رواية حظ الملايح كاملة بقلم حنين ابراهيم عبر مدونة دليل الروايات
رواية حظ الملايح الفصل الخامس عشر 15
نهاد :ماما !
ساميه:إيه. ؟
نظرت لسمر وطلبت منها الجلوس
:بصي يا بنتي مش هكذب عليكي إنتي بالحال الي إنتي فيه ده مش عجباني إنتي لازم تلتفتي لنفسك إنت من كام سنه قولتي إنك عارفه إن أنا كل الي عايزاه مصلحتك
سمر بنبرة باردة:طبعا و إنتي عشان شايفة. مصلحتي رفضتي جوازي من مهاب من غير ما تاخدي إذني
ساميه:أيوة رفضت طب قوليلي سبب واحد يخليني أوافق عشان متصحيش الضهر ؟ عايزة نوران تقول عليا إيه ؟ بلاش نوران إنتي فاكرة إن جوزك ممكن يستحمل كأبتك دي لحد إمتى مهو أكيد زي أي شاب هيكون عايز شريكة حياته تبقى ست بيت شاطرة و زوجة فرفوشة و تملى عينه
مش بيعيد يزهق منك من أول شهر و أنا مش عايزه الموضوع ده يحصل مع إبن أخويا و يبقى في حساسية بيني و بين أخويا عشان ولادنا إتطلقو
سمر:عندك حق أنا وحده نكدية ومش وش جواز أساسا و نهاد كمان عندها حق أنا هشوف حياتي و أجرب هوايات جديدة تشغلني بما إن خلاص مفيش أمل أتجوز و أكون عيلة كانت ستنهض لتمسك بيدها
ساميه بضيق:سمر أنا مش بقولك كده عشان تقوليلي مش هتوجز خالص أنا بقولك كده و مستنية منك تثبتيلي العكس و توريني إني غلطانة و
عوجت رقبتها و طالعتها بنظرات غريبة :بس أنا مش عاقة يا أمي عشان أخليكي غلطانة قدام نفسك و الناس فاكرة بقالك كام سنة بتملي راسي بكلمات شبه(إنتي مش فالحة إنتي مش إجتاماعية زي جنى مع إني مش عارفه إيه علاقة الإجتماعية بإني أقعد أتابع أخبار الناس و أضحك على مصايبهم ،قولتي نهاد أشطر منك و مع إنها أصغر منك بس هتحقق حاجات كتير ومطلعتبش غالطانة هتتعين معيدة ده غير مواهبها الي إنتي بتموتي فيها
أنا بقيت زي ما إنتي كنتي شايفاني لا أكتر ولا أقل أبقى غلطانة ؟
غادرت و تركتهم
لتجلس نهاد و تنزع ملأتها بحزن :من كام سنة يا أمي سمر مكانتش كدهفي التجمعات العائلية كانت أكتر وحدة محبوبة فينا كانت قدوتي تعرفي أخر مرة شوفتها مبسوطة و عندها أمل في الحياة كانت إمتي ؟يوم نتيجة البكالوريا
عارفه؟كانت طول الليل مصدعاني بأحلامها ،نهاد أنا هخش كلية الطب تخصص أطفال بكرة لما أتخرج هساعد أطفال كتير مش عارفين يحبرو عن وجعهم وهعمل و أعمل حاجات كتير ضمن أحلامها تعرفي أخر جملة قالتها كانت إيه ماما بث هتبقى فخورة بيا أخيرا
دمعت عينيها عند ذكر أخر كلمه :بعدها بيوم كل الأحلام دي إنكسرت بمجرد كلمه منك لا مجرد كلمة من مرات عمي
نظرت لها سامية باستغراب
نهاد:أيوة مرات عمي فاكرة ؟ قبل و خلال و بعد الفرح إتصاحبت عليكي إزاي و كان كل كلامها إيه
نبيله:بنتك طالعة لعمتها جيهان طول الوقت بتستكي منها إنها كانت عارفه مش هتعمر بيت عشان كده متجوزتش سامية بنتك مشالتش حتى كوباية المية معانا الله يعين أهل جوزها .،إنتي هتجوزيها إزاي بكرة هتعرك قدام جوزها
ساميه: ماهو
نهاد:مهو إيه ياما طب كانت بنتها أولى بالكلام ده عارفة هي بتقول كده ليه ؟ عشان بتغير منها عشان فرح كل ما تتحط في مقارنة مع سمر كانت سمر تكسبها
تنهدت بحزن:عارفة هي بعدها قالتي إيه لما جيتو لي عند تيتا قعدت تحكيلي عن أسطورة روسية كان في واحد عايش في كوخ في غابة كان لما يعدي عليه واحد من عابري السبيل ويطلب منه يدخل عشان يضايفه و يرتاح في الكوخ يقوم مطلع سرير حديد و لما الضيف كان ينام عليه و صاحب البيت يشوف إن السرير مش مقاسه يفضل يقـ،طع أطرافه لحد ما يبقى مقاسه ولو الضيف كان أقصر بقى و السرير كبير عليه كان يربط رجليه و إيديه على السرير ويفضل يسحب أطرافه الأربعة لحد ما تبقى مناسبة
قالتلي يا نهاد أنا بقيت حاسة إن ماما عايزاني أبقى مناسبة لقالب السرير ده مش عايزة تخليني أشوف قالب مناسب ليا هي عايزة تحطني في قالب الي على مزاجها حتى و لو هو مش مناسب ليا المهم يبقى مناسب بالنسبة إليها حسب متطلبات المجتمع لازم أتحط في قالب ست البيت وإن لازم أتعلم الطبخ و التنظيف بس مع إني ممكن أفصل و أعمل حاجات تانية ليه مش عايزه تساعدني في ده ؟
و فضلت سمر تايهة بين ترضيكي في الحاجات الي إنتي عايزاها ولا تدور على نفسها في الحاجات الي بتحبها والي طبعا إنتي هتوقفي ضدها فيها عشان لما هتحكي لنبيلة و تقوليلها بنتي بتكتب روايات هتشتغل تريقة عليها هي و بنتها
ساميه:يا بنتي أنا مش قصدي أخليها تتضايق أنا بس عايزاها تتعلم تعتمد على نفسها و أطمن عليها إنها لما بكرة تفتح بيت تشرفني قدام عيلة جوزها
نهاد:بس طريقتك غلط يا أمي إنتي كده أذيتيها كتير لما متقبلتيهاش بشخصيتها و حاولتي تطلعي منها شخصية تانية هي مش شايفاها
ساميه بتنهيدة:طب و الحل دلوقتي
نهاد:تسيبيها يا ماما خليها هي تعيش حياتها بطريقتها مدام مش بتعمل حاجه غلط ولا أذت حد خليها على راحتها
ساميه قامت و خبطت على رجليها بعدم رضا:أما نشوف أخرتها معاكم
أمسكت نهاد الهاتف:ألو السلام عليكم إزيك يا عمتو الحمد لله،اه إحنا كويسين بس سمر ..
عائشة بقلق:مالها سمر
نهاد:سمر مش كويسة يا عمتو و عندها إكتئاب ياريت لو تيجي عندنا و تساعديني
عائشة:ماشي تمام هاخد إذن تيم و أجي على طول
نهاد:تمام أقفلت الخط و قامت لتلبس ملابس الخروج :سوسو أنا رايحة لبيت خالو تيجي معايا
سمر و هي تعبث بالهاتف :مش هقدر تعبانة
نهاد:تعبانة ؟ حاسة بإيه
سمر:شوية صداع
نهاد وضعت يدها على جبهة سمر لتطمئن أن حرارتها ليست مرتفعة :ألف سلامة عليكي خدي مسكن و إرتاحي
وصلت لبيت خالها سلمت على نسرين و نوران و تكلمن قليلا بعد أن ضايفتها
نوران:الا سمر مجاتش معاكي ليه بقالها فترة مش بتيجي زي زمان
نهاد:أصلها تعبانة شوية
نوران:ألف سلامة عليها على كده إحنا الي لازم نزورها
نهاد:تأنسي و تنوري يا خالة بس خليها يوم تاني لما تيجي عمتو عشان ناوية نخليها تطلع و ترفه عن نفسها يمكن نفسيتها تتحسن شوية
نوران:أيوة أنا فعلا ملاحظة إن سمر إتغيرت أوي
مهاب دخل من بره كان باين عليه التعب ألقى السلام عندما رأى نهاد سلم عليها و سأل عن أحوالها و حال عمته ثم دخل لغرفته
لتقول نوران بحزن:و إبن خالك كمان إتغير و بقينا نطلع منه الكلام بالعافيه
نسرين:و كل الوقت مخنوق و متضايق
نهاد:إيه رأيك تخليه ييجي معانا كمان يغير جو
نوران:مش هيرضى
نهاد:أنا هتكلم معاه ناديهولي بس
دخلت نوران لغرفة إبنها و أخبرته أن نهاد تريده في موضوع
مهاب: خير يا نهاد ماما قالتلي إنك محتجاني في موضوع
نهاد: ممكن نتكلم شوية لوحدنا
مهاب باستغراب:طيب إتفضلي
توجها للشرفة ليتحدثا قليلا و يخرج مهاب يرسم على وجهه إبتسامة
مهاب:طبعا يا نهاد إنتي تكلميني في أي وقت و أنا هفضيلكم نفسي ووديكم لأي مكان أنتم عاوزينه
نهاد بابتسامة:شكرا
بعد أيام جاءت عمة سمر و إجتمعت مع نهاد و نوران و إتفقو على يجعلو سمر سعيدة
عائشة:إيه رأيكم نروح نعمل شوبنج و بعدين نروح صالون تجميل و نعمل سكين و هير كير و بعدها نروح الملاهي
نهاد: موافقة بس يارب ترضى
عائشة:هترضى
إقتحمو عليها الغرفة ليجدوها مطفأة الأنوار وهي تلازم سريرها و تعبث بالهاتف
نهاد ذهبت لتفتح الشباك و عائشة فتحت الخزانة لاختيار الملابس و نوران جلست بجانبها :يلا قومي ورانا مشوار لازم نعمله
سمر:بتأفف مشوار إيه أنا مش عايزه أروح
نوران:إحنا رايحين الصالون بصي بشرتك بقت باهتة إزاي وعندك هلات سودة إنتي بطلتي تهتمي بنفسك كده ليه ؟فين سمر الي كانت بتنصحني ألتفت لنفسي و أديها حقها في الإهتمام ؟
عائشة:وكمان هنجيب شوية هدوم عشان الي في دولابك دول مش عاجبيني ولا لايقين على سنك
نهاد:بصي أنا جبت تذاكر عشان هنروح الملاهي في المسا و نلعب بقية النهار
سمر:بس أنا
عائشة:سحبتها من يدها من غير بس يلا مهاب مستنينا تحت
سمر بلعت ريقها: مهاب ؟
ثم سحبت يدها:لا لا مش عايزه أروح معاكم
نهاد:و أنا قولتلك هتقومي و تروحي معانا
بعد محاولات قامت سمر و غسلت وجهها و وضعت بعض الكونسيلر لإخفاء تعبها إرتدت ملابسها و خرجت
لتصفر عائشة بإعجاب ضحكت عليها نوران و نهاد
عائشة:و إنتي يا سامية مش جاية معانا
ساميه:لا يا ستي سبتلكم لعب العيال أنا ورايا مسؤوليات
عائشة:ماشي براحتك،يلا يا بنات
نزلو و قابلو مهاب
ركبت نوران و نهاد وعائشة في الخلف
سمر وقفت بحيرة :يا سلام و أنا هركب فين
فتح لها مهاب باب السيارة الأمامي :برنسس سمر إتفضلي
وقفت متردده قليلا
عائشة:يلا يا سمر قبل ما اليوم ينتهي و إنتي واقفة عندك
لتركب سمر بخجل
و يركب هو بجانبها
حاولو جذب أطراف الحديث معها و جعلها تندمج معهم لكن مهاب لاحظ أنها ليست على سجيتها و تتجيب على قدر السؤال الموجه لها
قضو يومهم كما خططو
و في أخر اليوم عندما كانو في الملاهي
سمر طلبت منهم ركوب العجلة الدوارة لكن الجميع كان خائف ما عدا مهاب ليجلس بجانبها
و ما إن إشتغلت حتى بدأت بالصراخ كل مرة ترتفع فيها تصرخ ليس من الخوف لكنها كانت تخرج كل ما في داخلها من حزن و مشاعر مكبوتة كأنها كانت تنتظر فرصة كهذه لتصرخ دون أن تلفت الإنتباه وسط كل هذا الضجيج حولها
ومهاب بجانبها ينظر لتعابير وجهها و تغيرها مع كل مرة تسارع فيها العبة من صرخة حزن وقهر و دموعها المنسابة حتى أصبحت تصرخ من السعادة بعد أن تخلصت من ما كان يثقل على قلبها
نزلو من اللعبة لتتنفس سمر براحة
سمر:شكرا يا مهاب
نظرت له لتجده يطالعها بنظرات غريبة
سمر:في إيه بتبصلي كده ليه
مهاب:سمر توافقي تتجوزيني
سمر :إيه
نظرت حولها بتوتر لتجد نهاد و البقية يقفون بعيدا قليلا يشترون بعض من غزل البنات
لتلعن في سرها لوضعهم لها في هذا الموقف
مهاب: سمر روحتي فين
سمر بسرعة: مهاب بصراحه إنت تستاهل وحده أحسن مني أنا مش هعرف أسعدك
كانت ستغادر قبل أن يمسك يدها :بس أنا مش عايز أحسن منك أنا عايزك إنتي
سمر بدموع :ليه
تفاجأ مهاب من سؤالها ثم قال بطريقة درامية مضحكة:عشان مش ناسي القلم الي إديتهوني من سنين و أنا هتجوزك عشان أنتقم منك
سمر:لا والله ؟
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حظ الملايح ) اسم الرواية