رواية ظلها الخادع (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم هدير نور
رواية ظلها الخادع الفصل العشرون 20
.توقفت مليكة عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان استدارت وهي تجذب والدتها نحو الباب لتجد نوح واقفاً يتطلع نحوها بقسوه و غضب بينما يراقب ما تفعله بوالدته زمجر بحده و هو ينظر اليها بازدراء
=وصل بيكي القرف...انك تطردي مامتك بالشكل ده ...
شعرت كما لو ان احدهم طعنها بنصل حاد في قلبها عندما سمعت كلماته تلك و رأت نظرات الاحتقار الواضحه في عينيه التي كان يرمقها بها..
لكنها تماسكت امامه فلم يعد هناك شئ يجعلها تصمت فماذا ستخسر بعد ان خسرته فقد رأت كل شئ بعينيه..فتلك المدعوه والدتها قامت بتأكيد اسوء ظنونه بها...
=افتكر زي ما تفتكر مبقاش في حاجه خلاص هتغير فكرتك عني بس الست دي مالهاش قاعد هنا....
اقترب منهم بخطوات بطيئه وعلي وجهه يرتسم تعبير شرس يجعل من يراه ف دماءه من الخوف
=الست دي...!! الست دي تبقي مامتك اللي المفروض مالهاش غيرك و لا لها مكان تروحه غير هنا..ايه جحودك و قسوة قلبك خالوكي مش فارق معاكي حد خلاص...
شعرت بكلماته كنصل حاد يمزقها من الداخل لكن رغم ذلك تمسكت بموقفها
امامه اجابته بحده بينما تجذب والدتها نحو الباب تصر علي طردها من هذا المنزل
=ايوه انا...جاحده ....و قاسيه ارتحت...برضو هتمشي و مش هتعقد هنا....
قاطعها صائحاً بغضب بينما يندفع نحوها قابضاً علي ذراعها عندما مرت من جانبه جاذباً اياها للخلف نحوه محرراً قبضتها المميته التي كانت تقبض فوق ذراع والدتها التي كانت تصطنع الانكسار والبكاء امامه
=مش هتمشي من هنا...مش بمزاجك فاهمه
استدارت نحوه ضاربه صدره بقبضتي يدها بقسوه صائحه بهستريه و انفعال بينما تضربه ضربات متتاليه
=لا هتمشي...يا نوح هتمشي
لتكمل بقسوه عندما قبض علي يدها التي كانت تضربه ليثبتها بقوه فوق صدره
=انت قولت بنفسك يوم ما هي جت تطلب تعيش هنا ان ده بيتي انا..يبقي انا حره اسيبها تعيش هنا اخليها تمشي انا حره........
قاطعها مزمجراً بقسوه بينما يشدد قبضته فوق يديها
=لا مش بيتك....البيت ده بيت مليكه اللي انا اتجوزتها وانا فاكرها البريئه الطيبه مش مليكه النصابه ام قلب قاسي حتي علي اقرب الناس لها...
اهتز جسدها بقوه فور سماعها كلماته القاسيه تلك مما جعلها ترخي قبضتها من فوق قميصه التي كانت تتمسك به ابتعدت عنه ببطئ مبعده بيد مرتعشه يده التي كانت تقبض علي معصميها شاعره بألم حاد يكاد يزهق روحها من الداخل....
اومأت بانكسار رأسها قائله بصوت مرتجف ضعيف
=عندك حق ...ده مش بيتي...
ثم التفت مغادره الغرفه بصمت
زمجر باسمها بقوه محبطه
=مليييكه....
لكنها اكملت طريقها للخارج دون ان تلتف اليه متجاهله صرخاته الغاضبه التي ظلت تلاحقها للخارج....
همست فردوس ببكاء مصطنع مقتربه منه فور ان غادرت مليكه
=انا اسفه يابني...انا ...انا مش عايزه اسبب بينكوا مشاكل...انا...انا هطلع اجهز شنطي و امشي....
قاطعها نوح علي الفور بينما يمرر يده بشعره باحباط يجذبه بيزه كما لو كان يريد ان يقتلعه من جذوره
=لا طبعاً مش هتروحي في اي مكان
ليكمل بلطف مخففاً من حدته قليلاً
=ده بيتك....و انتي مالكيش ذنب بالمشكله اللي بيني وبينها بعدين.........
قاطع حديثه صوت رنين هاتفه اخرجه من جيبه قطب حاجبيه عندما رأي اسم المتصل ثم اجاب علي الاتصال
علي الفور من ثم التف الي فردوس قائلاً باعتذار
=معلش مضطر امشي..حصلت مشكله كبيره في الشركه ولازم اروح احلها بنفسي نكمل كلامنا بليل باذن الله.....
اومأت له فردوس رأسها بخضوع جالسه فوق المقعد ببطئ تراقبه بينما يغادر الغرفه سريعاً ارتسمت فوق وجهها ابتسامه ملتويه ساخره هامسه بغل وغضب
=ماشي يا بنت المحمدي بقي عايزه تطرديني صحيح طالعه لابوكي قليلة الاصل....
!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!
كانت مليكه واقفه امام خزانة ملابسها تجمع ملابس بحقيبتها و علي وجهها يرتسم تعبير حاد جامد..
فهي لن تبقي بهذا المنزل بعد الان فكل شئ انتهي.....(كل شئ انتهي) اخذت تلك الجمله تتردد بعقلها كتعويذه تمزق قلبها من الداخل...
تجمدت عندما وقعت يدها علي القميص الخاص بنوح الذي كان بين ملابسها فقد كانت من عادتها ارتداءه عندما تريد اغاظته و اثارة جنونه فقد كان بحب دائماً ان يراها من الحين الي الاخر ترتدي قمصانه خاصة هذا القميص..
اخذت تتذكرت اوقاتهم سوياً مما جعل قناعها الصلب الذي كانت تحاول ان تتماسك خلفه يتصدع انهارت فوق الارض منفجره في بكاء مرير دفنت وجهها بقميصه الذي كان بين يديها كاتمه شهقات بكائها التي كانت تمزق قلبها فقد خسرته الي الابد..لا يوجد شئ يمكنه ان يغير رأيه عنها بعد تأكيد والدتها علي اسوء ظنونه بها...
فبعد كلماته تلك علمت جيداً ما سيأتي بعد ذلك..لن تنتظر حتي يقوم بطردها هو فسوف تذهب من هنا منقذه اخر ذره من كبريائها فلن تحتمل بان يخبرها بان ما بينهم انتهي فوقتها لن تستطيع العيش بعد ذلك......
فهي تحبه بلا تعشقه حد الجنون فقد كان حلمها البعيد والمستحيل طوال تلك السنين الذي كانت تهرب من اوجاعها و همومها به...
وعندما اراد الله ان يصبح حلمها هذا حقيقي...و يصبح نوح زوجها وتعيش بين يديه اجمل ايام حياتها..لا فما عشته معه كان اجمل من حلمها البرئ...لكن حظها السئ تدخل من جديد و جعلها تخسره و تفقده الي الابد مسقطاً اياها من سابع سماء الي سابع ارض..
حظها السئ الذي تمثل في شقيقه حقيره محتاله...و ام انانيه لم تكن لها الحب طوال حياتها تعاملها كما لو كانت احدي اعدائها وليس ابنتها متعمده ايذائها بكل برود و قسوه..
شهقت بقوه بينما تلتقط نفساً عميقاً بينما بكائها يزداد فسوف تفتقده كثيراً سوف تفتقد حنانه الذي يغدقها به لا تعلم كيف ستحيا بدونه بعد ان اصبح كل شئ بالنسبه اليها لكن ليس امامها حل اخر سوا ان تتركه وهي لازالت قادره علي فعل ذلك..
نهضت ببطئ علي قدميها مغلقه حقيبتها ثم حملتها و هبطت الي الاسفل...
قابلت والدتها الجالسه ببهو المنزل ترتشف قهوتها باسترخاء التفت نحوها فور ان سمعت صوت خطواتها خلفها مررت عينيها عليه بسخريه لكن فور ان وقعت عينيها علي الحقيبه التي تجرها خلفها انتفضت واقفه هاتفه بذعر
=راحه فين بشنطتك دي....
تجاهلتها مليكه واستمرت بخطوات هادئه نحو باب القصر ركضت فردوس خلفها تجذبها من ذراعها بقوه
=بقولك راحه فين...اتهبلتي سايبه العز ده كله و هتمشي.....
قاطعتهل مليكه بازدراء ممرره عينيها من اعلي لاسفل جسدها بسخريه
=سيبهولك اتهني فيه لوحدك....
لتكمل بينما تنزع ذراعها من بين قبضتها بقسوه
=اتمتعي و افرحي علي حساب سعادتي زي كل مره.....بس نوح مش غبي وهايجي اليوم اللي هيعرف فيه قد ايه انتي طماعه و انانيه وساعتها محدش هيرحمك من تحت ايده...
قاطعتها فردوس هاتفه بحده فهي لا يمكنها ان تتركها تذهب فاذا غادرت فكيف ستستمر في البقاء هنا...
=لو خايفه بسبب اللي حصل متخفيش نوح بيحبك و اكيد هيسامحك بس انتي ادلعي عليه و هو........
صرخت مليكه بهستريه و انفعال فبكل مره تثبت مدي انانيتها و حقارتها لها قد كانت تعلم لما ترغب ببقاءها
=انتي ايه......انتي ايه....
حاولت كبت غضبها قبل ان تفعل شئ تندم عليه لاحقاً اختطفت حقيبتها
من ثم خرجت من المنزل سريعاً و صراخ والدتها يلاحقها حتي الخارج
=غبيه....غبيه... وفقريه زي ابوكي بالظبط هتعيشي و تموتي طول عمرك فقريه.......
!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!
في المساء....
عاد نوح الي المنزل و فور دخوله من بابه قابلته فردوس التي كانت جالسه بالبهو بوجه باكي انتفضت واقفه فور رؤيتها له
=نوح.....مليكه.....
اقترب منها سريعاً شاعراً بالفزع و الخوف يدبان بداخله فور ان رأي حالتها تلك
=مالها مليكه....؟!
اجابته من بين شهقات بكائها
=لمت هدومها و سابت البيت و مشيت
اهتز جسده بعنف فور سماعه كلماته تلك اتجه ببطئ نحو احدي المقاعد وانهار فوقه جالساً فلم يكن يتصور ان يصل الامر الي هذا الحد ث..تنحنح قبل ان يهمس بصوت اجش حاول جعله ثابت قدر الامكان
=مقلتش هتروح فين...؟!
هزت رأسها قائله بانكسار
=ابداً..
لتكمل بانفعال بينما تفرك يديها بتوتر
=دور عليها...يا نوح مليكه بتحبك.....
صاح بغضب بينما ينتفض واقفاً علي قدميه
=بتحبني ؟!.....بنتك مبتعرفش تحب الا نفسها...والفلوس طبعاً
ليكمل بقسوه بينما يعتصر قبضته بقوه حتي تبيضت مفاصل اصابعه
=بس مش هسيبها لو راحت فين هجيبها...و لو في سابع ارض هجيبها
همست فردوس بتردد محاوله تهدئته
=انت..انت بتحبها...و اللي بيحب بيسامح
التف نحوها قائلاً بصوت منخفض حاد يبث الرعب داخل من يسمعه
= و هي استغلت حبي ده كتير...
ثم تركها متجهاً نحو باب المنزل مخرجاً هاتفه متصلاً برستم رئيس امنه امراً اياه بالبحث عنها في كل مكان...
!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!
بعد مرور 4 ايام...
كان الجميع جالس بالبهو يرتشفون القهوه عندما صدح صوت نوح الغاضب من مكتبه مما جعل الجميع ينتفضوا فازعين
=يعني ايه ملقتهوش دوروا عليها ....اقلبوا مصر حته حته وتجبهولي رقبتكوا قصاد انكوا تجيبوها فاهمين...
ثم تبع ذلك صمت تبعه صوت حاد قوي لتكسير الاشياء بمكتبه مما جعل ايتن تنتفض تنوي الدخول اليه لكن منعتها راقيه قائله
=سبيه ....سبيه يا ايتن مش هيحب حد يشوفه في حالته دي...
هتف زاهر بغضب بينما يضرب عصاه الارض
=يعني ايه هنسيبه كده....
ليكمل بألم وحسره
=ده من يوم ما مراته سابت البيت و هو لا بياكل ولا بيشرب و طول اليوم برا حتي النوم مبينمش في القصر.....
همست راقيه بصوت منكسر
=مش عارفه ايه حصل بينهم يوصل الامر انها تسيب البيت وتمشي....
لتكمل بينما تلتف الي فردوس الجالسه تستمع اليهم بشرود
=ايه حصل يا فردوس.. انتي اللي كنت موجوده معاهم في القصر وقتها....
غمغمت فردوس بارتباك خارجه من شروده
=مش....مش عارفه انا كنت في اوضتي وقتها..
انتفض زاهر واقفاً هاتفاً بصوت حاد بينما يخرج هاتفه
=انا مش هفضل ساكت واشوفه بيدمر نفسه كده...انا هكلم رستم يعرف رجالته اللي هيلاقيه هديله مكافأه 3 مليون جنيه....
من ثم خرج بينما بالفعل يبدأ يتحدث مع رستم و يتفق معه علي ذلك...
بعد مرور يومين....
كان الجميع جالسون بغرفه الطعام يتناولون العشاء بحضور نوح الذي كان جالساً بوجه متجهم حاد صامت كعادته عندما دخل رستم الغرفه قائلاً بلهاث
=نوح باشا....لقينا مليكه هانم
انتفض نوح واقفاً فور سماعه كلماته تلك قائلاً بلهفه
=فين...لقتوها...فين....؟!
اجابه رستم بهدوء
=الرجاله من بعد ما عرفوا مكافأه زاهر باشا و مبطلوش تدوير ليل نهار واللي عرف مكانها مؤمن فضل مراقب بيت رضوي صاحبتها لحد ما شافها نازله معها و بيركبوا تاكسي.....
صاح نوح بقسوه و حده في ذات الوقت
= رضوي....
ليكمل بينما يتجه نحو باب الغرفه ينوي الذهاب اليها
=هي هناك في شقتها.....؟!
اوقفه رستم قائلاً بهدوئه المعتاد
=لا يا باشا....مؤمن فضل ماشي وراها لحد ما شافهم داخلين كافيه و اتصل بباقي الرجاله راحوله علي هناك هيستنوا لما يطلعوا من هناك مش عايزين نلفت النظر لنا ساعه بالظبط يا باشا وهتكون هنا مع حضرتك...
تراجع نوح محاولاً تمالك نفسه مره اخري بينما ارتسمت السعاده علي وجوه الجميع فارحين بانتهاء عذاب نوح حتي وان لم يكن يبين لهم الامر الا ان قضاءه طوال اليوم بالخارج للبحث عنها حتي وصل به الامر منذ اختفاءها يقوم بالنوم في مكتبه الخاص بشركته قد فضح امره لهم....
!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!
بعد مرور ساعه...
دخلت مليكه الي القصر بوجه محتقن باكي برفقه كلاً من رستم و رضوي التي رفضت تركها تعود بمفردها الي القصر مع رجال نوح..
وجدت الجميع واقفين ببهو المنزل كما لو كانوا ينتظروها لكنها تراجعت للخلف بخوف فور ان اندفع نوح علي الفور الذي كان واقفاً يتطلع اليها بقسوه وعينيه تلتمع بشراسه وغضب قبض علي ذراعها بقسوة هاتفاً
=كنت فكرك هتهربي بسهوله مني....
دفعت مليكه يده بعيداً قائله بارتباك
=اهرب....؟!
لتكمل بحده بينما تلتف نحو رضوي
=انا مهربتش ...انا طول الوقت ده كنت قاعده عند رضوي ....
قاطعها بقسوه بينما يرمق رضوي بنظرات قاتله حاده
=رضوي... اللي انكرت انها تعرف عنك اي حاجه مش كده....
همست رضوي بارتجاف و خوف من نظراته المظلمه المنصبه عليها
=والله يا نوح بيه...ده كان طلب مليكه...
اومأت مليكه رأسها بينما تؤكد علي كلمات صديقتها تلك
=ايوه انا.....اللي قولتلها تنكر ان عندها.....
قاطعت جملتها صارخه بألم عندما قام بالقبض علي ذراعها و لويه خلف ظهرها قائلاً بقسوه و ازدراء
=قضيتي اسبوع كامل في نفس البيت مع عصام....
هتفت مليكه مليكه من بين صرخات ألمها فقد كانت تشعر بذراعها سوف ينتزع من مكان
=عصام زي اخويا قولتلك 100 مره...بعدين كان في اوضته وانا كنت في اوضة رضوي و.........
لم يشعر بنفسه الا وهو يدفعها الي الخلف بحده و ازدراء مما جعلها تسقط بقسوه فوق الارض لتتعالي شهقات الجميع الذين كانوا يشاهدون ثورة عضبه تلك بقلق و خوف انحني فوق تلك القابعه فوق الارض بجسد مرتجف
=اخوكي اللي حاول يموت نفسه علشان يتجوزك..
ليكمل بشراسه بثت الرعب بداخلها
=كنت بتعملي ايه بقي طول الاسبوع اللي فات مع عصام اخوكي...؟!
غمغمت رضوي بارتباك
=نوح بيه مليكه مكنتش مع عصام لوحدها كنت انا و بابا وماما معاهم في نفس البيت
قاطعها صائحاً بشراسه افزعت الجميع
=انتي تخرسي خالص.....مسمعش ليكي صوتك......
من ثم جذب مليكه من فوق الارض دافعاً اياها نحو الدرج بقسوه مما جعل زاهر يتقدم نحوه قائلاً بصرامه
=نوح مش كده اهدي شويه ...
تجاهله نوح صاعداً الدرج بينما يجر خلفه مليكه التي كانت تقاومه بشده محاوله الافلات من قبضته مما جعلها تتعثر و تسقط بقوه علي قدميها فوق احدي الدرجات اطلقت صرخة متألمه لكن ذلك لم يجعله يتوقف جاذباً اياها بحده من ذراعها جاعلاً اياها تقف علي قدميها مره اخري ثم اتجه نحو جناحهم...
فتح باب الغرفه دافعاً اياها بقسوه للداخل مما جعلها تتعثر وتكاد تسقط مره اخري لكنها تماسكت سريعاً شهقت بقوه بينما تتطلع حولها بصدمه فقد كانت الغرفه خاليه تماماً من اي اثاث..
لا يوجد بها سوا سجاده واحده وغطاء رقيق للغايه هتفت بارتباك وهي لازالت تدير عينيها بالغرفه
=ايه ده...الاوضه فاضيه كده ليه.....
لتكمل هاتفه بانفعال
= فين العفش بتاع الاوضه...؟!
اجابها بقسوه بينما يرمقها بازدراء وغضب
=مفيش عفش...دي اوضتك اللي هتقضي فيها اسود ايام حياتك
ليكمل بينما يتطلع نحوها بنظرات قاسيه حاده بينما يشير نحو الرض...
=و ده سريرك..
ليكمل بينما يتجه نحوها بخطوات متمهله مما جعلها تتراجع الي الخلف بخوف عندما رأت نيران الغضب المشتعله بعينيه همست بينما تستمر بالتراجع الي الخلف
=انت....انت بتعمل كده ليه عملت فيك ايه لكل اللي بتعمله فيا ده...؟!
تكسرت جملتها بالنهايه شاعره بالرعب يندلع بداخلها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها بقوه لتعلم بانها اصبحت محاصره بينه وبين ذاك الوحش المظلم الذي اصبح امامها مباشرة ينظر اليها كما لو كانت اكثر شئ يكرهه و يحتقره بهذا الوجود..
صرخت فازعه عندما قبض علي فكها يعتصره بقسوه بيده مزمجراً من بين اسنانه و تعبيرات وحشيه على وجهه
=علشان انتي انسانه وسخه...و نصابه و حراميه....
ليكمل بينما يخرج هاتفه ويضعه امام عينيها ليظهر لها الفيديو الخاص بها مع راقيه زوجة والده من ثم نقر باصبعه فوق الشاشه ليظهر الفيديو الخاص بها مع مرتضي الزيان من ثم نقر مره اخري باصبعه ليظهر فيديو جديد اخر لها وهي تدخل مكتبه تسرق احدي الملفات من خزانته من ثم تغادر المكتب سريعاً...
صاحت بصوت مختنق
=مش انا...والله مش انا يا نوح....
قاطعها بقسوه بينما يزيد من قبضته حول فكها
=ما هو اكيد مش انتي اللي سرقتي ملف اكبر صفقه ليا.....اختك ملاك اللي سرقته مش كده...
هزت رأسها بينما بدأت تنتحب بسبب الالم الذي تشعر به في فكها
=مش انا والله...انا...انا معرفش حاجه عن الصفقه دي اصلاً..
قاطعه بقسوه بينما يغرز اصابعه اكثر بوجهها
=الصفقه دي انتي كنت معايا فيها خطوه بخطوه......وقت ما كنت شغاله معايا......
هتفت بصوت مرتعش بينما تهز رأسها بقوه محاوله الافلات من قبضته
=والله مش انا...
لتكمل صارخه بألم اكبر
=حرام....عليك ارحمني مبقتش قااادره
همس بالقرب من اذنها بصوت حاد لاذع ارسل رجفه رعب بداخلها
=ارحمك...؟!قسماً بالله لادفعك تمن وساختك دي غالي هخاليكي تشوفي الجحيم بعينك معايا...هخاليكي تتمني الموت و متطلهوش....
ثم تركها دافعاً رأسها بحده للخلف مما جعله يرتطم بالحائط بقسوه متجهاً نحو باب الغرفه لكنه التف اليها بالنهايه قائلاً
=اها...و لو حد عرف باللي بيحصل بنا ده متلوميش الا نفسك...ومتحاوليش تهربي كل مكان موجود فيه حرس حتي الجنينه مش هتقدري تخطيها...
ثم التف مغادراً الغرفه بهدوء....
تاركاً اياها منهاره فوق الارض فلم يكن هذا ما توقعته منه عندما عادت مره اخري الي هنا....
!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!
بعد مرور اسبوع....
غمغمت فردوس بحده بينما تعتدل في جلستها...
=انا مش عارفه في ايه...؟!
لتكمل بينما تلتف الي راقيه التي كانت تستمع اليها بوجه متجهم
=ايه غيره معها بالشكل ده بس انا مش فاهمه...انا قولت يومين و هيهدي لكن ده العكس ده كل يوم بيزيد فيها....
زفرت راقيه بحنق بينما تضع فنجان قهوتها جانباً
=والله ما انا عارفه...ايه حصلهم ده يا حبيبي اول جوازهم كان طاير من الفرحه والابتسامه مكنتش بتفارق وشه..ولما مليكه سابت البيت قولت اول ما هترجع هيرتاح و يبقوا كويسين لكن بالعكس...
لتكمل بينما تتطلع بحسره نحو صورة زفافهم التي بداخل الاطار المعلق و وجوههم المبتسمه المشرقه بها
=ده حتي مبقاش بيبات في القصر و بيغيب كتير حتي بعد ما مليكه رجعت وبقي بيبات في مكتبه في الشركه...حتي الاكل مبقاش ياكله معانا و علي طول بيكلمها بطريقه وحشه كأنها قاتلاله قتيل مش عارفه هي عملت ايه علشان يعاملها كده دي يا حبيبتي طيبه وغلبانه.....
توترت فردوس في جلستها بينما تستمع اليها لكنها تصلبت في جلستها فور رؤيتها لنوح يدخل من باب القصر والتعبير المجهم فوق وجهه اصبح لا يفارقه..
هتفت راقيه بسعاده فور رؤيته له بينما تنهض سريعاً
=نوح.....
اقترب منهم علي الفور وقد ارتسمت شبه ابتسامه فوق وجهه رداً علي استقبالها هذا
=اخيراً شوفتك...بقالي يومين مشوفتكش....
اجابها بينما يربت فوق كتفها بلطف
=معلش يا ماما راقيه اعذريني عندي شغل كتير الايام دي....
ليكمل بينما يتجه نحو الدرج بعد ان القي التحيه علي فردوس الجالسه تتطلع نحوهم بفضول وقد انتبه الي وجودها الان
=هطلع اغير هدومي و ارجع الشركه....
قاطعته راقيه بينما تقبض علي ذراعه
=هو انت مبقتش تيجي البيت الا علشان تغير هدومك وتمشي...
لتكمل بينما تجذبه الي الخلف باصرار
=انت هتعقد تتغدا معانا صفيه بتحضر السفرا اهها...
اكملت بحده و صرامه عندما فتح فمه يهم بالرفض
=علشان خاطر ماما راقيه يا نوح...علشان خاطري انا حابه اتغدا معاك النهارده...
زفر باستسلام بينما يتجه معها نحو غرفة الطعام...
دخلت مليكه غرفة الطعام لتتراجع الي الخلف بتوتر عندما رأت نوح جالساً فوق طاوله الطعام اقتربت ببطئ من الطاوله جالسه بتردد فوق المقعد الذي بجوار ايتن لكنها انتفضت فازعه قبل ان تجلس فوقه عندما هتف نوح بحده
=بتعملي ايه....؟!
همست بارتباك بينما عينيها تمر علي الجالسين
=هعــ...هعقد علشان ا.....
قاطعها مزمجراً بقسوه
=طول ما انا قاعد علي الترابيزه دي مالكيش مكان عليها....
همست راقيه بصوت منخفض بالقرب منه بلوم
=نوح...
لكنه تجاهلها ليكمل بقسوه بينما يشير نحو خارج غرفة الطعام
=اطلعي برا.....
عم الصمت بارجاء المكان حيث يتطلع الجميع بصدمه وارتباك في ذات الوقت نحوه بينما اخذت فردوس تتململ بمقعدها بتوتر..
تنفست مليكه بعمق لكنها انتفضت فازعه عندما صاح بشراسه
=قولتلك اطلعي برا....
انفجرت مليكه هاتفه بغضب وقد فقدت سيطرتها علي نفسها
=انت انسان مريض...و مش طبيعي...
قاطعت جملتها مبتلعه لعابها بخوف عندما رأته ينتفض واقفاً جاذباً اياها من شعرها بقسوه صاحت متألمه عندما دفعها امامه للخروج من الغرفه بينما انتفض زاهر الذي كان يشاهد ما يحدث بصمت هاتفاً بغضب
= نوح ايه اللي بتعمله ده هي حصلت تضربها....
التف اليه نوح بينما يشدد قبضته عل تلك التي كانت تحاول الافلات من بين يده مما جعله يشدد قبضته فوق شعرها مما جعلها صراخها يزداد...
=ميخصش حد...مراتي و بأدبها
ثم غادر الغرفه بينما يدفعها امامه ولايزال يقبض علي شعرها بقسوه...
نهضت راقيه واقفه تهم باللحاق بهم لكن اوقفتها ايتن التي قبضت علي يدها
=راحه فين يا ماما.....
هتفت راقيه بينما عينيها معلقه علي الباب بقلق
=هلحقه يا بنتي قبل ما يعمل فيها حاجه...
جذبتها ايتن من يدها مجلسه اياها فوق مقعدها مره اخري قائله بحده
=مالناش دعوه...واحد و مراته ندخل بينهم ليه..
هتفت راقيه بحده
=يعني نسيبها كده يعمل فيها ما بداله...
هزت ايتن كتفيها ببرود دلالة علي عدم الاهتمام
=مراته و هو حر فيها....
جلست راقيه تتطلع الي برودة وقسوة ابنتها تلك بحده لكنها صعقت عندما التفت الي فردوس لتجدها تتناول طعامها بهدوء وكأن من سحبت من شعرها امام الجميع منذ قليل ليست ابنتها ..لعنتها راقيه بصمت بينما ترمقها باشمئزاز و ازدراء...
!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!¡¡¡¡!!!!
دفعها نوح بقسوه لداخل الغرفه مما جعلها ترتطم بقوه بارض الغرفة الخاليه من اي اثاث سوا حقيبتها مما جعل سقطتها تلك مؤلمه للغايه...
صاحت مليكه هاتفه بغل وغضب بينما تفرك ذراعها التي تؤلثها
=انت بتضربني...فاكرني الجاريه بتاعتك والله لادفعك تمن كل ده غالي يا نوح يا جنزوري...
انحني عليها قابضاً علي فكها يعتصره بين قبضته بقسوه
=انتي كمان ليكي عين تتكلمي يا زباله.......
لكنه ابتلع باقي جملته عندما انزاح القميص الذي ترتدي مظهراً العقد الذي بعنقها...
=جبتي العقد ده منين...؟!
ليكمل وهو يزيد من قبضته حول وجنتيها مما جعلها تصيح بشدة شاعره بألم حاد يفتك بوجهها لكنه تجاهل صرختها تلك مقرباً وجهه منها قائلاً وهو يجز علي اسنانه بغضب
=جبتيه منين انطقي.....؟!
احمر وجهها هامسه بتلعثم من بين صرخات المها
=من صندوق المجوهرات بتاعي....
لتكمل شاعره بالرعب يدب في اوصالها عندما رأت التعبيرات الشرسه التي ارتسمت فوق وجهه
=في ايه...هو مش بتاعي و من حقي البسه...
زمجر بينما يقبض عليه علي العقد جاذباً اياه من عنقها بحده مما جعل اطار العقد يجرح عنقها بقسوه متجاهلاً صرخة الالم التي فلتت منها...
=لا مش بتاعك ومش من حقك تلبسيه.......
ثم انتفض واقفاً علي قدميه متجهاً نحو حقيبتها يفرغ محتوياتها فوق الارض
=فين صندوق المجوهرات....
سقط الصندوق الذي كان محاط بعده ملابس من الحقيبه ليرتطم بالارض وتتناثر محتوياته
جثم علي عقيبه حتي يجمع محتوياته لداخل الصندوق مره اخري لكن يده تجمدت عدما رأي خاتم ماسي غريب لم يراه من قبل فكل قطعه من تلك المجواهرات هو من اشتراها بنفسه لمليكه...قبض عليه بين قبضته متجهاً نحوها
=الخاتم ده مش بتاعك جبتيه منين.....؟!
هزت رأسها بقوه بينما تزحف الي الخلف فوق الارض وهي لازالت جالسه بينما يتقدم نحوها وجسده يوحى بكم الطاقه الغاضبه التى تثور بداخله بينما عيناه بارده كالجليد تركزت نظراته عليها بازدراء و وحشيه.....
=معــ...معــرفش....
قاطعها بشراسه بينما ينحني فوقها...
=لا انتي عارفه كويس الخاتم ده بتاع ايتن...حظك الاسود ان عارفه كويس لان انا اللي جيبهولها في عيد ميلادها اللي فات....
همست بينما تنفجر بالبكاء شاعره بالرعب منه
=والله...والله معرفش حاجه عنه..
صرخت بألم عندما اندفع نحوها وقبضت يده علي شعرها يجذب خصلاته بقوة حتي ارجع رأسها الي الخلف صائحاً بغضب
=اها يا حراميه يا وسخه يبقي انتي اللي سرقتي العقد بتاع نسرين قبل كده.....
اخذت تحاول مقاومته والافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألم
صاح بشراسه بينما يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و خوف
=انتي ايه بالظبط...صنفك ده ايه معجونه بمية شياطين .....
قاطعته هاتفه بينما تحاول ازاحة قبضته عن شعرها
=مسرقتش حاجه... قولتلك انت ايه مبتفهمش غبي........
اسودت عينيه من شدة الغضب مما جعله انهال عليها يصفعها بقوة علي وجهها وهو يصيح ويسبها بافظع الالفاظ والشتائم
=وكمان بجحه و قليلة الادب....
اخذت تصيح من شدة الالم الذي يفتك بها لكنه لم يتوقف عن صفعها حتي شعرت بوجهها يتخدر من شدة الالم ولم تعد تشعر بشئ.....
ابتعد عنها بينما يلهث بقوه مراقباً اياها بينما تدفن وجهها المتورم من شدة صفعاته بالارض بخوف بينما شهقات بكائها تتعالي...
=هخاليكي تندمي علي اليوم اللي فكرتي فيه تنصبي فيه علي نوح الجنزوري...
ثم التقط صندوق المجوهرات من فوق الارض مغادراً الغرفه بينما شهقات بكائها تلاحقه حتي الخارج....
صعد نوح الي سيارته يقودها بسرعه جنونيه ولا يزال كل ما فعلته يثور بعقله ضغط بقوه علي مقود السياره هاتفاً بشراسه
=يا بنت الكلب يا نصابه يا زباله.....
ظل يقود سيارته حتي اوقفها اسفل احدي البنايات الشاهقه ترجل من السياره و قد بدأ مزاجه يتغير 180د كلما اقترب من وجهته تلك..
ترجل من المصعد من ثم اتجه الي احدي ابواب الشقق التي تدل علي الثراء و الفخامه دق الجرس ثم استند باسترخاء الي اطار الباب الجانبي و قد تبخر كل غضبه الذي كان يشعر به منذ وقت ليس بقليل..
ارتسم ببطئ فوق وجهه ابتسامه مشرقه فور ان انفتح الباب و رأي تلك الواقفه امامه ممسكه بالباب الذي فتحته و علي وجهها ترتسم ذات الابتسامه التي فوق وجهه....
👑نهاية الفصل👑
•تابع فصول الرواية "رواية ظلها الخادع" اضغط على اسم الرواية