Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل الاربعون 40 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

 رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل الاربعون 40

عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب 💞
40/41
الحلقه الأربعون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي نفس التوقيت كانت سلمي تنهي ما تبقي في مطبخها من أطباق وفور إنتهائها قررت الجلوس قليلا علي حاسبها لتعرف آخر الأخبار ، فتحت حسابها علي موقع الفيس بوك وألقت نظره سريعه علي الرسائل ولكنها سرعان ما شهقت بشده ونظرت للشاشه بذهول لعده لحظات ثم قفزت من مكانها بسعاده وقالت :
- حـــــفــصـــــــــه ؟ أخيـــــــــرا بقي !!
وعلي الفور قامت بفتح الرسالة وكان محتواها :
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلـــمي وحشتيني وحشتيني وحشتيني فـــــوق ما تتخيلي ، عاوزه أقولك إني أخيـــرا عرفت أقعد علي النت بعد الفتره دي كلها وقريت كل الرسايل اللي إنتي كتبتيها طـــول المده دي ، انا تقريبا سهرت علي الرسايل بتاعتك طـول الليل والبنت نامت علي حجري وأنا برضو مُصره أقعد لحد ما أخلصهم كلهم قبل ما أنام ، اه صحيح نسيت أقولك ، أنا معايا دلوقتي مسلم عنده سنه ونص و معايا رودينا عندها 3 شهور الحمد لله ، شوفتي ياختي كبرنا إزاي وبقينا أمهـــات ، هاه إنتي قوليلي أخبارك إيه ؟ آخر حاجه عرفتها إنك إتجوزتي وبعدها بقي مبعتيش حاجه ، قوليلي في حاجه جايه في الطريق ولا شو ؟
كمان عاوزه أقولك إني كنت بعيط طول مانا بقرأ الرسايل بتاعتك ، حقيقي مش متخيله إنك وصلتي لكده ، مبسوووطه فـــــوق ما تتخيلي ، حاسه بجد إني ممكن أدخل الجنه بسببك زي ما قولتلك زمـــان ، طمنيني عليكي يا سلمي وقوليلي أخبارك إيه ؟ مبســوطه في جوازك ولا الدنيا ماشيه معاكي إزاي ؟ ربنا رزقك بالزوج الصالح اللي كنا دايما بنتكلم عنه ولا لا ؟
أنا بالنسبالي الحمد لله جوزي شايلني في عينيه ، طبعــا الموضوع ميخلاش من شويه مشاكل كده وكمان هنا الظروف وحشه أووي والغربه صعبه لكن الحمد لله كل حاجه بتعدي طالما إحنا الإثنين بنتقي الله في بعض ..
معلش لو طولت عليكي بس قولت بقي لازم أرد علي الرسايل بتاعتك قبل ما أنام ، بإذن الله نرجع نتكلم تاني بس معلش بقي العيال مطلعين عيني ومش هعرف أفتح كتير زي الأول ، يلا سلام بقي يا حبيبتي علشان لو قعدت أنوح أكتر من كده الراجل هيطلقني .. في حفظ الله
دمعت عين سلمي عندنا قرأت الرسالة وإبتسمت بحنين وقالت :
- يــــاه يا حفصه ، وحشتني رسايلك وكلامك أووي ، وحشتني نصايحك اللي كانت بتساعدني علشان أواجه أي حاجه ، حقيقي إرتحت لما إتطمنت عليكي
ثم بدأت سلمي تكتب رساله جديده لحفصه وتقص عليها حياتها الجديده بكل تفاصيلها ..
______________________________
إنتهي فاروق من غدائه وجلس بجوار زوجته وتبسم لها بحنان وقال :
- تفتكري يا نهي اللي بينا ده إسمه إيه ؟
أجابت علي الفور :
- حب طبعــا ، حب جــامد أووي كمــــان
عاد للخلف قليلا ونظر لها متأملا بضع لحظات ثم إبتسم قائلا :
- قعدت أفكر كتيــر في السؤال ده لحد ما لقيت إن اللي بينا مش مجرد حب
قاطعته بتعجب :
- أومال إيه ؟
إبتسم بثقه وقال :
- اللي بينـا ده مودة ورحمة
نظرت له بعدم فهم وقالت :
- طيب وإيه الفرق ؟ ما طبيعي لو بنحب بعض هيكون بينا موده ورحمه ، الموده دي اللي هي الحب واللي بيحب حد أكيد هيكون رحيم بيه !!
أومأ برأسه نفيا وإبتسم موضحا :
- المودة والرحمة أعم وأشمل بكتيــــر من الحب ، عارفه لما إمرأة العزيز حبت سيدنا يوسف حصل إيه ؟
بصي الآيه دي " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
شوفتي قد شغفها حبـــا ومع ذلك لما تعفف سيدنا يوسف وحاول يبعد عنها تحول حبها ده لعنف وقسوه وسجن .. شوفي قالت بعدها إيه " قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
وبالفعل سيدنا يوسف قال وقتها " قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ " وفضل إنه يدخل السجن وقتها علي إنه يعمل أي حاجه تغضب ربنا
ثم إلتفت لها بكامل جسده وقال :
- علشان كده يا نهي لو كان اللي بينا ده مجرد حب فـ ممكن مع أقل مشكله يتحول الحب ده لـ كره أو قسوه أو ما شابه ، لكن من عظمة القرآن الكريم وإعجازه إن ربنا لما ذكر الزواج ذكر السكن والمودة والرحمه .. شوفي الآيه المريحه دي " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً "
ربنا لما خلق سيدنا آدم مخلقش ليه أخ أو اخت ولكن خلق زوجه ، خلقها من ضلعه كمان ، علشان الزوجه دي بتكون أقرب واحده في الدنيا لجوزها وبيلاقي معاها سكنه وراحته وإستقراره ..
كمان ربنا جعل بيننا المودة والرحمه ، الإتنين مع بعض ، يعني عارفه ؟ إحنا دلوقتي مثلا بيننا مودة اللي هي المحبه لكن أول ما أحس إنك تعبتي أو ضعفتي شويه هييجي دور الرحمه .. الرحمة اللي بتحمل جواها حاجات كتير جدااا زي التضحيه وإنكار الذات والتسامح والعطف والكرم ..
عرفتي بقي يا نهي ؟ شوفتي أد إيه القرآن فيه إعجار ؟ سبحــــانك يـــــاربي ، حقيقي لو كان بين أي زوجين مجرد حب كانت كل العلاقات هتنتهي مع أول خناقه كبيره شويه ، لكن من كرم ربنا علينا إنه جعل بيننا مودة ورحمة علشان نقدر نكمل حياتنا سوا مهما واجهنا مشكلات فـ علي الأقل هتكون بيننا الرحمة اللي تخلينا نرجع تاني نحن لبعض ونحل كل مشاكلنا ..
إبتسمت نهي بفخر وقالت :
- حقيقي يا فاروق إنــت جميـل اوووي ، نفسي كل شويه تكلمني عن حاجات من دي علشان أفهم ديني أكتــر
ضحك بمرح وقال :
- أنــا جــميــل ؟ يا خــلاثــي عليا لما أكون عاقل وحلو كده
ضربته علي يده بخفه وقالت مازحه :
- إنت ما صدقت ولا إيه ؟ يـــابـــاي علي الرجاله دوول .. ما بتصدقوا إنتوا تلزقوا في أي حاجه كده ؟!!
عقد ذراعيه أمام صدره ورفع حاجبه قائلا :
- رجاله ؟ رجالة مين دول يا أستاذه ؟
ضحكت بإستفزاز وقالت :
- إنتي بتغيري يا فاروءه ؟
دفعها من علي الأريكه فسقطت علي الأرض بينما نظر لها هو بشماته وقال ضاحكا :
- علشان تبقي تقولي يا فاروءه تانــي
ثم نظر لها بإشمئزاز وقال :
- يــــــع فاروءه إزاي يعني ، ده حتي طعمه وحش ، وبعدين خدي بالك يا حجه بدل ما تتحسب من التشبه بالنساء وتتلعني بقي
تنهدت بإستسلام وقالت :
- خلاص يا عم فاروءه إحــــم قصدي يا فاروق مش هقول كده تاني ، وبعدين الله يسامحك بقي الوقعه وجعتني
قفز من مكانه بمرح وجلس بجوارها علي الأرض وقال مازحا :
- أنا أسف يا ستي ، ايام سوري ، جو سوي ديزولي ، وربنا لو إعرفها بالصيني كمان كنت قولتها
ضربته بالوساده بخفه وقالت :
- مــاشي وأنا مسامحاك ، بس بعد كده إبقي أعرفلك لغات جديده بقي الحاجات دي قدمت خلاص
نظر لها بإستنكار وقال :
- طب وربنا أنا اللي غلطان ، آل لغات تانيه آل ، يا بنتي أنا معايا العربي وكام كلمة إنجليزي علي كام كلمة فرنساوي والحمد لله علي كده ، إحنا مشغولين دايما يا سيدتي ولا يوجد لدينا وقت لمثل هذه التفاهات
- حتـي العربي كمان خربان يا فاروق ، لالا الموضوع ده ميتسكتش عليه أكتر من كده
تنهد بحماس وقال :
- مـاشي يـــــا ...
ثم نظر لها بحيره وقال :
- أيوه صحيح هما بيدلعوكي يقولولك إيه ؟
إبتسمت ببراءه وقالت :
- نهانيهو
- مـاشي يا نهانيهو عاوزك تظبطيلي العربي بتاعي بقي ، ربنا ينفع بيكي الأمه يا بنتي
ثم إنتبه فجأة وقال متعجبا :
- نعم ياختي ؟!! نهانيهو إزاي يعني ؟
- حلــــو مش كده ؟
نظر لها بإستنكار وقال :
- حـــلو ؟ طب تصدقي بالله ؟ أنا حاسس إني كرهت أسماء الدلع باللي فيها ، بقولك إيه ما تيجي نكمل موضوعنا ونسيبنا من أسماء الدلع دي خـــالص ، أصلا أصلا عيب
- أيــوه ياخويا علي رأيك ، الحاجات دي عيب أصلا
إبتسم لها فاروق ثم صمت للحظات وإستأنف قائلا :
- عارفه يا نهي ؟ إحساس الرحمه ده عالي عندي أووي اليومين دول
ثم غمز لها بحب وقال :
- كان زمان عندي إحساس الهيييح بس دلوقتي بقي عندي الرحمه
رفعت حاجبها قائله بمرح :
- فــــــاروق إحنا كنا لسه بنقول إيه ؟ عيــب عيــب عيــــــــــب
مط شفتيه للأمام وقال بخوف طفولي :
- خلاص يا طنط متزعقيش كده علشان بخاف الله ، طنط وحشه وشريره أصلا
- فـــــــــــاروووووووق
- علي فكره إنتي رخمه ، خلاص هكمل أهو
ثم إعتدل في جلسته وقال بسعاده :
- كل ما بتخيل إني أخدتك من بيت أهلك كده علشان تعيشي معايا وإنتي متعرفيش عني أي حاجه ومع ذلك واقفتي بحس بالرحمه من ناحيتك أوووي ، بحس إنك أكتر من بنتي وإني لازم أديكي الحنان والأمان علشان تتعودي علي الجو ومتحسيش في أي وقت إنك خايفه أو قلقانه مني
ثم نظر لها بحزن وقال :
- مش عارف إزاي ممكن راجل يجيله قلب يمد إيده علي مراته أو حتي يجرحها بالكلام ، اه ممكن أي راجل يتناقش أو يتخانق مع مراته وده شئ طبيعي إنما انه يضربها دي صعبه اووووي ، ده الرسول صلي الله عليه وسلم قال " استوصوا بالنساء خيرا " صحيح مسلم
حقيقي مش فاهم ؟ إزاي يبقي الرسول موصينا عليكم وييجي واحد يضربكم أو يجرحكم بالطريقه دي ؟!!
طب إنتي عارفه يا نهي ؟ أنا سعات بيصعب عليـا أوي إني أخدتك من بيت أهلك وإنتي لسه مكملتيش دراسه ، بقول إزاي هتسد علي الدراسه والبيت مع بعض ، علشان كده بإذن الله أنا هساعدك علي أد ما أقدر في دراستك وكمان مش هحملك فوق طاقتك ، يعني بجد أنا من النوع أصلا اللي بياكل أي حاجه ويحمد ربنا لأني بعتبر الأكل ده مجرد وسيله علشان نعيش فالموضوع مش مستاهل يعني إني أتخانق علشان إنتي تعبتي في يوم ومعملتيش أكل أو معرفتيش تعملي كذا صنف والحاجات دي وكمان لبسي وحاجاتي بعرف أعملها لنفسي فمش هحتاج أتعبك فيها ، بإذن الله هكون الزوج اللي إنتي بتحلمي بيه وأكتر كمان
إبتسمت بسعاده وقالت :
- بجد يا فاروق ؟
أومأ برأسه إيجابا وقال :
- بجد يا نهي
ثم ضحك قائلا :
- بس لو موضوع الأكل ده إتكرر أكتر من 5 مرات في الشهر هروح أجيب لنفسي دليفري وإنتي اللي هتدفعي الحساب مليش دعوه ، وقد زعتر من بعتر بقي
_______________________________
إقتنعت هند بوجهة نظر فاطمه وخافت أن يعتقد خالد أنها لا تحبه لذلك وافقت علي الإفصاح عن مشاعرها له ولكن في حدود الأدب كما قالت ، بينما سعد خالد بذلك لأنها بدأت تستجب له ولرغباته وشعر بالإنتصار والفخر ..
سـافر فاروق ونهي إلي رحلة العمره الخاصه بهما وذاقا معا لذة القرب الحقيقي من الله عزوجل ، لقد كانت الراحه التي شعرا بها في هذا المكان المبــارك أفضل بكثير من مجرد فرح مؤقت ، شعرت نهي بالسعاده من قرار فاروق بخصوص الفرح وإستبداله بما هو أفضل بكثيــــــر .. زيارة بيت الله الحرام
___________________________
بدأ العام الدراسي الجديد علي خير وذهبت معلمتنا المتميزة إلي مدرستها لأول يوم كمعلمه حقيقيه وليس مجرد تربية عمليه ، كانت تشعر بالحماسه الشديده لذلك جددت نيتها وبدأت في تنفيذ كل الخطط التي وضعتها في هذه الفترة للحصول علي تعليم أفضل ونتائج أكبــر
مــر إسبوع ثم الثـاني وبدأ شهر عشرة ، هذا الشهر الذي إنتظره إسلام طويلا ، فهل ياتري سيحصل علي التثبيت أخيــرا أم مازال الحلم بعيدا ؟
إستيقظ من نومه بحماس كالعاده وإرتدي ملابسه وذهبت لشركته علي الفور ، من الواضح أن سلمي لم تتذكر موعد التثبيت الجديد وإستغل إسلام هذه الفرصه ولم يخبرها حتي لا تقلق بشأنه وتستطع التركز في شرحها وفقــط ، وصل إلي شركته وبدأ عمله حتي ينتهي الإجتماع الذي عقد بشأن إختيار المهندس الذي يستحق التثبيت .
وفي الواحده مساءا بالتحديد علم إسلام بإنتهاء الإجتماع ولكن أحد لم يأتي ليخبرهم بالنتيجه ، تعجب إسلام من ذلك وذهب لمكتب مروان وقال :
- بقولك إيه يا مروان ، الإجتماع خلص باين ، ما تيجي نشوف عملوا إيه
نهض مروان بتثاقل وهم بالخروج من المكتب مع إسلام ولكنهما وجدا رامي يدخل إلي المكتب بسعاده فسألاه بلهفه :
- ما سمعتش حاجه كده ولا كده يا رامي وإنت جاي من بره ؟
إبتسم بثقه وقال :
- أنا اللي أخدته
أمسك إسلام بيد مروان وهم بالخروج وهو يقول بإستهزاء :
- يا عم ده بيهرج وإحنا مش فاضينله دلوقتي ، لسه مشتغل من إسبوعين وعاوز يتثبت قبلنا ، والله ده اللي ناقص كمان
ضحك رامي بسخريه وقال :
- بقولك أنا اللي اخدته يا باشمهندس ، ولو حابب تتأكد بنفسك روح !!
نظر له إسلام بغضب وقال :
- إنت بتقــول إيــه ؟!!
تنهد بملل وقال :
- بقولك أنا اللي أخدت التثبيت !! إيــــــه مش مفهومه دي كمــــــان ؟!!
صرخ به قائلا :
- أخدته إزاي يعني ؟!! وإحنا بنعمل إيه هنا بقي بقالنا سنين ؟ وبعدين تاخده إزاي يعني وإنت لسه يادوب مشتغل جديد ؟ وأصلا أصلا التثبيت بيكون في شهر تسعه يعني قبل ما إنت تشتغل
إتسعت عيناه فجأة وقال بدهشه :
- ثانيه ثانيه ، إنت عاوز تقولي إن التثبيت إتأخر السنادي بالذات علشان تكون إشتغلت معانا خلاص وتاخده ليك ؟
أومأت برأسه إيجابا وقال بسخريه :
- بالظــبط كده ، أديك عرفتها لوحدك ، ذكي من يومك يا باشمهندس
هم إسلام أن يشتبك معه بسبب إسلوبه السئ ولكن مروان حاول إيقافه وقال لرامي بغضب :
- طيب وإشمعني إنت بقي اللي تتثبت ؟ إنت زيك زينا يعني وكمان أصغر مننا ؟ ما تفهمنا ياعم المتثبت
إبتسم رامي ببرود وقال :
- ببساطه كده سلوي بنت الأستاذ شوقي تبقي خطيبتي وانا لسه راجع من السفر من إسبوعين علشان كده خليتهم يأجلوا التثبيت بقي لحد ما آجي ، بس ماتزعلوش أوي كده ، الشركه دي في يوم من الأيام هتكون بتاعتي وهبقي أثبتكم يا باشمهندسين
لم يستطع إسلام التحمل أكثر من ذلك فهرول بإتجاه غرفة أستاذ شوقي ودخل من دول إستئذان وقال :
- يعني إيــــــــه يا أستاذ شوقي واحد لسه شغال من إسبوعين ويتثبت قبلنا هــــــاه ، هو إحنا بنلعب هنا ولا إيــه ؟ ما حضرتك شايفنا طالع عينينا في الشغل وراضيين بالمرتب الصغير ده وفي الآخر كمان مفيش تثبيت ؟!!
نظر له شوقي بحده وقال :
- أولــا يا باشمهندش صوتك يوطي وإلا هيكون ليا تصرف تاني ، ثانيا دي شركتي وانا أكتر واحد عارف مين يستحق التثبيت ومين لأ ، ثالثا رامي مهندس ممتاز ومتعلم برا ويستحق عنكم طبعــــــا
ضحك إسلام بسخريه وقال :
- قصدك رامي يبقي خطيب بنت حضرتك وأفضل مننا طبعا
نظر له بوجه خالي من أي تعبير وقال :
- طالما عرفت تبقي ريحت نفسك وريحتني ، إتفضل بقي يا باشمهندس شوف شغلك وماتدخلش عليا بالطريقه دي تاني علشان متاخذش إجراء يزعلك ، ولو ليك نصيب هيكون التثبيت من نصيبك السنه الجايه إن شاء الله
نظر له بذهول وقــــــال :
- سنه جايه ؟ وأنا لسه هستني للسنه الجايه كمان ؟ إنتـــــوا بجد مش بتخافوا من ربنا إزاي كده ؟ لما يبقي واحد مطحون في الشركه وبيشتغل بما يرضي الله وكمان جايله عيل في الطريق ولسه بالمرتب ده هيعيش منين يعني هو وعياله ؟!! بجد حسبـــــي الله ونعم والوكيــــــــــــل في كل ظالم
إنتفض شوقي من مكانه وضرب الطاوله بقوه وهو ينظر لإسلام بغضب وقال :
- إطلـــع برا مكتبي يا إسلام ، ومش عاوز كلمه زياده وإلا هتلاقي جواب رفدك في إيدك ، أنا ده كله مستحملك وبعاملك زي إبني علشان بيعجبني شغلك ومش عاوز أمشيك من هنا لكن لحد كده وكفـــايه
نظر له بذهول وقال :
- جواب رفدي ؟ كمـــــــان ؟ صحيح مانتوا عمركم ما هتحسوا بحد ، ماشي يا أستاذ شوقي أنا مـــاشي خالص علشان أريحكم مني النهارده
قال بصرامه :
- لو مخلصتش الشغل اللي في إيدك النهارده هخصملك اليوم !!
ضحك إسلام بسخريه وقال :
- ماشي يا أستاذ شوقي أخصمه ، هي مباقيتش فارقه أصلا
ثم غادر المكتب علي الفور وهو يتنفس بصعوبه ، قابله مروان بالخارج وحاول إيقافه ولكن إسلام صرخ به قائلا :
- سيبني يا مروان في حالي علشان لو قعدت هنا أكتر من كده هكسر الشركه باللي فيهـــــا ، أنا أقسم بالله ماسك نفسي بالعافيه علشان الراجل أد أبويا الله يرحمه بس بجد قرفت من كتر الظلم قـــــرفـــت
تركه مروان علي الفور عندما شاهده علي هذه الحاله بينما هرول إسلام بإتجاه الشارع وظل يتجول في شوارع المدينه بلا هدف ، بعد قليل توقف مكانه ونظر في ساعته فـ زفر بضيق وقال :
- اووف بقي سلمي لسه مرجعتش من المدرسه ولو روحت لماما دلوقتي هتقلق من شكلي ولو رجعت البيت وقعدت لوحدي الله أعلم ممكن أعمل إيه بقــــــي !!
ثم نظر في ساعته مره آخري وقال علي الفور :
- خلاص بقي عقبال ما أوصل للمدرسة تكون هي خرجت ونروح ســـــوا
ثم إستقل أول سيارة أمامه ذاهبة إلي قرية الزهري وظل يستغفر طـــوال الطريق حتي يهدأ قليلا ...
وصل إلي المدرسة وصعد للطابق الثالث كما قال له العامل وبالفعل وجد سلمي أمامه ، ولكن يبدو أنه لم يعجبه ما وجدها عليـه فوقف ينظر لها قليلا والشرر يتطاير من عينيه وهم أن يذهب لها ولكنه غير مساره فجأة وعاد سريعـــا إلي منزله .. !!
______________________________
عادت سلمي من مدرستها وقامت بفتح باب منزلها بهدوء ودخلت ككل يوم ، إلتفت لتضع حقيبتها علي الأريكه وتجلس لتستريح قليلا ولكنها وجدت إسلام أمامها فإتسعت عيناها وقالت بسعاده :
- إسلـــام إنت جيت إمتــــي ؟ أخيـــرا بقي شوفتك جاي بدري يا راجل
قالت لها إسلام بحده :
- روحي غيري هدومك وتعالي علشان عاوزك في موضوع
إبتسمت قائله :
- طب يا عم بهدوء خضتني ، قول يا باشا الموضوع وبعدين أغير مش مشكله
تنهد بغضب وقال :
- بقولك غيـــــــــري هدومك وبعدين نتكلم يبقي تسمعي الكلام
نظرت له بقلق وقالت :
- إسلام طب في إيه فهمني ؟
- أستغفر اللـــــه العظيم يـــــارب ، بقولك إمشي يا سلمي إخلصي
- حاضر يا إسلام بهدوء عليا طيب !!
ثم ذهبت وبدلت ثيابها بسرعه شديده ونادت عليه من الداخل قائله :
- خلاص يا إسلام تعالي أنا بعلق هدومي أهو ، او إستني ثواني وأنا جيالك
حضر إسلام علي الفور ووقف أمامها مباشره وقال بصرامه :
- كنتي بتعملي إيه النهارده في المدرسه يا سلمي ؟
ضحكت رغما عنها وقالت :
- بشرح للعيال يا إسلام !! هكون بعمل إيه يعني ؟!!
ضرب الكومود بيده غاضبا وقال بحده :
- مش وقت إستظراف دلوقتي !! إحنا لما قدمنا علي الشغل قولنا مفيش تعامل مع رجاله صح ولا لأ ؟ ولو هيكون فيه يبقي للضروره القصوي وأخرك كلمتين وتمشي صح ولا بقول كلام من عندي ؟
أومأت برأسها إيجابا وقالت بعدم فهم :
- أيوه صح !!
صرخ بها قائلا :
- أومـال شوفتك النهارده عماله تضحكي وتهزري مع الرجاله ليه يا أستاذه ؟ هو ده الإلتزام بتاعك يا سلمي هانم رمز العفه والحياء ؟!!
ضربت علي قلبها ونظرت له بذهول وقالت :
- إيــه اللي إنتي بتقوله ده يا إسلام ؟!! خد بالك من كلامك بعد إذنك ، وبعدين رجالة إيه دول اللي ههزر معاهم إن شاء الله !!
- بقولك شفتك بعيني يا أستاذه ، هاه هكدب عيني كمان ولا إيه ؟
- شوفت إيه يا إسلام ؟
زفر بضيق وقال :
- كنتي واقفه بتعملي إيه مع الراجل ده قبل المرواح بشويه وعمالين تضحكوا هاه ؟
صرخت به قائله :
- متقولش بضحك يا إسلام حرام عليك إنتي كده بتظلمني ، الراجل ده يبقي المنسق بتاع الحفله اللي هنعملها للطلاب الأوائل بتاع السنه اللي فاتت وعرف بالصدفه إني كنت بعمل نشاطات وكده في التربيه العملي وكان جاي بيسألني علي حاجه وأنا قولت هرد عليه وأمشي وخلاص ، بس هو بقي قعد يتكلم كتير ويقول مواقف من بتاعة حفلات السنين اللي فاتت وقعد يضحك وأنا كنت هتشل أصلا بس معرفتش أهرب إزاي
ضحك بسخريه وقال :
- معرفتيش تهربي ؟ لا حنينه والله
ضربت يدها بالآخري وقالت بحزن :
- يا إسلام بالله عليك ما تتكلم عليا كده ، إنت عارفني كويس وعارف إني مش بعرف أحرج حد ، أنا عارفه إني غلطت وأقسم بالله فضلت طول الوقت في العربيه النهارده بستغفر علشان الموقف ده وبإذن الله مش هيتكرر تاني
رفع حاجبه قائلا بعصبيه :
- يــــا سلام ؟ لأ شاطره والله
جلست علي حافة الفراش بتعب وقالت :
- يا إسلام أنا أول مره أتحط في موقف زي ده وفعلا كان نفسي أي حد ييجي ياخدني علشان مش قادره أقوله حاجه ، بس بجد خلاص مش هتتكرر تاني وبعد كده لو إضطريت أتكلم هتكلم بجديه تامه وأمشي علطول
نظر لها بغضب وقال بمنتهي القسوه :
- مش هثق فيكي تاني بعد اللي شوفته ده يا سلمي
إنتفضت من مكانها ووضعت يدها علي فمها وقالت بذهول :
- إسلـام إنت واعي للي إنت بتقوله ده ؟ للدرجادي مصدقت تمسكلي علي غلطه ؟ قولتلك عارفه إني غلطت وندمانه علي وقوفي معاه وبإذن الله عمري ما هكررها تاني واللي يتحرج يتحرج بقي مش مهم ، لكن مش لدرجة كلامك ده يا إسلام ؟
ثم صرخت به قائله :
- وبعدين مش إنت دايما بتقولي إنك بتحس بيا ؟ محسيتش بيا ليه وأنا واقفه هتشل كده ونفسي حد ينقذني هاه ؟ محسيتش إني مش بضحك إزاي هاه ؟ رغم إنك أصلا لو كنت ركزت لحظه واحده كنت هتلاقيني واقفه بعيد عنه وباصه في الأرض وهو بيكلم نفسه ، إنت عارف إني مش بقدر أحرج حد هقولهالك للمره الكام يا إسلام ؟!! هقولك للمره الكام إني عارفه إني غلطت ومكسوفه من ربنا بس علشان سمحت لنفسي أقف وهو عمال يضحك كده عادي ، لكن إنك تشك فيـــــا دي اللي مش هسمح بيها ابـــــدا ، أقولك حاجه أحسن ؟ لو مش هتثق فيا فعلا يبقي تطلقني أفضل ...
ثم نهضت من مكانها وقالت بضيق :
- بعد إذنك يا إسلام علشان هروح أجهز الغداء لأني تعبت ومش قادره أتخانق أكتر من كده
همت بالذهاب ولكنها وجدته يمسك بذراعها ويجذبها للخلف وهو يقول بغضب :
- ما ينفعش تمشي وتسيبيني وأنا بكلمك كده
أفلتت ذراعها بضيق وقالت :
- سيبني في حالي دلوقتي يا إسلام ، بعد إذنك
وهمت بالذهاب مره آخري ولكنها وجدته يدفعها للخلف بشده ويبدو أن دفعته كانت أقوي مما يتخيل فجعلتها تصطدم بحافة الخزانه وتسقط أرضا ، نظر لها إسلام بذهول وعلي الفور أمسك بها وأجلسها علي حافة الفراش وقال بخوف :
- سلمي إنتي كويسه ؟
أبعدته عنها بغضب وظلت تتأوه وهي تتحسس ذراعها الأيمن بألم بينما إقترب منها هو وقال :
- سلـــ ...
قاطعته علي الفور :
- إمشــي يا إسلام
حاول أن يلمسها ولكنها دفعت يده بعصبيه وقالت بصراخ :
- إسلـــــام إمشي من وشي بقولك ، إمشي بقــــــــي كفــــــايه كفـــــــــايه
لم يحتمل صرخاتها أكثر من ذلك ويبدو أن غضبه كان أقوي منه فتركها وذهب لغرفة الأطفال وأغلق الباب خلفه بشده
إرتمت سلمي علي الفراش وسمحت لدموعها العبور علي خديها كالأنهار وظلت تتحسس ذراعها بألم وتقول :
- يــــــارب ساعدني أنا مليش غيرك ، حتي إسلام طلع زيهم كلهم وميفرقش عنهم حاجه ، يـارب ريح قلبي وصبرني علي الظلم ده
.. ظلت علي هذه الحاله ما يقرب من النصف ساعه حتي سمعت جرس البـاب ، لم تهتم في البدايه ولكنها سمعته مرة آخري ويبدو أن إسلام لا يسمع شيئا فنهضت بتثاقل وإقتربت من الباب ..
نظرت علي الطارق عبر العين السحريه فوجدته والدتها فزفرت بضيق وقالت :
- حـــرام عليكي يا ماما ، كان لازم تيجي دلوقتي يعني ، يـــــــاربي بقي

لــ رقيه_طه
يتبع ..........عطر فمك بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent