Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل الرابع عشر 14 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

 رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل الرابع عشر 14

عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب 💕
الحلقه الرابعة عشر :

في المساء جلس إسلام أمام كتاب سيرة الرسول للشيخ محمود المصري الذي أحضرة عقب صلاة الجمعه مباشرة ، نظر إليه بسعاده فأخيرا سوف يعرف أكثر عن نبيه ، فتح الصفحه الاولي وبدأ يقرأ فيها حتي وصل للصفحه العاشره ، تركه وذهب إلي المطبخ ليحضر زجاجة المياه ويعود مره آخري ليكمل القراءة ولكن أثناء عودته سمع طرقات الباب ، لم يهتم في البدايه وأحس أنه يتخيل كالمره السابقه ولكنه سمعها مره آخري مما جعله يذهب ليفتح الباب .
فتح الباب بإبتسامته المعتاده ولكن عيناه إتسعت بشده عندنا رأي الطـارق !!

فقط رأي فاروق واقفا يبتسم له بحنان ويمد ذراعيه له ، تعجب من المنظر فلم يتحرك 

ولكنه سرعان ما شعر بفاروق وهو يجذبه نحوه ويأخذه في حضنه ويقول بإحراج :
- أنـــــا أســـف ، والله ما كان قصدي .. بس شكل محمد وهو بيموت قدام عيني كان صعب اووي ومقدرتش ألاقي حد أطلع فيه اللي جوايا غيرك

ثم ضمه بقوه أكبر وقال :
- عـارف إني مكانش المفروض أعمل كده .. وبجد قلبي وجعني أووي لما لقيتك جيلي البيت وأنا مشيتك زعلان كده بس مكنتش قادر أسامحك ، ودلوقتي أنا جيت أعتذر اهو وأصلح غلطي فهل هتقبل إعتذاري ؟

شعر إسلام بالسعاده تغمر قلبه فنظر لفاروق قائلا بمرح :
- طيب إبعد كده يا عم ، حد يشوفنا ويفهمنا غلط

إرتفعت ضحكة فاروق وقال بسعاده :
- يعني سامحتني صح ؟

ربت إسلام علي كتفه قائلا بإبتسامه :
- سامحتك طبعــا ، أنا تقريبا مكنتش عايش الفترة اللي فاتت دي ومكنش عندي فرصه أصلا إني أزعل منك لأن قلبي كان واجعني علي محمد ، بس من كام يوم كده بدأت أقرب من ربنا والحمد لله قلبي بدأ يرتاح ، وأديك دلوقتي جيت أهو وفرحتني زياده
ظهرت ملامح السعاده والبهجه علي وجه فاروق وهم أن يضم إسلام مره آخري ولكنه 

سرعان ما وجد إسلام يبتعد ويقول مازحا :
- خلاص ياعم إنت مصدقت ، قولنا عيـــب الله

أحس فاروق براحة الضمير أخيـــرا وأن الهدف من الزياره قد إنتهي بنجاح فقال لإسلام بإبتسامه :
- طيب يا إسلام انا همشي دلوقتي بقي ، هنتقابل تاني كتيــر بإذن الله ومعلش لو جيت في وقت متأخر ولا حاجه بس مكانش ينفع أنام النهارده غير لما أصالحك

تبسم إسلام وصافحه وودعه ومن ثم دخل إلي غرفته وأغلق الباب خلفه وهو يتنهد بإريحيه ويقول :
- اللهم لك الحمد ، يـــارب ريح قلبي كمان وكمان
ثم أمسك كتاب سيرة الرسول مره آخري وشرع في القراءة
_______________

في اليوم التالي إتصل إسلام بفاروق وطلب منه لقاءه ليحدثه في أمر هام ، وبالفعل تقابلا وصافح كلا منهما الآخر وبدأ إسلام في الموضوع مباشره وقال :

- بص يا سيدي كان في واحد أعرفه عنده مشكله كده وكنت عايز أخد رأيك فيها علشان هو محتار
- تحت أمرك

حاول إسلام التحكم في تعبيرات وجهه كي لا يفهم فاروق وقال مبتسما :
- هو عرف بنت من علي النت وإتكلم معاها فتره كده والموضوع إتطور لحب وبعدين شوية تجاوزات كده في الكلام ، يعني مش كتير اوي بس هو برضو مش مرتاح ، هو طبعــا ناوي يتجوزها بس لما يتخرج ويشتغل ، هو كده عادي ولا إيه ؟

- إنت متأكد إنه بيحبها يعني زي ما بتقول ؟ يعني لو بعد عنها فتره كبيره مش هيقدر ؟ ولا هيكون مرتاح أكتر ؟

تردد إسلام قليلا ثم قال :
- بص هو حصل معاه ظروف كده ومبقاش يكلمها كتير وكان عايش عادي يعني ، بس هو برضو حاسس إنه بيحبها

تيقن فاروق ان إسلام هو صاحب المشكله ولكنه لم يرد ان يحرجه فأكمل قائلا :
- بص يا سيدي مبدأيا كده لا يجوز إنه يتكلم معاها لأن ربنا أكيد مش هيكون راضي عن كلامهم ده لانهم أجانب عن بعض ، كمـان أعتقد إن هو مش بيحبها ولا حاجه زي ما إنت بتقول

أجاب إسلام بسرعه رهيبه :
- لا والله هو مش بيلعب بيها ، هو بيحبها فعلا

حـــاول فاروق كتم ضحكاته بداخله وأخيــرا إستطاع بعد عناء وأكمل بهدوء :
- بص يا إسلام ، هو ممكن الإحساس اللي حاسس بيه ده مجرد فرحه بالإهتمام أو الكلمتين الحلوين اللي بيتقالوا أو الحاله الرومانسيه اللي بيعيشها او كده ، لكن حـــب بجد معتقدش ، لأن اللي بيحب حد بجد بيحافظ عليه من نفسه أصلا

ثم تنهد بسعاده وقال :
- يعني عندك أنا مثلا بـ ..

قاطعه إسلام بسرعه وقال بذهول :
- إنت إيه ؟ معقوله تكون بتحب والكلام ده ؟!!

قفزت السعاده علي وجه فاروق عندما تذكرها وحاول إخفاؤها ولكنه لم يستطع فقال بسعاده :
- بص هو أنا مش عارف اللي أنا حاسس بيه ده حب ولا لأ ، لكن كل اللي أقدر أقولهولك إني مش متخيل مراتي تكون واحده غيرها ومستني بفارغ الصبر اليوم اللي أتخرج فيه وأشتغل علشان أروح اتقدملها

ظل إسلام ينظر لفاروق وهو يتحدث بخجل هكذا حتي إنتهي فقال بمرح :
- سيدي يا سيدي ، إيـــه ياعم مانت طلعت رومانسي أهـــو ، أمال عمال تقولي حرام ولايجوز ليه ؟!!

أطلق فاروق ضحكة عالية وقال :
- ياعم طيب إستني بس لما أكمل كلامي ، بص يا سيدي ، انا اه بتمناها بقــالي كتير اوووي تكون من نصيبي بس والله عمري ما حسستها بحاجه ولا حاولت ألفت انتباهها بأي شكل من الأشكال ، كمان لو شوفتها بالصدفه دايما بغض بصري عنها علشان أحافظ عليها من نفسي .. يعني بحاول دايما أتقي الله فيها ومعملش أي ذنب يخلي ربنا يغضب عليــا ..
أقولك الصراحه ؟ هو أصلا المفروض الواحد ميعلقش قلبه بحد ويدعي بس ربنا دايما يرزقه بالزوجه الصالحه وألا يعلق قلبه بأحد سوي الله ، وأنا فعلـا حاولت كتير بس معرفتش ، فقولت بقي خلاص أخد خطوه إيجابيه وأحاول أجتهد في دراستي علشان أجيب تقدير وأشتغل بسرعه وبعدها أروح اتقدملها ، بس يا سيدي دي كل الحكاية

كان إسلام ينظر لفاروق وهو يتحدث وكأنه يراه لأول مره ، كانت السعاده تقفز من وجهه وتحيط بكل ماحوله فلم يستطع الصبر أكثر من ذلك فسأل بشغف :
- طيب وهي عارفه ؟

إنتفض فاروق من مكانه ونظر له بخوف وقال :
- لأ طبعا يابني متعرفش ، منا قولتلك بحافظ عليها من نفسي وبتقي ربنا فيها حتي من قبل ما تكون من نصيبي ، يعني مستحيــل أصلا أحاول ألفت إنتباهها ليــا

نظر له إسلام متعجبا وقال :
- طيب ماهي لازم تعرف علشان تستناك ؟ أو علي الأقل علشان تعرف هي بتبادلك نفس الشعور ده ولا لا .. صح ولا إيه ؟

قال فاروق بثقه :
- لأ غلط طبعــا ، لأن قلوبنا بين إيدين ربنا يقلبها كيف يشاء ، يعني أنا دلوقتي هتقي ربنا فيها وأعمل كل اللي أقدر عليه علشان أوصلها بالحلال وساعتها أنا متأكد إن ربنا مش هيخذلني

نظر له إسلام بإعجاب وقال متلهفا :
- إنت بتقول إنك سعات بتشوفها بس بتغض بصرك ، يعني علي كده ممكن أكون أنا كمان أعرفها صح ؟

أومأ برأسه إيجابا وقال :
- إنت فعلا تعرفها ، بس من بعيد شويه

قال بلهفه أكبر :
- طب هي مين بقي هـــاه هــــاه هـــاه ؟

ضربه علي كتفه بخفه وقال بمرح :
- وإنت مالك ياعم ، أما حشري صحيح ، وبعدين هو إنت سيبت موضوع صاحبك ومسكت فيا أنا ؟!!

أطلق إسلام ضحكة عاليه وقال :
- اه صحيح والله نسيت ، طيب يعني أقول لصاحب المشكله ده يعمل إيه ؟

نظر له بجديه وقال :
- بص يا سيدي هو هياخد قرار إنه مش هيكلمها تــاني أبــدا علشان رضا ربنا ، ويفتكر دايما إن " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " يعني هو يتركها لله ولو فعلا ليه نصيب فيها هيقدر يوصلها في الحلال بإذن الله ، ولو مش هي دي مراته اللي مكتوباله يبقي وفر علي نفسه الذنوب اللي كان هياخدها بدون سبب

نظر له إسلام بحيره وقال :
- طيب ماهي كده هتقول عليه كداب وبيضحك عليها !!

ربت علي كتفه وقال بإبتسامه :
- صحيح ممكن ده يحصل ، بس هو لازم يحط في دماغه إن رضا ربنا أهم من أي حاجه ، وكمان والله بعد ما يبطل يكلمها هيحس براحه كبيـــره ويمكن ساعتها كمان يعرف إنه ولا كان بيحبها ولا حاجه ، هو بس كان عاجبه الجو والإهتمام وخلاص ، عموما قوله يجرب ويدعي ربنا يقويه ويقدره علي إجتياز الموضوع ده بسلام

تنهد إسلام بحيره وقال :
- مـــاشي هقوله
__________________

عــاد إسلام إلي المنزل وهو يفكر في كلمات فاروق ، أعجب كثيرا بعفه فاروق وفكرة حفاظه علي هذه الفتاة حتي من نفسه ، لقد علم الطريق الذي يجب أن يسير فيه وبدأ بالتنفيذ ، ترك الموضوع لله وبدأ هو في إعداد نفسه لكي يكون رجلا بحق ويستحقها ، لم يرد أن يغضب الله لأن رضا الله عنده أهم من أي شئ آخر ولأنه يعلم أيضا أن قلبها بيد الله ومحال أن يحصل علي قلبها بعدما أغضب الله .
لقد خاف عليها حتي من " نظره " أو " كلمة " وكــان علي يقين بإن الله لن يخذله أبـــدا .
أخذ إسلام يقارن حاله بحال فاروق ، وجد انه أخطأ تماما عندنا قبل بالتحدث مع فتاة أجنبية عنه بحجة الحب أو الزواج ، فأي حب أو زواج هذا الذي يأتي من الانترنت ؟!! وهل يظهر الإنسان علي حقيقته علي الانترنت حتي يستطيع كل منهما معرفة الآخر بدقه ؟!!
أخذ قرارة بإن يحاول حــل هذه المشكله في أقرب وقت ممكن ، ولكن لماذا في أقرب وقت ؟!! سوف يبدأ من الآن ، إنتظر الوقت الذي يعرف أنها معتاده علي الجلوس فيه وفتح حاسبه وقام بالدخول علي موقع الفيس بوك ، تنهد بعمق عندما وجدها موجوده بالفعل ، 

جلس يفكر بضع دقائق ومن ثم حسم أمره وقرر خوض المعركه . أرسل لها قائلا :
- إزيك يا ساره ؟

أجابته بفرحه :
- إسلـــام ازيك ؟ انا الحمد لله تمــام جـــدا ، أخيــرا بقي فكرت تكلمني

إبتلع ريقه وتردد كثيرا ، هل يٌكمل ام لا ولكن حسم أمره وكتب بجديه :
- الحمد لله

ثم سكت قليلا وكتب :
- سارة كنت عايز أقولك علي موضوع مهم ، هل هتسمعيني ؟ ومش عايزك تفهميني غلط أرجوكي

شعرت بالتوتر والقلق فأجابت مسرعه :
- قول

حاول تجميع أفكاره وترتيب كلماته في رأسه قبل إلقائها عليها ، تنهد بعمق وكتب :
- بصي إحنا مش هينفع نكمل مع بعض ..

إتسعت عيناها بشده وكتبت بغضب :
- لا والله !!! هاه وإيه كمان ؟!!!

أبتلع ريقه وتحسس حرارة وجهه الساخن و كتب بتوتر :
- إستني هفهمك ، أنا عرفت إن كلامنا مع بعض لا يجوز وإن إحنا ماينفعش نفضل نتكلم أكتر من كده إلا لما يكون بيننا إرتباط شرعي ، فأنا قولت أقولك نبطل نتكلم مع بعض خــــالص دلوقتي لحد ما أتخرج بإذن الله وأجي اتقدملك ، إيه رأيك ؟

زفرت بضيق وكادت أن تحطم الهاتف وكتبت :
- تصدق فكره حلوه ، بجد والله ، تقعد تقولي حرام ومش حرام ومعرفش إيه وبعدين تخلع !

قطب حاجبيه ونظر للشاشه بغضب وكتب :
- أخــلع ؟!! هو ده اللي إنتي تعرفيه عني ؟

- وإنت بقي عايزني أصدق الكلام الفارغ بتاعك ده ؟!! ليه يابني شايفني عبيطه !!
نظر للشاشه بذهول وكتب :

- ســــاره مــالك ؟ أنا اول مره أشوفك بتتكلمي كده !! أنا بقولك اللي فكرت فيه وبشوف رأيك إيه ؟

- رأيي ؟!! اااه وماله ، شكلك عينك زاغت علي واحده تانيه بعد ما زهقت مني ، بس تصدق فكره حلوه برضو وممكن حد يقتنع بيهــا

زفر بضيق وكاد أن يحطم حاسبه هو الآخر وأكمل :
- إيه اللي إنتي بتقوليه ده ؟!! واحده تانيه إيه وبتاع إيه ؟ يعني هيكون صاحبي لسه ميت وأنا أروح أتعرف علي بنات كمــان ؟!! إنتي بتهرجي صح !!وبعدين إنتي أصلا أول بنت أكلمها وطبعا مش بلعب بيكي

- وهو إنت فاكر إني مصدقه حكاية صاحبك اللي مات ده كمـــان ، أنا مبقيتش بصدق أي حد أصلا

شعر إسلام بأن دمائه تغلي بداخله وأن عقله سوف ينفجر من كثرة الغضب فضغط بشده علي لوحة المفاتيح وكتب :

- يـــــاسلـــــام !! وهو انا هكدب عليكي ليه بقي إن شاء الله ؟ منا لو عايز أخلع زي ما بتقولي كان ممكن أقولك أي حجة عبيطه ، مكونتش هموت صاحبي يعني !!

- لأ ماهو ده الذكاء بقي ، علشان تبقي الحجه متقنه
أخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا غير مصدقا لمايري ، من هذه ؟ هل هذه هي الفتاة التي كان يحدثها لشهور ؟ ولكن لماذا لم يكتشف هذا الجزء السئ من شخصيتها ، لماذا لم يعرف من قبل أنها تعاني من قلة بل عدم الثقه في أي إنسان ؟!! هل لأنه كان دائما يمزح ويمرح معها ولم يحاول نقاشها أو اغضابها ذات مرة أم ماذا ؟ 

حاول تهدئه نفسه كي يصلح مايمكن إصلاحه وقال بهدوء :
- يعني إنتي مقتنعه إني كداب صح ؟ طيب بصي ممكن تشوفيلي أي طريقه أثبتلك بيها إني فعلا مش بضحك عليكي وبرضو مغضبش ربنا ؟ قولي أي حاجه وانا هعملها

ضغطت علي إسنانها بشده حتي كادت أن تحطمها وكتبت بغضب :
- تصدق أنا المفروض أسقفلك ، بجد والله ، عندك طريقه للإقناع رهيـــبه ، بس خلاص مبقاش ينفع ، كلكم طلعتوا شبه بعض وخساره فيكم الوقت اللي ضيعته معاكم وقلبي اللي إتجرح كذا مره

لم يستطع إستيعاب ماقيل فكتب متسائلا :
- كلكم ؟ قلبك إتجرح كذا مره ؟ أنا مش فاهم حاجه

- مش مهم تفهم ، يلا يا أستاذ روح شوف حـالك ، وأدي البلوك المتين علشان ترتاح خـــالص
وقبل أن يستطع الرد كانت قد حظرته بالفعل ، ظل يفكر في كل ماحدث ويتساءل ، هل هو ظلمها بالفعل أم هي ظلمت نفسها ؟ من علي حق ومن علي باطل ؟ عن ماذا تتحدث ومن الذي جرح قلبها أكثر من مره ؟ كيف له ألا يعرف كل هذا عنها ؟ كيف بعد محادثات دامت أكثر من ستة أشهر وجد نفسه لم يعرف عنها شئ قط ؟ كل ما يعرفه عنها أنها تلك الفتاة المرحه التي تعيش وسط عائله من أكبر عائلات المجتمع ولا تحمل للدنيا هما ، تمرح وتضحك وتتحدث الكثير من الكلمات الرومانسيه وتقرأ الكثير من الكتب وفقـــط .
ظل يتساءل .. من هذه التي كان يحدثها قبل قليل ؟ هل هذه ساره التي يعرفها ؟ أم سارة آخري لايعرف عنها شئ سوي اسمها ؟ وهل الحظر سيكون سببا لبعده عنها ؟ لا بل لابد أن يعرف عنها كل شئ ويحاول معها مره آخري كي تفهم قصده ولا تظلمه ولا يشعر هو الآخر أنه ظلمها .
سجل خروجه بحسابه علي موقع الفيس بوك وبدأ في إنشاء حساب آخر بنفس الإسم ، دخل بحسابه الجديد وفتح صفحتها الشخصيه وهم بكتابة رسالة آخري لها ولكنه توقف فجأة وتذكر أنها من الممكن أن تفعل بهذا الحساب كما فعلت بالآخر ، فكر قليلا وقرر أن يتركها للغد كي تهدأ قليلا حتي يستطيع التحدث معها ،أغلق حاسبه وذهب إلي نافذته المفتوحه ، 
رفع يده للسماء وقال :

- يــــارب دبر لي فإني لا أحسن التدبير ، يــــارب أنا مش عايز أظلمها وكمان مش عايز أغضبك بس مش عارف أعمل إيه ؟!! يـــارب أنا مش فاهم حاجه ومش عارف هي عملت كده ليه ومش عارف هو أنا كده ظلمتها ولا أنا كده ماشي صح ولا إيه ؟ مبقيتش فاهم مين الصح ومين الغلط
يـــــارب أنا عارف إني غلطت كتير ومكسوف من نفسي أوووي بس أنا مليش غيرك يسمعني ويدبرلي أموري ، يــــارب إفعلي الخيــر حيثما كان ورضني به ، يــــارب إرضي عني وسامحني واعفو عني ، يـــارب إنت عالم باللي جوايا من غير ما أتكلم ، ريحلي قلبي وقربني منـــك .. نفسي أرتــــاح
__________________

- بـــت يا لوءة
قالتها سلمي وهي تمسك هاتفها بفرحه وتضغط عليه ، 
حضرت ولاء إليها متبرمه كالعاده ، 
جذبتها سلمي من ملابسها وأجلستها علي الفراش بجوارها وقالت :
- اقعدي هنا هسمعك حاجه تحـــفه

زفرت ولاء بضيق وقالت :
- ياست أنا مش بحب الحاجات التحفه بتاعتك دي ، بزهق منهم

رفعت سلمي حاجبها وقالت بثقه :
- ماشي مش مهم تحبيها ، بس برضو هتسمعي
وقامت بتشغيل أنشوده
                                       " نفسي أتوب " 
لـ محمد عباس وأخذت تنشد معه ..
نفسى اتوب أنا م الذنوب و أكون قريب م الله
كل لحظه وكــل ثانيه أكون بقلبى معــاه
وأبقى راضى وهو راضى عنى يوم ملقــاه
مشتاق أوى للـــلقى و لوجهــه الكريم
عشمان أوى فى الدعاء مانا عارفه رحمن رحيم
بدعيك و بتمنى القبول بكل خير دعاك بيه الرسول
ومهما عدنا للمعاصى هفضل برضو يارب أقول
نفسى أتوب أنا من الذنوب وأكون قريب من الله
كـل لحظة وكل ثانية أكون بقلبـى معاه
وأبقى راضى وهو راضى عنى يوم ما القاه

تنهدت سلمي بفرحه وقالت :
- واللــــه تحفه أووي وتحسي كده إنها واخداكي في عالم تاني ، بتخليكي نفسك تشوفي ربنا أووووي وتقوليله سامحني وقربني منك لأني بحبك أوووووي ومش عايزه غير رضــاك ، فعلا والله الأناشيد بتفرق جدااا معايا وبتساعدني علي الثبات

نظرت لها ولاء متعجبه وقالت :
- جايـز ! بس أنا برضو مش بحب الحاجات دي ، وكمان مافيهاش موسيقي ولا أي حاجه كده ! مجرد حد بيتكلم وخلاص !

إبتسمت سلمي قائله :
- طب بالله عليكي مش تحسي إن الكلام لمس قلبك ؟

تبسمت ولاء وقالت :
- بصراحه الكلمات حلوه والإسلوب كمان ، بس برضو مش لازم أكون زيك علشان أبقي حلوه !! وزي مانتي قولتي قبل كده إنك ليكي حريتك أنا كمان ليا حريتي صح ولا إيه ؟

ربتت سلمي علي كتفها بحنان وقالت :
- يــاولاء انا مفرضتش عليكي حاجه ، إنتي حره في نفسك بس أنا لقيت حاجات حلوه وعيشتني إحساس بجد القرب من ربنا فقلت تسمعي معايا جايز تحبيها ، بس إنتي براحتك برضو لان كل واحد بيتحاسب علي نفسه

- مــاشي يا ستي انا هقوم أذاكر بقي

أطلقت سلمي ضحكة عالية وقالت :
- مــاشي يا وحش ربنا يقويك علي الثانوية العامه ، الحمد لله الذي عافانا ، مش عارفه إزاي كنت بطيق أروح دروس في الأجازة أصلا ، يلا ماعلينا
________________________

ظل إسلام يفكر طوال الليل في موضوع سارة وماذا يجب أن يفعل معها ، في اليوم التالي بعدما عاد من صلاة العصر قرر محادثتها مره آخري ، فتح حسابه الجديد علي موقع الفيس بوك وقام بإرسال رسالة لها وإنتظر طوال اليوم ولكنها لم ترد ، أخذ يفكر قليلا .. لماذا لم ترد ؟ فلو كانت غاضبه كالأمس كانت سوف تحظر هذا الحساب أيضا أو ترد بعصبيه علي أقل تقدير !!
مر يوم تلو الآخر وهو يرسل إليها الرسائل ولكنها لا ترد فأحس بالخوف عليها ، فلو كانت حظرته كان إطمئن عليها أكثر من ذلك ولكنه الآن يشعر بالقلق ، فهو كان يرغب أن يتركها إبتغاء مرضاة الله ولكن لم يُرد أذيتها أبــدا ..
وبعدما يقرب من إسبوع فتح حسابه الجديد كالعاده ليطمئن عليها ولكنه وجد رسالة لم يكن يتوقعها أبـدا !!

لــ رقيه_طه
يتبع ........

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent