Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل الثالث عشر 13 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

 رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل الثالث عشر 13


الحلقه الثالثة عشر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمع إسلام طرقات علي الباب فأخد ينادي علي والدته وهند لكي تفتح إحداهما 
الباب ولكنهما لم يسمعانه فقرر أن يذهب ليفتح هو .. فتح بإبتسامته المعتاده ولكن سرعان ما تحولت هذه الإبتسامه إلي حاله من الذهول وقال بصوت مختنق :
- مــــحـــــمــــــــد !!
رأي محمد أمامه ينظر له بإبتسامته المعتاده ووجهه المشرق ، إقترب منه ليرتمي في أحضانه ويعتذر له عن كل ماحدث ، يطلب منه السماح ويعده بأن يكون الشخص الذي تمناه طيله حياته .
إقترب منه أكثر ليلمسه ولكنه لم يجده !! نعم إنه كان يتخيل ، كثرة التفكير في محمد جعلته يتخيل وجوده معه الآن ، جعلته يسمع نفس نقرة الباب التي كان يفعلها محمد ، جعلته يراه بنفس وجهه المشرق الباسم ، جعلته يشعر بروحه الطيبه ، جعلته يتألم ..
نعم يتألم .. فكيف لإنسان أن يكون له صديق مثل هذا ويذهب منه هكذا دون سابق إنذار ، هل من الممكن أن يجد صديقا آخر يحبه كحب محمد له ؟ صديق يحبه أكثر من نفسه ؟ في الغالب لا ، فشخص مثل محمد لا يتكرر كثيرا ..
أغلق الباب خلفه وذهب لغرفتة كالعاده ، ولكن هذه المره لن يجلس ويتذكر ذكرياته مع صديق عمره ويتألم ويشعر بالمراره ، لا .. بل سيعمل ..
نعم سيعمل علي نفسه ليصبح أفضل ، سيستثمر هذه الأجازه أفضل إستثمار ، لن تكون أجازة مثل باقي الأجازات .. لا .. بل سيخرج منها إسلاما جديدا ..

نظر إلي وجهه في المرآه وقال بصرامه :
- حــــاضر يا محمد ، هكون زي ما إنت عايز بإذن الله
_______________________

أخذت سلمي تفكر كثيرا في كلمات حفصه ، لا تعرف كيف ستعيش بدونها بعد أن إعتادت عليها ولكنها كانت تتذكر دائما كلماتها الآخيره :

" معاكي قرآنك ودعائك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه "

وأخدت تردد :
- معايا سلاحي صح ، اللي معاه ربنا مش هيحتاج مساعده من حد

ثم نظرت لنفسها في المرآه وقالت بقوه :
- إنتي قويه يا سلمي وهتقدري علي نفسك ، هتواجهي الناس كلها ومش هيهمك كلام حد طالما اللي بتعمليه ده يرضي ربنا ، انتي اللي هتتحاسبي لوحدك يا سلمي ومحدش هينفعك ، فوقي كده وواصلي طريقك بنفسك ، انتي قويه وهتعمليها بإذن الله

ثم نظرت إلي الارض وقالت هامسه :
- بس كل شويه يتريقوا والموضوع كده بقي متعب أوي

رفعت رأسها مره آخري وقالت بحماس :
- مايهمنيــــــش ، أنا اللي صح وهما اللي غلط ، يبقي المفروض مين يتكسف من مين بقي ؟!!

نظرت للسماء وقالت برجاء :
- يــــــارب قدرني علي مواجهتهم ، يـــارب ثبتني علي طاعتك ، يـــــارب قربني منك أكتر وإرضي عني وإجعلني من أهل الجنــه وأحشرني مع الأنبياء والصحابه يــــارب

ثم نظرت للمرآه مره أخري وحدثت نفسها مبتسمه :
- كده بقي يا ست سلمي عملنا الآتي :

- بطلنا مسلسلات وأفلام
- بدلنا الأغاني وخليناها أناشيد
- بطلنا نكلم أولاد إلا للضروره
- واظبنا علي الصلاة في البيت وبرا البيت
- بطلنا البنطلونات اليـــع دي !
- بطلنا ننشر صور بنات ع النت

امممم أعتقد بقي الخطوه الجايه المفروض أطول الطرحه شويتين تلاته خمسه كده ، وكمان أبطل أسلم علي رجاله ، هييييح بقي ، يــــــارب قدرني ومحدش يكسفني وخصوصا في حكاية السلام دي

وفي وسط ما كانت سلمي غارقه في أحلامها وطموحاتها ، إذ تدخل عليها ولاء متسائله :
- سلمي هو أنا ممكن أسألك سؤال ؟

نظرت لها سلمي بإبتسامتها المعتاده وقالت :
- قــــول ياعم أبو عصام

تنحنحت ولاء بحرج وقالت :
- مش هتزعلي يعني ؟!

زفرت سلمي بقوه وقالت :
- يا بنتي إخلصي ، منا عارفه انك هتقولي حاجه رخمه كالعاده

ضحكت ولاء بإستفزاز وقالت :
- هو إنتي لسعتي ؟!!

أطلقت سلمي ضحكة عاليه وقالت بتعجب :
- إشمعني ؟

- أنا متابعه الحوار العجيب اللي إنتي عملتيه مع المرايه ده ، حاسه إنك من ساعة ما عرفتي حفصه دي وإنتي لاسعه شويتين كده ، ما تقوليلي إيه الموضوع يمكن أقدر أقدم أي مساعده

شعرت سلمي بالحرج وضربت أختها علي كتفها قائله بضيق :
- يابويا علي الرخامه بتاعتك ، مش تقولي من بدري إنك سامعه يا بنتي !! عــــادي يعني إيه المشكله لما الواحد يكلم نفسه شويه ويرتب أفكاره ؟ حرام ولا إيه ؟
- لا مش حرام ولا حاجه ، براحتك

عقدت ذراعيها أمام صدرها ورفعت حاجبها قائله :
- طيب لما هو براحتي يبقي لما تلاقيني بكلم نفسي شويه سيبيتي لوحدي علشان أرتب دماغي وأفكاري ، مش كل شويه تنطيلي كده وتقعدي تسأليني علي اللي بفكر فيه

زفرت ولاء بضيق وقالت بعصبيه :
- وهي دي مش أوضتي أنا كمان ولا إيه ؟!!

أومأت برأسها إيجابا وإبتسمت موضحه :
- عارفه إنها إوضتك إنتي كمان ، بس لازم يا ولاء تحترمي حريتي ، لازم تكوني عارفه إني ليا مساحتي الخاصه ومش بحب حد يتدخل فيها

رفعت ولاء حاجبها وقالت بعدم فهم :
- يعني إيه ؟ مش فاهمه حاجه !!

ربتت علي كتفها بحنان وقالت :
- بصي يا ولاء ، كل إنسان فينا بيكون سعات محتاج يقعد مع نفسه من غير دوشه ، محتاج يفكر كـتير في حياته ويرتبها صح ، محتاج من وقت للتاني يظبط دماغه ويظبط أولوياته ، علشان كده ما ينفعش كل ما تشوفيني سرحانه مثلا أو بفكر الاقيكي جايه تعترضي وتتريقي علي تفكيري ده ..

ثم اردفت قائله :
- أنا من حقي أعمل أي حـــاجه في الدنيا طالما مش بغضب ربنا ، ومحدش من حقه يمنعني أو يتريق علي تصرفاتي دي ، فاهماني ؟

عقدت ولاء ذراعيها أمام صدرها ورفعت حاجبها للأعلي وقالت بضيق :
- أومال إشمعني بقي كل شويه تقوليلي ما تعمليش كذا علشان حرام ، عيب ، ميصحش ؟!! مش إنتي بتقولي كل واحد حر في تصرفاته

ضحكت رغما عنها وقالت :
- هتفضلي طفله وعنديه كده لحد إمتي يا ولاء ؟ كملي الكلام للآخر يا بنتي ، كل واحد حر في تصرفاته طالما مش بيغضب ربنا ، لكن لما أشوفك بتعملي حاجه حرام ما ينفعش أسكت عليها .. تمام يا باشا ؟
أومأت برأسها إيجابا وتركتها وغادرت كعادتها ..
____________________

بدأ إسلام في تنفيذ الخطه ، يذهب إلي المسجد محاولا البحث عن الصحبه الصالحه ويعود مره آخري بلا فائده ، مر حوالي شهر وهو علي هذه الحاله ، لم يشعر بالراحه التي كان يتوقعها !!
هل الخطأ منه أم من الظروف ، ظل يدور في غرفته لبعض الوقت محاولا التفكير

 ثم نهض فجأة وذهب لغرفة هند وطرق الباب بمرح وقال :
- بــت يا هند إفتحي الباب

إتسعت عيناه هند من الدهشه وهرولت بإتجاه باب غرفتها وقامت بفتحه علي الفور وقالت بسعاده :
- أخيييرا يا إسلام بدأت ترجع لطبيعتك ، من زمـــان اووي مشوفتكش بتقولي كده

أخذ ينظر لها بضع لحظات ثم جذبها من يدها وأجلسها بجواره علي الفراش وقال بإبتسامه خفيفه :
- بحــاول والله يا هند بس مش قادر ، حاسس إن حياتي ملهاش معني ، حتي التجربه اللي بدأت فيها باين عليها فشلت ! قولت أجي أتكلم معاكي شويه يمكن أرتاح

تنهدت بأريحيه وقالت بحنان :
- يـــــاه يا إسلام أخيييرا ، منا ياما حاولت معاك إنك تفضفضلي بس إنت مكنتش بتوافق ، هاه قولي يا سيدي إيه الخطه اللي كنت بتقول عليها دي ؟ وليه فشلت ؟

إلتف لها بكامل جسده وقال بجديه :
- كنت يا ستي قررت كده خير اللهم أجعله خير يعني إني أبطل استهتار شويه وأعيش حياتي صح علشان أحقق حلم محمد اللي كان طول عمره بيحلم بيه وأنا مكنتش بوافقه ساعتها ، يمكن عرفت غلطي بس متأخر شويه ! علشان كده بقي قولت أكيد هلاقي الصحبه الصالحه في المسجد وكنت فاكر الموضوع سهل كده ، وبقالي حوالي شهر أهو مواظب علي الصلاة في الجامع بس للأسف ملقيتش الصحبه الصالحه برضو .. عارفه ليه ؟

نظرت له متلهفه وقالت :
- ليـــه ؟!!

نظر لها والحزن يملأ وجهه وقال بصوت منخفض :
- لأن تقريبا كل اللي كنت بشوفهم هناك رجاله كبار وبصراحه كنت بتكسف أروح أتكلم معاهم ، كنت متوقع إني إلاقي شباب في سني كتير هناك بس للأسف شوفت غير كده خـــالص ، معقــوله يعني الشارع كله مفيهوش شاب مواظب علي الصلاة في الجامع ؟!!

ابتسمت هند قائله :
- طيب ما إنت زيهم يا إسلام ، مستغرب ليه بقي ؟!!

شعر بالحرج من كلماتها وقال هامسا :
- عندك حق ، بس خلاص أنا واظبت علي الصلاة في الجامع أهو وبرضو مش حاسس بحاجه ، يعني مش حاسس بطعم الصلاة ومش حاسس إني بدأت أقرب من ربنا شويه ولا أي حاجه ، عامل زي الآله بروح وباجي وخلاص ، مش عارف ليه ؟!!

ربتت علي كفه بخفه ونظرت له للحظات ثم إبتسمت قائله :
- بص يا إسلام ، لو إنت قررت تتغير علشان عاوز تبقي زي ما محمد بيتمني وخلاص يبقي عمرك ما هتحس بحلاوة القرب من ربنا ، أما بقي لو عاوز تتغير علشان ترضي ربنا بجد وعلشان نفسك وروحك تكون متعلقه بالله وكده ، ساعتها بس هتحس بحلاوه الإيمان .. يعني إنت بتتغير علشان نفسك أولا وأخيرا .. فاهمني ؟

إبتسم لها بسعاده وقال مازحا :
- إيــــه الكلام الكبير ده ياعم ، والله الواحد عمال يكتشف حاجات غريبه في البيت ده ، زي ما أكون مكنتش عايش معاكم قبل كده !

ثم أردف قائلا :
- تفتكري يا هند هو ده الحل فعلا ؟

نظرت له بثقه وأومأت برأسها إيجابا فنظر لها بفرحه كالأطفال وقال :
- طيب هتساعديني ؟

جلست تفكر للحظات ثم قالت بتردد :
- بص انا هشجعك ، لكن ما أوعدكش اني هعمل زيك

نظر لها بلوم وقال بحزن :
- ليـــه ؟
- معلش يا إسلام خليني علي راحتي ، أنا هحاول بإذن الله أعمل كل اللي أقدر عليه معاك علشان ترتاح وترجع زي زمان ، لكن أنا حابه نفسي كده

- ماشي يا هنود براحتك ، وبإذن الله هرجع أفضل من الاول
______________

ظهرت نتيجة إمتحانات نهاية العــام ، كانت الفرحه تعم بعض المنازل بينما الحزن والبكاء يعم البقيه ولكن بفضل الله إستطاع أبطالنا الفرار بنفسهم من عام دراسي إلي عام دراسي آخر
حصلت سلمي وهند علي تقدير : جيد
بينما حصلت فاطمه علي تقدير : مقبول

كان من المعتاد حصول إسلام ومحمد علي تقدير جيد جدا ككل عام ، ولكن في هذا العام حصل إسلام علي تقدير جيد فقط بينما حصل فاروق علي تقدير جيد جدا أيضا أما عن ولاء فهي تستعد الآن لإستقبال سنه " الرعب " في وجهة نظر الطلاب والتي يطلق عليها ثانوية عامه
صعد إسلام للفرقه الرابعه بكلية الهندسه ، بينما صعدت كل من سلمي وفاطمه وهند للفرقه الثالثه .
__________

بدأ إسلام يعيد ترتيب أفكاره ويفكر في كل ما قالته هند ، نعم إنها محقه ، فهو يجب أن يتغير لنفسه وليس لأحد آخر ، أخذ قراره بأن يذهب للصلاة بـ قلبه ، يحاول إستشعار أنه يريد أن يذهب للمسجد لكي يقابل ربه ، لكي يجلس في هذا المكان المريح للنفس خمس مرات في اليوم الواحد ، لكي يقترب من الله أكثر ويعرف عن دينه أكثر ، كان عندما يعلم أن هناك درسا بعد الصلاة ينتظر ليسمعه ، كان يشعر بإنشراح قلبه وشعر أخيـــرا بلذة سماع كلام الله ومعرفة دينه .
أصبح كالمدمن للصلاة في المسجد ، لم يعد يترك صلاة واحده حتي صلاة الفجر التي كان يتركها دائما أصبح الآن يصليها بالمسجد دوما ، لم يكن يعرف ماهي الخطوه القادمه ولكن كل ما حرص عليه هو المواظبه علي الصلاة في المسجد وفقــــط .

وفي يوم من الأيام جلس بعد صلاة المغرب لسماع درس المغرب ، كان عن فضل القرآن الكريم وفي وسط الكلام قال الإمام هذه الآيه التي فسرت لإسلام كل شئ :

" ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾ "

هتف لنفسه قائلا :
- ااااه علشان كده بقي ، مش لاقي حياتي ولا لاقي نفسي لاني بعيد عن ذكر الله ، فين القرآن اللي المفروض أكون حافظه أو علي الأقل فاهمه وبعمل بيه ، فين لساني اللي دايما بيردد الأذكار والإستغفار والصلاة علي النبي ، إزاي زعلان إني مش حاسس بحاجه وهو التقصير مني أنا أصلا .

تنهد تنهيده قويه ونظر للفراغ نظره حاده وقال بثقه :
- بس الوضع ده مش هيستمر كتيــــر ، انا لازم ألاقي نفسي
____________
عـــاد إلي منزله مهرولا ودخل غرفته ، فتح مصحفه الذي لم يُفتح منذ زمن ، بدأ يقرأ فيه ولكن هذه المره يقرأ بقلبه بدلا من لسانه ..
كــان يقرأ ببطء شديد ، لم يهتم بعدد الصفحات ولكن إهتمامه كان بعدد الآيات التي تقشعر لها بدنه ، ظل يقرأ بهدوء ويحاول فهم وإستشعار معني كل آيه ، لم يترك آيه واحده إلا عندما ينظر لتفسيرها ويفهمها جيدا .
إنتهي من القراءة فوجد نفسه قد قرأ ثلاث صفحات فقط ولكنه كان سعيدا للغايه لإستشعاره بكلمات القرآن تمس قلبه ، إستلقي علي الفراش وأخذ المصحف ووضعه فوق صدره وضمه بقـــوه وأغمض عينيه وذهب في النوم .
____________

كان يوم الجمعه يوم التجمع العائلي في منزل سلمي وذلك لأن والدها أكبر إخوته ، وجدته سلمي اليوم المناسب لتنفيذ خطتها ..

كان من المعتاد أن يجلس والد سلمي وإخوته في صالة المنزل بينما يجلس الأولاد مع بعضهما البعض في الغرفه المفتوحه علي الصاله ..

في السابق كانت سلمي تمزح وتمرح معهم بشده لأنهم بمثابه إخوه وإخوات لها ، ولكنها حاولت بقدر الإمكان التقليل من هذا المرح المفرط لعلمها بأنهم أجانب عنها وحكمهم كحكم أي راجل آخر

إنتظرت سلمي في غرفتها حتي دخلوا جميعا وجلسوا بإعتبار أنها مازالت ترتدي ملابسها ، خرجت وألقت التحيه علي والدها وإخوته ومن ثم ذهبت ووقفت علي حافة باب الغرفه التي يجلس فيها الأولاد قائله بإبتسامتها المعتاده :

- ازيكم يا جمـاعه عاملين إيه ؟

ردد الجميع التحيه بينما إختارت هي أقرب كرسي للباب وجلست عليه ، نظرت لها إبنه عمها بتعجب وهتفت قائله :
- إيه يا بنتي مش تسلمي ؟

أحست سلمي بالإحراج ولكنها سرعان ما وجدت حلا للموقف فقالت بمرح :
- يعني أسلم دلوقتي ولا أروح أجيب العصير ؟ العصير أهم طبعـــا

ثم قفزت من مكانها وذهبت مسرعه إلي المطبخ ، تنفست الصعداء فقد تم تنفيذ الخطه بنجاح ولم تصافح أي شاب باليد كما كانت تفعل في السابق ، أحضرت أكواب العصير وقامت بتقديمها وجلست وقد شعرت بالراحه الشديده ، ولكن هذه الراحه لم تدم طويلا ، فقد رن جرس الباب ونادي عليها والدها لتفتح الباب ، نهضت وهي تلقي نظره سريعه علي الحضور فتذكرت أن ياسر إبن عمها لم يأتي بعد فأحست بالإختناق وقالت لنفسها بتوتر :

- يــــادي النيله ، طب وأنا أعمل إيه دلوقتي بقي ؟!!
أخذت تمشي كالنمله لتحاول التفكير بقدر المستطاع في كيفيه الخروج من هذا الموقف ، 

فتحت الباب وبالفعل كان ياسر الطارق ، مد يده ليصافحها قائلا بإبتسامه خفيفه :
- إزيك يا سلمي

أحست بالتوتر الشديد ولم تكن تعرف ماذا تفعل فخرجت منها الجمله بكل براءة :
- إيدي مش بتسلم !

قطب حاجبيه وفتح فمه ونظر لها متعجبا وقال :
- إيــــه ؟

تنحنحت قائله بإحراج :
- إيدي مش بتسلم علي رجالة ، إحـــم قصدي يعني بطلت أسلم علي رجاله
وقبل أن يستطيع الرد عليها كانت قد إختفت من أمامه ،

 عبر الممر ودخل إلي الصالة وهو يضحك فسألة الجميع عن السبب فأجاب قائلا :
- سلمي مرضيتش تسلم عليا وبتقولي إيدي مش بتسلم علي رجالة !!

أطلق الجميع ضحكات عاليه إخترقت اذن سلمي وهي في غرفتها ، تحسست وجهها وإذا به ساخن جـدا وتتساقط منه حبات العرق ، جلست علي طرف الفراش وهي تقول بتوتر :

- طب وانا اخرج إزاي دلوقتي بقي ؟!!
ثم نظرت للمرآه وقالت بحسـم :

- خلاص مش طالعه ، مش مهم النهارده بقي

وقبل أن تكمل قرارها نادي عليها والدها مره آخري قائلا بصوت مرتفع :
- يــــاسلمي ، تعالي هاتي عصير لإبن عمك

كــــادت أن تصرخ من كثرة الإحراج فقالت لنفسها بضيق :
- يعني لــازم انا يا بابا ، ما تخلي ولاء تجيب طيب

ثم تنهدت قائله :
- أمري لله هطلع لما نشوف أخرتها .

خرجت من غرفتها متوجهه إلي المطبخ ، أحضرت كوب العصير وذهبت به إلي إبن عمها وقدمته إليه وهي تنظر للأرض بحرج وقبل أن تغادر المكان لتعود إلي الكرسي الخاص بها 

قال ياسر بطيبه :
- بس إنتي جدعه علي فكره

تعجبت سلمي ولكنها نظرت له بإبتسامه ولم تتحدث فأردف قائلا :

- إعملي اللي إنتي مقتنعه بيه بس واوعي يهمك أي حد
ثم نظر للجميع وقال ضاحكا :

- عارفين اللي هيفكر يسلم عليها تاني هقطعله إيده
كادت أن يغشي عليها من الإحراج ولكنها كانت في غاية السعاده ، فياسر قد ساعدها كثيرا في قرارها وسهل عليها الأمر بشده ، هذا الموقف جعلها تتحمس أكثر لتفعل المزيد فخرجت لوالدها واخوته ووقفت أمامهم قائله بسعاده :

- ممكن تيجوا تقعدوا معانا بقي ؟ يعني مش معقول كده كل مره نقعد لوحدنا ومنشبعش منكم

ثم نظرت لعمها قائله بحنان :
- ولا إيه يا عمو ؟

تبسم عمها قائلا :
- عندك حق والله يا بنتي ، بس تعالوا انتوا بقي علشان هنا المكان اوسع
كــادت أن تقفز من مكانها لولا خوفها من أن يراها احد ، فقد نجحت هذه الخطه أيضا ، دخلت وأخبرت الأولاد ورحبوا جميعا بالفكره وخرجوا للجلوس مع الكبـــار لكي تجتمع العائله كلها في مكان واحد
_____________
في المساء جلس إسلام أمام كتاب سيرة الرسول للشيخ محمود المصري الذي أحضرة عقب صلاة الجمعه مباشرة ، نظر إليه بسعاده فأخيرا سوف يعرف أكثر عن نبيه ، فتح الصفحه الاولي وبدأ يقرأ فيها حتي وصل للصفحه العاشره ، تركه وذهب إلي المطبخ ليحضر زجاجة المياه ويعود مره آخري ليكمل القراءة ولكن أثناء عودته سمع طرقات الباب ، لم يهتم في البدايه وأحس أنه يتخيل كالمره السابقه ولكنه سمعها مره آخري مما جعله يذهب ليفتح الباب .
فتح الباب بإبتسامته المعتاده ولكن عيناه إتسعت بشده عندنا رأي الطـارق !!

لــ رقيه_طه
يتبع............

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent