Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل الثامن عشر 18 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

 رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل الثامن عشر 18

عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب 💕

يتبع .........عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب 💕
الحلقه الثامنة عشر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرت نتيجة التنسيق وبالفعل تم قبول ولاء في كلية الهندسه كمان كانت تحلم ، شعر كل من في المنزل بالسعاده ولكن سعادة سلمي كانت ظاهرية فقط ، فقد كانت تعاني في تلك الفتره بـ فتور في قلبها ، ككل إنسان يأتي عليه وقت ويشعر أن إيمانه قل وأنه لن يستطيع مواصلة مسيرته وخصوصا لو كان وحده ، حاولت إخفاء هذه الحالة عن الجميع وكــانت تنام طوال اليوم وتستيقظ فقط لأداء الصلاة وتنام مره آخري ، من سوء حظها أن هذه الحالة أتت إليها في نفس توقيت تنسيق الاء ، في البداية لم يلحظ أحد الأمر ولكن مع مرور الوقت أخذت اختها تلاحظ هذا التغيير وتخبر به والديها .
مر حوالي إسبوع ونصف علي هذه الحالة حتي جاءت إليها أختها ذات يوم لتخبرها ان والدها يستدعيها للحضور ، نهضت ووقفت أمام باب غرفته وطرقت الباب للحظات وسرعان ما سمعت صوته من وراء الباب يأذن لها بالدخول ، نظرت له بإبتسامتها المعتاده وقالت :
- حضرتك كنت عاوزني في حاجه يا بابا ؟
أجلسها بجواره وقال بإبتسامه :
- مالك اليومين دول يا سلمي ؟
إبتسمت له بحنان وقالت :
- مفيش يا بابا انا كويسه الحمد لله
إختفت الإبتسامه من علي وجهه وقال بجديه :
- بس من ساعة ما ظهرت نتيجة التنسيق بتاع اختك وانتي مش مبسوطه ؟ خير في حاجه ولا إيه ؟!!
نظرت له بتعجب وقالت :
- طيب وإيه دخل ولاء في الموضوع يا بابا ؟
ثم انتبهت فجأة وقالت بصوت مختنق :
- بابا هو معقول حضرتك تكون لسه متخيل إني بغير منها !!!
عقد ذراعيه أمام صدره وقال بضيق :
- يمكن !
إنتفضت من مكانها بذهول وقالت :
- إزاااي حضرتك تظن فيا كده !! طيب ما أنا كنت متأكده أصلا إنها هتتقبل في هندسه لأن مجموعها الحمد لله كويس ، وبعدين أنا إيه اللي هيخليني أغير منها مش فاهمه !! أنا مقتنعه بكليتي جــدا والحمد لله جددت نيتي وبقيت بحبها وحبيت إني أبقي مدرسة ، هغير منها ليه بقي ؟!!
نظر لها بوجه خالي من أي تعبير وقال :
- طيب وإيه تفسيرك إنك من ساعة ما نتيجة اختك بانت وانتي نايمه في السرير ومش طايقه تعملي أي حاجه ؟
حاولت كتم غضبها بداخلها لانها تحدث والدها وقالت :
- يعني حضرتك عاوز تعرف أنا متضايقه ليه بابا ؟ لو عرفت مش هتظلمني تاني يعني !!
أومأ برأسه إيجابــا ، فقالت بتعب :
- علشان حاسه ان قلبي مات يا بابا ، لا بقيت عارفه أقرأ قران ولا أصلي زي زمان ، مبقيتش عارفه أضحك وحاسه إني مخنوقه علطول ، مبقيتش حاسه إني سعيده في حياتي زي الاول ، مبقيتش قادره أستحمل كمية التريقه اللي باخدها دي ومحدش حاسس بيــا ، بقيت حاسه إن الدنيا سوده قدامي وإن ربنا مش متقبل مني العباده ، من الآخر مبقيتش حاسه بروحي !!
لكن مع ذلك أنا مطلبتش من حد يساعدني ، وعمري ما عاملت حد وحش زي ما بتعاملوني ، حرام يعني إني أكتئب شويه وأخليني في حالي وأبطل ضحك ؟!! حتي دي كمان هتظلمني فيها يا بـــابــا !!
أنا قلت لحضرتك قبل كده إني عمــري ما هغير منها ومقتنعه بنفسي جــدا الحمد لله وعمري ما حقدت علي حد أو بصيت لحاجه في إيدين حد ، وحضرتك مربيني من زمان وعارف كده ، لكن لو حضرتك مصٌر إني وحشه يبقي خلاص مش مشكله ، كفايه إن ربنا عالم بنيتي لاني أصلا مليش غيره يحس بيـــا
ممكن أمشي يا بابا ولا حضرتك عاوز تقولي حاجه تاني ؟
جذبها من يدها وأجلسها بجواره مره آخري وظل ممسكا بيدها وهو يقول بحنان :
- إيـــه يا بنتي اللي إنتي شايلاه جواكي ده كله ؟
تنهدت بمرارة وقالت :
- حضرتك عارف من زمان إني كتومه ومش بطلع اللي جوايا بسهوله ، علشان كده أرجــوكم خدوا بالكم من كلامكم لأنكم مهما عملتوا برضو مش هعرف أرد عليكم وهشيل جوايا وبس ، ممكن حضرتك بس تدعيلي وانا هبقي كويسه ؟
تنهد بحزن وقال :
- حــاضر ، روحي علي أوضتك لو حابه
غادرت سلمي الغرفه وهي لا تدري شيئا كالعاده ، هل والدها قاسي أم حنون ؟ لماذا دائما يغضبها ويوبخها ويظلمها وأيضا تشعر أحيانا انه يحبها ويخاف عليها ؟ سألت نفسها هذا السؤال مئات بل الاف المرات ولكنها لم تجد إجابة كالعاده ، فمن الممكن أن يكون رد فعله هذا نتيجة لانه يحبها ولكن بطريقته ؟!! لا تعلم شيئا فقررت عدم التفكير في هذا الأمر الآن ، فيكفيها الم قلبها الذي تحمله .
ذهبت إلي حاسبها وقامت بفتح حسابها علي موقع الفيس بوك وأرسلت رسالة لحفصه الغائبه وكتبت فيهــا :
- حفصه أنا محتاجالك أووووي اليومين دول ، أنا حاسه إني كارهه نفسي ومبقاش ليا نفس أعمل أي حاجه زي زمان ، واقفه مكاني ومش عارفه أتقدم خــالص ، مفيش أي حد كان بيساعدني غيرك ودلوقتي مبقاش ليا حد اصلا ، يلا ما علينا ، ربنا يسعدك
أخذت تعيد قراءة المحادثات التي حدثت بينها وبين حفصه وتوقفت عند هذه الرسالة الموجوده في آخر محادثه بينهما :
" لما تحسي إنك تعبتي ومش قادره تكملي طريقك إستخدمي سلاحك .. معاكي الدعاء والقرآن "
" إفتحي المصحف وانتي بتقولي لـ ربنا يـــارب إبعتلي رسالة ، إبدأي دوري كل يوم علي رسالة من ربنا ليكي لحد ما توصليلها ، إدعي كتير اوووي ربنا يقويكي ويثبتك ، اوعي يا سلمي تستسلمي للشيطان اووعي حد يضايقك بكلمتين ويخليكي ترجعي عن هدفك "
" معاكي قرآنك ودعائك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه "
أخذت سلمي تقرأ الكلمات مرة تلو الآخري وتنهدت بأريحيه وقالت :
- زي ما تكوني حاسه بيـــا يا حفصه ، يـــارب أقدر أكلمك تاني في يوم من الايام
ثم أخذت تردد :
- يــــارب إبعتلي رسالة ، يــــارب إبعتلي رسالة ، يــــارب إبعتلي رسالة
تركت الرسائل وهي مازالت تردد جملة " يــــارب إبعتلي رسالة " وذهبت لصفحتها الرئيسية لمتابعه آخر الأخبار ، نظرت أمامها فإذا بها تري منشور مكتوب فيه :
زهرة اللوتس تستمع الآن إلي " إشتقت إليك "
شعرت بالحزن بداخلها ، نظرت للسماء وقالت :
- الحمد لله الذي عافاني ، ربنا يهديكي يا زهرة ، ربنا يبعدك عن الاغاني ويعلق قلبك بالقرآن
وقبل أن تهبط لتري منشور آخر لمحت إسم صاحب الأغنيه " أحمد سعيد "
أخذت تحدث نفسها قائله :
- أنا شوفت الإسم ده قبل كده ، فين يــــاربي فيــــن
ثم تذكرت فجأة وقالت :
- أيـــوه صح ده واحد من المنشدين الجداد اللي حفصه قالتلي عليهم
أخذت تحك ذقنها ببطء وتفكر قليلا ثم إبتسمت قائله :
- مش يمكن دي تكون رسالة من ربنا ليــا ، أحملها وأشوف
قامت بتحميلها وبدأت تستمع إلي كلماتها :
ضاقت بيا الدنيا .. لقيتنى انسان غريب
وبقيت انا حاجة تانية .. بجد انسان عجيب
لقيتنى بعدت فى ثانية .. بعد أما كنت قريب
لقيت قلبى بقى آسى .. عينيا مافيهاش دموع
لقيتنى بجد ناسى .. أى معنى للخشوع
خلاص قلبى احساسى .. بيتمنوا الرجوع
وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك
على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك
يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب
دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك
انا قولت هاعيش حياتى .. بس انا عايشها حرام
علشان ارضى شهواتى .. وابقى مبسوط وتمام
اتارينى هازيد آهاتى .. وكل دا اوهام
وخلاص عرفت حقيقى .. بجد احلى حياة
لما ينور طريقى .. برضا وحب الله
يبقى القران صديقى .. ورسولى امشى فى خطاه
وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك
على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك
يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب
دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك
أخذت تسمع كلماتها بذهول !! فكأنها توصف حالتها تمـاما ، سمعتها مره تلو الآخري حتي كادت ان تحفظها كإسمها وأخذت تردد :
وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك
على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك
يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب
دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك
تنهدت بأريحيه وهي تقول مؤكده :
- راجعالك يــــارب ومش هيهمني حــد ، مش هستني مساعده من حد لإنك معايا دايما ، حفصه كانت دايما تقولي اللي معاه ربنا مش هيحتاج مساعده من حد ، وانا معايا ربنا ومش عايزه أي حاجه من حد ، هفوق لنفسي كده وأرجع أحسن من الأول مليـــون مره وأبدأ أخد خطوه جديده في حياتي بإذن الله ، يـــــارب قدرني وقويني .
أغلقت حاسبها وذهبت لمصحفها ولكن بقلب آخر ، فهي قد سمعت إنشوده واحده فقط ولكن غيرت فيها الكثير ، أمسحت مصحفها بإشتياق ونظرت إليه فوقعت عينها علي هذه الآيه التي أراحت قلبها اكثر وأكثر :
" وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ "
أخذت تنظر للآية بسعاده وتقول :
- فهمت الرسالة يــــارب وهنفذها بإذن الله
_________________________
كان إسلام يتحدث مع اخته هند عندما سمع رنين هاتفه المحمول ، تركها ودخل غرفته فوجد فاروق المتصل فأجاب مسرعا :
- الـــو
- يابني أنا مش قلتلك إسمها السلام عليكم
- أيوه أيوه صح ، إستني لما أقفل وأتصل تاني بقي
- يـــابـــاي عليك مش هتبطل رخامه بقي ، السلام عليكم أولا بس
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، هاه متصل ليـه ؟
- إقفل ياض ، إنت أصلا متستحقش الأخبار الحلوه اللي أنا جايبهالك دي
- أخبار حلوه ، يـــاريت ياخويا حد لاقي
- بص عندي خبرين حلوين وواحد وحش ، تحب نبدأ بإيه ؟
- قول أي حـــاجه ، المهم تتكلم بس
تنهد فاروق بسعاده وقال :
- أولــا كده يا سيدي نهي وافقت عليـــا الحمد لله
تنهد بدلع مصطنع وقال :
- هييييح وإيه كمــان
ضحك فاروق رغما عنه وقال :
- يـــاواد بطل بقي ، ثانيا يا سيدي لقيتلك شغل
إنتفض إسلام من مكانه واتسعت عيناه وقال :
- لقيتلي أنــا ؟!! قول وربنا
- وربنا لقيت ، بص هي شركة خاصه مفتوحه من كام سنه كده ، كانوا طالبين مهندسين ومدير شركتنا قالنا لو تعرفوا حد محتاج وظيفه وكده وانا رشحتك ليهم ، إبقي تعالي بقي بكره وهات معاك اوراقك وربنا يقدم اللي فيه الخير إن شاء الله
- بجد يا فـاروق انا مش عارف أقولك إيـــه ، ربنا يبارك فيك
- يابني عيب ماتقولش كده ده انت أخـــويا
- طيب وإيه الخبر الوحش بقي ؟
- بص هو مدير الشركة دي صعب حبتين واللي أعرفه إن محدش بيحبه ، بص أنا مش عايز أظلمه بس ده اللي أنا سمعته عنه ، عموما روح وشوف بنفسك
- يا عم وانا مالي ومال المدير ، هو حد لاقي شغل دلوقتي ، هحضر اوراقي وأجيلك بكره بإذن الله
- تعالي علي الساعه 9 الصبح كده مــاشي ؟
- ماشي بإذن الله
- يلا إقفل بقي
تنهد إسلام بدلع مستفز وقال :
- لا إقفل إنت الأول ، هخاف أقفل علي ودنك وتوجعك وإنت عارف أنا حونين إزااي
- مـاشي يا ظريف ، مستنيك بكره بإذن الله ، يلا سلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
_____________________
- أمــــامـــــا أمـــــامــــــا
قالها إسلام وهو يهرول كالأطفال نحو غرفة والدته ، نظرت له بسعاده وقالت :
- مالك يا واد في إيه ؟
أخذ يقفز كالأطفال وهو يقول :
- لقيت شغل يـــاماما لقيت شغـــل
ضمته والدته بقوه وقالت :
- يا مانت كريم يــــارب ، الحمد لله يابني الف مبرووووك
ثم نظرت له بتساؤل وقالت :
- بس لقيته إمتي ده ؟ ما إنت كنت لسه قاعد من شويه ومقولتش حاجه
- لأ ماهو فاروق كلمني دلوقتي وجابلي شغل
- والله يابني فاروق صاحبك ده فيه الخيــر ومن ساعة ما عرفته وانت حالك اتصلح
أجابها مؤكدا :
- والله فعلا يا ماما ، طلع جدع وراجل بجد ، وانا اللي كنت دايما بظلمه ، يلا الحمد لله
- طيب يابني هتروح إمتي تقدم ؟
- بكره إن شاء الله
- بإذن الله هتقبل ، هما هيلاقوا زيك فين يعني ؟
- قولي يـــــارب
______________________
تقدم إسلام للوظيفه وبالفعل تم قبولة بفضل الله ، لقد كان المرتب صغير بعض الشئ ولكنه رضي به وأخذ يدعو الله أن يرزقه من حيث لا يحتسب ، وبعد هذه المناسبه السعيده قرر أيضا أن يفاتح فاروق في الموضوع الذي يفكر فيه من عدة أيام ، فقال له مبتسما :
- فاروق أنا عايز أحفظ قرآن
نظر له فاروق بدهشه ممزوجه بالسعاده وقال :
- بجد والله !
إتسعت إبتسامة إسلام وهو يومأ برأسه إيجابا ويقول :
- بجد والله نفسي أحفظ ، بس مش مجرد حفظ لأ ، أنا عايز أحفظ بالتفسير ، والتفسير عندي كمان أهم من الحفظ علشان أكون فاهم كل كلمة بقولها وأحس بيها ، ينفع تحفظني ؟
إحتضنه فاروق بسعاده وقال :
- ينفع طبعــا ، بس الأفضل إنك تروح لشيخ يحفظك ، هيكون أحسن مني يعني ، عموما أنا هظبطلك ميعاد مع الشيخ اللي كنت بحفظ عنده وأقولك ، تمــام
- تمــام جــــدا ، بس ما يكونش بيزعق ولا بيضرب هاه
- هههههه لأ متقلقش ده كويس اوووي والله
________________
بدأت سلمي تعود لطبيعتها مرة آخري ، طبيعتها القويه العنيده المُصره علي التغيير ، طبيعتها التي رفضت أن تعيش بلا هدف كباقي البشر ، طبيعتها التي جعلتها علي إستعداد لفعل أي شئ حتي تتقرب من الله عزوجل .
____________
بعد مرور شهر تقريبا كان إسلام واقفا في الشرفه ينظر إلي الشارع عندما رأي سلمي تعبر هي ووالدتها من أمام منزله ، وجد نفسه بكل براءة يشير إليها ويقول :
- إيه ده سلمي صاحبة هند أهي
ولكنه سرعان ما أشاح بوجهه جانبا وقال بصرامه :
- إيــه ياعم ما تغض بصرك ، وبعدين إيه حركات الأطفال دي !!
أحس بشئ غريب بداخله وخطرت في باله فكره فهبط من منزله وذهب لأقرب مكان يباع فيه ورد وإشتري خمس وردات صغيرات باللون الاحمر والوردي وعاد بهما إلي المنزل ، طرق باب غرفة هند ودخل والإبتسامة تعلو وجهه وقال :
- هند جبتلك ورته
قفزت من مكانها وأمسكت بالوردات بسعاده كالأطفال وأخذت تشتم رائحتهن بكل شوق ومن ثم إنتبهت له وهو واقف ينظر لها فقالت متعجبه :
- ربنا يخليك يا إسلام ، بس إشمعني يعني ؟!!
تنهد بخبث وقال :
- إيــه يعني حرام أدلع اختي الصغيره شويه ، قلت أجيبلك ورد ونقعد نتعرف علي بعض بقي وكده
رفعت حاجبها قائله :
- هنستعبط يا إسلام ؟!! نتعرف إزاي يعني مانت عارف عني كل حاجه
جلس علي الفراش ووضع ساقا فوق الآخري وقال بثقه :
- لأ طبعا أكيد مش عارف عنك كل حاجه ، إحكيلي عن نفسك لاني حاسس اني بقالي كتير متكلمتش معاكي
جلست بجوارة وقد فرحت بهذا الإهتمام وإخذت تحدثه عن نفسها لفترة طويله حتي إنتهت فقال :
- طيب وعندك إصحاب بقي ؟
- أكيد عندي
نظر لما بمكر وقال :
- طيب إحكيلي عنهم
نظرت له نظرة غاضبه وقالت :
- إحكيلك عنهم ليه ؟ وإنت مالك بيهم أصلا !!
ضحك ببراءه وقال :
- يا بنتي مش لازم اتطمن علي اختي مصاحبه مين وبتتكلم مع مين وكده ؟
أومأت براسها موافقه وأخذت تحدثه عن سلمي أولا ، حدثته عن أخلاقها وتفكيرها ، عن التغيير المفاجئ الذي حدث بشخصيتها وإقترابها من الله عزوجل وتغيير خطة مستقبلها بالكامل ، عن حبها لهما وحنانها عليهما ، عن إصرارها وعدم يأسها ، عن كل شئ جميل تشعر به تجاه سلمي
أخذ إسلام يستمع إلي الكلمات وهو في غاية السعاده ، لا يعرف لماذا شعر بالسعاده وقتها وهو يسمع عنها ولا يعلم أيضا لماذا الآن فقط فكر في السؤال عنها ، كل ما كان يدور بداخله وقتها انه يريد معرفة كــل شئ عنها وفقــط ، إنتهت هند من كلامها عن سلمي وبدأت في التحدث عن فاطمه ، لم يرد سماع شئ آخر بعد ما سمعه عن سلمي ، حاول الخروج من الموقف بطريقه مرحه وقال :
- إيــــه يا ست إنتي رغايه كده ليه ؟
نظرت له بتعجب وقالت :
- يابني مش إنت اللي قلت عاوز تعرف عني أكتر ؟!!
إبتسم ببراءة وقال :
- مــاشي منا عرفت عنك خلاص ، بس مليش دعوه بصحباتك أنا
وافقته الرأي وقالت :
- صح عندك حق
نهض من مكانه متجها لغرفته وهو يقول بمرح :
- إبقي إدفعي تمن الورد ده بقي هـــاه
أطلقت ضحكة عاليه وتبعتها بنظره ساخره وقالت :
- خد الباب في إيدك يا إسلام ، ربنا يهديك يابني
__________________
وقف امام شرفة غرفته وأخد ينظر إلي السماء ويقول :
- يــاربي هو في بنات كده ؟!! طيب وهو أنا معقوله أستاهل واحده زي دي بعد كل المصايب اللي عملتها في حياتي دي ؟
نظر للجانب الآخر وقال هامسا :
- بس أنا توبت والله ، وبإذن الله يــاربي تكون سامحتني وغفرتلي ذنوبي ، هو معقوله لو انا اتقدمتلها ممكن توافق ؟
عـاد بنظره إلي الشرفه وقال :
- طيب هو أنا ليه أصلا دلوقتي بالذات بفكر فيها ؟ ماهي جارتي من زمان ومكنش بيهمني أعرف عنها حاجه قبل كده ، معقوله يكون كلام فاروق عن الحلال والقرب من ربنا أثر فيا وخلاني أنا كمان أفكر زيه ؟ معقوله تكون دي البنت اللي ربنا كاتبهالي علشان يعوضني عن كل مره حزنت وتعبت فيها ؟ معقوله يـــارب تكوني بتحبني وسامحتني ؟
- طيب وليه لأ ؟ مش دايما محمد الله يرحمه كان بيقولي ان ربنا أحن علينا من أي حد ؟ ودايما كان بيقولي محدش هيحس بيك غير ربنا ، يا حبيبي يا محمد كان نفسي اوووي تكون موجود جنبي دلوقتي وتشوفني وانا كده ، يــــارب لو هي من نصيبي قربني ليها وسهلي الامور في الحلال ، ولو مش ليا نصيب فيها ارزقها بالزوج الصالح اللي يسعدها ويحقق لها ما تتمني .
بس انا برضو مش هسكت ، هحــاول .. هنخسر إيه يعني ؟!!
عاد إلي غرفة اخته وطرقها ودخل مسرعا وقال بسرعه البرق :
- هنــد أنا عايز أتجوز سلمي
لــ رقيه_طه
يتبع.............

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent