رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه
رواية في الحلال الفصل السادس والعشرون 26
عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب 💞
الحلقه السادسة والعشرون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستئذن إسلام منهما ودخل إلي غرفته ، أغلق الباب خلفه وإرتمي علي فراشه وأخذ يقلب في هاتفه حتي وقعت عينه علي صورة محمد فقال بقلب محترق :
- محمد انا محتاجلك أووووووي !! بجد وحشتني فوق ما تتخيل
نهض من مكانه وإعتدل في جلسته ونظر للصورة بكل شوق وقال :
- عارف يا محمد ؟ أنا خطوبتي كانت النهارده ، بجد كنت فرحان أوي ؟ لكن برضو كان في وجع جوايا ، عمري ما تخيلت إني أخطب وإنت متكونش جنبي يا محمد ، طب عارف إني خطبت واحده من البنات اللي إنت كنت دايما بتقول عليهم دول ؟ البنات اللي محافظين علي نفسهم أوووي وبيحبوا ربنا وبيطيعوه دايما ، كان نفسي تكون معايا اووي في يوم زي ده يا محمد .
عارف كمان ؟ أنا حاسس إنك مستريح أووي دلوقتي وحاسس إنك أكيد كنت هتكون مبسوط وإنت شايفني كده ، وأصلا بقي أنا علطول بصلي بليل وبدعيلك ، بصلي بجد وأنا مش عايز حاجه من الدنيا إلا ان ربنا يغفرلك ونتقابل سوا في الجنه ، بحبك اوووي يا محمد فوق ما تتخيل وبندم علي كل لحظة مكنتش بسمع فيها كلامك وكنت بتتريق عليك ، بس خلاص أخوك دلوقتي بقي حد تاني ومش هيتنازل أبـدا عن هدفه الأول والأخير وهو إنه يكون ليه مكان في الجنه ، إتطمن عليا أنا بقيت كويس دلوقتي ، وهعيش حياتي صح زي ما انت كنت دايما بتقولي ، سامحني لو قصرت في حقك في يوم بس بإذن الله طول ما أنا عايش هدعيلك جايز أقدر أفيدك بـ حاجه ..
بحبـــــك يا صاحب أحن قلب في الدنيـــــا وأعذب إبتسامه
______________________
وتمر الأيام سريعا ويستيقط إسلام من نومه ليذهب إلي عمله ولكن يبدو أن اليوم مختلف عن كل يوم ، ذهب ليتأكد من اليوم والتاريخ كعادته كل يوم ، ولكنه قفز من مكانه عندما رأي تاريخ اليوم وقال :
- ده النهارده اول يوم في شهر 9 ، يا حلاوه يا ولاد ، يعني ممكن تتثبت في شغلك النهارده ياعم إسلام ، يـــــارب يــــــارب يكون الثبيت من نصيبي ، يــــارب أنا محتاج لكل قرش دلوقتي والتثبيت ده لو كان من نصيبي ممكن محتجش أشوف وظيفه بليل علشان تساعدني فـ الجهاز .
أخذ يهرول إلي غرفة والدته كالأطفال وألقي عليها التحية وأخذ يطلب منها أن تلح في الدعاء لكي يكون الثبيت من نصيبه ، إرتدي ملابسه بسرعه وذهب إلي عمله وعلي وجهه علامات الرضا والسعاده ، دخل مكتبه فوجد زملائه ينظرون له نظرات مختلفه كالعاده مابين حب وتفاؤل ، او إحتقان وإستنكار .. كان داخل المنافسه :
- إسلام محمود .. يعمل منذ شهرين
- ذكي ماهر .. يعمل منذ خمسة أشهر
- لبني فهد .. تعمل منذ سنه وثلاثة أشهر
- وأخيرا مروان يسري .. يعمل منذ سنه وتسعة أشهر
كان إسلام يعلم أن المهندس الذي يتم تثبيته يتم إختياره علي أساس الكفاءه والضمير وحب العمل لذلك كان علي يقين ان التثبيت سيكون من نصيبه لما يري من عدم إتقان زملائه للعمل كما يتقن هو ، جلس يعمل في مكتبه حتي الظهيرة وذهب لأداء الصلاة ثم عاد فوجد الجميع في حاله من التوتر ، سألهم عن السبب فعلم أن نتيجة التثبيت سوف تخرج بعد قليل ، جلس يدعو الله كثيرا أن يرزقه من حيث لا يحتسب .. بعد قليل خرج رئيسه في العمل وقال بجديه :
- بعد الكثير من التحريات والإستشارات من قبل أعضاء الشركة تم إختيار المهندس ...
أخذ إسلام يتنفس بسرعه ويفرك في يده بعصبيه وإزدادت ضربات قلبه بشده وسمع أخيـــرا رئيسه في العمل يقول :
- تم إختيار المهندس ذكي ماهر للتثبيت هذا العام وحظ موفق للبقيه في الأعوام القادمه بإذن الله
وجد نفسه يضرب الطاولة بشده رغما عنه ، فلو كان التثبيت من نصيب أي شخص أخر ماكان ليغضب هكذا ، ولــكــن ذكـي ؟ كــــــيــف ؟!! ذكي الذي يمضي معظم وقته في المزاح مع أصدقائه وإحتساء الشاي والقهوه ؟ أم ذكي الذي يأتي متأخرا للعمل في أغلب الأحيان ؟ ام ذكي الذي لا يحمل من الجديه و الخبره و الكفاءه شئ ؟!! ماهذا الذي يحدث ؟ !!فلو كان لن ينال التثبيت لأنه حديث بالشركه فكان لن ينالها ذكي أيضا لانه حديث مثله وكانت من حق مروان وقتها !!
شرد قليلا في همومه حتي إنتشله مروان من شروده عندما جذب الكرسي ووضعه بجواره وجلس عليه وهو يقول بضيق :
- وهو يعني علشان أبوه صاحب أستاذ شوقي يبقي يتعمل فينا كده ؟!!
نظر له إسلام بتعجب وقال :
- أبو مين ؟
نظر له والغضب يعلو وجهه وقال :
- الحاج ماهر أبو ذكي باشا يبقي صاحب أستاذ شوقي مدير الشركة
إتسعت عيناه وقال بذهول :
- يـــــاسلـــــــام ؟!! وسطه يعني !! أومال فين بقي علي أساس الكفاءه والضمير ومعرفش إيه ؟!!
أشاح بيده جانبا وقال بغضب :
- يا عم إنت بتصدق الكلام ده ؟!!
أخذ يمسح رأسه بيده عدة مرات وهو يقول بضيق :
- أستغفرك ربي وأتوب إليـــــك ، طيب وبعدين هنعمل إيه ؟
نهض مروان من مكانه متجها إلي مكتبه وقال بإستسلام :
- مش هنعمل حاجه يا بشمهندس غير إننا نستني للسنه الجايه ، يلا شوف شغلك بدل ما ييجوا يتلزقوا علي أي حاجه
أخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا بضيق وقال :
- مش هينفع نسكت ، إحنا لازم نتصرف
نظر له بوجه خالي من أي تعبير وقال بملل :
- لو فكرت تعمل حاجه هتترفد ، أنا هنا بقالي سنتين وفاهم الدنيا ماشيه إزاي أكتر منك
رفع حاجبه للأعلي وقال بتعجب :
- أترفد !!!
أومأ برأسه إيجابا وقال مؤكدا :
- أيوه تترفد ، كان معانا واحد السنه اللي فاتت عامل حمش زيك كده وقال هغير الفساد ومعرفش إيه لحد ما لبس مصيبه وإترفد
نظر له بذهول وإتسعت عيناه ورفع حاجبه بإستنكار وقال :
- إنت بتتكلم جد ؟!!
زفر بملل وقال :
- يا بشمهندس وهو إنت مش عارف يعني إن البلد مليانه فساد ؟ لو عرفت تشوف شركة محترمه عن دي يبقي إنقل نفسك ولو معرفتش يبقي إشتغل وإنت ساكت
تنهد بضيق وقال :
- يعني مفيش حل تاني ؟!!
قال مؤكدا :
- الحل إننا نتحد ونقف قدام الظلم ، غير كده لأ
نظر له بعدم فهم وقال متسائلا :
- طيب وليه منتحدش ؟!!
أخذ يطرق بأصابعه عدة طرقات علي المكتب نظر لإسلام بضيق وقال :
- الشركه كلها واسطه يا باشمهندس ، نتحد مين بس
ثم ضحك قائلا :
- تلقاك إنت كمان جاي بواسطه
إنتفض من مكانه وقال بتعجب :
- أنــــــــــــــا !!
ضحك أكثر وهو يؤكد ذلك وقال :
- طيب قوللي إنت جيت هنا إزاي ؟
قالها بكل براءه :
- واحد صاحبي شغال في شركة برضو قالي إن مدير شركتهم بيقول إنهم طالبين مهندسين هنا فجيت أقدم وقبلت الحمد لله
نظر له بإستهزاء وقال :
- طيب يعني الموضوع كله معارف أهو ، هو ده حال البلد يابني ، اللي مالوش ظهر يترمي في الشارع ، لنـــا الله
نظر له إسلام بخوف وقال :
- إيه ده يعني أنا شغلي كده حرام ولا إيه ؟
أومأ برأسه نفيا وقال :
- أنا مقولتش حرام ، إنت واحد محتاج شغل وعندك كفاءه يبقي تستاهل الشغلانه دي فعلا ، الدور والباقي بقي علي اللي ياخد حقوق الناس وهو ميستاهلش أصلا
ثم أشاح بيده مرة آخري وهو ينظر للأوراق الملقاه علي مكتبه وقال :
- إشتغل يا باشمهندس إشتغل ، إحنا لينا ربنا اللي أحسن من الكل ، وعيالنا برضو هيلاقوا أكلهم متقلقش
زفر بإستسلام وأمسك قلمه وبدأ في العمل مرة آخري
_______________________
وفي موعد الإنصراف خرج إسلام وهو لايدري ماذا يفعل ، فقد كان يحلم بهذا التثبيت حتي يزداد مرتبه قليلا ويمكنه الإستغناء عن التقدم لأي وظيفه ليليه ، قرر العوده مشيا حتي تتاح له الفرصه أن يفكر ويخطط ماذا سيفعل الآن ، ظل يفكر كثيرا بلا جدوي ولكن قطع تفكيره جرس هاتفه المحمول فأخرجه من جيبه بضيق وهو يقول :
- إيـــــه يا هند كل شويه رن رن رن ، مستعجله أوي يعني علشان تعرفي إني متثبتتش !!
أخرج الهاتف ونظر فيه تعجب عندما رأي المتصل ، فقد كانت سلمي !!هذه أول مره تتصل به منذ خطوبتهما ، فياتري ماذا تريد ؟ ولماذا تتصل في هذا الوقت بالتحديد ؟ حاول الخروج من حالة الضيق التي تسيطر عليه وإبتسم وهو يضغط علي زر الإجابه وقال :
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، إزيك يا إسلام
- الحمد لله تمام
ثم إبتسم أكثر وقال :
- حدديلي موقعك في الشقه بالتحديد بســـــرعه
حاولت كتم ضحكاتها وقالت بتأكيد :
- ماتخافش أنا في الصاله وبابا قاعد قدامي أهو
ثم غمزت لوالدها الذي كان يبتسم ، ضحك إسلام وقال بهدوء :
- حسنا يا فتاة تحدثي ، ماذا تريدي ؟
تنهدت بسعاده بالغه وقالت :
- بابا وافق إنك تجيب نص الشبكه بس ، والباقي لما ربنا يرزقك في أي وقت إن شاء الله
قفز من مكانه وهو يقول بعدم تصديق :
- بتقـــولي إيـــــه ؟!!
نظرت لولدها ضاحكة وقالت :
- بقولك بابا وافق إنك تجيب نص الشبكه دلوقتي والباقي بعدين لما ربنا يرزقك
شهق بشده وهو يقول بذهول :
- إنتي بتتكلمي بجد ؟!!
أجابت مؤكده :
- اه والله
سألها بلهفه :
- وافق إزاي ؟ إنتي عملتي إيه معاه ؟!!
قالت بكل ثقه :
- إستخدمت سلاحي
نظر لها والدها بذهول وكان رد فعل إسلام نفس الشئ وقال بعدم فهم :
- سلاح إيه ؟
إبتسمت لوالدها أكثر وهي تقول مؤكده :
- سلاحي اللي هو الدعاء ، كنت بلح علي ربنا في الدعاء إنه يخلي بابا يوافق وكنت بدعي بيقين اوووي إن ربنا قادر علي كده ، والحمد لله بابا وافق أهو
أخذ إسلام يتنفس بكثره وهو مازال لا يستطيع التصديق وقال علي الفور :
- طيب إقفلي يا سلمي إقفلي
ثم أغلق الهاتف مباشرة ، ضحكت سلمي بشده وهي تقول لوالدها :
- يا عيني ده أتصدم
ثم نظرت لوالدها بحنان وقالت :
- شكرا يا بابا لأنك خليتني أكلمه وأقوله الخبر بنفسي علشان كنت حابه أعرف رد فعله
إبتسم قائلا :
- يا سلمي ده خطيبك يعني عادي لما تكلميه
نظرت له بسعاده وقالت :
- مش عادي أوي يعني ، بس طالما الكلام قدام حضرتك يبقي خلاص
_______________________
أخذ إسلام ينظر إلي الهاتف بذهول وهو يحدث نفسه قائلا :
- هو اللي أنا سمعته ده صح ؟ لالالا بجد ده حصل ؟!! يعني عمي وافق خلاص ؟ يعني مفيش شغل بليل ؟
أخذ يعد علي أصابعه قليلا ثم قال :
- إيــــه ده إيــــه ده ؟!! يعني كده كمان ممكن نتجوز خلال سنه بس ؟ سنه إيـــه ؟ دول 10 شهور كمــــــان !! يــــــاربي معقوله اللي حصل ده ؟ معقول علشان كنت خايف من طول فترة الخطوبه ربنا حل المشكله من عنده وقصرت ؟ولا علشان سلمي دي بنت نقيه أصلا فـ ربنا إستجاب دعائها ؟ ولا علشان مفضلش مضغوط وشايل الهم علطول ؟ ولا علشان إيـــــــــــه ، اه اه عرفت ، علشان ربنا أحـــــــن علينا من أي حد وهو بس اللي بيحس بينا ، علشان ربنا عالم بنيتي وإني مش عاوز أغضبه فسهلي أموري ، علشــان ربنا كريم اووووي ودايما بيرحمنا برحته
نظر للسماء وظل يردد :
اللـهـم أعـني علـي ذكـرك وشـكـرك وحـسـن عـبـادتـــــك
اللـهـم أعـني علـي ذكـرك وشـكـرك وحـسـن عـبـادتـــــك
اللـهـم أعـني علـي ذكـرك وشـكـرك وحـسـن عـبـادتـــــك
وضع يده علي قلبه وهو يتنفس بصعوبه وظل ينظر للسماء بعدم تصديق ، ظل يلتفت يمينا ويسارا حتي وجد سياره وركبها وعاد لمنزله علي الفور ، كانت هند في إنتظاره ووالدته أيضا ، عندما دخل وشاهدتا علامات الفرحه علي وجهه إقتربت منه هند وقالت بسعاده :
- أيــــوه يا عم إتثبتنا ومرتبنا كبر ومحدش قدنا بقي
ثم ربتت والدته علي كتفه بحنان وقالت :
- الف مبروووووك يا حبيبي
نظر لهما بغرور وقال :
- بس أنا متثبتتش !!
رفعت هند حاجبها وقالت متعجبه :
- أومال مالك يا خويا منشكح كده ليــه ؟!!
نظر لها بتعالي وقال :
- يا بنتي أنا حصلي اللي أحسن من التثبيت
قالت متلهفه :
- إيه ؟
قفز من مكانه وهو يقول بسعاده :
- أبـــو سلمي وافق علي نص الشبكه يا نـــــاس
وضعت يدها علي فمها ونظرت له بذهول وقالت :
- إزاي ده ؟!!
بينما إبتسمت والدته بسعاده وقالت :
- إنت بتتكلم بجد ؟!!
تنهد بحراره وقال بمنتهي السعاده :
- اه والله يا ماما الحمد لله ، شوفي ربنا كريم أد إيه
ثم أخذ يضحك بشده وهو يقول :
- والجدير بالذكر إنها أول ما قالت كده قفلت السكه في وشها
أطلقت هند ضحكات متتاليه وقالت :
- إنت بتهرج ، عملت كده إزاي يا مجنون
إبتسم قائلا :
- منا كنت طاير من الفرحه ساعتها ولو كنت إتكلمت كان ممكن اقول حاجه كده ولا كده ، خليني ماسك نفسي وساكت أحسن علشان لو إتفتحت محدش هيعرف يقفلني ، يلا ربنا يقوينا بقي
تعجبت هند وقالت :
- حاجه كده ولا كده إزاي يعني ؟!!
إبتسم وهو يقول مفسرا :
- يعني عارفه لما ربنا يرزقني بواحده قلبها عليا أوووي وبتعمل كل اللي تقدر عليه علشان تتقي ربنا فيا وتخليني مش حامل هم أي حاجه علشان نعرف نوصل لهدفنا سوا ، ده أكيد هيخليني نفسي أتجوزها النهارده قبل بكره علشان أعرف أقولها كل اللي أنا عاوزه وأد إيه أنا بحبها فعلا وبتمني من ربنا إنه يجعلها ليا خير زوجه ، كمان لما الواحد بيكون مبسوط ممكن ميعرفش يتحكم في مشاعره وممكن أي حاجه تطلع منه غضب عنه ، علشان كده أنا قفلت بسرعه خوفا من إني أقول أي حاجه تغضب ربنا
تعجبت هند وقالت :
- طيب ما إنت بتروحلها البيت .. إشمعني مش بتخاف تقولها حاجه تغضب ربنا هناك ؟!!
جلس علي الكرسي ونظر لها بتفهم وقال :
- لو روحتلها البيت فده بيكون علشان نتكلم في حاجه معينه وهمشي بعدها ، يعني الحمد لله مش بنفتح أي مجال إننا نتكلم في مواضيع مش ضروريه خوفا من الوقوع في أي محذور وكمان باباها بيكون قاعد وشايفنا وتقريبا بيسمع كلامنا كمان ، إدعيلنا يا هند ربنا يتمم خطوبتا علي خير ومن غير أي ذنوب ويجمعنا سوا في الحلال
__________________
مر يوم تلو الآخر وجاء يوم السبت ، ذهب إسلام إلي منزل سلمي لكي يتحدث معها ومع والدها قليلا ، طرق الباب بخفه ففتح والدها وصافحه إسلام بحراره وجلس معه ليحدثه فقال بسعاده :
- والله أنا مش عارف أشكر حضرتك إزاي يا عمي إنك وافقت علي نص الشبكه بس
إبتسم الأب قائلا :
- البت سلمي دي زنانه اووي وعماله تقولي مش عاوزه الخطوبه تطول ومعرفش إيه ، ومن الواضح كده إنها كانت بتصلي بليل وتدعي لأني كنت دايما بشوفها صاحيه متأخر
ثم نظر له بجديه وقال :
- المهم يعني إني وافقت علي النص دلوقتي وبإذن الله لما ربنا يرزقك تبقي تجيبلها الباقي ، وده وعد هاخده منك دلوقتي
نظر له بإمتنان وقال :
- وأنا أوعد حضرتك إني بإذن الله أول ما تتاح ليا الفرصه إني أكملٌها الشبكه مش هتأخر
- بإذن الله
حضرت سلمي وألقت التحيه علي إسلام وجلست بجوار والدها ، قام الأب من مكانه وجلس أمام التلفاز مباشرة لكي يتابع الأخبار ويكون موجود معهما في نفس الوقت ، نظرت سلمي للأرض كعادتها وقالت :
- كان في حاجات مهمه عاوزه أتكلم فيها وكتبتها في ورقه زي ما إتفقنا ، نبدأ بقي
إبتسم قائلا :
- بحب أنا الشغل الرسمي ده ، يلا إتفضلي
تنهدت بخفه وقالت :
- أول حاجه ، بالنسبه للتلفزيون .. أنا بفكر منجيبش تلفزيون في بيتنا علشان بحس انه مبقاش فيه أي حاجه مفيده دلوقتي أصلا ، وكمان كل حاجه بحب أشوفها بشوفها علي النت أسهل
صمتت قليلا ثم قال بتفهم :
- طيب ما إحنا ممكن نجيب تلفزيون ونمسح من عليه قنوات الأغاني والافلام والحاجات دي ، أعتقد كده هيكون أفضل
- هنمسحها أكيد يعني ؟
أجابها بنفس الطريقه :
- أيوه هنمسحها أكيد يعني ، وكمان في المستقبل إن شاء الله لما يكون عندنا أولاد هيحبوا يتفرجوا علي كرتون وكده فلازم يكون عندنا تلفزيون
إبتسمت قائله :
- ماشي كده تمام .. تاني حاجه ، قريت الكتاب اللي قولتلك عليه ده ؟ لازم أعرف رأيك فيه ضروري
تنحنح بإحراج وقال :
- بصراحه لسه ، بس متقلقيش هو في الخطه ، إن شاء الله لما أجي الإسبوع الجاي أكون خلصته وأقولك رأيي
- أنا كمان لسه مخلصتش الكتب اللي إديتهالي ، بإذن الله برضو أكون خلصتها الإسبوع الجاي أو اللي بعده
ثم إعتدلت في جلستها وقالت بجديه :
- في حاجه مهمه بقي كان لازم أتكلم فيها من زمان بس نسيت ، وبعد إذنك أوعي تفهمني غلط
قال بقلق :
- خيــر ؟
تنحنحت قائله بتوتر :
- أنا حابه أشتغل بعد ما أتخرج
عاد للخلف قليلا وأسند ذقنه علي كفته ونظر للأرض بضيق وقال :
- ليـــــه بقي ؟ وهو أنا مش هعرف أصرف علي بيتي ؟!! ولا صعبت عليكي وقولتي تساعديني ؟!!!
لــ رقيه_طه
•تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية