Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

 رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل الخامس والعشرون 25


الحلقه الخامسة والعشرون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هم بالذهاب مرة آخري وقبل ان يصل إلي باب الشقه ليغادر ضرب رأسه بيده وهو يقول بتعجب مضحك :
- أوبـــــس ، نسيت اهم حاجه
قالت بلهفه :
- إيـــه ؟
نظر للأرض مبتسما وقال :
- متفقناش هنعمل حفلة الخطوبه إزاي علشان نفرح أهلنا وبرضو منغضبش ربنا
أخذت تفكر قليلا ثم قالت بإبتسامه :
- ممكن نعملها حاجه علي الضيق كده علي أد الأهل والاصدقاء المقربين وندور علي أناشيد أفراح بدون موسيقي ونشغلها ونخلي الرجالة في الصالة والستات في الأرج مثلا لو العدد كبير .
ثم تنهدت قليلا وقالت بتساؤل :
- بس مش عارفه بقي هنجيب الأناشيد دي منين ؟!!
إبتسم قائلا :
- هتصرف أنا في الموضوع ده إن شاء الله متقلقيش ، عندي واحد صاحبي أكيد هيكون عنده أناشيد من دي وبإذن الله هبعتهوملك مع هند لما أجيبهم ، كمان أنا بقول نعمل الخطوبه الإسبوع الجاي علشان يبقي الموضوع رسمي يعني ونلحق قبل الدراسة برضو .
- تمام
- طيب خلاص بإذن الله هكلم عمي ونتفق علي يوم خلال الإسبوع ده علشان نروح نشتري الدبل
ثم إنتبه قائلا بجديه :
- اه صحيح قبل ما أنسي ، أنا لو لبست الدبله دي هتكون علي اساس إنها خاتم مش أكتر لان الخاتم الفضه يجوز للرجل ، بس مش علشان دي حاجه بتربط بين الزوجين وبتخلي بينهم موده والحاجات دي لأنها كلها إعتقادات محرمه . تمام ؟
- تمام جـــدا
أمسك بقبضة الباب وصافح والدها بحرارة و غادر عائدا إلي منزله
_____________________
عاد إلي منزله ودخل غرفته بسرعه وأغلق الباب خلفه ، نظر إلي السماء وأخذ يحدث ربه بكل ما يشعر به وما يتمناه فقال :
- يـــــارب انا مش عاوز أخد ذنوب تاني ومش عاوز أغضبك تاني ، كفايه اوووي الذنوب الكتير اللي عملتها زمان دي ، يــــارب أنا خــــايف أوووي من المسئوليه دي وخايف مكونش أدها ، يــــارب أنا مليش غيرك ونفسي بجد أعيش حياتي صح ومغضبكش في خطوبتي وأتقيك في سلمي ،
يـــارب قويني وقوي سلمي وتمم لنا علي خيــر ، أنا عارف إن فترة الخطوبه كبيره اووي وعارف ان الخطوبات دي بيحصل فيها مصايب بس انا مش هبقي كده ، أنا واثق يـــارب إنك هتساعدني ومش هقع وهفضل محافظ علي عفتي وعلي خطيبتي وبإذنك يــارب هنواجه أي حاجه لحد ما نعيش مع بعض في الحلال
ثم تنهد تنهيدة قويه أخرجت كل ما بداخله وقال بكل جديه :
- أنا أدها بإذن الله ، ومش هتنازل عن هدفي ، حتي لو وصلت إني مروحلهاش خالص بقي !!
ثم أخذ يردد بكل حماس :
- رضا ربنا أهم .. رضا ربنا أهم .. رضا ربنا أهم
أخرج هاتفه من جيبه وقام بالإتصال علي فاروق ليسأله ما إذا كان عنده من هذه الأناشيد أم لا ، ألقي التحيه عليه فأجابه فاروق قائلا :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ازيك يا باشا
- الحمد لله يا فاروق ، إنت عامل إيه ؟
- الحمد لله كويس
- بقولك يا فاروق ، عندك اناشيد من اللي هي بتاع الأفراح دي بس من غير موسيقي
- اه عندي مجموعه كده
- طيب عاوزهم منك ضروري ، أعدي عليك أخدهم إمتي ؟
- خلاص بإذن الله بكره قبل الشغل هعدي عليك أديهوملك ونمشي مع بعض ، بس خير كنت عاوزهم ليه ؟
ضرب إسلام رأسه بكفه وضحك بإحراج وقال :
- ييييي تصدق نسيت أقولك ، مش أنا خلاص تقريبا هعمل خطوبتي الإسبوع الجاي
أخذ فاروق يضحك بشده وقال بسعاده :
- يـــاراجل ، ولسه فاكر تقول دلوقتي ، علي العموم يا سيدي الف مبرووووك
إبتسم بإحراج وقال :
- معلش بقي الواحد دماغه مقلوبه والله ، الله يبارك فيك ، يلا هستناك بكره بقي علي الساعه 8 ونص كده علشان منتأخرش علي الشغل
- ماشي بإذن الله
____________________
وفي صباح اليوم التالي حضر فاروق أسفل شرفة إسلام وقام بالإتصال به فهبط إسلام علي الفور وعندما رأي فاروق قال بمرح :
- فـــيرووق ، فين الجلبيه يا فــــيـــروق
ضربة علي كتفه بخفه وقال ضاحكا :
- يابني هو أنا مش هخلص من رخامتك دي بقي ، أكيد يعني يا ظريف مش هروح الشركة بالجلبيه ، شويه كده وشويه كده
أخذ إسلام يجذبه من ذقنه وهو يحركها يمينا ويسارا ويقول بمرح :
- خلاثي يا ناس اللحيه طولت شويه أهي ، تتربي في عزك يا فيـروق
إبتعد فاروق قليلا وهو مازال غارقا في الضحك ثم إنتبه فجأة للوقت وقال :
- يا عم الحج إنجز علشان هتأخر علي الشغل ، خد الفلاشه أهي ومتنامش عليها هـــاه
إنتزعها منه بشده وقال مازحا :
- طبعا طبعا يابني ، أقل من سنه وهتكون عندك إن شاء الله
جذبه من يده للامام وقال :
- ماشي ياخويا إن شاء الله ، يلا بسرعه بقي بدل ما نترفد وإحنا ما صدقنا لقينا شغل أصلا
أسرع الخطي وسبق فاروق وهو ينظر له بجديه ممزوجه بالمرح وقال :
- أيوه يافيروق عندك حق والله ، الواحد داخل علي جواز ومحتاج لكل قرش
__________________
وفي يوم الخطوبه حضرت الفتيات ومن أهمهن هند وفاطمه وولاء لتجهيز العروسه ، كانت سلمي قد إختارت فستانا ساترا لجميع جسدها وفضفاض أيضا مع إصرارها علي إرتداء خمارها فوقه كما إعتادت ، جلست في الصباح الباكر أمام المرآة وقالت بكل حماس :
- هاه وروني بقي هتعملوا فيـا إيه
ضحكت هند وقالت :
- الأول بقي لو هنعمل ماسكات كده ولا حاجه علشان بشرتك تبقي منوره
ثم تابعتها فاطمه قائله :
- وبعدين يا ستي هنعمل حواجبك وبعدها بقي نشوف هنحط ميكب إيه وكده
رفعت سلمي حاجبها وقالت بإستنكار :
- حواجبي !! إمشي يا بت من هنا بدل ما ألسوعك
نظرت لها بتعجب وقالت :
- إنتي ناصحه يا سلمي ؟!! أكيد طبعا لازم تعمليها دي خطوبة يا ماما مش يوم عادي يعني
ضحكت بسخريه وقالت مازحه :
- حد يقتل البت دي ، آل خطوبه آل
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بعدم تصديق :
- إنتي بتتكلمي بجد ؟ إنتي مش هتعمليها فعلا ؟!!
أومأت برأسها إيجابا وقالت مؤكده :
- أيوه بتكلم بجد طبعا
زفرت بضيق وقالت متبرمه :
- ليه بقي إن شاء الله ؟!!
إبتسمت سلمي وقالت بحنانها المعتاد وإسلوبها الراقي :
- علشان يا ستي الرسول صلي الله عليه وسلم قال " لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله " رواه البخاري ومسلم
واللي إنتي عايزاني اعمله ده يا أستاذه إسمه نمص ، واللعن ده معناه الطرد من رحمة ربنا
ثم نظرت لها بكل ثقه وقالت :
- وأنا بقي مستحيل أتخلي عن رحمة ربنا علشان كام شعرايه !! وبعدين ربنا خلقني في أحسن صورة فـ مينفعش بقي أجي أنا وأقول لأ مش عاجبني شكلي وعاوزه أغيره !!
أخذت تحرك رأسها يمينا ويسارا بضيق ورفعت حاجبها قائله :
- يا بنتي مش هينفع ، ده إنتي عروسه ، الناس تقول عليكي إيه بس ؟ وخطيبك نفسه هيتضايق
تنهدت بعمق وقالت مبتسمه :
- بصي يا فاطمه ، الناس مش هينفعوني بحاجه لو اتطردت من رحمة ربنا ، وخطيبي لو هيتضايق من شرع ربنا يبقي أنا مش هتجوزه أصلا ، أنا عاوزه واحد ياخد بإيدي للجنه مش للنار !!
ثم نظرت لهند وقالت مؤكده :
- ولا إيه يا هند
إبتسمت هند بطيبه وقالت :
- إعملي اللي يريحك يا سلمي ، وأصلا إسلام بيحبك زي مانتي كده
نظرت لفاطمه بمرح وقالت :
- طب خدي التقيله بقي
تعجبك قليلا وقالت :
- وهو في تقيله كمان ؟ خيــــر !!
ضحكت قليلا وقالت بإستفزاز مصطنع :
- أنا مش هحط ميكب
ضرخت فاطمه بها وقالت :
- لاااااااا بقي ده إنتي إتجننتي رسمي !!!
نظرت لها بتحدي وقالت بكل ثقه :
- عارفه إنها حركه مجنونه ، بس أنا أدها برضو بإذن الله
ثم قالت مازحه :
- وبعدين ياختي انا أصلا وشي برئ وقمر ، عاوزاني أبوظ نفسي بالدهانات دي ، يـــع بجد !
نظرت لها فاطمه بغضب مصحوب بالإستنكار فقالت سلمي بمرح :
- خلاص خلاص متزعليش ، هبقي أحط كريم وزبده كاكاو
__________________
حضر أفراد العائلتين والأصدقاء المقربين بالخارج وكانت سلمي تستعد لوضع لمساتها الآخيره وستخرج حالا ، لم يستسخ البعض هذه الأناشيد الدينيه وأعجب البعض الآخر بها ، ولكن نحن لا يهمنا شئ سوي رضا الله عزوجل ، فـ الإنسان مهما فعل من أشياء تسعده في الدنيا لن ينفعه هذا يوم الحساب إلا إذا حصل علي ثواب من هذه الأشياء ، خرجت سلمي أخيرا ودخلت للغرفة المفتوحه علي الصالة حيث تتواجد النساء ، أغلقت الغرفه بستار وجلست معهن تتحدث وتمرح وتضحك ، بعد دقائق معدوده إستأذن إسلام في الدخول لكي يرتدي هو وسلمي الخواتم فصمتت النساء وفتحت الستار ، دخل وجلس بالكرسي المجاور لها وأحضرت ولاء العلبه الصغيره التي توجد بداخلها الخواتم ، صوب الجميع نظره تجاههما بينما أمسك إسلام بخاتمها وقال بإبتسامه :
- هاتي إيدك علشان ألبسك
عادت للخلف قليلا بدهشه وقالت مستنكره :
- مش هينفع طبعا
إبتسم قائلا :
- متخافيش مش هلمس إيدك
أجابته علي الفور :
- مش هينفع معلش
قال بإصرار أكثر :
- بقولك مش هلمس إيدك ، أنا هحطها من بعيد وإنتي دخليها
أخذت تحرك كفيها في توتر بالغ وقالت بضيق :
- يا إسلام لأ ، مش هينفع والله
أخذ الجميع ينظر لهما ولكل فرد نظرته المختلفه مابين شماته وفخر وحزن وغضب وإستنكار ، ترك الخاتم من يده ونهض من مكانه سائرا إلي الخارج ، نظرت إليه كل الأعين بإنتباه وكل منهم ينتظر الكـــــارثه ، وقف علي الباب ونظر للفراغ وهو رافعا رأسه للأعلي وقال :
- هي دي بقي مراتي ، هي دي البنت اللي أستأمنتها علي بيتي وأولادي ، هي دي البنت اللي قالت مش هغضب ربنا مهما حصل ، هي دي البنت اللي هفضل فخور بيها طــــــول عمري وهعمل كل اللي اقدر عليه علشان أسعدها .
تنهد بخفه وقال بحماس أكبر :
- هي دي بقي البنت اللي هتاخد بإيدي للجنه
نظر لها لحظه ثم غض بصره وقال بكل فخر :
- وهي دي برضو البنت اللي نجحت في أول إختبار أعملهولها ، حقيقي يا سلمي أنا فخور بيكي
أخذ الجميع يصفق بحراره علي هذا الموقف الذي لم يروه من قبل ، بينما إنكمشت هي في الكرسي أكثر وكادت أن تبكي من فرط السعاده والإحراج ، فرغم ضيقها من إسلام قبل ثوان إلا أنها الآن أسعد إنسانه علي وجه الأرض ، نظر لوالدته قبل المغادره ففهمت مايريد ، نهضت من مكانها وأمسكت بالعلبه وأمسكت بيد سلمي وقامت بتلبيسها الخاتم وجلست مره آخري بينما جلس إسلام بالخارج مع
عائلة سلمي وتعرف عليهم فردا فردا .
__________________
إنتهي اليوم وعاد كل إلي بيته ، أسرعت سلمي الخطي نحو غرفتها وإرتمت علي فراشها ونظرت إلي سقف الغرفه وهي تتنفس بصعوبه ، فإسلام قد وضعها في موقف لن تنساه أبدا ، فبقدر ما شعرت بالغضب منه بسبب إصراره علي تلبيسها الخاتم برغم أنه يعلم أنها لا تصافح الرجال ، بقدر ما شعرت وكأنها تطير فوق السحاب عندما سمعت كلماته عنها ، بالفعل هذا هو الزوج الذي تمنته طيلة حياتها ، أخذت تسترجع ذكريات ماقبل الإلتزام وتحمد الله علي ماهي عليه الآن ، فلو كانت مازالت علي حالها كان من الممكن ألا تتزوج بمثل هذا الرجل ، فبرغم تربيتها في منزل لا يهتم بتطبيق الدين إلا انها أصرت علي أن تكون أفضل وإقتربت من الله عزوجل أكثر حتي أهداها الله تلك الهديه الغاليه ، شاب مثلها تماما في كل شئ ، وكأنهما روح واحده في جسدين .
_________________
حاول إسلام كتم ضحكاته في الشارع حتي وصل إلي المنزل وإنفجر في الضحك ، ضحكت هند ووالدته أيضا علي أثر ضحكاته ثم وكزته هند في يده بمرح وقالت :
- عاملي فيها شجيع السيما هاه ، لأ بتعرف تمثل يا واد
إرتمي علي الكرسي وهو مازال يضحك وقال :
- إحساس لطشيف إن الناس كلها تبصلك بإعجاب كده ، كان شكلي كيوت صح ؟
ضحكت والدته بحنان وقالت :
- كنت فخوره بيك علي فكره وعماله أتباهي بيك قدام الستات
أخذ يعدل من وضع رابطه عنقه وقال بغرور مصطنع :
- احم احم تباهي يا أماه تباهي
وكزته هند مره آخري وقالت بجديه :
- بس حقيقي إنت كنت مبسوط لما عملت كده يا إسلام ؟
أومأت برأسه إيجابيا وقال بكل ثقه :
- أنا كنت متأكد إنها هتعمل كده
ثم ضحك قليلا وهو يقول :
- بس كنت عايز أجننها شويه ، وكمان كنت حابب أعلم الناس اللي قاعدين درس مهم
قالت بلهفه :
- درس إيه ؟
ربت علي يدها وقال بحنان :
- إنك لازم تبقي غـاليه أوووي وحتي لو قالوا عليكي معقده مش مهم ، أكيد هتلاقي برضو اللي يحبك زي مانتي كده
- هييييح وإيه كمان
أخذ يسترجع الذكريات وقال :
- عارفه يا هند ؟ لما كنت بقعد أستعبط وأتريق علي كلام محمد وكده ، كان جوايا حاجه بتقولي إن هو اللي صح بس مكنتش عايز أصدق ، لكن لما جربت بجد الحياة اللي كلها حلال دي عرفت أد إيه كان عنده حق
إبتسمت هند وقالت :
- الله يرحمه
إستئذن إسلام منهما ودخل إلي غرفته ، أغلق الباب خلفه وإرتمي علي فراشه وأخذ يقلب في هاتفه حتي وقعت عينه علي صورة محمد فقال بقلب محترق :
- محمد انا محتاجلك أووووووي !! بجد وحشتني فوق ما تتخيل

لــ رقيه_طه
يتبع .........

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent