رواية القلب ملك لمن يستحقه كاملة بقلم سارة علي عبر مدونة دليل الروايات
رواية القلب ملك لمن يستحقه الفصل السابع 7
غادر يوسف منزل مريم متجها الى منزله مقررا الراحة لبضعة ساعات قبل أن يعود الى المشفى مجددا ليطمئن على شقيقه ..
وصل الى المنزل حيث سارع يأخذ حماما سريعا قبل أن يتجه نحو سريره ليغرق في نومه كليا حتى استيقظ على صوت رنين هاتفه ليجد مروان يتصل به …
شعر بالقلق وهو يجيب على مروان الذي أخبره بصوت فرح :-
” بسام استيقظ يا يوسف ….”
قفز يوسف من مكانه لا اراديا وهو يخبره بسرعة :-
” أنا آتٍ … حالا …”
ثم أخذ يغير ملابسه على عجلة وخرج من المنزل راكضا حيث المشفى ليجد والدته تستقبله بسعادة وهي تخبره :-
” استيقظ يا يوسف … وهو بخير …”
أشار والده الذي أضاف :-
” وضعه تحسن…”
أضاف بأسف :-
” ولكن فقد كليته …”
قاطعه يوسف بجدية :-
” المهم أن يكون بخير … ”
أضاف بصلابة :-
” يستطيع أن يحيا بكلية واحدة حاليا كما قال الطبيب وإذا إحتاج كلية أخرى فسوف نجلب له متبرعا من تحت الأرض …”
ثم أضاف وهو يتجه الى الداخل :-
“سوف آراه …”
أخبرته والدته :-
” الطبيب لا يسمح سوى برؤيته للحظات ثم المغادرة … يقول إنه ما زال غير قادرا على الحديث …”
دلف يوسف الى غرفة بسام الذي رفع عينيه نحوه ما إن شعر بوجوده ليمنحه يوسف ابتسامة ثابتة يشجعه من خلالها رغم آلمه وهو يشاهد أخيه ما زال نائما في سريره عاجزا عن التفاعل بشكل عام حيث اكتفى بسام بهز رأسه وهو يبتسم له بضعف ….
غادر بعدها متنهدا براحة فكل شيء سيهون طالما إن شقيقه سيعيش …
وجد مروان أمامه يخبره :-
” والدك يريد منك العودة الى العمل …”
تمتم يوسف بجدية :-
” حسنا … سأفعل ولكن أريد أن أتأكد من شيء ..”
“شيء ماذا …؟!”
سأله مروان باهتمام ليجيبه يوسف بجدية :-
” أريد أن أتأكد إذا ما كان أحمد عدنان والد ساندي هو السبب في نشر هذه الأخبار أم أحد غيره …”
هتف مروان :-
” هل تعتقد إنه فعل هذا انتقاما منك بعد فسخ خطبتك من ابنته …؟!”
هتف يوسف بتجهم :-
” سنرى … وإذا كان هو فسينال نصيبه المستحق …”
……………………………………
فتح هشام عينيه ليجد لمى تقف أمامه عاقدة ذراعيها أمام صدرها تتأمله بملامح جامدة …
رفع الغطاء عنه ونهض بجسده من فوق سريره هاما بالتوجه نحو الحمام ليجدها تقبض على ذراعه تخبره بحزم :-
” انتظر …”
نظر لها مرددا بملل :-
” نعم …”
هتفت بعصبية :-
” أين كنت البارحة …؟! غادرت لعدة ساعات دون أن تخبرني وكأنني لست عروسك …”
هتف باقتضاب :-
” ليس من شأنك …”
” ماذا يعني هذا ..؟! أنا زوجتك … متى سوف تستوعب هذا ..؟”
هتف بنفاذ صبر :-
” فهمت … فهمت يا لمى …”
صاحت غاضبة :-
” مالذي فهمته بالضبط …؟! هل هذا حال إثنين متزوجين منذ أيام قليلة …؟! أنت لا تنظر في وجهي حتى يا هشام … ”
” هذا أنا وأنت عليك أن تعتادي على هذا الوضع …•
قالها ببرود لتهتف بغضب :-
” ولكننا لم نتفق على هذا ….”
” لا أذكر إننا اتفقنا على أي شيء أساسا …”
” أنا لن أقبل بشيء كهذا …”
قالتها بتحدي وهي تتجه خارج الغرفة :-
” سأخبر عمي بكل شيء ..”
صاح باسمها بغضب لكنها تجاهلته وهي تتجه الى الطابق السفلي حيث يوجد عمها وزوجته …
تبعها غاضبا ليجد والديه هناك حيث والده يسأله بتجهم :-
” ماذا يحدث يا هشام …؟! ”
أجاب هشام من بين أسنانه :-
” لا تشغل بالك أنت يا أبي … لا يوجد شيء مهم …”
التفتت نحوه تصيح :-
” بل يوجد يا هشام وعمي يجب أن يعرف …”
هتفت والدته بجدية :-
” اهدئي يا لمى …”
قاطعته بعصبية :-
” كلا لن أهدأ … يجب أن تعلما بما يفعله ولدكما بي .. ولدكما المحترم ينبذني كليا منذ ليلة الزفاف … لم يقترب مني حتى الآن …”
صاح وهو يقبض على ذراعها :-
” اخرسي …”
التفتت نحوه تهتف بعناد :-
” لن أخرس ….”
” اخرسا انتما الاثنان …”
قالها الأب وهو يضيف :-
” تعالي معي يا هشام … لنتحدث بمفردنا …”
منحها هشام نظرات متوعدة وهو يتبع أبيه مرغما …
……………………………………
جلس هشام أمام والده الذي باغته قائلا :-
” مالذي يحدث يا هشام ..؟! ما هذا الذي تقوله لمى ..؟!”
تمتم هشام بتجهم :-
” لا أريدها يا أبي …”
أضاف وهو يلاحظ وجوم ملامح والده :-
” لا أحبها وأنت تعلم ذلك …”
هتف والده معترضا :-
” ما هذا الكلام السخيف … لقد تزوجتها يا هشام ..”
هتف هشام بتجهم :-
” لأجلك … أنت أجبرتني على هذه الزيجة …”
نهض والده من مكانه مرددا :-
” بل لأجل مصلحتك أيها الأحمق …”
ثم وقف جانبه يميل نحوه يخبره:-
” لمى ابنة عمك هي من تناسبك وليست مريم يا هشام …”
هتف هشام بحسرة :-
” لكنني أحب مريم …”
قال الأب بجمود :-
” الحب ليس كل شيء …”
ثم أضاف وهو يتحرك نحو الكرسي المقابل له :-
” هناك أشياء أهم من الحب بمراحل …”
أضاف بعدما جلس على الكرسي المقابل له :-
” تعقل يا هشام ولا تنسى إن لمى ابنة عمك .. يعني لا تفكر مجرد التفكير في الانفصال عنها ….”
…………………………………..
جلس ياسر جوار مريم يسألها بجدية :-
” لماذا لا تتحدثين معي يا مريم …؟!”
أجابته بصدق :-
” بسبب الكلام الذي قلته ليلة البارحة الى هشام …”
أضافت بتجهم :-
” كلامك غير مقبول بالنسبة لي يا ياسر …”
أضافت :-
” أنت حاولت أن تضايق هشام بما قلته لكنك أحرجتني …”
قاطعها ياسر :-
” أنا كنت أعني ما قلته يا مريم …”
اتسعت عيناها مرددة :-
” ماذا تقول أنت ..؟!”
نظر لها ياسر مضيفا :-
” أنا أريد الزواج منك يا مريم …”
قاطعته برفض :-
” مستحيل … نحن أخوه …”
هتف بجدية :-
” لسنا أخوة وأنت تدركين ذلك …”
” طوال حياتنا نتعامل على هذا الأساس …”
قالتها مريم وهي تضيف بصدق :-
” أنت دائما ما كنت شقيقي الذي لم تلده أمي يا ياسر ….”
قال ياسر بجدية:-
” لا تستعجلي في جوابك … أنا حقا أريدك …”
قاطعته بجدية :-
” الأمر لا يحتاج الى تفكير يا ياسر …”
أكملت ببسمة حزينة :-
” أتفهم رغبتك في حمايتي ومساعدتي جيدا ولكنك تحزنني حقا بما تفعله وتطلبه مني …”
نهضت من مكانها متجهة الى داخل المطبخ لتجد جدتها تجلس أمام الطاولة والخادمة جانبها تفعل ما تخبرها به …
نظرت لها الجدة حيث اتجهت مريم نحوها بملامح حزينة وجلست جوارها من الجهة الأخرى لتشير الجدة الى الخادمة أن تنهض الآن وتتركهما لوحديهما …
” ماذا هناك يا حبيبتي …؟!”
سألتها جدتها لتهمس مريم بضعف :-
” أنت صاحبة فكرة زواجي من ياسر…”
هتفت الجدة بجدية :-
” ياسر ابن خالتك ..هو أكثر شخص يمكنه رعايتك وحمايتك ..”
” ياسر أخي …”
قالتها مريم وهي تضيف بخفوت :-
” أنا لا يمكنني الزواج منه …”
ثم أكملت ودموع القهر ترقرقت داخل عينيها :-
” أنا أحب هشام ولا يمكنني الزواج بآخر غيره ….”
هتفت الجدة بضيق :-
” هشام تزوج يا مريم … انسيه … حسنا…”
” نسيانه ليس سهلا..”
قالتها بتعاسة وهو يضيف :-
” الأمر صعب جدا … ”
مسحت وجهها بكفيها ثم اضافت بتعب :-
” لا تضغطي علي أكثر من فضلك …”
تأملتها الجدة بملامح مشفقة حزينة عندما وجدتا ياسر يدلف اليهما مرددا بفرحة :-
” بسام استيقظ أخيرا يا مريم …”
……………………………………..
هتف ياسر وهو يقود سيارته :-
” إنها المرة الأولى التي أراك بها متحمسة لهذا الحد منذ زمن …”
تمتمت مريم بابتسامة متسعة :-
” لا تتخيل مدى سعادتي يا ياسر ..”
أضافت بعدما تنهدت بعمق :-
” لم أكن لأسامح نفسي لو أصابه مكروه ما ….”
” الحمد لله إنه بخير …”
قالها ياسر وهو يركن سيارته في كراج المشفى ثم يهبط من السيارة متجها نحو جهتها ليفتح الباب لها فتهبط هي من السيارة متجهة معه الى داخل المشفى ..
وجدت هناك كلا من والدته وشقيقته التي تراها للمرة الأولى ..
فوجئت مريم باستقبال شقيقته التي رحبت بها بابتسامة ودودة بعدما عرفت هويتها …
والدته الأخرى منحتها ابتسامة خفيفة على عكس العادة …
جلست تتحدث مع شقيقته ووالدته تطمئن على سلامته عندما هتفت شقيقته بجدية :-
“سيتم محاكمة الجاني وسينال ما يستحقه باذن الله …”
قالت مريم بجدية :-
” باذن الله ومع هذا فأنا سأبقى ممتنة طوال حياتي لشقيقك …”
ثم نظرت الى والدته مضيفة :-
” وسأبقى أعتذر منكما دائما على ما أصابه لأجلي ..”
تنهدت ألفت قائلة :-
” طالما بسام سيكون بخير فلا يهم شيء آخر …”
أضافت بجدية :-
” أعلم إنني لمتك كثيرا ولكن اعذريني فما حدث لم يكن هينا …”
قالت مريم بسرعة :-
” أنا لا ألومك أبدا .. موقفك كان صعبا … أنا نفسي لم أكن لأسامح نفسي لو لم يستيقظ سالما …”
قالت شقيقته :-
” شقيقي تصرف بحميته المعتادة اتجاه أي فتاة وأنت لا دخل لك بما حدث … الجاني معروف وسينال عقابه …”
توقفت عن حديثها وهي ترى قدوم يوسف ووالدها حيث سارع شقيقها يرحب بياسر الذي هنأه باستيقاظ شقيقه أخيرا …
نهضت مريم من مكانها ما إن تقدم يوسف ووالده اتجاهما لتهتف بحرج واضح وخجل شديد خاصة بعدما تذكرت ما حدث البارحة أمام يوسف :-
” الحمد لله على سلامة بسام … ”
ابتسم الأب لها مرددا بمودة :-
” الحمد لله يا ابنتي …”
نظرت نحو الأب مضيفة :-
” وسامحني مجددا لما أصابه وهو يحاول مساعدتي …”
” لا داعي للاعتذار حقا …”
قالها كمال بلطف عندما وجدوا شابة جميلة للغاية تتقدم منهما وهي تهتف :-
” مساء الخير …”
تجهمت ملامح يوسف بينما تمتمت ألفت بوجوم :-
” أهلا ساندي …”
تقدمت ساندي نحوها بعدما وضعت باقة الورد الأنيقة جانبا :-
” الحمد لله على سلامة بسام خالتي …”
ثم سارعت تعانقها فاستقبلت ألفت عناقها مرغمة قبل أن تتجه ساندي نحو كمال وتعانقه وكذلك شقيقة يوسف قبل أن تتجه نحو يوسف وهي تمد كفها نحوه تخبره :-
” الحمد لله على سلامة بسام يا يوسف …”
ثم أضافت وهي تنظر لهم :-
” بابا كان سيأتي معي ولكنه …”
تمتم يوسف بتجهم :-
” لا داعي لمجيئه … مباركته وصلت قبل يومين ….”
توترت ملامح ساندي بينما قال ياسر بجدية :-
” نحن يجب أن نذهب …”
نظرت ساندي الى مريم وهي تهتف :-
” أنت من أُصيب بسام لأجله …”
توترت ملامح مريم كليا بينما قال يوسف بجمود :-
” ليس من شأنك …”
تجاهلته ساندي وهي تضيف :-
” الناس يتحدثون عنك … يقولون إنك صديقته … ولكنني لم أصدق … بسام شاب محترم ومرتبط بريم …”
” هذا الكلام كذب يا ساندي …”
قالتها ألفت بوجوم لتنظر ساندي نحوها قائلا :-
” من أين أتى هذا الكلام إذا وكيف يتعرض بسام لإصابة خطيرة كهذه لأجل فتاة لا يعرفها …؟!”
” ماذا تقولين أنت …؟!”
صاح بها يوسف وهو يضيف :-
” هل أنت معتوهة يا هذه …؟!”
التفتت ساندي نحوه تصيح به :-
” بالطبع ستدافع عنها فأنت مغرم بها …”
هتف يوسف بدهشة :-
” ما هذا الهراء …”
“أنا لا أسمح لك …”
قالها ياسر بعصبية ليوقفه يوسف :-
” لا تأخذ على كلامها من فضلك … إنها مجنونة … لا تعي ما تقوله ….”
قاطعته ساندي بتحدي :-
” انا لست مجنونة وأنت تعلم ذلك …”
أضافت وهي ترمقها بحقد :-
” صورك موجودة وأنت معها … وهي محمولة بين ذراعيك …”
شهقت مريم بفزع بينما تجمدت ملامح يوسف كليا أما ساندي فكانت تناظر كليهما بتحدي …
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية القلب ملك لمن يستحقه ) اسم الرواية