رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه
رواية في الحلال الفصل الحادي عشر 11
عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب💕
💕
- الحلقه الحادية عشر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هبط درجات الدرج والحزن يملأ قلبه ووقف أمام المنزل وهو يقول بضيق :
- حتي دي كمان عملتها يا فاروق ، أكتر وقت كانوا محتاجيني فيه لاقوك إنت بدالي ، حقيقي انا مستحقش اني أكون " صديق " أصلا
نظر أمامه فإذا به يراه مره آخري ، إلتفت للجانب الآخر سريعا وأخذ يفكر ماذا يفعل ؟ هل يذهب ويحدثه ام يرحل بهدوء ؟ ولكنه سرعان ما شعر بالحزن عندما تذكر كلمات فاروق الآخيره :
- ممكن بقي مشوفش وشك قدامي تــــاني ؟ ولا دي كمان صعبه ؟ وعلي فكره عمري ما هسامحك ولا هعفيك من المسئولية
تنهد بحزن وألقي علي فاروق نظره آخيره قبل الرحيل ومن سوء حظه ان فاروق شاهده بالفعل ولكنه لم يعره أي إهتمام وذهب بعيدا .. شعر إسلام بالإحراج وأسرع الخطي كي يختفي من هذا الشارع حتي لا يراه ثانيه ..
عـــاد إلي منزله في صمت ودخل غرفته وإستلقي علي فراشه ونظر للسقف كــالعاده وأخذ يتذكر أيامه مع محمد
_____________
في صباح اليوم التالي ذهبت سلمي للجامعه وهي ترتدي الجيب كما وعدت حفصه وأيضا كانت علي وضوء لكي تصلي الظهر هناك كما اتفقا ، تقدمت سلمي من صديقاتيها وقالت بفرحه :
- يا عيــال إيه رأيكم في الطقم ده حلو ؟
اومأت هند برأسها موافقه وقالت بإبتسامه :
- حـلو يا سلمي الف مبروووك عليكي
ثم تابعت فاطمه :
- حلو أسلمي ، بس الجيبه دي مش بتشنكلك ؟!!
نظرت إليهما سلمي بسعاده وقالت :
- ده مش طقم جديد ، هو كان عندي بس مكنتش بلبسه يعني
ثم نظرت لفاطمه وقالت بمزاح :
- لأ مش بتشنكلني ياختي
وكادت أن تخرج لسانها لولا تذكرها انها في الجامعه ومن الممكن أن يلحظها أحد ، جلسن يتحدثن قليلا حتي أذن الظهر ، نهضت سلمي من مكانها وقالت بحماس :
- يا بنات أنا رايحه أصلي ، هتيجوا معايا ؟
قالت هند بإحراج وتردد :
- مش هينفع علشان مش متوضيه ، هصليه لما أروح بقي إن شاء الله
لم تنظر سلمي لـ فاطمه لأنها كانت تتوقع إجابتها فلم تهتم وذهبت بمفردها لأداء الصلاة وقبل أن تغادر قالت بسعاده :
- هصلي وأجي علطووول يا عيـــال ، اوعوا تتحركوا من هنا
أجاباها بالموافقه فذهبت سلمي بينما جلسا هما للتحدث فقالت فاطمه بتعجب :
-
إنتي مش حاسه إن سلمي متغيره شويه اليومين دول ؟!!
نظرت لها بعدم إهتمام وقالت :
- عادي
شعرت فاطمه بالإنزعاج من الرد الغير مبالي وقالت بغضب :
- يعني إيه عادي يا هند ؟!! هي مش صحبتك برضو ولا إيه ؟ يعني لازم تهتمي لأمورها
إعتدلت هند في جلستها ونظرت لفاطمه بتعجب وقالت :
- طيب وهو انا عملت إيه يدل علي إني مش مهتمه بيها ؟! البنت حبت تحسن من نفسها شويه إيه المشكله ؟ ربنا يهديها
تنفست فاطمه مرارا وقالت بضيق :
- يعني إنتي مش حاسه انها بقت غريبه اليومين دول ومش قريبه مننا زي الاول ؟
أومأت رأسها نفيا وقالت موضحه :
- كل الحكاية يا ستي إنها بقي ليها إهتمامات تانيه وكل ما تكلمنا في الحاجات بتاعتها دي إحنا ناخد الموضوع بهزار وتريقه ، فبقت تعمل اللي هي عاوزاه حتي لو إحنا مش موافقين
نظرت لها فاطمه بعدم إقتناع وقالت :
- يعني إنتي شايفه إن ده عادي ؟
أجابتها علي الفور :
- اه طبعــا عادي ، دي حياتها وهي حره فيها ، زي ما إحنا بنعمل اللي إحنا عاوزينه هي كمان من حقها تعيش حياتها براحتها ، وسواء انا مع التغيير ده او لأ برضو ميحقليش اني اتدخل في حياتها الشخصيه
كادت فاطمه أن تتحدث لولا ان قاطعتها هند وتابعت :
- كمان يا ستي متقلقيش سلمي بتحبنا جـــدا ومستحيل تتغير علينا
تنهدت فاطمه بعدم رضا وقالت :
- جــايز !
وبعد عشرة دقائق تقريبا عادت سلمي وعلي وجهها ملامح السعاده وقالت لهما بحماس :
- جيـــت
أطلقت هند ضحكة عاليه وقالت ساخره :
- أراجـــــل ! جيتي والله ؟ مش معقوووله
ضربتها سلمي علي كتفها وقالت بمزاح :
- بس يا به
إبتسمت فاطمه لمشاهدتها هذا المشهد وقالت بفضول :
- إيه سر السعاده دي كلها يا حجه سلمي ، فرحينا معاكي
تنهدت سلمي بـ راحه وقالت بسعاده :
- حاسه إني مرتاحه وأنا مصليه الفرض اللي عليا في وقته كده ، دلوقتي بقي هعمل كل اللي انا عاوزاه في الجامعه من غير تأنيب ضمير
ابتسمت هند ولم تتحدث وكذلك فاطمه
__________________________
مر إسبوع كـــامل وإسلام علي نفس الحاله ، لا يخرج من غرفته إلا إذا ذهب لشراء طلبات المنزل ويدخل مره آخري ويغلق الباب خلفه ، لم يذهب إلي الجامعه منذ وفاة صديقه محمد لانه لا يستطيع الذهاب هناك بدونه ، لا يستطيع تحمل مشاهدة كل الأماكن الذي كان يجلس بها محمد معه ، لا يستطيع رؤية الطاولة التي كان يفضلها محمد منذ أول يوم في الجامعه وكان يجلس بها كل يوم بلا إستثناء ، لا يستطيع رؤية صديق آخر يجلس بجواره في المدرج ، لا يستطيع تخيل أي شئ بدون محمد لذلك إكتفي بوجوده في المنزل مع أحلامه
كادت والدته أن ينفطر قلبها علي ولدها الوحيد وعلي الحاله التي تراه عليها منذ وفاة صديقه ولكنها لم تكن تستطع التحدث معه لأنها تعلم مكانة محمد في قلبه ، قررت أن تستجمع شجاعتها وطرقت عليه الباب بخفه فسمعته يقول بصوت خفيض :
- نعم ، عاوزه حاجه يا هند ؟
فتحت باب الغرفه وأطلت برأسها مبتسمه وقالت :
- دي انا يا حبيبي ، ينفع ادخل
نهض إسلام من فراشه وجلس علي حافته وقال محاولا تصنع الإبتسامه :
- طبعا يا أمي إتفضلي
جلست بجواره علي حافة الفراش ومسحت علي شعره بحنان ونظرت له بعينين لامعتين وقالت :
- هتفضل علي الحال ده كتير يا إسلام ؟
تنهد بحزن وقال بتأثر :
- مكنتش أعرف إني بحبه اووووي كده يا امي ، عمري ما كنت اتخيل إنه ممكن يختفي من حياتي فجأة كده ، ده انا كنت حاسس انه كل حــاجه ليـــا في الدنيا ، كان الأب والاخ والصديق وكل حــاجه ، لحد دلوقتي مش مصدق اني مش هشوفه تاني ، خلاص مبقيتش حاسس إن حياتي ليها معني وبقيت كاره كـــل حـــــــاجه
ثم تنهد مره آخري قائلا :
- الحمد لله
تحركت دمعه في عينها ولكنها حاولت الإحتفاظ بها كي لا تزيد من ألم ابنها وربتت علي كتفه قائله :
- لو الحزن ده يابني هيرجع اللي راح كنت هقولك احزن وعيط وكسر الدنيــــا كلهـــا ، بس خلاص ده قدر ربنا وإحنا لازم نرضي بيه
ثم نظرت إليه بإبتسامه رضا وقالت :
- فاكر يا إسلام لما أبوك مات ؟ كنت إنت ساعتها في 2 ثانوي وهند في 3 إعدادي ، ساعتها انا حسيت اني اتكسرت بمعني الكلمة ومبقاش ليا ظهر ولا سند خلاص ، حسيت اني خايفه من مسئوليتكم واني مش هقدر أشيلها لوحدي خلاص ..
بس لما قعدت أفكر مع نفسي لقيت إن ربنا رحيم اوووي ومفيش حاجه بتحصلنا غير لما يكون لينا الخير فيها وكمان طالما ربنا كتب الحاجه دي يبقي إحنا لازم نرضي ونصبر ، ماهي الجنه مش ببلاش برضو
ثم مسحت علي شعره مره آخري وقالت بسعاده :
- وأديك أهو كبرت وبقيت مهندس اد الدنيـــا وأختك الحمد لله دخلت تربيه إنجليزي وعرفت أربيكم لوحدي أهو ، قصدي ربنا ساعدني واعطاني القوه والصبر واتحملت كل حاجه علشان أشوفكم كده وعلشان أحقق اللي ابوك كان بيحلم بيه دايما
علشان كده يابني الحياه مبتقفش علي حد ، ولو الميت ده غالي علينا فعلــا يبقي نعمل اللي يفيده فـ قبره مش نقعد نزعل ونعيط وخلاص
نهضت الأم من مكانها وهمت بالخروج لكي تفسح له المجال للتفكير في كل ماقيل وإعاده ترتيب حياته مره آخري ، جلس إسلام يفكر في كلام والدته وكلماتها الأخيره تتردد علي اذنيه مره تلو الآخري :
" لو الميت ده غالي علينا فعلــا يبقي نعمل اللي يفيده فـ قبره مش نقعد نزعل ونعيط وخلاص "
أخذ نفس عميق وهو يسمح علي شعره عده مرات وتنهد قائلا للفراغ :
- يعني إنت ممكن تكون محتاجلي دلوقتي يا محمد ؟ حاضر يا محمد هحاول أعمل كل اللي انت نفسك فيه بس إنت إدعيلي
انتبه لما يقول فضحك بسخريه وقال :
- قصدي انا اللي هدعيلك !
____________________
مر الإسبوع علي سلمي وقد نفذت كل ما إتفقت عليه مع حفصه وحان الوقت المنتظر ، تقرير نهاية الإسبوع .. جلست علي حاسبها وبعثت برسالة لحفصه :
- إنتي موجوده ؟
- أيــون بس عامله اوف لاين كالعاده
- هههههههه اه منا إتعودت علي كده ، المهم جيبالك التقرير بتاع الإسبوع
- ههههههههههههههه ماشي قولي
أرسلت سلمي وجه ضاحك بأسنان ناصعه البياض وتابعته بكلمة :
- لبست وصليت
نظرت للشاشه بتعجب وكتبت :
- ده اللي هو إزاي يعني ؟!
- إيــــه يا بنتي إنتي نسيتي ولا إيه ؟
إبتسمت حفصه بإحراج وكتبت :
- معلش يا بنتي أبو العيال مطلع عيني ومبقيتش مركزه في حاجه
إتسعت عينا سلمي وكتبت بتعجب :
- إيــــه ده هو إنتي متجوزة وعندك عيال كمان ؟ صحيح انا إزاي متعرفتش عليكي ده كله
أطلقت حفصه ضحكه عاليــه وكتبت :
- بهزر معاكي يا بنتي ، انا لسه مخطوبه ، المهم بقي إيه حكاية لبست وصليت دي ؟ معلش نسيت انا اسفه
مطت سلمي شفتاها للأمام وكتبت بلوم :
- مش إنتي قولتيلي من إسبوع إني ألبس جيبات وأصلي الظهر في مسجد الكلية وانا وعدتك اني هحاول أعمل كده ؟ اهو جيت أقولك الأخبار بقي بس باين عليكي نسيتي
أحست حفصه بالإحراج فكتبت محاوله إمتصاص حزن سلمي :
- اااه صحيح ، قوليلي بقي عملتي إيه ؟ معلش والله مشغوله شويه اليومين دول فنسيت ، معلث بقي
- كنت بقولك يا ستي إني طول الإسبوع التزمت بالصلاة في مسجد الكلية وكمان ملبستش بنطلونات خــالص ، أقولك كمان علي سر خطيــــر ؟
كتبت حفصه بحماس :
- قولي قولي
تنهدت سلمي بسعاده وكتبت :
- أنا قررت إني مش هسيب أي صلاة في الجامعه تاني وكمان قررت أبطل بنطلونات خـــالص بقي واللي يحصل يحصل ، وبإذن الله أكون أد القرار ده .. عموما هو كده كده الإمتحانات قربت وبعدين السنه هتخلص وعلي السنه الجديده هجيب لبس جديد إن شاء الله ، فهحاول بقي أقضي الكام إسبوع دول بالجيبتين اللي عندي لحد ما اجيب جديد بإذن الله
ثم نظرت للسماء عبر نافذة غرفتها المفتوحه وقالت بحماس :
- مش مهم أي حـــاجه ، المهم إنك ترضي عني يا ربي
كادت حفصه أن تقفز من مكانها من الفرحه وكتبت بسعاده بالغه :
- الف مبرووووك يا سلمي ، قرار في محله وفي وقته المناسب , فرحتيني واللــــه وشيلتني عني شويه من همومي ، ربنا يثبتك يا حبيبتي ويرضي عنك
إتسعت عينا سلمي وشهقت بخوف وكتبت :
- هموم إيه خير ؟ وكمان انا متعرفتش عليكي فعلا ومعرفش إنتي أد إيه لحد دلوقتي تصوري ؟
- ههههههههههه بس أنا عارفه إنتي أد إيه بقي ، عموما يا ستي أنا في سنه رابعه كلية سياسه وإقتصاد ومخطوبه وبإذن الله فرحي بعد الإمتحانات علطول ، هـــــانت ^^
ظلت تنظر للكلمات بسعاده وكأنها هي من ستكون العروس بعد شهر وليست حفصه ، رددت الحمد لله في نفسها ثم كتبت ببهجه :
- ماشاء الله والف الف مبروووووك ربنا يسعدك ، أومال مهمومه ليه بس ؟
تذكرت حفصه ماحدث فتنهدت بضيق وكتبت :
- مفيش يا ستي خطيبي مُصر إننا نسافر نشتغل برا وأنا مش عايزه وفي شويه مشاكل كده ، ربنا يلهمنا الصواب ويفعل لنا الصالح ، متشغليش بالك إنتي وخدي بالك من نفسك بس
- يـــارب يفك كربك يا حفصه ويتمملك علي خير بإذن الله
- آمين يـــارب
___________________
أنهت سلمي المحادثه مع حفصه وأغلقت حاسبها ، ذهبت لخزانتها وقامت بفتحها وإنتقاء بعض الملابس لإعاده ترتيبها من جديد وإخراج الغير مناسب منها فأمسكت بأول بنطال وأخذت تحدثه بصوت مرتفع :
- امممم إنت مش هينفع تتلبس برا تاني ، أخرك في البيت ياحــلو ، في بنطلون محترم يرضي علي نفسه إنه يكون ضيق كده ؟ هــــــــاه ؟!!
وألقت به علي الفراش ونظرت لأخيه القابع في الخزانه وأخرجته ونظرت إليه بإعجاب وقالت :
- أما إنت بقي بصراحه خساره أبوظك في البيت ، خليك بقي ما اتجوز أهو تنفع برضو
ثم أطلقت ضحكه عاليه وهي تخرج الثالت وقالت :
- ههههههههاي بس إنت بقي حكايتك حكاية ، بقولك إيه إنت اخرك تبقي قماشه للمطبخ أصلا ، انا أعرف يا اخويا كنت بلبسك إزاي ؟!! تعالي جبت اخواتك يا حلــــو
وأخذت تنظر إلي بعض البديهات والفيستات وتلقي بهم علي الفراش أيضا ، ثم نظرت
للدولاب فجأة وقالت بذهول ممزوج بالضحك :
- يا حلاوه ، ده الدولاب بقي أبيض !!
أغمضت عينيها وتنهدت بعمق قائله بحسم :
- سلمي وبعديــــن ، إحنا قولنا رضا ربنا أهم يعني رضا ربنا أهم ، هلبس اللي هينفع عندي ويرضي ربنا وبعد الإمتحانات أجيب جديد إن شاء الله ، فهمتي يا أنا ؟
دخلت ولاء الغرفه فجأة فصُدمت من هذه الفوضي وقالت بصراخ :
- إيـــــــه يا سلمي ده حرام عليكي بهدلتي الاوضه وأنا لسه مرتباها ، رجعي كل حاجه مكانها بقي اوووف
إبتسمت سلمي بهدوء وقالت :
- ماشي يا حجة حـــاضر ، إصبري عليا بس
أخذت تنظر للملابس المنثورة علي الفراش مرة آخري وقالت بتعجب :
- طلعتي الهدوم دي كلها ليه كده ؟
نظرت إليها سلمي بثقه وقالت ببراءة مصطنعه :
- هرميهم
رفعت ولاء حاجبها وقالت حانقه :
- هترميهم إزاي يعني ؟!!
نظرت لهم سلمي نظرة وداع وقالت براحه :
- يعني خلاص قررت مش هلبس ضيق تاني ، والهدوم دي كلها مترضيش ربنا وأنا مش هلبسها تاني
أمسكت ولاء بالملابس وأشارت بهم لسلمي وقالت بتأفف :
- وهو اللي يرضي ربنا يعني إنك ترمي الهدوم دي كلها وإحنا دافعين فيها فلوس
أمسكت منها الملابس ووضعتها علي الفراش مرة آخري وقالت مطمئنه إياها :
- متخافيش يا ولاء مش هرميهم في الزباله أكيد !! أنا بس هلبسهم في مكانهم المناسب وبعدين خلاص أنا اخدت قراري هرجع فيه ، يأما تساعديني يأما متعترضيش علي الحاجات الصح اللي بعملها
ثم ارتمت علي الفراش وقالت بضجر :
- مش كل ما أعمل حاجه صح تقعدوا تأنبوا فيا وتتريقوا عليــــا ، أنا زهقــــــــــــــت
شعرت ولاء بالغضب من كلماتها فقالت وهي تغادر الغرفه :
- إنتي حره !
تنهدت سلمي بحزن وقالت هامسه :
- حتي إنتي يا ولاء ! يلــا أمري لله هكمل طريقي لوحدي ، ربنا يخليكي ليــــا يا حفصه وتفضلي تشجعيني دايما
_____________________
جلس إسلام يفكر في كلام والدته لساعات حتي أخذ قرار مـــا ، بدل ملابسه وهبط من منزله متجها إلي منزل فاروق ، فور وصوله صعد الدرج بتوتر وما إن إقترب من باب الشقه حتي أحس بالخوف أكثر ، أخذت يده تقترب من الباب وتبتعد مره آخري وتكرر هذا الوضع أكثر من مره حتي إستجمع شجاعته وقام بطرق الباب طرقات خفيفه ، سمع فاروق يقترب من الباب شيئا فشيئا وهو يقول :
- ميــــن ؟
تنحنح إسلام وإستجمع قواه وقال بصوت خفيض :
- أنا إسلام يا فاروق
ثم هبط من علي الدرج بضع درجات ، قام فاروق بفتح باب منزله ونظر لإسلام متعجبا ولم يتحدث بينما إبتلع إسلام ريقه وقال بصوت متقطع :
- إزيك يا فاروق ؟
لم يلتفت له فاروق وأجاب بسرعه :
- الحمد لله
ساد الصمت للحظات حتي قطعه إسلام مره آخري وقال بإحراج :
- كنت عاوز منك طلب يا فاروق
لم ينظر له فاروق ولم يتحدث فأكمل إسلام بتوتر :
- فاروق ممكن تساعدني أكون زي ما محمد كان عاوز ؟ عاوز أقرب من ربنا وأبقي عايش صح زي ما كان دايما بيقولي بس مش عارف أعمل إيه وأبدأ منين ؟
لم يتأثر فاروق بكلماته وأجابه بصلابه :
- إسلام هو أنا مش هقولتلك إني مش عاوز أشوفك تاني ؟
صُدم إسلام من هذا الرد القاسي وشعر وكأن شخص ما سكب عليه أكوابا من المياه المثلجه في ليالي الشتاء البارده فما كان منه إلا أن ينظر إلي فاروق بذهول ولا يتحدث ، أحس
فاروق بصعوبه كلماته فقال مفسرا :
- بص يا إسلام ، انا مش قادر أنسي المنظر اللي أنا شوفته يوم وفاة محمد ومش قادر أسامحك ولا أنسي إنك كنت السبب الأساسي في بعده عن ربنا وموته علي الحاله دي علشان كده مش عايز أشوفك تاني وده أفضل ليا وليك
كانت كلمات فاروق حاده للغايه مما جعل إسلام يرجع للخلف بضع خطوات مستعدا للهبوط
وهو يقول بحزن عميق :
- ماشي يا فاروق شكرا
ثم نظر لعينيه بعمق وقال متأثرا :
- بس ما تنساش إني جيت في يوم وطلبت منك إنك تاخد بإيدي للجنه وإنت رفضت تساعدني ، يعني إنت دلوقتي عملت زي ما أنا عملت مع محمد بالظبط ، مش فارقه كتير
ألتف بوجهه إلي درجات الدرج وأخذ يهبطها ببطء وهو يقول :
- بعد إذنك يا صاحب صاحبي
كــــان يتوقع أن يعود إليه فاروق ويعتذر ولكنه وجده دخل إلي منزلة وأغلق الباب وراءه وكأن شيئا لم يكن !
لــ رقيه_طه
يتبع.......
•تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية