رواية علي ذمة عاشق كاملة بقلم ياسمينا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية علي ذمة عاشق الجزء (2) الفصل الثلاثون 30
فى فيلا عاصم الاسيوطى
كانت رودى تقفز فى حديقة المنزل بسعادة تلا عب الفتاتان كارمن وساندى وتعالت ضحكاتهم
بينما فريال تتوالى رعايتهم معها وكانهم بناتها الصغار فقد اعتبر عاصم ياسين صديقا للعائلة
بعد وقفته مع رودى وشهادتها عليه انه لاولاه ما كانت تعرف مصيرها
حاولت رودى رد لو جزء بسيط من الجميل الذى اهداها اليها يا سين وتوالت رعاية بناته لحين العثور على مربيه جيدة
هدرت فريال وهى تحمل الصنيه بنفسها وتتقدم باتجاههم :
– يالا يا قمرات جبتلكم ايس كريم بس الاول اغسلوا وشكم لا تعبوا
قفزن الفتاتان بسعادة ومعهم رودى وتحركوا معا باتجاة فريال
*******************************************************
فرحة وزين
تمدت على قدمه فى سكون بينما هو حرك يده على خصلات شعرها السوداء بنعومه حدقت فى السقف تشعر بهدوء واستكانه دفئ ابوى لم تشعر به من قبل وبدأت تستطعم طعمه ثم هتفت :
– الا صحيح بابا فين ؟
امسك يدها جيدا قبل ان يخبرها ذلك الخبر الذى لا يعرف واقعه على مسامعها :
– انا اسف انى خبيبت عليكى طول المدة دى بس ما كنتش عايز حاجه تعطل جوازنا
نهضت من اعلى قدمه كى تحاول فهم ما قاله وحدقت بوجه مليا وهى تهدر :
– انا مش فاهمه حاجة تقصد ايه ؟
حرك يده على وجه وهتف بنبرة محتقنه مسرعه :
– باباكى فى السجن
برودة اجتاحت اوصالها جعلتها تحاوط جسدها بيديها ,لا تعرف ماذا يجب ان تفعل هل تبكى ام تصرخ ام تخبره انها لا تهتم ولكن ليست بحاجة لفعل ذلك فقد فضحتها تعبيرتها المتحيرة واهتزاز مقلتيها المتحتر ….اقترب منها بجسده وضمها بقوة وهتف باسي :
– انا اسف بجد …
– ليه ….محبوس ليه ؟
قالتها بجمود حاد ينم عن حجم تفتتها الداخلى فقد عانت مع والدها ما عانته اضافة انه اقحمها فى زيجه كادت ان تودى بحياتها وتركها تواجه مصيرها وحيده
استدعى زين صوته الذى انحسر من جمودها وحالتها وهدر :
– محاولة قتل ,كان عايز يقتل مراته التانيه ……….سكت قليلا ثم استرسل …
– تحبى تشوفيه …
حركت راسها بنفور وكانها ستقابل وحشا
فحرك هو يده اعلى شعرها بنعومه :
– مش مهم دلوقتى انا عارف ان الصدمة ماثرة عليكى بس اديكى فى النهاية عرفتى
مسحت وجهها بكفيه وبدأت تسمح بمرور الهواء لرئتيها وسحبت تلك الدمعه التى معت فى عينيها بهدوء
هناك اوجاع لا يمكن لها الغفران هناك الالم لا يمكن نسيانه دائما فى الاعماق شيئا لا يمكن تجاوزه
**************************************************************
فى منزل القناوى ,,
دقت صابحة باب الغرفة بعنف بالغ وهى تصيح :
– ما تجومى يا شملولة العصر هياذن وانتى لساتك نايمة
بداخل كانت زهرة تتهيئ للخروج نفخت ف ضيق وهى تنظر الى الساعه
التى تشير للعاشرة ثم هدرت متبرمة :
– مستعجلة على جضاكى ليه يا حماتى
عدلت حجابها وخرجت بهدوء وفتحت الباب الذى يحول بينهما وهتف بهدوء :
– صباح الخير يا عمتى
دحجتها صابحة بسخط :
– عمى الدبب ورايا على المطبخ
لم تمهلها لتجيب ونزلت امامها وتبعتها صابحة وهى تنفخ ضيقها بعيدا , كانت صابحة تنوى لها ما تنوى ولكن زهرة لا تخشي شيئا فان ارادت حتى ازاحتها من المنزل ستفعل ذلك بسهولة ولكنها فضلت المسايرة حتى ترى اخر ما لديها
دخلت المطبخ وكان هناك خروف ضخما فى ارض المطبخ لطخ المكان بالدماء حدقت زهرة بذهول من المشهد الذى قفز امامها ….اشارت لها صابحه بتامر واضح :
– عندينا عزومه كبيرة وكبرات البلد هيجوا اللى هما اهلى عايزة الخروف دا ما يتسابش منه حاجة ما تتصنفش تعملى كفته وشربه ورز بالكبده وريش ومبار وظلت تعد وتعد
فقاطعتها زهرة بتعجب :
– بس بس جالولك عليا جاية من المدبح ولا يه انى هجطعوا كيف دا واسلخوا كيف
هدرت صابحة بشماته :
– هبعتلك الجزار اللى دبحة يكمل شغله بس المهم شغلك انتى تعمليه لوحدك ورينا شطارتك
ووكزتها بغل فى كتفها وتركتها بتعابير الصدمة التى اعتالتها
تمتمت زهرة من ىبين اسنانها :
– معذورة ما تعرفنيش… انى ممكن ادبحها واسلخها واجدمها لضيوف
وقفت زهرة تتعلى راس الاعمال الشاق وبدئت فى تنظيم الامر وتبعتها الخادمات لمساعدتها
كان امرا ليس سهلا ولكن بالنسبة لزهرة عادى فهى تعرف جيدا تلك الامور فقد عاشتها فى منزل ابيها
لم تكن فقط تلك الفتاه الصبينيه التى تعمل مع الرجال فى الحقل بل كان جزء منها يطلع على جميع امور المطبخ والاعمال المنزليه من باب التطلع والفضول والاحاطة بكل الامور
مضى منتصف النهار وهى تقف كالابطال تعمل بكل جهد لتتلصص عليها صابحة وتامل ان تفشل
دخلت صابحه وهدرت بضيق :
– عملتى المبار والكرشه ولا احتاستى
تابعت زهرة عملها ولم تسمح لها بتعطيلها وهتفت من وسط عملها :
– عملت كل اللى جولتى عليه وزيادة دا حتى الفروة ما فاتتنيش جولت املحها واشمسها واشليهالك تدفى بيها
كانت صابحة تتاكل من الغيظ ولكنها دارت على عقبيها لتسكب حلة الطماطم ارضا عن عمد
وهدرت مصطنعه الاسف :
– اهيييه يلا فى داهيه ابقى نضفيها يا زهرة
غرزت زهرة السكينة التى بيدها فى الطاولة كى تمنع نفسها من قتلها الان
****************************************************************
بين رودى وياسين
وقف يا سين فى حديقة الفيلا بانتظار رودى وبناته التى لم تتاخر عليه فهى تقبل بابتسامتها المعهودة وبيدها الفتاتان يقفزان فى فرح تلاشت المسافة تدريجيا وهدر ياسين :
– انا متشكر ليكوا جدا
مدت رودى يده لتصافحه وهتفت :
– على ايه انت ما تعرفش كارمن وساندى بيعملوا فيا ايه انا مبسوطه بيهم قوى
ابتسم يا سين ابتسامته الجذابه وهتف وهو يحتضنهم بشوق :
– وانا عايش عشانهم دول روحى
قالت رودى وهى تحاول اختلاق حديث واطالة مدة وجوده :
– مش هتدخل دا بابى بيستناك ومامى كمان عايزة تسلم عليك
حرك ياسين راسه نافيا :
– انا اسف محتاج ارتاح شويه لكن وعد هيبقى فى يوم اجى اقعد وياهم
دار على عقيبه وبدء الفتاتان فى التلويح لها لوحت لهم بشرود ثم هتفت بصوت عالى :
– ياسين
توقف اثر منادته متعجبا واستدار لها متسائلا :
– فى حاجه
حركت راسها بالايجاب وهى تجيبه :
– اه فيه ..لو ما عندكش مانع يعنى ممكن اخد البنات معايا بكرة الملاهى
احتقن وجه ياسين وهو يحاول الا يزعجها ولكنه لابد ان ينسحب من حياتها قبل ان يزداد هو وبناته
تعلقا بها ويصبح الامر اسوء :
– انا اسف مش هينفع بكرة فى مربيه جاية ووو ……..
قاطعته رودى بوجه حزين فاسترسل وهو يبتسم لها :
– ومش مهم اى حاجة المهم انتى ما تزعليش
اتسعت ابتسامتها وتفرقا على هذا النحو
********************************************************************
اياد وحنين
جلست فى الحديقة الواسعه تتأمل تلك الهدوء الذى يحاوطها ولكن بقى لها ضجيجا داخلى لم تعرف مداها من وقت ما اخبرها اياد ان والدها يريد مقابلتها وتحيرها بين الرفض والقبول
لم تعرف ماذا تفعل فكل انش فيها مشتت واخذها الشرود بعيدا حتى انتشاله منه اياد
بقبلة اعلى جبينها وهتف :
– حببتى سرحانه فى ايه ؟
انتبهت لعطرة النفاذ والتفت لة با بتسامة صافيه فمجرد وجودة يجذبها الى عالم اخر هتفت :
– فيك …وحشتنى
ابتسم لها وجلس الى جوارها :
– ااممم حنين حببتى بقت كذابه
اعتلت فى اهتمام واجابته باصطناع الضيق :
– انا بكذب ,,,,,,,وليه ما وحشتنيش فعلا
جذبها الى احضانه كى يراضيها وطبع قبلة رقيق اعلى راسها وهو يهدر :
– لا عشان انتى وحشتينى اكتر ……..تنهد قليلا ثم هتف ..
– لا فيتى اجابة
زفرت انفاسها فى احضانه وهى تحاول ان تجد اجابة مناسبة :
– مش عارفة يا اياد .عندك انت اجابة
زفر هو ايضا انفاسة فالامر ليس بهين ثم غير الموضوع تماما :
– زين كلمنى ومرتب خروجه هو وفرحة
رفعت راسها من بين احضانه وهتفت :
– نعم وفرحة ما تكلمنيش ليه ولا انت وحضرة الظابط بقيت اصحاب اكتر مننا
قهقه عاليا وهدر :
– الله ويضايقك فى ايه اننا نبقى اصحاب مش انتو سبب معرفتنا ببعض
– لا ما يضايقنيش بس احنا اللى نقرر ونقول لبعض مش انتو
– يا سلام هتعملوا علينا عصابه بقى
– اه عصابة . فى مانع
– خلاص يا ستى امرنا لله يلا نخرج المرة دى والمرة الجاية ابقوا خرجونا على مزاجكم
بقيتى عنيفة اوى يا حنين
ابتسمت بنعومه واحتضتنت خصره فى دلال :
– ما اقدرش عليك يا نسمة قلبى
مال الى راسها وقبلها بعمق يقدر ما يعشقها فى كل احوالها وهتف :
– حببتى حبببتى جدا يا حنين
******************************************************************
منزل القناوى …
انهت زهرة الوليمة التى كلفتها يوما طويلا من العمل الشاق ولكنها بالنهاية نجحت ووقفت الان على قارعة الطاولة تنظم الاطباق بحرفية وتهندمها حتى جعلتها تبدوى كموائد الاساطير التى لا تخرج عن الحكايات فقط
ثم نادت احدى الخادمات بثبات :
– نادى على عمى والضيوف يتفضلوا وانى هروح اطلع الحلوة من الفرن
استجابت الخادمة فى اليه وتحركت زهرة تحت انظار حماتها التى تتابع المشهد بحنق وتاكل هى من ارادت اليوم فضحها والان يا ترى سترفع لها راية النصر ام ماذا
دخل وهدان واخوات زهرة الرجال وانضموا الى تلك الوليمة الفاخرة التى اذهلت العيون قبل الافواه وبدء يسيل العاب فى اشتهاء هتف وهدان بمزاح :
– واوه واه سفرة ما اتحطتش جبل كدا فى دارنا دى سفرة مرات ولدى عزام معلوم الكبيرة
– لازم مراته تبجا كبيرة
تدخلت صابحة فى الحديث بضيق :
– مين زهرة …. دا لولاه علامى انى طول النهار واجفة وياها بعلمها نفسنا وعويدنا
دحجها وهدان با ستهزاء فهو يميز رائحة طعمها من عقود
هدر احدى اخواتها :
– والله الجواب باين من عنوانه الوكل باينه زين جوى
هتف وهدان فى سرعه :
– طيب يلا يلا على بركة الله
بدء الجميع عى ازاحة طرف عباؤته فى وضع استعداد لتلك الوليمه العظيمة ليتنحنح عزام الذى تفاجأ بهذا الجمع الهائل هادرا :
– اححم الله متجمعين عند النبى انشاء الله
اجابه الجميع بترحاب :
– انشاء الله
نظر عزام نظرة تفاخر الى تلك المائدة العريضة وهتف فى غرور :
– والله حاجة حلوة خالص
ربتت صابحة على كتف ابنها بتود :
– عمايل امك يا ضنى امك
تحرك بعنقه يحاول الوصول بنظرة الى الخارج ليرى زهرة تقف بعيد حرك رأسه حركة امتنان مع ابتسامة فبادلته هى الابتسامة وحركت رأسها لتقبل امتنانه فهو ابدا لم بصدق انها امه
لاحظت صابحة تلك الحركات الساكنه واشتعل بداخلها فتيل الغضب دفعته نحوا قرب كرسي وهى تهدر:
– اجعد كل يا ضنايا بدل ما انت شكلك هفتان
جلس عزام وبدء الجميع فى الاكل ولكن نظره لم يحيد عن تلك التى تقف بعيدا تشبة الزهرة السوداء فى جمالها وتميزها …………
************************************************************
جلست رودى اعلى فراشها
بيدها هاتفها وعلى فمها ابتسامة واسعه فهى دائما تحادث يا سين فى ذلك الوقت
ارسلت اليه رسالة محتواها :
– تيجى معانا بكرة الملاهى
اجابها على الفور :
– عندى شغل
– والله ازعل
– ههههه ما اقدرش
– انت لى بتهرب منى
– …………..هنا تحير يا سين بما يجيبها رودى فى نظره فتاة صغيرة تستحق الافضل منه كثيرا
هى شابة متعلمة جميلة ويحق لها التمتع بحياتها ليس ابدا مع رجل ارمل ولدية اطفال
سارعت انامل رودى بالكتابة :
– شوفت يبقي انا عندى حق
لم يتردد يا سين فى ايضاح وجهة نظره وكتب مسرعا :
– مش عايز ….. مش عايز اتعلق بيكى انا بقالى سنين قافل على حياتى مش حاسس باى حاجة حواليه ولادى هما النفس اللى بتنفسه انتى وجودك فى حياتى خطر راحتى معاكى خطر
احتياجى ليكى خطر صدقينى مش بايدى خالص انا جوايا شرخ لو اتعلقت واتسبت هنهار بجد هنهار وولادى هينهاروا معايا ولادى اتعودوا عليكى وبقوا بيسألو عليكى كتير خايف عليهم
يا ريت تتفهمى الامر انا ما كنتش حابب الامر بينا يوصل لكدا بس كان لازم اقولك
كانت اجابة رودى لاعلاقة لها بما هدر وكأنها لم ترى اى حرف مما كتب فقط نقشت باصابعها حروفا با بتسامه :
– هتيجى معانا الملاهى بكرة
– ……….. حدق يا سين فى شا شة الهاتف مليا ليتاكد مما كتبت ولكنها استرسلت
– ودا امر مش طلب كمان
رفع يا سين حاجبة مستنكرا وهتف بصوت منخفض :
– يبقا اكيد اتجننت من اللى كتبته والله عندها حق ايه اللى انا قولته دا يلا امرى لله
– حاضر عنيا هاجى وهنفذ الاوامر
– سلام ……تصبح على خير بوسلى بناتى
********************************************************************
اغلقت الهاتف وتململت فى فراشها بسعادة وفى عقلها كل حرف راسلته اياه باعين تلمع بنور غريب وغامض دخلت اليها فريال التى اعتادت زيارتها كل ليلة فى المساء
قبل النوم وهتفت :
– لسة صاحية يا حببتى
نهضت رودى من اعلى فراشها وجلست وهى تجيبها :
– تعالى يا ماما عايزاكى ف موضوع
استجابت فريال وجلست فى مواجهتها :
– خير يا حببتى
دخلت رودى سريعا الى صلب الموضوع دون اى خوف او قلق من ان يبدوا الامر مريبا :
– ماما دلوقتى احنا اتعودنا على كارمن وساندى فى حياتنا وانا اكتر منكم واكيد باباهم فى الايام الجاية دى هيلاقى مربية وهيبعدوا عننا
هنا سارعت فريال بالقول :
– لا ازاى بردوا يجونا ويقعدوا معنا دانا اتعوت عليهم خالص
اشارت لها رودى بيدها ان تصتبر واسترسلت :
– انا فكرت فى فكرة تخلينا قريبين منهم ونبقا كلنا مبسوطين
عقدت فريال حاجبيها بعدم فهم
********************************************************************
كانت سهرة فرحة وزين واياد وحنين
رائعه لا يشوبها اى حزن تعالت قهقهاتهم حد الدموع على نكات زين لم تكن تلك المرة الاولى
لخرجوهم فى اماكن متفرقة بل اصبحت عادتهم لقد الف اياد زين واعتادوا على بعض واصبحت حياتهم تسير على نحوا افضل بعدما تصلحت علاقة اياد بابيه وعاد يشاركة العمل بنشاط وحيوية فهو الان يتحرك مع زين وفرحة وحنين بحرية وجنون دون ان ياكل اى هم لغضب والده او حتى تتبعه
توقفت فرحة عن الضحك وبدء على وجهها علامات غريبة لاحظ زين من وسط قهاته سكوتها فتغيرت ملامحه
واقترب منها متسائلا :
– فرحة مالك
اثارت كلماته قلقا فى نفس حنين ايضا واقتربت منها وهى تهتف :
– فى ايه يا فرحه مالك
اجابتهم بصوت متهجد :
– انا شكلى تعبت من الحمص اللى اكلته معدتى وجعانى جدا ودماغى بتلف
هدر زين مسرعا :
– قومى يلا بينا نروح
حركت راسها فى استجابة ولكنها ما ان وقفت على قدميها حتى دارت بها الارض ووقعت بين ايدى زين
تبدلت قسماته وهو يراها فى ذلك الشحوب ومال بجذعه واحتضن بقيتها وركض با تجاة السيارة وبعينه الاف من الدموع محصورة ركض اياد وحنين معهما نحو السيارة وساق اياد بهم بينما زين احتضنها بين يديه وبدء يتحسس نبضها وبشرتها كل ثانيه فى قلق دقائق مرت علية وهو يجاهد دموعه من السقوط وهو يدفع ذلك الجبل الذى بدء يطبق على قلبه السعيد وصل اياد الى اقرب مشفى
وركض بها زين الى الداخل لم يعير احد اهتمام وانطلق نحو غرفة الكشف وبدت احدى الطبيبات فى فحصها
لم يقبل زين مغادرة الغرفة فاستثنته الطبيبه واخرجت حنين واياد الى الخارج
فحصتها جيدا لمحاولة معرفة سبب الاغماء وبالنهاية التفت اليه لتشاهد كم القلق على وجه وتهدر :
– اية دا لى كل القلق كل الحوامل فى بداية حملهم بيحصل معاهم كدا
هنا سقطت دمعه من عينه ولكنها دمعة سعادة لا شيئ يمكن وصف
سماع تلك الكلمه عن عشيقته ومحبوبته وزوجته امام الله ورسوله فهذا كان ثمرة الحب الحلا ل الحب الذى خاف فيه الله وخاف ان يلمس منها شعرة دون عقد واهل ورضاء هذا هو الحب يا من تبحثون عنه بجد …………
**************************************************************
فى منزل القناوى …
انهى الجميع الطعام وبدوا فى الاحسان الى المعدة فكان عزام يشعر بالفخر بداخله والعظمة
بدأت زهرة فى صب الشاى بترتيب دخلت صابحة بغيظ ياكلها :
– بت يا زهرة اطلعى غيرى خلجاتك دى عشان تتعرفى على اخواتى …….امسكت الابرق الالمونيوم الكبير
…..واسترسلت ……..
– وانى هاصبه
صعدت زهرة فى دهشة ولم تنطى خدعه حماتها لها ولكنها تعرف جيدا كيف تحيك الامور فى النهاية لصالحها
على وجه صابحة نظرة شيطانيه وهتفت الى الخادمات بضيق :
– بت منك ليها انجروا اغسلوا المواعين ستكم زهرة هي اللى هتجدم الشاى عشان اخواتى يتعرفوا عليها
فاستجبنا فى سرعة لقد قضى على طاقتهم تماما فى ذلك اليوم الملئ بالعمل الشاق
وامسكت الملح وبدئت فى تزويده فى الاكواب بكمية كبيرة…ثم ابتسمت ابتسامه خبثة وهى تستدير للخارج تاركة الصنية اعلى الرخامة كى تورط زهرة فى هذا العمل الذى سيعصف بكل مجهوداتها اليوم واتجهت نحو غرفة الضيوف كى تثبت الوقعه على زهرة
**************
اتمت زهرة تبديل ملا بسها وتعطرت حتى تمحى اثار يومها المتعب نظرة نظرة نهائية على شكلها النهائى فى المراه فكحلها الاسود يبرز جمال وسحر عينيها اضافة الى عباؤتها السوداء
المطرزة ببعضا من الحوبيبات الفيروزيه التى اعطتها قيمة ووقار متصابى وتحركت للا سفل ونزلت باتجاه المطبخ مباشرا حتى تستعد لضيافة اخوال زوجها حملت الصنيه بين يديها
وهمت بالخروج ولكنها انتبهت ان هناك كوب مميز بمعلقة اثار شكوها واستدارت تتذوق احدى الاكواب
ولكنها سرعان ما قذفت ما فمها فى تقزز مصاحبها :
– يا بنت ,,,,, طيب يا حماتى هتشوفى دلوجت انا هعمل ايه
دقائق ودخلت زهرة عليهم فقز عزام يتناول من يدها الصنية فى حركة لم تسبق لا يا من اهل الصعيد ولكنه كان سعيد بها لدرجة انه لم يعد يدرك تصرفاته وقع نظرة عليها ورمقها بنظرة افتخار واعتزاز كادت صابحة ان تكسر اسنانها من شدة غضبها الى ذلك الموقف
وضع عزام الصنية وجلس الى الكراسى ثم دعا زهرة الى الجلوس جواره فاستجابت
مالت صابحة لتلتقط الكوب الموضوع به معلقة ظننا منها ان زهرة لم تفطن للامر وهتفت بشماته :
– اتفضلوا يا خواتى دوجوا عمايل مرات ولدى
تناولوا الجميع اكوابهم بينما ارتشفت صابحة رشفة من الشاى وتهجم وجهها وبدأت التغيرات على وجهها
وانتظرت تعليقات الاخرين نظرت فى وجوهم كلا على حدا ولكن لتجد الا علامات الاعجاب
هدر احداهم :
– تسلم يدك يا زهرة يا بتى صحيح نفسك يعدل الدماغ
مال راسها بقبول الثناء ثم استدارت الى صابحة وهدرت :
– اجيبلك يا ام عزام سكر لو عايزة
كادت صابحة ان تصاب بجلطة ثلاثية الابعاد
انتهى كل شئ سريعا وصعدت زهرة وعزام الى غرفتهم
لم يصتبر عزام حتى ينغلق الباب واحتضنها فى شوق ثم حملها بين يديها ودار بها فى سعادة وجنون تلك كانت حركات لا ارديه ليست من طبع عزام الرزين ولكن سعيد بها الى ابعد الحدود سعادة جعلته يفقد تعقله …كانت زهرة لا تستوعب كم هذا الجنون او تتوقع صدورهمن عزام نفسة …..انتبه عزام لصمتها ثم تنحنح فى حرج وانزلها برفق
واحتقن وجهه لا ستنكاره ما حدث حاول تغير جهة نظرة الى اى شيئا بعيدا عنها وكان للباب فتقدم بنحوه ليغلقه وظل يوليها ظهره وهتف بصوت متزن :
– الله يرضى عليكى خليتى راسي فى السما
اقتربت منه واحتضنت خصره دون ترد وهتفت وكان راق لها امر جنونه :
– انى تعبت انهاردة جوى جوى ……..قاطعها عزام بالتفافه سريعه وقلق وامسك يدها ووجها باسف
فاسترسلت وهى تنظر لتصرفاته القلقة …….. بس انى نسيت تعبى لما شلتنى وجولتلى كلمة حلوة انى مش صعبة يا عزام انا واحدة اى كلمة ولو كدب هتفرحنى اوعاك تتكسف من اللى عملته احنا ستر وغطا على بعضينا حتى لو العالم كله بيجبرنا اننا نكون عاجلين (عاقلين ) ومالوا
لما نجفل بابنا علينا نبجى اجن من المجانين …….
ابتسم عزام لكلماتها وهتف ممازحا :
– يعنى لما شلتك خفيتى
اؤمأت براسها فى ضحكة
باغتها بحركة فجائية ورفعها من على الارض وهتف بحنان :
– وانى ما احبكيش تبجى تبجى تعبانه واصل
هتفت وهى تنظر الى عينيه :
– ع تحبنى يا عزام ……
اجابها من قلبه :
– ع احبك يا قلب عزام حب ما حصليش من جبل سا بج
اغمضت عينيها بسعادة :
– يا ابوى ………يا بختها اللى تخلى صعيدى يحبها
ابتسم عزام لسعادتها ودار بها فى الغرفة ينشرونا بها ابتساماتهم وسعادتهم
****************************************************************
فى الصباح
ذهبت حنين واياد الى فيلا عاصم وفريال
وقف اياد يتابع اخته التى تتحرك با تجاة الباب الخا رجى فى تعمد واضح لعدم الاحتكاك به اقتربت منه وهتفت فى سرعه :
– هاى اياد ازيك ….لم تنتظر اجابته واسترسلت … جود باى
امسك اياد زراعها وهتف بصوت هادى :
– رودى هتفضلى زعلانه منى كدا كتير
لم تجيبة رودى واكتفت بتغير وجهها الى الجانب الاخر
لم يكف عن استرضائها فهو من ظلمها ويعرف واقع الظلم جيدا فهو ذاقه من قبل :
– تاكدى انى هفضل على طول فى ضهرك وكانت غلطة ومش هتكرر يا رودى
اولته وجهها وابتسمت له ثم هدرت بلا تردد:
– لو قولتلك انى عايزة اتجوز يا سين هتوافق هتقنع بابا وماما
عقد حا جبيه فى عدم استيعاب بينما هى انتظرت رفضه ببرود
ابتسم اياد وترك يدها بهدوء ثم هتف عكس المتوقع :
– هقولك مبروك يا حببتى ربنا يهنيكى ويسعدك
اتسعت ابتسامة رودى واحتضنت عنقه بسعادة ..
وهناك هرمون سعادة اخر فى حضن الاخ نوع مختلف من شهد الحب
*************************************************
فى الملاهى بين رودى وياسين
كان الجو ممتعا افرغ رأس يا سين من كل هم ود لو يتوقف الزمن ولا يتقدم ثانية وتتجمد كل الساعات وتبقى هى الى جواره هى التى اقتحمت عالمه وحياته بظرف استثنائى وبقيت الان كل ما حياته
كانت رودى تلاحظ نظراته المطولة وشروده المستمر لم تغفل عن تلك الشرارة المنبعثة بعينه بعشق جلى او حتى كلماته فى المساء بانه قلقا من احتياجه لها بقى استفزازه كى يطلب يدها وهى لم تتوانى ابدا عن الوقوف بوجه العالم وتبقى معه فهى شعرت فى بيته
بدفئ عجيب ادفئ اوصالها التى تجمدت ببرودة مازن وجدت علاجا نفسيا محكما وسط اطفاله حبا ستندم مدى حياتها ان ما كانت تقتنيه وتتنعم به
هتفت ليا سين الذى مازال شارد بوجهها :
– اية رائيك فى اليوم
هتف بعدما انتبه لسؤالها المفاجئ :
– اجمل يوم ياريت كل ايامى تبقى كدا
اجابته بدلال :
– فى ايدك كل ايامك تبقى كدا
قد فهم يا سن اشارتها وهم ليهتف ولكن هى استدارت سريعا بعدما القت ما ارادت كلمة واحدة من رودى اعطت لياسين املا لم يكن يحلم به فاذداد تحمسا وسعادة
*****************************************************************
فى منزل برهام
ذهبت حنين لترى ابيها الشديد القوى ذو النظرة الحادة والجسم الضخم
ضعيف هزيل لرفضه تناول الطعام كعقابا لنفسه على كل ما فعل فقد اشقاه سوء ظنه وكدر حياته لم يعد ذلك الضخم ولا حتى الشديد
فقد اصبح اشبه تماما عصاة الابنوسية القوية والتى انكسرت فى عز قواها فلا يغرك ابدا ارتفاع الظالم فكلما ارتفع كان السقوط مرعبا
لم تقاوم روحها الطيبة هيئته كهذه فهو بالنهاية والدها سبب وجودها على تلك الحياه وارتمت فى احضانه وبللت دموعه هو رأسها نعم بكى اعلى رأسها بكى بحزن وبندم فمازالت هى نقية لم يصيبها عفن القلوب والجحود
هتف بنحيب :
– انا…اسف يا بنتى
رفعت وجهها الباكى لتنيره ابتسامه وتهدر وهى تحتضن وجهه بين كفيها :
– بابا حبيبى انا مش ممكن ازعل منك انا مسامحاك على كل حاجه واى حاجة وهبدأ من جديد
ابتسمت عيناى عبد المجيد وهتف رغما عنه :
– ربنا يرضى عليكى يا بتى
لم يكن من برهام واياد الا التأثر لذلك الموقف الذى لن يكرره الزمن ولن تراه الا فى شهد الحب
الحب الذى يتغاضى عن اى غضب ويتخلى عن الحقد والاستمرار فى التعند ايضا كان حبا بعد معاناه
فالحب ليس بالسلعة الرخيصة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية علي ذمة عاشق ) اسم الرواية