Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل العاشر 10 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

 رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل العاشر 10

10/11
الحلقه العاشره :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستيقظ إسلام من نومه فوجد نفسه قد نام وهو جالس وبالفعل لم يدخل عليه أحد كما طلب ، فتح باب غرفته وذهب إلي الخارج فوجد والدته تجلس وتقرأ القرآن ، نظر لها بإبتسامه خفيفه فأحست بوجوده فحضرت مسرعه ومسحت علي شعره بحنان وقالت بهدوء :
- البقاء لله يا إسلام ، عامل إيه دلوقتي ؟

أجابها بإبتسامه خفيفه :
- الحمد لله يا أمي

إبتسمت بحماس وقالت :
- عارف كنت بعمل إيه دلوقتي ؟

نظر إلي المصحف ثم عاود النظر إلي والدته وقال متعجبا :
- اه بتقرأي قرآن !!

أومأت برأسها إيجابا وقالت بسعاده :
- أيوه منا قاعده بقرأ قرآن دلوقتي وهدعي لمحمد صاحبك كتيــــر اوووي بإذن الله

إنشرح صدره وشعر بسعاده بالغه وقال بإهتمام :
- ربنا يخليكي يــا أمي

ثم أردف متسائلا :
- هو انا ينفع أعمله حاجه تنفعه دلوقتي بعد ما مات ؟

ربتت علي كتفه وقالت بإبتسامه :
- أيــــوه طبعا يا حبيبي ، كان في حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم بيقول :
" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : 
صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " رواة مسلم
يعني إنت ممكن تطلع صدقه عنه ، او لو كان بيقولك أي معلومه مفيده نفذها وفيد بيها الناس وكمان دايما خليك فاكره بدعائك

نظر لها بإمتنان وقال :
- ماشي يا امي شكرا
ثم تركها وذهب إلي غرفته ، جلس علي حافة فراشه ولكنه سرعان ما تذكر إنه لم يصلي الفجر كعادة كل يوم ، أحس برغبه ملحه في أداء الصلاة ذلك اليوم بالتحديد فذهب وتوضأ وصلي ثم جلس علي فراشه مره آخري يردد :
تطلع صدقه عنه
معلومه مفيده نفذها
خليك فاكره بدعائك
_______________________
أمسكت سلمي بهاتفها ونظرت إليه بفرحه ثم ذهبت وأغلقت باب الغرفه وأخدت تغني بصوت مرتفع :
احساسك لما ايديك بتمد لخير .. اول ما تشوف الفرحة فى عين الغير
وكأنك فى السما طاير فوق اعلى من الطير .. وكفاية يكون ربنا عنك راضى وفرحاااان
وحلمنا فى قلبنا جوانا الخير يزيد .. حتى النجوم لو فى السما عمرها ما تكون بعييييد
خليك زى ما ربنا عايزك يلاقيك .. لو تسعد غيرك يكبر فيه الحب وفيك
وتكون فوق زى نجوم السما اه ويعليك .. خلينا نكبر أجمل شئ جوا الانسان
أخذت تردد بحماس شديد حتي إرتفع صوتها

 فدخلت عليها ولاء وقالت بصراخ :
- إيـــــــه يا بنتي بتصوووتي كده ليــــــه ؟ صوتك واصل لآخر الشارع

إنتبهت سلمي وقالت بإحراج :
- معلش مأخدتش بالي ، أصلي لسه منزلاها جديد وعجبتني اوي

نظرت لها بعدم فهم وقالت :
- هي إيه دي ؟

نظرت للهاتف وضغطت علي زر الإغلاق ثم قالت بسعاده بالغه :
- دي انشوده جديده كده لقيتها علي النت لمنشد إسمه محمد عباس كانت حفصه قالتلي عليه ، بس تحفه اوووي يا بت يا ولاء بإذن الله هنزل كل الأناشيد بتاعته

ثم أردفت بإبتسامه كبيره :
- وكمان نزلتها من غير موسيقي

شعرت ولاء بالغضب وقالت بصوت ساخر :
- يعني تبطلي أغاني وتسمعي أناشيد ونقول ماشي ، لكن تقوليلي كمان من غير موسيقي وبتاع !! ليه يعني هو حرام ؟!! يعني حتي لو اغنيه دينيه وفيها موسيقي هتدخلك النار يعني !! إيه التفكير الغريب ده

تنهدت سلمي بعمق وقالت بهدوء :
- يا بنتي انا مقولتش هتدخلوا النار ولا الكلام ده ، كل الحكاية إني سمعت حديث عن 

الرسول صلي الله عليه وسلم بيقول :
" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " رواة البخاري
وبصراحه خوفت بقي أكون من الناس دول فقررت أكون في السليم
ثم أردفت قائله بأريحيه :
- وبعدين يا ستي انا كده مرتاحه جداااا وحاسه اني مش بعمل حاجه غلط ، إدعيلي بقي ربنا يهديني ويقربني منه أكتر ، بجد حاسه الأيام دي براحه نفسيه غريــبه

صمتت ولاء فنظرت لها سلمي للحظات ثم قالت بتساؤل :
- تفتكري يا بت يا ولاء يكون ربنا راضي عني وهداني للطريق الصح علشان كده انا مرتاحه ؟

إبتسمت قائله :
- مش عارفه ؟ يمكن !!

تنهدت سلمي بحماس وقالت بضحكة مستفزة :
- بت يا ولاء انا عارفه إنك اقتنعتي وخلاص مش هتسمعي اغاني تاني ، هاه بقي تحبي أنزلك كام نشيد معايا ؟!!

أشاحت بيدها وغادرت الغرفه وهي تقول :
- دي لسعت باين !!
إبتسمت سلمي لفعل ولاء المتوقع ثم أغلقت باب الغرفه وأخذت تنشد كما كانت تفعل ، ولكن هذه المره بصوت أقل
_____________________
قامت سلمي بتحميل بعض الأناشيد الدينيه ثم فتحت الحساب الخاص بها علي موقع الفيس بوك ، لم تكن حفصه موجوده في ذلك الوقت فأخذت تتصفح كعادتها حتي وصلتها رسالة مفاجئة :
- بتعملي إيه بقي من غيري ؟

أطلقت سلمي ضحكة عاليه وكتبت :
- إنتي جيتي إمتي يا بنتي ؟

ضحكت حفصه بثقه وكتبت :
- يا بنتي إحنا موجودين في كل وقت وكل مكان
- ليـــه يعني سوبر مان مثلا ؟
- هههههه أحسن طبعا ، إحم إحم اللهم زدني تواضعا ، المهم أخبارك إيه ؟
- أخباري حلوه جدا الحمد لله ، مبدأيا كده المسلسل خلص الحمد لله وهحاول مشوفش غيره تاني ، وحملت شوية أناشيد كده للناس اللي قولتيلي عليهم دول وأهي ماشيه بفضل ربنا
- أيــوه بقي بقي بقي هو ده الكلام ولا بلاش ، طب عارفه ؟ أنا حاسه إني هدخل الجنه بسببك
تعجبت سلمي قليلا وفكرت بضع لحظات وكتبت بتردد :
- بسببي أنا ؟!! إزاي ؟
إبتسمت حفصه بسعاده بالغه وكتبت :
- أصل انا دايما ببعت جروبات دينيه للبنات اللي عندي وبنصحهم وبكتبلهم بوستات وكده ، لكن مكنتش بلاقي أي تفاعل معايا ، سعات كتير كان بيجيلي إحباط وأقول خلاص بقي ماهما مش راضيين يقرأوا هعمل إيه يعني ، بس كنت برجع أفتكر الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم اللي بيقول فيه :
" لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " متفق عليه
" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " اخرجه مسلم
وكمان أفتكر الآيه الكريمه " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "
وأقعد أقول لنفسي اوعي تيأسي ، مش يمكن بنت تكون محتاجه نصيحتك وبسبب كلمة منك حياتها كلها تتغير ، مش يمكن كلمة منك تقوليها لواحده فيهم تكون سبب في دخولك الجنه
لحد بقي يا ستي لما لقيتك بعتالي إنك عاوزة تتغيري وكده ففرحت اوووووي بقي إن اخيرا تعبي جه بفايده وبإذن الله زي ما إتجمعنا في الدنيا علي طاعة ربنا نتجمع سوا في الجنه كمان
- يــــاه يا حفصه إنتي بجد جميله اوووي ، ربنا يجازيكي خير
- إنتي أجمل ، وإياكي يـــــارب
- طيب بصي صحيح كنت عاوزة أسألك علي حاجه مهمه
- إتفضل أباشاتنهدت بحيره وكتبت :
- هو انا دايما مش بصلي الظهر في الكلية بس لما بروح بصليه ، هو كده عادي ؟

ظهرت ملامح الحزن علي وجه حفصه وقالت متعجبه :
- طيب ومش بتصليه ليه ؟!!

أجابت بتلقائيه :
- ماهو انا مش هينفع أصلي ببنطلون
- بنطـلوون كمـــــــان ، لالالا أنا كده هضرب وربنــــا ، طيب قوليلي هو إنتي شايفه إيه ؟

نظرت للشاشه بعدم فهم وكتبت :
- يعني إيه ؟

إبتسمت وكتبت بإصرار :
- بصي علي السؤال اللي فوق ده وجاوبي إنتي ، يعني إنتي شايفه إنك لما تروحي عند ربنا هتقدري تقوليله يارب انا كنت بضيع الظهر علطول علشان لابسه بنطلون ؟ تفتكري دي هتبقي إجابه مقنعه ؟

تنهدت سلمي بحيره وكتبت :
- مش عارفه بقي

كتبت بعناد :
- لأ عارفه

إبتلعت ريقها بإحراج وكتبت بتردد :
- طيب أعمل إيه ؟!

- عندك جيب ؟

أومأت برأسها إيجابا وكتبت بفتور :
- اه عندي 2 بس والباقي بنطلونات ، بس بصراحه مش بحبهم وبحس إنهم بيلخموني
إ
بتسمت بحماس وكتبت :
- طيب ممكن علشان ربنا يرضي عننا نعمل تجربه صغننه لإسبوع واحد بس ؟
- شو هاي التجربه ؟

ضحكت حفصه رغما عنها وكتبت بفرحه :
- كده تبقي موافقه ، بصي يا ستي إنتي الإسبوع الجاي في الجامعه إنزلي من بيتك متوضيه وإلبسي طقم واسع كده وجيبه واسعه من الـ 2 اللي عندك ، إنزلي وإنتي في نيتك إنك هترضي ربنا وإنك مش عاوزه حاجه من الدنيا غير رضاه عنك وإدعي إنه يثبتك ويحببك في اللبس ده ومترجعيش للبنطلونات تاني .
نظرت سلمي لكلمات حفصه بتعجب ثم كتبت :
- إيه ده يا بنتي ، يعني هرمي كل اللبس اللي عندي وهروح الجامعه يوميا بالجيبتين دول بس ؟!!

ضحكت بثقه وكتبت :
- يا ستي وهو حد قالك إرميهم ، إعملي اللي بقولك عليه وبعدين هنشوف هنعمل إيه فيهم ؟ ماشي ؟
- ماشي
- وعد هاه ؟

أومأت برأسها إيجابا وكتبت مؤكده :
- عييييب ، سلمي مش بترجع في كلمتها أبــــــدا ، نجرب إسبوع مش هنخسر حاجه

- مــاشي يابو صلاح همشي انا بقي ، عاوز حاجه يا حاج ؟

- شكـــرا يا رمضان ، إبقي سلملي علي العيال

أغلقت حفصه الهاتف الخاص بها بينما جلست سلمي تفكر فيما دار بينهما ، تنهدت بعمق وقالت بعنـــاد :
- نجــــرب .. وإحنا هنخسر إيه يعني ، مش يمكن أرتاح ويروح تأنيب الضمير اللي عندي ده
____________________
في المساء إرتدي إسلام ملابسه علي عجل وهرول بإتجاه باب الشقه وقام بفتحه وكاد أن يخرج لولا سماعه صوت والدته تقول بتعجب :

- إسلــام رايح فين ؟!!

إلتفت إليها قائلا بتلقائيه :
- رايح عند محمد

لمعت عيناها بالدموع وربتت علي كتفه قائله بحزن :
- بس محمد مات يا إسلام !

زفر بضيق وقال :
- عـــارف يا أمي عــــارف متخافيش لسه متجننتش !! انا رايح عنده البيت أشوف لو محتاجين حاجه يعني ، وما تنسيش هو وقف معايا أد إيه يوم وفاة بابا الله يرحمه

إبتسمت قائله :
- وهو حد ينسي برضو اللي عمله معانا ، ربنا يرحمه برحمته
- ماشي يا أمي عايزه حاجه أجيبها معايا ؟
- تيجي بالسلامه يا حبيبي
_____________
وصل إلي الشارع الذي يقطن به محمد ونظر إليه بحزن عميق ، تذكر كيف كان يأتي معه دائما إلي هنا ، تذكر صدمته عندما سمع بخبر الوفاه ، تذكر نظرات فاروق الغاضبه والساخطه عليه ، تذكر والده وهو يأخذه بـ حضنه لأنه أعز صديق لولده ، تذكر جلوسه لوقت طويل جدا وهو غير مستوعب ماحدث ، أخذ يتذكر الكثير من الأشياء ولكنه استفاق من شروده علي ملمس شئ صغير يمسك ببنطاله فنظر فإذا به يري طفلا صغيره يجذبه من البنطال ، 

نظر إليه إسلام متعجبا ، فتبسم الطفل قائلا :
- حمو ممكن تفتحلي دي ؟

نظر إليه إسلام بإبتسامه وأمسك كيس المقرمشات وقام بفتحه قائلا :
- إتفضل يا حبيبي

نظر له الطفل بإمتنان وأطلق قبله في الهواء وذهب مسرعا وهو يقول :
- ثكلن يا حمو

تبسم إسلام وأكمل طريقه ..صعد درجات الدرج بصعوبه شديده ووقف أمام الباب للحظات 
ثم وضع يده علي الباب وأخذ ينقر بهدوء ، فتح الأب الباب وقال بإبتسامه هادئه :
-
 إتفضل يا إسلام يابني

تنهد إسلام قائلا :
- ربنا يخليك يا عمي ، أسف إني جيت من غير ميعاد بس حبيت أسألكم إذا كنتوا محتاجين حاجه انا موجود ، حضرتك عارف محمد كان بالنسبالي إيه وطبعا انا زي إبنك برضو

ثم أردف بإبتسامه :
- صح ولا إيه ؟

إبتسم الاب قائلا :
- طبعا يابني ربنا يبارك فيك ، بس الحقيقه فاروق مش مخليني محتاج حاجه ودايما معايا الحمد لله وبيجيلنا في اليوم أكتر من مره ربنا يبارك فيكم جميعــا

إبتلع إسلام ريقه بإحراج وقال :
- طيب يا عمي لو إحتجت أي حاجه كلمني وانا هاجي لحضرتك فورااا ، وإعتبرني برد أي حاجه من جمايل محمد عليا

- بإذن الله يا بني ، إتفضل ادخل طيب
- ربنا يبارك في عمر حضرتك ، بعد إذنك
_____________
هبط درجات الدرج والحزن يملأ قلبه ووقف أمام المنزل وهو يقول بضيق :
- حتي دي كمان عملتها يا فاروق ، أكتر وقت كانوا محتاجيني فيه لاقوك إنت بدالي ، حقيقي انا مستحقش اني أكون " صديق " أصلا
نظر أمامه فإذا به يراه مره آخري ..

ل__رقيه_طه
يتبع.............عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent