رواية المتعة الحرام كاملة بقلم عادل عبدالله عبر مدونة دليل الروايات
رواية المتعة الحرام الفصل الثالث 3
حتي قالت سهام لنفسها ” انتي اتجننتي يا سهام ولا اي !!! انتي ازاي هتقبلي طلب صداقة من حد متعرفهوش ؟!! ثم ردت علي نفسها لكن ده باين عليه شخص محترم !! فعادت وقالت وانا مالي محترم ولا مش محترم انا هشغل نفسي ليه ؟! ثم قالت لا ده كده اكيد انا اتجننت انا عمري ما كلمت حد غريب ، ولو قبلت طلب صداقته يبقي هقبل اكلمه وده مستحيل يحصل ابدا ” .
قامت سهام برفض طلب صداقته ثم رفضت كل طلبات الصداقة التي ارسلت اليها من الامس .
عاد سامي من المقهي بعد ساعتين ودخل الي غرفته وسريره وذهب في النوم كعادته ليستطيع الذهاب لعمله في اليوم التالي .
وبعد تناول العشاء دخلت سهام لغرفتها وامسكت بهاتفها ووجدت بعض صديقاتها التي ظلت تتكلم معهم لفترة طويلة بينما طلبات الصداقة والرسائل تصل اليها كل عدة دقائق .
وجدت سهام ان الحل الوحيد هو تغيير صورة ملفها الشخصي ووضع صورة لمنظر طبيعي حتي تتخلص من تلك المضايقات التي لم تعتاد عليها ” رغم كونها تحرك داخلها بعض من مشاعر السعادة ” .
بعد ان انهت كلامها مع صديقاتها نامت سهام وظلت تفكر في حياتها التعيسة مع هذا الرجل .
وفي السادسة صباحا استيقظ سامي للذهاب لعمله فاستيقظت سهام ولاحقته قائلة : قبل ما تنزل سيب فلوس علشان اجيب كتاب للبنت علشان الميس قالتلها لو مش جبتي الكتاب اوعي تيجي الحصة الجاية !!
: وانا هجيب منين ؟؟ انا يدوب معايا فلوس المواصلات .
: يعني البنت مش هتروح الدرس ؟
: اتصرفي من مصروف البيت وانا هحاول اجيبلك فلوس الكتاب .
: وهناكل منين ؟؟
: قولي يارب ، وان شاء الله ربنا يفرجها .
: انا هاخد العيال وهروح عند بابا .
: ليه ؟
: علشان يصرف علينا ، علي ما انت تتصرف وتقدر تصرف علينا .
: بلاش تكبري المواضيع وربنا هيفرجها ان شاء الله .
: المواضيع كبرت خلاص وانت السبب .
: طيب استعيذي بالله من الشيطان الرجيم ، ولما ارجع من الشغل نبقي نتكلم و ربنا يحلها .
: ان شاء الله .
نزل سامي وذهب الي عمله ، بينما ايقظت سهام ابنائها وارتدوا ملابسهم ونزلت ذاهبة الي منزل اهلها !!!
ما ان دخلت سهام منزل اهلها وسألتها امها حتي انهارت من البكاء !!
: مالك يا بنتي ؟ حصل اي يا سهام ؟
: انا عايزة اتطلق يا ماما .
: ليه كده يا سهام ؟؟ طيب استعيذي بالله من الشيطان وقومي اغسلي وشك وتعالي افطري معانا وبعدين نتكلم .
: انا تعبت ياماما ، وسامي ايده في المية الباردة ومش حاسس بالنار اللي انا عايشة فيها بسببه .
: ليه يا بنتي كل ده !! في اي ؟؟
: البيه مش قادر يصرف علينا ولما بقوله يشتغل شغل اضافي بيرفض !!
: طيب خلاص انا هكلم ابوكي وهو هيتكلم معاه ويشد ودانه وهيخليه يعمل كل اللي انتي عايزاه .
: يرضيكي يا ماما سلمي مش عارفة تروح الدرس علشان هو مش عايز يجيبلها الكتاب اللي الميس طلباه ؟!!
: لا طبعا مينفعش كده ، طيب خلاص قولتلك ابوكي هيتصرف معاه .
جلست سهام مع اولادها عند اهلها وحكيت شكواها من زوجها لوالدها .
عندما عاد سامي من عمله وجد زوجته سهام نفذت تهديدها واخذت ابنائهم وذهبت بهم عند اهلها وتركت منزل الزوجية .
اتصل سامي بزوجته سهام فلم ترد عليه !! فاتصل علي والدها الذي طلب منه لقاء في نهاية الاسبوع حتي يضع النقاط فوق الحروف !!
وفي المساء دخلت مع ابنائها ليناموا ولكن سهام لم يقترب النوم من عينيها فامسكت بهاتفها فوجدت ان الرسائل وطلبات الصداقة قد قلت بالفلعل .
بدأت في تصفح الصفحات والجروبات لتضييع بعض الوقت حتي تستطيع النوم .
عقارب الساعة تعدت الثانية بعد منتصف الليل وبدأت تستعد سهام للنوم فاذا بها تصلها رسالة من احد الاشخاص المجهولين !!!
ترددت بين فضول قراءة الرسالة وبين تجاهلها كغيرها من رسائل المتطفلين ، ولكن لم تتردد كثيرا وفتحت الرسالة من باب الفضول !!
الرسالة كانت عبارة عن باقة ورد جميلة ومعها ” مساء الخير علي اجمل وردة ” .
قرائتها سهام وداخلها صراع بين الرد عليه لأخراجها من حالة الحزن والهم وبين عدم الرد حفاظا علي اخلاقها ومبادئها التي تربت عليها !!!
تلتها رسالة ثانية من نفس الشخص ” مترددة ليه ؟؟ صدقيني مش هتندمي لو رديتي عليا ” .
تعجبت سهام من تلك الرسالة ” كيف لهذا الشخص ان يقرأ افكارها حتي دون ان يعرفها او تتكلم معه مرة واحدة !!!!” .
تلتها رسالة اخري ” هتفضلي مترددة كده كتير ؟؟ علفكرة صدقيني انا عارف انك نفسك تردي لكن خايفة لكن انا اوعدك ان مفيش داعي للخوف وانك مش هتندمي انك رديتي عليا ، وابسط حاجة لو حسيتي مني بحاجة تضايقك اعمليلي حظر ” .
كلماته كانت منطقية واستطاع بلباقته ان يقنعها مما جعلها ترد عليه ” انت عايز ايه ؟” .
بعتلها علطول ايموشن ضحكات وابتسامة ثم قال لها : كنتي مترددة كده ليه تردي عليا ؟؟
ردت عليه سهام ” انت مين وعايز ايه ” .
رد عليها : انا باسم ٣٥ سنة دكتور علاج طبيعي ومطلق .
: عايز ايه مني يا دكتور باسم ؟
: كل خير مش اكتر من اننا نتعرف وانا بدأت وعرفتك بنفسي .
سهام ” بتهكم ” : وهنتعرف علي بعض ليه ان شاء الله ؟
: وهو الناس بيتعرفوا علي بعض ليه ؟
: معرفش انا اللي بسألك .
: علشان نكون اصدقاء .
: واشمعني انا بالذات اللي عايزنا نكون اصدقاء ؟؟
: شوفت تعليقاتك وحسيت منها انك انسانة رومانسية ورقيقة .
: وده هيفيدك في اي لما اكون رومانسية زي ما بتقول ؟!!
: انا كمان طبعي هادي وبحب اتعرف علي اللي طباعهم قريبة مني بحيث يكون في بينا تفاهم اكبر .
: طيب يا دكتور باسم انا متشكرة علي ثقتك الغالية دي لكن للأسف انا مش بعترف بالصداقة بين الراجل والست . فرصة سعيدة سلام .
: استني بعد اذنك .
: في ايه تاني ؟
: وليه مش بتعترفي بالصداقة بين الراجل والست ؟
: يا عم انا حرة ، دي معتقداتي وانا حرة فيها .
: طيب اديني فرصة اثبتلك عكس كده .
: هتثبتلي اي؟
: اثبتلك ان ممكن يكون في صداقة بين راجل وست وبمنتهي الاحترام .
صمتت سهام قليلا ثم قالت : طيب ممكن سؤال ؟
: اتفضلي .
: علي افتراض اني وافقتك وبقينا اصدقاء ، ده هيفيدنا في اي ؟؟؟
: احيانا الانسان بيكون عنده مشكلة تعباه او موضوع مسبب له ارق او توتر وخصوصا لما بيكون مش قادر يحكي للناس المقربين منه الحاجات دي ممكن وقتها نحكي لبعض ونساعد بعض في حل مشاكلنا ، ده غير ان ممكن يكون بينا اهتمامات مشتركة زي مثلا الكورة او الرياضة او الافلام او الموسيقي ، فهمتي قصدي ؟
: ايوه .
: انا عرفتك بنفسي ممكن تعرفيني بنفسك ؟
: هعرفك بنفسي بس يا ريت بلاش في يوم اندم .
: صدقيني مش هتندمي .
” فكرت سهام قليلا وقالت في خاطرها انها لن تعطيه تفاصيل صحيحة عنها كاجراء احترازي منه خاصة انها ولأول مرة هتتكلم مع انسان غريب ” .
: انا اسمي منه وعندي ٢٨ سنة بكالوريوس تجارة .
: اهلا وسهلا يا منه ، انتي مرتبطة ولا لسه ؟
: ايوه متجوزة وعندي بنتين . بقلم/عادل عبد الله
: ربنا يسعدك يارب .
: انت قولتلي انك اسمك باسم و مطلق ؟
: ايوه .
: عندك اولاد ؟
: لا ، جوازي مش استمر فترة طويلة ، تحبي تحكي عن نفسك الاول ولا احكي انا عن تفسي الاول ؟
وبدأ كلا منهم يحكي عن نفسه وحياته مع تركيز سهام علي تغيير بعض الحقائق عن نفسها للاحتراز منه .
المحادثة استمرت حتي بدأت اضواء الصباح في الظهور .
كانت ليلة غريبة شعرت فيها سهام بسعادة بالغة لا تعلم سببها !!!
ربما سببها انها اخرجت شيئا مما في صدرها من ضيق ،
او ربما سببها انها خاضت تجربة لأول مرة كانت تخاف منها منذ زمن وقد مرت بسلام “” ولو مؤقتا “” ،
او ربما ان هذا الشخص ” باسم ” قد استحوذ علي اعجابها الشديد .
بالطبع لم تستطع سهام الاستيقاظ مبكرا واستيقظت بعد الظهر .
واثناء تناولها الفطور فتحت الموبايل باذا بها تجد باسم يرسل لها باقات الزهور وبعض الكلمات الرومانسية الرقيقة !!!
جلست سهام ووضعت الهاتف بجوارها ولم ترد علي رسائله وجلست تراجع وتحاور نفسها ، هل ترد عليه وبالتالي ستتأكد الصداقة وتزداد ام تتجاهل تلك الرسائل وتنسي هذه المحادثة بينهما كأن لم تكن وتكمل باقي حياتها كما اعتادت !!!
تمنت سهام لو استطاعت ان تنهي هذه الصداقة في مهدها ولكنها لم تستطيع !!! فشعور السعادة التي شعرت به بالامس مبرر قوي للاستمرار .
وبعد حوالي الساعة من التردد امسكت بهاتفها وبدأت بالرد علي باسم .
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية المتعة الحرام ) اسم الرواية