رواية سفاح ليلة الزفاف (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم عادل عبد الله
رواية سفاح ليلة الزفاف الفصل العاشر
سفاح ليلة الزفاف
الحلقة ١٠
الضابط امجد : فعلا يا فندم معاليك عندك حق ، طيب مش غريبة يا فندم ان يكون العريس في كل الحالات عايش بعيد عن اهله ؟؟
طاهر باشا : برافو عليك يا امجد دي نفس الملاحظة اللي انا لاحظتها البارح تحديدا .
امجد : ودي معناها اي يا فندم ؟
طاهر : كل الحالات كان العريس فيها مغترب بعيد عن اهله ما عدا حالة واحدة فقط كان الزوج فيها عايش وسط اهله .
امجد : يبقي ده اول الخيط اللي لازم نمشي وراه .
طاهر : بالظبط كده يا امجد هي دي البداية .
امجد : لو سمحت يا فندم انا عايز اشتغل في القضية دي .
طاهر : ازاي يا امجد !! انت مش لك اي علاقة حاليا بالقضية دي .
امجد : لكن انا القضية دي بالذات بعتبرها اهم قضية في حياتي .
طاهر : من وقت نقلك وعلاقتك بالقضية انتهت واصبحت في ايد زمايلك .
الضابط امجد : لكن انا يا فندم حاسس اني بدأت احط ايدي علي حل اللغز .
طاهر باشا : للأسف مش هتقدر تكمل القضية انت رسميا تركت القضية .
وبعد يومين اتصل طاهر باشا بالضابط أمجد وقاله : اخبارك اي يا امجد ؟
الضابط امجد : الحمد لله يا فندم ، لكن نفسيتي تعبانة اوي .
طاهر باشا : انا عارف السبب ، اكيد بسبب القضية !!
الضابط امجد : اكيد يا فندم .
طاهر : علشان كده انا بتصل بك دلوقتي لأني عندي اخبار جديدة حبيت اقولك عليها لأني عارف اهتتمامك بالقضية دي .
الضابط امجد : خير يا فندم .
طاهر : عرفنا كل المعلومات عن الحالة الوحيدة اللي العريس كان عايش وسط اهله ومش مغترب زي باقي الحالات .
امجد : ودي اي حالة منهم يا فندم ؟
طاهر : دي كانت اول حالة من الحالات اللي معنا .
الضابط امجد : عندي فضول قوي اعرف المعلومات اللي عرفتوها عنه ؟
طاهر : العريس كان اسمه فهمي ٣١ سنة من احدي قري البحيرة ، حاصل علي بكالوريوس تجارة ، ابوه كان من الاعيان و مات وهو صغير وترك له فلوس واملاك كتير جدا وكان عنده اراضي في كل مكان .
الضابط امجد : و فهمي ده حكايته اي يا فندم ؟
طاهر : فهمي اتجوز بنت اسمها رحاب بنت رجل فلاح بسيط من نفس القرية وبعد جوازهم باسبوعين اختفوا هما الاتنين فجأة وبعدها مفيش حد يعرف عنهم اي حاجة .
امجد : مش غريبة يا فندم ان شاب غني بالشكل ده يتجوز بنت فقيرة ابوها فلاح بسيط ؟
طاهر : هي حاجة غريبة فعلا لكن لما تعرف ان البنت دي كانت جميلة اوي وشقية شويتين زيادة هتفهم انها قدرت توقع الواد في حبها بسهولة .
الضابط امجد : شقية زيادة بمعني اي يا فندم ؟
طاهر باشا : يعني كانت سمعتها مش ولابد في قريتهم ، والبنت تقريبا لما عرفت توقع فهمي ده في حبها قدرت تخليه يتجوزها في أقل من شهرين .
الضابط امجد : الحالة دي يا فندم تحديدا لو اشتغلنا عليها هنقدر نعرف سبب اختفاء الزوجين .
طاهر : زمايلك مش قدروا يوصلوا لسبب اختفاء فهمي ورحاب لحد دلوقتي !!
امجد : يا فندم ممكن يكون سبب اختفاؤهم علاقة قديمة للبنت دي ولما اتجوزت قام حبيبها الاول انتقم وقتلها وقتل جوزها معها .
طاهر باشا : وهيقتل الاتنين ليه ممكن كان قتلها هي لو كان عايز ينتقم منها ؟ وعلي افتراض ان لها حبيب وقتلهم فين جثثهم ؟
امجد : اوعي تنسي ان التخلص من الجثث ممكن يكون اسهل في الاماكن الريفية او الصحراوية ، لكن الاهم اننا نشوف اذا كانت العروسة لها اي علاقات قبل جوازه ، ده غير ان فيه احتمال تاني كمان يكون العريس مادام غني بالشكل ده ممكن يكون له اعداء وهما اللي اتخلصوا منه و منها .
وبعد ايام اتصل الضابط امجد : اي اخبار القضية يا طاهر باشا ؟
طاهر : القضية كانت اتحفظت ، لكن انا قدرت اوصل لشوية معلومات عن طريق زمايلنا هناك كويسة جدا .
امجد : خير يا فندم ؟
طاهر : اولا احتمال ان فهمي يكون له اعداء اتخلصوا منه هو وعروسته ده مش موجود لأن الجميع بيشهد له بأنه انسان خلوق والكل بيحبه ومش له اي عداوات مع حد ، حتي معاملاته المادية مفيش حد ابدا اشتكي منه ، ده غير انه كان شخصية انطوائية ومش عنده اصدقاء غير واحد او اتنين تقريبا يعني تقدر تقول شخصية مسالمة .
امجد : طيب بالنسبة لعروسته ياتري كانت تعرف حد قبل جوازها ولا لأ ؟
طاهر : بتدقيق البحث عروسته رحاب دي اخر علاقة لها كانت من اكتر من سنة واللي كانت مرتبطة به سافر يشتغل بره .
امجد : حضرتك تقصد ان مفيش عداء من جهة العروسة تكون سبب ان حد يقتلهم ؟
طاهر : بالظبط كده .
الضابط امجد : طيب بالنسبة لأهل فهمي ممكن اعرف عنهم معلومات ؟
طاهر باشا : ابوه مات من فترة طويلة وامه كانت عايشة معاه قبل جوازه ودلوقتي عايشة لوحدها .
امجد : واخواته فين ؟
طاهر : مش عنده اي اخوات ولا شباب ولا بنات .
امجد : معقول !! ده حتي ابوه كان غني وميسور الحال كان المفروض يكون عنده اولاد كتير وحتي لو زوجته مش قادرة كان ممكن يتجوز مرة واتنين وتلاتة .
طاهر : في كلام كتير لكن مش مؤكد ، في ناس بيقولوا ان امه بعد ولادته عملت عملية استئصال للرحم وان ابوه كان بيحبها اوي ومش رضي يتجوز واحدة تانية ، وفي كلام تاني ان فهمي ده مش ابنهم وان ابوه وامه مش بيخلفوا واتبنوه من ملجأ للايتام .
الضابط امجد : يا فندم بعد اذنك انا لازم اشوف ام فهمي دي .
طاهر باشا : ليه يا امجد ؟
الضابط امجد : يا فندم شخصية امجد الغامضة دي اللي كلها اسرار اكيد وراها يكون فيه مصايب كتير !!!!
طاهر : قصدك ان يكون فهمي نفسه ورا اختفاؤه هو وعروسته .
امجد : وليه لأ ؟؟ ممكن جدا .
طاهر : قصدك انه قتلها ؟؟
امجد : ممكن يكون قتلها وممكن اخدها وسافروا ، معرفش لكن انا اتوقع من الشخصية اللي وصفتها دي انه ممكن يعمل كارثة بسهولة .
طاهر : رغم اني بقولك ان الكل بيشهد له بالاخلاق وحسن المعاملة .
أمجد : يا فندم شخصية انطوائية زي اللي سيادتك بتوصفها دي بكل اللي حوله بغموض في الغالب مش بيعرف ينفس عن مشاعره أول بأول علشان كده بيكون داخله بركان من المشاعر السلبية مع الضغط الشديد عليه البركان ده بينفجر ووقتها توقع منه اي حاجة .
طاهر : برافو يا امجد واضح انك كنت شاطر اوي في علم النفس .
**********
حاتم : عايزة تبلغي عني يا شيماء ؟؟
شيماء : كان نفسي لكن للأسف مش هقدر .
حاتم : ليه ؟
شيماء : لأن زي ما انا بالنسبالك الحب و الحياة انت كمان بالنسبالي كل حاجة حلوة في حياتي .
حاتم : يعني مش هتبلغي عني ؟
شيماء : لا طبعا .
في اخر الليل دخلت شيماء لتنام وبجوارها زوجها كالعادة ولكن غاب النوم عن عينيها فهي تشعر بمشاعر مختلطة من الخوف والحب وتأنيب الضمير والشفقة !!!!
بداخلها خوف من أن يقتلها حاتم لكتمان سره !!
وحبها لهذا الشاب الذي كان بمثابة فارس الاحلام الذي اقتحم قلبها واستوطن فيه وتمكن منه !!
اما ضميرها منذ ان اعترف لها حاتم بجريمته و يؤنبنها ويصرخ عليها مناديا ان تقدمه للعدالة لتقتص منه حتي وان كان هو نفسه حبيبها !!
وفي ذات الوقت تشفق عليه من غلطة ارتكبها في لحظة جنون مع انسانة " رحاب " اقل ما توصف به انها وقحة عديمة الاخلاق بلا احساس !!
وظل هذا الصراع بداخلها لا يهدأ بينما ذهب حاتم في نوم عميق حتي بعد اذان الفجر .
وقبل ان تستسلم للنوم فجأة صرخ حاتم بجوارها وقام مفزوعا !!
شيماء ناولته كوب من الماء ثم سألته : مالك يا حاتم فيه اي ؟
حاتم : كابوس .. كابوس رهيب .
شيماء : دي تالت او رابع مرة تحصل معاك .
حاتم : ايوه بيحصل معايا كتير فعلا .
شيماء : حاول تروح لدكتور يا حاتم ، ممكن تقولي بتشوف اي في الكابوس ده ؟؟
حاتم " نظر بعيدا وشرد ذهنه ثم قال لها " : نامي يا شوشو متشغليش بالك ، هبقي كويس باذن الله .
ظلت شيماء في تفكير مستمر لا يهدأ حتي استيقظت حاتم صباحا .
انصرف حاتم الي عمله وظلت شيماء مترددة بين حبها لحاتم وبين ابلاغ الشرطة عن جريمته !!
ظلت شيماء تفكر هل ستستطيع ان تعيش مع هذا الحبيب المجرم !!
واتخذت قرارها سريعا وارتدت ملابسها ونزلت للذهاب لأقرب قسم شرطة للابلاغ عنه .
•تابع الفصل التالي "رواية سفاح ليلة الزفاف" اضغط على اسم الرواية