رواية علي ذمة عاشق كاملة بقلم ياسمينا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية علي ذمة عاشق الفصل الثاني عشر 12
كان برهان احدى أعمام حنين يهدر بغضب على المدعو فتح الله :
_ انت اتجنيت ع الاخر يا فتح الله جوزت البت ولا خبرت حد فينا كانا كلتنا مش مليين عنيك
اهتاج فتح الله بعنف :
_يوووووه وانا فى اية ولا اية يا برهان ما البت اتسترت وخلاص
لم يهدأ برهام بكلماته بل زادته غضبا وصاح عاليا :
اكده من غير ما تاخد رأينا ،من غير ما تجول لحد ،اتصلت جولت جيلها عريس ، وفى سبوع جوزتها
هتف فتح الله..مبتبرما :
_اهى اتسترت برضه ..ما تجلبوش راسى بقى أهي مع جوزها الدور والباقى على بتى انى اللى ما عرفلهاش مطرح
امسك برهام عصاة الابونسية واشار بها نحوه بضيق وهتف :
_بجى اكده ، طيب خليها تيجى هى وعريسها نشوفه ونعرفوا بتينا راحت لمين
تحدث فتح الله بلا مبالاة:
_ هبقى ادور على رقمه ..وكلمه
اشعلت كلماته فتيل الغضب لدى برهان وامال راسه بضيق متجلى وصدح عاليا:
_تشوف رجمه، كانك رمتها مش جوزتها ،ماشى يا فتح الله قسما بالله البت دى ان ما جات هى وعريسها ولا الجوزاة دى فلحت للدم يبجا الركب بينتنا
.وغادر المكان وسط صمت من اخوته الذين تابعوا المشهد
التف اخيه وهدان ليلومه وهتف بضيق:
_جبت الخراب وجيت يا فتح الله جيتك السواد دى هتحط راسنا فى الطين
ضرب امين كفيه ببعض وهتف بعنف :
_هتفتح الدم بينا وبين عيلة البدرى واحنا مش قديهم ..
لم يبالى فتح الله ونفخ فى ضيق وهدر :
_اقولكم والله ما انا جاعد فيها وسيبهالكوا مخضرة..
وشرع بالخروج مخالفا من ورائه مصائب لا تعد ولا تحصي
**********★**********
على الطرف الاخر كان اياد ينتظرها فى غرفته ممددا على الأريكة ساندا راسه بكفيه فى شرود وعلى وجه تعابير السعادة وابتسامه راضيه
يسبح فى عالم اخر اثر اندلاع اول شرارة حبهم شعورة الجديد بالراحة والطمأنينه اثر تعلقها بعنقه برغبتها شعورا احبة كثيرا وتمنى ان يدوم بقاؤها فى احضانه اعواما لا تنهى
اما حنين فبحثت كثيرا فى خزانتها عن ملابس فلم تجد شيئا يناسبها افرغت كل ما فى الخزانه على السرير ووقفت وسط كل هذا حائرة
مطت شفتهيها بإمتعاض :
_خلاص هستنا الاسدال ينشف وامرى لله
خلعت عنها الاسدال ودلفت الى الحمام
…………………
ضيق عينيه فى دهشه وتسائل :
اتأخرت كدا ليه ؟
ونهض من الأريكه بخفة وهو يهتف
_هقوم اشوفها
تحرك نحو الممر المؤدى الى غرفتها وطرق الباب بهدوء مناديا :
_خلصتى يا حنون ؟
كانت ترتدى البورنس وتعيد ترتيب اغراضها بملل فى انتظار تجفيف الاسدال تركت ما بيدها
وعلقت بصرها بالباب بريبه
وهتفت :
_اما الاسدال ينشف
ضحك اياد بصوت منخفض وهدء من نفسه وهتف :
طيب ما تلبسى حاجه تانيه
عاودت النظر الى الدولاب وحركت راسها بتذمر :
_ ماهو انا مش هلبس الهدوم اللى انت جايبها دى لو ايه حصل ..
ضحك اكثر. واصطنع الجدية :
_طيب يا حنين انا مستنيكى تحت وقسما عظما لو ما لبستى ونزلتى لاطلع البسك انا بنفسى ويارب ما تنزليش كمان عشر دقايق
ابتسم هو تحرك من جوار الباب ونزل إلى الدرج وهو يضحك عاليا متسائلا من تلك الساذجة التى اقتحمت عالمه ببرائتها وطفولتها جعلته يعشقها حد الجنون
اماحنين
وضعت يدها على رأسها ولطمت عليها بيدها الاخرى بقلق …فهى تعلم مدى جرآته
……………………………………………
فى سيناء
لم ينبث زين فمه بكلمة ولا فرحة كان الجو ممل للغاية
هادى إلى حد بعيد
اخيرا تحرك زين من مجلسه بخفة وتحدث بنبرة حازمه :
_طيب طالما قعدتى معايا فمش عايز اسئلة كتير ولا دوشة ولا تردى عليا كلمه بكلمه تقولى حاضر وبس
استمعت اليه فرحة وهى تحاول السيطرة على انفعالها قد سلمت اليه برغبتها وبكامل ارداتها خضعت ولم تتجرء على التحرك قيد انمله الى خارج عالمه فاصبح هو لعـــنتها الجديدة
استرسل هو بضيق متصاعد :
_لحد ما نشوفلنا حل فى الشبكة السودة دى
تحرك نحو المطبخ ولم يضيف شيئا اخر لقد بدا هو ايضا مشوشا
………………………………….
فى الساحل
جلس اياد ينظر الى الساعه بإبتسامه..ونهض عن مكانه
ليجوب الرسبشن ذهابا وايابا
خرجت حنين من غرفتها لتتمالك اعصابها بصعوبه وتتحرك نحو الدرج ونزلت الدرج بخجل متزايد اذ كانت ترتدى بنطال جينز مقطوع من اماكن متفرقه على طريقة الموضه وتى شيرت احمر كات مزركش بالورود
انتبه هو الى وقع اقدمها على الدرج فٱلتف بإهتمام
ثم اطلق صافير عاليا فور رؤيتها
فدارت على عقبيها لتصعد مرة اخرى ..
قفز نحو الدرج بخفة و لحق بيدها وامسك بها ..
وهتف بدهشة :
_استنى رايحه فين…
تتدرجت وجنتيها الى اللون الاحمر ولم تجبه
هتف هو وهو يتفحصها بجرآة:
_وايه الصياعه دى ؟انتى انحرفتى ولا ايه
امسكت بطرف اصابعها وطأطأت رأسها فى خجل :
وبدى هو مهتما الى تبريراتها البريئه
_اللى لاقيته مش انت اللي جايبه ..
ابتسم وهتف ممازحا :
_ لا تبريرك مش عاجبنى ؛شكلك بتحاولى تغرينى
اتسعت عينيها فى صدمه و..اشهرت اصبعها بوجهه محذرة:
.بقولك ايه احترم نفسك
تعالت ضحكات اياد وهتف معللا
_عمرى ،ما احترم نفسى يلا عشان نفطر
اتجهت حنين الى المطبخ لتعد الطعام
ودلف اياد ورائها عقد ساعديه الى صدرة واسند كتفه الى زاوية الباب واحنى قدمة وتابع خطواتها بشغف جلى
شعرت انها محاصرة من اثر نظراته التى لم تحيد عنها وازدات ارتباكا
فإنزلقت السكين الى يدها جرحت طرف بنانه تألمت وهى تهتف :
_اااه
اعتدل اياد فى خفة وهرول نحوها بقلق بالغ وقضب حاجبيه وهو يتفحص طرف بنانها :
_ الحمد لله جات سليمه
مش تحاسبي ؟!
ابتلعت ريقا بتوتر ،وهى تتحاشى النظر اليه
ضم يدها بين كفيه وقبلهما قبلة عميقه هادئة
سحبت يدها من بين يده وتظاهرت بالانشغال
قاطعها بيده وهى ينظر لعينيها برجاء :
_ حنين انا بحبك بجد
كانت كلماته الصادقه تعبر الى قلبها بسلاسه ولكنها ايضا لن تكون ساذجه كأمها
دارت بوجهها فى المكان بتوتر واثارت الصمت
امسك هو يدها ليوصل لها احاسيسة الدافئة وهدر بهدوء وهو ينظر الى عمق عينيها الساحرتان
_ حنين ، قولتلك ادينى فرصة اصحح الوضع اللى احنا فية ،وقولتلك دلوقتى بحبك وانتى لى مصرة تتجاهلينى
جثى على ركبته وهو ممسك بيدها ويقبلها :
_سامحينى ، انا حقيقى بعشقك
لم تتمالك حنين نفسها من فرت رومانسيته ومحاولاته فى ايصال حبة لها فأدمعت عينيها وهتفت:
نهض مسرعا ويحتضن وجهها بكفيه هو يمسح بطرف اصبعة دموعها وهتف بصوت حنون :
_ انا مش عايز اشوف دموعك تانى انا ما قولتلكيش انى بحبك عشان اضعفك انا قولت عشان تبقى اقوى
وانا بوعدك انى عمرى ما هكون سبب فى دموعك دى
كانت تنظر الى عينيه الرماديه الصادقة كانت تشعر بإنجذاب قوى نحوة ولكن دوما هناك شيئا فى عقلها يمنعها من هذا الانجذاب ويعنفها
على استيلامها
انتفضت من بين يده وازحاتهم عنها بهدوء ورجعت خطوتين الى الخلف وهتفت بوجه غاضب:
انا مقدرة تعاطفك معايا بس
_بلاش تعملنى اننا بنحب بعض ..انت عارف انت جايبنى لى وانا كمان عارفة بلاش تمثيل وبلاش نتصنع مشاعر مش بتعاتنا خلينا نخرج من حيات بعض من غير خسارة اكبرلو سمحت
كور يدة هو فى وتبدلت ملامحه الى القسوة وعض على شفتيه ..واندفع بضيق
من جوارها ولم يجيبها
**************************************
على الطرف الاخر عند فرحة
كان الامر مشابه فكانت دوما تجلست فى غرفتها تدعو الله بصوت حزين من فرط شدتها و من جلوسها بمفردها اغلب الاوقات لا تستطيع حتى ان تفتح نافذة او بابا
**************************
مضي يومان ولا جديد انزوت حنين فى طرف غرفتها وهو ايضا تحاشي الصدام معها
فقد شعر بإهانة شديدة اثر تعامله معه بكل هذا الجافاه وارهقة التفكير فيها واصبح
الة متحركة لا يشعر طعما للحياة
************************************
مازال الوضع فى الصعيد نيارى ومؤثر على كل افراد الاسرة وانتشرت رجال العائلة
بحثا عنها فى كل الارجاء لثار منها ، اما عند عزام فكان وعيده مختلف وعيد مغلولا من تلك التى تعالت علية وفضلت عليه غيره امام عينيه
كان يجلس بشرود فى غرفتة ،قبل اقتحام امة الغرفه عليه
نادته امه صابحه وهى تمط شفها بأسي على حالة ابنها وعدم ادركه منادته له عددت مرات على الرغم من دنوها منه
هتفت بضيق وهى تعاود النداء مرة اخرى :
_ عـزام ، يوه ،منها لله اللى كات السبب كان زمانك عريس دلوجت ومتهني ، يا ولـدى
انتبه اخيرا لنتائها وتوقف عن تحريك اصبعه على طرف ذقنه :
_ خير ، يا مــه فى حاجه ولا ايه ؟!
زفرت بضيق وهي تضع يدها فى حجرها وهتفت بتأفف:
_ما فيـش يا ولدى ، بس حالـتك مش عاجباني !
ضيق عينية فى تسأول :
_مالها حالتى ياأمـه؟
اتطلعت الى وجهه بضيق وهى تهدر بتعصب :
_حالـتلك لا تسُر عدو ولا حبيب ،وشك راح زى المونه ،وعنيك ما بتغفلش ،ويا اما بدور على اللى يتقصف عمرها بدرى ،يأمه قاعد اكدة ما دارينش بحدا واصل
امتعضت وجه وهو يهتف :
_فى يا امه ، هتكلمينى كيف الابنته
زفرت بضيق :
_الابنته بيتستروا ، وانت اتوقف حالك باللى غارت
اعتدل فى جلسته وهو يزمجر :
_ يوووه هتعددى عليا اومال
_ وما اعددتش لي ؟ كان زمانك متهنى وزين غيرش الفاجرة اللى مشيت وولعت الدار حريقة ، اتجوز يابنى وفرحنى بيك شاورلى على بت مين تكون وانا اجوزهالك
اشهر اصبعة فى وجهها وهو يهدر بعنف بالغ :
_ ما هتجوزش ياما ،ومش هيكون عروستى غير فرحـه وما حدش هيشكمها
غيري والله فى سماه لأجبها ولو فى سابع ارض …
وخرج مسرعا بغضب دفعه للبحث عنها من جديد و
تركها تلطم كفيها ببعض وهى تهتف بصوت واضح :
_ وقفتى حال ولدى وفضحتينا يا بت المنكوبة
************************
فى المساء
دارت فرحة فى المنزل لمحاولت اشغال فراغها وتخفيف وحدتها الموحشة
ولكن لا فائدة اخيرا قررت الاستسلام الي النوم كي تنهي ذلك الوقت الذى لا يمر ولا تشعر بشئ اتجهت نحو السرير العريض واندثرت تحت الغطاء تحاول اقناع نفسها بالنوم العميق
وتذكرت زين اذا وقعت تحت سيطرته الكاملة اثر بقاؤها معه برغبتها
.لا تعرف ما القادم ولا تعلم ما هو المجهول فهي فى تلك الحالتين مجبرة لا مخيره
ا
صمتت افكارها اذ سمعت صوت انغلاق الباب ،
فأغمضت عيناه بقوة متصنعت النوم ومتحاشيت المواجهه معه ولتحتفظ بما بقي من كرامتها امامه ..
.فتح زين الغرفة ووقف مباشرا امام السرير ..تفرسها باعين حادة وهو يخلع عنه قميصة ويلقية جانبا لوى فمه ، وتحرك نحوها ثم جثي الى طرف السرير عارى الصدر واغمض عينيه
فتحت عينها ببطء .. اذ شعرت بدفئ جسدة خلفها همست فى نفسها:
_ يااامصبتى ..كدا كمل العار .
همت بالتحرك ببطء وحذر لتبتعد عن الغرفة بأكملها ولكنه جذبه اليها بقوة واحتضن خصرها ..
جحظت عيناها..وانتفض جسدها ..اثر حركته المفأجاة
وحاولت التملص بجهد ولكنه كان ممسك بها بقبضة حديديه
زفرت ..بصوت ضيق مسموع وهى توبخه
_ هو ايه اصلو ايه دا ..بطل استعباط ..وشيل ايدك
رفع راسة قليلا وفتح نصف عينه وهتف بضجر
_ خــير
بضيق اجابته:
_ وهيجى منين الخير شيل ايدك عنى .
اغمض عينه غير مبالى واسندة راسة الى الوسادة
هاتفا بمكر :
_انا مرتاح كدا
عملت على ان تزيح يده بقوة وهى تهتف:
_بس انا مش مرتاحه
صاح عاليا :
_اسكتى بقى عشان عايز انام
هدرت بضيق وهى تصك اسنانها بغلظه:
_ انشا الله مانمت ..ارفع ايدك عنى بدل ما اصوت والم عليك الدونيا
عند اذن فتح عينه بحدة والتمعت ببريق شيطانى عجيب وقفز بخفة فوقها ..
لشهقت هى برعب اثر دنوه المفاجئ منها بهذة الصورة العدوانية التى لا تبشر بالخير
_هييييييه …انت اتجنتت ..ابعد عنى
امسك راسغيها وثبتهما بمهارة وهتف بنبرة محذرة :
_ لحد دلوقت بعملك زى اسرى الحرب ..ولسة ما شفتيش الوش التانى بتاعى..واحسنلك ما تشفيهوش..ولما تحبى تطلبى منى حاجه ..اطلبيها بأدب ..ولعلمك قلت الادب معايا ما بتجبش
الا قلت الادب ..اعقلى وحطى عقلك فى راسك ودا لمصلحتك
ارتعشت من تحذيراته وبدءت فاقدة السيطرة على انفاسها الاهثة وهى تهدر بخوف بالغ :
_انا اسفه..ابوس ايدك ابعد عنى بقا ..ربنا يسترك حرام عليك
القى نظرة اخيرة متشفيه على تلك العنيدة ..المتمردة ..عندما تتحول الى فأر منكمش …بخوف ..
وعاد الى وضعه بهدوء
فقفزت هى من السرير وهرولت بسرعه الى خارج الغرفه والتقطت قميصة المسجى على طرف السرير لتستر به من اعينه الوقحه
تابعها حتى توارت عن ناظريه تماما …وارتسمت على شفتيه ابتسامه تسلية واضحة
***********************
عند حنين
لم يجافى النوم عين حنين وسارت تتقلب يمينا فى ارق تعاتب نفسها على حديثها الية ومشاعرة كلها فى حالة من التخبط نهضت عن فراشها
وتحركت فى الغرفة المظلمة التى تسللها بعضا من ضوء القمر نفخت فى ضيق عندما شعرت
بإشتياقها اليه ،قد مضي يومين على ما حدث وهو لم يحاول حتى معاتبتها فقد دحجها بنظرات تحمل الكثير من المعاني والالم راتها جيدا فى لمعة عينيه ولكنها تغافلت عنها تماما واثرت الجمود الان لا تعرف سبب الندم المفاجئ او حتى الاشتياق ،فتحت باب غرفتها كا المغيبه و لا تعرف لما ساقتها قدامها نحو غرفته ..
وجدت الباب مفتوحا بعض الشئ فقد تركة اياد على هذة الحالة فى حال ان هاجمتها الكوابيس من جديد ينتبه اليها
دخلت دون تردد وبهدوء دارت بمقلتيها فى المكان بحثا عنه
فى تلهف واضح وقع نظرة علية بسهولة اذا كان مستلقى فراشة تحرركت نحوة وجثت على ركبتيها تتامله هيئته وحدثت نفسها :
_يا خبر لو صحي دلوقت هيفول عليا ايه؟
وطمئنت نفسة قائلة :
_دا نايم مش هيحس بيا
سنحت لها الفرصة اخيرا ان تراه جيدا دون النظر الى عينية التى تربكها وتفقدها صوابها وكان اكثر ما يؤلمها بهم هو صدقهم ، هذة هى معانتها قلب يهوى وعقل يرفض
حفظت ملامحه عن ظهر قلب وهمت لتعود ادرجها بعدما هدء قلبها قليلا
تحركت بهدوء
فأمسك يدها التفت الية وهى تعض شفاه بحرج
ولكنه مازال مغمض العينين
هتف بإستمتاع وهو مغمض العينين :
_خليكي
توترت هى واذدات تعلثم وهى تهتف:
_أأأأأ..انت..صاحي
فتح عينيه التى بدى عليها اثار النوم وهتف مبتسما:
_مجرد ما تنفسى بس بحس بيكى
اعتدل فى نومته..وهو مازل ممسكا بيدها و سحبها لتجلس بمقابلة على طرف الفراش وهتف برقه بالغة وبعبارات صادقه :
_نفسك افضل من عطور فرنسا ..بينعشنى ويفوقنى ويسحرنى ويا خدنى لعالم تانى عمرى ما عشته
حنين. ازدادت توترا……..وحركت رأسها بالارض
جذبها نحوه ،وهو يمزح بتساؤل:
_ ما تعرفيش دكتور اروحله ..
ابتسمت… وهى تفرك اصابعه بخجل
امسك طرف ذقنها باصابعه استرسل
_وكدا ا تجننت رسمى
اتسعت ابتسامتها وتزايد فى فرك اصابعها
هتف بإسمها بجدية :
_ لي ما اتجننش اديلى سبب واحد ما يخلنيش اتجنن دلوقت
تسارعت هى دقات قلبها اثر حديثة الساحر واتقانه فى اخراطها من حالة الي حالة
_ والبنت اللى حبتها واللى اتمنتها قاعدة قدامى وبتضحكلى اللى حفيت وراها عشان تبصلى راضيه عنى جاية اوضتى وقاعدة قدامى ، اقرسينى يا حنين يمكن بحلم
كان كلامه عنها بهذة الصورة يحدث خلل فى توازن تفكيرها ولا يستطيع انكار حبة البادى في عينيه بصدق
ابتسم اثر حالة السكينة التى انتابتها وداعب ارنبة انفها قائلا :
_ عيون قلبى انتى يا حنين
انتابها فضول نحو نطق هذة الكلمة الجديدة على مسمعها
ضيقت عينها فى تساؤل :
_يعنى ايه؟!
ازدات ابتسامته واعتدل فى اهتمام واحتضنا يدها بين كفيه وهو يشرح لها :
_ عيون قلبى معناها ان قلبى كان مغمض مش شايف حد يتحب او يستاهل الحب لما
شافك فتح وحب الدنيا وشافها حلوة شفها تستحق انها تتعاش بجد..شافك انتى ومش عايز يشوف غيرك
فرغ فاه وهي تستمع الى كلماته العذبة المتقنه وعلقت بصرها بعينيه كالمسحورو وهتفت بتواتر:
_هأااااا
حرك كتفة بخفة وهو يمرح :
_حبيتك يا حنين اية اللى هأااا
حاوط ذراعية بكتفيها وضمها بقوة واسند رأسة الى رأسها وهو يطلق تنهيدة حارة
استجابت معه حنين و لم تعارض رغبتها الملحه فى احتضانه اغمض اياد عينه ليستشعر السكينه والهدواء الذى ينعم بهم الان
نجح اياد بأن يغمرها بحنانه وبإحسسه
جعلها مستكينه الى حد بعيد فى احضانه كانت فى شوقا الى الامان الذى تستشعرة الان
…رفع رأسة عنها واراحها لتصبح فى مواجهته وسألها وهو يحدق بعمق عينيها :
_راضيه بيا يا حنين ،تقبلي تكوني علي ذمة عاشق
علقت نظرها بعيناه التى اجبرتها على تحريك راسها بالموافقه فهى تحت تأثيرهما
المغناطسى لا حول لها ولا قوة ابتسم ابتسامه واسعه
ومال ليلتقط شفاها وطبع قبلة عميقه ازدادت تشابكا وجرفتهم نحو عالما اخر
ليزادتهم عشقا
***************
وأشرقت الشمس .
تململت فرحه بألم أثر تكورا على نفسها على تلك الأريكة الخارجيه الضيقة ،قاومت رغبتها الشديدة فى النوم ونهضت بتكاسل إذ من المناسب لها ان تنتبه جيدا الى تلك الذئب التى تقبع فى عرينه ،عدلت من قميصها لتهندم تبعثره وتحركت ببطء حذر لتتأكد من وجوده او عدمه
كانت غرفته مفتوحة كما تركتها أمس غائط فى سبات عميق هرولت على أطراف أصابعها وهي تمر من أمام الغرفة لتستخدم المرحاض قبل استيقاظه ،أنهت حمامها بهدوء وعادت لتخرج
ولكنها بوجه عابس يحك رأسه ويتحرك نحو المرحاض بنصف وعي تحركت سريعا من وجهه دون تعقيب هتف فى نفسها :
– حتى وهو لسة صاحى غتت
خرج بعد قليل . وبدء فى تجهيز الأفطار فى المطبخ المطل على الصالة على الطريقة الامريكية
تحركت ببطء لتشاهد ما يفعله وهو يوليها ظهره …
وفجأة هتف دون ان يلتفت بصوت عالى وكأنه يعلم بأن نظراتها تتابعه
– تعالى تعالى حضرى الأطباق
انتفضت فرحة ووضعت يدها على صدرها لتتمالك فزعها وراحت تردد بهمس :
– بسم الله الرحمن الرحيم
كان مازل فى وضعه ولم يتحرك وكان صوت البتوجاز عالي وبكل الأحوال لا يستطيع سماع همسها إلا أنه لوى فمه وابتسم وهتف مجددا
– ايه إتخضيتى ..
ارتعبت فرحة من التقاط سكناتها دون التفات
تحركت نحوه بأقدام مرتعشة وهتفت بذهول :
– هو انت مركب عين تالته فى راسك
أجاب بجدية تامة :
– أه وخافى منى …
همست فى نفسها وهي تفتح الدولاب لتخرج الاطباق :
– ومين قال إنى ما بخفش !
إلتف هو وافرغ المحتوى فى الاطباق بآلية
التفت هي لتغسل الاوانى التى خلفها من طهيه
– سبيهم وتعالى كلى ،قالها بصوت أجش
اجابته بإيجاز وكأنما تتحاشى الحديث إليه :
– بعد ما تخلص هاكل
عاد بجدية يهتف :
– قولتلك تعالى
تعلثمت وهى تكمل ما فى يدها على الا تجالسه او حتى تقترب منه :
– اصل ..
تعمت تضخيم صوته إثارة فزعها :
– قولت إيه …أنا مش كل شويه هعيد اللى هقوله
ابتلعت ريقها بقلق وتحركت نحو الطاوله الصغيرة التى تتسع إلى فردين فى جانب المطبخ ..تناول طعامه بسرعه قياسية ونهض بخفة باتجاه المطبخ مرة اخرى بينما تركها هى تكمل الطعام بتوجس من أى حركة تصدر منه
هتف بصوت جاف :
– تشربى شاى
أجابت بإيجاز :
– لا
عاد النداء مجددا وهو يسأل :
– طيب تشربى نسكافيه ..
حركت عينيها بقلق إثر تكرار أسئلة لادعى لها :
– لا شكرا
لوى فمه وهو يفرغ الماء الساخن :
– ومالوا. أعملك ما خدام حضرتك
كان يتعمد استفزازها ونجح هتفت بضيق :
– الله ماقولت مش عايزة
هتف بهدوء وهو يضع الكاتل :
– ابتدينا النرفزة…
تشنجت قسماتها بضيق :
– أنت مستفز اساسا
استمر فى هدؤه:
– ورجعنا لقلة الأدب
اتسعت عيناها بحذر واثارت الصمت
أرتشف رشفة من الماج الذى بيده :
– قولتلك قبل كدا قلة الادب ما بتجبش غير قلة الادب صح ولا لا
إبتلعت ريقها بتوتر وتذكرت.سيطرته عليها امس استشف هو حمرة وجها برغم انها موليه ظهرها ،فإبتسم..وهتف بجدية تامة وبصوت اجش :
– اقلعى
انتفضت من مكانها اثر كلمته المرعبه واحتضنت قميصه الذى يسترها …برعب
***********************************************
على الطرف الاخر حيث تخللت اشعة الشمس من بين فتحات البلكون الخاصة بغرفة اياد استيقظت حنين بتكاسل شديد وسط الاغطية الذهبية الناعمه ،ودارت بمقلتيها فى المكان لمحاولة التذكر اين هي ؟
اعتدلت فى جلستها اثر رؤيتها اثاث غير مألوف عن الذى اعتادته ،ازاحت خصلات شعرها المهدلة على جبيتها بتوتر وتذكرت ما حدث امس
فتشنجت قسماتها ومالت برأسها للامام واسندتها بكلتا يديها وهى تردد بخفوت :
– سلمتيله يا حنين شوفى بقي اللى هيحصلك ..من وراء دا
رائحتة العطرة تملا المكان وتقحمه بعالم اخر نظرت الى جوارها لتتاكد من وجوده أو عدمه لم تجد سوى بعجة الغطاء مكان نومه …
اغمضت عينيها لتهدأ من روعها فقد تركها بعدما أخذا ما أراد والأن تستعد إلى الوقت الذى سيحين فيه زجها إلى الخارج ربما بالملاءة التى عليها نهضت من الفراش بهدوء والم تسيطر على راسها فكرة طردها بعدما حدث ما حدث …
.اتجهت نحو الحمام لتدير المقبض لتجد وما جعل عينها تتسع فى دهشة ووقفت بمكانها واصبحت فى حالة من التصنم
**فى سيناء
ضحك زين فور انقشاع ..تمردها وظهور ضعفها وتوترها الذى تعمد استفزازهم وهتف وهو يحتفظ بإتسامته :
– هههههههههه ،اقلعى القميص بتاعى …عايز اخرج …
زفرت انفاسها التى – حتبستها بتوتر واستدارت لترجوه بأدب :
– لو سمحت سيبهولى ..انا مش متعودة على كدا ..وبعدين ماعيش هدوم
رفع حاجبية وهتف بدهشة :
– يا سلام واخرج انا كدا … واشار الى نصفة العارى
اعادت الرجاء معلله :
– انت راجل ما حدش هيبصلك
قضب حاجبية بعبوس وهو يسئلها :
_ انتى شايفه ان ما حدش هيبصلى
تفحصت عضلاته المقسمة والبارزة بتوتر
– دا يغتصبوه بالشكل دا
فاقت من شردوها وتنحنحت بحرج :
– اااحم ….سيبهوالى ارجوك يا ما تخرجش
لوح بيده فى حركة تعجبيه وصوت ايضا متعجب
– ايه بنت المجنونه ايه اللى وقعت فيها دا ..اترميتى عليا منين انتى اخلصى يا بنتى خلينى اروح اشوف حالى
ابتلعت كلماته على مضض لكى تحصل على ما تريد وهتفت تسأل :
– طيب فين هدومى ….
اجابها بنفاذ صبر :
– قولتلك اتقطعت واحنا بنط
اجابته بإستسلام :
– طيب هاتلى غيرها
تحرك من المطبخ وهدر ساخرا:
– اجبلك غيرها وماله …واجبلك ورد ..ودبدوب كمان …
تفحصته بضيق :
– انت بتتريق…
تحدث بجدية مصطنعه:
_ اعملك ايه ..انتى يا بنت انتى ماسكه عليا ذله ولا لويه دراعى .عشان تتشرطى عليا
اعتدلت بخفة واجابت وهى تتسلح بالقوة وهدرت بإندفاع :
– ايوة ….مش انا االشاهد الوحيد ..على ااااا…
وماتت الكلمات والحروف على طرف لسانها اثر رؤية الغضب المشتعل من بين عينيه اجفلت عينها وابتعلت ريقها بتوتر اثر رؤيته بمقربة منها
اختصر المسافه بينهم بخطوة وجذبها من تلابيب قميصها بعنف
لتصبح بين يدية واقترب من وجهها وتحسس وجهها بطرف انفه وهو يهمس بهدوء:
– انا كمان ممكن امسك عليكى ذلة مهو مش معقول واحدة حلوة زيك قاعدة مع راجل لوحديهم والشيطان تالتهم … وووو
اتسعت عينها بقلق واستجمعت بقايا قوتها ودفعته بقوة وركضت إلى الغرفة برعب جلي
************************************
ما وجدتة حنين افسد كل ما كانت تفكر فية اذا استطاع اياد ان يثبت لها حبة برغم عدم تواجده الى جوارها
اذ كان يملا لها البانيوا بالمياه والورود معا يفوح منه رائحة ذكيه منعشه دلفت عدة خطوات لتصدق هذا الحلم الوردى الذى تمنت أن لا ينتهي امتداد عمرها جلست الى طرف البانيو وداعبت بأصابعها الورود التى تطفوا على المياه بإبتسامه ونهضت لتنفض عنها الملاءة وتخطوا الى داخله لتنعم بحمام هادئ ومريح
خرجت ..بعد فترة تجفف شعرها بمنشفة بيضاء ، اقتحم اياد الغرفة بسعادة
فزعت اثر حضورة المفاجئ احتضنها بسعادة دون ملاحظة ذلك ليشعرها بمدى اشتياقه لها فى هذة المدة القليلة
تنحنحت حنين بحرج وهى تهتف :
– كنت فين
ابعدها عنه بصعوبة وهتف بسعادة تقفز فى عينيه
– مفاجأة ..
هتفت بعدم استيعاب :
– يعنى ايه
جذبها من يدها وهو يهتف بحماس
– تعالى اوريكى جبتلك ايه
تحرك بها الى خارج الغرفة يسحبها ورائه بخطوات واسعة واتجها نحو غرفتها ،كانت كل فراشها مملوء بالاكياس الورقية الجذابة والملونة قضبت حاجبيها بتساؤل :
– اية كل دا
هتف اياد وهو يلتف اليها :
– دا لبس ،البسى اى طقم من دول عشان المفأجاة
تطلعت الية وهى فى عدم استيعاب :
– هنخرج
اومأ براسه :
_اممم ..اومال هنفضل محبوسين هنا
اشارت بيدها نحو الفراش
– ايوه …..بس دا كتير
هتف اياد بتفاخر وهو يرفع رأسه :
– مرات اياد الاسيوطى ما يبقاش حاجه كتيره عليها
ارتبكت اثر تباهية بنفوذه وسلطته
امال راسة الى مستوها وهمس بنعومه:
– البسى بسرعة بقا عشان نخرج
تحركت ببطء نحو الاكياس وتصنعت العبث بها ببطء لتخفي حزنها الذى استشفة اياد سريعا
اذ شعر بسكوتها الغير مبرر اذ بدت على عكس ما تخيل حزينه تحركت امامه كآلة وليست هي من كانت بأحضانه امس ينعم بحبها ويحلق معها فى الفضاء
اتسعت عينه بقلق وهو يناديها :
– انتى تعبانة ،فيكي حاجة
حركت رأسها بنفي واجابت بإيجاز
– لا
– لو مش عايزة تخرجى قولى …
عادت لتصطنع ابتسامه :
– لا ابدا
التف اياد وخرج من الغرفة بصمت لقد سابق الوقت لكى ينجز ما اراد قبل استيقاظها ليستطيع رسم ابتسامة راضية على وجهها ولكن احبطته هي بحالتها العجيبة
*************************************************
فى سيناء
خرجت فرحه من الغرفة ..عندما سمعت انغلاق الباب وتيقنت تماما من خروجه من الهدوء الذى خلفه ورائه
غادر زين بهيئته التى استنكرها ، خرج وترك لها القميص الذى كانت متشبسة به شعرت بلذة الانتصار و ابتسمت لانها اخيرا حصلت على ما ارادت ولم يغفل عقلها عن حركته اللطيفة اثر تركه لها وازدادت ابتساما
هندمت ياقته بتعالى ولفح عطره انفها فإستسلمت الى استنشاقه بقوة واختزلته بداخلها
……………………………………………………………
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية علي ذمة عاشق ) اسم الرواية