Ads by Google X

رواية في الحلال الفصل التاسع 9 - بقلم رقيه طه

الصفحة الرئيسية

 رواية في الحلال (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم رقيه طه

رواية في الحلال الفصل التاسع 9


الحلقه التاسعه :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذهب فـــاروق إلي باب المنزل وأخذ يصرخ بأعلي صوته :
- حــــــــد يلحقني بسررررعه ، النبض وقف وانا مش عارف إعمل إيـــــــــــــه

صعد رجال الإسعاف بسرعه وحملوا محمد وذهبوا به إلي المشفي ، أخبر فاروق والدة محمد أن تتصل بوالده ليأتي إليهم في المشفي وذهب هو معهم في عربة الإسعاف
________________
إستلمت حفصه رسالة سلمي وقامت بالرد عليها بكل حماس :
- حبيبتي يا سلمي ربنا يبارك فيكي ، أيـــوه كده بقي ياعم هو ده الكلام ولا بلاش ، وعلي فكره طالما حطيتي رجلك علي اول الطريق هتلاقيكي مع الوقت بتقربي من ربنا أكتر وتسيبي حاجات كتير غلط بتعمليها علشان رضا ربنا ، انا وثقت فيكي وعارفه إنك أدها .
___________
حمـل رجال الإسعاف محمد وأدخلوه إلي غرفة العمليات وجلس فاروق بالخارج يدعو الله ان ينجي صاحبه . بعدما يقرب من الـنصف ساعة خرجت الممرضه مسرعه نحو غرفة ما 

فنادي عليها فاروق قائلا بتوتر :
- يا استاذة لو سمحتي طمنيني عليه

وقبل ان تختفي من أمام نظره أجابته بحزن :
- إدعيله
عادت الممرضه بسرعه أكبر من المرة السابقه ودخلت إلي غرفة العمليات مره اخري ولكن سرعان ماخرج الطبيب وتبدو علي وجهة ملامح الحزن والغ.ضب معا ، لم يلتفت إلي فاروق ولكنه سار في طريقه فأمسك فاروق بيده من الخلف وقال بلهفه :

- يا دكتور بعد إذنك طمني ، هو محدش عاوز يقولي حاجه ليه ؟!!
أفلت يده بغ.ضب ونظر إليه قائلا بحنق :
- جايين تجيبوه دلوقتي بعد إيه ؟!!

نظر له بعدم فهم وقال :
- مش فاهم يا دكتور !

نظر لفاروق وملامح البغض تظهر علي وجهه وقال غاض.با :
- إزاي تسيب أخوك الفتره دي كلها بيعاني من ضيق التنفس ومحدش يفكر حتي إنه يوديه المستشفي يشوف ماله !!

تعجب من كلام الطبيب فهو لا يعلم شيئا عن هذا الأمر فقال بلهفه :
- يا دكتور الله يخليك فهمني انا مش فاهم حاجه ، وكمان انا صاحبه مش اخوه وهو والده راجل كبير في السن واخواته كلهم بنات وانا معرفش حاجه عن اللي حضرتك بتقوله ده

نظر الطبيب للأرض وقال بأسي :
- صاحبك جاله ضيق تنفس مفاجئ وكان لازم يتحط بسرعه تحت جهاز التنفس الصناعي لأن حالته كانت متأخره ، بس للأسف وصل هنا متأخر وإحنا عملنا كل اللي نقدر عليه بس دي إرادة ربنا

لم يكن يريد تصديق ما سمعه فقال بعدم إستيعاب :
- يعني إيه ؟

ربت علي كتفه وقال بهدوء :
- البقاء لله
وقعت الكلمة علي مسمع فاروق كالصاعقه ، ارتمي علي اول كرسي بجواره وهو لا يصدق ما سمعه بينما غادر الطبيب المكان ، إنحني للأسفل ودفن وجهه بين كفيه وظل يتأوه كثيرا ويدعو الله ويخبره بكل ما يشعر به ثم نهض من مكانه فجأة ذاهبا إلي غرفة الطبيب ، طرق الباب بخفه وفتحه ونظر للطبيب قائلا بجديه :
- ممكن حضرتك تقولي إيه الاجراءات اللي المفروض نعملها علشان نخرجه من هنا ؟

نظر إليه الطبيب بدهشه ، فمن دقائق كان يشعر بالإنهيار ولكن ماذا حدث له الآن ومن أين اتي بكل هذه القوه ؟!! انتشله فاروق من شروده قائلا بصر.امه :

- متستغربش يا دكتور ، انا لازم أبقي أقوي من كده كمان ، محمد والده راجل كبير في السن وانا لازم أقف جنبه في الوقت ده ، ممكن بقي حضرتك تقولي مطلوب مننا إيه دلوقتي بالظبط ؟
_________________
ظهرت ملامح الر.عب والفز.ع علي وجه إسلام وقال بصوت حـ.ـاد :
- إنت بتقول إيه ؟ إنت بتتكلم بجد ؟!!

حاول فاروق الإحتفاظ بدموعه في عينيه ولكنه لم يستطع فقال بصر.اخ :
- بقولك محمد مات قدام عيني .. عـــارف يعني إيه مات قدام عيني ؟ عارف يعني إيه آخر حاجه يقولهالي تبقي خلي بالك من إسلام وخليه يقرب من ربنا ؟ عارف يعني إيه كان نفسه يكون أحسن من كده بس انت كنت دايما بتتريق عليه وكنت السبب في انه فضل واقف مكانه ومقدرش يتقدم خطوه من ساعة ما عرفك ؟ طيب عارف يعني إيه هو دلوقتي ميت ؟ يعني بيتحاسب هـــاه ؟ عارف يعني إيه بيتحاسب ؟ بجد انا مش متخيل إنت إزاي يجيلك عين تيجي هنــا تاني بعد كل اللي حصل ده ؟!!

ثم نظر للجانب الآخر وقال هامسا :
- كان نفسي أكون قريب منه قبل ما يموت يمكن كنت أقدر اساعده يقرب من ربنا شويه ، يمكن كنت أكتشف مرضه واقنعه يروح للدكتور ويهتم بصحته شويه ، كان نفسي في حاجات كتير اووووي بس خلاص مبقاش ينفع . هو بس دلوقتي محتاج دعائنا وربنا يرحمه برحمته

ثم عاود النظر لإسلام وقال بعصب.يه :
- ممكن بقي مشوفش وشك قدامي تــــاني ؟ ولا دي كمان صعبه ؟ وعلي فكره عمري ما هسامحك ولا هعفيك من المسئولية .. لأنك أكيد كنت بتشوفه تعبان قدامك وعمرك ما فكرت تسألة مالك ؟ وعمري ما هنسي انه كان ممكن يكون أفضل لولا إنه عنده صاحب زيك .. إتفضل من قدامي يا استاذ مش عاوزين نشوفك في الشارع هنا تاني

نظر له إسلام بألم وقال بصوت مختنق من كثرة البكاء :
- يا فاروق انا والله العظيم ما اعرف أي حــاجه من اللي انت بتقوله ده ؟ بالله عليك قولي انك بتكدب وان ده محصلش وانا اوعدك والله هعمل كل حاجه هو عاوزها ..

ضحك بوجع وقال :
- يا ريت كنت بعرف اكدب يا إسلام .. يلا إتفضل من هنا بعد إذنك لاني تعبت ومبقيتش قادر استحمل ولا كلمه زياده وخصوصا منــك إنت !

إلتفت إسلام خلفه وعاود النظر إلي فاروق قائلا بصوت متقطع :
- يعني إيه ؟!!! يعني الصيوان اللي ورا ده بتاع محمد ؟ يعني خلاص كده مش هشوفه تانــــي ؟!!

دفعه بنفاذ صبر وقال :
- والله إنت ممكن تروح تتأكد بنفسك .. بعد إذنك يا استاذ
ثم تركه وذهب بعيدا .
وقف إسلام بضع دقائق يترجي قدماه ان تحملانه ليذهب إلي منتصف الشارع حيث يقف والد محمد ، مرت اللحظات من بين منزل فاروق إلي منزل محمد وكأنها ساعات بل سنين يحاول فيها إسلام إستيعاب كل ما حدث ، يحاول الإقتناع بأن محمد قد مات بالفعل وإنه لن يراه ثانية ، يحاول معرفة كيف سيعيش بمرارة الذنب الذي وضعه فاروق علي عاتقه ، يحاول إستيعاب كل ما حدث ولكنه لا يستطيع .

أحس فجأة بأحد يلمس كفه وإذا به يري والد محمد غارقا في البكاء ويسلم عليه بحراره ويأخذه في حضنه .. ظل في حضنه بضع لحظات ومن ثم انتفض قائلا :
- عمي هو محمد مات فعلا ؟

إرتمي الأب علي الكرسي خلفه وهو يقول بصوت متقطع :
- راح عند اللي أحسن مني ومنك يابني
إمتلأت عيناه بالدموع وحاول التحدث ولكنه لم يستطع . ظل جالسا بجوار والد محمد بعض الوقت قد يكون دقيقه او ساعه او عدة ساعات ، لا يعلم شيئا ، كل ما يعلمه هو أنه لا يشعر بشئ سوي المراره ، ظل هكذا طويلا حتي وجد شخصا ما يربت علي كتفه قائلا 

بإبتسامه متأثره :
- البقاء لله يا استاذ ، معلش بنستأذن حضرتك تطلع ترتاح علشان هنشيل الكراسي
نظر حوله فإذا به لايري احدا سواه فقام في هدوء وذهب بدون ان يتفوه بأي كلمة .عــاد إلي منزله بعد منتصف الليل وفتح الباب بهدوء فإذا به يري والدته واخته في 

إنتظاره ،هرولت هند بإتجاهه وقالت بلهفه :
- إيـــــه يا إسلام انت بتهزر ؟!! سهران ده كله بره بتعمل إيه ؟!!

نظر لها بفتور وقال :
- خلاص جيت أهو
ثم ذهب إلي غرفته وأغلق الباب خلفه ، ولكن هند مازالت تريد أن تعرف لماذا تأخر كل هذا الوقت وخصوصا لأنه غير معتاد علي ذلك لانه يعرف انه المسئول الوحيد عن والدته وعنها لذلك لايجب ان يتركهما وحدهما ، ذهبت إلي غرفته وطرقت الباب ولكنه لم يفتح ، فتحت الباب وقالت بعصبيه :

- يعني إيه خلاص جيت أهو ؟ إحنا قلقنا عليك جدا يا إسلام خوفنا لاقدر الله يكون حصلك حاجه ؟ وقافل موبايلك ليه كمان ؟

وضع غطاء السرير فوق رأسه وقال بح.ده :
- إمشي يا هند

أزاحت الغطاء عن وجهه وقالت بغ.ضب :
- لأ مش همشي إلا لما تقولي إتأخرت لييه كده ؟ وبعدين انت بتكلمني بلا مبالاه إزاي كده ؟ حصل إيه يعني ؟ هو انا عملتلك حاجه ؟

نهض من مكانه وهو ثائر تماما وأخذ يصرخ قائلا :
- عاوزه تعرفي حصل إيه ؟ هــــــاه ؟ أقولك يا ستي .. محمد صاحبي مـــــات وانا كنت السبب في موته ، فاكره لما رن عليا وانا معبرتوش ؟ ساعتها كان بيموت وانــا اول واحد إتصل بيه ، أصله كان فاكرني صاحب بجد وهلحقه !!
طيب عارفه ان باباه اول ماشافني اخدني بالحضن جـــامد ؟ أصله فاكرني زي ابنه وبيقولي انت من ريحة الغالي .. مسكين الراجل ميعرفش ان ابنه كان ممكن يكون أحسن من كده بكتيــــر لو مكنش عنده صاحب ندل زيي ، ميعرفش ان ابنه دلوقتي بيتحاسب والله أعلم هو دلوقتي مرتاح ولا لأ ؟ ميعرفش اني لما كنت بشوف محمد تعبان كان اخري أقوله مالك وأجيبله مايه وعصير ، حتي مهانش عليا أضغط عليه وأقوله نروح لدكتور نشوف مالك !!كنت عارف انه طـــول عمره بيكره الدكاتره بس عمري ما فكرت انه ممكن يموت بسبب مرضه ، عمري ما فكرت ان صديق عمــــري يروح مني بسرعه كده وفي لمح البصر !! كان دايما يقولي عاوزين نلحق نقرب من ربنا قبل ما نموت وانا كنت بضحك عليه وأقوله ياعم إحنا لسه قدامنا العمر طويل ، مكنتش اعرف انه كان قدامه يوم واحد ويموت ..

إتسعت عينا هند وأخذت تحرك رأسها بعدم تصديق قائله :
- إنت بتقـول إيــ ..

قاطعها إسلام بحده وأردف قائلا :
- عارفه أخر حاجه قالها إيه قبل ما يموت ؟ قالهم خلوا بالكم من إسلام وخلوه يقرب من ربنا علشان مش عاوزه يموت زيي ؟ عارفه يعني إيه يوصيهم عليا قبل ما يوصيهم علي أهله ؟ دلوقتي بس عرفت قيمة انه كان دايما يقولي انه بيحبني أكتر من نفسه

اخذ يتنفس بصعوبه وهو يقول بصوت متقطع :
- ااااااااااااه أقول إيه ولا إيه بس ؟ إطـــلعي يا هند دلوقتي وسيبيني في حـالي ومحدش يدخل عليــــا تـــــاني مفهوووووووم
حاولت هند تهدئته ولكنها لم تستطع فذهبت للخارج وأغلقت الباب خلفها والدموع في عينيها
_____________
أخذ إسلام ينظر إلي سقف الغرفه لساعات بدون أن يتفوه بأي حرف ، كانت دموعه تتساقط كالسيل ، رجع بذاكرته للخلف وأخذ يتذكر وفاة والده وكيف ساعده محمد علي إجتياز هذه المحنه
كـان يري الموقف أمامه وكأنه حدث بالأمس .. عندنا علم إسلام بوفاة والده كان بالصف الثاني الثانوي ، لم يكن يعلم ماذا يجب أن يفعل وهو في مثل هذا السن الصغير فما كان منه إلا انه اتصل بأقرب صديق إليه وقال بصوت متقطع من كثرة البكـــاء :

- محمد الحقنــي يا محمد أبويا مــــات مــــات

إنتفض محمد من مكانه وقال بف.زع :
- بتقول إيـــه يا إسلام ؟!

أخذ يصرخ بشده :
- محمد انا حاسس إني همو.ووت إلحقني بســـرعه

حرك رأسه بتوتر وقال علي الفور :
- حـــاضر جاي حالا أهو ، خلي بالك من نفسك

تذكر عندما أخذه محمد في حضنه وأخذ يربت علي كتفه وهو يقول بجديه :
- إسلــام إنت راجل البيت دلوقتي ولازم تكون أقوي من كده ، وانا جنبك أهو وعمري ما هسيبك

ثم أومأ برأسه مؤكدا :
- انا من دلوقتي راجل البيت معاك ، ومفيش حاجه اختك ولا مامتك هتحتاجها إلا وهتكون موجوده بإذن الله ، يلــا إمسح دموعك وروح هدي مامتك وأختك وحسسهم إن ليهم ظهر وسند

نظر له إسلام والدموع بين عينيه وقال بتعب :
- يا محمد أنا ثانوية عامه ومسئولية الدراسه لوحدها صعبه عليــا ، هعمل إيه بس ولا هشيل مسئوليتهم إزاي ؟!! انا حاسس إني اتكسرت ومش هرجع تاني

نظر إليه بصر.امه وقال بصوت قوي :
- هنعمل الـإثنين يا إسلام بإذن الله ، هندخل هندسه زي ما بنحلم دايما وبرضو هنكون رجالة ونشيل أهلنا علي راسنا من فوق ، انا جنبك أهو متقلقش

تذكر عندما كان يتصل به يوميا ويسأله :
 هل تحتاجون شيئا ؟ تذكر عندما كان يخبره دائما أنه قادم ويقول ماذا أحضر معي ؟ تذكر عندما وقف بجانبه ولم يتركه للحزن والإحباط وأخذ يذاكر له كل ما فاته ويذكره دوما بحلمهما وبإن والده سيكون فخورا به إذا إلتحق بكلية الهندسه كما تمني . تذكر كيف كان محمد الاب الثاني له وإنه لم يتركة لحظة ، وفي مقابل ذلك عندما شعر محمد بالتعب وفكر في الإتصال بأقرب صديق له لم يلق منه ردا وكان التأخير هو السبب في وفاته
أخذ يضرب الفراش بقــوه رهيبه وهو ثائر تماما ، أخذ يلوم نفسه بقوه علي ضياع صديقه منه ، أخذ يتذكر مواقف كثيره حدثت بينهما وكان بين الغضب والضحك والبكاء والألم حتي شعر بالتعب وذهب في النوم

لــ رقيه_طه
يتبع.........

  •تابع الفصل التالي "رواية في الحلال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent