Ads by Google X

رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل الثالث 3 - بقلم بيسو وليد

الصفحة الرئيسية

    رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل الثالث 3

دلفت والدته مرة أخرى وهي تحمّل صينية الطعام قائلة بـ أبتسامه:حظك حلو يا جنة عامله طبيخ مِنّ اللي بتحبيه وسـ ـخن كمان أهو يادوبك
أبتسمت جنة وقالت:تسلم إيدك والله تعـ ـبتك معايا
أبتسمت والدته وقالت:تعـ ـبك راحة دا انتِ بنتي
صدح رنين هاتف جنة بينما كان نور يضع الصحون أمامهم، أجابت جنة على أخيها قائلة:أيوه يا جعفر … في ايه يا ابني مش فاهمه حاجه ايه الدوشة اللي حواليك دي … ايه
هبت واقفة وهي تقول بصدمة:ايه اللي انتَ بتقوله دا
نظر إليها نور ونهض كذلك ومعه والدته التي قالت بقلق:أسترها يارب
أخذت جنة حقيبتها وقالت وهي تخرج مِنّ الغرفة:أقفل انا جايه حالًا
لَحِقَ بها نور وهو يقول بقلق:في ايه يا جنة ايه اللي حصل
أجابته سريعًا وهي تقول بتوتر:مها هتطـ ـلق
______________________
زفر جعفر ومسح على وجهه وهو يقف بين كلًا مِنّ صديقه وشقيقته اللذان كانا يتشـ ـاجران بصوتٍ عالِ وهما يتهـ ـمان بعضهما البعض، وضع يده على خده ونظر إلى صديقه تارا ثم إلى شقيقته تارا حتى أزداد التوتر أكثر ليصـ ـرخ بهما جعفر قائلًا:بـــس
صمتا فجأة وهما ينظران إلى بعضهما البعض بغضب ليمسح جعفر على وجهه مرة أخرى ويقول:انا عُمري فـ حياتي خطط لـ حاجه وتمت للآخر صح … لازم تبـ ـوظ ويكون السبب واحد مِنّكوا
رفع يده اليُسرى وهو يُشير على ساعة يده قائلًا:شايفين الساعة كام … الساعة واحدة ونص بليل وانا راجع مِنّ سفر تعـ ـبان ومش شايف قدامي ومحتاج أرتاح انا وبنتي تيجوا أنتوا الجوز تكرروا تقلـ ـبوها خنـ ـاقة
نظر إلى سراج وقال:وبعدين انتَ مش جاي مِنّ سفر المفروض تتنـ ـيل تنام ليك حيل تتخـ ـانق
نظر إليه سراج وقال بضيق:وانا هيجيلي نوم أزاي بعد اللي عملته أختك
جعفر:أيوه انا عايز أعرف بقى أختي عملت ايه عشان انا أقسم بالله واقفة معايا على تكة
سراج بحدة:يعني ايه أختك تغسل وشها بـ مية وعشرين جنيه
عقد جعفر ما بين حاجبيه وقال بتعجب شديد:يعني ايه بتغسل وشها بـ مية وعشرين جنيه يعني دول بديل الصابون وانا معرفش!!!!!!!!!!!!!!!!
صفـ ـع سراج جبينه وقال بسخط:لا يا غـ ـبي أقصد يعني جايبه غسول بـ مية وعشرين جنيه
جعفر:وايه يعني ما هي كانت بتجيبه مِنّ قبل ما انتَ تفكر فيها أصلًا دا أساسي عندها انا كنت بطلع بيهم كل أول شهر ولا كأني بدفع إيجار الشقة يا سراج انتَ مسكت فـ دي ما انتَ عارف مِنّ بدري مش حوار هو
مسح سراج على وجهه وزفر قائلًا:عندك حق … خلاص بلاها المية وعشرين جنيه غسول يا عم … البتاع أبو رُبع مية جنيه دا ايه نظامه
مها:أسمه صن بلوك
رمقها سراج نظرة حاقدة ليقول جعفر بتساؤل:ايه الصن بلوك دا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مها:دا بيحمي وشي مِنّ الشمس ومُهم جدًا يا جعفر يعني يرضيك أختك الوردة المفتحة بشرتها تسمر وتبـ ـوظ وكل شوية أكسدة
رمقها جعفر قليلًا ببعض الغباء ثم قال:مش فاهم بس تمام رُبع مية جنيه ليه يا مها برضوا
مها بـ إحتجاج:عشان بشرتي يا جعفر تفضل زي ما هي
جعفر:انتِ عارفه الرُبع مية جنيه دول أجيب بيهم ايه … دول يادوبك يكفوا أكل يومين بـ النسبالي
سراج:قولها … ويكفيني انا وهي تلات اربع أيام مثلًا … بني آدمة غريبة
مها بضيق:على فكرة بقى بتفرق معايا … على الأقل الرُبع مية جنيه دول جايين لبشرتي بـ فايدة
سراج بضيق:عشان فلوس حلال
جعفر:المُهم اللي بعده انا مش قادرلكوا أنتوا الاتنين أخلصوا
سراج:أيـــوه … المُهم … خُش بـ التقـ ـيل بقى … الكتكوتة أختك عالـ ـجت شعرها بـ عشر الآف جنيه
جحظت عينين جعفر بصدمة حقيقية تحت نظرات مها التي كانت تتابعه بترقب وحذر شديد، أبتسم سراج ونظر إليها بشـ ـر بينما أبتعدت هي عدة خطوات عن أخيها الذي ألجمته الصدمة الكبرى
نظر إليها جعفر الذي كان في حالة مِنّ الصدمة بينما عقد سراج ذراعيه أمام صدره وهو ينظر إليهما بترقب، ألتفت جعفر إلى شقيقته وقال بعدم تصديق:عشر الآف جنيه … مرة واحدة
توترت مها كثيرًا وقالت بداخلها:فينك يا بيلا تنجديني دلوقتي مِنّهم
نظر جعفر إلى صديقه مرة أخرى وقال:لا انتَ تطـ ـلقها أحسنلك
جحظت عينين مها بصدمة بينما قال سراج:شوفت خـ ـراب بيتك أكتر مِنّ خـ ـراب بيتي … أختك خلتني ماشي بكلم نفسي زي المجـ ـنون وانا لسه فـ زهرة شبابي
تحدثت مها وقالت مبررة فعلتها:وانا بعمله عشان مين يعني … أولًا عشاني عشان انا كنت عايزه أعالـ ـجه فعلًا ثانيًا عشانك … حاكم إنك بتشوف ستات كتير بشعرهم هناك وأكيد شايفني غيرهم وبعدين المفروض تفرح
سراج:أفرح اه … أفرح لـ شعرك وأحزن على العشر الآف جنيه … يا شيخة مِنّك لله
نظر لهما جعفر بهدوء ليصدح رنين جرس المنزل، تقدم سراج مِنّ الباب كي يفتحه وهو ينظر إليها بسخط، رأى جنة التي دلفت وهي تقول بنبرة تملؤها القلق:في ايه ايه اللي حصل … مالها مها يا جعفر
أغلق سراج الباب بعدما دلف نور وعاد إليهم مرة أخرى لترتمي مها في أحضان شقيقتها قائلة ببكاء زائف:شوفتي يا مها هما الاتنين جايين عليا وبيحد فوني لبعض شوفتي
ربتت جنة على ظهرها برفق وقالت:ايه اللي حصل طيب أحكيلي
أبتسم جعفر بسخرية وقال:أحكيلها يا فنانة … أحكيلها عشان لمَ ترجعيلي مطـ ـلقة ميبقاش ذنبه
نظرت إليه جنة وقالت بعتاب:إخس عليك يا جعفر متقولش كدا طـ ـلاق ايه بس ربنا ما يكتبها عليها … قوليلي اللي حصل واحدة واحدة
________________________
“في الصباح الباكر”
خرج لؤي مِنّ بْنْايته وتقدم مِنّ أصدقائه بهدوء والذين كانوا يجلسون على القهوة ويتحدثون سويًا، جذب مقعدًا وجلس قائلًا:صباح الخير يا شباب
رمزي:صباح الخير يا برنس … أول مرة تنزل بدري كدا يعني
أخذ لؤي نفسًا عميقًا ثم زفره وقال:مفيش لقيت نفسي صاحي بدري ولو سيبت نفسي لدماغي هتوديني وتجيبني وانا مش ناقص
رمزي:شغل سورة البقرة واقعد أسمعها حواسك كلها هتكون معاها ولا دماغك هتشغلك ولا هتقلب عليك الهـ ـموم ولا أي حاجه
مُنصف:عملت كدا بليل مكنتش عارف أنام خالص أول ما شغلتها وعدت ربع ساعة محستش بـ نفسي حرفيًا
أبتسم رمزي وقال:بحب أسمعها على طول بتحس بـ راحة كدا حتى وانتَ مهمـ ـوم هترتاح
لؤي بتساؤل:هو حسن منزلش ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مُنصف:هتلاقيه جاي دلوقتي هو حسن على طول متأخر ايه الجديد
____________________
دلف بشير إلى غرفة ليان وأغلق الباب خلفه وألتفت خلفه حتى يُصدم بما يراه، كان جعفر نائمًا وبـ أحضانه صغيرته والحقيبة موضوعة بـ إهـ ـمال في إحدى أركان الغرفة
تقدم مِنّهُ بشير بهدوء وحذر وهو ينظر إليه حتى وقف بجوار الفراش، وضع الكوب على الطاولة بهدوء ثم نظر إليه مجددًا وبدأ بـ إيقاظه قائلًا:جعفر … جعفر انتَ بجد ولا كدا وكدا … جـعـفـر
أستيقظ جعفر فزعًا وهو ينظر إليه قائلًا:ايه في ايه
نظر إليه بشير وقال:انتَ جيت أمتى
زفر جعفر ثم قال بضيق شديد وهو يُمسك الوسادة ويُلقـ ـيها بوجهه قائلًا:يا أخي مِنّك لله فز عتني
أستلقى مرة أخرى على الفراش والنعاس يُسيطر عليه ليقول بشير وهو يز جره ز جرات خفيفة:جعفر … جعفر … جعفر قوم وقولي جيت أمتى وازاي يلا قوم
زفر جعفر بقوة ووضع الوسادة على رأسه قائلًا بحنق:سيبني أنام بقى وبطل زن هي نقصاك على الصبح
بشير:خلاص انا هطلع أقول لـ بيلا إنك جيت ومعرفتهاش
لحظات وأنتفـ ـض جعفر مِنّ مكانه ناظرًا إليه، جذبه مِنّ ذراعه وقال بتحذير وهو ينظر إليه:لو حصل هتبقى وجـ ـبة الغدا النهاردة يا بشير … عالله تقولها حاجه انا عاملها مفاجأة لحد دلوقتي متجيش انتَ تبو ظها دلوقتي
أبتسم بشير وقال بتخـ ـابث:حلو … حيث كدا بقى تنفذ اللي انا عايزُه
نظر إليه جعفر نظرة إشمـ ـئزاز وقال:طول عُمرك إستغـ ـلالي … قول عايز ايه أخلص عايز أكمل نوم
____________________
“الثالثة صباحًا بتوقيت الولايات المتحدة الأمريكية”
“إن كان هذا سيُحدث فارق فـ المعذرة لن يحدث”
إيميلي:كين كفاك عبثًا يا رجُل الوضع خطـ ـير
نظر إليها كين وقال:خطـ ـير عليها هي وليس علينا نحن أفيقي إيميلي
چون:كين الحـ ـرب قائمة بيننا والنتيجة ليست مطمئنة حتى الآن
كين:إن كنتم خائفون حقًا فـ أسمحوا لي أن أقوم بـ إذها نكم جميعًا حتى لا تتفوهوا بمثل هذه الكلمات اللعـ ـينة … ماذا حدث إليكم قو تها لا تأتي في شيء مقابلنا نحن أقوى حتى الآن وما يجعلنا مطمئنين أن ليان معنا
سميث:كين لا تضع آمالك على هذه الصغيرة لأنها مِنّ المحتمل أن تسـ ـقط مثلنا تمامًا … لا تُفكر هكذا كين كل شيء محتمل حدوثه
آلبرت:سميث وإيميلي على حق كين … تفكيركَ خاطـ ـئ هذا ليس الحل الصحيح … هذه المدعوة شيراز ليست بـ الخصـ ـم الهين وڤيكتور وحده أمامها ليس حلًّا أيضًا … الحلّ الصحيح هو أن نتحـ ـد مع بقية مصا صين الد ماء المقيمين في دول مختلفة كـ المجر ومدريد وواشنطن … نحن يجب أن نُكَون جيـ ـشًا كبيرًا كين يملُك العديد مِنّ القو ى المختلفة
روزالي:آلبرت مُحق إن فعلنا ما تقوله كين سنخـ ـسر حتمًا وسنسمح لهم بما يسعون إليه منذ قرون … مضى مئة خمسة وثمانون عامًا وأنت تُفكر كيف ستتـ ـخلص مِنّها كين وباتت جميع محاولاتك فا شلة … هي لا تسعى سوى أن تمتلك الهند ونحن لن نسمح لها بذلك حتى وإن لَم يكن موطننا الحقيقي
كاثرين:وإن سمحنا لها هذا سيُتيح إليها الفرصة لـ السيطرة على أي مدينة هي تُريدها بعد ذلك … هذه المرة لا أنتهى الأمر
شون:إيميلي تواصلي مع أحدٍ مِنّهم حتى نطمئن أن شيراز لَم تتخذ أي خطوة حتى الآن
حركت إيميلي رأسها برفق ثم أغمضت عينيها بهدوء وبدأت قو اها تتفاعل بشكلٍ كبير تحت أنظارهم وترقبهم، لحظات وفتحت عينيها فز عًا وكأنها رأت كابـ ـوسًا
تعجبوا جميعهم ليتحدث كين وهو يقترب مِنّها قائلًا:ماذا حدث إيميلي هل أنتِ بخير ماذا رأيتي
نظرت إليه إيميلي وهي تلهـ ـث قائلة:حُفِر إسم شيراز على شجرة مقد سة هُناك وقد كانت سيهار تتأ ذى لولا تدخل أمارا في الوقت المناسب … وقد رأيتُ أيضًا أن رانڤير كان حاضرًا وقام بـ إخـ ـماد قو اها ولَكِنّ تدخل ڤيڤ وأنهى كل هذا
أبتسم كين بجانبيه وقال:تفضلوا … أول ند بة مِنّ شيراز حُفِرت على شجرة مقد سة هُناك وماذا بعد
أنفـ ـعل كين بعد ذلك وقال بغضب:كل حرف مِنّ أسمها سـ ـام … إن أقترب طفلًا ما مِنّ هذه الشجرة الآن وقُـ ـتل ماذا سيحدث … ستشـ ـوم حر بًا طا حنة وسيمـ ـوت العديد والعديد رجال ونساء وأطفال وأجداد أبر ياء ليس لديهم أيا ذ نب في ما نفعله نحن … شيراز تسعى لـ القـ ـضاء على الجميع سواء كان بشريًا أو مستذ ئبًا أو حتى سا حرًا … معا فرتها الأولى والأهم إليها هي قـ ـتل جميع مصا صين الد ماء ثم تتحد مع الشيا طين لتحقيق ذلك وكان أولهم هذا المدعو زاكش الذي ظهر لنا مرتين حتى الآن … لن يسـ ـلم مِنّها الطير ولا الحـ ـيوان ولا حتى الأحجار ستُد مر كل شيء وهذا سببه أنها ليس لديها ذرة رحمة في قلبها أن ترى قطًا صغيرًا الدموع تكتـ ـسي عينيه والحزن يسودهما ليس لديه أيا تأ ثير سوى على الضـ ـعفاء ومَنّ لديهم رحمة في قلوبهم … أسمعوا جميعكم خو فكم هذا لا يُعنيني وإن ظللتم هكذا لن أكترث لكم وسأفعل ما أُريده حسنًا وإن تجـ ـرأت على فعل شيء فـ لن أتردد في قتـ ـلها وحينها لن ينقصنا سوى هذا الملـ ـعون حتى تنتهي مملـ ـكته اللعـ ـينة تلك وحينها نعيش في سلام لقد طفـ ـح الكيل لن أتحمل أكثر مِنّ ذلك
أنهى صر اخه الغاضب الذي أعلن على عدم قدرته في تحمُل أكثر مِنّ ذلك عبء وقد أتخذ قراره الذي يراه مِنّ وجهه نظره أنه صحيحًا لا يَهُم حينها إن كانوا يرونه هكذا أم لا فقد أتخذه قرارًا مصيريًا وانتهى الأمر
تركهم كين وخرج صا فعًا الباب خلفه بعنـ ـف، نظروا إلى بعضهم البعض بهدوء شديد وساد الصمت مِنّ بعده المكان بـ أكمله خصيصًا إيميلي التي تعلم كل كلمة تخرج مِنّهُ
_________________________
“العاشرة صباحًا بتوقيت نيودلهي الهند”
كان أبهي جالسًا أمام النهر وهو بيده بعض الحجار التي كان يُلـ ـقيها بهدوء بهِ، تقدم ريشي مِنّهُ بهدوء وجلس بجانبه قائلًا:لِمَ تجلس هكذا أبهي
أجابه أبهي بهدوء وهو يُلـ ـقي الحجار بعيدًا قائلًا:دائمًا أجلس وحدي ما الجديد ريشي
نظر إليه ريشي وقال:ولَكِنّ أبهي هذه أول مرة تجلس بها وحدك دون أن تتحدث معنا أو تُخبرنا أنك ستخرج … ماذا حدث يا صديقي هل أنت بخير
حرك أبهي رأسه برفق وقال:نعم بخير … لِمَ أستيقظت باكرًا
أبتسم ريشي وقال ساخرًا:لَم أنم أبهي … لقد ظللتُ مستيقظًا حتى حلّ الصباح … وأنت
ألـ ـقى أبهي الحجار وقال:خرجتُ لـ الأصطـ ـياد … كُنْتُ أتدور جو عًا ولذلك أصطـ ـدتُ فر يسة رائعة ليلة أمس … كانت تنقصك فقط
أبتسم ريشي ونظر أمامه وإلى النهر مباشرًا وقال:سبقتُكَ عزيزي … هل رأيت هذا المدعو رانڤير مرة أخرى
أبهي بهدوء:نعم لقد كان يصـ ـطاد كذلك وتقاسمنا الفر يسة أخذ الرُبع وأنا الثلاثة أربع الباقية
ضحك ريشي قائلًا:تـ ـبًا هل وافقك هذه القسمة
أبتسم أبهي ونظر إليه قائلًا:بـ الطبع لا ولَكِنّني فعلتُ ما يجب عليَّ فعله ولذلك وافق على أخذ الرُبع ومِنّ ثم رمقني نظرة أستحـ ـقار وذهب وكأنني سأُعطيه إياه هكذا
ضحك ريشي مرة أخرى وقال:أنت كار ثة يا صديقي يا ليتني كُنْتُ معكَ
دام الصمت بينهما قليلًا ثم قطـ ـعه أبهي قائلًا:أين سيهار الآن
نظر إليه ريشي وقال:رفقة زوجها العزيز … ڤيڤيك الأخـ ـرق
أبتسم أبهي ثم نهض قائلًا:لقد مللتُ سأذهب
ألتفت إليه ريشي وقال:إلى أين
ألتفت أبهي ونظر إليه قائلًا:إلى الجحـ ـيم
تركه وذهب لينهض ريشي ويلحق بهِ قائلًا:حسنًا أنتظر سأأتي معكَ
______________________
“رانڤير”
ألتفت رانڤير ينظر إليها بـ عينيه الحـ ـادة ليقول بنبرة جادة:ماذا
نظرت إليه فيرولا قليلًا بتوتر ثم قالت:ماذا يحدث … أنت لا تتحدث معي منذ أن عدنا آخر مرة
نظر رانڤير مرة أخرى أمامه وقال:لا شيء عن ماذا سأتحدث فيرولا
تقدمت مِنّهُ فيرولا بهدوء حتى وقفت بجانبه وقالت:أي شيء رانڤير … رانڤير هل فعلتُ أي شيء يستدعي الغضب وانا لم أنتبه
نظر إليها رانڤير مرة أخرى قليلًا ثم حرك رأسه نافيًا وقال:لا فيرولا … أنتِ لم تفعلي شيء
فيرولا:إذًا ماذا يحدث … أنا لا أفهم شيء وبات الأمر أكثر خطـ ـورة بـ النسبة إليَّ لم أعد أفهم أي شيء
رانڤير:هل أنا أُشكل خطـ ـرًا عليكِ فيرولا وأنا لستُ منتبهًا
حركت رأسها نافية وقالت:ليس كذلك رانڤير ولَكِنّ أنا حقًا لا أفهم شيء وأخشى أن يحـ ـدث لي شيئًا ما دون أن أعلم متى وأين وكيف ولِمَ سيحدث
لحظات مِنّ الصمت مرة أخرى قطـ ـعها هو قائلًا:لا تخافي فيرولا … لن يحدث لكي شيء … أنا أنتبه إليكِ وأعلم أنكِ في أمان … عندما تم زواجنا فيرولا قد وعدتكِ أنكِ ستظلين في حمايتي ولن يلحق بكِ ضـ ـرر مهما حدث … أنا وعدتُ وسأوفي بذلك … حسنًا
نظرت إليه قليلًا ثم أبتسمت وحركت رأسها برفق قائلة:وأنا أثق بكَ رانڤير
أعتدل رانڤير في وقفته وهو ينظر إليها ليتحدث بنبرة هادئة قائلًا:أعلم أنكِ تخافين وأن هذا العالم جديدًا على ناظريكِ ولَكِنّ ثقي أنكِ ستُحبينهُ كثيرًا فيرولا … هذا فقط لأنكِ مازلتي في بداية الأمر عندما تعتادين ستُحبينه كثيرًا … ولَكِنّ تواجهني الآن مشـ ـكلة صغيرة
عقدت فيرولا ما بين حاجبيها وقالت:ما هي
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره وقال:أنتِ بشـ ـرية وسأظل كـ الظل لكِ حتى لا يمسسكِ ضـ ـرًا … الجميع ينجذب إلى رائحة الد ماء البشـ ـرية ولذلك فـ أنا سأقوم بـ حمايتكِ أعلم أن هذا صعبًا ولَكِنّ لا يَهُم كل شيء فداءًا لكِ حتى رو حي
أبتسمت فيرولا وقالت:أنت الأفضل دائمًا وإلى الأبد رانڤير
________________________
“بيلا انا رايح الشغل محتاجه حاجه قبل ما أنزل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
هكذا صاح بشير لـ تُجيبه بيلا مِنّ الداخل قائلة:لا يا بشير خلّي بالك مِنّ نفسك
بشير:بيلا انا مش صغير
بيلا:خلّي بالك مِنّ نفسك يا بشير ومتاخدش حاجه مِنّ حد ولا تروح مع حد
صاح بشير بضيق قائلًا:بــيــلا
أبتسمت بيلا في الداخل وقالت:يلا ومتتأخرش ومتتكلمش مع البت اللي معاك دي تاني انتَ ولد محترم
أمسك بشير الوسادة وعـ ـض عليها بقوة وهو يصـ ـرخ بصوتٍ مكتوم، سَمِعَها تقول:يلا عشان متتأخرش
ألقـ ـى بشير الوسادة بعنـ ـف وقال بنبرة عالية متذمرة:انا مش صغير يا بيلا ها
خرج وأغلق الباب خلفه بقو ة لـ تتسع أبتسامه بيلا أكثر، حركت رأسها بقلة حيلة وقالت:نفسي يفهم الغـ ـبي دا إني بخاف عليه بس هنقول ايه محدش بيتعلم ببلاش
“على الجهة الأخرى”
خرج جعفر مِنّ الغرفة وهو يتثائب بنعاس، نظر حوله ليرى المكان فارغًا تقدم ونظر إلى غرفته ليراها فارغة كذلك، مسح على خصلاته وتوجه إلى المطبخ حيث كانت بيلا تضع الطعام في الثلاجة
وقف خلفها ينظر إليها بينما كانت هي مندمجة في وضع عُلَب الطعام، أستند بنصفه الأيسر على الجدار وعقد ذراعيه أمام صدره وهو يُتابعها بهدوء
تحدث وهو يراها تبحدث عن مكانٍ فارغ قائلًا:تحت على إيدك اليمين فـ آخر رف
تحدثت بيلا وهي تنظر إلى حيث قال وقالت:اه صح انا مخدتش بالي كويس إنك قولت
وضعت العُلبة في المكان الفارغ هذا وقالت:ناقص العلبة دي بتاعت بشير أحُطها فين بقى
وقفت تنظر إلى الثلاجة بهدوء وهي تُفكر أين تضعها لتسمعه يقول:حُطيها على العلبة الزرقا دي وخلاص
نظرت هي إلى العُلبة ثم قالت:تصدق عندك حق
وضعتها على العُلبة الزرقاء بـ الفعل وأغلقت باب الثلاجة ثم أتجهت إلى الرخامية ولَكِنّها توقفت فجأة وهي تُحاول أستيعاب ما حدث منذ لحظات، أكانت تُحادث نفسها أم أن ثمة شخصًا ما معها
بينما كان هو واقفًا كما هو وينظر إليها بـ أبتسامه هادئة، نظرت إلى يمينها ثم ألتفتت بهدوء خلفها لتراه واقفًا وينظر إليها بـ أبتسامه هادئة، جحظت عينيها بصدمة وعدم تصديق
إنه يقف أمامها بـ الفعل وينظر إليها، إنه بملابس بيتيه أكان يبيت هُنا طوال الليل دون علمها، أتسعت أبتسامته ليقول وهو يرفع طرف حاجبه الأيسر:مالك … تنحتي كدا ليه مكنتيش عامله حسابك إني راجع ولا ايه
دام الصمت بينهما قليلًا ليقطـ ـعه هو مرة أخرى وهو يقترب مِنّها قائلًا:قولت أعملهالك مفاجأة … قولت هتفرحي وتعيطي وتعملي حاجات كتير … ساكته ليه
أردف بجملته الأخيرة بنبرة هادئة لطيفة ووقف أمامها وهو ينظر إليها بـ أبتسامه لتنظر هي إليه وكأنها مُغـ ـيبة بالفعل، لا تُصدق ما تراه حقًا، لقد عاد وبدون علمها مرة أخرى
ألتمعت عينيها وهي تنظر إليه ومِنّ ثم سقـ ـطت على خديها، مسح دموعها بحنان وقال:مفيش حمدلله على السلامة ولا ايه يا بيلا
سقـ ـطت دموعها مرة أخرى لتقول بنبرة أشبه بـ البكاء:انتَ رجعت … رجعت أمتى … مقولتليش ليه طيب كُنْت عملت حسابي على الأقل … رجعت أمتى
مسح دموعها وقال:إهدي وهقولك كل حاجه إهدي … انا رجعت إمبارح بليل متأخر وطبعًا كُنْتي نايمة نمت مع ليان فـ أوضتها لحد الصبح عشان كُنْت عايز أعملهالك مفاجأة مش أكتر … دا بعد ما بشير أستغـ ـلني يعني وخد اللي حيلتي عشان ميفضـ ـحنيش
أبتسمت بيلا وقالت بنبرة سعيدة:حمدلله على سلامتك يا جعفر … انا مش قادرة أوصفلك مدى سعادتي بجد أخيرًا رجعت
عانقها جعفر لتُبادله هي عناقه بسعادة وهي تشكر ربها على عودته إليها سالمًا دون أن يمسسه ضـ ـرر، بينما كان هو في قمة سعادته، طبع قْبّلة على رأسها ليبتعد مرة أخرى وهو ينظر إليها
نظرت إليه بـ أبتسامه وقالت:مش قادرة أصدق
أبتسم جعفر وقال:مفاجأة غير متوقعة
حركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:أيوه … بس أحلى مفاجأة حمدلله على سلامتك يا حبيبي
نظر إلى بطنها المنتفـ ـخة وقال ممازحًا إياها:معقولة دا انتِ قربتي تولدي هو انا مش سايبك برضوا مِنّ تلات شهور
ضحكت بخفة وقالت:أيوه بس انا فـ الخامس دلوقتي
نظر إليها بذهول وقال:بجد … يعني كلها أربع شهور ونعيد نفس الحوار
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه بأبتسامه ليبتسم هو قائلًا:طب ايه كُنْتي بتتابعي مع الدكتورة وكدا ولا ايه طمنيني
حركت رأسها برفق وهي تقول:متقلقش كُنْت بتابع مع الدكتورة وكل حاجه ماشيه زي الفُلّ كمان
جعفر بأبتسامه:الحمد لله … ولد ولا بنت بقى
بيلا بأبتسامه:خَمّن انتَ
نظر إليها قليلًا بهدوء بينما كانت هي تنظر إليه تنتظر إجابته، نظر إليها نظرة ذات معنى ثم قال:بنت
جحظت عينيها قليلًا وقالت:عرفت منين
أبتسم جعفر وقال:بنت مش كدا
بيلا بذهول:أستنى بس عرفت منين إنها بنت هو بشير قالك
جعفر بنفي:لا خالص انا خَمّنتها
بيلا:هي بنت فعلًا … قولي عرفت منين يا جعفر بقى يلا
أبتسم جعفر وحرك رأسه برفق وهو ينظر حوله تحت نظراتها المترقبة، نظر إليها مرة أخرى وقال:عايزه تعرفي عرفت منين
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه بهدوء ليقول هو صادمًا إياها:مناخيرك مش كبيرة
جحظت عينيها قائلة بذهول:نعم
حرك رأسه برفق وهو ينظر إليها قائلًا:اه واللهِ عرفتها مِنّ مناخيرك
سَمِعَ رنين جرس المنزل في الخارج لينظر إلى الخارج ثم يعود وينظر إليها قائلًا:هشوف مين بيرن وأجيلك
حركت رأسها برفق ليتركها هو ويخرج، تقدم مِنّ الباب وفتح الباب ليرى سراج أمامه، رمقه نظرة ذات معنى وقال:انتَ تاني … عايز ايه
أبتسم سراج وقال:صباح الورد … واحشني يا غالي
جعفر ببرود:وانتَ موحشتنيش عايز ايه بقى
سراج:مش هننزلهم ولا ايه محدش يعرف إننا رجعنا أصلًا
حرك جعفر رأسه برفق وقال:هنزل بس هفوق شويه وانزلهم
سراج:طيب لمَ تنزل رن عليا
حرك جعفر رأسه برفق ليتركه سراج ويذهب إلى منزله بينما أغلق الباب خلفه وعاد إلى بيلا مرة أخرى، دلف إلى المطبخ ليراه فارغًا خرج مرة أخرى واتجه إلى غرفة ليان ليرى بيلا تجلس بجانب الصغيرة وهي تُمسدّ على خصلاتها بحنان وتنظر إليها
جلس جعفر بجانبها وهو ينظر إليها لتقول بيلا بنبرة هادئة وهي تنظر إلى صغيرتها:وحشتني أوي يا جعفر … معرفش انا أزاي قدرت أتحمّل كل دا لوحدي
مسدّ على ذراعها برفق وقال:وأدينا رجعنالك تاني … عشان انتِ وحشتينا أكتر ما إحنا وحشناكي … وعشان ملناش غيرك فـ الآخر
نظرت إليه بيلا وأبتسمت بخفة وقالت:قولها
نظر إليها وقال:ايه هي
بيلا:ايوه اللي فـ دماغك واللي مرضتش تقولها
أبتسم جعفر وقال:أيوه يا ستي عشان إحنا مِنّ غيرك ولا حاجه … وبعدين بصراحة بقى هنا أحلى بكتير مِنّ هناك يعني عندك انا مثلًا مكُنتش مبسوط وكُنْت بزن على سراج كل يوم عشان نرجع
أبتسمت مرة أخرى وقالت:خسيت يا جعفر
نظر إلى نفسه ثم نظر إليها وقال:هو باين عليا ولا ايه
نظرت إليه وقالت:أوي هما مكانوش بيأكلوك ولا ايه
جعفر:أسكُتي يا بيلا هو دا كان أكل … دول بياكلوا عينات يا ماما دا انا نشفت
بيلا:وحشتك الفراخ
نظر إليها وقال بشوق:أوي واللهِ … مفيش أحلى مِنّ الأكل المصري البيتي
بيلا:هو مين اللي كان بيرن صحيح
جعفر:دا النـ ـيلة سراج
عقدت بيلا ما بين حاجبيها وقالت:عايز ايه
جعفر:مفيش الشلة قاعدة تحت وكان عايزني أنزل معاه بس قولتله شويه كدا لأني مش فايق ومش قادر كمان
حركت رأسها بتفهم وقالت:طيب وانا هروح أحضر الفطار برضوا
نهضت بهدوء ثم خرجت مِنّ الغرفة لينظر هو إلى صغيرته التي كانت نائمة بعمق ثم نهض وتوجه إلى غرفته لأخذ ثياب جديدة
______________________
وقفت فاطمة أمام محل العطارة لشراء بعض التوابل بينما كان فتوح يسير بهدوء على الجهة الأخرى، دقائق وكانت فاطمة تُعطي الرجُل النقود وتأخذ طلبها، وفجأة شعرت بـ الذي يسقـ ـط عليها لتسـ ـقط هي على أغراض البائع
تفاجؤ جميعهم ونظروا إلى فتوح نظرة ذات معنى، أبتعد فتوح وهو ينظر بصدمة إلى فاطمة وفورًا تذكّر لؤي وما فعله مع هذا المدعو حديده، أبتلع غصته وهو يراها تعتدل في وقفتها وهي تتأ لم وفورًا كانت تلتفت إليه كـ الصا عقة وهي تنظر إليه بغضب شديد لتقول بغضب:هُوَ انتَ
عاد فتوح بضع خطوات إلى الخلف بهـ ـلع وهو يقول:أقسم بالله ما كان قصدي دا هُوَ اللي ز قني
فاطمة بغضب:واللهِ العظيم وانا المفروض أصدقك … أقسم بالله ما هسيبك النهاردة
أنهت حديثها وهي تتز ع حذائها لتجحظ عينين فتوح بصدمة ومِنّ ثم تركها وركض سريعًا هار بًا لتلحق هي بهِ وهي تصر خ بهِ بغضب قائلة:مش هسيبك يا فتوح يومك أسو د النهاردة
كان فتوح يركض وهو يد فع مَنّ أمامه عن طريقه وهو ينظر إليها مِنّ الحين إلى الآخر، بينما كانت هي تركض وهي تتو عد إليه بالويل وتقسم على عدم تركه حيًّا بعد الآن
أخذ فتوح الدرج قـ ـفزًا بينما أخذته هي ر كضًا فـ هي بارعة في نزول الدرج بسرعة فائقة بينما أستمر هو في الركض وهو يصر خ بـ مَنّ حوله قائلًا:إلحقو ني … شبشـ ـبها تقيل واللهِ العظيم
تحدثت فاطمة وهي تركض خلفه قائلة بوعيد:هيكون فاتح نفو خك إن شاء الله دلوقتي
ركض فتوح سريعًا إلى محل فتحي تحت أنظار جميع مَنّ في الحارة، نهضت أم حسن تنظر إليه بذهول ثم عكصت شفتيها وقالت:ماله الأهبل دا بيجري زي المجـ ـنون كدا ليه
لَم تُكمل حديثها ورأت فاطمة تركض خلفه وهي تتوعد إليه بغضب وتُمسك بـ حذا ءها، رفعت ثُريا حاجبيها في دهشة وذهول وهي تقول:معقوله اللي عيني شيفاه دا … فاطمة بتجري ورا فتوح بـ الشبـ ـشب .. عملها ايه المنيل دا دا لؤي هيطيـ ـن عيشته النهاردة
أقتـ ـحم فتوح المحل لينهض فتحي فز عًا وهو ينظر إليه بعدما كان يجلس بـ أريحية ليراه يُغلق باب المحل الزجاجي، نظر إليه فتحي وقال بصدمة:في ايه ياض يخر بيتك خضـ ـتني
ألتفت إليه فتوح وقال بر عب:فاطمة بتجري ورايا مِنّ أول عباس العطار بـ شبشـ ـبها وحالفة لتفتـ ـح دما غي إتصرف يا فتحي أبوس إيدك شبشـ ـبها تقيل أوي واللهِ العظيم وبيعـ ـور
ترك فتحي مكتبه وتقدم مِنّهُ قائلًا بصدمة:يخـ ـربيت شكلك هـ ـببت ايه
توتر فتوح كثيرًا وقال:واحد ز قني عليها فـ وقـ ـعتها معايا على حاجه عباس وأول ما شافتني كأنها شافت عفر يت وحالفة ما هتسيبني
ضر ب فتحي كف بآخر وهو يقول بصدمة:الله يخربيتك انتَ مش لاقي غير فاطمة دي مبتسكُتش
فتوح بر عب:انا معرفش إنها هي غير لمَ لفت إنجد ني يا فتحي أبوس إيدك
نظر فتحي إلى الخارج ورأى فاطمة تقترب والغضب واضح على معالم وجهها وضوح الشمس، نظر إلى فتوح وقال:إستخبى ولا أعمل أي حاجه
نظر فتوح حوله وقال برعب:أستخبى فين مفيش مكان أستخبى فيه
ضر بت فاطمة على الباب الزجاجي وقالت بغضب:أفتح يا فتحي
نظر فتحي إلى فتوح الذي نظر إليها بعينين متسعتان لينظر إليها مرة أخرى ويقول:هتعمل ايه يا منـ ـيل
أختبئ فتوح خلفه وهو يقول:إلحق أخوك الصغير يا فتحي بالله عليك انا مش عايز أخد عشرين غُـ ـرزة
ألتفت إليه فتحي وصفـ ـعه على مؤ خرة رأسه قائلًا بغيظ:ولمَ انتَ مش عايز تتنـ ـيل تاخد عشرين غُـ ـرزة بتيجي جنبها ليه هو أي شَكَل وخلاص
وضع فتوح يده على مكان صفـ ـعه أخيه إليه وقال بـ إحتجاج:أعمل ايه هو انا المُحقق كونال يا عم
صاحت فاطمة بغضب وهي تقول:إفتح يا فتحي بقولك … هكـ ـسره على دما غك انتَ وهو أفتح بقولك
نظرا إليها ليختبئ فتوح خلف أخيه قائلًا:أوعى يا فتحي الشبـ ـشب دا تقـ ـيل أوي يا اخويا أسمع مِنّي دي ماشيه بـ سلا ح نا سف فـ رجليها
أشار إليها فتحي بيديه بتهدئه وهو يقول:براحة يا فاطمة كل حاجه تتحل بـ الوّد
فاطمة بـ أستنكار:وّد … وّد ايه يا أبو وّد دا أنتوا أجدع ناس تعمل مشا كل مع أي حد فـ الحارة؟؟؟؟!!!!!
فتحي:نحلّها بـ الوّد يا فاطمة ولو ليكي حق هتاخديه
فاطمة بحدة:حقي هاخده مِنّ أخوك قلـ ـيل الأ دب دا مش مِنّك انتَ
نظر إليها فتوح وقال بنبرة عالية حا دة:ما قولنا مكانش قصدي
جحظت عينين فاطمة بصدمة وهي تُشير إلى نفسها قائلة:انتَ بتعـ ـلي صوتك عليا … بتعـ ـلي صوتك عليا انا … طب أنتوا اللي جبتوه لـ نفسكوا بقى
حاولت كـ ـسر الباب الزجاجي ليصيح فتحي بهـ ـلع قائلًا:لا يا فاطمة كله إلا الباب بالله عليكي دا غالي دلوقتي
صاح فتوح بهِ وهو يقول بغضب:انتَ خايف على الباب ومش خايف على أخوك اللي هتتـ ـفـ ـتح راسه كمان دقيقتين
ألتفت إليه فتحي وقال بحدة:إكتـ ـم … تعرف تِكـ ـتم
ألتفت إلى فاطمة مرة أخرى وقال:اللي هتعوزيه هيحصل بس بلاش الباب
فاطمة:إفتح الباب وملكش دعوة انتَ
ألتفت فتحي ينظر إلى أخيه الذي نظر إليه نظرة ذات معنى حذرة، نظر إلى فاطمة مرة أخرى ثم تقدم مِنّ الباب بهدوء تحت نظرات فاطمة وفتوح الحذرة
تحدث فتوح بحذر وقال:هتعمل ايه
وقف فتحي أمام الباب لينظر إلى فاطمة التي كانت تنظر إليه تنتظره حتى يفتح الباب، ألتفت ينظر إلى أخيه الذي صعد على مكتبه ووقف أعلاه يترقب بحذر، عاد ينظر إلى فاطمة مرة أخرى وقال:انا هفتحلك عشان نحلّ كل حاجه بهدوء مِنّ غير عصـ ـبية ولا زعـ ـيق ولا أي حاجه
فاطمة بـ إصرار:إفتح الباب يا فتحي
فتحي:أوعديني إنك مش هتعملي أي حاجه
أبتسمت فاطمة وقالت:أوعدك
نظر إليها قليلًا بحذر ثم مدّ يده وأمسك مقبض الباب بهدوء للحظات ثم فتحه بحذر لتقـ ـتحم الأخرى المحل وهي تقول بغضب:بقى انتَ تعمل العملة وبعدها تقلبلي ملاك بريء بجناحات
عاد فتحي إلى الخلف سريعًا تزامنًا مع هجـ ـوم فاطمة وهو يفرد ذراعيه في الهواء يحمي أخيه الذي صر خ بهـ ـلع وهو يلمح فاطمة تر فع شبشـ ـبها لتُلـ ـقيه عليه
تحدث فتحي عاليًا وهو يُحاول تهدئتها ومَنّعها مِنّ الوصول إليه قائلًا:أهدي يا فاطمة وهنحل الموضوع بينا وبين بعض كـ رجالة
فاطمة بغضب:لو فاكرني ياض هسكُتلك تبقى عبيط دا لؤي سايب وراه راجل يعني هعرف أجيب حقي وبزيادة كمان
فتحي:يا فاطمة أسمعي الكلام هاتي لؤي ونحلّ الموضوع بينا وبين بعض ولو ليكي حق هتاخديه
فاطمة بـ أستنكار:لو ليا … ليه إن شاء الله أنتوا ناويين يبقى مليش ولا ايه؟؟؟؟!!!!!
صاح فتوح بغضب وقال:ما تسمعي الكلام بقى انا مش قادر ايه المـ ـرار دا يا ربي
نظرت إليه بشـ ـر وقالت:انتَ بتعـ ـلي صوتك عليا لـ تاني مرة … ها لـ تاني مرة … حلو أوي
أنهت حديثها ثم ألقـ ـت حذ ائها عليه بعنـ ـف ليصتـ ـدم بـ رأسه ليصر خ فتوح ألـ ـمًا وهو يُمسك بـ رأسه لـ يلتفت إليه فتحي ينظر إليه بصدمة وهو يرى شـ ـرخًا في زجاج مكتبه لييُقن أن حديث أخيه كان صحيحًا لقد جعل الزجاج بهِ شـ ـرخًا إذًا ماذا حدث إلى رأسه
دلف لؤي سريعًا بعدما أخبرته ثُريا بما حدث ليرى فتوح يُمسك بـ رأسه ومائلًا قليلًا بجذعه وإلى حذاء زوجته المُـ ـلقى على مكتب فتحي والذي جعل بهِ شـ ـرخًا بسيطًا بصدمة، نظر إلى فاطمة التي كانت تنظر إلى فتوح بغضب
نظر إليه فتحي بحذر لينظر إليه لؤي ليقول:في ايه … ايه اللي حصل
ألتفتت فاطمة تنظر إليه ومعها فتوح الذي رفع رأسه ونظر إليه بمعالم وجه متأ لمة، تحدثت فاطمة بنبرة حا دة وقالت:شوفت فتوح عمل ايه يا لؤي
نظر إليها قليلًا ثم إلى فتوح وقال:هو شكله عمل بلـ ـوى بدليل إنك شبه فتحـ ـتيله راسه
فاطمة بحدة:واقفة بجيب توابل مِنّ عند عباس العطار وفجأة لقيت البيه بيـ ـقع عليا وانا وقـ ـعت على حاجه عباس وقال ايه مكانش يقصد فاكرني عبيطة وهصدقه وانا وريته أزاي يستظرف بعد كدا
نظر إليها لؤي بذهول وقال:تقومي تلبسي مصـ ـيبة وتفتـ ـحيله دما غه
فاطمة:خدت حقي يا لؤي
لؤي:حق مين يا أم حق هو انا شفا ف فـ حياتك ما تيجي تقوليلي وانا هتصرف أفرضي كان ما ت دلوقتي
فاطمة بـ أستنكار:دا … دا عامل زي البغـ ـل هو بيحـ ـوق فيه حاجه؟؟؟؟!!!!!!!!
نظر لؤي إلى فتحي الذي كان ينظر إليها بصدمة ليبتلع غصته ويضع يده خلف رأسه بحر ج، تحدثت ثُريا التي كانت تقف أمام المحل تُتابع ما يحدث وقالت:جدعة يا بت يا فاطمة واحد كمان فـ نُص دما غه وتبقي مية مية
نظر إليها فتوح بغضب لتنظر إليه بحدة قائلة:انتَ بتبُصلي نفس البصة تاني … مفيش فايدة فيك برضوا
إنكمش فتوح خلف أخيه مختبئًا بخوف ليقول فتحي:خلاص يا فاطمة حقك علينا
تحدث لؤي بنبرة صار مة وقال:خلاص يا فاطمة
نظرت إليه فاطمة بـ أستنكار ليقول هو:على فوق يلا
نظرت إلى فتوح بحدة مرة أخرى والذي كان ينظر إليها وعندما رآها تنظر إليه إنكمش خوفًا خلف أخيه وهو يضع يده على رأسه متأ لمًا، تقدمت فاطمة حتى تأخذ حذ ائها في نفس الوقت الذي أبتعد فيه فتوح عنها وهو ينظر إليها بترقب وحذر
أخذت حذائها ونظرت إليه بطرف عينها بحدة ثم أرتدته وخرجت عائدة إلى منزلها كما أخبرها لؤي لتنظر إليها ثُريا وتُربت على كتفها قائلة بفخر:انا فخورة بيكي يا بت يا فاطمة واللهِ
نظر لؤي مرة أخرى إلى فتحي الذي نظر إليه نظرة ذات معنى ثم إلى فتوح الذي جلس على المقعد وهو يتأوه بألم ويضع يده على رأسه، مسح لؤي على وجهه ونظر إلى الخارج ليرى ثُريا تنظر إليه بـ أبتسامه ويبدو أنها سعيدة بما حدث
______________________
“إلحق يا جعفر شوفت اللي حصل”
أردفت بها بيلا وهي تقترب مِنّ جعفر الذي كان مستلقيًا على الفراش بـ راحة لينظر هو إليها كذلك ويقول بتساؤل:في ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جلست بيلا على طرف الفراش وهي تنظر إليه قائلة:فاطمة فتـ ـحت دماغ فتوح تحت
جحظت عينيه قليلًا وأعتدل في جلسته وهو ينظر إليها قائلًا بـ أستنكار:انتِ قولتي ايه … فاطمة وفتوح؟؟؟؟؟!!!!!!!
بيلا:اه واللهِ العظيم دي عملت عمايل دي بتجري وراه مِنّ على أول الحارة والحارة كلها أتفرجت عليه وكان منظره مُضحك أوي وهي بتجري وراه
جعفر بذهول:عملتها أزاي القادرة دي وليه
بيلا:على حظه المنـ ـيل إنها كانت لابسه الشبـ ـشب الأسود التقـ ـيل دا بس حكاية عملها ايه مش عارفه بصراحة
أبتسم جعفر وقال:انا هعرف أول ما أنزل … ولؤي فين مِنّ دا كله
بيلا:ما هو دخل وشكله كدا شـ ـدّ عليها عشان هي خارجه وهي هادية هدوء غريب ومش مطمني … وكله كوم وأم حسن اللي بتشجعها دي كوم تاني
أبتسم جعفر مرة أخرى وقال:مش بقولك أم حسن دي مكانتش هتليق غير مع فريد مسمعتوش كلامي
نهض عندما أنهى حديثه وتوجه إلى الخزانة يُخرج ثيابًا لهُ تحت نظرات بيلا التي قالت بتساؤل:رايح فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أغلقها مرة أخرى وألتفت ينظر إليها قائلًا:هنزلهم أشوف ايه الحوار وأقعد معاهم بـ المرة
_____________________
تقدم مُنصف مِنّ لؤي الذي خرج مِنّ محل فتحي وهو يقول بسعادة:أقسم بالله مراتك دي عالمية انا مبطلتش ضحك فوق
نظر إليه وقال بسخرية:ويا ترى عجبك العرض ولا لا
مُنصف بضحك:جامد أقسم بالله انا معرفش هو عمل ايه بس يستاهل
أبتسم بسخرية وقال:محدش هيمو تني غير فاطمة وعمايلها السـ ـودة أوعى يا عم
تركه وذهب ولَكِنّ لَحِقَ بهِ مُنصف وقال:خُد هنا ياض مش مبسوط ولا ايه دي مراتك نشنت صح … على رأي شيرين بـ سن الشبـ ـشب وفـ نص دماغه بـ الظبط
تقدما مِنّ حسن ورمزي اللذان كانا جالسين ليضحكا وهما ينظران إلى لؤي الذي جلس على مقعده، تحدث رمزي وهو ينظر إليه قائلًا بـ أبتسامه:حتت ماتش جامد واللهِ فاتك للأسف
نظر إليه لؤي وقال:انتَ بتستظرف صح
حسن بـ أبتسامه:خالص … إطلاقًا يا ابني
لؤي:فين بقى الست الوالدة اللي مشجعاها على كدا
حسن ببراءة:مين .. أُمي … دي غلبانة واللهِ
أبتسم لؤي بسخرية وقال:أوي … ماشي يا ثُريا حسابنا مع بعض
تقدم جعفر مِنّهم رفقة سراج ليستند بيديه على مقعد حسن قائلًا:وحشتوني يا ولاد الَذينة
نظروا إليه جميعهم بصدمة لينهض رمزي قائلًا بذهول:قولوا أقسم بالله كدا
ضحك كلًا مِنّ جعفر وسراج معًا لينهض لؤي وهو ينظر إليهما بذهول قائلًا:بسم الله الرحمن الرحيم أنتوا جيتوا أمتى
نظر إليه جعفر بـ أبتسامه وقال:وانتَ مالك مش ليك إني جيت خلاص بقى
أقترب مُنصف مِنّهُ وأرتمى بـ أحضانه قائلًا بنبرة سعيدة:حمدلله على سلامتك يا وَحش … انا مش مصدق واللهِ انا الفرحة مش سيعاني بجد
بادله جعفر عناقه وقال مبتسمًا:واحشني يا اللي مطفـ ـحني المُـ ـر بـ شاليموه
أبتعد مُنصف وعانق سراج الذي قال مبتسمًا:مُنصف حبيبي
عانقه مُنصف وقال مبتسمًا:حمدلله على سلامتك يا صاحبي وحشتني
عانق جعفر حسن وهو يقول مبتسمًا:أتربيت يا حسن
ضحك حسن وقال:أتربيت أوي واللهِ يا صاحبي دا فيه تطورات بتحصل كل يوم
ربت جعفر على ظهره ثم أقترب مِنّ رمزي وهو يقول:الثمرة الصالحة اللي فينا يا جدعان واللهِ العظيم
أبتسم رمزي وعانقه قائلًا:عودة حميدة يا صاحبي كنا مفتقدينكوا واللهِ العظيم
ربت جعفر على ظهره وقال مبتسمًا:انا اللي كُنْت مفتقدكوا أوي واللهِ
أبتعد عنّه ثم ألتفت إلى لؤي قائلًا بنبرة ضاحكة وهو يفرد ذراعيه في الهواء:البلـ ـوى الكبيرة بنفسها
ضحك لؤي وعانقه قائلًا:حبيب قلبي يا اللي واحشني
وبعد تبادل التحية والسلام بينهم جلسوا سويًا وهم يتحدثون كعادتهم في أول موضوع رئيسي، أعتدل مُنصف في جلسته وقال مبتسمًا:مبدئيًا انا عايز أقول خبر كدا
نظروا إليه بإهتمام شديد لينظر هو إليهم بترقب ثم أبتسم وقال بنبرة خافتة:انا داخل دايرة الأبوية دي كمان سبع شهور
كان سراج يرتشف المياه ليبصقها فَور سماعه إلى هذه العبارة لينظر بعدها إليه بصدمة وعدم إستيعاب، تحدث رمزي وهو ينظر إلى سراج قائلًا:يا جامو سة مش كل مرة عليا هو انتَ مبتشوفش حد غيري يعني
لَم يهتم إليه سراج وكان كامل إهتمامه مصوبًا نحو مُنصف الذي أبتسم وهو يرى ردود أفعالهم الغير متوقعة، تحدث جعفر بذهول وكأنه لا يصدق وهو ينظر إليه قائلًا:إحلف وانا هصدقك
أبتسم مُنصف وقال:أقسم بالله ما بهزر ولا بعمل فيكوا مقـ ـلب انا خدت الصدمة زيي زَيُكوا كدا بـ الظبط
رمش جعفر بـ عينيه عدة مرات بعدم أستيعاب ليقول مُنصف:مفاجأة غير متوقعة انا عارف بس مقدرتش أستنى أكتر مِنّ كدا بصراحة
سراج بذهول:أخيرًا يا عم دا إحنا أستنينا الخبر دا مِنّ بدري إن البعيد يحس
أبتسم جعفر وقال:على قد إني مش مستوعب بس فرحان واللهِ
سراج:لو جه ولد سميه سراج ودا أقل واجب تقدمهولي يعني
نظر إليه مُنصف وقال:لا انا مش هيبقى مبتـ ـليني بيك واسمي أبني على أسمك لا
سراج بحدة:قصدك ايه ياض … انا إبتـ ـلاء
مُنصف:انتَ أضرى يا صاحبي واللهِ
رمزي:سيبكوا مِنّ كل دا شوفتوا اللي فاطمة عملته فـ فتوح
جعفر:اه صحيح دا بجد
حسن:جد الجد كمان يا معلم دا انا ورمزي مبطلناش ضحك
أعتدل جعفر في جلسته وقال بحماس:لا حيث كدا عيد مِنّ الأول وجديد يا حسن وبـ التفصيل بعد إذنك عشان المتعة كلها فـ التفاصيل
______________________
كان أكرم يجلس بجانب سلمى النائمة بهدوء وهو ينظر إلى هاتفه، وجد رسالة أُرسلت إليه مِنّ شقيقته الصغيرة بيلا، نظر إلى أسمها وقبل أن يضعط عليه كي تظهر رسالتها إليه سَمِعَ تأ وهات سلمى القابعة جانبه
نظر إليها ليراها تنهض وهي تضع يدها على بطنها المنتـ ـفخة وفورًا أحتل الآ لم معالم وجهها، ترك أكرم الهاتف واعتدل في جلسته قائلًا:في ايه يا سلمى مالك
تأ وهت سلمى قائلة:شكلي هولد يا أكرم
نظر أكرم إلى هاتفه وتحديدًا على تاريخ اليوم ليرى أن اليوم هو الخامس والعشرين مِنّ نوڤمبر، نظر إليها مرة أخرى وقال:دا يوم الولادة انا نسيت
نظرت إليه سلمى بمعالم وجه متأ لمة لينهض هو سريعًا ويقول:انا ناسي أقسم بالله … ناسي
أخذ ملابسه وأتجه سريعًا إلى الخارج ولَكِنّه عاد مرة أخرى وأخذ هاتفه تحت نظراتها وألـ ـمها الذي يتزايد وهاتف أخيه وهو يخرج مرة أخرى مِنّ الغرفة، أرتدى ملابسه سريعًا لا يعلم كيف فعل ذلك ولَكِنّ يبدو أن تأ وهاتها المتواصلة والأشبه بصر اخ قد أيقظته فعليًا
وضع الهاتف على أذنه وهو يقول:بشير في لمح البصر عربيتك تكون عندي … بسرعه بقولك سلمى هتولد … ما انا نسيت إنها هتولد النهاردة أعمل ايه يعني هو انا مخي دفتر … بسرعه … معرفش تعملها أزاي بس فـ ثانية تكون تحت البيت يلا
أغلق معه وترك هاتفه ثم ركض إلى المرحاض ووقف أمام المرآة وهو يُمشط خصلاته ليتفاجئ بـ إنقطـ ـاع الكـ ـهرباء، زفر وقال بحنق:وقته دا يعني
خرج مرة أخرى عندما سَمِعَ سلمى تُناديه ليقول بحنق:جاي حاضر … واللهِ ما انا مسرَح شعري وأدي المشط أهو
عاد إلى الغرفة مرة أخرى واقترب مِنّ الفراش قائلًا:قومي يلا
تأ وهت سلمى وقالت:براحة يا أكرم مش كدا
ألتفت أكرم وأخذ حقيبة ولادتها ووضعها على كتفه ثم أستدار إليها وقال:يلا بشير زمانه داخل علينا
نهضت سلمى لينظر إليها أكرم وإلى ما ترتديه قائلًا:انتِ عامله حسابك ولا ايه
ضر بته بخفه على ذراعه وهي تقول بنبرة متأ لمة:مش وقته أستظرافك دا
أبتسم أكرم وأسندها قائلًا:بفرفشك يا ستي دا الحالة النفسية حتى مهمة دلوقتي
____________________
“انا أعرف … لا وقال ايه قلّـ ـب وشه وقال ايه فـاطـمـة … أطلعي على فوق وقلـ ـبلي فجأة قال انا غلطانة يعني … لا يا ماما انا صح وابنك قما ص”
أقتـ ـحم لؤي المنزل فجأة وهو يسمع حديث فاطمة وسخريتها عليه مع والدته عبر الهاتف لـ تلتفت إليه فاطمة سريعًا وهي تنظر إليه بصدمة، بينما دلف هُوَ وهُوَ ينظر إليها نظرة الذ ئب المفتـ ـرس إلى فر يسته، حركت فاطمة شفتيها يمينًا ويسارًا وهي تقول بنبرة هادئة:إلحقيني يا ماما إبنك طالع وبيبُصلي بصة تخو ف … إبنك ناوي يتعـ ـشا بيـ ـا النهاردة على صينية بطاطس
نظر لؤي إلى صغيريه وقال:خُد أختك يا كامل وروحوا ألعبوا مع ليان قاعدة مستنياكوا
سعدا الصغيرين ليأخذ كامل شقيقته نورسين ويذهبا سريعًا إلى منزل جعفر، وفور خروجهما أغلق لؤي الباب بـ المفتاح وهُوَ ينظر إلى فاطمة بنفس النظرات لتبتلع هي غصتها قائلة بهمس:لو أتقطـ ـعت أخباري يا ماما أعرفي إن إبنك السبب
ثنى أكمام ساعديه وهو يتقدم مِنّها بهدوء لتهمس فاطمة بر عب وهي تعود إلى الخلف تنظر إليه قائلة بنبرة باكية زائفة:إبنك هيعمل علـ ـيا صينية بطاطس النهاردة يا ماما
________________
لا تدري إلى أي طريقٍ سيقودكَ القدر ولَكِنّ إن صادفكَ باب لؤي إعلَم أنكَ قد خطوت أولى خطوات الجحـ ـيم.
 
 
google-playkhamsatmostaqltradent