رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه
رواية في الحلال الفصل الحادي والعشرون 21
عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب 💞
الحلقه الحاديه والعشرون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمسكت هند إسلام من ذراعيه ونظرت في عينيه وهي تقول بصوت مرتفع :
- إسلـــــــام ســــلمــــــي وافــــقــــــت
لم تنتبه إلا عندما سقط أمامها علي الأرض فضربت علي قلبها بقوه وهي تقول بصراخ :
- إسـلــــــــــام
حاولت تحريكه يمينا ويسارا ولكنها لم تستطع فهرولت إلي الخارج وصرخت بأعلي صوتها مناديه والدتها ولكنها قبل أن تصل إلي غرفة والدتها سمعته يقول بمرح :
- بـت يا هند
عادت للغرفة ونظرت إليه بفزع وهو مازال مستلقيا علي الأرض وقالت بخوف :
- إسلام مالك ؟
نظر لها بتعجب مصطنع وقال :
- إيه ياختي عمرك ما شوفتي واحد ميت من الفرحه ولا إيه ؟!!
نظرت له بإندهاش وقالت :
- إنت بتهزر ؟ ولا إنت تعبان بجد ؟ ولا متفاجئ ولا إيه ؟!!
نهض من مكانه وجلس علي حافة الفراش محاولا التعديل من هيئة رابطه عنقه الغير موجوده أصلا ونظر لها بغرور وقال :
- يا بنتي أتفاجئ من إيه ؟ منا عارف إنها هتوافق أصلا ، هو أنا في واحده تقدر ترفضني
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بعصبيه :
- يا إسلام إنت بتستعبط !! هو ده وقت هزار أصلا ؟ وبعدين هي مقالتليش إنها موافقه اوي يعني
إنتفض من مكانه وهو ينظر لها بخوف ورفع حاجبه قائلا :
- اومال إنتي بتقولي وافقت إزاي ؟
جلست بجواره ووضعت ساقا فوق الآخري وقالت بتعالي :
- ههههههاي شوف من شوية كان عاملي فيها رئيس الجمهورية ودلوقتي أخره فرخه مشلوله
وكزها في ذراعها بشده وقال بصرامه :
- هند إخلصي وافقت ولا لا ؟!!
رفعت حاجبها ونظرت له بإستفزاز ولم تتحدث ، وكزها مره آخري بعصبيه وقال :
- يا بت إخلصي
نظرت له بإبتسامه وقالت مازحه :
- خلاص حرام صعبت عليا هقولك وأمري لله ، بص هي طبعا كانت مكسوفه وكده ومقالتليش حاجه ، بس يعني مكانتش رافضه فأنا بقي أخدتها في دوكة وقولتلها هقول لإسلام إنك موافقه وطلعت أجري ، بس يا سيدي
نظر لها بإعجاب وقال مشجع ا :
- جدعه يا هنود ، طالعه من ظهر راجل
نظرت له بإستهزاء وقالت :
- هنشوف ياخويا الراجل ده هيكون شكله عامل إزاي لما عمو باباها يكلمك
نظر لها بثقه وقال :
- متقلقيش ، هستخبي تحت السرير بس
_______________________
أخذت سلمي تفكر في الامر في حيرة ، فكلام هند عن إسلام أسعدها بينما هي رافضه تماما لفكرة الخطوبه أثناء الدراسه ، ولكن ماذا إذا كان إسلام رجلا بحق ؟ ماذا لو كان هو الشاب الذي تتمناه ؟ هل ترفضه بسبب إنشغالها بالدراسه ؟ أم تقبل به وتجلس معه لتعرف عنه أكثر وبعدها تقرر ؟ تنهدت بعمق ثم تذكرت كلمات هند وإنها سوف تخبر إسلام ان سلمي وافقت علي رؤيته بالفعل ، فطردت الأفكار عن رأسها وحاولت التفكير في أمر آخر .
كيف ستخبر والدها ؟ هل سيوافق عليه أم انه اقتنع بوجهة نظر سلمي ولن يتدخل في حياتها قبل ان تتخرج ؟ أخذت تفكر كثيرا حتي إستجمعت شجاعتها وقررت الذهاب لإخبار والدها بالأمر كي يكون علي علم عندما يتصل به إسلام ،ذهبت إلي غرفته وطرقت بابها بخفه وقالت هامسه :
- بابا حضرتك صاحي ؟
أجابها من الداخل علي الفور :
- تعالي يا سلمي
دخلت وجلست بجوارة وقالت بهدوء :
- بابا في عريس عاوز يتقدملي وأنا مش عارفه أعمل إيه ؟ حضرتك رأيك إيه ؟
نظر لها بتعجب وقال :
- مش إنتي قولتي مش هوافق علي حد قبل التخرج ؟ بس عموما يعني لو غيرتي رأيك أنا معنديش مشكله طبعا ، بس هو مين العريس ده ؟
أجابته علي الفور :
- إسلام أخو هند صاحبتي
نظر لها بتفكير وقال :
- طيب وده مواصفاته إيه ؟
أخذت تتذكر كلمات هند وقالت مبتسمه :
- هو مهندس ومحترم وشايل مسئولية هند ومامته من زمان وشغال في شركة كده بس نسيت إسمها
نظر لها بإعجاب وقال :
- مهندس ، طيب حلو جــدا يعني هيعيشك في مستوي كويس
إبتلعت ريقها وقالت بتوتر :
- اه طبعا إن شاء الله
إبتسم لها قائلا :
- خلاص ماشي نشوفه واللي فيه الخير يقدمه ربنا
نظرت له بسعاده وقالت :
- هقول لهند بقي علشان تخليه يتصل بحضرتك
- ماشي
_____________________
وبعد ثلاثة أيام قالت هند وهي تتجه مسرعه إلي غرفة أخيها :
- إسلام سلمي إتصلت بيا وبتقولي إنها بلغت باباها بالموضوع خلاص ، دلوقتي بقي المفروض تتصل بيه إنت وتحدد معاه ميعاد
نظر لها بسعاده وقال :
- قشــطه بقي
ثم قال بحيره :
- هما الناس بيقولوا إيه في الحاجات اللي زي دي ؟ يعني أتصل بيه أقوله ياعمي أنا عاوز أتجوز بنتك ؟!!
أطلقت هند ضحكات متواصله وقالت :
- ياعم أنا مالي قول اللي إنت عاوزه ، المهم تتكلم بس
ثم أمسكت بهاتفها وقامت بالإتصال بوالد سلمي وأعطته الهاتف علي الفور ، تفاجئ من سرعتها ونظر لها بفزع وقبل أن يستطيع التحدث سمع صوتا يقول :
- السلام عليكم
إبتلع ريقه قائلا بحرج :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صمت للحظات محاولا الحصول علي أي كلمة ولكنه لم يجد ، أخذ ينظر لهند بقلق ويحاول إستغاثتها لتخبره بأي شئ يقوله ولكنها لم تفعل فسمع الصوت مره آخري يقول :
- مين معايا ؟
قال بتوتر :
- أنا إسلام يا عمي أخو هند صاحبة الأنسه سلمي بنت حضرتك
- أهلا يا إسلام إزيك ؟
- الحمد لله يا عمي بخير
ثم تنحنح قائلا :
- كنت حابب أحدد ميعاد مع حضرتك علشان أجي أتقدم للأنسه سلمي
قال بجديه :
- طيب يابني إحنا فاضيين بكره او الإسبوع الجاي اللي يريحك
- خلاص بإذن الله نيجي بكره ، ممكن علي الساعه 7 كده كويس ؟
- تمام كويس
- ماشي يا عمي بإذن الله قبل الميعاد هتصل بحضرتك ، سلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخذ يكرر الضغط علي زر الإغلاق للتأكد من أن والدها لن يسمعه بعد الآن ، إرتمي علي الفراش بإجهاد قائلا لهند :
- مكنتش أعرف إن الموضوع صعب أوي كده ، أنا حاسس إني قربت أنصهر
نظرت له بإستعلاء وقالت :
- ههههاي وأخيـــرا بقي هعرف أفرح فيك ، قولتلي بقي إني راجل من ظهر راجل هاه ؟
قذفها بالوساده بمرح ثم إبتسم برجاء وقال :
- طيب الله يخليكي يا هند هاتيلي الحته اللي علي الحبل بقي ولمعيلي الجذمه وكده يعني ، ولو عندك شويه برفيوم من أي نوع ميضرش برضو
رفعت حاجبها قائله بغضب :
- ألمعلك الجذمه ؟ أهي دي أخرتها كمان !! أنا خلاص دوري خلص لحد كده ، قابل بقي يا معلم
_________________
- يا سلمي تعالي عاوزك
قالها والدها بعدما تحدث مع إسلام وحدد معه موعد الرؤية الشرعيه ، حضرت علي الفور وقالت بإبتسامتها المعتاده :
- نعم يا بابا
نظر لها بجديه وقال :
- العريس هييجي بكره بعد المغرب إن شاء الله
نظرت له بإنتباه وقالت :
- بكره بكره يعني ؟ اليوم اللي طالع ده ؟!!
أجابتها ضاحكا :
- أيوه بكره اليوم اللي طالع ده
عادت للخلف قليلا وقالت بحياء :
- ماشي يا بابا اللي تشوفه
تركته وعادت إلي غرفتها وهي تحدث نفسها بصوت مرتفع قائله بتعجب :
- بكره ؟ طب بكره إزاي ؟ أوام كده ؟!! إستر يـــــارب
سمعتها ولاء فإقتربت منها وقالت بدهشه :
- هو إيه اللي بكره ؟
تنهدت بسعاده وقالت :
- إسلام أخو هند جاي يتقدملي بكره
قفزت ولاء من مكانها وقالت بفرحه :
- إسلـــــام ؟ كويس جدااااا ، ده ولد شيك وروش آخر حاجه
ثم نظرت لها بإستنكار وقالت :
- بس إنتي اكيد مش هتوافقي عليه أصلا !!
تبسمت سلمي وقالت :
- شيك وروش ؟ طب والله كويس ، وضيفي عليهم بقي كلمة ملتزم
نظرت لها بتعجب وقالت :
- ملتزم إزاي ؟!!
حاولت إستفزازها وقالت بسعاده :
- أيــوه يا بنتي ماهو من سنه وشوية كده بقي معقد زيي الحمد لله ، يعني دلوقتي شيك ومعقد في نفس ذات اللحظه ، والله حاجه تفرح
ثم نظرت لها بعدم فهم وقالت :
- بس صحيح إنتي إزاي عرفتي إنه شيك وروش زي ما بتقولي ؟ ده أنا نفسي صاحبة اخته اهو بس معرفش عنه حاجه
قالتها علي الفور :
- لأ ما أنا كنت دايما بشوفه مع اصحابه في الشارع ، يلا ما علينا المهم إنتي توافقي بس
تنهدت بحيره وقالت :
- قــــولي يـــارب
_______________________
في اليوم التالي إرتدت سلمي ملابسها وجلست علي الفراش بتوتر كعاده كل فتاة في ذلك الوقت ، سمعت جرس الباب فإزادت ضربات قلبها بشده ، إقتربت من باب غرفتها وفتحت منه جزء صغير لتستطيع رؤية أي شئ ولكنها مع الأسف لم تري شيئا ، ولكنها سمعته وهو يتحدث مع والدها ومن الواضح ان والدته فقط هي التي معه ، أخذ يحدث والدها عن عمله وأخلاقه وعائلته ووالده المتوفي وحياته وأشياء من هذا القبيل ، بعد عدة دقائق سمعت أصوات أقدام والدها تقترب من غرفتها فتبينت انه ات ليأخذها ، توترت أكثر حتي وجدت باب غرفتها يُفتح من قبل والدها وهو يقول لها :
- يلا يا سلمي
سارت خلفه علي إستحياء وجلست في المكان الذي أشار إليه والدها ، ظل الاب يتحدث عن إبنته ودراستها وأخلاقها ومعاملتها لهم وهي صامته تماما لا تتحدث ، تبتسم وفقط ، نظرت والدتها لوالدها نظرة ذات معني ، قام الأب وطلب من سلمي الجلوس مكانه وإستئذن هو للذهاب للداخل قليلا ليحضر شئ ما ، بينما نهضت والدة سلمي بصحبة والدة إسلام وجلسا في الغرفة المفتوحه علي الصالة في مواجهة إسلام وسلمي مباشره ، نظر لها مبتسما وقال :
- ازيك ؟
أجابت بخجل :
- الحمد لله
صمت قليلا وأخذ يفرك يده بالآخري في توتر ويحدث نفسه قائلا :
- فيــــــن الإسئلة اللي كنت محضرها !!
كاد أن يضرب رأسه بيده ليتذكر أي شئ ولكنه تذكر انها ستراه فأحس بالإحراج وحدث نفسه مره آخري قائلا :
- ياض مانت لسانك طويل علطــــول ، إشمعني دلوقتي ، يــــارب أي حاجه شكلي بقي وحش
ثم وجد نفسه يحدثها بدون تفكير :
- بتحبي الرغي ؟
نظرت له بتعجب ممزوح بالخجل وقالت :
- رغي ؟!!
إنتبه لما قال فتنحنح بإحراج قائلا :
- هكلمك عن نفسي يعني ، تحبي أختصر ولا أقولك كل حاجه ؟
ظلت تفكر للحظات وهي تقول لنفسها :
- طيب لو قولتله يقول كل حاجه عن نفسه ممكن يقول مدلوقه ، وفي نفس الوقت برضو انا عاوزه اعرف كل حاجه ، متهيألي ده حقي أصلا !
إجابته علي الفور :
- لا إتفضل حضرتك قول كل حاجه تحبها
نظر لها مبتسما وبدأ حديثه قائلا :
- إحنا عندنا 2 إسلام ، إسلام بتاع زمان وإسلام بتاع دلوقتي ..
أنا عيشت أكتر من 20 سنه من حياتي كده بدون هدف ، كان هدفي الوحيد أكون عايش مبسوط ومتفوق وبس ، مكنتش أعرف أنا مخلوق ليه ولا مهمتي في الدنيا دي إيه ولا أي حاجه ، كنت بمعني أصح مستهتر ومش بعمل حاجه مفيده ، يمكن الحاجه المفيده الوحيده اللي عملتها هي اني اتحملت مسئولية ماما وهند وكمان ده مكنش بمزاجي ده كان غضب عني لما بابا الله يرحمه مات .
أما بقي دلوقتي الموضوع مختلف ، يمكن إتأخرت شويه بس الحمد لله ربنا هداني ، من حوالي سنتين إلا شويه كده بدأت أقرب من ربنا وأصاحب صحبة صالحه ، بدأت أعرف أنا عايش ليه ؟ عرفت إن هدفي الأساسي هو الجنه ، وإن كل حاجه بعملها في دنيتي دي المفروض توصلني للجنه ، مذاكرتي وشغلي ونومي وأكلي وجوازي وأولادي وأهلي وكــــل حاجه بعملها في حياتي لازم أعملها بس علشان أرضي ربنا ، عرفت يعني إيه بجد إحساس إنك تستشعر قرب ربنا منك ، تحس بجد بكلمات القرآن بتلمس قلبك ، تحس إنك مش عايز حاجه من الدنيا دي غير رضا ربنا وبس ، أي نعم أنا لسه في بداية الطريق لكن بحمد ربنا في كل وقت إنه هداني قبل ما أموت وانا بعيد .
السبب بقي في تغييري من إسلام رقم 1 لإسلام رقم 2 هو حبيبي وصديق عمري محمد الله يرحمه
محمد ده كان كتله خيـر وحنان ماشيين علي الارض ، كان دايما بيوجهني للطريق الصح ودايما واقف جنبي في كل مشكله تقابلني ، كان بيحبني أكتر من نفسه وكان بيقولي كتيــر اوووي اننا لازم نقرب من ربنا قبل ما نموت بس أنا كنت مستهتر اوي ساعتها ومكنتش متخيل أبدا انه ممكن يروح مني كده بين يوم وليله ، ومن ساعتها بقي بدأت أفوق لنفسي وأعرف أنا عايش ليه وأقرب من ربنا وأفهم أكتر عن ديني وكده ، رغم إن هو مش معايا دلوقتي بس روحه عايشه جوايا أصلا وبإذن الله أي حاجه حلوه بعملها دلوقتي تكون في ميزان حسناته .
نظر لها بإبتسامه وهو يمسح علي عينيه ببطء حتي لا تخرج منها دمعة حائره ، تنهد بعمق وقال :
- هو ده بقي إسلام
أخذت سلمي تستمع إلي كلماته وهي ما بين السعاده والحزن والتأثر والفخر ، أحست بمشاعرها مختلطه تماما وما إن إنتهي حتي قالت بصوت خفيض :
- ربنا يرحمه
تبسم وهو يقول بأدب :
- ممكن انا بقي أسألك ؟
- إتفضل
صوب نظرة تجاهها وقال :
- مين هي سلمي ؟
إتسعت إبتسامتها وهي تقول :
- أرغي برضو ؟
أومأ برأسه إيجابا وقال بمرح :
- اه إرغي
تنهدت بعمق وهي تنظر للارض وبدأت حديثها قائله :
- سلمي برضو نفس نظام حضرتك كده ، يعني كانت عايشه حياتها كلها كده وخلاص ، كانت دايما بتحس إن ليها دور في الحياة بس هي مش عارفه إيه هو ، بتحس إن حياتها ناقصه حاجه معينه بس هي مش عارفاها ، من الأخر كنت عايشه وخلاص زي ناس كتير لحد ما ربنا رزقني ببنوته من علي الفيس إسمها حفصه عرفتني علي جروب كده شقلب حياتي كلها ، إتعلمت منه حاجات كتير جـــدا ، عرفت أنا عايشه ليه وإيه هدفي في الحياة ، بدأت أغير من نفسي والحمد لله بطلت حاجات كتير كنت بعملها غلط ولسه بحاول أكمل طريقي أهو ، كمان غيرت تفكيري تماما وأهدافي ، دلوقتي بقيت أهدافي كلها متعلقه بالجنه وبقيت بعمل أي حاجه علشان أرضي ربنا وبس ، مش هنكر ان سعات بييجي عليا وقت ضعف كده ومش بكون عارفه أعمل أي حاجه ، ويمكن كمان الموضوع ده زاد بعد ما حفصه سابتني واتجوزت ، بس برضو الحمد لله ربنا مقويني وبيرجعني تاني للطريق المستقيم .
أحس إسلام بالسعاده وهو يستمع إلي كلماتها ، فكأنها تتحدث عنه هو وليس عن نفسها ، راوده سؤال كان لابد منه فقال بلهفه :
- لو ربنا رزقك بزوج كويس بس فقير هتوافقي ؟
همت بالتحدث ولكنه قاطعها مسرعا وقال :
- عاوزين نتفق علي حاجه الأول ، كل كلمة هنقولها هنا هنكون مقتنعين بيها 100% ماشي ، يعني مش عايزين نزوق الكلام والحاجات دي ، أكيد كل إنسان فينا مهما كان كويس برضو جواه حاجات وحشه ، علشان كده كل واحد فينا هيقول اللي بيفكر فيه بكل صدق حتي لو هيبان انه وحش في النقطه دي ماشي ؟ وطبعا علي الطرف التاني إنه يحسن الظن تمام ؟
إبتسمت له وقالت :
- علي فكره أنا أكتر شخص بكرهه في حياتي أصلا الكذاب واللي بيخلف وعده
ثم أردفت قائله :
- علشان كده بقي أنا اوعد حضرتك إني هتكلم بكل صدق ، مبدأيا كده علي حسب درجه الفقر ده ، وعلشان أكون صادقه مش هقدر أجزم إني هقدر أعيش في عشه فوق السطوح مثلا ، لكن لو شقه صغنونه كده حتي لو إيجار والمرتب صغير شويه مفيش مشكله ، وطبعا الشبكه والحاجات دي كلها مش فارقه معايا طالما الإنسان بيخاف ربنا فعلا وهياخد بإيدي للجنه .
أحب إسلام صراحتها ، فكان من الممكن أن تقول انها تقبل زوجها فقيرا وفقط ، ولكنها أرادت ان توضح له رأيها بالتفصيل كي يكون علي نور ، سألها مره آخري قائلا :
- لو قولتلك قوليلي صفات زوجك المستقبلي في جمله واحده وبعدين فسريها في جمله برضو هتقولي إيه ؟
أخذت تفكر قليلا ثم قالت :
- إجابتي هتكون " يكون حد بيخاف ربنا بجد وهدفه الجنه وبس "
والتفسير بقي " إنه لو خاف ربنا فعلا وعاش حياته كلها بيعمل لآخرته أكيد هيكون إنسان كويس بلاشك "
سألها ثانية :
- طيب والصفات اللي حباها تكون في شخصيته ؟
نظرت له في حيرة وقالت :
- يعني يكون راجل بجد ، مسئول ، صادق ، خلوق ،عارف يقول إيه وإمتي ، مش بيرجع في كلمته ، بيساعد أهل بيته ، من الآخر يكون حد قدوته النبي عليه الصلاة والسلام ، يحاول دايما يشوف سيدنا محمد كان بيتصرف إزاي ويعمل زيه
هم أن يسألها مرة آخري ولكنه سمع أذان العشاء فنهض من مكانه وقال باسما :
- أنا هروح أصلي وآجي تاني علشان نكمل
ثم صوب نظره تجاهها وقال :
- ولا مجيش ؟
نظرت إلي الارض بخجل ولم تتحدث ، فقال بمرح :
- أجي تاني ولا أروح علي بيتنا بقي ؟
إنكمشت في نفسها أكثر وكادت أن تنصهر من الإحراج فأحس بها وقال بطيبه :
- خلاص نكمل مره تانيه بإذن الله ، يلا السلام عليكم
نادي علي والدته ووقف عند الباب في إنتظار والد سلمي ليودعه قبل المغادره ، صافح كل منهما الآخر وهبط درجات السلم كالأطفال وهو يقول لوالدته بسعاده :
- والله حلوه حكاية الرؤية الشرعيه دي يا حجه ، ما تيجي نعمل كده كل يوم
ضربته علي كتفه بمرح وقالت :
- إمشي يا واد بدل ما حد يسمعنا ونتفضح
أوصلها إلي المنزل وذهب هو لأداء الصلاه وعندما عاد وجد هند تنتظره بلهفه فدخل غرفته ولم يعرها أي إهتمام فقالت بغضب :
- يا سلام يعني أخدت مصلحتك مني وطنشتني علي كده ؟!! قولي عملت إيه يا عم !
رفع حاجبه قائلا بتعالي :
- عاوزه حاجه يا أنسه ؟
وكزته في ذراعه بشده وقالت بضيق :
- إسلام خلص بجد !
جلس علي حافة الفراش ونظر لها بسعاده وقال :
- هييييح ماشي ، مبدأيا كده يا ستي أول ما قعدت قدامها حسيت إني معاق مكنتش عارف انطق ولا كلمة وكل الاسئله اللي كانت في دماغي طارت والحمد لله ، روحت بقي قعدت أحكيلها عن نفسي وهي كمان حكتلي عن نفسها وكده وبس
رفعت حاجبها قائله بإستنكار :
- يـــاراجل !! هو ده بس اللي حصل
ضربها علي كتفها بطرف يده وقال بخجل مصطنع :
- ما تكسفينيش بقي يا هند الله
ضحكت قائله :
- أهم حاجه بس عملت فيها مؤدب ولا عرفتها إنك مجنون ؟
- والله يا بنتي أنا حاولت أعمل مؤدب علي قد ما اقدر بس اللي فيه طبع بقي ، عموما متقلقيش أنا هعرفها إني لاسع حبتين أو هخليكي تقوليلها ، إحنا أتفقنا علي الصراحه في كل حاجه .
ثم نظر لها مستنكرا وقال :
- وبعدين هو حد لاقي واحد كيوت زيي كده اليومين دول ؟
كادت ان تضحك ولكنها تذكرت شيئا هاما فجأة وقالت :
- صحيح إتفقت مع باباها إنك هتبلغه برأيك إمتي ؟
ضرب رأسه بشده وقال بدهشه :
- أوبــــس ، تصدقي نسيت !
لــ رقيه_طه
يتبع..........
•تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية