رواية ظلها الخادع (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم هدير نور
رواية ظلها الخادع الفصل الرابع والعشرون 24
.طوال الطريق الي المنزل ظل نوح قابضاً علي فكيه بقسوة صامتاً الغضب يندلع من عينيه بينما انزوت مليكه باحدي اركان السياره تتطلع نحوه بخوف عالمه بانه صامتاً فقط حتي لا ينفجر امام السائق...
لكن فور دخولهم الي جناحهم الخلص بالقصر انفجر كالاعصار بوجهها
=قصدك ايه بالقرف اللي عملتيه ده...؟!
تراجعت للخلف بخوف من التعبير المرتسم فوق وجهه
=عملت ايه...؟!
قبض علي ذراعها بقوه جاذباً اياها اليه صائحاً بقسوه جعلت عروق عنقه تنتفض
=هتستعبطي انتي عارفه كويس انتي عملتي ايه...
ليكمل مشدداً من قبضته حول ذراعها
=فكرك انك بكده بترديلي اللي حصل مع ناني...و زي ما انا قعدت اتكلم معها انتي كمان تعقدي وتتكلمي مع راجل غريب...
نفضت يده عنها هاتفه باعين متسعه من الصدمه
=انت اكيد اتجننت...
وقف يتطلع اليها عدة لحظات باعين تلتمع بالغضب قبل ان يلتف و يتجه نحو الباب ينوي المغادره قبل ان يفعل شئ قد يندم عليه فعند رؤيته لذاك الحقير جالساً بجانبها يتحدث معها شعر بغضب عارم يجتاحه لم يشعر به من قبل و عندما حاول لمس شعرها لم يشعر بنفسه الا وهو ينقض عليه فبرغم انها نهضت وابتعدت عنه الا انها تأخرت في ردة فعلها تلك فكان يجب عليها فور ان جلس بجانبها ان تنهض وتتركه لكنه يعلم جيداً انها ارادت ايلامه....
ولكن قبل ان يفتح الباب اندفعت مليكه لتقف حائلاً بينه وبين الباب دافعه اياه بصدره بقوه
=مش هتمشي...مش هتمشي يا نوح
همس من بين اسنانه بقسوه بينما يضغط يديه بجانبه
=ابعدي ......
هتفت بصوت مرتجف رافضه الابتعاد عن الباب و السماح له بالمغادره
=مش هبعد...و مش هسيبك تمشي يا نوح...
زمجر بغضب بينما يقرب وجهه منها وتعبير شرس مرتسم فوق وجهه
=انا ماسك نفسي بالعافيه...
من ثم قبض علي ذراعها يحاول تنحيتها جانباً بلطف يسوده الحزم في ذات الوقت الا انها التصقت بالباب رافضه التحرك من مكانها
صاح بغضب و قد اشتعلت النيران بعروقه فلم يشعر بنفسه الا و هو يضرب قبضته بالباب بجانب رأسها بقسوه عده ضربات متتاليه بينما يصيح بغضب
=قولتلك ابعدي ابعدي.. انتي ايه مبتفهميش....
لكنه افاق من فورة غضبه تلك عندما اسندت فجأه رأسها فوق كتفه بضعف
زفر بحنق ظناً منه انها احد الاعيبها لكي تجعله يلين لكنه تجمد بمكانه عندما تشبثت يدها بتعثر بسترة بدلته هامسه بصوت ضعيف للغايه مرتجف
=نـ..نوح...الحقني..
شعر بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه كلماتها تلك قبض علي كتفيها محاولاً رفع وجهها اليه هاتفاً اسمها بصوت مرتجف..
لكن سقط قلبه داخل صدره عندما لم يتلقي اجابه منها شاعراً بجسدها يتراخي فوق جسده حملها سريعاً بين ذراعيه واضعاً اياها فوق الفراش
من ثم اتجهه نحو المنضده متناولاً دوائها الخاص بيد مرتعشه شاعراً بخوف لم يشعر به من قبل فقد ظن بان تلك الحاله التي كانت تنتابها كثيراً خلال الشهر المنصرم قد انتهت ..
استلقت مليكه شاعره بدوران رهيب ينتابها بينما ضربات قلبها اخذت تضرب سريعاً بعنف و قوه داخل صدرها فقد عادت اليها نوبات اعيائها من جديد...
رأت نوح ينحني فوقها بوجه شاحب و الخوف والقلق يملئ عينيه رفعها واضعاً حبه من دوائها داخل فمها من ثم ساعدها بشرب عده رشفات من الكوب الذي كان بيده المرتجفه...
ثم ساعدها مره اخري علي الاستلقاء مره اخري دفنت وجهها بالوساده محاوله تنظيم انفاسها التي اصبحت ثقيله للغايه
غمغم نوح بصوت غير مستقر بينما يبحث في هاتفه بتعثر
=هــ..هكلم الدكتور يجي....
لكنها رفعت رأسها ببطئ ممسكه بيده تمنعه هامسه بصوت ضعيف
=لا....انا خلاص بقيت كويسه
قاطعها بصرامه ولا يزال وجهه شاحب يتفحص انفاسها المتسارعه بقلق
=لا....هكلمه يجي....
همت بالرفض مره اخري لكنها صمت مستسلمه عندما رأته بدأ يتحدث مع الطبيب بالفعل طالباً منه الحضور باسرع وقت....
بعد مرور ساعه....
بعد ذهاب الطبيب الذي اكد له انها بخير و كل ما حدث انخفاض طفيف بضغط دمها اثر انفعال ما تعرضت له جلس نوح بجانبها يراقبها بينما كانت مستغرقه بالنوم بعد ان تناولت الدواء الذي وصفه لها الطبيب....
استلقي بجانبها محتضناً اياها بين ذراعيه دفن وجهه بشعرها يستنشقه بعمق محاولاً تهدئت ذاته فقد تسببت غيرته بانهيارها فبعد ان انهي محادثته بالهاتف بخارج المطعم.. وفور دخوله رأي ذلك الاحمق جالساً بجانبها يتحدث معها شعر بالنيران تشتعل بعروقه و اتجه نحوهم علي الفور بخطوات مشتعله يتوعد لذاك الاحمق لكن فور ان وصل اليهم و رأه يلمس شعرها اهتز جسده بعنف كمن ضربته الصاعقه فلم يري امامه من شدة غضبه الذي اعمي عينيه و قد اندفع نحوه ولم يترك بجسده عظمه سليمه....
مرر يده بحنان فوق شعرها...فهو يعلم بان غيرته قد اعمته و انفعل عليها فعندما رأها تتحدث معه ظن انها ترد له ما حدث مع ناني و برغم انها انتفضت ناهضه بغضب عندما حاول ذلك الاحمق لمسها الا انها كان يجب عليها فعل ذلك منذ ان جلس بجانبها
فاذا كانت تريد ان تجعله يجرب ما شعرته من غيرتها عليه فقد نجحت لكنه شعر باضعاف مضاعفه مما شعرته
فرؤية لغيره يلمسها جعلته يشعر كما لو هناك نصل حاد انغرز بقلبه رغب وقتها بهدم و تدمير كل ما هو حوله....
رفع وجهه الذي كان مندس بشعرها ليُصدم عندما وجدها مستيقظه تنظر اليه باعين متسعه تلتمع بدموع جامده شعر بضعف غريب يستولي عليه...
ظلوا يتطلعون ببعضهم البعض بصمت حتي خرج نوح من صمته هذا هامساً
اسمها بتردد لكن فور ان خرج اسمها من فمه تساقطت تلك الدموع الحبيسه من عينيها كشلال فوق وجنتيها...قبضه حاده اعتصرت قلبه عندما رأي حالتها تلك... ظل عدة لحظات يتطلع بصدمه الي دموعها تلك و الضعط الذي قبض علي صدره يهدد بسحق قلبه
انحني عليها محيطاً وجهها بيده
لكن فور ما ان شعرت بلمسته تلك انتفضت مبتعده عنه دافعه يده بعيداً هامسه بصوت مرتجف ضعيف
=انت...انت مبقتش عايزني...
لتكمل من بين شهقات بكائها الذي اخذت تزداد بقوه ضاغطة بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يطاق به
=انت بتدور علي حجه تبعد بها عني مش كده.......
اهتز جسده بعنف كمن ضربته الصاعقه
فور سماعه كلماته تلك
=مليكه انتي بتقولي ايه...
هزت رأسها هامسه بألم
=دي الحقيقه... اللي كنت دايماً بهرب منها انت مبقتش بتقرب مني...و كل ما المسك بتبعد عني كأنك مش طايق لمستي..و دلوقتي بتقولي اني قاعده مع واحد علشان اردلك اللي عملته مع ناني.
اقترب منها ببطئ محيطاً اياها بذراعيه لكنها اخذت تقاومه محاوله الابتعاد عنه لكن في نهايه خارت قواها و اسندت رأسها فوق صدره تنتحب بصمت فقد ألمها ابتعاده عنها برغم محاولتها الي تجاهل الامر الا ان بكل مره حاولت لمسه كان ينتفض مبتعداً كما لو كانت لدغته....
لا تنكر بانها كان يجب عليها بالابتعاد عن ذاك المجنون بالمطعم عندما جلس بجانبها لكنها كانت تحاول فهم ما يريده كما ان الامر ببرامته لم يتجاوز اكثر من دقيقه واحده......
ظل نوح يربت فوق ظهرها بحنان محاولاً تهدئتها عالماً بانه قد تجاوز الحد بانفعاله عليها لعن نفسه و لعن ايضاً غيرته عليها التي سوف تتسبب في مقتله يوماً ما..
رفع وجهها اليها ممرراً يده فوق خديها مزيلاً دموعها برقة هامساً بلوم
بقي بعد ده كله...و لسه بتشكي في حبي ليكي...
ليكمل مقرباً وجهه منها هامساً
=مش حقيقي...كل اللي بتفكري فيه د...انا لو ببعد عنك فده علشان مضعفش....
ثم ضغط ببطئ شفتيه فوق شفتيها برقه واضعاً يدها فوق صدره موضع قلبه الذي كان يخفق بعنف اسفل يدها
يهمس وانفاسه تمتزج بانفاسها بصوت اجش مرتجف
=ده تأثيرك عليا....
مرر يده فوق وجهها مبعداً شعرها الي خلف ظهرها...
= اول ما تقربى ليا..مبقدرش اتمالك نفسي...
همست بذهول من كلماته تلك بينما يدها لازالت فوق صدره تشعر بقلبه الذي يخفق بجنون اسفل يدها
=ليه...ليه عايز تسيطر علي نفسك؟
اجابها مشدداً من احتضانه لها بينما يده تمر بلطف فوق ظهرها
=علشان خايف.....
همس بيأس بينما يمرر عينيه فوق وجهها...
=من يوم ما عرفت انك حامل وانا بقيت علي طول خايف....
وضعت يدها فوق وجهه محيطه اياه بحنان و قد صدمها الخوف والقلق المرتسم داخل عينيه
=خايف من ايه يا حبيبي..الحمد لله حملي كويس.. و ولادنا كويسين...
هز رأسه مبتلعاً الغصه التي تشكلت بحلقه
=خايف عليكي..خايف من اخسرك...خايف المسك بطريقه غلط
مررت يدها من اسفل ذراعه محيطه ظهره بحنان تضمه اليها و قد فهمت اخيراً ما يمر به
=نوح انا مش اول ولا اخر واحده تحمل بتوأم...و لو علي التعب اللي تعبته فده طبيعي اي واحده حامل لازم تتعب كام اول شهر ...
قاطعها بصوت متوتر
=و اللي حصل النهارده....؟!
اجابته بهدوء بينما تمرر يدها بشعره
الكث الناعم ....
لكنها صمتت عندما انتفضت مليكه ناهضه فجأه بينما تصيح بسعاده و فرح جاذبه اياها من ذراعها حتي نهضت هي الاخري احتضنتها بقوه
هاتفه بفرح و قد شعرت بثقل كبير ينزاح من فوق صدرها فقد كانت خائفه عليها عندما تعلم بعوده منتصور و زواجه
=ده احلي خبر سمعته في حياتي....
لتكمل بينما تبعدها عن ذراعيها جاليه فوق الاريكهمره اخري جاذبه اياها معها
=احكيلي بقي كل حاجه....امتي و ازاي
اومأت ايتن برأسها وعينيها تلتمع بالفرح و السعاده من ودة فعل مليكه المفاجأه تلك فقد كانت خائف من ان لا تتفهمها
=بعد ما اطلقت من منتصر رستم جه و فاجأني بانه بيحبني...قالي انه بيحبني من اول يوم اشتغل فيه مع نوح يعني من قبل حتي ما اعرف منتصر و اتجوزه و انه رفض يجي و يعترفلي بحبه ده الا لما يبدأ بشركة الامن اللي كان بيخطط ينشأها لكن لما بدأ فعلاً في انشأ الشركه كنت انا اتعرفت علي منتصر و اتجوزته.....
لتكمل بخجل و وجنتنين محتقنتين
=و طول السنين دي فضل يحبني..
انا...انا بصراحه رفضت في الاول لأني كنت لسه خارجه من صدمه منتصر و سافرت علشان ابعد عنه وعن الحاحه المستمر ...
بس هو مسبنيش وفضل و رايا لحد ما وقعني علي بوزي في حبي..
.قبضت مليكه علي يدها هامسه بتردد حتي يطمئن قلبها
=متأكده انك بتحبيه...وانه مش مجرد رد فعل علي اللي عمله منتصر ؟!
ضحكت ايتن بينما تهز رأسها بقوه
=انا مع رستم بقالي سنه...عارفه كل يوم في السنه دي بحبه اكتر من اليوم اللي قبله و منتصر عمره ما جه في بالي و لو ثانيه....
لتكمل وابتسامه واسعه فوق وجهها
=مش بيقولوا عوض ربنا دايماً جميل...
هزت مليكه رأسها وقد امتلئت عينيها بدموع الفرح فهي اكثر من جرب عوض الله...فقد عوضها عما مرت به في حياتها بنوح...
احتضنتها ايتن هاتفه بمرح
=بتعيطي ليه....انتي كل ما تفرحي تعيطي تضيقي تعيطي
ضربتها مليكه فوق ظهرها بخفه هاتفه بامتعاض مصطنع
=الحمل منه لله بوظلي هرموناتي....
هتفت ايتن بمرح بينما تبتعد عنها بينما تمسح وجهها الغارق الدموع بيدها
=الله يكون في عونك يا نوح...
هزت مليكه رأسها قائله باستسلام يتخلله المرح
=اها والله شايف المرار معايا...
لتكمل غامزه بعينيها لأيتن
=و الاستاذ رستم هايجي يتقدم امتي بقي...؟!
اجابتها ايتن علي الفور وعينيها تلتمع بالحماس
=نفسه يتقدم النهارده قبل بكره بس هو قلقان ان نوح يرفض...
لتكمل بحزن وقد ظهر القلق و الخوف بعينيها
=بصراحه يا مليكه وانا كمان خايفه نوح يرفضه بسبب انه بيشتغل معاه وكده... بس رستم له شركة امن كبيره و عنده فيلا خاصه به ..
قاطعتها مليكه بينما تختطف من جانبها كيس الشيبس الذي كانت تأكله منه ايتن بوقت سابق تناولت منه احدي الحبات متناوله اياه قائله بثقه
=متخفيش سيبي نوح عليا...
هتفت ايتن بفرح وحماس
=بجد يا مليكه...؟!
اومأت مليكه رأسها بينما تتناول واحده اخري من الشيبس
مما جعل ايتن ترتمي بين ذراعيها تحتضنها بقوه هاتفه بسعاده
=ربنا يخاليكي ليا يا موكا....
ابتعدت عنها ببطئ بينما تراقبها تتناول من كيس الشيبس مره اخري
=انتي مش قولتي مش هتاكلي علشان نوح.....
القت مليكه الكيس بفزع من يدها فور تذكرها نوح و تحذيره له نفضت يدها سريعاً من بقاياه بينما ترفع يدها باستسلام و براءه كأنها لم تفعل شئ....
♡♛♡♛♡♛♡♛♡♛♡♛♡♛
دخل نوح الجناح الخاصه بهم ليجد مليكه جالسه فوق الفراش تتلاعب بهاتفها بصمت جلس بجانبها بهدوء مما جعلها تستدير نحوه فازعه لكت فور رؤيتها له اختفي فزعها هذا و اشرق وجهها بابتسامه واسعه القت هاتفها جانباً جانباً بينما تتراجع الي الخلف فوق الفراش مرتميه بين ذراعيه تحتضنه بقوه و شغف كما لو كان غائباً عنها منذ سنوات و ليست بضعة ساعات قليلة..
احاطها بذراعيه بينما يدفن وجهها بعنقها ملثماً اياه بشغف...
ظلوا علي وضعهم هدا عدة لحطات قبل ان يبتعد عنها واضعاً صندوق متوسط الحجم فوق ساقيها هزت رأسها باستفهام...
اشار برأسه الي الصندوق قائلاً
=افتحيه...
اومأت بينما تمد يدها لفتحه وابتسامه مشرقه فوق وجهها لكنها شهقت بقوه فور ان رأت العديد و العديد من قطع الشيكولاته المغلفه بطريقه فاخره تملئ الصندوق همست بينما تنظر اليه باعين متسعه
=ايه ده....؟!
انحني ملثماً بشفتيه خدها بحنان
=دي شيكولاته...مفيش فيها مواد حافظه زي التانيه....
صرخت بفرح بينما تنهض وتجلس فوق ساقيه تعقد ذراعيها حاول عنقه تضمه اليها بقوه مما جعله يبتسم
اخذت تقبل وجهه طابعه قبلات متتاليه متفرقه فوق وجهه هاتفه بسعاده
= ربنا يخاليك ليا يا حبيبي...
ضحك نوح بخفه علي فرحتها تلك احاط كتفيها بذراعيه بينما يرفع اصبعه بوجهها قائلاً بتحذير
=بس اعملي حسابك هي قطعه واحده بس اللي هتاكليها في اليوم علشان تعرفي تاكلي كويس .....
اومأت له بالموافقه من ثم نهضت من فوق ساقيه جالسه فوق الفراش تتناول احدي الشيكولاتات و تتناولها بلهفه و تلذذ بينما نهض هو ليبدل ملابسه متفحصاً اياها باعين تلتمع بالحنان والشغف....
في وقت لاحق...
كان نوح جالساً يسنتند الى ظهر الفراش يعمل علي الايباد الخاص به بينما كانت مليكه تجلس بين ساقيه مستنده بظهرها الى صدره ا تتصنع اللعب بهاتفها لكنها في الحقيقه كانت تحاول ايجاد طريقه تخبره به عن ايتن همست بتردد
=نوحي...
تجمدت يده التي كان تمسد بحنان بطنها المنتفخة باطفالهم بشرود اثناء عمله ابعد عينيه عن شاشة الايباد مركزاً انظاره عليها مغمغماً بمرح بينما يده تعود لحركتها فوق بطنها مره اخري
=نوحك..؟! يبقي في مصيبه استر يارب
التفت اليه حتي تستطيع النظر الي وجهه قائله بلوم
=بقي كده اخص عليك
لتكمل بتردد غارزه اسنانها بشفتيها
=هقولك حاجه...بس تحلف بحياة اغلي حاجه متتعصبش
اعتدل في جلسته جاذباً اياها نحوه لتصبح مواجهه له قائلاً بجديه
= في ايه يا مليكه...؟!...
هزت رأسها قائله بتصميم
=احلف الاول...
زفر نوح بحنق قبل ان يغمغم يربعاً
=و حياة مليكه عندي مش هتعصب
ابتسمت عندما سمعته يحلف بها هي كأغلي شئ لديه .. تنحنحت بينما تمسك يده قائله سريعاً قبل ان تخونها شجاعتها
=ايتن و رستم بيحبوا بعض....وعايزين يتجوزوا...
ظل ينظر اليها عدة لحظات بوجه جامد قبل ان يغمغم باقتضاب
=و مين بقي اللي قالك كده.....
اجابته بينما تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها بخوف من التعبير الذي ارتسم فوق وجهه
=ايتن...ايتن قالتلي...و كانت عايزه تاخد موافقتك بما انها بتعتبرك اخوها و المسئـو........
قاطعها نوح قائلاً علي الفور و زون تردد
=طبعاً موافق....
ظلت مليكه تتطلع اليه بصدمه عده لحظات ظناً منها انها اخطأت سماعه همست بارتباك
=مـو ....مـوافق ؟!
اومأ رأسه قائلاً بجديه
=مالك مستغربه ليه...طبعاً موافق بعد اللي حصل من منتصر في حقها و اللي شوفته منه امبارح اي حاجه هتسعدها انا موافق عليها....
ليكمل بحزم و اصرار
=مادام بتحبه و عايزاه يبقي خلاص...ده غير ان رستم من الشخصيات اللي انا بحترمها وبقدرها و اعتمد علي نفسه لحد ما بني نفسه بنفسه...
احتضنته مليكه هاتفه بفرح
=ايتن لما تعرف هتطير من الفرح...
لتكمل هامسه بشغف في اذنه
=بحبك..يا احن و احلي بني ادم في الدنيا...
ارتسمت ابتسامه مشرقه فوق وجهه قبل ان يدفنه بعنقها ملثماً اياه بحنان هامساً باذنها بتلاعب
=طيب احن و احلي بني ادم ده...مالوش مكافأه....؟!
قربت شفتيها من شفتيه ببطئ هامسه باغواء فوق شفتيه حتي لامسته انفاسها الدافئه
=طبعاً..له....
من ثم ابتسمت بمكر و حولت قبلتها الي خده باخر لحظه ..
اسودت عينيه قائلاً بنبرة ذات معنى
=لا كده عقاب.....المكافأه بتبقي كده...
ضغط شفتيه فوق شفتيها متنناولاً اياها في قبله حاره حارقه....
♡♛♡♛♡♛♡♛♡♛♡♛♡
بعد مرور اسبوع...
كانت كلاً من ايتن و مليكه جالستان بغرفه المكتب الخاصه بنوح بالشركه تتحدثان بينما كان نوح يحضر اجتماعاً بغرفة الاجتماعات..
فقد اصرت مليكه ان تمر عليه بالشركه بعد انتهائهم من التسوق من اجل زفاف ايتن الذي بعد اسبوعين حيث تم الاتفاق علي هذا الميعاد فبرغم انهم قاموا بكتب الكتاب بالأمس في حفل عائلي بسيط الا ان رستم اصر ان يقيم لها حفل فخم يليق بها حتي يعيش معها كل شئ من جديد..
غمغمت ايتن بضيق و حزن...
=مش موافق يا مليكه.....بيقولي مش هقدر ارقص قدام الناس..و لما نروح ببتنا نرقص زي ما احنا عايزين...
هتفت مليكه التي كانت تأكل ساندوتش من هرم الساندوتشات التي أمامها و التي أمر نوح بها لها قبل ا يختفي داخل اجتماعه مصراً عليها ان تأكل اياها كلها و تنتهي منها قبل عودته....
=يا سلام يعني ايه مترقصوش في فرحكوا...طيب و انا كواحده فضوليه و هموت واشوفكوا بترقصوا اعمل اي اجي معاكوا البيت بعد الفرح اتفرج عليكوا مثلاً....
لتكمل باصرار
=و الله ما يحصل لازم ترقصوا في الفرح....
ضحكت ايتن فور سماعها كلماتها تلك نكزتها في ذراعها قائله
=بمناسبه الرقص انا من يوم فرحك و هموت و اعرف نوح كان بيقولك ايه في ودنك و انتوا بترقصوا خالاكي تعيطي....
ارتسمت ابتسامه حالمه فوق وجه مليكه فور تذكرها لرقصها مع نوح بحفل زفافهم
=كان بيرددلي كلمات الاغنيه اللي كنا بنرقص عليها.....
هتفت ايتن بصدمه بينما تعتدل في جلستها
=اييييه....لا لا ده نوح باشا طلع رومانسي كبير و احنا منعرفش...
اجابتها مليكه بفخر بينما تشير بالساندوتش الذي بيدها
=طبعاً يا بنتي....نوح عنده امكانيات محدش يعرفها غيري...
لتكمل هامسه بمرح في اذن ايتن
=و ريني شطارتك بقي مع رستم....
غمزت لها ايتن قائله
=متقلقيش ده انا هجننه...
لتكمل ناهضه بينما تضحك بصخب جاذبه مليكه علي قدميها قائله بينما تفتح هاتفها علي احدي الاغاني
=تعالي ما ادرب معاكي علي الرقص...
هتفت مليكه بمرح بينما تضع يدها فوق بطنها المستديره
=و هو في عريس بكرش كده..
ضحكت ايتن ممسكه بيدها
و قد بدأوا بالرقص وهم يمرحون و يضحكون فلم يستمعوا الي الطرق الذي كان فوق الباب..
دلف رستم الي غرفه لترتسم ابتسامه واسعه فوق وجهه عند رؤيته لمرحهم هذا...
انتبهت اليه ايتن علي الفو لتركض نحوه محتضنه اياه مرحبه بينما وقفت مليكه تراقبهم والسعاده تملئ عينيها فرؤيتها لايتن سعيده بهذا الشكل مع شخص يستحقها حقاً امراً تحمد الله عليه كثيراً...
اتجهت مليكه الي رستم جاذبه اياه من ذراعه الي منتصف الغرفه قائله بحزم بينما تشير باصبعها في وجهه
=بص بقي يا سي رستم انتوا هترقصوا في الفرح بتاعكوا...يعني هترقصوا....
قاطعها رستم علي الفور قائلاً بارتباك
=لا...يا مليكه مش هقدر.....
قامت مليكه بجذب ايتن من ذراعها الي جانبها قائله بخبث بينما تصطنع الحزن
=خلاص يا ايتن متزعليش.. انا عارفه انه كان نفسك ترقصي معاه في الفرح بس خلاص مادام رستم مُصر و محرج يرقص قدام الناس....
اومأت ايتن برأسها مخفضه اياه بينما ترسم الحزن فوق وجهها تجاري صديقتها بلعبتها تلك..
اقترب منها رستم متفحصاً وجهها الحزين هذا بتردد عدة لحظات قبل يغمغم باستسلام اخيراً
=خلاص يا حبيبتي هنرقص...في الحفله....
صفقت ايتن يدها بفرح قبل ان تقفز بين ذراعيه تحتضنه بقوه غافلين عن ذاك الذي دخل الي الغرفه و اشتعلت النيران بقلبه فور رؤيته لهذا المشهد...
هتف منتصر بقسوه بينما يدلف الي الغرفه و عينيه المشتعله منصبه فوق ايتن التي بين ذراعي رستم الذي شدد من ذراعيه حولها بحمايه فور رؤيته له.
=ايه المسخره دي....انتي ازاي تسمحي لنفسك تحضنيه بالشكل ده.....
هتفت ايتن مقاطعه اياه بحده مرمقه اياه باشمئزاز
=و انت مالك..؟!
تجاهلها ملتفاً نحو مليكه
التي كانت تراقبه باعين متسعه هاتفاً بغضب
=و انتي يا ست مليكه واقفه تتفرجي علي المسخره دي و بتضحكي و فرحانه اوي....
قاطعته مليكه علي الفور بينما تهز كتفيها ببرود
=مسخرة ايه يا منتصر..
لتكمل قائله باعين تلتمع بالسخريه و الشماته به
=عايزني ادخل بين واحد و مراته و اقولهم ايع عيب متحضنوش بعض....
هتف منتصر بغضب اعمي بينما يلتف الي ايتن التي كانت تتطلع اليه ببرود...
=مرات مين...؟! انتي اتجوزتي
ليكمل بينما يتجه نحو ايتن ممسكاً بذراعها جاذباً اياه بعيداً لكن اسرع رستم بالقبض علي معصمه معتصراً اياه بقسوه مزمجراً من بين اسنانه بغضب اعمي
=ابعد ايدك عنها...بدل ما اكسرهالك...
هتف منتصر بينما ينطر اليه بتحدي
=و لو مبعدتش هتعمل ايه...؟!
اندفع نحوه رستم علي الفور مسدداً له لكمه اطاحت به علي الارض نهض منتصر بتعثر ينوي الهجوم علي رستم
تدخلت مليكه بينهم جاذبه منتصر الي الخلف قائله بحزم
=منتصر مالوش لازمه اللي بتعمله ده انت اتجوزت و شوفت حياتك...و هي كمان اتجوزت...
لتكمل بصوت منخفض حتي لا يصل الي سمع كلاً من رستم و ايتن
=بلاش تبقي اناني...و سيبها تعيش حياتها مع الانسان اللي بتحبه...
همس منتصر بانكسار
=بتحبه...؟!
اجابته مليكه قائله باصرار
=ايوه بتحبه و بيحبها...زي ما نت بتحب مراتك بالظبط
اومأ برأسه بينما يلتف ينظر الي ايتن التي كانت واقفه تمسك بيد رستم محاوله تهدئته ناظره اليه نظره كان يعرفها هو جيداً بالسابق فقد كانت تنظر الي رستم كما لو كان عالمها بأكمله يدور من حوله..
استدار علي الفور منصرفاً مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان
♡♛♡♛♡♛♡♛♡♛♡♛♡♛
في اليوم التالي.....
كانت مليكه تتسوق مع ايتن عندما صدح رنين هاتفها اجابت مليكه ليصل اليها صوت غريب...
=مليكه انا منتصر....
ليكمل سريعاً
=منقوليش اسمي مش عايز حد يعرف ان انا اللي بكلمك....
نظرت مليكه الي ايتن التي كانت تبحث بين الملابس عن شئ يناسبها ابتعدت عنها قليلاً حتي لا تستمع الي محادثتها...
=خير في ايه...؟!
اجابها منتصر بصوت مهتز
=عايز اقابلك....و اتكلم معاكي انا ماليش حد غيرك افضفض معاه... و بلاش نوح يعرف لأنه بعد ما عرف اللي عملته امبارح مع ايتن اتخانق معايا و هددني اني لو مبعدتش عنهم هــ......
تهدج صوته في اخر جمله كما لو كان سوف يبكي مما جعل مليكه تتمتم بصوت منخفض متعاطف
=حاضر هقابلك..
لتكمل بهدوء
=انا قدامي ساعه و هروح لاني مع....مع....
ترددت قبل ان تذكر اسم ايتن حتي لا يفهم بانهم يتسوقون من اجل زفافهلثا
لكنه غمغم بتفهم بصوت منخفض
=تمام يا مليكه....
تنحنحت مليكه بارتباك
=هقـ...هقابلك بعد ساعه ورا القصر
غمغم موافقاً
=هكون مستنيكي في عربيتي.....
ثم اغلقت معه عائده الي ايتن مره اخزي....
بعد مرور ساعه...
خرجت مليكه من الباب الخلفي للقصر بجسد متشدد متصلب وجدت سياره منتصر مركونه بجانب سور القصر الخلفي صعدت اليها لتجلس بجانب منتصر بالمقعد الخلفي الذي امر بصوت حاد السائق...
=اطلع...
التفت اليها السائق ينظر اليها بابتسامه واسعه و الذي ما كان الا عصام شقيق رضوي وقبل ان تنطق بحرف واحد شعرت بمنتصر يضع لاصق فوق فمها و قيد من الحديد حول يدها.....
♡♛♡♛نهاية الفصل♡♛♡♛
•تابع فصول الرواية "رواية ظلها الخادع" اضغط على اسم الرواية