رواية حياة مريرة كاملة بقلم امل صالح عبر مدونة دليل الروايات
رواية حياة مريرة الفصل العشرون 20
– والله فُراقَك صعب يا خالتي!
قالها جابر وهو بيشيل الشنط الخاصة بزهرة وخلود وبيطلعها برة بيتهم، خبطته عزة في كتفه عشان يسكت وهي فاهمة نيته في حين قالت خالته زهرة – واضح يا جابر يا حبيبي، واضح من غير ما تقول.
– طب كنتِ استني اتغدي معانا ولا حاجة، دا يدوب أمي لسة طافية على الأكل…
لف بص لأمه – ولا أنتِ ايه رأيك يا حجة؟
برقتله عزة عشان يسكت فابتسملها بسماجة، كلهم خرجوا من البيت فوقفت رغد عشان تقفل الباب قبل ما ينزلوا يوصلوهم لتحت.
كانت عزة ماشية قدامه مع زهرة وبنتها خلود و وراه رغد، اتكلم بعد تنهيدة طويلة مسموعة – مش قادر أوصفلِك البيت في وجودكم كان حلو إزاي…
لف بص لرغد ببسمة واسعة وقال بصوت كله حزن عكس تعبيرات وشه – هيبقى وحش أوي من غيرهم! هيفضى علينا يا رغد!
هزت رأسها بصمت وهي كاتمة ضحكتها بالعافية على أسلوبه وطريقة كلامه، وصلوا الشارع تحت فبدأ يحط شنطتهم في العربية اللي هترجعهم – كان نفسي نتلم على طبلية واحدة للمرة الأخيرة، نضحك ونهزر ونحكي ذكريات.
همستله رغد – متأڨورش يا جابر، باين إنك كذاب أوي يعني!
ركبت زهرة العربية ورا وجنبها خلود بنتها، وقدام كان السواق وزوج زهرة، وطت عزة على الشباك – لو عوزتِ أي حاجة كلميني على طول..
رفع جابر إيده للسما – يارب ما تحتاج حاجة يارب.
– خلي بالك من نفسك يا حبيبتي.
بعدت عزة عن العربية عشان تتحرك، وقفت جنب رغد وجابر والتلاتة رفعوا ايديهم يودعوهم.
– يارب ذهاب بلا عودة، يارب يكون وداع بلا لقاء.
ضغطت عزة على رجله – يارب نتلم بقى ويبقى عندنا ذوق.
– آه آه، إيه يا حجة في إيه رجلي!
– أنت هتتربى امتى ويبقى عندَك أدب زي الناس؟
– يا حجة شيلي بس رجلِك ونتفاهم بعدين.
– ما ترد عليا.! أنت قولت ايه لخلود بالظبط؟ قولتلها إيه ياض؟
– ياما رجلي معتش قادر وربنا، يلهوي ارفعيها بسرعة!!
بعدت عنه عزة فبص لرغد اللي ميتة من الضحك في جنب – اضحكي اضحكي، بدل ما تشيليها عني يا أنثى براس خرتيت أنتِ!
زعق عزة – كلمني هنا..
بصلها فكملت – قولت إيه لخلود؟ البت يا حباية عيني مقطومة من أول إمبارح.
كانت رغد بطلت ضحكت ومع سؤال عزة رجعت تضحك، بصتلها عزة بإستغراب بعدين باستدراك وصدمة قالت – لأ!! يعني أنتِ عارفة اللي حصل يا رغد؟ وماقولتيليش؟؟
شاورت رغد على جابر – والله هو اللي محلفني ماقولش!
بصتله عزة – ما تنطق تقول هببت إيه؟!
دخل من بوابة البيت وقَفَلها بعد ما دخلوا الاتنين، قعد على السلم بيشوف رجليه اللي بتوجعه وهما واقفين قصاده – قولتلها يا خلود يابنت خالتي أنتِ مش في دماغي، وفكك مني عشان أنا في واحدة غيرِك شاغلاني.
عزة عينها وسعت بصدمة – يعني إيه؟
– يعني خليتها تحل عني! أنا قسمًا بالله كنت على تكة وأهب فيها! الحمد لله جت على قد الكلمتين دول.
قربت منه عزة وعلى حين غفلة كان بيفرك رجليه بألم مسكت وشه بإيدها وضغطت عليه – لسانَك دا ولا سيف؟ إيه الكلام السم دا؟! ماعندكش دم ياض أنت؟؟
اتكلم بصعوبة وكلمات معظمها غير مفهومة بسبب ضغطها – ما هي بنت أختِك اللي مدلوقة!
بعدت عنه عزة واتكلمت بجدية ولوم ونبرة شديدة – في حاجة إسمها ذوق يا جابر، كان ممكن بدل ما تقولها الكلمتين المقرفين دول تفهمها وبدون ما تحرجها، دي مهما كان بنت خالتَك!
بصت لرغد وبنفس النبرة كملت – وأنتِ … مكنش ينفع تسيبيه يعمل كدا، كنتِ اقفيله وقوليله عيب، كنتِ حطي نفسِك مكانها يا رغد.
– والله يا طنط أنا سمعته وهو بيقولها بالصدفة، ولا كنت أعرف إنه هيقول كدا أصلًا!
– يبقى كنتِ قولتيله إن اللي عمله عيب ومينفعش، مش تضحكي وكأن اللي عمله عادي.
بصت لجابر وبحدة قالت – وسعلي عشان أطلع.
بعد عن طريقها فطلعت وقفلت الباب وراها بقوة، بصت رغد لجابر بضيق – عجبَك؟ أهي زعلت مني.
طلعت هي كمان وهي زعلانة بسبب زعل عزة منها وفضل هو قاعد مكانه، ماسك بإيده رجله وبالإيد التانية وشه.
بليل، دخل فتحي من باب الشقة، كان متفاجئ بهدوئها والصمت اللي، كان دايمًا يطلع يسمع صوت ضحك، هزار، وزعيق، كان يدخل يلاقي رغد في وشه بتستعد للخروج عشان هو طِلِع؛ لأنها عارفة إنه مش بيحب وجودها، لكن الهدوء دا غريب عليه!
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
– أومال فين جابر؟
شاورت بالريموت في إيدها ناحية أوضة جابر – مرزوع جوة في الأوضة.
اتحمحم – ورغد؟
بصتله بطرف عينها – فوق، عايز حاجة منها ولاي إيه؟
– لأ مش عايز، أنا داخل أغيَّر هدومي على ما العشا يجهز.
قفلت التلفزيون و اتعدلت في قعدتها – استنى يا فتحي..
لف بصلها فكملت – عايزاك في كام كلمة.
قرب قعد قصادها – في إيه؟
– رغد…
– مالها؟؟
– هتنزل تتعشى معانا.
رفع حاجبه ورد بإستنكار – ليه؟ ماهي كانت بتنزل تتعشى معانا الفترة اللي فاتت عشان أختِك ماتشكش في حاجة وقولت ماشي، إنما إيه حجتِك دلوقتي؟
ردت عليه بعصبية – وأنا يبقى ليا حِجَّة ليه؟ أنا عايزاها تنزل تاكل اللقمة اللي بتاكلها معانا بدل ماهي من ساعة ما جَت عندنا وهي بتاكل فوق لوحدها! بعدين أنت كل الشهور اللي قعدتهم معانا دول ماخلوكش كدا تحس إن البت دي بنت ناس ومتربية؟!!
سكتت للحظة وكملت بعدها على طول – بلاش، حكايتها ما أثرتش فيك وحسستك قَد إيه البت دي تعبت في حياتها؟ في إيه يا فتحي؟ مفيش في قلبك ذرة رحمة؟؟؟
– لأ يا عزة مفيش، أنا ياستِ بني آدم جاحد حلو كدا؟ وأقولِك … البت دي رجليها مش هتخطي البيت هنا تاني، ولا غدا ولا فطار ولا عشا، مادام مش عجبِك حاجة بقى..
وقف واتحرك ناحية الأوضة وهو بيبرطم بعصبية – الله يحرق دمِك يا شيخة زي ما حرقتي دمـ.ـي..
دخل الأوضة وقفل الباب وراه بقوة، ربع ساعة وخرج لقى جابر قاعد مكان أمه اللي ميعرفش هي راحت فين.
– عايزك يا بابا في كلمتين.
رفع فتحي جلبيته وقرب منه – يا مصبر العقل والدين يارب..
قعد – أديني قعدت، نعم أنت كمان؟؟
– أنا كمان؟ في إيه يا حج؟؟ لأ لو هتزعق من أولها أقوم!
– هتنطق تقول عايز إيه ولا أتهبب أقوم أنا..
– لأ لأ هقول، بصراحة يا بابا..
سكت فبصله فتحي – ما تقول يابني سامعك!
– بص يا بابا أنت عارف إني كبرت وعايز أكمل نص ديني.
– إنجز!
– بابا أنا عايز اتجوزت رغد.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حياة مريرة ) اسم الرواية