رواية الشيطان وقع اسيرها (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سولييه نصار
رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الثالث والثلاثون 33
-ايه اللي حصل يا تحية ؟!
قالها أمير وقلبه يخفق بقوة بينما يلج إلى المنزل فقالت تحية بتوتر :
-والله ما اعرف يا اخويا جالها اتصال ومن وقته وهي في الحالة الغربية دي شغالة تعبك وانا حاولت أهديها ومش قادرة خالص واخر حاجة دخلت الاوضة وقفلت عليها الباب!! ..اتصرف يا أمير البنت قطعت قلبي ...شوف مالها!!
هز أمير رأسه وهو يطرق بابا الغرفة الموجودة بها عبير ....
انتظر بصبر حتى تفتح له وعندما لم تفتح طرق الباب مرة آخرى وانتظرها تفتحه ...لم يفقد أعصابه عليها ولم يأمرها أن تفتح الباب بالفور بل ظل منتظرا بلطف أن تفتح له الباب وبالفعل بعد لحظات فتحت له عبير الباب ...تجمد أمير مكانه وهو ينظر إليها بصدمة...كان وجهها احمر والدموع تلطخ وجهها ..شهقاتها تمزق قلبها ...في ذلك الوقت أراد حقاً ام يضمها كي يخفف عنها ولكنه أطرق برأسه واستغفر ربه وهو يقول بينما نظره مثبت على الأرض :
-ايه اللي حصل يا عبير ؟!مالك؟؛ايه اللي قلب حالك بالشكل ده ممكن أعرف ؟!
انفجرت الدموع من عينيها مرة أخرى ليرتبك هو ويتوقف عقله عن العمل ...ماذا يفعل لكي يخفف عنها قليلاُ ...هو حقا لا يعرف !!!...يؤلمه أن تكون في تلك الحالة ويكون هو عاجز عن مساعدتها ...فقط لو تخبره بالذي حدث لعله يساعدها!!
-عبير طيب قوليلي ايه اللي حصل عشان نعرف نساعد بعض ونحل المشكلة ممكن؟! نظرت عبير إليه وهي تشعر ان قلبها يتمزق من الألم وقالت :
-جواهر ..
-مالها جواهر ...
قالها أمير بتوجس لترد عبير:
-عدي كشف الحقيقة والمسكينة اتطردت واحتمال كمان تتحبس ...أعمل ايه يا أمير ..اساعدها ازاي ...أنا عقلي واقف وهي صعبانة عليا ...دب اتصلت بيا وفضلت تعيط...جواهر دي هي اللي ساعدتني عشان اهرب من جحيم بابا ...مفكرتش في نفسها وساعدتني كتير وانا لازم اساعدها يا أمير ...لازم بس مش عارفة اساعدها ازاي ...اساعدها ازاي!؛
-طيب يا عبير ممكن تهدي ؟!
قالها أمير برفق ...يؤلمه ان يراها بتلك الطريقة ...
نظرت عبير الى أمير وقالت:
-مش قادرة اهدى يا أمير ...مش قادرة ...قولي أعمل ايه في المصيبة دي ؟!
تنهد هو وقال:
-مفيش الا حل واحد !!!
........................
في عيادة الدكتور جورج....
كانت رانيا على وشك الانتهاء من عملها وسوف تسلم العمل لصديقتها ... فجأة ولجت السيدة ماريانا زوجة الطبيب جورج ...اعطتها رانيا ابتسامة واسعة وقال:
-اهلا بيكي يا مدام ماريانا اتفضلي علطول ...
ابتسمت ماريانا لها ثم ولجت الى مكتب زوجها ...
...
كان جورج مشغول في مراجعة بعض الملفات عندما اوقفه عما يفعله صوت زوجته ...
-ازيك.يا حبيبي..
صوتها الرقيقة اخترق مسامعه ولكن قلبه كان محصن....لم ينظر إليها حتى وقال:
-عايزة ايه يا ماريانا ايه اللي جابك هنا دلوقتي ...
-وحشتني وكان نفسي اشوفك ...
قالتها بنبرة منكسرة ليزفر بضيق ويقول :
-ماريانا ممكن تبطلي اللي بتعمليه ده ...الحاجات دي مش هتخليني احبك ...ونصيحة مني اقبلي حياتنا زي ما هي كده ...واقبلي اللي بدهولك عشان الحب مش عافية ..مفهوم ...
وقفت تنظر إليه ...الدموع تنفجر من عينيها ...لا تصدق انه يتفنن في تحطيم قلبها ...اللعنة على قلبها الذي أحب شخص مثله ...
رفعت رأسها بكبرياء وقالت :
صح عندك حق ...هقبل اللي بتدهوني ...بس أنت كمان أقبل اللي بدهولك من غير أي نقاش ...سلام ...
ثم خرجت من غرفته وهي ترفع رأسها للأعلى ...تحجب عن الآخرين دموعها ...لا أحد يستحق أن تبقي عليه ...لن تحاول مع جورج مرة آخرى ...قلبها أغلى من تلك المحاولات ...لن تحاول مجدداً كي لا تنكسر ...
..
نظرت رانيا الى السيدة ماريانا التي خرجت والحزن يبدو عليها حتى انها تحجب دموعها بشق الأنفس ...هزت رأسها بقوة وهي تشفق على تلك المرأة الرائعة ...رغم انها تعترف بفضل دكتور جورج عليها الا انها ترى انه لا يستحق امرأة رائعة كالسيدة ماريانا ...
......
خرجت أخيراً من عملها وما زال يشغل بالها جراحة والدتها...الايام تمر وهي لا تتحرك والسيدة ماجدة تمكث مع والدتها يوميا ...فكرت في طلب سلفة من دكتور جورج ولكنها خجلت الرجل ساعدها بما فيه الكفاية وهي لا تريد أن تثقل كاهله ...تنهدت بتعب وهي تدعو الله ان يحلها من عنده ...ولكن فجأة تجمدت وهي ترى يحيى امامها ..كان بالطبع ينتظرها ...بغضب اقتربت منه وكادت أن تتكلم الا انه قال:
-يالا اركبي عايزك في موضوع مهم ...
-لا طبعاً وحضرتك بطل تراقبني أنا خلاص زهقت ..
نظر إليها بملل وقال:
-رانيا هتركبي بالذوق ولا أركبك بطريقتي ...
احمر وجهها من الخجل والغضب وهي تتذكر اليوم الذي حملها فيه...نفخت بغضب ثم استقلت سيارته..
....
في احد.المقاهي ..
كانت تجلس بغير راحة وتقول :
-مينفعش كده يا دكتور يحيى يالا قول اللي انت عايزه أنا مش عايزة حد يشوفني ...
- زي مين يعني ..
قالها بفضول فنظرت إليه وقالت بإنفعال:
-زي والدتك او عمي او عيال عمي ..حد من الحارة ...وجودي هنا غلط قول لو سمحت عايز ايه وخليني امشى ...
-عايز أنا اللي أعمل العملية لوالدتك في المستشفي بتاعتي وهتكون بدون مقابل !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء ...
كادت أن تنام بعد يوم طويل قضته في المذاكرة تجهيزا لإمتحاناتها ...كان مزاجها مضطرب بسبب اتصال ليان بها وإخبارها بما حدث بينها وبين شقيقها وموسى ....شعرت نسرين بالحزن على صديقتها فليان انتظرت كثيراً حتى استسلم موسى لها ...انتظرت كثيراً كي يخبرها بحبه وأرادت العيش بسعادة ولكن كل هذا تحطم الآن...
-ربنا يصبرك يا ليان على المشكلة دي ...
قالتها وهي تتقلب بضيق تريد أن تنام بسرعة فجسدها منهك وعقلها أيضا وهي لا تريد أن تنهك عقلها أكثر بالتفكير بما يحدث معها مؤخراً من جنون يوسف والحصار العاطفي لفؤاد لها ...لم ترغب التفكير في فؤاد الآن....لا تريد أن تحلل مشاعرها الواضحة الآن وكأنها تنكر مشاعرها تلك تماماً ....أغمضت عينيها وهي تغلق عقلها تماماً عن التفكير ...فجأة انفتح الباب وولج والدها ...نهضت نسرين وهي تنظر إليه بقلق ...كان شكله غريب ...
جلست في فراشها وهي تنظر إليه برعب ...عينيها الزرقاء تجمعت فيهما الدموع ...كانت تنهار بالفعل ....
-ليه خايفة مني بالشكل ده ؟!
قالها والدها من بين أسنانه ..لا يصدق أنه ابعد ابنته عنه لدرجة أصبحت تخاف منه ...
-انا عايزة انام ...
قالتها بنبرة مرتعشة ..ليرد هو بهدوء:
-اخرجي عايز اتكلم معاكي شوية !!!
ابتلعت ريقها وارتعش قلبها وكررت بصوت ضعيف :
-انا عايزة أنام ..
اقترب من فراشها بغضب وأمسك ذراعها وهو يصرخ بها :
-قولتلك هتكلم معاكي شوية ...قومي يا نسرين ...
أتت نهى مسرعة للغرفة واقتربت من كريم وهي تبعده عن ابنته وتقول :
-كفاية كده يا كريم ...كفاية بطل جنان!!!
-ابعدي سيبيني ...أنا عايز اقعد مع بنتي شوية ...عايزة اقعد معاها شوية ....
انفجرت دموع نسرين من عينيها وقالت:
-انا مش عايزة اقعد معاك ...أنا عايزة انام ...افهمني ...عايزة انام ...مش عايزة اقعد مع حد ...خلاص أو سمحت سيبني في حالي !!!!
احمر وجه كريم من الغضب ودفع نهى عنه ثم اقترب من نسرين وأمسكها من شعرها بعنف وصرخ :
-مش عايزة تقعدي معايا بس عادي كنتِ بتقعدي مع يوسف بالساعات ...يا ترى كنتِ بتهربي من محاضراتك وتروحي تقابليه صح ؟!ولا كنتِ بتجيبيه البيت زي ما أمك كانت بتعمل ؟!!!
-كفاية يا كريم بس !!!
كانت نهى تصرخ والدموع تنفجر من عينيها بينما تنظر إلى وجه نسرين الذي شحب بقوة ..ماذا يريد أن يفعل بإبنته هل يريد أن يقتلها ؟!!هي حقاً لا تفهم مدى اختلاله العقلي...هو يتصرف بجنون تام...
هز كريم نسرين وهو يمسك شعرها وقال:
-انطقي كنتوا بتتقابلوا فين ..
-سيبني أنام لو سمحت ..لو سمحت عايزة انام ...
قالتها نسرين ودموعها الحارة تتحرر من سجن عينيها ....الألم يعصف بها ...أنها تتمنى الموت الف مرة في اليوم...شعور انك مكروه من أقرب الناس على قلبك ..شعور بشع للغاية
-ردي الأول عليا ...ردي ...
صرخ بها وهو يحاوط عنقها بكفيه ....
جذبته نهى بقوة عنها وبالفعل ابتعد عنها وصرخت ايه :
-أنت انسان مختل...مختل ...روح أتعالج !!!
ولم يكن الجواب الا صفعة قوية من يده جعلت نسرين تشهق بقوة ...
نظرت إليه نهى بكره شديد وقالت:
-أنا هاخد نسرين وهمشى من هنا ...أنت مستحيل تكون انسان طبيعي ...انت في يوم من الأيام ممكن تموتنا أنا وهي ...والله لو فكرت تمنعنا يا كريم لأبلغ عنك وأحبسك ....
-لو عايزة تمشى أمشي. بنتي هتفضل هنا !!!
-انا مش عايزة أبقى معاك ...أنا عايزة اروح مع طنط نهى ...
قالتها نسرين بنبرة مرتعشة لتقول نهى :
-اهو سمعتها ...أنا هتصل بفؤاد دلوقتي عشان يجي ياخدنا من هنا و...آه...
صرخت بعنف وهو يعتصر فكها بين كفه الغليظ بينما النيران تتصاعد بعينيه ...
-كفاية سيبها ...سيبها ...
صرخت نسرين وهى تبعد والدها ثم أكملت بإنهيار:
-أنت عايزني أموت نفسي يعني ...قولي هترتاح لما أموت نفسي ...حاضر أنا هريحك مني خالص ...
ثم اندفعت نحو المطبخ ليركضا كريم ونهى خلفها بينما تمسك السكين وتقول وهي تبكي :
-أنا هريحك مني خالص يمكن لما أموت تعيش حياتك كويس وتبطل تفتكر ماما واللي عملته فيك ...هموت نفسي يمكن ترتاح وأنا ارتاح ...انا تعبت من اني اتحمل نتيجة غلط ماما في حقك ..هي غلطت في حقك أنا مالي ...أنا ذنبي ايه ؟!أنا عملت ايه ؟!كل اللي كنت عايزاه منك اني اتحب...كنت عايزاك تحبني يا بابا...بس أنت حتى الحب استخسرته فيا !!!حتى الحب شوفته كتير عليا. ..وانا ...أنا دلوقتي عايزة ارتاح ...ارتاح ...
-يا بنتي ابوس ايديكي لا...نسرين أنا وأنتِ هنمشى دلوقتي ومحدش هيقدر يأذينا خالص متخافيش ...متخافيش يا حبيبتي ...
قالتها نهى ودموعها تنساب من عينيها ...كان قلبها يعتصر من الألم على حال تلك الفتاة المسكينة ...هي لا تستحق أبداً تلك المعاملة السيئة من والدها !!!
وعلى بغته اقترب والدها منها دون أن تنتبه وأخذ منها السكين. نظراته الغاضبة كانت تحاصرها ...ابتعدت عنه وركضت خارج المطبخ ثم خارج المنزل !!!...
-نسرين ؟!
صرخت نهى بخوف ثم ركضت خلفها خارج المنزل ...
....
بالأسفل ...
استقلت نسرين سيارة الأجرة وانطلقت بها ....
بينما نهى نظرت إلى أثرها بذهول...اين تذهب الآن ...
.....
في سيارة الأجرة كانت نسرين تبكي دون توقف ...قلبها ينفطر من الألم ...ماذا فعلت ليتم معاملتها بتلك المعاملة السيئة ..لماذا يكرهها والدها بهذا الشكل....
نظر إليها صاحب السيارة بشفقة ولكنه فضل عدم التدخل وكل ما فعله هو أن أعطاها محرمة !!
......
بعد قليل وصلا إلى المكان الذي تريده ...
خرجت هى من سيارة الأجرة وقالت بإرتباك وهي تمسح دموعها .:
-انا معييش فلوس ...بس ممكن تستني هجيب فلوس من فوق ولو عايز ضمان خد الموبايل بتاعي لحد ما اجيبلك الفلوس ...
ابتسم الرجل المسن بلطف وقال:
-خلاص يا بنتي اطلعي فوق وخليها عليا المرة دي ...بس متنزليش في اخر الليل مرة كده تاني ...ولاد الحرام كتير ..ربنا يحفظك ويصونك يا قمر ...
ابتسمت نسرين له ثم شكرته بصوت ضعيف وولجت إلى البناية السكنية ....
.......
ما هى إلا لحظات ووقفت أمام باب المنزل بتوتر ...ثم رنت الجرس ليفتح فؤاد بسرعة الباب وهو يمسك الهاتف ويضعه على أذنه ...ما أن رآها حتى تدفق الإرتياح إلى وجهه وقال:.ا
-خلاص يا ماما اهي جات عندي متقلقيش انتِ ..سلام يا حبيبتي ...
وقف فؤاد ينظر إلى نسرين التي يعصف بها الألم ...كان في عينيها انكسار كبير ...تلك الفتاة تعاني...تعاني كثيراً!!!
-نسرين ...
قال اسمها بلطف لتندفع إلى ذراعيه وتبكي بعنف وهي تضمه بقوة ..
وقف للحظات مبهوت وهو يشهد انهيارها الكبير... بدت وكأنها تحطمت نهائيا ...وهذا اوجعه من الداخل ...فهو يحبها ولا يتحمل ان يراها بهذا الشكل ...
-نسرين حبيبتي اهدي وقوليلي ايه اللي حصل ؟!
ولكن نسرين لم ترد وظلت تبكي بطريقة تحطم القلب ...وهو لم يضغط عليها ...بل انتظرها لتخرج كل ما في قلبها من حزن
......
بعد قليل ....
كانت تجلس على الأريكة وهي ترتجف بقوة ودموعها لا تكف عن الإنهمار...تشعر أنها سوف تفقد عقلها بكل تأكيد أن أستمر والدها في معاملتها بهذا الشكل ...لقد ابتعدت عنه ...تجنبته نهائيا فلماذا يصر على اذيتها...أغمضت عينيها ونشيجها يرتفع بينما تشعر بالإختناق ...كل ما إرادته أن يحبها والدها ...أرادت العيش في سلام ولكن ابسط الاحلام مستحيلة بالنسبة اليها
-لسه بتعيطي ؟!
قالها فؤاد بلوم وهو يقدم لها عصير الليمون بالنعناع الذي تحبه ....
نظرت إليه بعينين حمرا كالدماء وقالت:
-مش قادرة يا فؤاد ..حاسة اني هموت ...ليه بيحصل معايا انا كده ...ليه بابا بيكرهني بالشكل ده يا فؤاد ...ليه أنا ...
كانت تتكلم وهي تبكي .....جلس هو بجوارها وأمسك كفها وشد عليه لتنظر إليه وتقول :
-انا عشان ميحصلش مشاكل بيننا بقيت ابعد خالص عنه...مبقتش حتى أكلمه ...قولي يا فؤاد اعمل ايه تاني ؟!اعمل ايه تاني عشان ميعاملنيش المعاملة دي ...
ربت فؤاد على كتفها وهو يشعر بالغيظ من والدها ...لا يفهم كيف يفعل أب هذا بإبنته...كيف يوصلها لتلك المرحلة ...كان الغضب يعصف بفؤاد....لقد تجاوز كريم حده ...وان استمر هكذا ستسوء حالة نسرين النفسية ...لا هو لن يسمح له أن يؤذيها بعد الآن ....
-نسرين ممكن تبصيلي ؟!
قالها فؤاد بلطف لتنظر إليه نسرين ...كانت عينيها الجميلة بلون الدماء بسبب كثرة البكاء وتوجع قلبه عليه ...مسح دموعها وقال :
-مش هسمح لأي حد تاني انه يأذيكي يا نسرين ...مش هخلي.حد يلمس شعرة منك حتى لو كان أبوكي عشان كده محتاج موافقتك على حاجة .
نظرت إليه بحيرة وقالت :
-عايز موافقتي على ايه ؟!.
شد على كفها وقال :
-انا عايز اقدم ميعاد الفرح....
حاولت سحب كفها بينما التوتر يزداد داخلها ولكنه لم يسمح لها أن تبتعد وشد على كفها بقوة وهو يقول :
-وافقي يا نسرين ...وافقي نقدم الجواز...خلينا نتجوز وتبقي في بيتي وتحت حمايتي ..
-بابا ...
قالتها بخوف ...ما زال الأمر صادم لها ...ان تتزوج فجأة وتتحمل مسؤولية منزل كان الموضوع صعب عليها ...ولكنها تفتقد الآمان الذي تشعره مع فؤاد....هي تريد أن تبقى معه ...وجودها معه يسعدها بشدة...
ابتسم فؤاد وهو يرى الخوف بعينيها وقال مطمئناً :
-متخافيش من أبوكي يا نسرين أنا هقدر اقنعه وزي ما قولتلك لما تبقي مراتي محدش هيقدر يأذيكي ...هحميكي دائما ...ومش هخليكي تعيطي أبداً...
الوعد في كلماته جعلها ترتاح ...هي تتمنى ان يكون أمانها ...انها تفتقد الآمان...تريد أن تشعر به ...تريد أن تمحي الخوف من حياتها ...تريد أن تزداد ثقتها بنفسها....
كادت أن ترد عليه إلا أن رنين جرس المنزل جعلها تقفز من مكانها ...
-متخافيش.انا هنا ...
ثم.نهض ليفتح الباب ...تحمد وجهه تماماً وهو يرى كريم ووالدته ...ولجت نهى الى المنزل بلهفة واقتربت من نسرين ثم ضمتها وقالت:
-ايه يا حبيبتي اللي أنتِ عملتيه.ده ...أنا كنت هموت من الرعب عليكي ....متعمليش كده تاني !
هزت نسرين رأسها وهي تمسح باقي الدموع من عينيها بينما تتجنب النظر لعيني والدها ...
-تعالى يالا عشان نروح البيت !
قالها كريم بنبرة متصلبة الا أن نسرين وقفت خلف فؤاد وجسدها يرتجف بخوف ...
-نسرين هتبقى هنا !
قالها فؤاد بنبرة قاطعة ...اتسعت عيني كريم وقال:
-تبقى هنا ازاي وعلى اساس ايه ؟!ما تشغل مخك شوية يا فؤاد ...مينفعش ...
تنهد فؤاد وقال:
-انا هروح أبات عند اي حد من اصحابي وماما ونسرين هيقعدوا هنا ...وفيه حاجة كمان ...
صمت قليلا وقال وهو ينظر لعيني كريم:
-انا عايز اقدم ميعاد الفرح بتاعي على نسرين ...عايز اتجوزها قبل امتحاناتها !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي ...
في قصر رشيد....
وقفت هى في الصالة الفارهة بالأثاث الكلاسيكي الخاص بها وهي تفرك كفيها بتوتر فجأة قفزت من مكانها وصوته القوي يقول.:
-عبير صديق الحقيقية ...اهلا.بيكي يا أنسة .
قالها عدي وهو يقترب منها بينما يبتسم لها بشر...شر يخبرها ان هذا الرجل سيعاقبها على ما فعلت !!!
-أنا جاية اقولك كل الحقيقة يا عدي بيه ...الحقيقة كاملة !!!
•تابع الفصل التالي "رواية الشيطان وقع اسيرها" اضغط على اسم الرواية