رواية الشيطان وقع اسيرها (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سولييه نصار
رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الرابع والثلاثون 34
ظل ينظر إليها مطولا ...حاجبيه معقودان في عبوس ...عقله يترجم كلماتها ..ما هو الحقيقة التي تريد اخباره بها ...وهل هي حقيقة مختلفة عن تلك التي اخبرته بها جواهر...هل سيثق بهما مرة آخرى؟!!
ربع ذراعيه وقال:
-ويا ترى ايه الحقيقة اللي تديكم حق انكم تخد.عوني وتستغلوني انتِ وجواهر ...ايه المبرر القوي اللي يخليكم تعلموا كده !!!أنا عن نفسي مش شايف أي مبرر للكدب والخداع ...
ازدردت عبير ريقها وهي ترتعش بقوة بينما ترى هذا الرجل والنيران تندلع من عينيه...أرادت التراجع ...أرادت الهروب ومئات الافكار تسيطر على عقلها ...أفكار سيئة وجنونية ولكنها قررت التحلى بالشجاعة ...فصديقتها جواهر تستحق هذا...تستحق ان تدافع عنها ...
-ممكن تسمعني وبعدين تقرر..صدقني جواهر عملت اللي عملته عشان مجبورة ..
-مجبورة على ايه ؟!!
صرخ وهو يقترب منها بخطوات واسعة ...عينيه تندلع منها النيران ...تراجعت هي بخوف بينما تصاعدت دموع الرعب بعينيها ...ازدردت ريقها وهي تقول :
-انا طالبة بس فرصة تسمعني وبعدين قرر ...
ظل ينظر إليها بغضب وداخله صراع بين ان يسمعها وأن يطردها كصديقتها ...أخيرا أغمض عينيه بتعب وقد قرر ان يسمعها ...في داخله اراد ايجاد أي مبرر لجواهر لخداعه ...لقد عاش الجحيم منذ ان طردها ...يشعر بفراغ قاتل ...لقد عرف ان مشاعره نحو جواهر أقوى بكثير من مشاعره نحو كارمن...الألم الذي شعر به عندما ابتعدت عنه لم يشعره من قبل ...وهنا أخذت تسخر منه شياطينه ...تذكره انه غبي ...حقاً غبي للغاية ...
لم يتغير ...سيظل ساذج ...الجميع يستطيع خداعه ...الجميع يستطيع أن يستفاد منه ...ولكن قلبه اراد يسمع ...اراد يبرر...فالقلب في محنة أساسها العشق ...وهو يريد التبرير لمعشوقته ....
ولقد انتصر قلبه أخيرا وقال بصوت جامد:
-اتفضلي اتكلمي ...قولي كل اللي عندك يالا!!!
ابتلعت عبير ريقها وهي تستعد لقول كل شئ ...لن تخفي عنه أي شئ ....
جلست على الأريكة وهي تتمالك نفسها لتستعد للتكلم ...
نظرت إلى عدي الذي كان ينظر إليها بملامح جامدة وقالت:
-من أنا وصغيرة وماما انفصلت عن بابا واخدتني وعيشنا في فرنسا....نسيت كل حاجة عن مصر وعشت أنا هناك بس كنت اكتر حاجة بفتكرها وبزعل هي جواهر صاحبتي ...ومرت السنين وكبرت وماما ماتت وقتها بابا جه وقالي هتنزلي معايا ...أنا مكنتش عارفة أنه هيخونني ...أنا افتكرت أنه عايز ياخدني لمصر لاني وحشته وعايزني اعيش معاه ..وانا بعد موت ماما الله يرحمها كنت محتاجاله اووي ..محتاجة لحضنه ومترددتش انزل معاه...بس بعد ما جيت مصر اكتشفت السبب اللي خلاه يجي فرنسا مخصوص عشانه ...عرفت أنه عايز يجوزني عشان ينقذ نفسه ...كان عايز يضحي بيا عشان نفسه ...مفكرش في بنته ...فكر في نفسه بس ...انهارت وبكيت وحاولت امي بس هو حبسني ...حتى أنه مد ايديه عليا ووقتها اقنعته اني موافقة وهربت بمساعدة جواهر ...بس اللي مكنتش عاملة حسابه أنه يبتز جواهر عشان تتجوزك ويزور الورق بتاعها ...
نظر إليها بشك وقال:
-وهز هيبتز جواهر ليه؟!وهي توافق ليه ؟!!!
نظرت إليه وعينيها رطبة بفعل الدموع وقالت:
-والدة جواهر عندها كانسر وجواهر استلفت من بابا مبلغ وكتبت على نفسها شيكات وكان بيهددها بالشبكات دي ...
بهت عدي وهو. يسمع ما قالته ثم أكملت عبير بسرعة:
-والله يا استاذ عدي جواهر ما كانو عايزة تكدب وتخدع بس بابا استغلها وهددها. هي اضطرت ..هي عملت كده عشاني ...عشان تساعدني ...هي الوحيدة اللي ساعدتني لما بابا كان عايز يرميني وميسألش فيا ودلوقتي بابا لو عرف أنها قالتلك الحقيقة هيقلب الدنيا عليها ...وهي اصلا ملهاش حد الا والدتها اللي تعبانة ...أنا عارفة أننا غلطنا في حقك بس عشان اكون صريحة معاك ده برضه كان بسببك انت ...انت صممت تتجوز واحدة متعرفهاش عشان تنتقم من أبويا ...كنت قادر تنتقم منه من غير ما تدخلني في اللعبة دي ...فمعلش انت كمان ليك يد في اللي حصل ....
ظل ينظر اليها بجمود ...نظراته كانت فارغة تماما كأنها لم تتكلم ولم تخبره كل الحقيقة للتو ...شعرت عبير باليأس قليلا ولكنها فكرت أنها قالت كل الحقيقة لعدي والان هي يمكنها أن تريح ضميرها ...ولكن قبل هذا يجب أن تبحث عن جواهر التي اختفت تماما!!!!
أخرجت عبير من حقيبتها قلم وورقة ثم دونت رقمها وقالت:
-حضرتك لو حابب تتواصل معايا ده رقمي الشخصي اتصل بيا وبتمنى تسامحنا على اللي حصل ...بس عندي طلب اخير ...بلاش تتكلم على قصة التزوير قدام حد لو البوليس عرف جواهر للاسف هي اللي هتتحبس مع بابا وانا مش عايزة أنها تتدمر بسببي ...فده طلب مني. لو سمحت يعني !
هز رأسه وهو يأخذ رقم الهاتف منها لتذهب هي من أمامه...جلس هو على الأريكة بإنهيار ...ما سمعه غير تفكيره تماما أنها ضحية مثله تماماً...ولكنه أعطاها العديد من الفرص كي تتحدث ..لماذا صمتت ...لماذا لم تتكلم هل أصبحت تخاف منه لتلك الدرجة !!!!دعك عينيه بتعب وهو يفكر اين هي الآن ولماذا لم تأتي مع عبير لتشرح له الأمر ...لماذا اختفت من محيطه. و لم تحاول مجددا أن توضح له الأمر ...تنهد بتعب وهو يفكر أنها حتى لو تعرضت للظلم هذا لا يبرر كذبها عليه ...لقد أعطاها العديد من الفرصة لتتحدث وتولى هو حمايتها !!أعطاها قلبه ومشاعره ...كان مستعد لجعل العالم تحت قدميها ولكنها لم تعترف ...فضلت أن تكون جبانة !!!ام عجبها أن تخدعه ...هل كانت ستشعر بالتميز ؟!...
وضع كفيه على رأسه وهو يشعر أنه سوف يجن...لا لايجب أن يفكر أكثر من هذا ...يجب أن يعرف أن شخصا واحده السبب في تلك الفوضى وهو شريف ...شريف الذي اعتقد أنه يمكنه خداعه ...لقد عفا عن شريف من قبل ولكن ليس تلك المرة ...شريف سوف يدفع الثمن غاليا...هو سوف يعاقبه على ما فعله ...فقط ليفكر في العقاب المناسب له ...شريف يجب أن يعاقب بسبب ما فعله له ...يجب أن يعاقب لانه خداعه مرتين !!!
..........
في مركز التجميل....
-اصحي يا جواهر اصحي يا حبيبتي ...
قالتها ميريهان وهي تحاول أن تجعل جواهر تستيقظ ...كانت جواهر نائمة على الكرسي المتحرك الخاص بمركز التجميل ...متدثرة بلحاف خفيف ...يوجد على وجنتها أثر للدموع وكأنها بكت لمدة طويلة ...نظرت إليها ميريهان بشفقة وهي تحاول أن تجعلها تنهض مجدداً...
اخيرا استجابت لها جواهر ونهضت وهي تنظر لميريهان وتقول بلطف بالغ وصوت مبحوح ،:
-صباح الخير يا مدام ميريهان ..
ثم نهضت من الكرسي وهي تشعر ان عضلات جسدها قد انسكرت ...
-صباح النور يا جواهر ...اخبارك النهاردة .!!
-الحمدلله يا مدام ميريهان أنا كويسة ...
-قومي يا حبيبتي اغسلي وشك في الحمام وتعالي عشان تفطري يالا بسرعة ...
هزت جواهر رأسها وهي تتجه نحو الحمام ...دخلته وفتحت صنبور المياه وغسلت وجهها جيدا ثم جفتته وخرجت لتجلس مع السيدة ميريهان...
...
ذهبت وجلست مقابلها وهي تتناول طعامها بهدوء ...فجأة نظرت إلى ميريهان وقالت:
-شكرا يا مدام ميريهان ..شكرا لانك ساعدتنيني أنل مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه...شكرا بجد!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
خرجت من القصر الخاص به وهي تتنهد بتعب ...رغم ان هذا كان صعب ولكنها على الأقل ربحت ضميرها من جهة جواهر ...المسكينة تعذبت كثيرا بسببها ...جواهر خسرت حب حياتها لتنقذها هي وهذا أقل ما تفعله لها ..ولكن الأمر لم ينتهي بعد يجب أن تثبت انها هي عبير صديق ...فهي الآن زوجة عدي حسب الاوراق التي زورها والدها وعدي لم.يعرض مساعدته في هذا الأمر ...الحقيقة انه لم يتكلم من الأساس ...فبعد ان اخبرته كل الحقيقة كاملة ظل صامتاً ...ينظر إليها بعيني فارغة ووجه جامد وهى من الأساس لم تتوقع.منه شئ بل أرادت اخباره حتى تبرئ جواهر امامه لكي يعرف ان جواهر لم تقصد خداعه بل ضحت بنفسها من أجلها هي ...دعكت عينيها بتعب وهي تكمل سيرها ورأت على مقربة منها أمير...أمير الذي رفض أن تأتي بمفردها بل أتى معها ...اعطته ابتسامة قصيرة لتجد على وجهه إمارات الراحة واقترب منها بسرعة وهو يزفر براحة ويقول:
-الحمدلله افتكرته انه ممكن يحبسك عنده عشان كده.كنت عايز ادخل معاكي !!!
ابتسمت عبير له وقالت:
-مظنش انه شيطان زي ما بيقولوا يا أمير ...ه. معملش أي حاجة تزعجني بالعكس سابني بهدوء وانا قدامك اهو متقلقش بس بتمنى يقدر يساعد جواهر المسكينة ... البنت منهارة اووي ...وابويا لو عرف انها اعترفت لعدي هيقلب الدنيا فوق دماغها ...أنا خايفة اووي يا أمير.....خايفة لبابا يعمل حاجة لجواهر ...أنا لازم ادور على جواهر والاقيها بس المشكلة تليفونها مقفول وانا مش عارفة اتواصل بيها ازاي. ..أنا خايفة يا أمير ....
-متقلقيش بإذن الله ..هنلاقيها بأمر الله المهم أنتِ متخافيش ...
قالها بصوته المطمئن لها فابتسمت له ...ماذا كانت ستفعل لو هو غير موجود في حياتها بالتأكيد كانت ستجن ...انه حقا مهم لها.....مهم جدا ...هو من يدعمها ...يقف بجانبها ...لا يجعلها تشعر بالهلع .أنها تعشقه كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله...وهي تشكر الله يوميا لأنها حصلت عليه وتتمنى أن تتزوج به هو ...فقط هو ...
-روحتي فين مني ؟!
قالها أمير بحيرة لتهز رأسها بالنفي وتقول :
-مفيش حاجة يالا نمشى من هنا ...
وبالفعل ذهبوا مسرعين واستقلوا سيارة الأجرة ..!!
.....
في مركز التجميل...
انتهت جواهر اخيرا من تناول افطارها ونظرت إلى ميريهان بإمتنان وقالت:
-اوعدك بس تتسهل الظروف همشى من هنا ...أنا عارفة امي متقلة عليكي ...
-ايه يا بت مالك ...ده أنتِ لسه جاية امبارح يا بت وبعدين يا اختي أنا عملت ايه يعني ؟متبقيش اوفر يا جواهر ...
أطرقت جواهر برأسها فأكملت ميريهان وهي تشد على كفها :
-اقعدي هنا قد ما تحبي ...محدش هيكلمك ومحدش هيسألك...ووقت ما تكوني مستعدة تمشي امشي ...بس متحسيش بالكسوف ...واشتغلي هنا معانا وباتي هنا كمان...
تنهدت جواهر وهي تنظر إليها ...فها هي قد خلت لها مشكلة كبيرة...ولكن الى متى سوف تهرب ...شريف سوف يحضرها عاجل ام اجلا وحينها سوف يدمرها ...يمحيها من على وجه الأرض ....وايضا عدي ...عدي لن.يمرر لها ما فعلته ...بالتأكيد سوف يعاقبها على ما فعلته ...لانها خدعته !!! ..
-جواهر روحتي فين ..
قالتها ميريهان بصوت مرتفع نسبيا لتخرج جواهر من شرودها وتقول :
-انا هنا يا مدام ...ماشي موافقة وهشتغل هنا ...ينفع ابدأ من دلوقتي . .
ابتسمت ميريهان وقالت :
-اكيد طبعا ...
هزت جواهر رأسها وهي تمسك ثياب العمل وتذهب للحمام كي ترتديها ...
بعد قليل خرجت وهي ترتدي ثياب عملها وتمسك المكنسة وتبدأ في تنظيف مركز التجميل وهي تغلق عقلها عن التفكير في أي شىء ...لو ظلت تشكر السيدة ميريهان عشر أعوام على ما فعلته معها لن يكفي ابداً...هي لن تنسى انها احتضنتها في الوقت الذي لفظها فيه العالم .. تذكر ت كيف اتت لهنا بعد أن طردها عدي ...كانت تبكي بقوة ...كانت مقهورة ويبدو عليها البؤس ....لم تفكر ودخلت مركز التجميل وكان أول من استقبلها السيدة ميريهان التي لم تسأل عن أي شئ ولم تعاتبها بسبب اختفائها المفاجئ ويبدو أن لا أحد يعرف بقصتها مع عدي ...ولا احد رأى تلك الصور التي تم نشرها على الانترنت .....وهذا جيد...ربما يمكنها نسيان كل شئ والبدء من جديد!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-عايزة افهم حضرتك جايبني وحا بسني هنا على أساس ايه ؟!
صرخت ورد بياسين الجالس على أريكته بإرتياح يمسك طبق كبير به فشار بينما يتابع احدي المسرحيات التي يحبها ...ولم يعطيها أي انتباه ...شدت ورد على اسنانها وودت لو تلكم وجهه ....الو غد يتجاهلها ...
-بقولك رد عليا يا ياسين ...
صرخت وهي تطيح طبق الفشار من بين يديه لينكب على الأرض بينما يتحـ طم الطبق بدوي مرتفع ....
تصاعدت النير ان بعينيه وشعر بغضب لا يمكن السيطرة عليه ...شيطا نه اخبره ان يضر بها...يضر بها ويفرغ غضبه.بها...ولكنه بشق الأنفس سيطر على نفسه ونهض وهو ينظر إليها بدون رضا ويقول بصوت جامد:
-ورد أنا بحبك ومتمسك بيكي وبعمل المستحيل عشان احافظ على جوازنا ...أنا عارف أن فيه مشاكل بيننا يمكن أنا مش قادر تلمس ايه المشكلة بالضبط... وبحاول اعدي تجاوزاتك معايا ...بحاول افتكر الحلو اللي عشته معاكي وبصبر ...بس أنا مش هصبر كتير يا ورد على تصرفاتك دي زي ما بيقولوا أنما للصبر حدود وانا صبري ليه حدود برضه ياريت تحترميها...
-طيب وليه جاي على نفسك كده ما قولتلك طلقني وارتاح يا ياسين ...طلقني ...
زفر بضيق وقال:
-اللهم طولك.يا روح ..يا بنتي الله يهديكي بطلي استفزاز ..أنا مش هصبر عليكي كتير ..
-محدش قالك اصبر ..
قالتها وهي ترفع وجهها له ...عينيها البنية تبرق بعداء ...تنهد ياسين وهو ينظر إليها ...انها مختلفة عن المرأة التي عشقها وبدأ يقتنع أكثر بكلام أمجد ووالدته ...ربما ورد الآن ليست بوعيها بالفعل...ربما يكون كلامه عن السحر صحيح ...ربما هي تعاني بطريقتها ...تنهد هو بتعب وقال :
-صابر عشان.بحبك ...
-محدش قالك تحبني ...
قالتها بفظاظة شديدة ...كانت مصرة على اخراج اسو أ ما به ولكنه لم ينقاد لإستفزازها ...قرر ان يصبر....ورد تستحق ان يصبر من أجلها ...
ابتسم ابتسامة ساحرة واقترب منها ثم قبلها على وجنتها وقال بلطف:
-للاسف يا ورد الحب مش بإيدينا ...قلبي بيحبك وانا مليش على قلبي سلطان ...مفيش سلطان على القلوب الا ربنا ...
تراجع غضبها قليلاً واكتسى وجهها بالشعور بالذ.نب ....هي لا تعرف لماذا تعامله بتلك الطريقة السيئة ...هي تعرف انه لا يستحق أبدا ان يعامل بتلك الطريقة...ولكن هي لديها كر ه غريب نحوه ..كر.ه لا تعرف سببه ...دعكت عينيها وهي تشعر بالتعب ...انها تمر بضغط عصبي تتمنى أن ينتهي قريبا ...
كان ينظر إليها بشفقة ...شفقة عليها وشفقة على الحال الذي وصلوا إليه...كانت حياتهما مثالية ...صحيح لا تخلو من بعض الجدال ولكن الجدال معها كان يجعله عاشقاً لها اكثر ...ولكن الآن كل شئ تغير ...انه يبحث بجنون عن الحب بعينيها ولكنه لا يجده ...وهذا نوعا ما يحط ـم قلبه ...ولكن ان أتى أمجد واثبت انها مسحو رة وان جوري هي السبب سوف يمسك برأس جوري ويقتلعها من مكانها ...تلك المجنو نة المخـ تلة!!!
-متفكريش كتير !!
قالها بلطف شديد ثم أمسك كفها وجذبها لغرفة النوم ...اتسعت عينيها بحذر وقالت بهجوم:
-أنت جايبني هنا ليه ؟؟ها قولي بتفكر فيه ايه ؟!
نظر إليها ببلاهة وقال:
-أنتِ ليه محسساني اني شاقطك وجيبتك البيت عندي وقولتلك امي تعبانة وبعدين تكتشفي اني خدعتك عشان اسلب منك أعز ما تملكي...فوقي يا ماما انتِ مراتي ...مراتي وحامل بإبني فلو عايز حاجة كدا ولا كدا هتكون حقي يا غبية ...
نظرت إليه بضيق فاكمل بعبوس:
-عموما يا اختي أنا مش بفكر في اللي بالك ده أبداً أنا راجل محترم... انتِ بقا اللي مخك كده دايما حادف شمال وبتظني فيا اوحش ظن وانا مفيش حد مؤدب قدي ...
رفعت حاجبيها بإستنكار ليبتسم ويقول :
-انا جايبك الأوضة عشان ترتاحي شوية بدل ما أنتِ عاملة زي فرق لوز كده ...متنسيش أنك حامل في ابني وعايزين الواد يجي سليم ويطلع عاقل زي أبوه مش مخه ضارب زي أمه...
لم تجادله اكثر من هذا فهي بالفعل كان لديها صداع شديد بسبب الجدال معه ...هو حقاً عنيد وهي لن تستطيع أن تتفوق عليه بأي نقاش....
-رايحة ارتاح اهو ...ما أنا مش هاخد من الجدال معاك الا و جع الدماغ ...
ابتسم بإنتصار وقال:
-نصيحة من مهندس ذكي متجادليش مهندس لانه أذكى منك وهيعرف يغلبك في الكلام ...العبدلله عشان متواضع مبيحبش يتكلم عن نفسه كتير وقد ايه هو ذكي ومفيش منه
-آه فعلا انت متواضع جداً ...باين وواضح.أووي للاعمى ...
-صحيح يا قلبي واضح جداً ..المهم يا مزة أنا رايح دلوقتي اسخنلك الشوربة اللي أمي بعتتها لينا عشان تتغذي وتعرفي تجادلي بدل ما انتِ بتجادلي على معدة فاضية ...
ثم تركها وخرج من الغرفة ... ..
بينما هي اتجهت الى الفراش وتسطحت عليه وهي غارقة في تفكيرها ...تشعر بالدموع تلسع عينيها ...تشعر انها تختنق بالفعل وكأن شئ بغيض يجثم على قلبها ...هي تشعر بالضيق لانها موجودة هنا ...عندما كانت عند والدتها كانت مرتاحة قليلا ولكن الآن تشعر ان جدران الغرفة الواسعة تضيق عليها فتخنقها ...انسابت دموعها وهي تغمض عينيها بتعب ...ترغب ان تنام...ترغب ان تهرب من كل شئ ...وبالفعل غرقت بالنوم ...
.......
في غرفتها ...
كانت تمشط شعرها الطويل وهي تغني احدى اغاني أم كلثوم ...بينما ابتسامة رائعة تحتل شفتيها ...تشعر بالسعادة والراحة وكأن لا شئ يشغل بالها .. ..فجأة شعرت بذراعين تحيط بخصرها وأحدهما يضع شفتيه على وجنتيها ...ابتسمت بسعادة وأغمضت عينيها وهي تقول :
-ياسين ...
ثم استدارت لتتسع عينيها بصدمة وهي تجد علي الذي أخذ يقترب منها ويقول :
-علي مش ياسين ...
ثم لمس وجنتها وهو يقترب بشفتيه منها ...
-لااااا...
انفلتت تلك الصرخة من بين شفتيها وهي تفتح عينيها ليتراجع ياسين بتوتر وهو يراها تنهض بتلك الطريقة ...عندما دخل ووجدها نائمة بسلام وضع الطعام على جنب وجلس بجوارها وهو يتأملها نائمة بسلام ولم يستطع مقاومة ان يلمسها ويقبلها ...لقد اشتاق ان يقترب منها لهذا الحد ولكن صرختها المفاجئة صدمته...
كانت تتعرق هي وتلهث بقوة ...رباه ما هذا الكابوس ...انها دائما تحلم به ...
&فيه ايه يا ورد مالك ؟!
كان ياسين ينظر إليها بصدمة ...ابتلعت ريقها وقالت بصوت خافت :
-كابوس ...مجرد كابوس ....
هز رأسه بتفهم وجلس بجوارها مرة آخرى وهو يمسك كفيها ويقول:
-طيب أنا سخنت الشوربة وحاولت اطلع بأقل الخساير تحبي تأكليها ..
هزت رأسها بهدوء لينهض بسرعة ويجلب الحساء ثم يضعه على الفراش ثم شرع بإطعامها ولكن هي ازاحت رأسها وهي تقول بنبرة باردة قليلا :
-معلش يا ياسين أنا عايزة اكل لوحدي ...لو سمحت ...
ابتسم في وجهها ولم يظهر جر حه منها وقال:
-طبعا يا حبيبتي اللي تشوفيه ...
ثم ترك لها الملعقة وجلس على المقعد المقابل وهو يتأملها بعمق ...متى ستنتهي مأساته معها ...فجأة تذكر انه يجب أن يتحدث مع أمجد لكي يأكد عليه موعد حضوره ...
نهض فجأة وهو يمسك هاتفه ويخرج من الغرفة ويتصل بأمجد ...انتظر بصبر حتى رد أمجد على اتصاله...
-شيخ أمجد اخبارك ايه ؟!
-اهلا اهلا يا باشمهندس ايه قدرت ترجع زوجة حضرتك للبيت...
هز ياسين رأسه وقال:
-ايوة يا شيخ قدرت ارجعها الحمدلله..كده حضرتك هتجيلنا امتى ؟!
-بكرة بأمر الله ..
اتاه الرد من الناحية الآخرى ليبتسم براحة ويقول:
-تمام اووي يا شيخ مستنيك هبقى ابعتلك العنوان واتصل بيا كمان عشان اجهز نفسي ...
-تمام ..
ودعه ياسين آخيراً وهو ينتظر قدوم الغد بفارغ الصبر
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
•تابع الفصل التالي "رواية الشيطان وقع اسيرها" اضغط على اسم الرواية