رواية الشيطان وقع اسيرها (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سولييه نصار
رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الثامن و الثلاثون 38
(أحبك للنهاية)
أحبك في كل يوم ثلاثين عاماً..
وأشعر أني أسابق عمري..
وأشعر أن الزمان قليل عليك..
وأن الدقائق تجري..
وأني وراء الدقائق أجري..
وأشعر أني أؤسس شيئاً..
وأزرع في رحم الأرض شيئاً..
وأشعر حين أحبك أني أغير عصري
(نزار قباني )
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان يصفر بسعادة وهو يعد الأفطار لها …اليومين السابقين سمحت له أن يقترب منها أكثر وأكثر …شعر أن حبيبته وزوجته قد عادت اخيرا وكم هذا أسعده …كان قلبه يخفق من فرط سعادته ….بدأ يغني بسعادة وهو يشعر أنه امتلك العالم بأكمله !!!
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
ولا قلبي قد عذابه، عذابه
طول عمري بقول
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
ولا قلبي قد عذابه، عذابه
وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي
ما عرفش إزاي حبيتك
ما عرفش إزاي يا حياتي
وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي
قاطع غناؤه ورد التى ولجت للمطبخ ثم حاوطت خصره بذراعيها وهي تسند رأسها على ظهره وتقول :
-مين اللي غير حياتك ؟!
-يعني مش عارفة مين ؟!
-تؤ مش عارفة ممكن تقولي انت .
قالتها بتسلية وابتسامة رائعة على شفتيها …تشعر أنها تحسنت كثيرا عن السابق وخاصة عندما بدأت تلتزم بشكل جدي بالصلاة وتقرأ القرآن بكثافة …صحيح ما زالت الكوابيس تها جمها ولكنها تتجاهلها تماما …وصحيح أن النفور جهة ياسين لم يختفي تماما ولكنها قررت أن تحارب هذا الإحساس وتعطي لزوجها كل الحب الذي يستحقه …فهو اثبت انه يستحقها …اثبت انه يحبها بجدارة …
استدار ياسين ونظر إلى ورد بإبتسامة صافية…عينيه الخضراء كانت تلمع بشدة …تلمع بالعشق لها …عانقت كفيه وجهها وابتسم وقال:
-أنتِ اللي غيرتي حياتي يا ورد …أنتِ وبس ….أنا عمري ما كنت اتخيل اني اتعلق بحد للدرجادي …معرفتش يعني ايه يكون حد معين عامل زي الوطن وغيابه عننا بيكون معناه ضياع …أنا كنت ضايع وأنتِ بعيدة …صحيح كنت بكابر…وكنت بقول لنفسي اني مش مهتم بس بجد كنت ضايع…كنت ضايع اووي وانا شايفك بعيدة ومش عايزة تقربي مني …حسيت اني منبوذ من وطني ….أماني…بس بعد ما رجعتي حسيت أن رجعت لبلدي تاني …حاسس دلوقتي بالآمان …حاسس اني في بيتي …ابتسمت له بحب ليقترب منها ويقبل جبهتها بلطف ويقول:
-عملتي ايه فيا يا ورد ؟!بقيت مش عارف اعيش من غيرك …
ابتسمت بخجل ثم ابتعدت قليلا وقالت وهي تشاكسه؛
-معقول الرومانسية دي طالعة من ياسين ….أنا مش قادرة اصدق …
نظر إليها ياسين بضيق وقال:
-تصدقي يا بنت أنتِ واحدة نكارة الجميل…بقا أنا مش رومانسي …مين يا بت اللي كان بيقولك شعر …ده انا كنت بقعد ساعتين في قصيدة عشان اقولها لك
-وسبحان الله عمر ما في قصيدة معاك ضبطت للآخر …كنت علطول بتقولهم غلط !!
-فعلا خيرا تعمل شرا تلقى .
قالها ياسين بتذمر ثم أكمل :
-يعني بعد كل اللي عملته والتعب اللي تعبته ده مفيش تقدير خالص للي بعمله ؟!!!
ضحكت ورد على شكله الطفولي ليكمل هو :
-مسيرك يا جميل تندم لما تلاقي حد تاني بيقدرني .
حاوطت بذراعيها عنقه وقالت بثقة :
-مستحيل تحب غيري…قلبك ليا انا وبس …زي ما أنا ليك وبس يا ياسين …
ثم عانقته وقالت :
-بحبك ..
تنهد وهو يقبل رأسها ويقول بصوت أجش
-أحبك في كل يوم ثلاثين عاماً..
وأشعر أني أسابق عمري..
وأشعر أن الزمان قليل عليك..
وأن الدقائق تجري..
وأني وراء الدقائق أجري..
وأشعر أني أؤسس شيئاً..
وأزرع في رحم الأرض شيئاً..
وأشعر حين أحبك أني أغير عصري
(نزار قباني )
تنهدت وقالت :
-حفظتها لوحدك …
-قعدت يومين احفظها بس ياريت نعجب الهانم …
ضحكت وهي تقبل ذقنه وتقول:
-بصراحة عجبتني …
ثم ضحكا سويا ولكن فجأة توقف هو عن الضحك وأمسك كفها وقبله وقال:
-ممكن متبعديش عني تاني..لأن الحياة من غيرك متتعاشش …ممكن …
هزت رأسها بقوة وقالت:
-مش هبعد وعد
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-أمي بتحتضر …بتحتضر ازاي انت بتقول ايه ؟!
قالتها جواهر والدموع تحتشد بعينيها …كانت تشعر أنها سوف تُصاب بالجنون …تشعر أن الطبيب يهذي …أو يمزح …تتمنى من كل قلبها أن يكون هكذا …تتمنى الا يكون ما قاله صحيح ….انفجـ رت الدموع من عينيها وقالت:
-انت قولت ..انت قولت …
ثم ترنحت قليلا إلا أن الطبيب امسك كفها وقال :
-اهدي شوية يا آنسة وتعالي اقعدي …
ثم سحبها بلطف لتجلس على المقعد بينما ما زالت تبكي …تشعر أنها في حلم سئ تريد الاستيقاظ منه …
جلس عمرو على المقعد المجاور وقال بهدوء شديد :
-والدة حضرتك لما جات هنا وبدأنا العلاج كانت كل حاجة ماشية تماما بس بعد كده بقا العلاج مش جايب أي نتيجة معاها والورم بينتشر بشكل جنوني وأنا كلمت شريف بيه وحبيت ابلغك بس هو قالي مقولكيش عشان مش هتستحملي وانا اكدب عليكي …
توسعت عيني جواهر وأصبحت الدموع تنهمر من عينيها دون توقف !!!
وضعت كفها على. صدرها وهي تشعر بالإختناق ..شعرت بالفعل أنها سوف تموت ….تشعر وكأنها انفصلت تماماً عن العالم …
اكمل عمرو وهو يشعر بالذنب :
-أنا اسف جدا جدا يا آنسة جواهر مكنتش عايز اكذب على حضرتك بس شريف بيه فهمني انك هتنهاري لو عرفتي الخبر ده وهو اترجاني مقولكيش …أنا آسف !!!
نهضت وهي تصرخ :
-أسف بكل بساطة !!!اصرف من فين اسف حضرتك …قولي في انهي مكان اقدر اصرف الآسف بتاعك ؟!…أنت دكتور انت ؟!انت مستحيل تكون دكتور او انسان حتى …انت وشريف نسخة واحدة …مجر مين …أنا هاخد امي من المخروبة دي !!بس مش قبل ما اروح اشوف ابن الجذ.مة اللي بيلعب بيا ولا كأني عروسة ماريونت …
ثم ذهبت غاضبة …كانت مصممة على هدم العالم على رأسه هذا الحقير عديم الإنسانية ..لم تتخيل ابدا أنه مختل لتلك الدرجة ….رباه كيف يتلاعب بها بتلك الطريقة …
……..
بعد ساعة إلا ربع تقريبا وصلت إلى منزله ثم اندفعت إليه ودخلت كالعادة وهي تصرخ
-يا شريف بيه اطلع …اطلع يا حيلتها.ده أنا هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليك …
خرج شريف من مكتبه بهدوء وقال:
-كان مفروض أنبه على الآمن اللي برا ميدخلوش الأشكال دي ..للاسف نسيت ودخلوكي …
اقتربت منه جواهر وعينيها تبرق بغضب ثم امسكته.من قميصه القطني وصرخت :
-وليك عين تتكلم …أنت كدبت عليا …كدبت عليا وخدعتني …فهمتني أن أمي بتتحسن وأتاري هي بتحتضر …امي بتموت وانا مكنتش جمبها
بهت قليلا وهو ينظر….وابتلع ريقه وهو عاجز عن الكلام ….
احتشدت الدموع بعيني جواهر وقالت بنبرة مختنقة :
-ليه …ليه تعمل فيا كده يا شيخ ليه ؟!! دي امي …امي …عايز تحرق قلبي على امي …انت فاكر نفسك مين ها !!!!
انفجرت الدموع أكثر من عينيها وقالت:
-حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ …أنا عمري عمري ما هسامحك …ربنا يجازيك على عملك …ربنا ينتقم منك …يارب يحرق قلبك زي ما حرقت قلبي …..
ثم تركته وغادرت وقد حفرت كلماتها جرح عميق بقلبه !!!
ترنح وجلس على الأريكة وهو يضع كفيه على وجهه مخفياً دموعه التي بدأت تنساب من عينيه
………..
عادت جواهر مرة آخرى إلى المركز لتعيد والدتها الى المنزل …
…..
ولجت بخطوات ضعيفة إلى غرفة والدتها التي يظهر بوضوح الإعياء عليها ….اعتصر قلبها من الألم وهي تراها بهذا الشكل …هي السبب …هي من ابتعدت عنها…ليتها لم تتدخل بشئون عبير …ليتها نعم هي الآن ندمت لأن بسبب عبير ووالدها هي ابتعدت عن والدتها بسبب شجاعتها التي تتشدق بها خسـ رت كل شىء ….آخر شئ جميل في حياتها سوف يتركها ويذهب ….
حبيت أنفاسها عندما نظرت إليها والدتها فجأة وابتسمت بإعياء وقالت ؛
-جواهر بنتي أنتِ هنا؟!وحشتيني يا جواهر …كده متسأليش عليا …نسيتيني !!!
انفجرت هي بالبكاء واقتربت من والدتها وهي تمسك كفها وتقبله بعنف وتقول من بين دموعها :
-سامحيني …سامحيني ابوس ايديكي يا أمي…حقك عليا …حقك عليا …
شدتها والدتها وعانقتها والاثنان انفجرا بالبكاء …
بعد لحظات طويلة من الدموع والإشتياق ابعدتها والدتها عنها قليلا وأخذت تقبل رأسها وتقول:
-انا عمري ما ازعل منك يا جواهر …أنا عارفة انك بتعملي كده عشاني…عشاني وبس …أنا مش زعلانة يا بنتي …حقك عليا أنا …أنا بتعبك …
كادت أن تنهار بالفعل بسبب كلمات والدتها ولكنه سيطرت على نفسها وامسكت كفها وقالت وهي تقبله:
-يالا يا امي هنمشي من هنا …هترجعي معايا البيت
هزت والدتها رأسها ….
………..
مرت نصف ساعة تقريباً …
خرجت جواهر من المشفى وهي تمسك ذراع والدتها …عينيها حمراء بفعل البكاء والجهد الذي تبذله كي لا تنهار مجدداً لقد أخبرها الطبيب بصراحة تامة أن حالة والدتها أصبحت سيئة للغاية وأن العلاج لا يأتي بأي نتيجة …لقد أخبرها بالشئ الذي قادر على تدميرها بكل بساطة …
أوقفت سيارة أجرة ثم ساعدت والدتها على ركوبها وركبت بجوارها لتنطلق السيارة مسرعة….
…..
وصلا إلى المنزل …
أخرجت حقيبة والدتها من السيارة وامسكت كف والدتها باليد الآخرى وهي تذهب لمنزلها الصغير …هذا المنزل الذي سوف تقضي به آخر أيامها مع والدتها …الفكرة نفسها جعلت شهقة مؤلمة تنفلت من بين شفتيها …
-مالك يا بنتي فيه ايه ؟!
قالتها سوسن بحيرة لتهز هي رأسها وتقول:
-مفيش يا ماما أنا كويسة …كويسة أووي…مبسوطة انك خرجتي وهتقعدي معايا …
ابتسمت سوسن في وجهها ومن الداخل تشعر بالشفقة على ابنتها المسكينة …هي ليست حمقاء وتعرف الحقيقة …تعرف أن العلاج فشل معها وهي الآن في آخر أيام حياتها …الموت قريب ..هي تشعر به !!
……..
اخيرا هما في المنزل ….نظرت جواهر إلى اركان المنزل بإشتياق …كان كل شئ على ما يرام …كانت تعيش مع والدتها بسعادة شديدة لولا أنها قررت أن تتدخل في أشياء لا تعنيها …قررت أن تساعد عبير وها هي قد تدمرت حياتها تماما ….عدي تركها ووالدتها سوف تموت …بينما عبير ..عبير سعيدة وسوف تتزوج من رجل أحلامها …أصبحت هي الخاسرة الوحيدة بسبب تضحيتها الغبية …
ابتسمت جواهر في وجه والدتها وهي تضع أفكارها على جنب …قررت منذ اليوم أنها لن تفكر الا بوالدتها …سوف تقطع علاقتها بالجميع حتى عبير …لا تريد أن ترى عبير ولا أي شئ يخصها…ستعيش لوالدتها فقط ….
-ايه رايك يا سوسو تأكلي مكرونة بالبشاميل من ايدي انا جبت حاجاتها وهعملهالك النهاردة وأنتِ هتاكلي منها …
-معدتي وجعاني يا بنتي خلينا في حاجة خفيفة …
ابتسمت جواهر بإشفاق وقالت:
-معلش يا ست الكل كلي على قد نفسك …انتِ بتحبي الأكلة دي وانا هعملهالك …
-اللي تشوفيه يا بنتي
-يالا ارتاحي يا ماما وانا هغير هدومي وهبدأ اجهز الأكل ..
ثم اقتربت من والدتها وجعلتها تجلس على الأريكة بالصالة وفتحت لها التلفاز ثم اتجهت إلى غرفتها وخلعت ملابسها وارتدت عباءة بيتية قصيرة وربطت شعرها الطويل ثم اتجهت للمطبخ…
فتحت الثلاجة لتخرج اللحم إلا أن رنين هاتفها أوقفها عما تفعل …
اغلقت الثلاجة مرة آخرى وأخرجت هاتفها من جيبها وهي ترى من المتصل …
عينيها لمعت بالغضب وهي ترى عبير تتصل بها …ألغت اتصالها ثم بسرعة اضافتها لقائمة الحظر !!!
….
في مركز التجميل البسيط …
كانت عبير جالسة على الأريكة تنتظر دورها ليتم تجهيزها …وتضع الهاتف على اذنها لكي تكلم جواهر …فجأة عبست وهي تنظر للهاتف وقالت:
-هي جواهر بتكنسل عليا ليه ؟!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
ارتعش قلب رانيا وهي تراها أمامها تنظر إليها بترفع وابتلعت ريقها لتتأفف ليلى بضيق وتكرر طلبها :
-ممكن اتكلم معاكي ؟!!!
هزت رانيا رأسها بسرعة وقالت:
-أكيد …اتفضلي يا هانم .
ثم أفسحت لها الطريق لتدخل ليلى وهي ترفع رأسها بكبرياء …تنظر الى المنزل البسيط بنفور وهي لا تصدق أن ابنها الطبيب وقع في حب فتاة بهذا المستوى …يجب أن تنقذ ابنها الغبي من صائدة الأموال تلك !!
-تحبي تشربي ايه يا هانم ؟!
قالتها رانيا بأدب لتنظر إليها ليلى وتقول بقرف:
-لا ميرسي مش عايزة اشرب حاجة …عايزة اتكلم معاكي بس …
ثم نظرت حولها وقالت:
-أومال فين والدتك ؟!
-أمي نايمة يا هانم
هزت رأسها وقالت:
-كويس اووي مش هيبقى حلو أنها تسمع كلامي ليكي …وانا مش عايزة احرجك قدامها عشان عاملة اعتبار أنها تعبانة ومش هتتحمل الحقيقة ..
عبست رانيا في وجهها وقالت:
-حقيقة ايه يا هانم أنا مش فاهمة حاجة …
ابتسمت ليلى ببرود وقالت:
-يعني أنتِ مش عارفة أنا جاية هنا اتكلم معاكي ليه ؟!
-لا مش عارفة .
قالتها رانيا بتوتر بينما عقلها يعمل بسرعة ..تحاول أن تفهم …ماذا ستقول …هل ستتهمها مجددا أنها تغوى ابنها. ألن تنتهي من تلك الاتهامات الباطلة ابدا !!!فكرت بتعب ….
-عايزة ايه من ابني يا رانيا …
قالتها ليلى دون مقدمات وهي تنظر إلى رانيا وعينيها تبرق بشكل مخيف …نظرت إليها رانيا بحيرة وقالت :
-مش عايزة منه اي حاجة يا ست هانم …هكون عايزة ايه منه يعني ؟!حضرتك فاهمة الموضوع غلط مفيش بيني وبين يحيى اي حاجة .هو دكتور وعمل عملية لأمي وقبل كده كنت بشتغل عنده وبس ده كل حاجة …لكن حضرتك فهمتي غلط خالص ..
-أنتِ هتستهبلي يا بنت !!!
رفعت ليلى صوتها وقد احمر وجهها من الغضب …تنهدت رانيا محاولة السيطرة على غضبها وقالت :
-لو سمحتي يا هانم مينفعش كده ..أمي تعبانة مينفعش تعلي صوتك بالشكل ده …أنا بقولك الحقيقة ..مفيش اي حاجة بيني. بين ابن حضرتك …حضرتك اللي فهمتي غلط وحتى تقدري تسأليه …
ابتسمت ليلى بسخرية وقالت :
-ما أنا سألته يا حبيبتي وحزري فزري قال ايه ؟!
صمتت ليلى قليلا وهي ترمق رانيا بنظرات كارهة وأكملت :
-قال أنه للاسف بيحبك !
بهت وجه رانيا كالاموات ونظرت إليها وهي لا تصدق …اكيد هي تمزح أو تهذي…لا يمكنها أن تكون جدية …..اي حب هذا …يحيى بالتأكيد لا يحبها ….أخذت قلبها يدوى داخل صدرها وقد احمرت وجنتيها بقوة … تلك الخفقات القوية عادت لتهزها من الداخل …هل قالتها بالفعل ام هي سمعت خطأ …هل يحبها …يحبها معقول !!!
-يا مدام اكيد حضرتك فاهمة غلط …دكتور يحيى….
ولكن ليلى قاطعتها وهي تنهض وقالت:
-بصي يا حبيبتي الكلام ده ميخشش عليا أنا …أنا فاهماكي وفاهمة تفكيرك ….بتوقعي واحد غني في حبك عشان تاخدي فلوسه وتعيشي في مكان ارقى من كده وحياه احسن من كده ….لا يا حبيبتي. ..أن كان يحيى ابني كان غبى ووقع فأنا مش هقع خالص في فخك …أنتِ مستحيل تدخلي بيتي كعروسة ليحيى ..فوفري على نفسك اللي بتعمليه….
نهضت رانيا بغضب. قالت:
-لو سمحتي يا هانم كفاية إهانات لحد.كده
.أنا عملتلك ايه عشان تهنيني بالشكل ده …أنا والله العظيم مليش اي دعوة بإبنك ولا حاولت اغويه ولا ايه حاجة وانا …
ولكن ليلى قاطعتها بإشارة من يدها وقالت وهي تقترب منها بصوت خافت :
-صوتك العالي ده مش هيخوفني …ولا هيخليني اقتنع انك بريئة يا آنسة رانيا …أنتِ هتفضلي بالنسبالي واحدة رخيصة عايزة تغوي ابني وانا هحاول احمي ابني منك …
شهقت رانيا وقد انفجرت الدموع من عينيها وقالت:
-حرام عليكي ايه اللي بتقوليه.ده …أنا مليش دعوة بإبنك …
-اومال بتقربي منه ليه .!ليه بشوفه دايماً معاكي !! …ليه ابني يعمل عملية لوالدتك ببلاش ؟!
بهتت رانيا وقالت:
-هو قالك؟!
-يعني عملك العملية ببلاش !!!
صرخت ليلى بغضب …ثم وضعت كفها على شعرها وقالت:
-الغبي المتخلف …اي حد يقدر يضحك عليه بسهولة …
-لا يا مدام أنا مضحكتش على حد ..ابنك اللي عرض يعملها العملية مشكور …وانا هفضل شايلاله الجميل ده طول عمري …ومتقلقيش أنا عمري ما هقرب منه تاني ….
تنهدت ليلى وهي تحاول أن تستعيد سيطرتها وقالت بنبرة الطف :
-شوفي أنا مش عايزة اضايقك …أنتِ برضه بنت مسكينة …عشان كده ايه رايك اديكي قرشين ومشي بيهم حالك و ..
-لا يا هانم كتر خيرك ..أنا هبعد عن ابنك.من غير اي فلوس …شكرا ليكي يا هانم…شرفتيني …
رفعت ليلى حاجبيها بدهشة …الفتاة كانت تطردها بالفعل من المنزل …كيف تجرؤ على هذا
فكرت بغضب ولكن اخيرا أبتسمت لها ببرود وقالت:
-يفضل فعلا تبعدي عنه ؟!مش عايزة ازعجك يا رانيا ..فكري في حالة والدتك على الأقل ..ماشى يا حبيبتي …
ثم تركتها وغادرت لتسقط رانيا على الأرض ودموعها تنهمر من عينيها لماذا يحدث هذا معها …لماذا !!!لماذا هي من تتحمل كل هذا ؟!تتحمل الأهانة وكل شئ آخر؟!متى سوف تتصلح حياتها؟!كلما أملت أن تنصلح حياتها يتدمر كل شئ ….
-رانيا يا بنتي …
صوت والدتها جعلها تنتفض بقوة …مسحت دموعها وهي تنهض مسرعة وتقول :
-جاية أهو يا أما
………
لقد تدهور الوضع …فهو بعد اعترافه لوالدته أنه يحب رانيا بدأت تتصرف بجنون ويخاف أن تؤذيها مرة ثانية …هو يخاف على رانيا منها يكفي المرة الأولى التي ذهبت فيها للفتاة واهانتها بشدة …لن يسامح نفسه بسبب هذا الموقف توقف فجأة وهو يرى والده جالس بهدوء يطالع الأريكة …كم أراد التكلم معه …أخباره بمشاعره …ولكنه خشى أنه هو أيضا ينقلب عليه…ماذا أن لن يفهم واتهمه بالجنون مثل والده
ماذا لو سخر منه وهو لن يتحمل هذا …بالتأكيد سيغضب …مشكلة والده أنه ليس له كلمة صارمة في البيت …يجعل كل شئ تحت تصرف والدته
.والدته هي من ربته ..هي من اختارت له المدرسة التي سوف يدرس بها …حتى أنها اختارت تخصصه وجعلته يحبه منذ صغره…لا يتذكر يوما ان والده
كان له دور في حياته…دوما كان متباعد…لا يعرف إلا العمل …حتى بعد قرر أن يبقى في البيت ويدير أمور الشركة من هنا ..علاقتهم سويا ليست قوية لتلك الدرجة
-بابا …
قالها يحيى بتردد وهو يقف أمام والدها بتردد…
نظر إليه والده وقال بحيرة:
-خير يا ابني ؟!
جلس يحيى وقال :
-بابا أنا عايز اقولك حاجة ؟!
-اتفضل يا بني قول ؟!
جلس بجواره وقال بسرعة :
-بابا أنا حبيت …
رفع والده حاجبيه بدهشة ليكمل يحيى:
-معرفش ده حصل ازاي بس انا حبيتها …
ترك الجريدة بيده وقال مبتسما:
-جميل اووي ..ومين سعيدة الحظ اللي قدرت توقع الدكتور يحيى
كاد يحيى أن يرد الا ان دخول والدته جمده وهي تقول :
-انا هقولك يا حبيبي ابنك بيحب مين …ابنك بيحب حتة خدامة لا راحت ولا جات…بنت رخيصة كده واحدة …
-ماما لو سمحتي كفاية …دي حياتي انا …ومش هسمحلك تتحكمي فيها ولا تهيني البنت اللي بحبها !!
زعق يحيى وعينيه الزرقاء تبرق بشكل مخيف فردت ليلى :
-خلاص يا حبيبي لو عايز تتجوزها اتجوزها بس اتجوزها بعيد عن البيت ده …البنت دي مش هتدخل البيت ده …وانت يا يحيى هتطلع برا بيتي و ….
تدخل زوجها وقال:
-معلش يا ليلى…ده يبقى بيتي انا…أنا وبس…وانا اللي أقرر مين يقعد ومين يمشي …وحاجة تانية …يحيى ليه كامل الحق يختار حياته لا أنا ولا أنتِ لينا حق نمنعه…
-يعني ايه ؟!
قالتها ليلى بجنون ليرفع هو رأسه ويقول:
-يعني يحيى راجل وهو حر يختار حياته زي ما هو عايز …لا أنا ولا أنتِ هنمنعه!!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-يعني ايه الكلام ده …يعني ايه ؟!!قولي ازاي السحر اتفك اومال أنا بديك فلوس ليه ؟!! ما أنا مش مقصرة معاك؟!ليه بقا فشلت يا استاذ !!!
صرخت جوري بالدجال…كانت تشعر بالجنون …لقد عرفت أن ورد عادت لمنزل ياسين والآن هو يخبرها أن مفعول السحر انتهى …هذا كاد يصيبها بذبحة صدرية …أنها ستموت بالفعل ان لم يصحح الموقف…
-يا جوري أنا …
قالها محاولا تهدئتها …يخاف أن يخسرها …فهي تعطيه مبالغ كثيرة وكما أنها تعجبه …مازال يريدها…هو لا يشبع منها اطلاقاً …
ولكنها صرخت به بإهتياج:
-أنت ايه …قولي انت ايه يا استاذ …أنت فشلت تفرقهم …فشلت …
امسك ذراعها واعتصرها بعنف وقال:
-لا حاسبي على كلامك والا أنتِ عارفة انا ممكن اعمل فيكي ايه كويس !!
دفعها حتى وقعت على الأرض وقال :
-انا مخدعتكيش ولا حاجة يا جوري أنا عملت السحر وهي فعلا سابته بس هما فكوه …اعمل ايه انا …هعمل سحر تاني بس المبلغ هيزيد لانه هيكون اقوى ….
-لا يا حبيبي بطلناها الشغلانة….انت مش هتخدعني تاني ….انت فشلت …فشلت ترجعلي جوزي …
ثم كادت أن تذهب إلا أنه جذبها إليه وقال:
-لا يا حبيبتي…ما هو دخول الحمام مش زي خروجه …لو مشيتي بالشكل ده تاني أنا هأذيكي واظنك فاكرة الاسبوع اللي فات لما عاندتيني أنا عملت ايه فيكي !!!
ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه وتتذكر كيف أنه مارس عليها السحر وبسببه لم تنام الليل كله وهي تشعر أنها محاطة بكائنات غريبة مرعبة …مازال قلبها يخفق بوجل عندما تذكرت ما فعله …والآن هي غير قادرة أبداً على أن تعارضه …حتى لو أرادت لا يمكنها الذهاب ..فهو رجل خبيث يعرف كيف يدمرها …
-عايز مني ايه ؟!
قالتها وهي تحاول أن تحافظ على ثبات صوتها الاوان صوتها خرج ضعيفاً مرتعشا …ابتسم هو وقال وهو يمرر أصابعه على وجنتيها الناعمة ويقول:
-ايوة أنا كده احبك يا فراولة …وبعدين يا ستي مش عايزة جوزك أنا هرجعولك متخافيش …أنا هعملها سحر المرة دي انما ايه مش هتقوم منه تاني …اتاكدي أنها هتموت ومحدش هيعرف ينقذها …أنا متأكد …
نظرت إليه بتوتر وقالت:
-انا اخدت وعود كتيرة منك وانت منفذتش ولا وعد فيهم …عمال تاخد مني فلوس وبس وتخليني اجيبلك زباين..حتى انك …انك …
أغمضت عينيها وهي لا تجرؤ على نطقها …هي بالأساس مشمئزة من نفسها بسبب ما تفعله معه…لأنها تعطيه نفسها وأصبح هو يستبيح جسدها متى أراد …تشعر بالرخص والمهانة وهو يأخذها هنا في تلك الغرفة المقرفة ويمتلكها ثم ينهض عنها وهو يبتسم بإنتصار بينما هي تموت في اليوم ألف مرة …
-أنا ايه يا فراولة …
قالها بخبث وهو يقترب منها …ذراعه طاوق خصرها النحيل فأشاحت بوجهها مشمئزة بسبب رائحة نفسه الكريهة ….
-ابعد لو سمحت !!!
قالتها وهي تكاد أن تتقئ إلا انه رد وقال:
-لا ..مش هبعد الا لما نتفق يا فراولة على كل حاجة …
-نتفق على ايه ؟!
قالتها بغضب …
ليضع شفتيه على وجنتها ويقول بصوت جعل معدتها تتلوى من القرف :
-نتفق على كل حاجة يا مزة …أنا هعملك سحر جديد والسحر ده هيتجدد كل فترة ..صدقيني السحر ده هيكون نهاية مرات طليقك للابد بس خليكي معايا …بس كل حاجة وليها تمن يا مزة !!!
دفعتها وقالت وهي تنظر إليه بضيق:
-عايز ايه ؟!
-عشرة …عايزة عشرة الآلاف …وليلة من اياهم ..ووقتها جهزى احلى طقم اسود عندك عشان تحضري عزاها!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء
وقفت وهي تنظر إلى نفسها بإنبهار…كانت جميلة …حقا …بمساحيق التجميل الخفيفة التى تزين وجهها وخمارها الأبيض الذي يغطى رأسعا وفستانها البسيط الذي يضيق من الخصر ثم يتسع …دارت حول نفسها وهي تضحك بسعادة …بالتأكيد أكير سوف يفقد عقله عندما يراها ….امسكت باقة الزهور البيضاء وضغطت عليها وهي تنتظر قدومه وقد اولته ظهرها …ارتعشت وهي تشعر بخطواته بينما تسمع تحية تطلق الزغاريد السعيدة …ارتجف جسدها بقوة وابتسمت بسعادة …بينما أمير يحاول رؤيتها ولكنها تتمنع عنه وهي تبتسم برقة…اخيرا نجح وادارها له …وما أن رآها حتى حبس أنفاسه بقوة وهو يراها …كانت تبدو كأميرة خرجت من إحدى قصص الخيال …كانت تبدو رائعة للغاية…أجمل أمراة رآها في حياته …ابتسم لها وقال بصوت أجش:
-طالعة زي القمر …
ثم طبع قبلة طويلة على جبينها لدرجة أن تحية قالت:
-ما تخلصنا بقا يا عريس هتفضل هنا لحد امتى …يالا عشان الفرح …
هز أمير رأسه وهو يتأبط ذراع زوجته ويخرج من مركز التجميل …
……
كانا يتقدما ببطء وسط أهل الحي الذين كانوا سعداء للغاية من أجل أمير فهو أخيراً قد تزوج ووجد امرأة رائعة له …نظرات السعادة والغيرة كانت تلاحقهما …السعادة من أجل أمير وغيرة الفتيات من عبير لأنها حصلت على الأمير الوسيم
..من بينهما تلك الفتاة التي كانت تطارد أمير بدون ملل ..تنظر إليهما بضيق وكراهية …ابتسمت عبير بإستفزاز وهي تتمسك أكثر بذراع أمير بينما هو يقودها إلى المقعدين المخصصان للعروسين …
أجلسها هي ثم جلس هو وأمسك كفها وقال بنبرة عابثة :
-امتى هيخلص الفرح عشان استفرد بيكي …
نظرت إليه بتوجس وقالت قلقة :
-ايه ..ايه هتعمل فيا ايه ؟!
ابتسم بتسلية وقال :
-هاكلك…بجد هاكلك!!!
ابتلعت ريقها وهي تسمع كلماته غير المطمئنة تلك …..ولكن مع مرور الوقت بحفل الزفاف كانت قد نست تماما ما قاله حتى أنه سحبها ليرقص معها على المنصة وهي لم تمانع بل رفضت معه بنعومة ..انتهى الرقص وجلسا مرة أخرى…فجأة ابتسم زوجها ونهض قائلا:
-كنت عارف ، انك هتيجي يا عدي وبجد شكرا انك جيت ….
ابتسم عدي وهو يصافح أمير وقال ؛
-مقدرش مجيش مادام وعدتك يا أمير …مبروك يا عم ربنا يسعدك يارب ..
-حبيبي يا عدي ربنا يخليك …
ثم نظر إلى عبير وقال:
-مبروك يا عروسة ..
-الله يبارك فيك ..
قالتها برقة
ثم وجه عدي كلامه مرة آخرى لأمير وأخذا يتحدثان قليلا قبل أن يغادر عدي وينضم لاهل الحي …
…..
جلس عدي على أحدى الطاولات براحة وعينيه تبحثان عن المكان رفض الاعتراف بهذا ولكنه كان يبحث عنها …لقد اشتاق اليها ومنع نفسه قصرا الامس أن يتكلم معها في يوم الحناء….ولكن لماذا لم تأتي اليوم …فكر وقد تعكر مزاجه قليلا …أراد أن يذهب إليها ولكن كبرياؤها منعه …لن ينسى ابدا أنها ذات المرأة التي خدعته وتلاعبت به …زفر بضيق وهو يوبخ نفسه مخبرا إياها أنه سوف يذهب من هنا بعد دقائق وينسى أمر تلك الفتاة كليا
ولكن رغم أنه قد اتخذ قراره إلا أنه فشل في الحفاظ على عينيه بعيدا فأخذ يختلس النظرات ربما تكون قد أتت ولكنه أيضا لم يلمحه …نهشه القلق من الداخل …ما السبب الذي يجعلها تتخلف عن حضور حفل زفاف صديقتها المقربة !!…لماذا لم تأتي …
وعلى الرغم أنه أخبر نفسه أنه ابدا لن يشفق عليها ولن يسامحها أو يهتم بها إلا أنه فشل في منع قلبه من الاهتمام بها …فشل من منع نفسه من القلق عليها !!
-ياريتني ما حبيتك يا جواهر !!
قالها بتعب شديد …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
صفرت ليان وهي ترى صديقتها بفستان الزفاف …كانت نسرين جميلة للغاية…كالأميرات …فستانها الرائع جعلها تبدو وكأنها خرجت من إحدى القصص الأسطورية …بدت غير حقيقية بالفعل …
-اللهم بارك ..شكلك قمر أووي يا نسرين …
قالتها ليان وهي تعانق صديقتها بقوة ….ابتسمت نسرين وهي تنظر إلى نفسها بالمرآة …كانت راضية تماما عن نفسها وقالت:
-بجد شكلى حلو اووي يا لي لي …أنا فرحانة اووي …أوووي ..
-حبيبتي ربنا يسعدك دايما ….بصراحة مدام ماريانا عملت شغل هايل معاكي وكويس أن البيوتي سنتر النهاردة مكانش زحمة اووي فقدرت تديلك حقك …
-وحتى لو زحمة كنت هفضي نفسي مخصوص عشان نسرين …ده فؤاد ممكن يزعل مني لو مقدرتش ارضيها…
ضحكت نسرين وقالت:
-لا يا مدام ماريانا بصراحة محدش يقدر يتكلم … بجد أنا عمري ما كنت اتخيل اني حلوة للدرجادي …
-أنتِ من الأساس حلوة يا بيبي مدام ماريانا وضحت جمالك بس ..مش صحيح يا مدام ..
هزت ماريانا رأسها وهي تبتسم …لتكمل ليان:
-مدام أنا كمان خطوبتي قريبة وبعدها فرحي مش هوصيكي عليا ماشي. ..
ضحكت ماريانا وقالت:
-عيوني يا ستي أنا بنفسي هجهزك.لسعيد الحظ ..
ثم وجهت كلامها لنسرين وقالت:
-ارتاحي أنتِ يا نسرين عقبال ما يجي فؤاد ..
هزت نسرين رأسها وجلست ثم جلست بجوارها ليان …
خرجت ماريانا للحظات ثم فجأة سمعت كلا من ليان ونسرين ضجة بالداخل …
نهضت ليان وخرجت لترى ماذا حدث ولكن عينيها اتسعت بقوة وهي تجد يوسف أمامها وما كادت أن تصرخ حتى صفعها بقوة وأمسك رأسها وضربها بالحائط حتى فقدت الوعي بجوار ماريانا!!!
…
-يوسف !!!
صرخت نسرين بصدمة وهي تراه يدخل وتراجعت بصعوبة وكادت أن تتكلم الا ان الكلمات كلها تبعثرت من فمها :
-طالعة زي القمر يا حبيبتي….زي القمر يا نسرين …
وقبل أن تصرخ كتم فمها بالمنديل الذي به مخدر …
………..
بعد قليل …
-ليان …ليان فوقي يا ليان !!!
قالها فؤاد وهو يضرب وجه ليان برفق …قلبه يقصف داخل صدره وهو لا يفهم اي شئ …ماذا حدث هنا ؟؛ واين نسرين …
فتحت ليان عينيها بفزع ليساعدها فؤاد على النهوض وهو يخبرها أن تهدأ …
نظرت ليان حولها لتجد ماريانا تضع ثلج على جبهتها وتغمض عينيها بتعب …
-ليان فين نسرين ؟!
سألها فؤاد بنفاذ صبر لتقول ليان بسرعة :
-يوسف …يوسف خطفها !!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
انتهى حفل الزفاف …
….
وبقت هى على الفراش ترتدي فستانها الأبيض الرائع بينما تفرك كفيها بتوتر وهي تنتظره …وأخيرا قد دخل وهو يرتدي منامة قطنية وشعره رطب قليلا …..
عبس ونظر إليها وقال:
-الله أنتِ لسه مغيرتيش هدومك يا بيري …يالا يا بنتي عشان نصلي …عايزين نبدأ حياتنا وربنا يكون راضي علينا ….
هزت رأسها وقالت بخفوت :
-بس ممكن تفتحلي سوسة الفستان …لو مش هزعجك يعني …
ابتسم وقال:
-اكيد يا حبيبتي …
ثم بالفعل اقترب منها وفتح الجرار بسرعة ثم غادر قبل أن يتهور…
…
انتظر خارج الغرفة دقائق عديدة لكي تخرج ولكنها تأخرت ….
زفر أمير بضيق وقالت:
-اتأخرت ليه دي …ايه اللي حصل يا ترى …
ولكن فجأة فُتح الباب وخرجت وهي ترتدي إسدال للصلاة لونه ازرق ….
حبس أنفاسه للمرة الثانية اليوم …كيف يمكنها أن تكون جميلة عندما ترتدي اي شئ …اي شئ يليق بها. يجعلها جميلة …كتم أشواقه في قلبه وحارب لكي يتكلم وقال:
-يالا عشان نصلي يا حبيبتي …
هزت عبير رأسها لتقف على سجادة الصلاة بينما يبدأ أمير في الصلاة وهي خلفه …
…
انتهيا اخيرا من الصلاة وجلس أمير وهو يضع كفه على رأس عبير ويقول
-اللهم إنِّي أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرِّها وشر ما جبلتها عليه…امين يارب العالمين …
ثم نهضا سويا وهو يسحبها خلفه إلى غرفة النوم …انتفض قلبها بقوة داخل صدرها وقالت بسرعة:
-لحظة…لحظة يا أمير لو سمحت …لو سمحت استني شوية …استني …
نظر إليها بحيرة وقال:
-فيه ايه يا حبيبتي …
صمتت وهي تبحث عن مهرب لها ثم قالت فجأة:
-انا جعانة …ممكن آكل …
ضحك على رقتها وقال :
-طيب حاضر هجيبلك…
….
وبالفعل بعد قليل ..
كانت على الطاولة أصناف عديدة من الطعام أعدتها تحية بذات نفسها …كانت عبير تأكل ببطء وهي تشعر بالخوف مما ينتظرها بعد أن تنتهي من الاكل …هل سيكون رقيقاّ معها ..ولكنها تعرف أمير بالتأكيد سوف يكون رقيق معها ..هي واثقة من هذا …طردت الخوف من قلبها ونظرت إليه وهي تعطيه ابتسامة رائعة….
ابتسم لها وهو يقول بلطف :
-كلي براحتك …
وبالفعل استمرت في الأكل ببطء شديد …مرت نصف ساعة وهو ما زال صابراً عليها …لم يتأفف أو يتضجر …انتهت هي أخيراً وبدأت بحمل الأطباق وحملهم هو معها ….
غسلت يديها وفمها جيدا وفرشت أسنانها وتنهدت وهي تخرج … ذهبت إلى غرفة النوم لتجد زوجها جالس على الفراش ينتظرها …خفق قلبها داخل صدرها وهي تراه …أرادت أن تركض إليه وتعانقه بكل قوتها ….مشت في الغرفة واتجهت إليه …رفع عينيه ليجدها أمامه . ما زالت ترتدي إسدال الصلاة ولكن بدون حجاب …شعرها الرائع منسدل ونواجزها أكثر بروزا…نهض أمير وهو يمرر عينيه الذهبية عليها امسك كفها وقبله بلطف ثم جعلها تجلس على الفراش بجواره وهو ينظر إليها … عينيه تشعان حب ورغبة …أصطبغت وجنتيها بحمرة الخجل وابتلعت ريقها وهو ينظر إليها بتلك الطريقة …
-حاسس اني بحلم ..
قالها أمير بإبتسامة ثم أكمل :
-أنتِ جميلة أووي من قريب ..مش مصدق ان ليا حق ابص عليكي من غير ما اخاف أخذ ذنب …انت كنتِ تهديد عليا يا عبير والتهديد خلص بجوازي منك….
رفع أمير وجهها إليه ثم اتجهت أصابعه إلى شفتيها واقترب منهما بهدوء إلا أنه انتفض وأحدهم يطرق الباب بقوة. صوت شاب يصرخ :
-الحقنا يا أسطى أمير …بيت اختك تحية وجوزها ولع !!!
………….
فتحت نسرين عينيها لتجد نفسها في منزل غريب …نهضت وهي تترنح بينما قلبها يخفق برعب داخل صدرها …
-انا فين …
صرخت وهي تقف وتمسك رأسها :
-أنتِ في بيتك يا حبيبتي ..
قالها يوسف وهو يدخل الغرفة …ابتسم لها وقال:
-طالعة حلوة اووي زي ما تخيلتك يوم فرحنا يا نسرين …
-يوسف بلاش جنا ن رجعني …يوسف النهاردة فرحي !!!
قالتها نسرين وهي تتراجع للخلف وترفع فستان زفافها قليلا …كانت مرتعبة …الدموع تطفر من عينيها …المجنون اختـ طفها من زفافها !!
-اخرسي …اخرسي يا نسرين انتِ مش هتتجوزي غيري …مش هتتجوزي غيري …
اخذت تبكي وتقول:
-يوسف أنا خايفة منك ..رجعني ابوس ايديك ..رجعني !!!
صرخت في جملتها الأخيرة ليقترب منه ويحاصر وجهها ثم يضغط بكفيه على وجنتيها ويقول وقد استحالت عينيه العسلية للون الأحمر :
-مستحيل أرجعك يا نسرين …مستحيل أنتِ ملكي أنا وبس …محدش تاني هيتجوزك …محدش هيلمسك غيري …أنا عندي تمو تي وأحزن عليكي العمر كله والا أن حد يلمس شعرة منك ..
-أنت مجنو ن …
قالتها وهي تبكي ليرد بإبتسامة مختلة :
-مجنو ن بيكي أنتِ يا نسرين …أنتِ خلتيني أحبك ..اتحملي النتيجة بقا!!!
ثم بدأ يقبلها رغماً عنها وهي تدفعه ولكن الدوار الذي تشعر به وفستان الزفاف وقوته كانوا عائق كبير بالنسبة لها…أخذت هي تبكي وتتوسل إليه أن يبتعد ولكن دون أي فائدة ….دفعها على الفراش وهو يكمل فعلته للآخر …سوف يضمن أنها لن ترفض الزواج منه …سوف يمتلكها الآن!!!
•تابع الفصل التالي "رواية الشيطان وقع اسيرها" اضغط على اسم الرواية