، هل مثل هنا او هناك افضل.

صمت أنس لثوان ليهتف بعد تفكير لثواني قائلاً:

– إذا جئت للحق فهنا افضل بكثير، والجو هنا رائع، لكن في عالمي به الكثير من الأشياء التي تقطع هذا الملل، أخبريني لماذا جميع الرجال هنا لديه ذلك الشعر الطويل مثل النساء..؟!

– أخبرتك بأننا ثعالب متحوله، ولدينا ذيول كثيفه وكثيره، نستطيع تغير لون الفراء الخاص بنا، و نتكيف مع تقلبات الطقس، وهذا الفراء يتحول الى الشعر الطويل كما ترى حينما نتحول إلى بشر.

اومئ أنس رأسه إيجابيا ليهتف مرة أخرى قائلاً:

– على الرغم من أنني ارتدي مثلكم، لكن امتلك الشعر القصير.

ابتسمت ألين لتهتف وهي تنظر إلى عينينه قائله:

– وهذا اجمل شيء بك.

حينما سمع أنس ذلك، نظر هو آخر إلى عينها، ليشعر برعشات خفيفه تسلل إلى قلبه، ظلوا هكذا عدة دقائق، ليقف أنس وهو يحمحم ويزيح نظره عن ألين، ثم نظر إلى السماء قائلاً:

– كدت انسى، لماذا جئتي الى هنا، في مثل هذا الوقت.

تحدثت ألين بابتسامه وهي تخرج من جيبها علبه صغيره لونها اسود، مصنوعه من الخشب، ثم أعطتها لانس ليهتف أنس وهو ياخذها قائلاً:

– ما هذا…؟!

تحدثت ألين بينما كان أنس يفتح تلك العلبه قائلة:

– غدا سنبدأ تدريب، وهذه الفراشه الثلجيه، هي فراشه سحريه، تستطيع أن تتحول الى بشر أيضا مثل بارق تماماً فقط مع التغذيه الروحيه، ستكون من اليوم حيوانك الروحي.

نظر أنس إلى تلك الفراشه التي ترفرف باجنحتها الثلجيه، فهي تشبه الثلج كثيرا، لونها يشبه لون السماء الصافيه، نظر لها أنس بابتسامه قائلاً:

– وكيف ستتغذى..؟!

هتفت ألين قائله:

– عن طريق القوه الروحيه، سأعلمك غدا كيف تفعلها.

اومئ أنس رأسه إيجابيا لتهتف ألين وهي تنهض قائله:

– سأذهب إلى النوم، هل تريد شيئا..؟!

– لا، شكرا لكي.

ابتسمت له ألين ثم ذهبت إلى غرفتها، بينما كانت تقف اسيل متابعه ذلك الحوار عن بعد دون أن يراها احد،ثم ذهبت اى غرفة الاميره لارا مسرعه، خاصة بعد ذهاب ألين…!


يتبع……

google-playkhamsatmostaqltradent