Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل الخامس عشر 15 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

  رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل الخامس عشر 15

عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب 💕
الحلقه الخامسة عشر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظل إسلام يفكر طوال الليل في موضوع سارة وماذا يجب أن يفعل معها ، في اليوم التالي بعدما عاد من صلاة العصر قرر محادثتها مره آخري ، فتح حسابه الجديد علي موقع الفيس بوك وقام بإرسال رسالة لها وإنتظر طوال اليوم ولكنها لم ترد ، أخذ يفكر قليلا .. لماذا لم ترد ؟ فلو كانت غاضبه كالأمس كانت سوف تحظر هذا الحساب أيضا أو ترد بعصبيه علي أقل تقدير !!

مر يوم تلو الآخر وهو يرسل إليها الرسائل ولكنها لا ترد فأحس بالخوف عليها ، فلو كانت حظرته كان إطمئن عليها أكثر من ذلك ولكنه الآن يشعر بالقلق ، فهو كان يرغب أن يتركها إبتغاء مرضاة الله ولكن لم يُرد أذيتها أبــدا ..
وبعدما يقرب من إسبوع فتح حسابه الجديد كالعاده ليطمئن عليها ولكنه وجد رسالة لم يكن يتوقعها أبـدا !! فقد كانت الرسالة من أخت ساره ، أخذ يقرأها بذهــول تام وهو لايدري ماذا يفعل وقد كان محتوي الرسالة :

- ازيك يا إسلام ، أنا أخت سـارة الكبيره ، أنا ببعتلك الرسالة دي دلوقتي علشان أطلب منك تخرج من حياة سارة تمــاما وبكل هدوء ، هي من حوالي إسبوع كده لاقيناها عماله تكسر في كل حاجه حواليها ومنهاره تمـاما وحاولنا معاها كتير إنها تهدي أو تقولنا مالها ولكنها رفضت وإضطرينا إننا نوديها لأشهر دكتور نفسي في البلد علشان يشوف مالها ، هي دلوقتي محجوزه في المصحه علشان نفسيتها تعبانه جــــدا ولحد وقت قريب جدا مكناش نعرف هي تعبت كده من إيه لحد ما فكرت أفتح الأكونت بتاعتها علي الفيس وشفت اللي حصل بينك وبينها ، سـاره يا إسلام بنت رقيقه جــدا وقلبها طيب اوووي علشان كده بيتضحك عليها بسرعه وإتعرفت علي كذا واحد قبل كده وكانوا بيضحكوا عليها ويلعبوا بيها شويه ويسيبوها ، لكن هي لما كلمتك حست إنك مختلف عنهم وكانت مستعده تضحي بكل حـاجه علشانك ، طبعــا إنت عارف الفرق الواضح بين مستوانا ومستواكم لكن مع ذلك هي كانت مستعده تعمل أي حاجه علشان ترتبط بيك بس إنت لما جيت قولتلها إنك عاوز تسيبها علشان رضا ربنا طبعـــا عرفت إنك بتكدب عليها وانكم كلكم زي بعض ، حقيقي أنا معرفش إذا كنت انت صادق ولا لأ ، وأصلا ده ميهمنيش في حاجه ، أنا بس جيت أقولك تبعد عنها تمـاما واوعي تحاول تكلمها تـــاني أبــــدا ، هي دلوقتي بدأت كورس العلاج وبإذن الله الدكتور قالنا خلال شهرين كده ولا حاجه هترجع أحسن من الاول وكمان هيحاول معاها إنها يكون عندها ثقه بنفسها أكتر من كده وتبطل الطيبه الزياده دي وتبدأ تعيش حياتها صح بقي ..
وعلشان أريحك خــالص عايزه أقولك إن مستحيل بابا يوافق عليك لأنك بالنسباله فقيــر ، أنا مش بقول كده علشان أحرجك او أضايقك ، أنا بقولك كده علشان تفوق وتبطل تعيش في الأحلام انت وهي وفي الآخر تتصدموا بالواقع ، أنا عرفت إنها عملت بلوك للأكونت بتاعك يعني كده تقريبا كل حاجه إنتهت ، وبقول تـــاني أهو مش عايزاك تحاول تكلمها بأي شكل من الأشكال لأنها مش ناقصه وفيها اللي مكفيها ، وانا متأكده إن العلاج هيجيب نتيجه معاها بس بعد فترة كده إن شاء الل ..
لو عـايز تساعدها بجد إدعيلها وبــس ، وروح إنت يابني شوف طريقك وكافح وإعمل اللي إنت عايزه بعيد عننا
آخر حاجه بعد إذنك ، أنا مش عايزه رد علي الرسالة دي لأني مش فاضيه كل شويه أدخل اتكلم !! وبقولك لآخر مره أهو لو حاولت تكلمها تاني إحنا ممكن نعمل حاجه تزعلك ! يلا سلــام
_____________________

أخذ إسلام يقرأ الرسالة مرارا وتكرارا وهو في ذهول تـــام ، ماذا هذا الذي يراه ؟ هل هو يحلم أم يعيش في الواقع ؟ أخذ يضغط علي رأسه بشده من كثرة الالم الذي حل بها ، أخذ يحركها يمينا ويسارا عده مرات محاولا الإستفاقه ، ما الذي يحدث له ولماذا تحولت كل حياته إلي ألم فقط !! إين حياة المرح والإستهتار واللامبالاه التي كان يعيشها ، فقد كان سعيدا بحياته هكذا ولم يطلب أن يعيش في هذا الواقع المؤلم ، لقد توفي والده ثم توفي محمد وترك في قلبه ألم ومرارة لم تنتهي ، وبعدها تختفي سارة وتترك في قلبه أيضـا مراره وخوف ورعب وإحساس بالذنب ، ما هذا الذي يحدث ، ظل ينظر إلي السماء ويدعو الله أن يكون كل هذا حلما سيئا ولكن للأسف هذا واقع ، هذا نتيجه إستهتاره وعدم إحساسه بالمسئولية ، فكل فعل خطأ فعله آتي بنصيبه من الألم ، كادت رأسه أن تنفجر من فرط التفكير ، ظل يضغط عليها لفتره طويله محاولا إيقاف التفكير ، جلس بعض الوقت محاولا تهدئه نفسه ولكنه لم يستطع فذهب إلي فراشه كي ينام محاولا الهروب ككل مره .
_________________________

جلست سلمي علي حاسبها وقامت بفتح موقع الفيس بوك وهمت أن تبعث رسالة لحفصه ولكنها تذكرت أن حفصه الآن غير موجوده ولن تستطع الرد عليها إلي أن يشـــاء الله ، تذكرت أيضا أنها وعدت حفصه أن تظل تراسلها حتي بعدما ذهبت لتشعر دائما أنها بجوارها ، إبتسمت وهي تكتب :
- حفصه وحشتيني اووووي علي فكره ، أنا عارفه إنك مش هتقرأي الرسالة دي بس برضو كان لازم أكلمك لأني برتاح لما بفضفض معاكي ومستنيه اليوم اللي تيجي فيه وتردي علي كل الرسائل اللي ببعتهالك ،، أنا يا ستي كويسه الحمد لله وماشيه في الطريق وكله تمام ، يمكن باخد شويه تريقه كده كل يوم بس مش مشكله بقي بحاول أتأقلم علي الوضع الجديد ، كمان الأناشيد اللي إنتي قولتي عليها دي بتساعدني أووووي ، بحس وأنا بسمعها إن قلبي طـــاير فـــــوق في السماء ، بحس إني عاوزه أروح عند ربنا بقي وأشوفه وأقوله إني هعمل كل اللي يرضيه ومش هغلط تاني أبـــدا ولا هغضبه ، بجد بجد الأناشيد بالنسبالي بقت إسلــــوب حيـــاه
شكرا لأنك عرفتيني عليها ، شكرا لأنك موجوده في حياتي ، شكــرا لكل حاجه حلوه حصلتلي بسببك
يلـا سلام بقي ، ربنا يسعدك
_____________________________

إستيقط إسلام من نومه وفتح عينيه فوجد نفسه في غرفته ، وجد نفسه قد عاد إلي هذا العالم الملئ بالوجع ، أغمض عينيه مرة آخري محاولا العوده للنوم ولكنه لم يستطع ، أخذت عيناه تدور في الغرفه بعض الوقت بعدم إهتمام وبدون أن يتفوه بأي كلمه ، بعدها نهض فجأة وإعتدل في جلسته وأخذ يحدث نفسه قائلا :
- وبعدين بقي ياعم إسلام ؟ هتفضل علي الحال ده كتير ولا إيه ؟ إنت راجـــل وماينفعش تستسلم لوجعك وحزنك أكتر من كده ، فوق لنفسك كده علي الأقل علشان هند ومامتك إللي مسئولين منك دول
نظر للجانب الآخر وقال بحزن :

- يعني كنت بدأت أقرب من ربنا وأرتاح شويه بعد موت محمد ، دلوقتي جه موضوع سارة ده وقطم وسطي ، والله ما بقيتش عارف الأقيها منين ولا منين ؟
أخذ يتذكر أيامه ومحادثاته مع سارة ويتعجب ، هل هو كان يمزح كل هذا الوقت ام كان جاد ؟ هل هو فعلا يحبها أم أن الوضع أعجبه قليلا فقرر البقاء معها ؟ ولكن كيف يحبها ؟ هل كل شاب يري فتاة جميله ولديها إسلوب مرح ورومانسي يقول لقد أحببتها ؟ هل هذا هو الحب ؟ أم الحب كما قال عنه فاروق ؟ نعــم ففاروق محق ، فلو كان يحبها حقا ما أستطاع أن يغضب الله فيها وخاف عليها من نفسه ، أخذ يسأل نفسه .. هل كان حقا يتسلي بها أم أحبها بصدق ؟ ام إستهتاره جعله لايري هذا خطأ وأكمل وهو غير مبالي حتي كسر قلبها كغيره ؟ سأل نفسه أيضا ؟ هل هي ظالمه أم مظلومه ؟
نعم فساره ظالمه ومظلومه معا ، ظالمه لأنها جعلت من نفسها فتاة رخيصة ورضيت علي نفسها أن تحادث هذا وذاك بحثا عن الحب والإهتمام ، ولكن من أين تحصل علي هذا الحب وهي تغضب الله ؟ وكيف يأتي هذا الحب وقلبها أولا وأخيرا معلق بيد الله والله قادر علي أن يقلبه كيف يشاء ، لقد بحثت عن الحب في مكانه الخطأ وفي الحرام وبالتالي كٌسر قلبها كالكثير من الفتيات غيرها ، ومظلومة لأنها وقعت تحت يد شباب لايخافون الله ، فمنهم الظالم ومنهم المظلوم أيضا مثلها . فلو كانت صبرت قليلا كانت ستحصل علي هذا الحب ولكن برضي الله عزوجل وكان الله سوف يكافئها علي صبرها بحب حلال يجعلها تعيش لذه الحب في طاعه الله .
أخذ إسلام يفكر في كل هذا ، فحقا هو يشعر أنه لا يحبها بصدق كما تصور ، هو فقط أحب سارة الفتاة المرحه الرومانسيه الهادئه ، أحب وجودها في حياته فقط كنوع من تفريغ المشاعر المكبوته ليس إلا .
والآن ماذا بعد ؟ ماذا سيفعل ؟ هل يحاول محادثتها مره آخري ليوضح له كل شئ ؟ أم يتركها لحالها كما طلبت منه أختها ؟ أخذ يفكر كثيرا حتي قرر تركها ، تذكر أن " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " تركها لكي لا يعذبها ويعذب نفسه أكثر من ذلك ، تركها وهو ينوي عدم محادثتها مره آخري فقط سيكتفي بالدعاء لها ، تركها لله ولأنه يريد رضاه .
شعر بالندم علي كل لحظه حادثها فيها وكل ذنب اقترفته نفسه ، فـ بالتأكيد هذا الألم الذي يشعر به كله بسبب ذنوبه ، فقد قرر إسلام أن يعيش لله ، قرر أن يكون أفضل وأن يحاول ألا يغضب الله مره آخري ، قرر التوبه من هذا الذنب .
تذكر الندوه الدينيه التي دخلها مع محمد من قبل وتذكر كلمات محمد بعدها :
" حبيت فكرة إن زوجتي تبقي أول حب في حياتي وبإذن الله هفضل محافظ علي قلبي لحد ما أقابلها لأن المشاعر وقتها هتكون طازة ومش مستهلكه ، مش حابب أنا إني إتعرف علي دي ودي وفي الآخر أروح أتجوز واحده تانيه خـــــالص !! "
قرر أن يفعل مثله ، نعم سوف يحافظ علي قلبه حتي يرزقه الله بمن تستحقه ، ولكن قبلها سيفعل كل ما يستطيع حتي يرضي الله عنه ويستحق فعلا زوجه صالحه .
___________________

مــر يوم تلو الآخر وإقتربت السنه الدراسيه الجديده ، كانت في هذه الفتره قد توطدت العلاقة بين إسلام وفاروق وأخذ يصطحبه معه إلي عدة مساجد ويعرفه علي العديد من الشيوخ والصحبه الصالحه ،، تغير إسلام كثيرا بعد معرفة هؤلاء الأشخاص ، فقد عرف المعني الحقيقي للقرب من الله والإلتزام بدينه ، عرف المعني الحقيقي للراحه ، أحس بقلبه وهو يشتاق لسماع كلام الله وأحاديث نبيه ، عرف كيف كان دائما يصدر أحكاما مغلوطه علي الملتزمين من دون حتي أن يحاول معرفة الحقيقه ..
بإختصار ، فقط عرف " اللـــــه "

بينما تعلمت سلمي عن دينها أكثر وأكثر عن طريق قراءة مجموعه كتب دينيه مبسطه ومشاهدة العديد من البرامج الدينيه التي جعلتها تحب دينها أو بمعني آخر تلتزم مبادئه أكثر .
____________

إنتهت الأجازة وإستعد الجميع لدخول العام الدراسي الجديد ، كانت سلمي قد أحضرت مفاجأة لصديقاتيها ولم تخبرهما عنها من قبل ، فقد كانت تريد أن تري رد فعلهما علي هذه المفاجأة ، رغم أنها كانت تتوقع ما سيحدث ، لكن كانت تريد أن تصبح أقوي بعد كمية الإنتقادات التي ستحصل عليها
وفي أول يوم في الدراسه ، كانت فاطمه تجلس مع هند بإنتظار سلمي عندما أتت إليهما أحدي الفتيات
 وقالت وهي تضع رأسها في حقيبتها كأنها تبحث عن شئ ما :
- يا بنات بعد إذنكم متعرفوش مدرج 4 فين ؟

إبتسمت لها هند وقامت بوصف المكان لها ، رفعت سلمي رأسها من الحقيبه وقالت بمرح :
- مــــاشي ياختي شكرا

أطلقت هند ضحكة عاليه بينما نظرت لها فاطمه بتعجب وقالت :
- إيـــه يا بنتي اللي إنتي لابساه ده ؟!!

نظرت لها سلمي وقالت بفرحه :
- لابسه خمار ياختي ، شكلي كيوت مش كده ؟

عقدت فاطمه ذراعيها أمام صدرها ورفعت حاجبها قائله :
- كيوت إيه بس يا شيخه ، حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ده والله

إبتسمت سلمي وقالت :
- والله إنتي رخمه طول عمرك ، إسكتي بقي بدل ما أعضك

ثم نظرت لـ هند وقالت :
- وإنتي إيه رأيك يا هنووود ؟

أخذت هند تنظر لها للحظات وقالت بإبتسامه :
- والله يا سلمي شكلك حلو فيه ، الف مبروووك

تنهدت سلمي بسعاده ونظرت لفاطمه قائله :
- أيـــوه كده شوفي الناس اللي تفرح الواحد ، مش إنتي ، عيله رخمه بجد

زفرت فاطمه بضيق وقالت :
- دلوقتي ما بقيتش عجباكي هاه ؟ هتعملي فيها متدينه علينا يعني !!

إقتربت منها سلمي ونظرت لها بحنان وقالت :
- يا بت بهزر معاكي مالك قفشتي كده ليه ؟ وبعدين أصلا أنا مبقيتش بحس ، تقريبا كده أخدت مناعه ، يعني إتريقي براحتك خــــالص

ثم نظرت لهما بجديه وقالت :
- المهم ، متعرفوش أول محاضره هتكون في مدرج كام ومادة إيه ؟

نهضت هند من مكانها وسارت للأمام قليلا وهي تقول :
- عرفنا يا ستي كل حاجه ، يلا بينا
_________________

ذهب إسلام إلي الجامعه لأول مره من دون محمد ، أخذ يقلب في وجوه الشباب حتي يراه ولكنه يعلم أنه لن يراه ثانيه إلا في أحلامه ، لم يرد أن يؤلم نفسه هذا اليوم أيضا فأحب أن يقصر الشر وذهب إلي ممر الجامعه ليري الجدول ، نظر أمامه فإذا به يري شادي صديقه فتبسم له قائلا :
- ازيك يا شادي عامل إيه ؟

صــاح شادي بفرحه وقال :

- إسلــــام .. إيه يابني محدش بيشوفك ليــــه ؟
- موجود أهو يا باشا
- عامل إيه دلوقتي ؟

- الحمد لله تمـــام جــدا ، هاه قولي عرفتوا الجدول ؟

- لأ لسه منزلش ، بيقولوا الإسبوع ده هنقضيه لعب ونبدأ من الإسبوع الجاي إن شاء الله

ظهرت ملامح السعاده علي وجه إسلام وقال :
- أحسن برضو ^^

ثم نظر إليه بتساؤل وقال :
- بقولك إيه ؟ مشوفتش فاروق ؟

أخذ شادي يفكر قليلا ثم انتبه فجأة وقال :
- فاروق ده اللي هو بتاع كهرباء صح ؟
- اه هو

- اه شوفته هنا من شويه ، ممكن تلاقيه فوق عند مدرج 3 ولا 4
- ماشي ياشادي شكـــرا
- الشكر لله يا باشا

صعد إسلام لمكان المدرجات وبالفعل وجد فاروق هنــاك ، نادي عليه وصافحه وجلس معه ليتحدثا قليلا فقال إسلام متسائلا :
- بما إن النهارده أول يوم دراسه ودي أخر سنه لينا الحمد لله ، عاوزك تقولي بقي هل في طريقه أخد بيها ثواب طول السنه دي ؟

ثم أردف قائلا :
- يعني بما إننا كده كده هنتعب وهتطلع عينينا ، يبقي علي الأقل الواحد ياخد ثواب علي التعب ده

تبسم فاروق قائلا :
- الموضوع ده بقي يا سيدي متوقف علي نيتك ، يعني إنت ممكن تتعب طـــول السنه من غير ما تستفيد حاجه غير إنك عديت سنه وخلاص ، وممكن برضو تتعب طــول السنه بس تاخد ثواب علي التعب ده كله

ثم قال موضحا :
- يعني يا سيدي إنت المفروض هتحط في نيتك إنك بتتعلم علشان تفيد بلدك وتبقي مهندس ناجح وعنده ضمير بجد ، كل ما تتعب أو تزهق من الكلية تجدد نيتك وتحمس نفسك وتقول لـأ مش هيأس ، أنا هكمل طريقي علشان أرضي ربنا وأكون من عمار الارض ، بس كده يا سيدي

أومأ برأسه متفهما وقال :
- ااه يعني الموضوع كله متوقف علي نيتي ؟
- أيـــوه بالظبط كده

- مــاشي تمام جــدا ، هعمل كده بإذن الله وأهو عداد الحسنات يفضل شغال طول ما أنا مطحون في الكلية العسل دي
_______________________

عــاد إسلام إلي المنزل وجلس مع اخته ليحدثها عن يومه وتحدثه هي الآخري ، فقــال متسائلا بمرح كعادته :
- هــاه عملتي إيه النهارده يا بطه ؟

أجابت بنفس الطريقه :
- روحت الكلية وجيت هاهاهاها

ضربها علي كتفها بخفه وقال :
- علي فكره رخمه جــــدا

رفعت رأسها للأعلي وصوبت نظرها اتجاهه وقالت بثقه :
- بنتعلم منك يا بشمهندز

رفع حاجبه الأيسر ومط شفتاه لأعلي قائلا بإستنكار مصطنع :
- بشمهندز !! يا شيخه الله يقرفك ، آل وداخله قسم إنجليزي آل

سقطت علي الأرض من كثرة الضحك وقالت :

- خلاص ياعم الحج 96% من 85 % مش هتفرق أوي يعني ، كلها درجات علي ورق

إعتدل في جلسته وأخذ يجذب طرف قميصه بغرور وقال :
- هع هع لأ طبعا هتفرق كتيــر

رفعت حاجبها ونظرت له ولم تتحدث بينما إلتف هو بكامل جسده ونظر لها بجديه وقال :
- بصي بقي يا ستي ، عاوزين نبدأ السنه دي جد كده ونجدد النيه إن كل لحظه فيها ناخد عليها ثواب ، يعني نحاول كده وإحنا رايحين الجامعه نقول إننا رايحين علشان نتعلم زي ما ربنا أمرنا ، لما نتعب نقول معلش لازم شوية تعب كده أومال هناخد ثواب علي إيه ؟ لما نزهق أوووي بقي من المواد الكيوت اللي عندنا دي نقول معلش إحنا هنكون بإذن الله من عمار الأرض وهننفع البــلد دي بجد ونرجع نتحمس تاني ونكمل وكده ، مــــاشي ولا مــــاشي ؟

أخذت تحك رأسها بطرف اصبعها وهي ترفع له حاجبها وتقول :
- أنــا سمعت الكلمتين دول فيـن بس يـــــاربي

ثــم انتبهت فجأة وقالت :
- أيـون إفتكرت ، دول نفس الكلمتين اللي سلمي قالتلنا عليهم النهارده ، هو إنت سمعتها ولا إيه ؟!!

أطلق ضحكة عاليه وقال :
- أسمع مين يا ماما ؟!! لالالا ده إنتي لو عايزه كلام من ده كل يوم هقولك ، جعبتي مليانه لا تقلقي

ثم نظر لها بخبث وقال :
- بس مين سلمي دي صحيح ؟

أمسكت بأطراف شعرها وكادت أن تمزقه وهي تقول بعصبيه :
- يـــــابني إرحمني بقـــي ، مش كل ما أقول إسمها علي لساني تقولي سلمي مين !!

ثم أخذت تتحدث بطريقه جنونيه وتقول :
- سلمي جارتنا يا إسلام ، سلمي صاحبتي في القسم يا حبيبي ، سلمي اللي كانت معايا في ثانوي يا كميله ، سلمي اللي كانت بتلعب معانا في الشارع يا بطه ، سلمي اللي إنت عارفها وبتستعبط يا إسلام

ثم ضربته علي كتفه بضيق وقالت :
- بقولك إيه يا إسلام ؟ ما تروح أوضتك دلوقتي ينوبك فيــا ثواب بدل ما أعمل جريمه ، مش عارفه إيه اللي جابك عندي أصلا

ثم أخذت الوساده وقذفته بها وقالت :
- يلــا من هنا يا حــاج ، شطبنا خلــاص
خرج من غرفتها وأخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا وهو يضرب كفا بكف ويكاد يختنق من 
كثرة الضحك ويقول :
- سلمي جارتها وصحبتها وكانت بتلعب معاها في الشــارع ، طب وأنا مالي أصلا ؟!! هي بتكلمني عن صحباتها ليه ؟!! بـــت غريبه اوووي بصراحه !!
مش عـارف طالعه مجنونه كده لمين ؟!! إحـــم لأ عارف ، ربنا يقوينا عليــها إحـــم وعليـــا

لـ رقيه_طه
يتبع..........

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent