رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه
رواية في الحلال الفصل الثالث والاربعون 43
لــ
الحلقه الثالثة والأربعون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج الطبيب من غرفة والد سلمي وهرول الجميع بإتجاهه وسألوه بلهفه :
- خيــر يا دكتور طمنا ؟
إبتسم قائلا :
- متقلقوش يا جماعه الضغط علي عليه شويه ودلوقتي هيقوم يروح معاكم علطول إن شاء الله
تنهدت الأم بأريحيه وأخذت سلمي تحمد الله علي سلامة والدها بينما إصطحب إسلام الطبيب وذهب معه لإدارة المشفي لينهي الحسـاب ..
_____________________
- مبســــوط فوق ما تتخيلي
قالها خالد أثناء جلوسه مع هند بعدما قدم لها هديتها وأخذ كوب العصير الخاص به وجلس يرتشفه وهو يحدثها ، إبتسمت هند بطيبه وقالت :
- يـــارب أشوفك مبسوط دايــما يا خالد
ظلت الأم تطرق بأصابعها علي المنضده بتوتر وتنظر للساعه بين الحين والآخر ، جلس خالد يضحك ويمرح مع هند مايقرب من الساعه والنصف ثم إستئذن في الذهاب وغادر ..
نظرت الأم لهند والشرر يتطاير من عينيها وقالت بحده :
- إيـــه اللي قعده ده كله وهو عارف إن أخوكي مش موجود هاه ؟ مصدق لزق مكانه ومعرفش يتحرك ولا إيه ؟
زفرت هند بضيق وقالت :
- ما تتكلميش عليه كده يا ماما بعد إذنك ، وبعدين هو عمل إيه يعني ماهو قعد زي ما بيقعد مع إسلام عادي
صرخت بها قائله :
- وإنتي عايزاه يعمل إيه كمان يا ست هند ؟ ماهو أكيد هيقعد عادي بس برضو ميصحش يخش البيت ومفيش راجل كده
قالت وهي تغادر المكان :
- خلاص يا ماما حصل خيـر بقي ، وبعدين دي مره وعدت يعني !!
نادت عليها بصرامه وقالت :
- متقوليش لأخوكي إن خطيبك جه وهو مش موجود علشان منعملش مشاكل ماشي ؟
أومأ برأسها موافقه ودخلت غرفتها ..
_____________________________
- حمدا لله علي سلامتك يا بابا
قالها إسلام وهو يضع والد سلمي علي الفراش ويربت علي كتفه بحنان ، إبتسم الأب قائلا :
- الله يسلمك يا إسلام ، معلش تعبتك معايا
تنهد بحزن وقال :
- ده كلام يا بابا ؟ هو مش أنا زي إبنك برضو ولا إيه ؟
نظر له بإمتنان وقال :
- لو كان عندي إبن مكنش هيعمل معايا زي ما إنت بتعمل كده
ثم نظر لسلمي بفخر وقال :
- حقيقي بنتي عرفت تختار
إبتسمت سلمي وأمسكت بالغطاء وأخذت تحيط به جسد والدها وهي تقول :
- حمدا لله علي سلامتك يا بابا ، هنسيب حضرتك تستريح بقي ونقعد برا
أومأ برأسه نفيا وقال بتعب :
- لأ يا بنتي روحوا إنتوا علشان عندكم شغل الصبح ، أنا هبقي كويس إن شاء الله
____________________________
- خلاص يا خالد الفجر قرب ، يلا نقوم نجهز بقي
قالتها هند أثناء حديثها مع خالد فأجاب علي الفور :
- ماشي يا باشا لما يأذن نبقي نقفل
تنهدت بسعاده وقالت :
- حــــاضر
نظر للمرآه بفرحه وقال :
- بس إيه رأيك في اليوم النهارده ؟ مش كان حلو من غير أخوكي وعرفنا نتكلم براحتنا
- كان حلو اه بس إنســــي إن ده يتكرر تاني
تنهد بحزن وقال :
- ليه بس يا هنود ؟ إنتي لسه بتخافي مني برضو ؟
أومأت برأسها نفيا وقالت مؤكده :
- يا خالد وأنا إيه اللي هيخوفني منك ، بس برضو ميصحش تيجي ومفيش راجل في البيت
- طيب ما أنا راجلك يا هند
- معلش يا خالد برضو لازم إسلام يكون موجود
إبتسم قائلا :
- طيب بصي تعالي نفكر بالعقل ، دلوقتي إنتي بتثقي فيا وكمان إحنا بنحب بعض وكمان مامتك بتكون موجوده معانا يبقي إيه المشكله بقي لما أجي من غير ما أشوف أخوكي يعني ؟!! هيحصل إيه فهميني ؟ وبعدين كلام الناس والحاجات دي مش هيهمنا لأننا مش بنعمل حاجه غلط
ثم قال بحزن :
- ولا إنتي عاوزاني أفضل زهقان كده كل أما أجي عندكم ؟
تنهدت بحيره وقالت :
- لو فكرنا بالعقل هنلاقي إن مافيهاش حاجه بس برضو دي الأصول يا خالد
رفع حاجبه قائلا بصرامه :
- خلاص يبقي نخرج سوا ، مش قدامك غير كده يا هند علشان أنا مستحملك كتير وبصراحه زهقت ، متهيألي دي أبسط حقوقي يعني إني أتكلم مع خطيبتي وأشوفها براحتي ، ولا إنتي شايفه حاجه تانيه ؟
زفرت بضيق وقالت :
- عارفه إن ده من حقك بس برضو مش عاوزه أعمل حاجه من ورا أهلي
صمت قليلا ثم قال هامسا :
- يعني ده جزاتي علشان بحبك يا هند ؟ تعذبيني كده علشان بس عاوز أشوفك ؟ ماشي يا هند براحتك ، يلـــا سلام
- يــا خالد إستنــ ..
لم ينتظر حتي تكمل الجمله وأغلق هاتفه ، همت أن تتصل به مره آخري ولكنها سمعت آذان الفجر فنهضت من مكانها وهو تقول بألم :
- يــــاربي بقي ، بجد مابقيتش عارفه أرضي مين ولا مين ؟!!
________________________________
- ميـــس سلمي
قالها أحد ألأطفال أثناء رؤيته لسلمي وهي تعبر الممر لتصل إلي الدرج وتهبط ، إلتفتت له وإبتسمت قائله :
- أيوه يا أنس
نظر لها ببراءه وقال :
- ينفع أقولك بحبك يا ميس ؟
إتسعت عيناها وتحسست وجهه بيديها بحنان وقالت مبتسمه :
- ينفع طبعــا يا حبيبي ، وأنا كمان بحبك اوووي علي فكرة علشان إنت شطور خــالص وبتذاكر كويس
إبتهج وجهه وتحمس أكثر وقال :
- ينفع أقولك حاجه كمان ؟
- ينفع طبعـــا
نظر لها بإبتسامته البريئه النقيه وقال :
- ينفع أقولك يا ماما ؟
عادت للخلف قليلا ونظرت له بذهول وقالت :
- ماما ؟
أومأ برأسه إيجابا وهو لا يزال محتفظا بإبتسامته فادركت سلمي الموقف وإحتضنته بشده وقالت :
- حبيبي يا أنس ، قول طبعـا اللي إنت عايزه
ثم نظرت له بتساؤل وقالت :
- هو إنت حاسس إني زي ماما يا أنس ؟
إختفت إبتسامته وقال بهمس :
- ماما مكنش في حد زيها خالص بس إنتي يا ميس بتعملي زيها وأنا بحبك ومش هقول لحد يا ماما غيرك
إنحنت لتصل لمستوي رأسه وقالت بخوف :
- ماما فين يا أنس ؟
عادت له إبتسامته عندما تذكرها وقال بسعاده :
- ماما راحت عند ربنا وانا لما أبقي كويس هروحلها إن شاء الله
تحسست شعره بحزن وقالت :
- مين اللي قالك كده يا أنس ؟
نظر لها ببراءه وقال :
- أنا قولت لنفسي كده ، علشان ماما اللي بحبها راحت وكمان تيته راحت يبقي كل الناس الحلوين بيروحوا عند ربنا وأنا لما أبقي حلو زيهم هروح أنا كمان
ثم أمسكها من يده وقال باسما :
- وإنتي كمان هتروحي معانا يا ميس
إبتسمت رغما عنها وهي تتحسس شعره وقالت :
- إن شاء الله يا أنس ، إنت دلوقتي بقي لازم تكون كويس أووي وشطور علشان الأمهات بيحبوا دايما ولادهم يكونوا حلوين وشاطرين في المدرسة وبيسمعوا الكلام كده زي أنس
ثم ضغطت علي كتفيه وقالت مؤكده :
- توعدني يا أنس إنك هتبقي كويس علطول وتسمع كلام الكبار ؟
أومأ برأسه إيجابا وقال :
- ماشي يا ميس
أخذت تتحسس وجنتيه بشوق وقالت هامسه :
- عارف يا أنس ؟ أنا شوية كده وهجيب نونه صغيره وهبقي أصورهالك وأخليك تشوفها ولما تكبر شوية كمان هبقي أجيبها علشان تلعب معاها إن شاء الله
قفز من مكانه بسعاده وقال :
- هتجيبيها كل يوم يا ميس ؟
أومأت برأسها نفيا وقالت مبتسمه :
- لأ طبعا يا أنس مش كل يوم ، هجيبهالك مره واحده بس أو مرتين علشان عمو المدير ميزعلش من ميس سلمي ، وبعدين مش هي هتبقي أختك وإنت هتخاف عليها لحسن تعيط لما تشوف صحابك وتخاف منهم ؟
قالت بصوت طفولي ممزوج بالسعاده :
- وهي مش هتخاف مني يا ميس ؟
أومات برأسها نفيا وقالت :
- لأ مش هتخاف منك ، مش إنت هتبقي أخوها ؟
تنهد بحماس وقال :
- أيوه صح هبقي أخوها
صمت قليلا ثم أخذ يقفز ويهرول بإتجاه فصله حتي إختفي من أمام سلمي ، نهضت من مكانها بذهول وجففت دمعتها الحائره وهبطت علي الدرج بخفه ..
___________________________
- surpriseeeeee
قالتها سلمي فور وصول إسلام للمنزل وأثناء غلقه لباب الشقه ، إلتفت لها وإنتفض من مكانه وهو يلتصق بالباب وينظر لها بذهول ويقول :
- إنتي مين يا حجه ؟!!
ثم أشاح بيده عدة مرات وهو يقول بمرح :
- إنصرفي إنصرفي !!
إقتربت منه سلمي وأخذت ترمش بعينيها بطفوله وقالت ضاحكه :
- أنا ثلمي يا إثلام مالك ؟ إيه رأيك في النيولوك ده بقي ؟
عاد للخلف عدة خطوات ورفع حاجبه وهو ينظر لها بإشمئزاز وقال وهو يحاول كتم ضحكاته ؟
- إنتي مين اللي حرق شعرك كده ؟ وإيه اللي في وشك ده ؟ وجايبه الفستان العجيب ده منين ؟
عادت لترمش مرة آخري وهي تبتسم بجنون وتقول :
- حطيت ميقب ولبست فستان معفن جميل وعملت قطتين بقي ، شكلي كيوت صح ؟
ضحك رغما عنه وقال بإستهزاء :
- ميقب وفستان معفن جميل ؟ وماله !! روحي يا سلمي يا بنتي حطيلي الأكل الله يرضي عنك
تنهدت بطفوله وقالت :
- حسنا يا سيدي
ذهبت للمطبخ وأحضرت الطعام بينما ظل هو يضحك طوال فترة تبديل ملابسه ، إنتهي من تبديل ملابسه فذهب للصالة ليأكل طعامه ، جلست سلمي أمامه وقالت بسعاده :
- كُل فرخه جميـــله
رفع حاجبه قائلا بتعجب :
- إنتي بتتكلمي كده ليه ؟ ومين اللي كهرب شعرك كده ؟ وليه حطه توكتين غير بعض ؟ ومين حرق رجل الفرخه كده ؟ وإنتي إيه اللي جابك هنا أصلا ؟
ثم ضحك وهو يقول :
- ردي بســرعه بدل ما أطلبلك السريا الصفرا
قالت بخوف مصطنع :
- حاضر حاضر أفندم ..
سؤال رقم واحد علشان أنا مبسوطه ، سؤال رقم إتنين علشان أنا نعسانه ، سؤال رقم تلاته علشان شكلي كده حلو أكتر ، سؤال رقم أربعه علشان أنا كان نفسي ألسوع حد وملقيتش غير دي قدامي فلسوعتها بقي ، سؤال رقم خمسه بيقولوا باين إنتي إتجوزت واحد مجنون كده وإتعلمت منه الجنان بقي وجيت أعيش معاه هنا بقي وبس كده أسيدي بقي ، حـــول حــــول حــــــول ..
ضحك بمرح وقال :
- إني أسمعك جيدا يا سيدي ، كم عدد الضحايا معك ؟
- خمسمائه سبعه وتسعون وتلتاشر وخمسين كمان زائد تلاته وعشرين وحط عليهم سبعتاشر كمان كده
ثم غمزت له قائله :
- حل بقي يا هندسه
ضحك وهو يمسك الملعقه بإحراج وقال محاولا تغيير الموضوع :
- اللـــــه الأكل ده جميـــــل اوووي ، تسلم إيدك يا سلمي
- بقـــــي كده ؟ مـــاشي يا عم الباشمهندس ، كـُل يا أخويا كــُل بالهنا والشفا
صمت قليلا وظل يأكل ما يقرب من العشر دقائق حتي وجدها تقول بسعاده :
- إسلام عاوزه أقولك علي موقف حصل معايا النهارده
إنتبه لها وقال :
- ليه علاقة بشكلك التحفه ده برضو ؟
أومأت برأسها نفيا وقالت :
- لأ يا إسلام والله بتكلم بجد ، إسمعني بقي
رفع حاجبه محاولا إستفزازها وقال :
- طيب هتتكلمي جد إزاي وإنتي بالمنظر ده بقي ؟ مش مهم مش مهم
ألقت ملعقتها علي الصينيه وقالت بإصرار :
- لأ هتسمع بقي مليش دعوه ، وأصلا بسبب الموقف بتاع النهارده ده أنا مكنتش هعمل اللي إنت شايفه ده بس غيرت رأيي في آخر لحظه وقولت طالما نويت أعمل حاجه من إمبارح يبقي أعملها
نظر لها بعدم فهم وقال :
- حاجه ومش حاجه وإمبارح والنهارده ومين راح فين ؟ قولي يا ستي
تنهدت تنهيده قويه وأخذت تقص عليه ماحدث مع الطالب أنس ، ظل إسلام يستمع لها بإنصات وما إن إنتهت حتي قالت :
- شوفت بقي يا إسلام ؟ أنا لحد دلوقتي مش مصدقه أصلا إنه قالي يا ماما !! معقوله أكون قريبه لقلبه أووي كده ؟
أومأ برأسه إيجابا وإبتسم قائلا :
- إنتي حنينه أووي يا سلمي والأطفال أكيد بيحسوا بحنيتك دي ، يــــاريت كل المدرسين بيعاملوهم بما يرضي الله زي ما إنتي بتعملي كده ، أكيد منهم اللي أهله ميتين ومنهم اللي أهله مش حنينين عليه ومنهم أصلا اللي بيكره الدراسه والمدرسه بسبب المدرسين والضرب والواجبات الكتيره اللي بيعاقبوهم بدل ما يعلموهم بيها !!
حقيقي لو كل مدرس حط في باله إنه هيتحاسب علي كل طفل قدامه وإنه ممكن ببساطه جداا يستغل وجوده مع الأطفال دول ويغرس فيهم القيم والمبادئ ويحببهم في دينهم ويعرفهم عنه أكتر ، حتي لو هيخصص 5 دقايق بس في نهاية كل حصه يحكيلهم فيها حدوته او يشجعهم علي حاجه او يعمل بينهم مسابقه او كده ، بجد كان زمان بلدنا بقت حاجه تانيه خــــالص ، حقيقي انا فخور بيكي يا سلمي وفخور بكل مدرس بيعمل زيك كده رغم قلتكم إلا إنكم موجودين الحمد لله وبإذن الله مع الوقت تكتروا اووي وأهدافكم وأفكاركم تنتشر في كل مكان ونتقدم شويه بقي بدل الجهل والتخلف اللي إحنا عايشين فيه ده !!
تنهدت بألم وقالت :
- نفسي اوووي في كده يا إسلام ، نفسي التعليم يكون فيه إهتمام أكتر من كده ، نفسي كل مدرس يتعب شويه ويشوف أساليب جديده للتدريس ويجربها من طلابه ، والله هيستمتع جداااا بدل ماهو بيبقي ملان من الحصه هو والطلاب ، بــــــجد نفـــــــسي في كده اوووي
نظر لها بتفكير وقال :
- طيب ليه مجربتيش تقولي لصحابك علي الأفكار بتاعتك دي ؟
ضحكت بسخريه ممزوجه بالحزن وقالت :
- جريت كتيـــر يا إسلام ، منهم اللي كان بيتريق عليا ومنهم اللي بيقول بلاش وجع دماغ انا بشتغل علي أد مرتب الحكومه ومنهم اللي بيقول إنتي علشان مش عندك عيال ورايقه وحاجات كتير بقــي من دي ، بس برضو في إتنين بدأوا يجربوا اللي انا بقوله وبإذن الله مش هستسلم وهحاول أنشر فيروس الإيجابيه في المدرسة كلها
- بإذن الله يا سلمي
إنتهي من طعامه ونهض من مكانه وهو يقول بإرهاق :
- معلش يا سلمي هقوم أريح شويه لحد المغرب وإبقي صحيني علشان جسمي كله مكسر النهارده
إبتسمت قائله :
- سلامتك ، ماشي روح بس خد طبقين في إيدك دخلهم جوا
- ماشي يا ستي هاتي ، حكم القوي علي الضعيف بقي
أمسك منها الأطباق وأدخلها المطبخ وأثناء دخوله غرفته ضحك وقال :
- متحاوليش تعملي مجنونه تاني علشان مش هتعرفي هاه ، الجنان ده ليه ناسه يا بطه
إبتسمت قائله :
- منا لقيتك بقي متجننتش من زمان قولت أجرب حظي وأشوف
نظر لها بتأمل وقال :
- عند حق أنا حاسس إني عقلت جامد الفتره دي والموضوع ده قالقني بصراحه وبفكر مروحش لدكتور يجنني تاني ، معلش بقي يا بنتي ضغوط الحياة بس ولا يهمك هرجع أجنن من الأول بإذن الله
ثم دخل غرفته ونـــام بينما إنتهت سلمي من مطبخها ودخلت غرفتها ونظرت للمرآه وقالت بزعر ممزوج بالضحك :
- يـــا ماما ؟!! مين دي
ثم نظرت لإسلام الغارق في النوم وقالت بحنان :
- كله يهون علشان خاطرك يا إسلام ، ربنا يريح قلبك ويروق بــــالك
_________________________________
وبعد ثلاثة أيام تقريبا إتصل خالد علي هند وقال بحماس :
- هنـــــود ، أنا جايلكم النهارده
شهقت بخوف وقالت :
- جاي فين يا خالد ؟ ما إنت عارف إن إسلام بيروح عند حماه يوم السبت !!
ضحك قائلا :
- ماهو علشان كده هاجي
قالت بتوتر :
- مش هينفع يا خالد ماما مش هترضي
ثم تنحنحت بإحراج وقالت :
- قصدي يعني هتزعل وكده
تنهد بثقه وقال :
- هاتي بس إنتي أي شنطة هدايا وحطي فيها أي ورق وأنا هقولها إني نسيت عندك حاجه مهمه للشغل
قالت بصوت متقطع :
- طب بس مش هينفع يا خالد وكمان ليه عاوز تيجي النهارده بالذات يعني ؟
- وحشتيني أووي يا هند ولازم أشوفك النهارده !!
قالت بإستسلام :
- طيب تعالي وأنا هتصرف ، علشان خاطرك إنت بس ، لكن متتعودش علي كده !
أغلقت هند الهاتف وحاولت الإبتسام وذهبت لوالدتها وقالت :
- ماما خالد جاي النهارده
صرخت بها قائله :
- نعم ياختي ؟ وده إيه اللي هيجيبه النهارده كمان إن شاء الله ؟
تنحنحت بإحراج وقالت :
- أصله هياخد مني حاجه محتاجها في شغله يا ماما
زفرت بضيق وقالت :
- وبعدين بقي في وجع الدماغ بتاعكم ده ؟ إفرضي بقي أخوكي جه هيحصل إيه ؟
أجابتها علي الفور :
- لأ ماهو إسلام النهارده عند حماه !
رفع حاجبها قائله بملل :
- لا والله ؟ ده إنتوا مرتبين كل حاجه بقي !!
عادت للخلف قليلا وقالت بتوتر :
- معلش يا ماما هياخد مني الورق ويقعد شويه ويمشي علطول
تنهدت بضيق وقالت :
- ماشي يا هند ، المرادي بس لما نشوف أخرتها معاكم
قفزت هند من مكانها وهرولت بإتجاه غرفتها وإتصلت علي خالد وأخبرته بموافقة والدتها ..
________________________________
بعد ساعة تقريبا حضر خالد وجلس مع هند في نهاية الصاله بينما جلست الأم في أول الصاله أمام التلفاز ، ظل يتحدث معها بكلامه المعسول كالعاده ولكن بصوت خافت ، بعد قليل نهضت الأم من مكانها لتذهب لدورة المياه وغمزت لهند لتدخل غرفتها هي الآخري حتي تخرج والدتها من جديد ، لم تهتم هند وقررت الجلوس لإكمال الحديث معه ولكنها علي الفور إنتفضت من مكانها وصرخت به قائله بصوت خفيض :
- خـــالد إنت بتعمل إيه ؟!!! إنت مجنـــــــون ؟!!!
تنهد بتأثر وقال :
- معلش يا هند غصب عني !!
جحظت عينيها وقالت بغضب :
- قوم روح يا خالد ، أنا الغلطانه أصلا
أمسك بيدها وحاول إجلاسها ولكنها أفللت يدها بضيق وقالت :
- سيــــب إيدي وإمشي يلــــا
نهض من مكانه ووقف أمامها محاولا تهدئتها ولكنها صرخت به قائله :
- بقـــ ...
وقبل أن تكمل حديثها سمعت جرس الباب ، إنتفضت من مكانها وهرولت بإتجاه الباب لتنظر من العين السحريه ، شهقت فجأة وضربت قلبها بيدها ونظرت لخالد برعب وقالت :
- يـــــــــالهوي ده إسلام !
لــ
يتبع..........
•تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية