Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل الحادي والاربعون 41 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

 رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل  الحادي والاربعون 41

 💞
الحلقه الحاديه والأربعون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. ظلت علي هذه الحاله ما يقرب من النصف ساعه حتي سمعت جرس البـاب ، لم تهتم في البدايه ولكنها سمعته مرة آخري ويبدو أن إسلام لا يسمع شيئا فنهضت بتثاقل وإقتربت من الباب ..
نظرت علي الطارق عبر العين السحريه فوجدته والدتها فزفرت بضيق وقالت :
- حـــرام عليكي يا ماما ، كان لازم تيجي دلوقتي يعني ، يـــــــاربي بقي
وعلي الفور جففت دموعها وحاولت إصطناع الإبتسامه وهمت أن تفتح ولكنها رأت أثار الدموع علي ملابسها فذهبت علي الفور للحمام وأغرقت ملابسها أكثر وكأنها كانت تتوضأ ثم قامت بفتح البــــاب ، إبتسمت لها الأم بسعاده وإحتضنتها بشده وقالت :
- ازيك يا حبيبتي عامله إيه ؟ معلش جيت في وقت مش مناسب بس هقولك علي حاجه وماشيه علطول
- إيه اللي إنتي بتقوليه ده يا ماما ؟ تيجي في أي وقت طبعــا ، البيت ده بيتك قبل ما يكون بيتي ، إتفضلي
سمع إسلام الأصوات بالخارج فقام بفتح باب غرفة الأطفال قليلا ليعرف ما سيحدث ، جلست الأم علي الأريكه وحاولت سلمي الجلوس علي الجانب الآخر حتي لا تري والدتها ذراعها ولكنها جذبتها بحب وأجلستها بجوارها ، إعتدلت في جلستها ونظر لسلمي بشوق وقالت :
- وحشــــاني يــــا ...
وعلي الفور قطعت كلمتها وشهقت بخوف وقالت :
- إيــه اللي في إيدك ده كله يا بنتي ؟
شعر إسلام بالتوتر بينما إبتلعت سلمي ريقها وحاولت الإبتسام قائله بمرح :
- إسكتي يا ماما ده إسلـام ده عليه هزار رخم اوووي أعوذ بالله
نظرت لها بتعجب وقالت :
- هزار إيه ده يا بنتي اللي يعمل فيكي كده ؟
تنحنحت بإحراج وحاولت إنتقاء كلماتها حتي لا تحسب كذبه وقالت :
- معلش يا ماما إنتي عارفانا مجانين وسعات كتير بنهزر بالمقشات والحلل والحاجات دي ، ده حتي من كام يوم كده كنت هدخل المخده في عينيه هعميه
زفرت الأم بضيق وقالت :
- مجانين علي نفسكم يا سلمي بس إنتي دلوقتي حامل وممكن الهزار التقيل ده يتعبك
ثم قالت علي الفور :
- قومي ناديلي جوزك يا بنتي
شعرت بالتوتر وقالت بصوت متقطع :
- هاه ، أقوم أناديه ؟ اه ماشي حاضر
نهضت من مكانها بتثاقل وأخذت تتحرك بتجاه الغرفة وهي غاضبه تماما لأنها لا تريد محادثته حتي ، وصلت للغرفة فوجدته واقفا مبتسما لها شاكرا علي ما فعلت فقالت بوجه خالي من أي تعبير :
- تعالي ماما عاوزاك
تحرك خلفها بهدوء وصافح والدتها ورحب بها فنظرت له بحزن وقالت :
- كده يا إسلام تزرق للبنت إيدها كده ؟ حرام عليك يابني دي حامل ومش هتستحمل هزار الرجاله التقيل ده
نظر لسلمي معتذرا وقال :
- حاضر يا ماما مش هعمل كده تاني
أشاحت سلمي بوجهها جانبا بينما إبتسمت الأم بطيبه وقالت :
- ربنا يسعدكم يابني
ثم نظرت لهما بجديه وقالت :
- معلش أنا عارفه إني جيت في وقت مش مناسب بس انا عمالة أتصل بيكم وموبايلاتكم مقفوله فقولت بقي أجي أقولكم وبالمره أشوف بنتي ، المهم ، أنا جيت علشان أقولكم إن فرح حسناء بنت الحاج فوزي جارنا النهارده وأنا عارفه إن سلمي بتحبها وكانت دايما بتسألني عنها بس أنا نسيت أقولها علي حكاية الفرح دي لما كانت عندنا ولما ولاء بتقولي هنروح الساعه كام إفتكرت بقي إني لسه مقولتش لسلمي وهتزعل لو روحنا من غيرها
ثم إبتسمت لسلمي وقالت :
- هتروحي معانا ولا هتيجي إنتي وجوزك لوحدكم ؟
صمتت لحظات ثم قالت :
- لأ يا ماما روحوا إنتوا علشان مش عارفه هقدر أجي ولا لا ، إنتي عارفه إني برجع من الشغل تعبانه وكمان مع الحمل فمش بقدر أنزل كتير بقي ، بإذن الله لو مجيتش النهارده هبقي أروح أباركلها في بيتها
إبتسمت الأم ببراءه وقالت :
- ماشي يا بنتي براحتك ، أستأذن انا بقي
أمسكتها سلمي من يدها وقالت بلهفه :
- لأ يا ماما إستني إنتي لسه ملحقتيش تقعدي ، كمان لسه مشربتيش حاجه ، هقوم علطول أجيب العصير وأجي
نهضت من مكانها وإبتسمت بحنان وقالت :
- معلش يا سلمي وقت تاني ، يلـا سلام عليكم
ودعتها سلمي وكذلك إسلام وأغلقا باب الشقه ، علي الفور إتجهت سلمي لغرفتها بينما توقف إسلام أمامها ليغلق عليها الطريق ونظر لها بأسف وقال :
- سلمي شكرا
نظرت له بحده وقالت :
- إحمد ربنا إن مامتي طيبه وعلي نياتها وبتصدق كل حاجه ، أو يمكن كمان مصدقتش بس عدت الموضوع بمزاجها
ثم دفعته جانبا وهمت بالدخول ولكنه وقف أمامها مرة آخري وقال :
- طب وريني إيدك علشان خاطري ، قوليلي الخبطه كانت جامده ولا إيه ؟
دفعته مرة آخري ودخلت وأغلقت الباب خلفها ، جلست علي الأرض وأسندت ظهرها علي الباب ودفنت رأسها بين كفيها وظلت تبكي بينما وقف إسلام علي الباب لايعرف ماذا يفعل ؟ هل يحاول معها مره آخري أم يتركها لتهدأ ؟ هل كان محقا بخصوص ما فعل أم أنه أعطي الموقف أكثر مما يستحق ؟
لم تستطع قدماه التحمل أكثر من ذلك فجلس علي الأرض وأسند ظهره علي الباب من الجانب الآخر وظل يفكر ، كيف له أن يكون بكل هذه القسوه مع سلمي ؟ وما ذنبها هي فيما حدث في الشركة ؟ وحتي وإن كانت قد أخطأت فكان لابد أن يوضح لها خطأها بكل هدوء حتي تتفهم الأمر ولا تعود لمثل هذا الخطأ مره آخري !!
كيف له أن يمد يده علي الفتاة الوحيده التي أحبها بصدق ؟ الفتاة الوحيده التي إختارها زوجة له وعاهدها أمام الله أن يحفظها من نفسه ويضعها في عينيه
ضرب الأرض بيده بعصبيه وقال :
- غــــــــبـــــي ، يعني شوف إنت عملت فيها إيه وهي راحت دافعت عنك قدام أهلها ، عايز إيه إنت هاه عايز إيه ؟ عايز تضيعها من إيدك دي كمان ؟ مش كفايه اللي عملته في ساره ومحمد ؟ كمان حب عمرك هتخليها تروح منك بسبب غبائك ده ؟!!
أغمض عينيه بألم وأخذ يحدث نفسه قائلا :
- لأ وعاملي نفسك ملتزم أووي !! إلتزام إيه ده اللي يخليك تمد إيدك علي واحده ضعيفه بالشكل ده
تنهد بحزن وقال :
- بس أنا ممدتش إيدي عليكي يا سلمي ، والله ما كان قصدي أخبطك كده ، إنتي اللي عصبتيني يا سلمي بس والله ما كان قصدي
ظل علي هذه الحاله لأكثر من ساعه ، فتارة يؤنب نفسه وتارة آخري يوضح لنفسه أنه لم يكن يقصد ، سمعت سلمي أذان العصر فقامت بفتح الباب فوجدته جالسا أمامها ، ترددت قليلا ثم حاولت العبور سريعا لتذهب للوضوء ، إنتبه إسلام لوجودها فنهض بسرعه وأمسك بيدها قائلا :
- سلمي طب إستني هفهمك
أفلتت يدها بعصبيه وقالت :
- أوعـــــي
ثم دخلت الحمام علي الفور وأغلقت البـاب ، تحرك إسلام بإستسلام لباب الشقه وخرج لأداء الصلاه
______________________________________
أدي صلاة العصر وجلس مكانه لا يعرف ماذا يفعل ، ظل يسترجع ما حدث ويفكر للحظات حتي سمع الإمام وهو يقول :
- والآن مع موعد درس العصر ، الرجاء الأنتباه يا أخواني
نظر إسلام للشيخ بتلقائيه ، لم يكن يستطيع التركيز في شئ سوي ما حدث ولكنه فعل مثلما فعل الجميع ، بدأ الإمام قائلا بإبتسامه :
- إن الحمد لله ، نحمدُه ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا ، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه ، بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً . بلّغ الرسالة وأدّى الامانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، وعلى صحابته وآل بيته ، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين .
درسنا اليوم يا إخواني بعنوان " لا تــغــضــــــب " والدرس ده في غاية الأهميه ، بإذن الله هحاول مطولش عليكم بس ركزوا معايا والأطفال الحلوين كمان يركزوا علشان هيستفادوا إن شاء الله
نظر له إسلام بذهول ، فكأن الشيخ يعلم ما يحتاجه بالفعل ، أو أن الله أرسله ليلقي هذه المحاضرة في هذا الوقت وعن هذا الموضوع تحديدا من أجل إسلام ، إعتدل في جلسته وأنصت له تمام الإنصات
قال الشيخ :
- هبدأ الدرس النهارده بموقف أو موقفين حدثوا في عهد النبي صلي الله عليه وسلم بخصوص موضوع الغضب ده ..
عن سليمان بن صرد قال : "استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس ، وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم كلمة لو قالها ، لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " رواه البخاري ومسلم
وموقف آخر جميل جــــــدا :
" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني ، قال : لا تغضب فردد مرارا قال : لا تغضب " رواه البخاري
يعني موصاهوش بأي حاجه تانيه ولكن قاله " لا تغضب "
طيب ليه منغضبش ؟
ببساطه لأن الغضب ده من أقبح الأخلاق السيئه لأنه بيخرج الإنسان من طبيعته الإنسانيه إلي البهيميه وبيساعده علي إرتكاب تصرفات سيئة كتير جدا زي السب واللعن والشتم والضرب والاعتداء والإتلاف والطلاق بل ربما والعياذ بالله يلفظ الإنسان بألفاظ توجب الردة ، وكمان الغضب ليه أثاره السيئة جدا على الفرد والمجتمع لأنه بيفرق بين الأحباب وبيشتت أسر كانت مطمئنة .
علشان كده يا إخواني لازم نعرف إيه هو علاج الغضب علشان نحاول نتجنبه ونتصرف التصرف الصح لو غضبنا في أي وقت ..
اول حاجه : التعوذ بالله من الشيطان الرجيم أول ما نحس بالغضب
تاني حاجه : نغير الحاله اللي إحنا عليها يعني لو وافقين نقعد ولو قاعدين نضطجع ، كده الإنسان هيهدأ أكتر ويبعد عن أي إنتقام ممكن يعمله في وقت غضبه
تالت حاجه : نسكت عن الكلام وبدل ما نقول أي حاجه نقعد نستغفر ونذكر ربنا
رابع حاجه : نتوضأ وممكن نصلي ركعتين وندعي ربنا يريح قلبنا ويهدينا
ولازم ناخد بالنا من حاجه وهي إن الغضب بيكون مذموم لو غضب الإنسان انتقاما لنفسه. أما إذا غضب غيرة لله لانتهاك محارمه أو دفعا للأذى عن نفسه وغيره في ذات الله فهذا غضب محمود شرعا وفاعله يثاب على ذلك .
فقد قالت عائشة رضي الله عنها : (ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها) . رواه البخاري
أسال الله تعالى أن تدوم السكينة في قلوبكم والابتسامة على وجوهكم والسعادة في بيوتِكم والصحه في أبدانكم والتوفيق في حياتكم والْأمان في دروبكم والنور في وجوهكم وأن يغفرلكم و لوالديكم وكل عزيز لديكم ..
آمين يـارب وصل اللهم وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين .. أحبكم في الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
________________________________
ظل إسلام يبتسم لفتره وشعر بالراحه بعدما سمع كلام الشيخ ، نهض من مكانه وهم أن يذهب إليه ليقص عليه ماحدث ويطلب منه النصيحه ولكنه سرعان ما نظر للحيته وشعر بالإحراج فأثر الخروج من المسجد ومواجهه الأمر وحده بدلا من إحراج نفسه والإساءه للملتحين بسببه ..
عاد لمنزله وقد قرر الإعتذار لسلمي ومناقشه الأمر معها بهدوء تام ، فلقد أخطأت هي ولكنه واجه هذا الخطأ بخطأ أكبر ، إقترب من باب غرفتها فوجده مغلقا هذه المره أيضا ، طرق الباب بخفه بينما لم تهتم هي وظلت ملقاه علي الفراش مابين البكاء وعدم التصديق من أن إسلام فعل بها هذا الفعل ، ظل يطرق الباب لعده مرات وهو يقول :
- سلمي إفتحي بالله عليكي ، يا سلمي هفهمك طيب ، والله انا عارف إني غلطان بس إسمعيني حتي وبعدين إعملي اللي إنتي عاوزاه
إزداد بكاؤها رغما عنها فسمعه إسلام وقال علي الفور :
- سلمي والله لو مفتحتيش هكسر الباب وإنتي عارفه بقي إني مجنون وأعملها ، وبعدين أنا مش ماشي من هنا إلا لما أقولك علي اللي حصل ، حتي لو غلطان بس حتي إديني فرصه أدافع عن نفسي
دفنت رأسها بين كفيها بألم وقالت :
- يـــــــاربي بقي ، حتي إسلام كمان ؟ حتي الإنسان اللي كنت فاكره إنه هيحطني في عينيه زي ما وعدني ؟ الإنسان اللي كنت فاكره إنه هياخد بإيدي للجنه ؟ معقــــوله كل ده كان كلام يا إسلام ؟ حقيقي أنا ماليش غيرك يــــــارب
سمعته من الخارج يقول بمنتهي الصرامه :
- سلــمي طيب لو واقفه ورا الباب إبعدي علشان هكسره ، براحتك بقي
وبالفعل وجدته يضربه أول ضربه فنهضت من مكانها علي الفور وقالت بحده :
- خلــاص إستني
قامت بفتح الباب وجلست علي الفراش ولم تتحدث ، جلس بجوارها وحاول الإقتراب منها ولكنها إبتعدت عنه بخوف وضيق فقال علي الفور :
- طيب خلاص خلاص خليكي ، ممكن تسمعيني بس ؟
سقطت دمعه من عينيها رغما عنها وقالت بتأثر :
- أسمع إيه يا إسلام ؟ أسمعك بتبررلي إزاي ضربتني ؟ ولا أسمع كذبك عليا كمان وكمان ؟ ولا أسمعك وإنت بتقول مش هضربك تاني زي ما قولت في الخطوبه إنك عمرك ما هتعملها وعملتها ؟ ولا أسمعك وإنت بتقولي عمري ما هقولك كلام يزعلك تاني زي ما قولت في الخطوبه وبرضو قولتها ؟
ثم نظرت له بحزن وقالت :
- بتتريق عليا يا إسلام وبتقول رمز العفه والحياء ؟ بقي عادي كده تطعن فيا هاه ؟ اه غلطت بس مش لدرجه إنك تطعن في عفتي وحيائي ؟!! مش لدرجه إنك تشك فيا يا إسلام ؟ ده أنا قولت يا راجل إنك خلاص عرفتني طول الفترة دي وبقيت أكتر واحد في الدنيا فاهمني ؟ خلاص كده من أقل غلطه بقيت وحشه وأستاهل الضرب كمان ؟ يـــــــاخساره يا إسلام يا خساره !!
ثم أمسكت بلحيته وجذبتها بضيق وقالت :
- ما إتكسفتش من دي يا إسلام ؟ ما إتكسفتش تكون بالشكل ده وتضرب مراتك الحامل كده ؟ ما إتكسفتش تكون المفروض ملتزم وتعمل كده هاه ؟ طب حتي يا راجل فهمني وقولي إنتي غلطانه ولو مسمعتش الكلام ساعتها إبقي إضرب لكن مش أول مره كده .. بس ثانيه ثانيه !! تضرب ليه أصلا ؟ هو في راجل بيخاف ربنا مايصدق يمسك علي مراته غلطه ويعمل فيها كده ؟!!
ثم نظرت له بحده وقالت :
- قول يا إسلام اللي عندك ، قول براحتك خـالص أنا مش همانعك ، قول كل اللي جواك وأنا مش هظلمك ، بس اللي جوايا بقي من ناحيتك ملكش دعوه بيه
أخذ يتحسس وجهه بتوتر وقال بحزن :
- طيب بصي يا سلمي ، أقسم بالله ما كان قصدي أمد إيدي عليكي ومتقوليش ضربتني دي لأني مستحيل أعمل كده ، كلمتك دي بتقتلني أصلا ، أنا بس كنت بحاول أوقفك لما كنتي هتمشي وتسيبيني بكلم نفسي ومعرفش إيه اللي حصل ولقيتك واقعه علي الأرض بعدها ، مكانش ينفع تسيبني وتمشي يا سلمي ، كنتي حتي إستني لما أخلص كلامي وبعدين إمشي
قاطعته علي الفور :
- بقيت أنا اللي غلطانه دلوقتي يعني ؟!!
أومأ برأسه نفيا وقال :
- مش إنتي اللي غلطانه ولا حاجه ، أنا عارف إني مكانش ينفع أعمل كده مهما عصبتيني بس أنا بقولك اللي حصل ، وكمان أنا بثق فيكي أكتر ما بثق في نفسي أصلا بس بجد مش عارف أنا قولت كده إزاي ؟!! انا أصلا مشوفتش حاجه غير الراجل أستغفر الله العظيم ده وهو عمال يضحك وكنت جايب أخري منه وهاجي أتخانق معاه بس قصرت الشر ومشيت وأنا بغلي لأنك عارفه أنا بغير عليكي إزاي فمعرفتش أمسك نفسي بقي ساعتها ، بصي أنا مش عارف أعتذرلك إزاي بس والله أي حاجه هتقولي عليها أنا هعملها بس بالله عليكي ما تزعلي .. أنا عارف إني بطلب منك حاجه صعبه ويمكن مستحيله بس لو عاوزاني أعمل في نفسي زي ما عملت فيكي أنا موافق ولو عاوزه أي حاجه تاني قوليلي عليها وأنا برضو هعملها
نظرت له بصرامه وقالت :
- هتعمل أي حاجه هقولك عليها يعني ؟
أومأ برأسه مؤكدا وقال :
- أيوه
قالت علي الفور :
- إمشـــي
- إيـــه ؟
- بقــولك إمشي !
زفر بوجع وقال :
- يا سلمي بالله عليكي يا تعملي كده
نظرت للأرض وقالت بهمس :
- إنت مش قولت اللي عندك ؟ إتفضل بقي
قال علي الفور :
- طب قولي إنتي كمان اللي عندك ، أنا مش عايزك تشيلي جواكي حاجه من ناحيتي ، صوتي وزعقي وطلعي كل اللي جواكي بس بلاش تشيلي في نفسك وبعدين تكرهيني زي ما كنتي بتقولي في أيام الخطوبه
إبتسمت بألم وقالت :
- من أول مره شديت معاك فيها إتضربت !! لكن مع ذلك إتكلمت تاني أهو بس موعدكش إن ده هيحصل علطول ، مره في مره يا إسلام ومش هتلاقيني بتكلم خالص وهشيل جوايا وبس ، أنا قولتلك النقطه دي في الخطوبه لأني أكتر واحده عارفه نفسي ، قولتلك إني ببقي صافيه علطول بس مع القسوه بخاف ومش بعرف أتكلم بعدها لأن بالنسبالي الإنسان القاسي ده عمره ما هيحس بحد فبشيل جوايا أحسن
وأنا خوفت منك يا إسلام ، عارف يعني إيه خوفت منك ؟ يعني كنت حاسه إن اللي واقف بيزعقلي ده شيطان ، مش هو أبدا إسلام اللي لما بيشوفني تعبانه بيحن عليا ويقرالي قرآن ، حسيت إن اللي بيضربني ده واحد تاني غيرك ، مش ده الإنسان اللي إخترته ياخد بإيدي للجنه ، مش إنت اللي عملت كده يا إسلام ، مش معقوله تكون إنت .
إقترب منها ووضع يده علي البقعه الزرقاء الموجوده في أعلي ذراعها وقال بحزن :
- مش أنا اللي عملت دي يا سلمي ، والله ما كان قصدي ، أنا عارف إن الشيطان بيستغل الأوقات دي ويشعللها وبغبائي مشيت وراه وخليته عماني ومبقيتش حاسس أنا بعمل إيه
ثم حاول الإبتسام وقال :
- بس خلاص والله أنا عرفت هعمل إيه لو غضبت ، الشيخ النهارده قالي علي الحل وبعد كده لو إتضايقت هبعد عنك خالص وأقعد استعيذ بالله من الشيطان وأستغفر لحد ما أهدي وبعدين نكمل نقاشنا ، وإنتي زي ما طول عمرك بتساعديني يا سلمي عاوزه تساعديني في الحكاية دي كمان علشان أبطلها خالص ، لما تحسي إني هبدأ أتعصب حاولي تهديني مش تزعقي زياده ونحاول بقدر الإمكان ننهي النقاش أو نأجله لوقت تاني ، ماشي يا سلمي ؟
صمتت ولم تتحدث بينما نظر لها هو بأسف وقال :
- سلمي إنتي وعدتيني إنك تاخدي بإيدي للجنه وإنتي عارفه إني لسه في بداية طريق الإلتزام وعمري ما هقدر أغير كل حاجه جوايا في يوم واحد علشان كده أوعي تزعلي مني بالله عليكي أو تحسي إنك مش هتقدري تكملي معايا الطريق .. أنا عارف إن الخبطه كانت كبيره واني كنت قاسي بزياده بس كمان عارف إنك قلبك من جوه أبيـض أووي وبتسامحي أي حد ، وعارف كمان إنك عمرك ما هتنسي الأيام الحلوه اللي عيشناها مع بعض ولا لذة القرب من ربنا اللي حسيناها سوا ولا كلامنا عن مستقبلنا مع بعض وعن ولادنا ، وعارف كمان إنك موجوعه مني بس أنا هفضل وراكي بقي لحد ما تسامحيني ويمكن تيجي عليكي أي لحظه وتحسي إن كان ليا عذري ، وبعد إذنك متقوليش كلمة ضربتني دي تاني علشان أنا إيدي تتشل قبل ما أفكر أضربك ، مــــاشي يا سلمي ؟ وأنا برضو هصلي كتير وأدعي ربنا يسامحني علي اللي حصل ده ويريح قلبك ويلقي محبتي في قلبك من تاني ومتأكد إن ربنا هيرجعنا أحسن من الأول بإذن الله ..
ثم أقترب منها ونظر لها بحنان ونهض علي الفور وهو يقول :
- أنا هروح الجامع وهستني المغرب هناك وهبقي أجي بعد الصلاة علشان أريحك مني شويه ، بالله عليكي فكري في كلامي تاني وحاولي تفتكري كل حاجه حلوه عملناها سوا وبلاش تخلي الشيطان يبوظ حياتنا ، كفايه بقي إنه ضحك علينا وخلانا نعمل اللي حصل ده ، بس بجد مش هسمحله تاني يوقعنا في بعض وربنا هيقويني وهتحمل بإذن الله ، أنا واثق .. يلا يا سلمي سلام عليكم
_________________________________
- وحشتيني علي فكره
قالها خالد عندما إتصل علي هند بعد عودته من عمله مباشرة فأجابت بخجل :
- ربنا يخليك يا خالد
ضحك قائلا :
- لسه برضو بتتكسفي ؟ يابنتي ده أنا هبقي جوزك بعد كام شهر ، عيشي حياتك يعني وفكيها كده
إبتسمت قائله :
- منا فكاها أهو
قال علي الفور :
- طيب عاوزين نخرج سوا
قالت بسرعه البرق :
- لالالا خروج إيه ؟ إنســــي الكلام ده خالص
أجابها بحزن مصطنع :
- ليه بس يا هنود ؟ إنتي بتخافي مني ولا إيه ؟
- متزعلش يا خالد مش قصدي والله ، وطبعا بثق فيك وإلا مكنتش إتخطبتلك ، بس إسلام مش هيوافق علي كده
- طيب ومين قالك إن إحنا هنقول لإسلام ؟ هو ماله بيكي أصلا ؟
تعجبت قائله :
- إنت بتقول إيه يا خالد ؟ إسلام أخويا الكبير وهو اللي مسئول عني
إبتسم بمكر وقال :
- تؤ تؤ تؤ إنتي بس اللي مسئوله عن نفسك يا هنود ، إنتي مش صغيره علشان تحتاجي حد يقولك تعملي إيه ومتعمليش إيه ، وبعدين إسلام أخوكي ده يادوب أكبر منك بسنتين يعني أنا اكبر منه أصلا وكمان هبقي جوزك يبقي المفروض تسمعي كلامي أنا مش كلامه هو !!
تنهدت بحيره وقالت :
- لأ برضو مش هينفع أعمل حاجه من وراهم يا خالد ، أنا اه بحبك بس مش لدرجه إني أعمل حاجه من ورا أهلي يعني
- طيب ما إنتي بتكلميني من وراهم يا هنود ، إيه الفرق بقي ؟
- خــــالد وبعدين ؟ ما تحاولش تحسسني بالذنب ، أنا كلمتك علشان حقك تتعرف عليا وإسلام مش راضي لكن غير كده لأ
- مــــاشي خلاص يا ستي براحتك ، بس كمان أخوكي اللي بيفضل قاعدلنا ده وانا عندكم بيزهقني
- ليه بس يا خالد ؟ وهو بيعملك إيه يعني ؟
- يا بنتي مش ببقي عارف أتكلم ولا أضحك حتي ، بحس إنه طابق علي نفسي
تنهدت بحزن وقالت :
- معلش بقي يا خالد إستحمل شويه ، وبعدين لما نكتب الكتاب هتبقي تقعد براحتك معايا ومحدش هيكلمك
- اه اه طبعا
أخذت تلعب في خصلات شعرها بدلال وقالت :
- بقولك إيه يا خالد ؟ ما تيجي نسرع موضوع كتب الكتاب ده علشان تيجي براحتك وكمان محسش بالذنب وأنا بكلمك من وراهم كده
- إيــه يا هنود مش لما نتعرف علي بعض الأول
قالت بإستنكار :
- نعم يا خويا ؟ 

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent