رواية علي ذمة عاشق كاملة بقلم ياسمينا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية علي ذمة عاشق الجزء (2) الفصل العشرون 20
كان الليل قد مضى على فيلا عاصم بالسواد والضيق فقد تم الاتفاق على زوج رودى فى اقرب فرصة لضمان سكوت مازن والتستر على تلك الفضيجة
بينما كانت حنين استقبلت خبر وفاة اختها بدر بحزن شديد والذى ابلغها به عمها برهان ونبذت رودى فى غرفتها من قبل الجميع كلما صرحت بهم انها لم تتزوجه كذبوها واصبحت كالنكرة
فصمتت اخيرا ووفقت تنتظر قضاؤها
********************************************************************
فى منزل القناوى ,,
رحل فتح الله سريعا الى مصر عندما اخبره يا سين بمكان زوجته عواطف فسافر مسرعا كعادته لا يهتم لامور ابنته وزوجته
وبقى امين ووهدان يجلسان فى وسط المنزل برضاء تام وسط همهامات زوجتهم صابحة وهنيه الجانبيه
نزل عليهم عزام يرتدى جلبابا بنى زداه هيبة وتحرك فى ثقة نحوهم
تعجبت صابحة من حالة ابنها التى تغيرت مائة وثمانون درجة بعد جلسة ابيه المطولة
هتف عزام بصوت عالى :
– السلام عليكم
اجابة الجميع :
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
استرسل عزام قائلا :
– انى رايح مشوار فتكم بعافيه
لوت صابحه فمها وتسائلت بصوت عال :
– رايح فين ؟
لم يجبها فقد تجاوز الباب الخارجى
فهتف وهدان مبتسما :
– سبيه لحاله
علا صوت يدا تصفق وصوت خشن يهتف من جانب الباب الخارجى
– ياساتر
التف وهدان وجه باتجاه الصوت وهتف :
يحيى اتفضل
نهضت صابحة وهنيئه الى الداخل بينما تقدم يحيى الدمنهورى باتجاهم واولاه امين وهدان اهتماما فهو نادرا ما ياتى الى هنا
هتف امين مرحب :
– ياا هلا يا اهلا
جلس يحيى على استحياء ثم هدر بتوتر :
– انى هدخل فى الموضوع على طول ,بجى يا حاج وهدان انت خابر زين انى رجل عايش وحدانى من بعد ما مرتى ماتت وولدى اها كمان اتجوز وبجي مشغول فى المستشفى وبيته وانا بجيت محتاج حد يونسنى واتسند علية لما اتعب
حرك وهدان راسة :
– حجك يا واد عمى لو عايز عروسة نشوفلك من الصبح
هتف يحيى بحرج :
– الصراحة انى كنت جايلك بصفتك كبير البلد جايلك تتوسطلى عند منصور عزوز عشان اتجدم لزينات ام فرحة
اتسعت عين امين ووهدان فى دهشه زهتف معا :
– كيف الكلام دا
استكمل يحى موضحا :
– انى مانش لسة صغير عشان اتجوز صبية صغيرة خصوصى انى عايزها للونس وانى عرفت من مدة ان ام فرحة اتطلجت
وزعو نظراتهم المتوجسة بينهم بين البعض وساد الصمت لدقائق ثم
حك وهدان طرف فمة بشرود وهتف :
– سبنا شوية يا يحيى وهنبجا نرد عليك
*************************************************************
فى منزل البدرى ,,,
انتهاء العزاء بفقدان سناء عقلها واصبحت كالمجانين تمشى فى الطرقات تهذى بالذنب الذى اقترفته فى حق المسكينه حنين وكيف رد اليها كجزاء من جنس العمل ونالت عقابا موجعا عن خطيتها ونواياها السيئة التى كادت الحاقها بها
ودفعت ثمنا منصفا عن تدبيرها التى استعمال عقلها فى الشر و فى ايقاع فداء لابنتها عوضا من استخدامه حيلتها فى تغير قراره
وهامت تهدر بجنون :
– جتلت والدها وجتلت بتى بت جوزى كات سبب فى جتل بتى بتى الصغيرة اللى ابوها كان عايزها تجوز زهير وانا شورت عليه بحنين جات حنين شالت بتى ,,,اة يا بتى
لقد هدرت الحقيقة الكاملة ودنائة مخطتها
********************************************************************
فى فيلا عاصم الاسيوطى ,,
جلست حنين مع رودى وحاولت استكشاف الامر وبعد ان طرحة عليها الاسئلة
عن ماهيتة مازن شهدى وشرحت لها رودى انه ذلك الشاب الذى لطمته بالقلم وذيع عنه الفيديو الذى رائته
فهتفت حنين وهى تضع يدها اعلى فمها بصدمة :
– يا خبر يبقا بينتقم منك بس اية وصله صورك وهدومك
اهتاجت رودى ووضعت يدها اعلى راسها وهدرت وهى تبكى :
– مش عارفة مش عارفة
ربتت حنين على يدها لتهدئها وهتفت بهدوء :
– ما تقلقيش , انا هكلم اياد
ثم همت بالنهوض واسترسلت
– انا هنزل ادور علية تحت واشرحله كل حاجة
نظرت رودى اليها نظرة امتنان وهتفت بصوت باكى :
_انا مش هنسي ابدا وقفتك جنبى وسماعك ليا وقت رفض كل انه يسمعنى بجد شكرا ليكى
ابتسمت حنين وبنبرة حانية قالت :
– انتى اختى يا رودى وانا هعمل ما بوسعى عشان اطلعك من الوقعه دى
ابتسمت له رودى وهتفت بشكر لها :
– بجد thank you
ابتسمت حنين لها ابتسامه هادئة ثم استدارت باتجاه خارج الغرفه
نزلت الدرج بهدوء وهى تبحث عن اياد بعينيها ما رأت سوى ظهر عاصم
يستند الى الاريكة بانهاك وتعب يحاول الوصول الى كوب الماء الذى بجانبه ولكن لم يقدر ارخى جسدة واستسلم لتعبه تابعت حنين الامر وحاولت تجاهلة الا ان روحها الطيبة
جعلتها تقدم اليه وتناوله كوب الماء فتح عاصم عينية المغمضة ووزع نظره بين تلك اليد الممدودة بكوب المياه وبين وجه حنين ذو الملامح العاديه
جحظت عينه بغل وقبل ان يهتف بقسوة جال فى مخيلته ان هى الوحيدة التى تستطيع الاجابة عن كل اسئلته
دون ان تتعبه مثلما يفعل اياد هدر بعنف :
_ انتى حكايتك اية انتى اجوزتى ابنى حب ولا طمع ابنى لى متمسك بيكى لى انتى بذات
كاد صوته العنيف ان يربكها ولكنها حافظت على هدؤئها وهتفت بقوة وتماسك غير معهود
وكانها تستند الى ظهر قوى يدفئها ويقويها وهتفت دون ان يترف لها جفن :
– انا ما احبش حد يكلمنى بالطريقة دى واذا كان على قعدة فضفضة للاسف انت مش الشخص المناسب
وضعت كوب الماء كما كان على الطاولة واستدارت
تركت عاصم يتخبط من تلك الفتاة تارة تبدو ضعيفة وتارة قوية وصلبة وشديدة
هتف باللين :
– ممكن تقعدى معايا
توقفت وعقلها يتأرجح بين الرفض والقبول ولكن اخيرا استجابت لعل تنهى البرود الذى يحاوط اياد نحو بيه
جلست بهدوء بينما هو هتف بتوجس :
– انتى اتجوزتى اياد ازاى ؟
ابتلعت ريقها ووجدتها فكرة مناسبة لايضاح كل الامور ونفى كل الاتهامات نحو زوجها طمعا هتفت بهدوء :
– اياد قابلنى فى شغلى فى المطبعه وعرفنى بنفسة انه بيشتغل سواق عربية فى شركة وبعديها بفترة حاول يتقرب منى وانا صديته جه واتقدم لجوز خالتى اللى بكل وضوح كان عايز يتخلص منى لانى بقيت عبء عليهم …رمت اليه الحقيقة الكاملة دون تردد او خجل فقد اصبحت اقوى من التهرب من ماضيها
قررت المواجهه مهما كان الثمن
كان ذلك الكلام غريب تماما على مسامع عاصم اذا كان يظن انها هى من لعبت علية حتى توقعه فى شباكها
فادرك الان انه العكس لقد حاق بها بمكر سوء لعب لعبة قذر فى نيلها لذا كان مصرا على تنفيذ تلك الزيجه سرا دون اعلام احد
هدر بصوتا تصحبه الدهشة :
– طيب ليه ؟ ليه كل واحد كان بينام فى اوضة لوحدة
لمعت عينيها حول ذكراها الاولى عن زفافها وهتفت غير مباليه باى شئ:
– كنت عايزة اطلق عشان خدعنى
شعر عاصم بالخجل من افكارة التى اتضح عكسها ومن تلك البريئة التى حملوها فوق قدرها باثم الظنون
نهضت حنين بعد ان وجدت انه وجد الاجابة الكافية عن كل اسئالته ولكنه استوقفها ثانيا
متسائلا بحيرة :
– وابوكى ليه سابك تعيشى عند خالتك وهو مقدر
هدرت من فوق كتفها :
– ابويا رمانى … انا ما عدش ليا حد فى الدنيا دى كلها الا اياد
سكت عاصم ومال برأسة الى يده فى انهاك واضح من كثرة الضغط لقد صعقته حنين بالحقيقة
الكاملة واظهرته امام نفسة سيئ للغايه…….فالتعامل بسوء الظن يأذى للغايه
********************************************************
فى منزل القناوى ,,
دخل عزام المنزل وبيده رجل يرتدى عمة وجلباب يبدو انه ماذون شرعى
ابتسم وهدان اثر دخول ابنه الذى ينتظره وتذكر ما تبقى من حديثه الى ولده
– جولت ايه يا ولدى
ضغطت عزام على راسة بحرج تام من والدة وهتف :
– انت خلفت راجل يااباه وهيفضل راجل
ابتسم وهدن وتلى عليه ايات الكتاب الحكيم ببسمة :
– سورة (فصلت
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (3
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
استسلم عزام الى ارادته والده واسترسل والده بهدوء وهو يربت على فخذية
– بكرة تجيب الماذون يكتب كتاب بت عمك ويطلع على بت الشرشيرى يكتب كتابك انت كمان
بادله عزام والدة الابتسام وتقدم وهو يصيح بصوت جهور :
– اتفضل يا شيخنا
تقدم الماذون وهتف :
– مبارك ربى يجعل داركم كلتها افراح
مال وهدان الى اخية وهمس اليه :
– جوم هات الضيف من الجنينه
بينما صعد عزام للاعلى باتجاه غرفة فرحة وتبعه والده بابتسامة رضاء على نفس الجانب كانت فرحة ترتدى عباؤتها السوداء بجوار والدتها النائمه سمعت طرقات الباب فاتجهت فى سرعة لتفتحه حتى لا توقظ امها النائمة وما ان رأت جثة عزام تتوسط الباب حتى تراجعت فى خوف
مال عزام راسة ولم يرفع عينة باتجاها لقد اصبح الان ابرد من تشعله نيران الغل من جديد
هتف بهدوء :
– صحى مرات عمى واتجهزى الماذون تحت جاى يكتب كتابك على الظابط
كادت تجن من كلماته فآخر من كان يسعدها هو عزام فما رائت منه سوى الرهبة والخوف والكره
ما هى المعجزة التى حدثت حتى ياتى اليها بذبلك الخبر السعيد
سألته وهي تفتح فاها :
– انت بتكلم جد
رفع عينه بقدر الذى يسمح له برؤيته سعادة عيناها وهتف وهو يزفر انفاسه :
– الماذون تحت وانى اللى هشهد على العجد بنفسي …..انهى كلماته بمزحه خفيفه كى يعتذر عن ما بدر منه فيما سبق
– اخلصلى بدل ما نرجع فى كلامنا
لوحت بيدها فى وجه كطفلة صغيرة وهدرت بسعادة بالغه :
– لالالالالا انا هنزل على طول
هرولت نحو امها فى سرعة بينما هو ابتسم وغادر على الفور
حركت امها فى سرعه ما كادت تسع الدنيا حجم سعادتها وهتف :
– ماما ماما قومى ياماما بتك هينكتب كتابها اية قولى عقد حياتها قولى فرحت قلبها قوالى يا سعدك يا هناكى خدى اللى قلبك عشقوه
نهضت زينات وهى ترمقها بتعجب وسالتها :
– فى ايه اتجننتى ولا ايه ؟
حركت فرحة راسها وقفزت الى اعلى الفراش بسعادة :
_ايوة اتجننت اتجننت خالص هتجوز زين يا ماما زين هيتجوزنى
وقفت تتمايل فى سعادة لا تتسع لها
هسمع كلامه وتحت امره فى اللى يقوله عليه
وباى شكله هريحه لو حتى هيطلب ايه
بعد انهاردة ما حدش غيره ليه عليا كلام
وان حد شافنا مش هيقول تلت التلاته كام
انا همشى ايديا فى ايده ومش هخاف واخبى
وهقول الناس بحالها دا اللى اختاره قلبى
قهقهت زينات عاليا من جنان ابنتها ربما على سعادتها يبدو ان ذلك الساحر قد خطفها عقلها قبل قلبها
**************************************************************
فى فيلا الاسيوطى
خرجت حنين لتبحث فى الحديقة على اياد تقدمت بسرعة ودارت باعينها فى المكان
لاحظها اياد وتابعها باتسامه خفيفة عن تلك الشمس التى ظهرت بين عينيه تلوح له بغطاء راسها الابيض الذى يتطاير بفعل الهواء
لاح فى عقله فكرة شريرة وحك فروة كلبه الذى يجلس فى احضانه ثم ابتسم ابتسامه خبيثة وهو يميل الى ركس واشار اليه على حنين
انطلق الكلب باتجاه حنين مصدرا نباح عالى افزع حنين وركضت بعشوائيه فى الجنينه
وهى تصرخ :
– يا اختى ………….. اااااه ……………………اياد
بينما قهقه اياد عاليا من طفولتها وانطلق نحوها من حيث لا تراه
واقترب منها وهى تركض واحتضنها من الخلف
دفنت وجهها بين كفيها ظل ركس يدور حولهم وينبح بصوت عالى
داعب اياد وجنتيها بانفه وهمس باذنيها برقة متناهية :
– ما تخافيش
كادت ان تخور قوها وسط قربه الوشيك وصوته الناعم
ازاحت اصابعها واحدة تلو الاخر وهتفت بتوتر :
– خلية يمشى
قهقه عاليا وهتف ممازحا :
– ابدااا دا نا حبيته زيادة هههههههههه
اغمضت عيناه حتى لا ترى هيئته التى تفزعها وهدرت بطفولة :
– ارجــــــــووووك
ادارها الى وجه وامسك يدها وعلق نظره بعينيها اللامعه بينما هى ذابت عشقا فى رمادية عينايه الجذابة وتناست كل شى قد يفسد تحليقها فى الفضاء
ابتسم ابتسامه عذبه وبنبرة هادئة هتف :
– مش هسمح من النهاردة ان اى حاجة تخوفك …….ممكن تسبيلى نفسك
حركت راسها وكانها تحلم .امسك كفيها وداعب اصابعها حتى زال تشنجها
وبسطت يدها اشار الى ركس الذى اقترب واشار له بالجلوس فاستجاب
مد يد حنين وهو ممسك بها نحو راس ركس وحركها ذهابا وايابا بحركة ناعمه جعلتها تغمض عينها بقوة جثى اياد على ركبته وجذبها لتجلس اعلى ركبته فتحت عينيها شيئا فشئا
لتجد ركس سكن تماما وبدء بالسكون كأنه الفها حركت يدها على فروة الكثيف وبدء لا تخشاه
ابتسمت لنجاح الامر بينما كان اياد يتابع عضلات وجهها بشغف جلى وبعشق تام
التفت اليه لتخبرة عن سعادتها بتلك التجربه
– معقول
لتشرد فى نظرات عينه الشغوفه وشروده
هدر دون مقدمات :
– انتى قلبى وروحى وانتى عينى انتى كل حياتى انتى اللى معاه بنسي كل حاجة انا مش بحبك ولا بعشقك انا اتعديت كل الحدود
عبير كلماته الصادقة ونطقه للكلمات بهذا الصدق الذى يقفز فى عينه
جعلها تهدر هى ايضا بسعادة :
_ربنا يخليك لقلبى انا اجمل صدفة فى حياتى يوم ما عرفتك انا مش عايزة اى حاجة من الدنيا غيرك انت سعادة جاتنى ما كنتش عمرى احلم بيه
حدق لشفاها مليا قبل ان يلثمها برقة وهدوء تجعله يغيب عن كل العالم ككل مرة
لتدفعة هى فى خجل وهى تتلفت فى ريبه :
– اياد عيب
حرك راسة بتزمر وهتف :
– عيب ليه ؟ ما احنا كنا ماشين حلو
زاغ بصرها وهدرت من بين اسنانها :
– احنا فى الجنينه
ابتسم واقترب من وجهها ومال بجبينه الى جبينها وهتف فى مكر :
– يعنى لو ما كناش فى الجنينه كان هيحصل ايه؟
نهضت من اعلى ركبته وامسكت يدة فى تودد :
– طيب ممكن نتكلم فى موضوع مهم بقي
حرك راسة بضيق :
– انتى ليه بتفصلينى
رفعت حاجبيها ولوت فمها ببراءة مغرية فانفرجت شفتيه وهتف بسعادة :
– عيونى اطلبى واتمنى
ابتسمت له وهتفت بحنان : – تسلملى عيونك
********************************************************************
فى منزل القناوى
نزلت فرحة وامها وسطت تجمع اهل المنزل على كتب الكتاب المفاجئ للجميع
جلسوا الجميع فى فسيح المنزل كانت قلوب العشاق تتراقص وهم يجلسون فى مواجهتة بعضهم البعض
فى بداية الامر امر وهدان الجميع بقراءة الفاتحة حتى تيسر لهم الامور ويتم الزوج بصورة سليمة
ويبارك للعرسين فى حياتهم رفع زين وفرحة يديهم بقرب من فمهم كما فعل الجميع
وتلو الفاتحه باعين متعلقة ببعض لمعت اعينهم بسعادة جلية تحركت شفاهم المرتسمة بالبسمه بقرائة الفاتحة حرفا حرفا معا وكأنها تقراء بقلوبهم لا بشفاهم
من بعد مد زين يده نحو عمها وهدان ليصافحه ووضع المأذون منديلا ابيض و يده فوقه
وبدى يتلو الكلمات المشهورة فى اتمام الزواج وزين يردد من ورائه
كانت فرحة تقرع الطبول بداخلها تشعر بأنها نست كل معانتها فقد كان كل شئ بترتيب الهى واجمل ما حدث لها انقشع كل الظلام فى حياتها علقت سودية عينيها بشفاة التى نطق طلبها بالاسم من عمها وكانها تحلم ودت ان يتلاش الجميع وتنطلق نحوه وتحضنه مالت
امها الى كتفها بأعين دامعه وهمست لها بسعادة :
– مبروك يا بنتى
همست
احتضنت امها فى سعادة وكأنها نبهتها انها دقت ساعة الفراق
– يا حببتى يا ماما
قد انتهت المراسم وعلا صوت الزغاريط فى كل الارجاء خاصة من قبل صابحه التى كانت فى قمة سعادها برحيل تلك المزعجة عن ولدها
فرحة الى امها فى جنون :
– اروح احضنه دلوقت
وكزتها امها بابتسامه من وسط دموعها وهتف وهى تحبس ضحكاتها :
– اتلمى يا بت عمامك قاعدين بكرة ياختى ابقى احضنيه براحتك
صاح وهدان بسعادة بالغة :
– مبروك يام فرحة مبروك يا فرحة يا بتى
اجابته فى سعادة :
– الله يباركلك يا حاج وعقبال ولدك
وجه نظرة لزينات وكانه قفز الى ذهنه شئ معين وهتف :
– ام فرحة كنت عايزك فى موضوع اكدة تعالى معايا فى المندرة
حركت راسها فى استجابه بينما هو هما واقفا وهتف فى الجميع :
– جهزوا نفسكم عشان نروح نكتب كتاب عزام على زهرة بت الشرشيرى كمان شويه
هنا صرخت صابحة وهى تلطم صدرها :
– يالـــــــــــهوتى
رمقها وهدان بنظرات ناريه جعلتها تقفز من مكانها الذى اصابته الكهرباء وهرولت الى الاعلى
لم يتسع لها الوقت للفرح من خلاصها من فرحة وتلاحقت الاحداث عليها
تبعتها هنية واخرج امين وعزام المأذون لينتظر فى العربة قدوم ابية وهدان
وخلا المكان الا من فرحة وزين
شعرت فرحة بالخجل المفاجئ وهو يحدق اليها لاستمتاعه بخجلها
ثم هتف وهو يبتسم :
– مستنية اية يلا
رفعت وجهها الذى كانت تنكسه بالارض وكانها تتأمل السجادة الاعجمية
وقضيت وجها بعدم فهم :
– يلا ايه ؟
اتسعت ابتسامته وهتف بمكر وهو ضيق عينية بغمزة شقيه :
– مش كنتى عايزة تحضنينى
رفعت يدها سريعا نحو فمها كى تكتم شهقاتها الفجائية
بينما هو استرسل :
– قريت شفايفك وانتي بتسال امك على فكرة ومستغرب اوى من كسوفك دلوقت
يا بنتى دا انتى تربيتى انا عارف جنانك دا ممكن يوديكى فى داهية وبحبك عشان جنانك دا هههههههه اوعى تبطليه
كانت حقا فى خجل تام لا تدرى اين تتوارى منه فبعد ان اصبحت زوجته سارت لا تدرى ماذا تفعل معة
فقد اعتادت صده ولكمه عند محاولات اقترابه او نظره وايضا كانت تتمنى ان تعيش معه لحظات سعيدة
وتسمع اكثر كلمه اشتاقها قلبها اليه من بين شفتية( بحبك ) تلك النبته التى ستنبت وتترعع فى قلبها الى ابد الابدين
نهض هو من مكانه اثر سكونها وانتقل الى جوارها هتف متصنعا الجدية :
– قوليلى بقي عملتى اية فى العبد لله جبتية على ملا وشه من ايطاليا لمصر
ابتسمة للطافته وكذالك لاسلوبه الجدى فى المغازلة واجابته بضحكة لم تنكرها :
– انت اتعلمت الرومانسية فين ؟
اتسعت شفتاة بابتسامه تى بدت نواجزه :
– اووبا , انتى ببتريقى دا الموضوع دا عايزله قعدة
رفعت قدمها وهى تبتسم وهتفت :
– وماله نقعد
استدار لها وتأملها قليلا ثم هدر بجديه :
– عملتى فيا حتة عاملة يا فرحة هكدرك فيها اقسم بالله
اومأت براسها بسخرية :
– اممم ما انا عارفة
رفع حا جبية بتعجب وابتسم :
– عارفة ؟ وسكته ؟
وتعالت ضحكاتهما معا
على الجانب الاخر
كان وهدان كشف الامر تماما امام زينات
ووقف ينتظر اجابتها حول موافقته بالزواج من يحيى ام لا
هتف معللا :
– اوعك تكونى مفكرة انى بجول اكدة عشان ما عايزكيش
تعيشى وسطينا ححجك محفوظ وانتى علي العين والراس لكن انا جولت اجولك انتى صاحبة الشان
كانت زينات فى خجل ابنة السابعة عشر ظلت تفرك اصابعها فى توتر وتحير فهى لا تدرى
بما هو انسب لها وان كان يحيى هو الذى تربع على عرش قلبها من قبل زواجها
ولكن فتح الله وتعذيبه لها طول كل هذة السنوات قد فقدها كل معانى الحب ونست ان كان حتى قلبها ينبض
اجابته اخيرا :
– انا هجوز بنتى اللى حلتى وهتروح تعيش مع جوزها ومش هيبقى
ليها معنى قعادى وسطيكم خاصة بعد طلاقى من فتح الله
حرك وهدان راسه من اشارتها الغير واضحة بالقبول وهتف :
– خلاص الخيرة فيما اختارها الله , انى هروح اتمم كتب كتاب ولدى واعاود بالماذون اهنه مع يحي تكونى انتى كمان اتكلمتى مع بتك
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية علي ذمة عاشق ) اسم الرواية