Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

 رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل السابع والعشرون 27


يتبع.............عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب 💞
الحلقه السابعة والعشرون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعتدلت سلمي في جلستها وقالت بجديه :
- في حاجه مهمه بقي كان لازم أتكلم فيها من زمان بس نسيت ، وبعد إذنك أوعي تفهمني غلط
قال بقلق :
- خيــر ؟
تنحنحت قائله بتوتر :
- أنا حابه أشتغل بعد ما أتخرج
عاد للخلف قليلا وأسند ذقنه علي كفته ونظر للأرض بضيق وقال :
- ليـــــه بقي ؟ وهو أنا مش هعرف أصرف علي بيتي ؟!! ولا صعبت عليكي وقولتي تساعديني ؟!!!
إبتلعت ريقها وقالت بهمس :
- والله ما قصدي كده خـــالص ، ثواني أنا هوضحلك كل حـــاجه
أخذت نفس عميق وقالت علي الفور :
- أنا لما دخلت الكلية دي مكنتش بحبها ، قلت عادي يعني أهي أي حاجه مجموعي جابها وخلاص
ويمكن قعدت علي الحال ده سنتين ، بس لما دخلت ثالثه بدأت أفكر في الموضوع ولقيت إن التعليم في بلدنا مستواه متدني جــــدا وده بسبب قلة المدرسين اللي هدفهم الأول والأساسي يطلعوا جيل واعي ويرضوا ربنا في شغلهم ، معظم المدرسين بيشتغلوا علشان بس المرتب ودايما يقولوا هنشتغل علي أد مرتب الحكومه !!ساعتها بس أخدت قرار حاسم إني أنا اللي هغير التعليم !!!
ويمكن تضحك وتقولي : وهو إنتي بقي اللي هتغيري التعليم ؟!!
هقولك اه بإذن الله ، شوف كام طالب هيطلع من تحت إيدي سنويا ، شوف لو الطلاب دول حبوا المدرسة بسببي وحبوا الإنجليزي بسببي ، تخيل كده إنهم يقولوا لأهلهم إحنا مستحيل نغيب في يوم عندنا فيه حصة إنجليزي وكل ده علشان بيحبوني ، كمان بما إني هبقي مدرسة إبتدائي فالموضوع هيكون مؤثر أكتر وبإذن الله أنا اللي هخرج الجيل اللي هيفضل فاكرني دايما وبيدعيلي لأني كنت سبب في حبه للمدرسة وللإنجليزي ، وأقسم بالله الموضوع ما مستحيل ولا حاجه ، الأطفال دول حاجه بريئه أوي وكل الحكاية إنهم محتاجين حد يحن عليهم ويعاملهم بأدميه شويه ، وكل حصه كده شوية حماس وإسلوب مختلف في التدريس وشويه حلويات وهدايا والموضوع هيمشي بإذن الله
ثم إعتدلت في جلستها وقالت بجديه :
- وإنت لازم تساعدني علي تحقيقي حلمي ده يا إسلام ، لـــازم توافق علي شغلي ، ومع ذلك لو لقيت في يوم من الايام إن الشغل واخدني من بيتي بشكل ملحوظ يبقي أنا هسيبه فورا
ثم إبتسمت قائله :
- بس ده مش معناه إنك تحاول دايما تطلعني مُقصره علشان أسيب الشغل ، لأ لازم تحط في بالك إن في أطفال كتير محتاجين مدرسين يتقوا الله فيهم ويعاملوهم بأدميه شويه ، وربنا يعيننا بقي ، كمان بقي بالنسبه لموضوع الإختلاط فأنا بإذن الله هكون في حالي ومليش دعوه بالرجاله ، ولو لقيت اوضة المدرسين فيها رجاله هسيبها وأشوف مكان تاني يكون ليا علطول ، وأصلا في الغالب الستات بتكون لوحدها والرجاله لوحدها .
تنهدت بأريحيه وقالت :
- تمام كده ؟ موافق ولا إيه ؟
أخذ يفكر قليلا ثم قال :
- طيب سيبيني أفكر في الموضوع وأقولك قراري بعدين
إبتسمت قائله :
- ماشي هسيبك تفكر ، بس برضو هتوافق إن شاء الله
وقبل أن يتحدث قالت علي الفور :
- كان في حاجه مهمه برضو عاوزه أقولك عليها ، رغم إنها ممكن تعمل مشاكل ، بس مش عارفه بقي لازم أقولها !!
- خير إيه كمان ؟
تنهدت بكل حمـاس وقالت :
- أنا مش عاوزه أوضة سفره ولا عاوزه نيش
نظر للأرض بتعجب وقال :
- ليه ؟ وبعدين إحنا إتفقنا خلاص ودي إتفاقات رجالة ومش بتتغير
قالت علي الفور :
- إحنا مش هنغير إتفاقات الرجاله ، إحنا بس هنعمل عليها تعديل بسيط
ثم تنهدت تنهيده طويله وقالت بحماس :
- لو لاحظت كل الناس المتجوزين وعندهم شقه صغيره هتلاقي إنهم أول ما بيكون عندهم بيبي يأما بيبيعوا السفره ويجيبوا مكانها أوضة أطفال يأما بيلزقوا السفره وحاجتها جنب الحيطه ويجيبوا سرير يحطوه في نفس الأوضه ، علشان كده أنا عاوزه أجيب بنفس تمن أوضه السفره أوضة أطفال ، هتكون كامله علي بعضها وشكلها يكون زي الحاجات الكيوت اللي علي النت دي ، وكده كده في الغالب محدش بيستخدم أوضة السفره إلا في العزومات بس ، أما بالنسبه للنيش فأنا بحس إنه إختراع ملوش أي لازمه ، ولكن مع ذلك خايفه المطبخ ميكفيش الحاجات بتاعتي علشان كده ممكن نعمل نيش ومكتبه في نفس الوقت .
يعني يتقسم نصين : النص اللي فوق يكون إزاز علشان الحاجات اللي جواه تبان ، والنص اللي تحت يكون خشب وده ونخليه مكتبه .
تنهدت بتعب وقالت :
- بس كده
أُعجب إسلام بطريقة تفكيرها ورجاحه عقلها ، فهي لم تقلد باقي الفتيات بل حكمت عقلها وإستطاعت إختيار الأفضل لمنزلها من حيث الإستخدام لا المنظر كما يفعل البعض فأجابها علي الفور :
- أنا موافق جـــــدا ، وكده أحسن والله ، عموما هقول لعمي علي الموضوع ده ونشوف بإذن الله
وبالفعل تحدث إسلام مع والدها في الأمر فطلب الأب مهله للتفكير وموازنة الموضوع من وجهة نظره والرأي الاخير سيكون المره القادمه بإذن الله ولكن كان يغلب علي وجهه القبول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- يا سلمي قومي إلبسي بقـــــي
قالتها ولاء عندما كانت تستعد للخروج هي ووالدتها وسلمي لشراء ملابس الجامعه ، فولاء تستعد لعامها الأول في كلية الهندسه وبالطبع يجب أن تظهر في أفضل صورة ، أجابت سلمي علي الفور :
- يا بنتي منا قولتلك 100 مره إني بلبس الفستان والخمار علي طول ومش باخد وقت ، الدور والباقي علي الناس اللي بتقعد تلبس سنه ، عيشي حياتك إنتي بس وهتلاقيني جاهزة إن شاء الله أول ما تخلصي
وبالفعل إرتدت كل واحده منهن ملابسها وهبطن جميعا إلي وسط المدينه ، كانت الملابس كالعاده تمتاز بالضيق والإلفات وإفتقاد أي شئ له علاقة بالحجاب الشرعي ، ظلت ولاء تختار ووالدتها تختار معها بينما سلمي تقف في تزمر ، فعندما تبدي رأيها في أي شئ تصرخ ولاء بوجهها قائله جملتها المشهوره :
- هي دي الموضه !!
إنتهت ولاء من إختيار ملابسها التي أعجبت سلمي ببعضها وشعرت بالغضب تجاه البقيه وعندما إتجهت لشراء الحجاب وما شابه لتكملة كل الاطقم أوقفتها سلمي قائله بجديه :
- بصي يا ولاء علشان نكون متفقين ، هنشتري طرح طويله شويه ومفيش باديهات كارينا ماشي ؟
زفرت بضيق وقالت :
- ليه بقي إن شاء الله ؟
إبتسمت وقالت بحنان :
- لأن يا ستي البادي الكارينا ده إختراع فاشل أصلا وملوش أي علاقة بالحجاب ، يعني بالظبط زي ما تكوني جبتي علبه دهان ودهنتي بيها إيدي ، من الآخر بيكشف أكتر ما بيستر وده مش حجاب يا ولاء ، والطرح الطويله علشان لو في حاجه ضيقه ولا حاجه تبقي تغطيها .
تنهدت بملل وقالت :
- أومال أجيب إيه يعني علشان ألبسه تحت البلوزات ؟!!
ربتت علي كتفها بحب وقالت :
- في إختراع تاني كده إسمه " بادي إسلامي " ده ممكن يكون ضيق شويه من فوق بس الطرحه لو طويله بتغطيه ومن تحت بقي بيكون الكم بتاعه واسع وحلو ومش لازق علي الإيد ولا حاجه
ثم جذبتها من يدها وقالت بحماس :
- تعالي أنا هوريكي
________________________
وبدأ العام الدراسي الجديد والآخير لكل من سلمي وهند وفاطمه ، جددت سلمي نيتها ووضعت أمام عينيها هدفها الأول والأخير وهو رضا الله عزوجل وإتقاءه في طلابها وبذل قصاري جهدها في أن تكون المعلمه التي يتمناها كل طالب ، وقفت تتحدت مع هند وفاطمه كعادتها فوجدت سمر صديقتها تقترب منها وتقول بلهفه :
- سلمي شوفتي اللي حصل
نظرت لها سلمي بتعجب وقالت :
- خير يا سمر ؟
إلتقطت أنفاسها بصعوبه وقالت علي الفور :
- الدكتور اللي ماسك التربيه العملي السنادي عمل شوية تغييرات ومش هنكون كلنا مع بعض في نفس المجموعه
نظرت لها سلمي بعدم فهم وقالت بلا مبالاه :
- عادي يا بنتي في الآخر هنكون كلنا بحرف السين!
زفرت بضيق وقالت :
- ماشي بس سمير هيكون معانا !!
شهقت سلمي بذهول وإتسعت عيناها وقالت بعدم تصديق :
- سمير مين ؟ إزاي يعني ؟!!
ضحكت بسخريه وقالت :
- وهو في غيره يعني ؟!! المهم أنا جيت أقولك علشان عارفه إنك لو كنتي لقيتيه معانا في الحصه فجأة كده كنتي هتضايقي
وقبل أن تغادر أمسكتها سلمي من يدها وقالت بخوف :
- يا بنتي مش هينفع بجد ، ده أنا بشرح قدام الدكتور بالعافيه ، دلوقتي كمان هيكون معانا واحد ورايح جاي معانا كده ؟!! مش هينفع طبعا ، وكمان ده أنا عامله خطه كامله لتجديد طريقة الشرح السنادي ، كده بقي مش هعرف أنفذ اااااي حاجه
قالت وهي تغادر مكانها :
- يا بنتي عادي بقي سمير ده محترم أصلا ، أنا قولت أقولك وخلاص ، يلا سلام
ضربت سلمي يدها بالآخري وزفرت بضيق وقالت في نفسها :
- ماشي محترم ، بس برضو مش هينفع بقي اووووووف
_______________________
عادت إلي المنزل وهي ثائره تماما لاتعرف ماذا تفعل ، فهي تحاول بقدر الإمكان عدم الإختلاط بالشباب ولكن الآن ماذا سيحدث ؟ ستضطر للتحدث معه ومناقشته وسؤاله عن الدرس وأشياء من هذا القبيل لأنه أصبح واحدا من مجموعتها ويجب أن يكونوا جميعا علي توافق ، لم ترد أن يحدث هذا فظلت تدعو الله كثيـرا أن يخرجها من هذا الأمر علي خيــر ، وبالفعل مع أول يوم لها في التربيه العملي لهذا العام كانت تقف مع زميلاتها وكأنها تنتظر شيئا ما عندما جذبتها سمر من يدها قائله :
- يلا يا بنتي مش هنروح حصتنا ولا إيه ؟!!
إنتبهت لها وقالت :
- هاه ، هو إحنا كده كملنا ولا إيه ؟
ضحكت قليلا ثم قالت بجديه :
- أيوه يا بنتي كملنا خلاص ، هو إنتي مش بتعرفي تعدي ولا إيه ؟ بقينا 5 أهو قدامك
نظرت حولها وأخذت تعدهم وبالفعل وجدتهم كما قالت سمر فلم تستطع السكوت أكثر من ذلك وقالت بلهفه :
- هو سمير زميلنا ده مش جاي معانا ولا إيه ؟
أطلقت سمر ضحكات متواصله وقالت :
- يا عيني دي البت هتموت ، عموما يا ستي سمير من ساعتها راح للدكتور وقعد يزن عليه ويقوله مش عايز أبقي في مجموعة البنات لحد ما الدكتور نقله وجاب بداله ساميه ، مش بقولك يا بنتي واد محترم
قفزت سلمي من مكانها بسعاده وقالت :
yeeeeees- ، أيوه كده بقي الواحد يعرف يشتغل براحته
ثم وكزتها في ذراعها بخفه وقالت :
- طيب ما قولتيش ليه من ساعتها يا رخمه ده أنا كنت متغاظه اوووي
ضحكت بإستفزار وقالت :
- ما إنتي مسألتيش !!
_________________________
وبالفعل بدأت سلمي حصتها الآولي ولكن هذه المره بطريقة مختلفة ، فقد قررت أن تكون صديقه لهؤلاء الطلاب أكثر من كونها معلمه ، دخلت بكل حماس وقالت :
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا حلوين
نهض الطلاب من مكانهم كالعاده وقالوا بفتور :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نظرت لهم بكل حب وقالت :
- أنا بقي ميس سلمي التربيه العملي ، مبدأيا كده عاوزه أقولكم إني بحبكم اووي وبإذن الله هتستمتعوا بالحصه بتاعتي دايما .
ثم نظرت لهم بجديه وقالت :
- عاوزين بس نحط شوية قوانين كده مع بعض علشان الحصص تكون ماشيه علي مايرام :
أولا إعتبروني أختكم الكبيره قبل ما أكون الميس بتاعتكم ، يعني أي حد حابب يسأل عن حاجه او يكلمني في موضوع معين او كده هتلاقوني معاكم علطول بإذن الله ، ومش بزعق ولا حاجه متقلقوش
كمان مش عندي حاجه إسمها حد بليد وحد شاطر ، كلنا شطار بإذن الله وكلنا هنجاوب وحتي اللي مش هيعرف أنا هفضل معاه لحد ما يجاوب صح
ثم نظرت لهم بكل حماس وقالت :
- أقولكم علي سر بقي ؟ الطالب اللي مش هيكون بيجاوب خالص ده وييجي في مره كده ويستجمع شجاعته ويقرر يقوم يجاوب هياخد هديه ، حتي لو جاوب غلط
نظر لها الطلاب بتعجب فأجابت مؤكده :
- أيــوه بتكلم بجد ، وهتشوفوا الكلام ده بنفسكم
ثم نظرت لهم مازحه وقالت :
- أما بقي اللي هيتكلم في أثناء الحصه هشعلقه ، أنا قولت أهو
تنهدت بحراره وقالت :
- يلا نبدأ : بسم الله الرحمن الرحيــم
أولا كده أنا هكتب علي يمين السبوره Queen وعلي الناحيه التانيه King
أي ولد هيجاوب هيتكتب إسمه تحت كلمة كينج وأي بنت هتجاوب هتتكتب تحت كوين لحد ما نكمل 5 في كل صف وهنعمل بعدها منافسه بينهم واللي هيكسب هيكون ليه جايزه ، طيب الجايزه دي عباره عن إيه ؟
حاولت كتم ضحكاتها وهي تقول :
- أنا حاطه كيس في الشنطه جواه حاجات مختلفه ، حلويات بقي جوايز ورق أقلام ، عادي برضو ممكن تلاقوا شويه تراب كده ، هحط إيدي واللي هيطلع هيكون من حظ الفايز ، تمام ؟
وبالنسبه بقي للطلاب اللي مش بيجاوبوا فأنا هقومهم بالعافيه ومتخافوش مش هحرج حد لأنكم كلهم إخواتي أصلا ، يلا بقي نبدأ شرح علشان رغينا كتير
كانت تعلم أنها تستطيع كسب قلوب هؤلاء الصغار بالقليل من الحنان والجوائز لذلك قررت أن تجعلهم يحبونها من أول يوم حتي تستطيع العمل معهم وهي سعيده وليس مجرد إضطرار لكي تحصل علي تقدير في مادة التربية العملي !!
في أثناء الحصه أشارت إلي طالب في آخر الصف كي ينطق كلمة ما ، وقف الطالب مضطرب قلق ولم يستطع التحدث فأشارت إليه لكي يحضر إليها فأخذ يتحرك ببطء شديد وهو في غايه الرعب ، حضر أمامها وهو يكاد ينصهر فأحاطته بذراعها بحنان وأخذته في زاوية الفصل وقالت :
- إنت إسمك إيه بقي ؟
قال بخوف :
- محمد
نظرت له بحنان وقالت هامسه :
- طيب يا محمد أنا هتفق معاك علي حاجه بس متقولش لحد
نظر لها بإنتباه وقال :
- ماشي
قالت بحب :
- الكلمة دي إسمها Apple ، أنا قولها 3 مرات وإنت تقولها ورايا ، وبعدين ترجع علي مكانك وإنت عمال ترددها لحد ما أنا أقول مين يعرف ينطق الكلمة دي تروح إنت رافع إيدك وتقوم تقولها ماشي ؟
أومأ برأسه إيجابا وقال :
- ماشي ، بس كده هيعرفوا إني غشيتها منك يا ميس
إبتسمت له بحنان وقالت :
- لأ متقلقش ، أنا هتصرف
وأثناء عودته إلي مقعده نظرت لهم سلمي بجديه وقالت :
- اللي هيكتب تاني وأنا بشرح هجيبه علي جنب كده وأزعقله في ودنه جـــــامد ماشي ؟
ثم ضحكت قائله :
- هخليه يتسرع بقي ، إنتوا حرين ، كل واحد يخلي باله من ودنه أحسن ويسيب القلم وانا بشرح
إبتسم الجميع وقد صدقوا تلك الحيله ، بينما شعر محمد بالسعاده لأنها لم تحرجه أمام أصدقائه ، وهذا كان المنهج الذي إنتهجته سلمي في تدريسها للطلاب ، فالكل عندها سواء ، بل أن الضعفاء أقرب لقلبها من هؤلاء الممتازين في كل شئ ، فقد كانت رحيمه بهم إلي أقرب حد لذلك أحبها الجميع
__________________________
وقبل إمتحانات الفصل الدراسي الأول بقليل إستيقظ إسلام من نومه قبل الفجر كالعاده ليستعد للصلاة ولكنه تعجب عندما وجد غرفة هند مضاءة فدخل وهو يقول بحماس :
- أيــوه ياعم الناس اللي صاحيه للفجر دي ، أخيــرا بقي مش هقعد أجرجرك في الأرض علشان تقومي
إبتسمت هند بإحراج وقالت :
- ده انا صاحيه علشان عندي إمتحان الميدتيرم بتاع البوتري النهارده ، ربنا يعديه علي خيــر بقي
جلس بجوارها وأخد يعبث في أوراقها وهو يقول :
- طيب وإنتي عامله إيه في الشعر ده ؟
إبتسمت قائله :
- لأ كويس معايا الحمد لله
ثم ضحكت وقالت بمرح :
- سلمي يا عيني اللي تلقاها عمالها تشد في شعرها دلوقتي علشان بتكرهه أوووي
ضحك قليلا ثم قال :
- ربنا يعينكم ، أنا هقوم بقي علشان أستعد للصلاة
_______________
وبعد صلاة الفجر جلست سلمي مع أوراقها وكتبها في محاولة منها لفهم أي شئ ، إنتبهت علي جرس هاتفها وهو يعلن لها وصول رسالة جديده ، أمسكته وقد ظنت أنها رسالة من الشركة كالعاده ولكنها تعجبت عندما وجدت الهاتف ينير بإسم إسلام ، شعرت بالقلق لأن هذه أول مره يرسل لها إسلام رساله والذي أشعرها بالتوتر أكثر هو التوقيت الذي أُرسلت فيه الرساله ، ضغطت علي الأزرار بخوف فوجدت محتوي الرساله :
- في حاجه ليكي قدام الباب إطلعي خديها
إتسعت عيناها وظلت تنظر للرساله بخوف ، ثم ذهبت لتوقظ ولاء لتخبرها بالأمر فقالت ولاء بضجر :
- خلاص يا ستي قولت هقوم أصلـــــــي ، بطلي زن بقـــــــــي
أجابتها سلمي بكل براءه :
- لأ انا مش بصحيكي علشان تصلي ، أنا هقولك حاجه مهمه
ثم إنتبهت لما قيل فأعادت ضياغة الجمله وقالت بإحراج :
- قصدي يعني قومي علشان تصلي وبرضو في حاجه مهمه حصلت وأنا مش عارفه أعمل إيه ؟
فتحت ولاء عين واحده وقالت بنعاس :
- هاااااا عايزه إيه ؟
أجابت بخوف :
- إسلام بعتلي رسالة وبيقولي إنه سايبلي حاجه بره وأنا مش عارفه أعمل إيه ؟
إنتفضت ولاء من مكانها وقالت بحماس :
- اللــه ، بحب أنا حركات المجانين دي
تنهدت بقلق وقالت :
- مهو أنا علشان عارفه إنه مجنون خايفه يكون لسه واقف برا
وقبل أن تتحدث ولاء سمعت سلمي رنين هاتفها مره آخري يخبرها بوصول رسالة جديده ، فتحتها بتوتر وكان محتواها :
- أنا مشيت علي فكرة ، يعني أنا دلوقتي في البيت متقلقيش
زفرت سلمي بأريحيه وقالت :
- يـــــــاربي ده زي ما يكون حاسس بيا
ثم نظرت لولاء بتساؤل وقالت :
- دلوقتي بقي أنا هجيب الحاجه اللي بيقول عليها دي إزاي ؟ خايفه الواد عبد الرحمن ياخدها لانه دايما بينزل يصلي مع باباه
نظرت لها بتعجب وقالت :
- يا ستي إفتحي الباب وخديها بسرعه وخلاص
- لأ يا ولاء أنا خايفه ، وبعدين الناس هيقولوا إيه لما يسمعوا صوت الباب إتفتح دلوقتي
نظرت لها بوجه خالي من أي تعبير وقالت :
- هيقولوا بابا رجع من صلاة الفجر !!
إرتدت سلمي إسدال الصلاة وفي أقل من الثانيه كانت قد فتحت الباب وأخذت الكيس المُلقي علي الأرض وأغلقته بسرعه البرق ، دخلت ووضعت الكيس علي الفراش وهي تتفحصه ، قفزت من مكانها كالأطفال عندما رأت ما فيه وقالت وهي تصرخ بفرحه :
- الــحـــقــي يا ولااااااء شوفي جايبلي إيه ، اللــــــــه بقي شيبسي كتيــر وشيكولاته وكمان علبه لبان ، يــاخراشي يا جدعان ده جاب كل الحاجات اللي بحبهــا ، وكمان في أكتر وقت كنت محتاجه أفرح فيــــه ، ربنا يخليك يا إسلام ويسعدك .
ثم نظرت لولاء بتساؤل وقالت :
- بس هو إزاي عرف إني بحب الأنواع دي بالذات ؟ وكمان إشمعني النهارده يعني ؟
ضحكت ولاء بسخريه وقالت :
- ياختي ما أكيد أخته قالتله علي كل حاجه ، وتلقاها كمان قالتله إنك عندك إمتحان شعر النهارده وقربتي تنتحري من الماده دي
جلست علي الفراش وهي تقلب في الأشياء بسعاده وقالت :
- هو انا المفروض أشكره صح ؟
أومأت برأسها إيجابا وقالت :
- أيوه طبعا
همست بقلق :
- طيب هكلمه إزاي دلوقتي ؟ ولا أعمل إيه ؟
قالت بضيق :
- علي فكره إنتي ممله اووووي ، فيها ايه يعني لما تكلميه وتقوليله شكرا وخلاص
تنهدت سلمي بقلق ثم إستجمعت شجاعتها وقالت :
- خلاص هكلمه وأقوله شكرا وأقفل علطول ، وإنتي خليكي معايا يا ولاء ماشي
- ماشي
قامت بالإتصال به ووضعت سماعة الهاتف علي أذنها بتوتر وإنتظرت قليلا ولكنه لم يجب ، شعرت بالإحراج ونظرت لولاء وقالت هامسه :
- مش بيرد
- كلميه تاني
قالت علي الفور :
- لأ طبعا خلاص بقي ، الحمد لله إنه مردش أصلا علشان محسش بتأنيب الضمير
وقبل أن تتحدث ولاء سمعت سلمي رنين هاتفها للمره الثالثه يخبرها بقدوم رسالة جديده ، أمسكت الهاتف بيد مرتعشه وفتحت الرسالة وكان محتواها :
- الشكر لله ، مفيش تعب ولا حاجه ، دي أول وآخر مره تتصلي فيها في الوقت ده مـــــــــاشي ؟
كادت أن تبكي عندما رأت الرسالة وشعرت وكأنها تنصهر في مكانها من فرط إحراجها ، ظلت علي هذه الحاله قليلا ثم نهضت من مكانها فجأة وقالت :
- أنا لازم أقول لبابا علي اللي حصل ده
نظرت لها ولاء بذهول وقالت :
- يا بت أنتي مجنونه ؟ ده ممكن يموتك !!!
تنهدت بخوف وقالت :
- عارفه ، بس برضو لازم أقوله واللي يحصل يحصل بقي
______________________
ظل إسلام ينظر إلي هاتفه بضيق ويحدث نفسه قائلا :
- معلش بقي يا سلمي كان لازم أعمل كده
ثم نظر للمرآه بغضب وقال :
- وبعدين ما تبطل جنان بقي يا عم إنت كمان ، إنت ناسي إنك لسه خاطب ولا إيه ؟!!
نظر للأرض بطيبه وقال هامسا :
- بس والله أنا كنت عاوز أفرحها مش أكتر ، مش عارف بقي ده غلط ولا إيه
ثم نظر للمرآة مره آخري وقال :
- الحمد لله إني لحقت نفسي ومرديتش وإلا كانت تبقي مصيبه ، يعني سلمي اللي كانت صامده علطول دلوقتي بدأت تضعف .
ثم تذكر الآيه الكريمه " ولا تتبعوا خطوات الشيطان "
وقال لصورته المنعكسه في المرآه بغضب :
- ودي ممكن تكون خطوه من خطواته علشان يوقعنا ، وطبعا هو ناصح وبيحب يشتغل علينا واحده واحده علشان منحسش بنفسها !!
ثم نهض من مكانه فجأة وقال بصرامه :
- بس أنا مش هينفع أسكت ، انا لازم أعرف باباها علشان محسش بالذنب !!

لــ رقيه_طه
يتبع..........

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent