Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل السابع والاربعون والاخير 47 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

 رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل السابع والاربعون والاخير 47




الحـــلـــقـــه الأخيــــره ( السابعه والأربعون ) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غادر إسلام المنزل وظلت سلمي تتحدث مع هند في حالتها هذه الأيام وتعبها وهكذا بينما لم تستمع هند لأي شئ وظلت تفكر فقط في مايمكن حدوثه ، أحست بالتوتر قليلا فإستأذنت من سلمي وذهبت للغرفه الآخري وظلت تدعو الله أن يمر الموقف عـلي خيــر ..
بعدما يقرب من الساعه والنصف سمعا جرس الباب معــــا ، ذهبت كل منهما إلي الباب وفتحت سلمي بإبتسامتها المعتاده ولكنها سرعان ما صرخت بزعر وقـــــالت :
- إسلـــــام إيه اللي عمل فيــــــــك كده ؟!!
أزاح الباب بعصبيه ودخل مسرعا وإرتمي علي أول كرسي أمامه وظل يتنفس بسرعه شديده والشرر يتطاير من عينيه ، نظرت سلمي لهند وصرخت قائله :
- هنـــد هاتي بسرعه علبة الإسعافات الأوليه من جوه
ثم نظرت لإسلام برعب وأمسكت يده وظلت تتحسسها بخوف وقالت :
- إسلام إنت كويس ؟ فهمني طيب حصل إيه وإيه اللي بهدلك كده ؟
ضغط علي أسنانه بغضب وظل يقبض علي يديه حتي كاد أن يعتصرها وأخذ يتنفس بصعوبه وهو مغمض العينين بينما أحضرت هند صندوق الإسعافات الأوليه وهي تنظر لأخيها بذهول وحاولت أن تطهر له الجروح ولكنه أشاح بيده غاضبــــــا وصرخ بهما قائلا :
- سيبونــــــي في حـــــــالي دلوقتي ومحدش يقرب مني خـــــالص فــاهميــــــن ؟!!
عادت هند للخلف بخوف بينما جلست سلمي بجواره وظلت تستغفر الله وتستعيذ بالله من الشيطان حتي يهدأ قليلا ، ظل يتنفس بكثره لعدة دقائق ثم إنتفض من مكانه فجأة وأخذ يضرب الكرسي بقبضته عده مرات وهو يصرخ بأعلي صــــوته :
- حـــقــــيــــر حـــقــــيــــر حـــقــــيــــر حسبي الله ونعم الوكيــــــل فيه وفي أمثاله
حاولت سلمي إيقافه وأمسكت بيده وصرخت قائله :
- يـــا إسلام حرام عليك إيـــــدك بتنزف إسكت بقـــــي ، إستعيذ بالله من الشيطان يا إسلام إستعيذ بالله ، أستغفر الله العظيم يـــــــارب ، أستغفر الله العظيم يـــــــارب ، أستغفر الله العظيم يـــــــارب ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أغمض عينيه مرة آخري وظل يتحسس وجهه عدة مرات وهو يقول بتعب :
- أستغفر الله العظيم يـــــــارب ، أستغفر الله العظيم يـــــــارب ، أنا مش متخيل إن لسه في كائنات بالقذاره دي ؟!! بجد مش متخيـــــل ، مش متخيل إن اختي اللي أنا مربيها علي إيدي يتقال عليها الكلام ده ومن ميـــــــــن ؟!! مــــــن كائن زي ده ؟!! أستغفر الله العظيــــــــم يــــــارب وحسبي الله ونعم الوكيل
ظلت تربت علي كتفه بخفه وتقول :
- طب الله يخليك إهدي وما تعملش في نفسك كده
ثم دفعته للخلف بخفه وقالت :
- إسترخي وغمض عينيك وإستعيذ بالله من الشيطان علشان يبعد عننا إحنا مش ناقصينه دلوقتي
عاد للخلف كما أمرته سلمي وصوب نظره تجاه هند وظل ينظر لها لفتره طويله وهو يستعيذ بالله من الشيطان حتي شعرت أنه سيلتهمها بعد قليل ، ظلت تفرك في يديها بخوف بينما نهض هو من مكانه علي الفور وأمسكها من ذراعها وقال بغضب :
- إنتــــي إزاي مأخدتيش بالك الفتره دي كلها إنه قذر اوي كده ؟!!
تراجعت للخلف قليلا وظلت ترتجف وهي تنظر له بخوف وتكاد تبكي ولا تعرف ماذا يجب أن تقول ، تنهد بضيق وإستغفر ربه مره آخري وإرتمي علي كرسيه وهو يقول بتعب :
- وإنتي هتعرفي منين إنتي كمان ماهو كل كلامكم كان قدامي
ثم إنتبه فجأة ونهض من مكانه مره آخري ونظر لها بحده وقال :
- وممكن برضو متكونش كل حاجه كانت قدامي !!
أخذ يتحسس ذقنه بتفكير ثم نظر لها وهو رافعا لحاجبه وقال بصرامه :
- قوليلي بسرعه الواد ده حاول قبل كده يقولك حاجه وحشه علشان كده قررتي تسيبيه ؟ ولا إيه اللي حصل بالظبط ؟ ماهو أكيد مقالش كده من فراغ !!
توترت هند أكثر وأخذت حبات العرق تأخذ مسارها الطبيعي علي وجهها بينما صرخ بها هو وقال :
- إنطقـــــــي يا هند ، الواد ده كان عاوز منك إيه علشان كده كرهتيه فجأة كده ؟ وإيه اللي هيخليه يقول عليكي كلام زي ده إلا لو كان هو فعلا إنسان ..
ثم قطع حديثه فجأة وأعمق عينيه وقال بعمق :
- أستغفر الله العظيــــم يــــــــارب ، إمسك لسانك يا إسلام مش عاوزين ناخد ذنوب علي واحد زي ده
ظلت هند ترتجف أكثر بينما أمسكته سلمي وحاولت تهدئته وسارت به بإتجاه الأريكه وقالت :
- أقعد طيب يا إسلام وإهدي كده وهنعرف كل حاجه إن شاء الله ، وبعدين إنت عارف هند كويس ومربيها علي إيدك وأكيد عمرك ما هتصدق عليها حاجه وحشه ، فهمنا بس إيه اللي حصل ؟
زفر بضيق وقال :
- طبعا عمري ما هصدق عليها حاجه لأني عارف أختي كويس بس اللي مجنني إن الواد أول ما سمع إنها عاوزه تفسخ الخطوبه لقيته عمال يخبط في الكلام ويقول كلام أنا شخصيا أستحي أقوله قدام نفسي وماحسيتش بنفسي بعدها إلا والناس بيجروني لورا وهو واقع علي الأرض وبينزف من بوءه وانا بقي معرفش إيه اللي عمل فيـا كده .. بس أحسن يستاهل علشان يبقي يتكلم كويس علي بنات الناس ، ربنا يريحنا منه ومن أمثاله ويبعدهم عن بناتنا !
قالت سلمي بخوف :
- ضربته يا إسلام ؟
نظر لها بحده وصرخ قائلا :
- أومـــال عاوزاني أعمل إيه يعني إن شاء الله ؟ عاوزاه يتكلم عن عرضي وأسكت ؟ ولا أقوله يا خالد يا وحش متقولش كلام زي ده علي أختي علشان هي كيوت ومؤدبه ؟ متهيألي دي أبسط حاجه ولو كان زود كمان كنت ممكن أموته فيها
ثم أمسكت بلحيته وقال بعصبيه :
- شايفين دي ؟ أقسم بالله أنا عامل إحترام ليها بس ومرديتش أعمل فيه أكتر من كده ، واحد زيه كان المفروض يتقتل أصلا علشان يبقي يفكر مليــــــون مره قبل ما يقذف بنات الناس بكلام زي ده
نظرت له سلمي بحزن وقالت :
- طب خلاص يا إسلام الله يخليك إهدي ومش كل شويه تقول كلمه قتل دي حرام عليك بقي متخوفنيش
نهض من مكانه مره آخري ووقف أمام هند وقال بصراخ :
- إنطــقي دلوقتي حالا وقولي قال عليكي كده ليــــه ؟!! أنا متأكد إن الموضوع أكبر من مجرد إنه زعل علشان هتسيبيه فحب يشوه سمعتك أو يستفزني أو كده
أمسكها من ذراعها وظل يحركه بعصبيه وقال :
- يـــــاهند إنطقي ومش هعملك حاجه مهما كان اللي هتقوليه بــــس لازم أفهم ، لــــازم أعرف إزاي إتجرأ يتكلم عليكي كده وكمان الله أعلم كان ناوي يقول إيه تاني لولا العلقه اللي عطيتهاله !! قـــــولي يلــــا
إرتفع صوت بكاء هند وظلت تشهق وهي تقول :
- إسلـــام كفايه بقي حــرام عليك ، أنا مش عاوزه أسمع سيرته تـــاني وعاوزاه يخرج من حيــاتي تماما علشان كرهته وكرهت نفسي وتعبت ، إسكـــت بقي يا إسلام الله يخليك كفــــايه قرف بقـــــي كفـــــايه
إنتزعت سلمي يده الممسكه بهند ووقفت أمامه وقالت بجديه :
- خلاص يا إسلام سيبها بقي ، أكيد هو قالها حاجه مش محترمه وعلشان كده هي كرهته وقررت تسيبه وطبعا يعني مش هتقدر تقولك قالها إيه ، خلاص بقي اللي حصل حصل والحمد لله إن الموضوع خلص لحد كده
نظر لهند مرة آخري وقال بهدوء :
- اللي سلمي بتقوله ده صح ؟ يعني فعلا إكتشفتي إنه مش كويس ؟ قولي اه او لأ ومش عاوز أسمع تفاصيل طالما مش هتقدري تتكلمي
نظرت له بخوف وأومأت برأسها إيجابا بينما قال هو بفضول :
- من إمتي الكلام ده ؟
نظرت للأرض ولم تتحدث فصرخ قائلا :
- بقـــولك قــولي من إمتي
لم تستطع هند تحمل الضغط عليها أكثر من ذلك وسقطت علي الأرض مغشيا عليها ..
___________________________
بعد نصف ساعه تقريبــــا ..
كانت هند ملقاه علي الفراش وقد إستفاقت بينما جلس إسلام علي طرف الفراش من الجانب الآخر ووقفت سلمي أمامهما وقالت بمرح :
- علــي فكره إنتوا بتهرجوا بقي ، يعني أنا خلاص قربت أولد وإنتوا اللي المفروض تخدموني ودلوقتي واحد جايلي متخرشم وعماله أعالج فيه والتانيه مغمي عليها ، إنتــوا بتستعبطوا يا جدعان ولا إيه ؟ أنا مش فيا حيل للهريه دي كلها أصلا
ضحك إسلام رغما عنه وقال :
- واللــــه إنتي رايقه يا سلمي الله يسامحك الموضوع مش مستحملك أصلا
ضحكت بمرح وقالت :
- يا راجل فكها كده وخليك حلو ، وإحنا هناخد إيه من الزعل يعني ، وبعدين كنت هتموت البت برا ومرتحتش إلا لما أغمي عليها ، إستني بقي ناخد رست ونستريح شويه وبعدين نبقي نكمل خنــاق
نظرت هند لإسلام بحزن وقالت :
- أنا أسفه يا إسلام إني كنت السبب في ده كله
إقترب منها ونظر لها بحنان وقال :
- أنا اللي أسف إني ضغطت عليكي أوي كده لحد ما أغمي عليكي ، بجد يا هند كنت هتجنن من الواد ده وفي نفس الوقت مش عارف إنتي ماقولتيليش ليه
نظرت له سلمي بتأكيد وقالت :
- أكيد إتكسفت تقولك يا إسلام طالما بتقول إنه وحش كده وقال كلام مش محترم ، إقفلوا الموضوع بقي بالله عليكم كفايه كده علشان تعبنا وبجد الحمد لله إننا عرفنا حقيقته دلوقتي بدل ما كانت الفاس تقع في الراس وبعدين نندم
أومأ برأسه إيجابا وقال :
- عندك حق وهي كانت هتقولي إيه يعني ؟!! ده أنا نفسي أتكسف أقول الكلام اللي قاله ده ، يلا الحمد لله ربنا يبعد عننا الناس اللي زي دي ويحفظ بناتنا
ثم نظر لهند بحب وقال :
- بإذن الله يا هند المره الجايه هاخد بالي من إختياراتي ، أنا اللي غلطان من الاول إني وثقت في واحد زي ده ودخلته بيتي ، لأ وكمان كان باين أصلا بس بسذاجتي صدقته وكنت فاكر إن كل الناس زيي أنا وفاروق وفرحت لما لقيته بيصلي في الجامع وقلت أكيد كويس ومحترم
ثم ضحك بسخريه وقال :
- صلاة في الجامع إيه بقي ماهو تقريبا ده كله طلع تمثيل ، مش عارف إزاي كنت ساذج كده ولما لقيته قالي يلا نصلي صدقته رغم إنه أصلا المره اللي قبلها مفكرش يقوم !! ولا يوم الخطوبه لما قالي كنت بختبرها برضو بغبائي صدقته وإفتكرت إنه عمل زيي !! ولا لما سألت عليه فـ الشغل وواحد من زمايله نصحني أبعد عنه مفكرتش حتـــي أعرف منه السبب ومشيت علطول علشان صحابه كلهم شكروا فيه ومحطيتش فـ بالي إنهم بيشكروا فيه علشان لسانه حلو وبيعرف يذوق كلامه
صمت قليلا ثم قال بندم :
- إزاي مفكرتش أروح أسأل عليه في الجامع اللي عند بيته ؟!! إزاي مفكرتش أشوف أخلاق أصحابه المقربين ؟!! إزاي مفكرتش أختبره كويس وأطلع عينه علشان أشوفه علي حقيقته ؟!! إزاي كنت برئ كده ونيتي صافيه وكنت بصدقه في كل حاجه ؟!! حقيقي أنـــا أسف إني عرضتك لحاجه زي كده يا هند بس خلاص أنا فهمت الدرس كـــويس ومش هتنازل بعد كده عن حد ملتزم بـجد ، وإنتي كمان يا هند لازم تبدأي تتغيري وتكوني أقوي من كده علشان تستاهلي بجد واحد كويس
إبتسمت قائله :
- أنا بدأت بالفعل يا إسلام وبإذن الله أي حاجه بعد كده هتقولي عليها إنت أو سلمي هعملها فورا ، خلاص مبقاش في وقت أضيعه أكتر من كده
نظر لها بفخر وقال :
- ربنا يرضي عنك يا هند ويرزقك بالزوج الصالح
أقتربت منه سلمي فجأة وعقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت مازحه :
- وأنا بقي ياخويا مليش دعوتين حلوين كده زي هند ؟
أومأ برأسه نفيــا وقال بمرح :
- لأ مفيـــش
رفعت حاجبها قائله بتزمر :
- خلاص بقي رجعلي الشاش والقطن بتاعي يا عم ، أنا الغلطانه أصلا
ثم أشارت لهند وقالت بغضب مصطنع :
- وإنتي يا ست الميته إنتي قومي من علي سريري يلا وروحي هاتيلي برفيوم بدل اللي خلصتيه ده
ضحكت هند بمرح وقالت :
- برفيوم مين يا ست إنتي ، تلاقيكي ياختي فوقتيني ببصل ، هبقي أجيبلك بصلتين من عند ماما حاضر
مطت شفتيها للأمام وأخذت تحول نظرها بين إسلام وهند وهي تقول بمرح :
- مش هترجعلي شاشي يعني ؟ وإنتي مش هتجيبلي برفيوم جديد ؟ ومحدش فيكم هيدعيلي أقوم بالسلامه كمان ؟ حسنــا أنا حزينه وزعلانه وسيبوني لوحدي بقي يا رخمين
غمز إسلام لهند وقال ساخرا :
- دي منظر واحده هتكون أم بعد كام يوم إن شاء الله ؟ طب هتربي عيالي إزاي بقي ؟ ولا أنا هربيهم هما الإتنين ولا إيـــــــه
رفعت حاجبها قائله بمرح :
- تربي ميــــن ياعم الحاج إنت ؟!! أصبر بس علي سلمي دي لما تولد ، إن ما شعلقتش بنتك دي علي التعب اللي تعبته فيها مبقاش أنا سلمي ، والله لوريها
أمسكها من يدها وأجلسها بجواره وإقتربت منه هند أيضا من الجانب الآخر وأحاطهما بذراعيه وقال بأريحيه :
- يــــارب قوم سلمي بالسلامه وأرزق هند بالزوج الصالح وقدرني علي مسئوليتهم وإحفظنا وإبعد عننا كل شر ..
______________________________
- متجمعين في الجنه إن شاء الله
قالها إسلام عندما دخل مكتبه ووجد مروان وفوزي يجلسا معا ويضحكا بشده ، إقترب منهما وقال بمرح :
- بتعملوا إيـــه يا بشوات ؟
ثم نظر ليد مروان وقال بفرحه :
- يــا موبايلاتك ياعم ، الـــف مبرووك وعقبالنا بقي ، لأ وجايب من أحدث نوع ماشاء الله عليك
إبتسم مروان ببراءه وقال :
- لأ ده بتاع فوزي ، وكمان لقيه يا عم شوفت الحظ
وكزه فوزي بضيق بينما نظر له إسلام بتعجب وقال :
- لقيه إزاي ؟
نظر مروان لفوزي بإحراج وقال مستسلما :
- لقيه في الشارع وهو جاي
نظر لهما إسلام بحزن وقال :
- ياعيني ده تلقاه صاحبه هيموت عليه وخصوصا لأنه غالي ، طيب يلـا بسرعه دور في الأسماء وشوف حد من قرايبه وكلمه علشان تديهوله
أمسك فوزي الهاتف جيدا ولم يتحدث بينما نظر له إسلام بتعجب وقال :
- إيــه ؟ معقوله تكون مش ناوي ترجعه ؟
تنهد بتوتر وقال :
- بصراحه كنت ناوي بس الموبايل حلي في عيني وهاخده بقي
نظر له إسلام بذهول وقال :
- لأ يا فوزي ما ينفعش حرام عليــــك ، إنت بتهرج ولا إيه ؟!!
تنهد بضيق وقال :
- خلاص يا إسلام بقي متحسسنيش بالذنب وتطفي فرحتي ، وبعدين عادي يعني واحد ولقي حاجه وأخدها إيه المشكله ؟!!
جلس إسلام أمامه وقال مفسرا :
- علي فكره إنت لو أخدته هتأثم يا فوزي وكمان لا يجوز إنك تبقي عارف صاحبه وتاخده ليـــك ، الموضوع مش سهل زي ما إنت متخيل
أشاح بيده غاضبا وقال :
- خلاص بقي يا إسلام متكبرش الموضوع
تنهد بحزن وقال :
- والله يابو مريم بكلمك بجد ، بص كان في حديث كده عن النبي صلي الله عليه وسلم بخصوص الموضوع ده بس أنا مش فاكره أوي ، هو فيما معناه يعني إن اللي يلاقي حاجه وهو مايعرفش صاحبها لازم يلف علي كل الأماكن اللي متوقع إنه ممكن يلاقي صاحبها فيها زي الاسواق والمساجد والمدارس والصحف والحاجات دي ويقولهم علي صفاتها وأول ما ييجي صاحبها يديهاله علطول ، ولو عدت عليها سنه وصاحبها مجاش ممكن ينتفع بيها عادي علي إنه يكون عارف صفاتها وأول ما يظهر صاحبها يديهاله او يديله قيمتها مثلا حتي لو بعد سنين ، وشوف الكلام ده كله لو متعرفش صاحبها أما بقي لو عارف صاحبها زي حكايتك كده وأخدتها لنفسك هيكون وضعك إيه ؟!!
زفر فوزي بملل وقال :
- خلاص يا إسلام مش للدرجادي يعني ..
أومأ برأسه نفيا وقال مؤكدا :
- لأ للدرجادي ، إستني طيب أنا هدخل علي النت وأجيبلك الحديث بنفسي
ثم أمسك هاتفه وبحث سريعا عن الحديث وقال :
- بصي يا سيدي الحديث أهو " روى زيد بن خالد الجهنى قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لقطة الذهب والورق والفضة فقال: اعرف وكائها وعفاصها ثم عرفها سنة, فإن لم تعرف فاستنفقها ولتكن وديعة عندك, فإن جاء طالبها يوما من الدهر فادفعها إليه " متفق عليه
ثم أردف قائلا :
- والكلام ده برضو ينطبق علي الموبايل ، يعني ماينفعش تاخده ليك كده لأنك هتأثم ، وبعدين يا فوزي تخيل نفسك مكان صاحبه يا عم وشوف شعورك هيكون إيـــه ؟ بالإضافه الي ان فرحتك بالموبايل دايما هتكون مكسوره ومصحوبه بتأنيب الضمير طــول عمرك يبقي علي إيـــه بقي ؟!!
نظر له بخوف ممزوج بالحزن وقال :
- يعني إنت شايف إني أرجعه أحسن يعني ؟ أصلا بصراحه العده جامده وعجباني أووي ومكنتش مصدق إنها حقيقيه أصلا
أومأ برأسه إيجابا وقال :
- أيـوه طبعـا لازم ترجعها وإحتسب الأجر عند ربنا ، وبعدين فرحتك براحة ضميرك وبفرحة صاحبها هتكون أحسن منها وربنا ياعم يرزقك بالحلال وتعرف تجيب واحده زيها إن شاء الله
- منين بس يا إسلام ما إنت عارف مصاريف العيال ، وبعدين الحاجه المجانيه دي ليها طعم تــاني
إبتسم قائلا :
- معلش بقي كله بثوابه ، يلـــا هات الموبايل ندور علي حد من قرايب صاحبه ونكلمه
أعطاه فوزي لإسلام وهو يضحك ويقول :
- خد ، بس أنا رميت الشريحه خلاص ، يبقي كده من نصيبي بقي صح ؟
زفر بضيق وقال :
- رميتها ليه بس يا فوزي ، طيب قول رميتها فين وندور عليها
قال بحزن :
- رميتها في الشارع يا إسلام ، يعني حلال عليا بقي
أمسكه إسلام من يده وقال بحماس :
- طيب تعالي ندور عليها
- يا إسلام طب والشغل ؟
ضحك إسلام وقال :
- الساعه 9 إلا ربع يابو مريم باشا ، يعني لسه مفيش شغل دلوقتي ، يلا نلحق بسرعه بقــــي
وبالفعل هبطـا معا وأخذا يبحثا في المكان الذي ألقاها فيه فوزي حتي وجدها إسلام فقال بسعاده :
- لقيتها يا فوزي تعــالي خلـــاص
أقترب منه فوزي وقال بحزن :
- يعني خلاص كده مفيش أمل ؟
ربت إسلام علي كتفه وقال مبتسما :
- أولا كده جدد نيتك هاه وحط في بالك إنك كده بترجع الأمانه وبتدخل السرور علي قلب صاحبها وبتتبع كلام النبي عليه الصلاة والسلام وبتدوس علي هواك علشان رضا ربنا ، يعني ماتزعلش من حاجه زي كده ، أنا متأكد إنك جواك كويس وبرضو عاوز ترجعها بس هي حليانه في عينك شويه وبصراحه عندك حق بس عارف يا فوزي ؟
صمت قليلا ليجذب إنتباهه وقال بثقه :
- المؤمن اللي بجد بيبان في المواقف اللي زي دي ، بيبان درجة حبك لربنا وإيمانك في مواقف الشده والحاجات اللي زي كده علشان كده لازم تاخد بالك أووي وحتي لو الحاجه علي هواك دوس علي نفسك شويه علشان تعمل الصح
ثم ضربه بمرح وقال :
- إفرح بقي يا عم وإضحك كده الله ، ده إنت دلوقتي هتكون شخص آمين وهتشوف بنفسك فرحة صاحبها بيك
إبتسم قائلا :
- ماشي يا إسلام حاضر ، وعندك حق برضو رضا ربنا أهم ، وبعدين أنا مش هفرح يعني لو ربنا عاقبني مثلا وحد من ولادي حصله حاجه أو كده ، ربنا يحفظهوملي ويقدرني علي تربيتهم بالحلال
تنهد بسعاده وقال :
- يـــــــارب يابو مريم ، يلا بقي هات الشريحه علشان نحطها ونكلم صاحبها
أمسك بالشريحه ووضعها بالهاتف وأخذ يقلب في الأسماء ليختار المتصل بينما أمسكه فوزي فجأة وقال بحيره :
- طيب صحيح ما ممكن الشريحه اللي لقيناها دي تكون بتاع حد تاني خالص ولما يعرف الموضوع ياخد هو الموبايل ليه
إبتسم قائلا :
- في الغالب مش هيحصل كده إن شاء الله لانها الشريحه الوحيده اللي لقيناها ف
يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية في الحلال دليل الروايات" لكي تظهر لك كامله 

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent